قديم 03-09-2011, 07:48 PM
المشاركة 11
نايف المطلق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
((الفصل الحادي عشر))
"الذئب والثعلب"
عاد الرائد ناصر منزله وهو يتأمل أبنائه وإبنته مها وأخذ ينظر لهم بنظرة إستحسان وقد كان يعاني من ديون عالية حتى أنه لا يبقي من راتبه أي شيء.
في تلك الليلة طلب ساري من الجميع العودة للعمل....وبينما كان يلقن مع عثمان الطرق والاساليب الجديدة وإذ به ينظر من على بعد وجد الرائد ناصر ينظر إليه من بعد وهو مرتدي زي عادي ثم إبتسم وسار بعيداً عنهم.
وطلب ساري منهم التوقف عن العمل بأي شكل من الأشكال.
وشرح لرفيقه حمدان عن السبب وهنا أحس حمدان بخوف ولكن ذكاء ساري كان أكبر من أن يكشف أمره لأنه قد أكتشف,وسبب قدوم الرائد هو أمر يخفي وراه سراً.
جرت الأيام وعاد الجميع لمزوالة الاعمال ولكن بشكل خفيف,ضرب جرس باب العزبة وفتح ساري الباب فوجد الرائد ناصر قد دخل عليهم وهو يطمئنهم بأنه لا يحمل سلاح ولم يأتي لإلقاء القبض عليهم.
وسأله ساري عن سبب قدومه,وهنا جاء لكي يتمم معهم صفقة كبيرة يحصل على نسبة من المبيعات مقابل تجاهلهم بشكل جذري وكبير,وفكر ساري في الأمر ونظر إلى عثمان وعلم بأنه قد كان واشي,تبسم ناصر وهو يطمئنه بانه لن يرى عثمان بعد اليوم, ومنذ ذلك اليوم إختفى عثمان من المدينة بعد أن سجنه الرائد ناصر حيث أن عثمان تم إخراجه بناء على رغبة الحكومة لمعرفة بقية المتورطين في قضية ساري وأنها كانت مقايضة مع عثمان.
وبالفعل تمت المقايضة,سكوت ناصر وتسهيل أمور بيعهم مقابل حصوله على نسبة من الارباح التي يدرها عليه ساري بالاضافة إلى أن ساري كان يستفيد من ناصر في إعطائه الأسماء التي تنافسه حتى يخلوا له البيع وحيداً في المدينة كلها.
وبدأت تجارة ساري وحمدان تزدهر يوماً عن يوم أكثر منذ قبل حتى أصبح ساري يمول مناطق عديدة لا حصر لها واصبح أحد أكبر التجار في هذا المجال.
وفتح محلاً تجاري حتى لا يتشبه في امره وكان يودع مبالغاً لعائلته في البنك.
مرت الاعوام ومازالت صفقة ساري والرائد ناصر مستمرة.
حتى تخرج أخاه طلال من الثانوية وقام ساري بتعليمه في خارج المملكة وإعطائه مبلغ يكفيه لمدة أعوام دراسته وطلب من البنك بصرف المبلغ المطلوب له على شكل تدريجي ومتقطع شهرياً لمدة طويلة.

قديم 03-09-2011, 07:48 PM
المشاركة 12
نايف المطلق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
Smile
((الفصل الثاني عشر))
"النذل"
تلبدت السماء كعادتها بالغيوم ووسط قطرات المطر التي بدأت تهطل كان ينظر ساري إلى حارته البسيطه وهو يتنهد بداخله وهو في إشتياق لأخاه طلال.
أخذ يتأمل كل زاوية تطل من النافذة يرى أحد المتعاطين ساقطاً في الشارع وكأنه شيء لم يكن موجوداً وينظر في النافذه المجاورة وهو يرى رجل يضرب أبنائه ويسمع في المنزل المجاور زوجان مختلفان.
لبس ساري معطفه وقبل رأس والدته التي طلبت منه البقاء قليلاً أخذت تتحدث معه عن الزواج والإستقرار أخذ يؤجل الموضوع وقبل رأس والدته وخرج.
إتجه إلى العزبة التي ينتظره حمدان بها,وأخذ حمدان يعطيه بعض الأنباء الجديدة التي بدأت تتوارد في مسامع الجميع في الأيام الماضية.
حيث أنه هناك بضاعة بكمية كبيرة ولو أخذوها ستدرعليهم مبلغاً كبيراً جداً وقد يتوقفا بعدها عن تجارة المخدرات,وحينما إلتفت ساري لحديث حمدان وهو يطلب ان تكون آخر عملية,إستطرد حمدان بأنه يريد العيش في أمان وإستقرار وينهي جو الرعب والخوف الذي يجتاحه في كل يوم.
هز ساري رأسه بالرضى والقبول وسأله عن مخاطر هذه العملية,أجابه حمدان بان الخبر قد أنتشر وأصبح لدى العديد ولا يخفيه أمراً بأنه قد يكون أيضاً لدى السلطات.
نظر ساري إلى حمدان وساله عن المبلغ الذي قد تدره عليهم هذه العملية,أجابه حمدان بأنه مبلغ لا يحلمان ابداً,وافق ساري على الفور ووضع يده على حمدان وهو يردد إنها العملية الختامية ولكن لكل شيء ضريبة.
وطلب وسيط جديداً وأخيراً لهذه العملية ويجب أن يكون من حارة مختلفة ولا ينبئ بالخبر إلا قبل العملية بساعات قليلة.
عاد حمدان لمنزلهم وإجتمع بأسرته ويسألهم عما ينقصهم وعما يحتاجونه.
أخذت الأم تتحدث وأسرعت مروج إلى غرفتها خجله إستغرب ساري من موقف أخته,وضحكت الام وهي تخبر ساري بأن شخص أتى لخطبتها وتبسم ساري وهو يسأل عن الشاب الذي تقدم لخطبة أخته مروج وأخذ إسمه وتمتم بأنه سيسأل عنه في الغد.
في صباح اليوم التالي أتصل ساري بالرائد ناصر وطلب مقابلته على وجه السرعه,التقيا في منطقة خاليه,وأخذ ساري يتحدث مع الرائد ناصر وكان يريده لأمرين.
الأمر الأول هو يريد السؤال عن رجل تقدم لخطبة أخته مروج
الأمر الثاني كان يريد أن يتحدث معه في العملية القادمة.

قديم 03-09-2011, 07:49 PM
المشاركة 13
نايف المطلق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
((الفصل الثالث عشر))
"تبادل المنافع"
وهنا قدم ساري ورقه صغيره للرائد ناصر بها إسم الشاب وحينما فتحها الرائد ناصر وجد بداخلها إسم أحد العسكر الذي يعملون تحت إدارته وهو يمدحه ويثني عليه.
وعندما بدأ النقاش حول العملية أخذ الرائد يستمع إلى ساري بدقه وهو يتعجب لأفكار ساري.
وهنا أخرج ساري من جيبه شيك بمبلغ كبير ونظر إلى الرائد ناصر ووضع يده على كتفه ويطلب منه إنتظار النصف الآخر من المبلغ.
وبدأ يعطي ساري الرائد ماذا يريد منه في هذه العملية,فساري يريد أن يضع الشاب الوسيط تحت مجهر الرائد ناصر.وبأي وسيلة كانت يريد من الرائد ناصر إخراجه هو وحمدان من القضية بشكل تام.
وأنهم سيذيعون إشاعة بأن البضاعة ستأتي من الطريق المؤدي من جده إلى الطائف وليس بطريقة التهريب ولكن في الواقع ستكون البضاعة مهربة.
وأن يريد أن يضع بضاعة خفيفة جداً تكفي لإلقاء القبض على الوسيط حتى تتضح بأن العملية إنتهت وعلى خير ما يرام وأما الرائد سيكون مربحة مضاعفاً يلقي القبض على جاني وعلى بضاعة وعلى مبلغ زاهد من المال.
وافق الرائد ناصر على الفور وهو يتعجب مع عقليه ساري الغير مكمل تعليمه.
عاد ساري إلى العزبة وجلس وإقترب منه حمدان يسأله عما جرى بينه وبين الرائد فبشره ساري بأن العملية ستتم وأن موعدها قريب جداً.
وبعد يومين جاء العريس ماجد وطلب يد مروج ووافق ساري على الفور بل وجعل موعد زواجهم بعد أسبوعين من الآن.
تمت المراسم على خير ما يرام وذهبا العروسين في شهر العسل.
وبعد إنتهاء المدة عاد ماجد ومروج وبدأ ماجد يزاول عمله.
جهز ساري للعملية التي من المفترض أن تكون بعد يومين من الآن
أخذ ساري وحمدان يتأكدان بأن الامور كلها تسير على مايرام وان الإشاعة بدأت تأخذ صيتها في أرجاء المنطقة الغربية,وأخذ الرائد ناصر يجهز القوات التي تنتظر البضاعة لتلقي القبض على الوسيط.
وإلى الآن لم يختار ساري وحمدان الوسيط الذي سيتورط في هذه القضية برمتها.

قديم 03-09-2011, 07:50 PM
المشاركة 14
نايف المطلق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
((الفصل الرابع عشر))
"نقطة تحول"
يوم العملية.
إستيقض ساري من نومه الذي في الواقع لم يكن سوى بعض من الكوابيس.
لبس ثيابه وإتجه إلى العزبة حيث ينتظره هناك حمدان.
وهنا قرر ساري ولأول مره أن يذهب هو وحيداً بدلاً من حمدان ليتفاوض مع الوسيط رغم إلحاح حمدان إلا أن ساري أصر وبشكل حاسم.
سأله عما كان كل شيء كما هو مخطط له وإنطلق إلى حارة تبعد عنهم بقليل وإتجه إلى أحد تجار المخدرات هناك وأخذ يتفاوض معه حول البضاعه التي سمع عنها وأنهم متاكدون بأن الأمور ستسير على ما يرام وأن المربح سيكون هذه المرة بالنصف.وافق على الفور التاجر واتفق مع ساري بأن القضية ستكون بين متناول يديهم.
وفي الساعة الثامنة مساءاً من ذلك اليوم
تحركت الشاحنه من مدينة جده وأخذت القوات تأخذ مواقعها في نقطة التفتيش المؤديه إلى مدينة الطائف وفي منتصف الطريق وأثناء توقف سائق الشاحنه لقضاء حاجته ركب في مكان السائق وتركه جشعاً منه ليأخذ البضاعة وحده وهذا ماكان يخطط له ساري أساساً.
لأنه على علم بان هذا التاجر جشع ومتسرع في كل قراراته.
إنطلق الوسيط بنفسه متجه الى الطائف وبعد ساعة وصل إلى نقطة التفتيش طلب منه العسكري الرخصة وهنا أخرج الوسيط الرخصة وطلب ان يكشف على الشاحنه فأنطلق الوسيط بسرعه عالية وبدأت القوات بإطلاق النار على إيطارات الشاحنة.
توقفت الشاحنة وخرج الوسيط رافعاً يديه لأعلى وقام بتسليم نفسه وأخذوا بوضع "الكلبشات في يده" ونظر إلى الرائد ناصر وهو يقول لي شريك في الجريمة يدعى ساري,هنا احس الرائد ناصر بأن مستقبله أصبح مهدداً بالخطر والتفت وإذا بأحد الضباط يسأله عن ساري فأجاب بأن أحد الصبية معه يراقب ساري وهو يأخذ بقية البضاعة بالتهريب هنا أبلغت القوات البحث والتحري عن ساري وأخذ الوسيط يدلهم عن مكان ساري بعد أن أصبح مراقب من قبل أحد الصبيه وأنه يريد الاتصال به لمعرفة مكانه وأخذ الهاتف على الفور واتصل بالصبي الذي كان يراقب ساري من بعد وارشدهم إلى الطريق , سمع ماجد الخبر وقام بالاتصال بساري الذي تعجب من إتصال نسيبه به في هذا الوقت ولكن لم يعطي الأمر أي إهتمام و قام الرائد ناصر بإجراء مكامله هنا فهم ساري المغزى ورد على الاتصال وطلب منه ناصر بأن يغير ساري إتجاهه بأسرع وقت ممكن.
وبالفعل أخذ ساري يضع البضاعه في شاحنه يقودها صديقه حمدان ونظر إليه وكأنها نظرة وداع وطلب منه أن لم يعد أن ينتبه لأمور عائلته.

قديم 03-09-2011, 07:50 PM
المشاركة 15
نايف المطلق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
((الفصل الخامس عشر))
"تهور"
إتجه ساري إلى منطقة بعيده وسيارته فارغه من أي شيء وكان يريد الاتجاه إلى منطقه جبلية لا يجده أحد حتى ينتهي الأمر بواسطة الرائد ناصر وإن وصل الأمر لإغرائه بمبلغ من المال.
إنطلق ساري بسرعة عاليه وسط الجبال والظلام الحالك الذي يغمر المنطقة.
...
طلب الرائد من الوسيط أن يركب بسيارته ليذهب للقسم ليكملوا التحقيق حول قضية ساري وإنطلق الرائد ساري بسرعة كبيرة وحيداً مع الوسيط حتى وصلا لطريق لا يراهم به أحد وهنا أوقف السيارة ونظر خلفه واخذ بتكسير الحاجز الصلب الذي بينه وبين الوسيط وهنا تعجب الوسيط حتى كسره ونظر إليه ثم أطلق النار في وجهه واخذ الرائد الناصر بجرح رقبته حتى تكون وكانها قضية اعتداء حصلت له وهم في المركبة وأخذ السيارة ليجعلها ترطم في الجدار المجاور أتصل فوراً بدوريات الأمن.
أما ساري هنا فقد محي عنه جانب واما الجانب الثاني فلابد من معرفة الصبي الذي يعمل مع الوسيط.
ونظر ساري من الخلف فوجد أضواء سيارة تطارده وما أن إلى أمامه وجد جرف حاول أن يضغط على المكابح ولكنه كان مسرعاً وسقطت السيارة في الجرف وإحترقت .
...
إنتظر حمدان صديقه ساري وحاول الاتصال به ولكنه لا يجيب وذهب منطلقاً في الطريق الذي سلكه ساري .ورأى من بعيد أضواء النار تشتعل واسرع فوجد السيارة ساقطه ونظر إلى سيارة واقفه بجوارهم وعندما اقترب منه هرب بسيارته.
أسرع حمدان ليجد صديقه ساري يلفظ انفاسه الأخيرة أسرع به إلى أقرب مستشفى.
في صباح اليوم التالي دخل شاب على الرائد ناصر وهو يخبر بأنه يعرف مكان ساري فأتصل الرائد بالعسكر ليلقوا القبض على هذا الشاب لأنه الشريك الحقيقي للعملية وليس ساري وأنه يتهم أحد المواطنين بقضية لا أصل له فيها.
دخل ماجد إلى الرائد ناصر في نظرة تعجب وذهول وشكره على ما فعله و أقسم له بأنه سيكون سراً دفيناً للأبد.
وسأله عن ساري فأنزل رأسه وهو يدع له بالرحمة هنا إقشر بدن الرائد ناصر لما سمعه مدى قذارة الاموال التي توصلها إلى هذا الحد من الجشع حيث أنهم يساوموا على أرواح الناس.
ووضع يده على كتف ماجد وخرج ليكمل اجرائات التحقيق مع الصبي ليلفق له القضية بشكل تام.

قديم 03-09-2011, 07:51 PM
المشاركة 16
نايف المطلق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
((الفصل السادس عشر))
"العودة من الصفر"
فتح ساري عينيه وبعد مرور 3 أعوام ينظر إلى أرجاء الغرفة بصمت وتعجب
يرى الاطباء حوليه أحدهم يمسك بيده وأحدهم يسأله والثالث يصرخ والممرضات في الحجرة ويتصادمن وشخص ملتحي يبعد الاطباء من أمامه ويعانقه بشده ودموعه تسبح في وجه ساري.
لقد كان حمدان بعد أن هداه الله فقد إلتزم.
أراد أن يتحرك ساري من ساري ولكن لم يستطع أحس بثقل فضيع وبدأ الصراع داخل رأسه يشد من الموقف الصعب.
نظر إلى حمدان وهو يساله عن المكان وماذا حصل له,هنا عانقه حمدان مرة اخرى وهو يقول "كل شيء في أوانه"
مرت الساعات أمام حمدان وهو سعيد لدرجة عظيمة بعودة صديقه.
خرج وإتصل بوالدة ساري وهو يبشرها بهذا النبئ وأخذت أخته مروج الهاتف من أمها من شدة محبتها لأخيها ساري,وطلب منهم البقاء في المنزل وأنه سيأتي إليهم في الحال.
دخل حمدان المنزل وهو في فرحة تملئها الدموع يقبل رأس والدة ساري ,وبدأت تلح عليه بانها تريد الذهاب اليه اليوم ولكن أقنعها حمدان بانه سيطحبها هي ومروج في الغد.
وهناك في المستشفى كان ساري يعيش أكبر صدمة في حياته حيث أنه لم يستطيع التحرك بسبب بقائه على السرير لمدة 3 أعوام.وأخذ يتذكر شريط حياته ويتألم كثيراً ويتألم ضعف الانسان وقدرة الله سبحانه وتعالى ودموعه على تسبح في وجهه تاركه معاناة اعوام بلا أي نتيجة.
في صباح اليوم التالي أوقضت ام ساري حمدان وطلبت منهم أن يصطحبوها للمستشفى.
أمسك حمدان بيد مروج التي أصبحت ضريرة وذهبوا إلى المستشفى لرؤية شخص إشتاقوا لرؤيته أعوام كثيرة.
دخلت أم ساري مسرعة وهي تحتضن يد إبنها وتبكي بكاء شديد وأمسك حمدان بيد مروج التي غدت ضريرة كل هذه المشاهد مرت امام ساري في تعجب واضح وكبير.
وبعد مرور اللحظات الصعبة,إستغرب ساري بقاء مروج كاشفة وجهها ولابسة نظارة شمية,وإقترب منه حمدان ليحكي له كل شيء.

قديم 03-09-2011, 07:52 PM
المشاركة 17
نايف المطلق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
((الفصل السابع عشر))
"إنه خطئي"
فماجد بعد ان إكتشف بأن ساري تاجر مخدرات ,إنقلب حاله بشكل جذري أخذ يعاير مروج به وبأنه لا يتشرف بها كزوجة ولم يطلقها بل كان يعذبها ويمنعها من زيارة والدتها حتى طلب منها في إحدى الأيام وفي منتصف الليل أن تقوم بالطبخ له وأثناء قيامها قام بدفعها فأرتطم رأسها "بالجدار" وأغشي عليها وهنا ذهب بها للمستشفى فأكتشف أنها ضريرة , وعندما سألوها أجابة بأنها هي قد إرتطمت في الجدار ووجد ماجد أن خير وسيلة يبتعد فيها هي أن يطلق مروج.
ثم صمت حمدان وأخذ ساري ينظر إليه بنظرة الاستطراد,تنهد قليلاً حمدان
وبعد طلاقها بسنه تقدم لخطبتها وأن ساري كان في المستشفى وطلال سيعود بعد عام من الآن.
وأخذ ساري يسأل عن طلال وعن احواله وعن أحوال كل الجيران وهو في ألم بداخله ولعله كان يريدهم أن يرحلوا من المستشفى بعد ما سمعه من حمدان.
وإنتهت الزيارة وخرجوا,وهنا أحس ساري بأنه السبب بكل ماحصل لعائلته من مآسي,دخل عليه الطبيب وهو يطلب من ساري التحظر لجلسات العلاج حتى يستطيع القيام والعودة كما كان,وسط دهشة منه ثم أومئ بعدم الرضا.
حيث انه لايريد أن يرى الناس وكانه إستيقض من كابوس وذاهب إلى كابوس أقسى وأمر بكثير.
عاد حمدان للمنزل مع مروج وام ساري وأخذ يحكي لمروج بأنه قلق حيال أمر ساري وأنه يشعر بأنه في كابوس لا يستطيع الاستيقاض منه أبداً
وخرج حمدان من المنزل رغبة منه في تبشير أهالي الحي الذ يعيشون به وعندما خرج وجد ماجد امامه وبدأ يساله إذا ماكان ساري قد إستيقض وهل سيسلم منه وأخذ حمدان ينصحه بان يبتعد بشكل كلي عن المنطقة فساري كان يحب اخته حباً كبير,وأن وجوده سيكون بمثابة خطر على نفسه.

قديم 03-09-2011, 07:52 PM
المشاركة 18
نايف المطلق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
((الفصل الثامن عشر))
"الشيطان عاد"
بعد مرور 6 أشهر خرج ساري من المستشفى الذي بقي فيه ثلاثة أعوام وسته أشهر طريحاً للفراش.
خرج وكانه طفل حديث الولادة متعجباً وكأن الستة أشهر لم تكن كافية حتى يتفهم ويتسوعب الصدمات المتتالية,خرج ساري وعاد لمنزله الذي كان يعيش فيه منذ طفولته.
وبعد اسبوع ذهب ساري لصديقه حمدان بحثاً عن أمواله التي كان قد تركها مع حمدان,إلا أن حمدان أكد له بأنه تبرع بكل ريال إلى الجمعيات الخيرية,وخيم الصمت على تعابير ساري الذي لم يعير الموضوع أي إهتمام فالاموال ذهبت وما عساه أن يفعل.
ومن هنا بدأ ساري يبحث عن عمل له بعد أن باع حمدان المحل التجاري الذي أنشأه بعذر أنها نقود محرمة.
أخذت الأيام تجري وساري مازال يبحث بها عن عمل ولكن لاجدوى أبداً.
وفي إحدى الليالي وكعادتها المدينة تمطر بشكل غزير خرج ساري عند عتبة باب المنزل وهو يرى أحدهم يسير ويترنح يتخبط هنا وهناك,أمسك به ساري قبل أن يسقط وعندما نظر إليه ضحك الرجل وهو يشير إلى ساري أحد أكبر تجار المخدرات وأخذ بلعن ساري وشتمه وأنه السبب في كل ماحصل له من مصائب وأنه سبب تشتت عائلته وسبب طلاقه من زوجته.
ومن هنا مازال ساري يعاني من هذه المشكلة خصوصاً بعد أن تناول العسكر إسم ساري بعد عمليته الاخيرة على هيئة مشتبه به.
ولكن مازال ساري يهرب من الماضي بشكل قطعي ويبحث عن عمل يكسب به رزقه بالحلال.
فعندما يتقدم عند أي وظيفة يجد الأسئلة الروتينية,هل سبق لك العمل..؟؟
هل تملك شهادة جامعية,هل معك شهادة خبرة...؟؟
وكان ساري يلوح دائماً بأن الحياة قد ضاقت به خصوصاً بعد ما حصل له من مآسي في الحياة.
بعد مرور ستة أشهر عاد طلال إلى السعودية وسط ترحيب وفرحة كبيرة من عائلته ومن اخاه الأكبر ساري حيث أنه قد غاب عنهم فترة طويله.
وكانت فرحة ساري خصوصاً لا توصف بعودة أخاه ناجحاً مرضياً عليه.

قديم 03-09-2011, 07:53 PM
المشاركة 19
نايف المطلق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
((الفصل التاسع عشر))
"اشتد ساعده فرماني"
بعد شهر جاء تعيين طلال في إحدى المستشفيات الحكومية كطبيب وكان قد أخذ الطباع الغربية بشكل عميق ومحتكم حتى ان الغرور قد أخذ منه مبتغاه.
وبينما كان تجلس العائلة ويحكي لهم طلال عن الغربة وعن الحياة الغربية كان ساري دائماً ما يسأله إلا أن طلال كان ينظر لإخية بأنه شخص جاهل وغير متعلم
وساري يأخذ الأمور بكل رحابة صدر إلا أنه بداخله يعتصر.
وبعد مرور بضعة أشهر أخذ طلال يستعير من منزلهم والحي الذي يعيشون به وكان ساري يحاول أن يلغي هذه الفكرة من رأسه إلا أن طلال وبغرورة كان لا يرد على ساري بأي رد وكانت أم ساري تدلل طلال إلى أبعد درجة ولم ترفض له الفكرة ورحبت وقرروا الرحيل إلا ساري الذي فضل أن يعيش في بيتهم حتى يموت.
أخذت الأيام تصارع ساري تضربه يمين وشمالاً لا يقدر على عمل أي شيء لا يستطيع الحصول على وظيفة بالاضافة إلى أنه يرفض العودة لم كان هو عليه.
كذلك حال أخاه الذي لم يشكر ساري الذي كان يضحكي من أجل أن يوفر لقمة العيش له ولأسرته وترك الدراسة من أجل تحمل مسؤولية المنزل الأمر الذي جعل ساري يشعر بأنه إنسان لا قيمة له لدى عائلته.
وبعد تفكير عميق قرر ساري أن يذهب للرائد ناصر إلى مكتبه.
في صباح اليوم التالي إنطلق ساري إلى المركز الذي يعمل به إلا قبل دخوله رأى الرائد ناصر ينطلق بسيارته وذهب خلفه,حتى وصل إلى الجامعة التي تدرس بها إبنة الرائد ناصر.
نظر إليها ساري من بعيد وعندما ركبت السيارة رفعت الغطاء عن وجهها فقد كانت مها تتمتع بجمال كبير جداً.
عاد ساري ادارجه وقرر أن يقابل الرائد في التالي.
وفي صباح اليوم التالي ذهب ساري الى المكتب ودخل على الرائد ناصر وسط دهشة من ناصر ورحب بساري وطلب منه الجلوس.
وهنا طلب ساري من ناصر بأن يجد له على وظيفة ولكن ناصر لم يكن سيخدم ساري بهذا الموضوع حيث أن ساري يملك سمعة غير مؤهلة لجعله يعمل ومع هذا مثل الرائد ناصر لساري بأنه سيساعده على البحث عن وظيفة.

قديم 03-09-2011, 07:53 PM
المشاركة 20
نايف المطلق
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
((الفصل العشرون))
"جنون"
بقي ساري حبيس منزلهم الذي يقطن في وسط تلك الحارة الشعبية التي يملئوها القفر والألم والقهر.
فلم يكن يخرج ولا يذهب لأي مكان لاسيما زيارة صديقه حمدان له بين الفينة والآخرى أما والدته فقد فضلت أن تبقى في المنزل الجديد الذي إنتقلت فيه مع إبنها طلال.
ورغم محاولات حمدان في إخراج ساري من الأزمة التي كانت تعبر مهجته إلا أن جميع محاولاته بائت بالفشل.
فبدأ الإكتئاب يعبر حياة ساري بأقصى درجاته فهو يرى كل شيء قدر رحل أمامه بالاضافة إلى جلد الذات الذي كان يشعر به مع عدم إيجاده لوظيفة يستطيع أن يجد منها لقمة العيش بشكل مستمر,لاسيما عائلته التي وكأنها نسيت ماذا قدم لهم ساري إلا مروج التي كانت تذهب دائماً مع زوجها حمدان لترى ساري.
حتى أنه بدأ يخلق أشخاص ليس لهم وجود أو قد رحلوا مثل والده ومثل شخصيات سلبية تجعله يعيش صراع قوي بينه وبين نفسه.
وبدأ يتأمل ساري حاله يوماً بعد يوماً حتى فرغ صبره وقرر أن يضع الخيار الأخير للرائد ناصر.
في صباح اليوم التالي ذهب ساري إلى مكتب الرائد وسأله عن إذا وجد له عمل ولكن إجابة الرائد كانت واضحة إنه لاعمل في هذا الوقت وهنا جن جنون ساري وطلب من الرائد ناصر خدمة بأن يتركه يعمل في المجال القديم دون أن يضيق عليه الخناق وهنا فقط أشار الرائد لساري بالطرد من مكتبه تبسم ساري وخرج والألم يعصر مهجته.
عاد ساري لمنزله وأخذ يبحث عن عمل مع أحد التجار المخدرات في تحدي واضح وصريح مع الرائد ناصر.
وبالفعل وجد مكان له مع أحد التجار وإستطاع ساري في فترة وجيزة أن يصنع لنفسه مكان ممتاز بين هؤلاء.
وبدأت الشكوك تدخل قلب حمدان الذي يسمع عن صديقه ولكنه لم يصدق حتى إلتقى به وحاول أن يستفسر منه ولكن صمت ساري كان واضحاً بالإضافة إلى أن ساري كان يحاول تغيير الموضوع.
ومع تضييق النقاش من قبل حمدان إعترف ساري رغبة منه في الإنتقام من كل شيء.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: يسكنون الأرض ...لنايف المطلق
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فلسفة الحب المطلق محمد بوثران منبر الشعر العمودي 7 02-21-2021 09:00 PM
نعمة الشفاء و نعمة المرض و المرض المزمن د محمد رأفت عثمان منبر الحوارات الثقافية العامة 2 04-07-2016 03:49 AM
الأرض ترد على سارقها بيوم الأرض أشرف حشيش منبر الشعر العمودي 0 03-30-2016 12:30 AM
العام المطلق والعام المخصص مسألة أصولية احسان طالب منبر الحوارات الثقافية العامة 4 11-12-2014 12:44 PM
روح الأرض .. عبدالعزيز المشعل منبر شعر التفعيلة 0 12-26-2011 01:30 PM

الساعة الآن 08:14 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.