احصائيات

الردود
13

المشاهدات
10705
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,267

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
11-26-2012, 09:02 AM
المشاركة 1
11-26-2012, 09:02 AM
المشاركة 1
افتراضي نوافذ دمشقية ..تأريخ شخصي لمدينة لا تموت
نوافذ دمشقية


ريم بدر الدين بزال

نوافذ دمشقية(1)
هي مجموعة نوافذ تطل على ذاكرة اعتنت دمشق بملئها في قلبي و عقلي.
لا أزعم أنني أقدم عملا مهما و لكن كلي إيمان بأن هذه الصور البسيطة ستكون يوما وثائق تاريخية لأجيال لم تولد بعد، يتعرفون من خلالها على نمط حياتنا و عاداتنا التي نعتز بها.
هي دعوة للتدوين الشعبي و الأدبي للتاريخ لكي لا تكون أعمارنا محض أشياء حدثت لنا دون أن تأخذ بصمتنا في جعبتها المرتحلة على مدى الأزمان.
وقفات كثيرة قد ترونها بسيطة لكنها إن لامست قرارة إنسان واحد على الأقل فهذا دليل كبير على أنها نجحت و أنها تسير في خطها الصحيح..


قديم 11-26-2012, 09:04 AM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
برسيس


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رقعة سوداء غريبة ملفوفة بطريقة معينة تحتفظ بها عمتي على رف خزانتها بعناية كبيرة تخرج إلى مرأى الجميع عندما تجتمع الجارات و الصديقات في سهرة أو أصبوحة أو " جمعة نسوان".
تفتحها لنراها مطرزة بالتطريز الدمشقي المعروف بالـ "آغاباني" و هو تطريز مميز بخيوط حريرية ملونة و في داخل الرقعة عدد من الصدفات "الودع " و القطع النحاسية الصغيرة ذات الأشكال الجميلة و الغريبة.. نتساءل أليست هذه الو...

ديعات هي التي تستخدمها العرافة "النورية" عندما تطرق الباب و تلح على أن تقرأ الطالع؟ و لا تملك النساء إلا الاستجابة لها تحت ضغط إلحاح الغجرية أو الإلحاح النفسي من ربة البيت لمعرفة طالعها رغم أنها تؤمن أن هذا مجرد " كلام فاضي".
ترد علينا جارتنا أم جمال أن هذه الوديعات ضرورية للعبة و أنهن لا يشبهن الغجرية لأنهن يلعبن للتسلية و لا يؤذين أحدا بتكهنات تثير الشك و الفتن كما تفعل العرافة.
الرقعة السوداء فيها عمودين متداخلين و كل منها مقسم إلى عدد متساوي من المستطيلات يتوسطها مربع يسمى مطبخ و التي يحالفها" الدست "و البنج" و "الشكة" كثيرا تطبّخ قبل التي يكون حليفها "الدْواء".
و في أماكن الفراغات من الرقعة طرزت عبارات مقتبسة من أغاني للسيدة أم كلثوم مثل " أنت عمري " و " أمل حياتي" و " جددت حبك ليه" ...و هذا يعود في الحقيقة إلى أن غالبية من يمارسن اللعبة يستمعن إلى أغاني " الست " أثناءها .. و يشربن القهوة المحمصة و الممزوجة بكثير من الهيل .
جاراتنا كن يجتمعن في سهرة يوم الاثنين في أحد بيوت الحارة و طبعا البرسيس هو سيد الجلسة النسائية و ينقسمن إلى فريقين مكون من لاعبتين في كل فريق ..كانت جارتنا أم عبدو ماهرة في " التحريم" وهي كلمة تعني الغش لذلك كانت كل واحدة منهن حريصة على أن تكون أم عبدو في فريقها لأنها ستفوز حتما و كانت النهاية المعتادة مشاجرة خفيفة لأن فريق أم عبدو دوما متهم بأنه ربح عن طريق الغش !
لكن هذه المشاجرة تنتهي بجلسة صلح على الكنافة النابلسية أو الأرز بالحليب أو كرات النارنج بجوز الهند و أغنية دمشقية قديمة
و مع أن اللعبة نسائية بحتة إلا أن بعض الرجال تستهويهم اللعبة كنوع من التغيير عن الألعاب الرجالية كطاولة الزهر و الشطرنج و الداما و قد كان أحد رجال عائلتنا مغرما بهذه اللعبة و دوما يمنى بخسارة ساحقة لكنه يعزوها دوما إلى أن الحظ حليف النساء اللواتي يبارينه و في إحدى المرات حالفه الحظ فقال أن السبب ذكاؤه و دهاؤه !!


قديم 11-26-2012, 11:48 AM
المشاركة 3
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سلسلة موفقة والفكرة والعنوان كنا نحتاجها ..
وليتك تكمليها حتى ننظر إلى دمشق كما لو كنا نراها بأعيننا
بوركت يا ريم ..
وأسأل الله للشام استقرارا قريبا وعودة لمجدها القديم

قديم 11-27-2012, 07:11 AM
المشاركة 4
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سلسلة موفقة والفكرة والعنوان كنا نحتاجها ..
وليتك تكمليها حتى ننظر إلى دمشق كما لو كنا نراها بأعيننا
بوركت يا ريم ..
وأسأل الله للشام استقرارا قريبا وعودة لمجدها القديم
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته أخي محمد جاد الزغبي
حقيقة هذا هو مشروعي الجديد أن نأخذ من مفردات دمشق التي لا يعرفها إلا من ولد بها و عاش في حناياها و نقدمها للضوء
أشكرك للحضور الجميل و نسأل الله ان يعم بلادنا بالأمن و السلام
تحيتي لك

قديم 11-27-2012, 07:43 AM
المشاركة 5
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
توت .. تين ... عنب

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
اعتنى جدي على مدى كبير من السنوات ببستانه الكبير و المتنوع و كان يقضي فيه فترة ما بين الفجر و الضحى و ما بعد العصر و حتى العشاء و كان البستان جنة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .. يجمع كل أنواع الأشجار المثمرة من الفواكه و النباتات الصيفية و غيرها .. و كان محرما علينا الخروج للبستان في أوقات سقاية البستان من جهتين رسميتين إحداهما كانت الوالدة لأنها تدرك من خبراتها السابقة أننا سنعود لها بكميات متنوعة من البقع على ملابسنا ناتجة عن تناول الفواكه المتنوعة في البستان أما الجهة الأخرى فكان جدي نفسه إذ كان يخشى على الزرع من عيوننا المتلصصة و هو ينعم بحمامه اليومي.
كان جدي في الأمسيات الخريفية الباردة نوعا ما يدعونا إلى حفلة شواء حيث يضرم النار في مكان مخصص بجوار البئر قرب شجرة التين البعل و يضع عليها أكواز الذرة إلى أن ترتفع منها تلك الرائحة الشهية ..
و في الصباحات المبكرة جدا من الشتاء البارد اعتاد أن يخرج على بستانه يرعاه بعناية و يشعل النار ليضع عليها إبريق القهوة بالحليب ليقضي ساعتين من الثرثرة المتواصلة مع جدتي .. كان هذا الشغف ببستانه يوقظه في الليالي الباردة ليغادر فراشه الدافئ و غرفته الدمشقية ذات الجدران السميكة إلى البستان ليشعل نارا تشيع الدفء في جنباته.
و كان يتخذ مجلسه صباحا بالقرب من شجرة التوت يضع بساطا و مرتبة و يلتحف عباءته السميكة ..
و التوت في البستان نوعان .. توت هزاز و توت شامي
فأما التوت الهزاز فقد خلق لنا طقسا جميلا حيث نداعب شجرة التوت بهزها فيسّاقط علينا ثمرا حلوا شهيا و أما التوت الشامي فقد كنا نخشى أن نقترب من الشجرة على روعتها و حجمها الذي يفرد ظله على مساحة كبيرة جدا من البستان و السبب وراء خشيتنا منها هو البقع التي تتركها ثماره على الملابس و التي لا تزول أبدا حيث كانت غواية هذه الشجرة و تذوق ثمارها درب وعر يقود إلى علقة ساخنة من الأهل..
لكن أجمل ما في التوت الشامي هو عندما يتحول إلى عصير بلون مميز تتقن جدتي صنعه و ترتيبه في آنية زجاجية تصطف في الكتبية بكل زهو لتخرج في الأمسيات و السهرات في أكواب زجاجية دمشقية مميزة لا يكون لون زجاجها شفافا بل مائل نحو الزرقة أو الخضرة
و كان جدي في العصارى و المساءات يتخذ مجلسا آخر ما بين البئر و شجرة التين
و كان التين أيضا على نوعين في البستان منه ما ينمو و يثمر بسقاية السماء و يسمى " تين بعل" و منها ما يثمر برعاية و عناية و يختلفان في درجة الحلاوة و لكن التين البعل أكثر حلاوة خصوصا عندما تقوم جدتي بتحويله إلى مربى لذيذ الطعم.
و في البستان أيضا كانت تمتد على مساحات كبيرة دوالي العنب المتنوعة من حلواني و بلدي و غيره و كانت إحدى هذه الدوالي تعرش فوق البئر مباشرة الذي لا يشبه الآبار الرومانية ذات الجدار الاسطواني الصغير يعتليها الدلو و إنما البئر العربي الذي يكون باتساع دائرة قطرها أربعة أو خمسة أمتار و يتم تنظيفها دوريا بالنزول إليها من خلال سلم مغروز في حائط البئر و لكي يبقينا جدي بعيد ا عن البئر اخترع لنا حكايات عن جنيات ووحوش تسكنه تختطف كل من يقترب منه من الأطفال... لكننا اكتشفنا هذه الكذبة مبكرا و كنا ننتظره أن يفيض في بادية الربيع لنجلس عند حافته و نغمس أرجلنا في مياهه الباردة ,

قديم 11-28-2012, 12:24 PM
المشاركة 6
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

ياسمين الممشى


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



هكذا كنا نطلق عليه ..كان يتوسط أرض الديار و حوضين كبيرين مستطيلين زرعا بشتى الزهور الدمشقية العريقة شمشير و بنفسج و دادا و ضراير و مكحلة و قرنفل و منثور و جوري أحمر و مطبّقة شامية بيضاء اللون و زهرية الحواف .. و ثمة زهرة يسمونها الشب الظريف بلون وردي و لون أبيض و ميزتها أنها تضم بتلاتها في النهار و تفردها ليلا و كأنها شاب أشقر لا يقوى على الوقوف في حر الشمس..
في الحوضين ثمة أشجار مثمرة أكي دنيا و كرز و مشمش و ليمون و نارنج و كانت جدتي تقول دوما " فاكهة الديار تطول الأعمار " و كانت تعمد إلى شجرة الأكي دنيا فتختار لنا أنضجها ثم ترصها في طبق تقدمه لنا في المساءات الربيعية الدافئة و تجتني ثمار النارنج لتصنع منه مربى مميز بنكهة الشام..
في أحد الحوضين زرع جدي لسبب ما نخلة كبيرة و لم تثمر مرة واحدة بالرغم من انتظاره طوال عمره لهذا الحدث المهم و كان يخبرنا أنها ستثمر يوما ما .. و في يوم رحيله الأخير وقف مقابل تلك النخلة يرامقها بشغف و يرجوها أن لا تخيب رجاءه حتى في غيابه .. و كانت النخلة وفية له بقدر ما زرع فيها من محبة و إيمان .. أثمرت أخيرا وسط دهشة الجميع و كانت مناسبة احتفالية ضخمة لكن جدتي أعلنت أنها تخشى أن ثمرها قد يكون غير صالح للاستهلاك البشري فاكتفينا بالتقاط الصور بالقرب من جذع النخلة ..
في الممشى بحرة صغيرة تتوسطه و يعرش على السقّالة الخشبية شجرة ياسمين كبيرة ترخي جدائلها عليه بالكامل و تملأ برائحتها المكان .. متعتنا الجميلة تحت ضوء قمر دمشقي كانت أن نصنع أطواقا من الياسمين نحيط بها عنق جدتي و خالتي فيما الراديو يصدح بأغنية لأم كلثوم ..
و الياسمين كان على نوعين .. ياسمين بلدي أبيض ببتلاته الخمس و رائحته المميزة و ياسمين عراتلي و لونه أصفر برائحة عبقة تختلف عن الياسمين البلدي و للعراتلي شعبية في البيت الدمشقي و تقول عنه جدتي " عينه قوية " أي أنه لا يحترق في شمس الصيف اللاهبة و لا يذبل و رائحته تخترق النوافذ و الأبواب .

قديم 11-28-2012, 01:35 PM
المشاركة 7
عمر مسلط
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
كم يُسعدنا أن نطل من خلال نوفذك الدمشقية ، على تفاصيل الجمال الشامي بألَقِه وروعته ...

الأديبة / ريم بدر الدين

أتمنى لكِ التوفيق في هذه النوافذ المطلة على دمشق المجد والتاريخ .. سائلين الله أن يحفظ أهل

سوريا وأن يَمُن عليهم بالخير والأمان ...

أتمنى لك الخير ...

سَيدَتي ... أجمَلُ الوَرد .. هُو الذي تُغطيه الأوراق !
قديم 11-28-2012, 01:54 PM
المشاركة 8
عبدالحكيم مصلح
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أختي الفاضلة ريم حفظها الله

تلك المفردات الرائعة لا زالت عالقة في أذني ،
التوت والتين والعنب الشامي وذاك البائع خلف الجامع الأموي بتوته الرائع ورمانه الأروع لا زال صوته في ذاكرتي
لك ِ أطواق من الياسمين الدمشقي وزهور أكادية بحجم الأطلسي ،
نسأل المولى عز وجل أن يمنح أهلنا في الشام الأمن والأمان ،
تحيتي وأحترامي مع جوري القدس بهية المدائن ،

قديم 11-30-2012, 08:57 AM
المشاركة 9
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كم يُسعدنا أن نطل من خلال نوفذك الدمشقية ، على تفاصيل الجمال الشامي بألَقِه وروعته ...


الأديبة / ريم بدر الدين

أتمنى لكِ التوفيق في هذه النوافذ المطلة على دمشق المجد والتاريخ .. سائلين الله أن يحفظ أهل

سوريا وأن يَمُن عليهم بالخير والأمان ...


أتمنى لك الخير ...
تزداد لصور اتضاحا عندما نرى الوطن بكليته و نحن خارج كيانه .. كل الذاكرة بتقاصيلها الدقيقة أتت دفعة واحدة
سعيدة انها تنال انتباهتكم
أ. عمر مسلط
حمى الله سائر بلادنا و أعاد لها جميعا الامن و الاستقرار
تحيتي لك

قديم 11-30-2012, 08:59 AM
المشاركة 10
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أختي الفاضلة ريم حفظها الله

تلك المفردات الرائعة لا زالت عالقة في أذني ،
التوت والتين والعنب الشامي وذاك البائع خلف الجامع الأموي بتوته الرائع ورمانه الأروع لا زال صوته في ذاكرتي
لك ِ أطواق من الياسمين الدمشقي وزهور أكادية بحجم الأطلسي ،
نسأل المولى عز وجل أن يمنح أهلنا في الشام الأمن والأمان ،
تحيتي وأحترامي مع جوري القدس بهية المدائن ،
نعم أستاذي عبد الحكيم مصلح .. من شرب من مياه الشام شربة أو اغترف بيده لا بد يمتلىء قلبه بمحبتها
أشكرك للحضور الجميل و أسأل الله الامن للشام و سائر بلادنا المتألمة
تحيتي لك


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: نوافذ دمشقية ..تأريخ شخصي لمدينة لا تموت
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سد سيسد أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 4 09-08-2022 06:53 AM
البــــــــندول...تأرجح روح مازن الفيصل منبر البوح الهادئ 18 12-18-2013 08:28 AM
نوافذ نبض حوراء أحمد منبر البوح الهادئ 0 12-01-2013 10:04 AM
فيلسوف العقل - ( تموت روحى بموت الفلسفة ) بقلم الكاتب / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى منبر الحوارات الثقافية العامة 3 04-28-2012 12:13 AM
نوافذ لهم... معتزابوشقير منبر شعر التفعيلة 28 05-22-2011 01:50 AM

الساعة الآن 05:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.