المركز الرابع

الشاعر معاوية كوجان

منابر ثقافية تتحدث عن نفسها

سافرتُ في أُفُقِ الضِّياءِ طويلا
وطَفِقْتُ أضفرُ للعلا إكليلا

وزرعتُ في روضي زنابقَ فتنةٍ
للمُبدعينَ وكم مددتُ حقولا

وأشَدتُ للأفذاذِ شاهقَ منبرٍ
زانَ العقولَ حفاوةً وشُمولا

وأقمتُ أشجارَ الجمالِ فلم أَدَعْ
فنَّاً ،جعلتُ عطاءَهُ قِنديلا

وتسابقتْ نحوي القرائحُ تنتشي
وتزفُّ منها للأنامِ هديلا

أنظرْ وطُفْ في دوحتي يا ذا الحجا
تغْنَمْ أنيقاً ساحراً وجميلا

أُفُقانِ لي ؛شعرٌ يفيضُ محبَّةً
وسراجُ فكرٍ يرفضُ التأويلا

للسندباد سفينةٌ بخواطري
تطوي العبابَ لتكشفَ المجهولا

وخزائني ملأى بِهَمِّ عروبةٍ
مازال يُوسِعُها الضَّياعُ أُفولا

وخيولُ أحرفيَ الرفيلةِ بالضيا
هيهات تكبو أو تملُّ صهيلا

ونجومُ أخيلتي بمحبرةِ الهدى
تبقى لليلِ الحائرين دليلا

وكرامةُ الفُصحى منارةُ منبري
ستظلُّ روضاً للبيانِ ظليلا

لي من كتابِ الحزنِ نهرٌ دافقٌ
إنْ عاثَ في قومي الأسى تقتيلا

ندَّدتُ بالوَجَعِ المُقيمِ برأسنا
من ظلمِ طغيانٍ بَغَى مَخْبولا

وفضحتُ ما في الأرضِ من بؤسٍ طمى
أُزجي دموعاً يرتدينَ عويلا

وفرشتُ للإبداعِ سُجَّادَ النَّدى
فغدتْ لفنِّ المبدعينَ مَقيلا

وجعلتُ رأسَ (الضَّاد) وضَّاءَ السَّنى
وبسطتُ حبِّي للأنامِ رسولا

هذي أنا للنابهينَ منابراً
تُحيي الثَّقافةَ والغدَ المأمولا