قديم 10-29-2010, 04:22 AM
المشاركة 11
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كيفية الإستدلال بالقرآن والسنة وتطوير البحث العلمى العربي



للشاعر المصري العبقري هاشم الرفاعى قصيدة لاهبة محرقة بدأت بالبيت الآتى ..
ملكنا هذه الدنيا قرونا ×× وأخضعها جدود خالدونا ..
وسطرنا صحائف من ضياء ×× فما نسي الزمان ولا نسينا
حمــلناها سيوفًا لامعات ×× غداة الروع تـأبى أن تلينا
إذا خرجت من الأغماد يومًا ×× رأيت الهول والفتح المبينا
وللفنان المصري على الحجار قصيدة شهيرة غناها فى معرض لحن النهاية للمسلسل العربي " هارون الرشيد " وللأسف الشديد لم يمكننى معرفة القائل النابغ الذى ألف هذه الأبيات الرهيبة فى وقعها وتعبيرها .. لكنه بلا شك شاعرٌ تمزقت مشاعره بما كانت عليه الحضارة الإسلامية طيلة تسعة قرون ملكنا فيها الدنيا .. علما وعملا .. وما أصبحنا عليه الآن
يقول الشاعر مناديا بحرقة لمن ذكرته تاريخ العرب
أرجعى الأمس الخلى ×× ذكرينا واسألى ..
أين زرياب وأين الشعر ,.. أين الموصلي
أين ما كان لنــا ×× فى الزمان الأول
ثم يقول الشاعر النابغ ..
كانت الدنيا حكمها عربي ×× بكتاب الله أطهر الكتب
وطيلة التاريخ العربي النابغ الذى انتهى بنهاية العصر العباسي كان الحكم الرشيد حكم كتاب الله منهجا وفكرا .. وليس كما قال الجهلة حكما دينيا داعين إلى وجود حكم مدنى .. لأن تلك العصور جعلت كتاب الله قبلتها حيث قالت وعملت .. فكانت عصور الإبداع والفنون والعلم والأدب .. وحتى فى العصور التالية على عهد العباسيين وعصر الأمويين بالأندلس رأينا فى تلك العهود التى اكتسبت العظمة , مرجعية للقرآن عن طريقها نفضوا الخذلان فكانت البطولة فى قلب عهود التخاذل .. وهل ينسي التاريخ الجيش المصري بقيادة قطز وبيبرس مع المغول والصليبيين ؟! .. وهل ينسي التاريخ صفحات أسد الدين شيركوه ونور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبي حتى آخر آيام المجد فى التاريخ الإسلامى .. يوم حرب رمضان والذى كان من أيام الله بالعودة إلى الله فكانت معجزة أكتوبر ..
ووالله ما هانت أمة من أمم العرب إلا بتركها لفكر القرآن والسنة ولا عرفت فى أيامها بطولة أو علما إلا بكتاب الله يستنهضون به التفرد الإسلامى والعربي فى شتى المجالات ..
فأين هى أيام التفكر .. أما آن لها أن تعود ؟!
أما آن لنبوءة رسول الله عليه الصلاة والسلام وضمانته لأمته أن تعود فى قوله " الخير فيّ وفى أمتى الى يوم القيامة " ؟!
ستكون مفاجأة للكثيرين لو علمنا أن عودتها وبأيدى الشعوب لا الحكام هى عودة سهلة ميسورة باستغلال الهمم الغالية التى نراها بادية فى العديدين من نجوم المسلمين ولا تحتاج إلا إلى التنسيق والتوجيه ..
وعن طريق التشبث والتفكر فى القرآن والسنة كما سنرى ..
فالهدف الذى نتمناه من زمن طويل عندما تفجر التطور والكشف العلمى وتتابع فى المائتى سنة الأخيرة على نحو بالغ السرعة ..
هنا نتمنى أن يوجد التنسيق المرتجى بين علماء العلم الكسبي وعلماء التفسير سعيا للربط بين ما دلنا عليه القرآن الكريم وبين ما تكشفه الحفريات والآثار والعلوم للوصول إلى نقطة التقاء بين قصة الخلق كما يعرفها القرآن مضغمة وبين ما تكشفه لنا البحوث المختلفة بالإضافة للكشف والربط بين حقائق التاريخ السحيق الواردة بالقرآن وبين الآثار والتاريخ الذى نكتشفه ونبحث عنه اليوم
ومن أوجه الغرابة أن البريطانيين لهم تجربة غريبة فى شأن اتخاذ المرجعيات عندما تقدم أحد ضباط المخابرات البحرية البريطانية فى الستينيات من القرن الماضي بدراسة بالغة الغرابة حول أوجه التطابق بين قصص الخيال العلمى التى كتبها عباقرة الخيال العلمى مثل جورج هربرت ويلز وجولى فيرن وبين الأحداث التى تحققت بعد ذلك وحملت نفس مضمون تلك القصص .. ودلل رجل المخابرات البريطانى على قوله بما حدث لأشهر السفن العملاقة فى القرن العشرين وهى " تيتانيك " والتى بلغت من قوتها أن قال أحد مالكيها أن تلك السفينة لا توجد قوة على الأرض تستطيع إغراقها بل إن الله نفسه إذا أراد إغراقها لن يستطيع ! .. وأبحرت السفينة فى طريقها إلى الولايات المتحدة من بريطانيا بحمولتها الضخمة لتغرق فى المحيط عقب اصطدامها بجبل جليدى .. وقد أشارت دراسة الضابط إلى أن هناك قصة شهيرة حكت عن سفينة بنفس مواصفات تيتانيك وتنبأ المؤلف فيها أنها كانت سفينة عملاقة غير مسبوقة واسمها " تيتان " وغرقت فى نهاية القصة بعد اصطدامها بجبل جليدى بالمحيط الأطلنطى !
وبغض النظر عن صحة ما قاله الضابط البريطانى من عدمه وأثار به اهتمام ومتابعة رؤسائه وبغض النظر عن كتاب المتنبئ الفرنسي نوسترادموس والذى خضع ولا زال يخضع لمرجعية العديد من العلماء فى محاولة استكناه أسراره ..

ألا يدفعنا هذا إلى سؤال منطقي بسيط .. فى ظل هذا التشبث الغربي بأوهامه ؟!
وهو عن سبب إهمالنا لمرجعية القرآن العبقرية والسنة الصحيحة المحسومة الصدق والتى تحوى إشارات كفيلة لو ـ وضعناها فى اعتبار البحث ـ أن نكتشف العشرات من الظواهر التى عليها حجب بالغة الكثافة من الغموض .. ومن باب أولى وقبل أن نعيب على علماء الغرب ألا يجب أن نعيب أولا على أنفسنا ونحن منذ عصور الإسلام الأولى نفتقد إلى العلماء والممولين وشباب الباحثين فى مجال التاريخ البشري والتاريخ الطبيعى الذين يستطيعون أن يغرقوا البحث خلف الربط الوثيق بين حقائق القرآن وما تحويه الحضارات والعهود القديمة لا سيما وأن بعض الأحاديث قد أشار إلى تفاصيل بالغة الأهمية حوت مواضع جغرافية وفلكية وحقائق علمية تشير إلى أماكن البحث المثلي ..
وإن كنا قد سلمنا للغرب فى استغلاله للثروات الطبيعية العامرة بها المنطقة العربية وهو يستغلها ويحصل عليها منا كمواد خام أولية ثم يعيد تصديرها إلينا بأضعاف مضاعفة من ثمنها على هيئة سلع .. فلا ينبغى أن نضحى بالكنوز العلمية القابعة فى معيارين هما وجود الأسرار العلمية العديدة بأرضنا بالإضافة إلى وجود المرجعية التى تحمل الدلالات الهادية لنا فى البحث مما يوفر علينا عشرات بل مئات السنين فى التوصل لتلك الحقائق وهو ما عاناه الغرب نظرا لانعدام مرجعيته ومصدره الدينى فوصلوا للإكتشافات الحديثة والملغزة بالكون بعد سنوات طوال ومصاريف باهظة وعهود طويلة من الجهل العقيم ..
فقد تخبط العلماء بالغرب حول كيفية بدء الكون لمدة تزيد على مائة عام بعد ظهور نظرية الإنفجار الكبير التى ظلت قيد التطبيق النظرى دون إثبات حتى أتى الأمريكان فى نهاية القرن العشرين وبعد التوصل إلى وسائل التصوير الاليكترونية بالغة التقدم ليثبتوا النظرية عمليا بتجربة أجراها علماء مركز الأبحاث العلمية بنيويورك
حيث استعان العلماء بآلات التصوير الدقيقة التى يمكنها التقاط بليار صورة " مليون مليون صورة " فى الثانية الواحدة ليتابعوا تجربة بالغة الدقة كانت فكرتها فى الإتيان بأربعة وعشرين أنبوب ضخم من أنانبيب الليزر ووجهوا تلك المدافع الليزرية بكامل طاقتها إلى بؤرة دقيقة حملت جسيمات من الوقود الذرى ..
فتسببت الطاقة المتولدة من تلك المدافع والتى تعادل طاقة الولايات المتحدة بأكملها فى حدوث انفجار ذرى ميكروسكوبي وارتفعت درجة الحرارة إلى معدل خرافي لم يبلغه بشري بلغ نحو مائة مليون درجة مئوية وهو ما يزيد على درجة الحرارة الكائنة بقلب الشمس ذاتها .. وكانت النتيجة كما رصدها التصوير الاليكترونى هى تولد شمس ميكروسكوبية فى قلب الأنبوب الإختبارى بعد فناء الجسيمات الذرية ..
وبهذا أثبت العلماء صحة مولد الكون من الانفجار الكبير بعد تلك التجربة التى أنفقت نحو 70 مليون دولار تقريبا ذهبت كلها فى لا زمان تقريبا " 1 / بليار من اللحظة " ..
وعندما هاجت الصحافة حول السفه العلمى جاءهم الرد الذى أخرسهم عندما كشفت الإحصائيات أن النساء تنفق نحو مليار دولار سنويا على أدوات الزينة وتنفق أمريكا نحو نصف مليار دولار على المخدرات كل عام فما الضير من إنفاق أضعاف ذلك على العلم والمعرفة ؟! ..
وهذه الهمة هى التى تتوافر بالغرب وتنعدم عندنا نحن بالرغم من وجود الأدلة الراشدة كما سبق القول والتى تعد كفيلة باختصار زمن البحث العلمى لدرجات عليا .. فلو توفرت الهداية الربانية بالغرب مثلا عند ظهور نظرية أصل الأنواع لتشارلز داروين لما استغرق إسقاطها السنوات الطوال ولو توافرت نفس الهداية ونفس القدرة على الإستنباط من القرآن الكريم لما ظل العلم الفلكى لمدة تزيد عن الخمسين عاما يعتقد بوجود ثمانية أو تسعة كواكب ولكان البحث قد اتجه على الفور للتنقيب عن احد عشر كوكبا ..
هذا هو الذى أعنيه بضرورة انتباه فئات العلماء والغيورين على الدين من المنظمات المدنية لا الحكومية المتجمده بالسلطة .. لأن العلماء والممولين الذين تتوافر فيهم الغيرة الدينية المحمودة للأسف الشديد يفتقدون إلى التوجه الفكرى السليم فى بناء حضارة الإسلام من جديد فلن أتحدث هنا عن مليارديرات العرب المتمركزين بمصر والخليج ينفقون الأموال فى شتى مصارف السفه كما أننى لن أتحدث عن العلماء النابغين المهاجرين بل سأقصر الحديث على أصحاب الأموال الذين توافرت فيهم النية والعلماء الذين توحدت فيهم العقيدة مع هدفهم العلمى بتمنية البلاد الإسلامية وإحياء الفكر الإسلامى

قديم 10-29-2010, 04:23 AM
المشاركة 12
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

فهؤلاء وهؤلاء يمضون كجزر منعزلة عن بعضهم البعض وعن بقية علماء الأقطار الاسلامية غير العربية وكلٌ منهم فى اتجاه مع أن الحكمة العربية الشهيرة تقول من قديم أن الإتحاد قوة ..

فهل لنا أن نتخيل مدى القوة التى سنجنيها عندما تتضافر جهود الغيورين فعلا من الطرفين أهل العلم وأهل المال حتى لو كان عددهم خمسة من كل فئة .. إنها ستكون بلا شك بداية إنطلاقة غير مسبوقة بفتوحات غير متصورة كما سنبين بالأمثلة ..
فمع الأسف الشديد هناك من العلماء من لم يحسن نشر علمه رغم نيته الطيبة وهناك منهم من ترك الأمور يائسا وأغلق على نفسه بابه ناسيا أن الرسول عليه الصلاة والسلام عندما نصحنا بأن نغلق على أنفسنا الأبواب فى فتنة آخر الزمان لم يحمل أمرا مع الوصية بترك الواجب أو اليأس من الإصلاح وإلا لما قال عليه الصلاة والسلام " إذا قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة فليغرسها " وهى الحكمة الهادية التى ترفض اليأس حتى النهاية ..
وأيضا تأملت بالحسرة أصحاب المال من أهل الغيرة وهم يمضون زرافات فى أنشطة تحتاج التنظيم والتوجيه ..
فيلقون بالملايين فى أنشطة لإنشاء المساجد ونحن بحاجة أولى الى المصلين ودور العلاج المجانى ونحن بحاجة أولى لعلاج الأرواح والبصائر ودور الأيتام ومساعدة الفقراء وكلها أنشطة مطلوبة وجميلة لكنهم التفتوا للجميل وتركوا الأجمل لأن تركيز الدعم على البحث العلمى والفكرى كان سيغنينا على الأقل من ضربات المستشرقين واستهزاء المستهزئين عن عمد أو عن جهل .. عندما يتكفل علماء العلوم الكسبية بالإتحاد مع علماء الشريعة فى إثبات صحة الآيات القرآنية والأحاديث المشرفة إثباتا قطعيا بالأدلة العلمية .. بالإضافة إلى النهضة التى ستصعد بالتراجع الاسلامى إلى درجة الرقي الأسمى ..
ومن غريب ما عرفت أن مجموعة من أصحاب المال العرب تعطى مكافأة قدرها ثلاثين ألف دولار تقريبا لمن يستطيع أن يدفع غير المسلم إلى الاسلام
وهى كارثة كبري لو تعلمون .. !!
فأصحاب النية الصالحة فى تلك المكافآت غابت عنهم حقيقة أن عصرنا الآن هو عصر الإستغلال بلا حدود والأمر يمكنه أن يتم كصفقة بين مسلم وغير المسلم طمعا فى المال فتصبح الدعوة هنا دعوة ضرار كالمساجد الضرار التى حرم الرسول عليه السلام أن نصلي بها .. بالإضافة إلى أنه حتى لو كانت المكافأة فى مكانها وتمت هداية غير المسلم إلى الإسلام من أحد الناس .. فأيهما أكبر تأثيرا , أن ندعم الأنشطة العلمية التى تدفع الناس زرافات للإسلام على خير القناعة عندما يلمسون بأيديهم معارج الهداية موثقة بالأدلة التى تقنعهم وتتحدث لغتهم وهى أدلة العلم الكسبي .. أم نسعى لإعادة عهد المؤلفة قلوبهم والذى أنهاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما رفض الإستمرار فى تألف قلوب الناس فى عهده ليظلوا بالإسلام حتى تستوثق عقيدتهم وقال قولته المشهورة " لقد أصبح الإسلام عزيزا ولا يحتاج لذلك "
فالدعم العلمى وتنظيم تلك التجارب بشتى أنواع العلوم كفيل بتحقيق غاية المنى وبأيسر السبل ولست أعنى التوجه للعلوم التجريبية فقط بل يكون قبلها العلوم الفكرية والتى غابت بغياب مراجعها القديمة التى اهتم ويهتم بها الغرب ونتركها نحن أصحابها .. والمتمثلة فى عشرات الآلاف من الكتب والمخطوطات التى تنتظر ذو حمية فيبادر لطبعها مجددا بشكل مكثف عما هو قائم ليعرف أهل الاسلام ما هى رسائل اخوان الصفا , تلك الفكريات التى أعجزت عمالقتهم , ومن هو عبد الرحمن بن خلدون ومن هو السيوطى ومن هو بن حزم ومن هو الفارابي , ومن هو الخوارزمى مبتكر علم الجبر والذى سجلت معادلاته فى المراجع الغربية باسم " الألجاريزم " ومن هو أبو القاسم الزهراوى والذى كانت كتبه وأشهرها الحاوى فى الطب هى المرجع الرئيسي لعلوم الطب الغربية زهاء أربعة قرون
هذه المراجع التى لا ينفذ علمها تخيلوا معى لو قامت فى أركان الدول العربية مسابقات ثقافية متتابعة فحواها تحقيق ودراسة تلك الكتب واختبار المتسابقين فى دراستها على أيدى متخصصين .. تخيلوا معى النتيجة .؟!
لن تمضي عشر سنوات حتى نجد بين العرب آلاف العلماء والمفكرين الذين بُنيت أفكارهم على أرضية واثقة صلبة
وتخيلوا معى لو أن تجربة الجمعيات العلمية التى ابتكرتها جامعات مصر ومهمتها تنمية الموهبة العلمية فى الإكتشافات والإبتكارات لطلبة كليات العلوم وقد نجحت التجربة برغم ميزانيتها ونشاطها المحدود .. لو أن تلك الجمعيات تم تعميمها بمسابقات وهيئات مدنية يقوم عليها كبار الداعمين للثقافة وتم توفير المختبرات لهؤلاء الطلبة وتوفير احتكاكهم بأروع ما أنتجته القريحة البشرية من أجهزة .. تخيلوا كم عدد العلماء الذين سنكتسبهم من أثر هذا الدعم ؟!
واضافة إلى كل هذا .. سيكون الإنتماء المفقود أجمل ما سنتمكن من إعادته لقلوب الشباب العربي التائه فى تغريب العولمة وأولئك المتميزين من شباب المواهب الذين قتلتهم يأسا يد الإهمال ولسان حالهم يقول كقول الإمام الشافعى
وأحق خلق الله بالهَمّ .. إمرؤٌ ×× ذو همةٍ .. يـُبلي بعيشٍ ضيقِ
وأمامنا نوافذ البحث العلمى والتاريخى بلا عدد .. فى شتى العلوم والمعارف منها
أولا .. فى مجال التاريخ الطبيعى
المتأمل فى تاريخ الحضارة السحيقة سيجد أنه مجال بالغ الثراء يعكف عليه الغرب بحثا وتنقيبا فى بلاده وبلادنا نحن أيضا .. وليس خافيا أن البحث فى البلاد العربية يأخذ الإهتمام الأكبر من العلماء فى محاولة تفسير العديد من الآثار وترجمة عصورها فمن تلك الآثار ما تم ترجمة تاريخه ومنها ـ وهو الأعم الأغلب ـ ما زال خافيا .. فلماذا لا تكون لنا البادرة ومعنا الاشارات القرآنية التى تهدى وتكشف مثل
كهوف تاسيلي الموجودة بمنطقة جبال تاسيلي على الحدود الجزائرية الليبية
والتى اكتشفها الرحالة " برنبان " عام 1938 م وكانت
كشفا رهيبا لأن ما وجده برنبان أثار فضول العلماء عشرات السنين لأنه وجد رسوما ونقوشا بالغة الوضوح تحمل صورا دقيقة لرجال ونساء يطيرون فى الجو بأحزمة طيران وملابس فضائية حديثة بالإضافة الى أجهزة فضائية ورواد فضاء وما إلى ذلك من مشاهد مذهلة .. حتى جاء العالم " هنرى لوت " ومعه فريقه عام 1956 م ليـُخضعوا تلك الرسوم للفحص الدقيق بالمسح الذرى وقياس الكربون المشع والبوتاسيم بالصخور التى رسمت عليها تلك اللوحات لتظهر حقيقة تزيد الغموض أضعافا مضاعفة وهى أن تلك الرسوم عمرها ما بين 20 ألف عام و30 ألف عام .. !!
فما هو كنه تلك الحضارة السحيقة التى تركت هذه الآثار لو علمنا أن غاية التاريخ المقروء والبادئ وفق تصنيف العلماء توقف عند عشرة آلاف عام ماضية فقط لم يمكنهم تحديد أى علامات حضارية وآثار مسجلة أقصي من هذا البعد وكانت أول الحضارات المتقدمة المكتشفة هى الحضارة الفرعونية التى يتراوح عمرها بين 7 , 12 ألف عام بحد أقصي
لو أننا أحسنا التنقيب والبحث خلف تلك الحضارات التى وُجدت قبل عشرين ألف عام وامتلكت مثل هذا التقدم واضعين بأذهاننا القصص القرآنية التى روت العهود السحيقة وأضافت الأحاديث النبوية الكثير من التفاصيل إلى تلك الروايات ألا يمكننا كشف كنه تلك الحضارة لو أننا لاحظنا حقيقة هامة وهى أن آدم عليه السلام نزل الى الأرض منذ 100 ألف عام وهو أقصي عمر لوجود البشر على الأرض وفق آخر التقديرات العلمية .. وما دام العلم توقف عن الإدراك عند حدود عشرة آلاف عام ماضية فقط فأين هى الأمم التى سبقت تلك العهود وحق عليها الفناء بالجزاء الالهى وكان بعضها كما أشار القرآن الكريم بالغ التقدم والرقي كما وصف مثلا قوم عاد وارم فالوصف القرآنى البديع " إرم ذات العماد التى لم يخلق مثلها فى البلاد " لا يمكن أن يكون شيئا له شبيه لأن المتحدث هنا هو رب العزة فما دام قد قال لم يخلق مثلها فى البلاد فمعنى هذا أنها كانت حضارة تفوق تقدمنا العلمى بمراحل واغترت بعقولها فكان جزاؤهم الفناء الذى أخبرنا القرآن الكريم
وكذلك قارون الذى كان من قوم موسي وأمواله وذهبه الذى كان ينوء بالعصبة حمل أقفاله أين تلك الثروات الرهيبة والتى خسفت بها الأرض ولماذا لا يتم التنقيب والبحث والإستدلال بالآيات القرآنية عليها..
الغوامض العلمية المذهلة المتمثلة فى منطقة الربع الخالى بالجزيرة العربية والتى تعجز الأشعة عن سبر أغوار رمالها المتحركة الغامضة والتى أشار القرآن والحديث فيها إلى أنها موطن قوم إرم كما بين الحديث الشريف ذلك عندما أخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام بأن مساكن إرم التى لم يخلق مثلها فى البلاد ستكشف مرة واحدة لأحد الصحابة وهو ما تحقق فعلا
كذلك قصة ذى القرنين والسد الغامض المبنى من زبر الحديد والنحاس والذى لم يستطع قوم يأجوج ومأجوج خرقه وسيفتح فى آخر الزمان لتكون بداية النهاية مع أعداد يأجوج ومأجوج الخرافية والتى ستبلغ من كثرتها أنهم إذا عبروا على نهر وتناول كل منهم شربة منه سيفنى هذا النهر .. بالإضافة إلى قصة فرعون وما اكتشفه العلماء حول أحد ممياوات الملوك الفراعنة بمصر وكيف أن التحليل أثبت موت صاحب الجثة غرقا وفرعون هو المشار إليه بالقرآن إلى أن الله تعالى سينجيه ببدنه ليكون آية وعبرة ..
والبحر الميت أغرب البحار على وجه الأرض حيث تبلغ درجة ملوحته درجة رهيبة ولا يوجد به أى كائن حى من الكائنات المائية لا الأسماك ولا غيرها ويقع بنفس المنطقة التى كان يقطنها قوم لوط عليه السلام .. والبقايا الفخارية بالغة الكثرة والقدم الموجودة بصعيد مصر ألا تذكرنا بالمخازن الفخارية التى أعدها أهل مصر فى السبع سنوات عجاف التى فسر بها يوسف عليه السلام رؤيا عزيز مصر كما أشارت القصة القرآنية لو أننا ربطنا الحقائق التاريخية والبحث العلمى بالحقائق والإشارات القرآنية والسنة ألا يوفر لنا هذا حقائق مذهلة ما زالت بالغة الغموض فما المانع من وضع الإشارات القرآنية كمرجع عميق و التى أصبحت مع بدايات الكشوف التاريخية بالذات سراج نور أمام غوامض عدة .. ولماذا لا تكون لنا البادرة فى التفسير والربط والإكتشاف ما دام الله قد وهب لنا الإشارة وأمرنا بالتدبر ؟!

ثانيا / فى العلوم التجريبية " الطب والفلك والحيوان والنبات "سبقت الاشارة الى مدى الترابط الوثيق بين الآيات الكونية فى القرآن الكريم والسنة وبين الحقائق التى ظلت أالغازا حتى أثبتتها التجارب حول الإتساع اللامتناهى للكون وحول مواقع النجوم وحول عمد السماء غير المنظورة .. بالإضافة إلى ما قرره العلماء عن الأبعاد الكونية التى لا يمكن للبشر ادراكها ومدى ما تشير اليه الآية الكريمة " ويخلق ما لا تعلمون "
ولا زالت آيات القرآن الكونية تحمل المزيد ولا زالت حقائق الكون غامضة تنتظر التفسير ..
وفى مجال الطب والتداوى وحديث القرآن عن العسل الذى فيه شفاء للناس والتمر الذى أوصي به الرسول عليه السلام والزيتون والتين والسواك والحبة السوداء والدباء " القرع " وما إلى ذلك من إشارات بديعة لنباتات تحمل فى أعماقها شفاء معالجا دون آثار قاتلة كالتى أورثنا إياها علم الصيدلة الكيميائية من الغرب والذى بدأ فى السنوات الأخيرة يلهث خلف الغابات والقبائل الافريقية الموصومة بالتخلف ليدرك أى معالجات ساحرة تلك التى يتعاطاهات أولئك البدائيين بالتوارث
وعندنا فى عالمنا العربي قبائل الطوارق التى تقطن الصحراء الغربية الممتدة فى أعماق مصر والجزائر وليبيا وكشف علماء الغرب كنه الأشجار التى يتداوون بها ووجدوا فيها مواد مخدرة وأخرى شافية كما أشار لذلك بعض رحالة العرب مثل الدكتور مصطفي محمود والكاتب الكبير محمود السعدنى وغيرهم
إضافة إلى ما تكشف من حقائق طبية صريحة حول المنهى عنه فى المأكل والمشرب بالقرآن والحديث وطابقت اكتشافات العلماء صحة التحذيرات وقد قال الله عز وجل
( حرمت عليكم الميتة , والدم , ولحم الخنزير , وما أهل لغير الله به , والمنخنقة , والموقوذة , والمتردية , والنطيحة , وما أكل السبع - إلا ما ذكيتم - وما ذبح على النصب , وأن تستقسموا بالأزلام . . ذلكم فسق )
وكل ما حرم الله جاء مطابقا لصحة البشر وحياتههم .. وأسلوب الذبح للحيوانات والذى أثبت العلم أنه السبيل الأكثر أمنا والوحيد لتفريغ الدماء عبر شرايين الرقبة ليطيب المأكل وقد حذرنا رسول اله صلي الله عليه وسلم من أكل كل ذى ناب وجاء العلم مقررا الأثر الفادح فى تناول آكلات اللحوم .. كما أوضح عليه الصلاة والسلام مدى الأثر الصحى الذى يتركه الوضوء عندما شبهه بوجود نهر يغتسل المرء منه خمس مرات يوميا فلا يبقي من درنه شيئ ..
وفى مجال الحيوان حدثنا القرآن وتحدثت الأحاديث الشريفة عن أمم أمثالنا بين الحيوان وعن لغات بينهم وجاء علماء الحيوان ليكتشفوا الأعاجيب فى أمم النمل والنحل والنظم الهندسية والتشريعية التى تحكمها كأحسن الأمم البشرية تحضرا
ولا زالت هناك اشارات غامضة تنتظر التفسير حول هذا العالم الأغرب من حولنا فقد حدثنا القرآن عن تسبيح كل شيئ لله ولم يستثن لا جمادا ولا كائنا حيا وأشار القرآن بنفس الآية الى أننا لا نفقه هذا التسبيح
كل تلك الحقائق ألا تحفزنا للبحث خلفها بالأسلوب العلمى واستخراج ما بها من كنوز نبنى بها من جديد حضارة إسلامية ناهضة قبل أن يأتى الوقت الذى يعود فيه الإسلام غريبا كما بدأ ..


قديم 10-29-2010, 04:24 AM
المشاركة 13
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
طبقات الإعجاز بالقرآن والسنة


وفى هذا الفصل .. سنعرض لطبقات الإعجاز القرآنى الكريم فى الشأن العلمى ونرد فى نفس الوقت على الجهالات التى أتى بها خالد منتصر وزمرته التى ضربت الأمثلة فى الغرض عند القول والجهل عند الفعل ..
لكن بداية سنوضح تعدد الإعجاز القرآنى بشكله العام وكذلك نرد على ما قالوه من أن العلماء يعسفون معانى اللغة العربية وكأنى بهم يتهمون عباقرة عصرهم بالجهل فى العربية وهم أبعد ما يكونون عن هذا .. بالإضافة إلى أن الناقدين فى دعوتهم تلك عابوا على العلماء الحديث فى غير التخصص ثم وجدناهم أول المخالفين لمنطقهم هذا عندما تصدى خالد منتصر لتفسير دلالات اللغة بشكل مضحك لا يدل على شيئ بقدر ما يدل على الغباء قبل الجهل العقيم ..
فالقرآن نزل باللسان العربي وتفسيره وفق دلالات العربية أمرٌ لا مجال فيه لمجرد النقاش وإلا كيف يتسنى لنا القول بإعجاز القرآن لغويا لو أن العرب لم يفهموا دلالته بكل دقة .. وليس معنى غياب قوة اللسان العربي عما كانت عليه قديما أن عصرنا يخلو من أهل اللغة الكبار فهذا أمر لا يمكن القول به ورسول الله عليه الصلاة والسلام أشار أكثر من مرة إلى بقاء الخير فى أمته إلى يوم القيامة .. فضلا على أنه بشرنا بظهور عالم يجدد للأمة دينها على رأس كل مائة عام ..
يقول الله عز وجل
( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ )
والآية صريحة معبرة عن واقع الاختلاقات التى لاقاها القرآن وأهله وتكررت اليوم
وعلماء اليوم ممن أحسنوا اللغة العربية فأحسنت إليهم وأعطتهم وهم لا يحصون كثرة سواء من المعاصرين الذين رحلوا منذ سنوات قليلة كالإمام الشعراوى والغزالى ومحمود شلتوت وغيرهم ومن المعاصرين الذين نتمنى أن يبارك الله لنا بأعمارهم مثل الدكتور زغلول النجار والدكتور مصطفي محمود والشيخ الزندانى والدكتور السامرائي والدكتور الكبيسي والقرضاوى وغيرهم ..
بالإضافة إلى آلاف الجواهر المخبوءة من طلبة العلم وشباب المثقفين والكُـتّـاب الذين تربوا فى حجر القراءة والإدراك وقاوموا رغم تراب الإهمال الذي ألقته عليهم ظروف البلاد العربية والإسلامية ..
والقرآن الكريم حافل بآيات الإعجاز كما سبقت الإشارة والتى طرقت كل مجال بشري دون استثناء بالإضافة إلى مجالات لا تزال غامضة إلى اليوم كالإعجاز الموسيقي فى التركيب القرآنى والذى استعصي على الفهم والتقنين منذ عهود الإسلام الأولى ومرورا بأكبر الحضارات العربية الأموية والعباسية وكلها وقفت عاجزة عن تفسير كنه الموسيقي القرآنية ليخرج الرأى القائل بأن القرآن الكريم لا هو بالشعر الذى تحتكم كلماته لموسيقا العروض ولا بالنثر الذى تحتكم كلماته لموسيقا السجع بل هو فن إلهى لغوى عربي متفرد
وبرأيي أن موسيقا القرآن بحاجة إلى عالم رياضيات وعالم لغة يلهمهما الله التدبر للوصول إلى كنه تلك الموسيقا وكشف تقنينها والأغلب أن البناء الموسيقي فى القرآن بناء متعدد بتعدد السور الكريمة
وضربنا عبر صفحات الدراسة العديد من الأمثلة عن الإعجاز القرآنى فى اللغة والذى لم ينضب إلى اليوم بالرغم من أنه أول فلتات الإعجاز التى انتبهت إليها العرب ولم تستطع إحصاءها عددا إلى اليوم بالرغم من مستويات إدراكهم بلغتهم البالغة الفصاحة والإتساع وخبراتهم التى كان من المنطقي أن تدرك كل إعجاز بيان القرآن لغويا وهو ما لم يحدث .. لتصدق كلمة الله فى سورة الكهف حيث قال
( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا )

وهى إشارة واضحة إلى أن شرح آيات القرآن كاملا أمرٌ مستحيل وسيظل القرآن منبعا للعجائب إلى يوم الدين ولا تنفذ عجائبه كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام وكما أمرنا عند القراءة فيه والإستماع إليه بالتماس غرائبه التى لا تفنى
فضلا على وجود العديد من الآيات الكريمة التى احتوت بشكل بالغ التفرد على عدة نواح إعجازية فى عدة مجالات برغم كونها آيات قصيرة .. فتجد فيها إعجازا لغويا مصاحبا للإعجاز العلمى بل والرياضي أيضا كما فى قوله تعالى
( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (59) وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ )
وعن الإعجاز الرياضى التى أُفردت له دراسات متعددة وجميلة عن كيفية إعجاز البناء القرآنى رياضيا ..
وهو الذى اتضح بالعديد من الدراسات حيث خلصت إلى عدة نتائج لافتة منها ..
أن لفظ " الدنيا " تكرر بقدر " الآخرة " 115 مرة و " الملائكة " تكرر لفظها بقدر " الشياطين " 88 مرة و " الموت والحياة " بقدر 145 مرة , و" الصيف والحر " بقدر " الشتاء والبرد " 5 مرات , و" السيئات " بقدر عدد مرات " الصالحات " 167 مرة
ولفظى " الكفر والايمان ـ وكفرا وايمانا " 17 مرة ولفظ " إبليس " بلفظ الإستعاذة منه 11 مرة ولفظ " الكافرين " بنفس عدد لفظ " النار " ولفظ " الحرب " بذكر " الأسري " مرتان , و لفظ " قالوا " تكرر بلفظ " قل " وهو أمر القول 332 مرة ولفظ " الشهر " 12 مرة بعدد شهور السنة , ولفظ " اليوم " 365 مرة بقدر أيام السنة ولفظ " الأيام " بقدر عدد أيام الشهر 30 مرة
بالإضافة إلى الرقم سبعة والذى يحتوى القرآن منه أعاجيب هندسية مرتبة ترتيبا رياضيا بالغ الدقة وغير ذلك مما اشتملت عليه موسوعة الإعجاز الرقمى بالقرآن ..

هذا فضلا على الإعجاز التشريعى والذى شهد له أساتذة القانون بفرنسا أعرق البلاد فى وضع القوانين والنظم الإدارية فى العصر الحديث وشهدت مؤتمرات الشريعة الإسلامية التى عُقدت بجامعة السوربون وغيرها على مدى ما يتمتع به التشريع القرآنى من نظام قانونى لا يقبل التعديل والتحريف كل فترة وكل وقت كما فى النظم الوضعية ..

بالإضافة إلى النظام الإجتماعى الإسلامى والذى تخلت عنه البلاد العربية طواعية فى فترة التقلبات المذهبية فى القرن العشرين بين الشيوعية والرأسمالية وهى النظم التى ثبت فشلها وسقوطها فى بلادها رغم أن نظامنا الإسلامى أسس حضارة امتدت قرونا طويلة لم تهدم آثارها إلا عند التخلى عن نظمنا .. فقد سقطت الشيوعية برغم كل ما أحيط بها من بريق لأنها لم تراع البعد البشري فى التقنين وهدمت الطموح كما سقطت الرأسمالية فعليا ببلادها عندما دفعت الطموح الشخصي للتغلب على سائر العلاقات والتضامن الإجتماعى الواجب اتباعه فى المجتمعات لتفادى الإنهيار فحدث التفسخ الذى رأينا آثاره فى الفصول السابقة من الدراسة ..
وحده النظام الإسلامى أخذ المجد من طرفيه فلم يهن أو يسقط أو تظهر به بادرة انتقاد واحدة لأنه دين الوسطية الشامل لكل زمان ومكان والذى راعى الطموح فلم يهدمه وراعى البعد الإجتماعى فلم يهمله وراعى البعد العقلي فلم يُحجمه ..

وفى المجال الفكرى .. وقف العالم الغربي كله مبهورا بفلسفة إخوان الصفا الذين قاموا على أساس الفكر الإسلامى بإعادة كتابة وشرح فلسفيات الغرب المغرقة فى القدم والعراقة مثل فسلفيات أفلاطون وأرسطو وسقراط .. وعدلوا الكثير من أفكارها وحلوا العديد من القضايا الفلسفية التى تركها هؤلاء الفلاسفة دون حل على نحو أبهر ولا يزال يبهر الغرب نفسه حتى أن توزيع وطباعة تلك الكتب يفوق بمعدلات مذهلة طباعتها بالبلاد العربية ذاتها .. كما كانت فلسفة بن رشد وبن خلدون أساسا عملاقا للفسلفة الحديثة عند جان جاك روسو ونيتشه وغيرهم من فلاسفة أوربا ..
بل إن المجال الصوفي ذاته فى الإسلام وقف الغرب ينهل من معينه بينما غفلنا نحن عنه فقد عرفنا نحن عرب العصر الحديث أن هناك عمالقة فى الفكر الصوفي الإسلامى عن طريق كتابات الغرب المنبهرة عنهم مثل ما كتبه المستشرقون عن كتاب " المواقف والمخاطبات " لمحمد بن عبد الجبار النفري والذى يمثل فى الغرب أسطورة فكرية ..
نخلص من هذا إلى أن القرآن من المستحيل محاكاة إعجازه بقول أوفعل بشر لكونه أتى فى مجمله بناء واحدا معجزا فى أكثر من مجال توافرت جميعها فى قالب قرآنى واحد

طبقات الإعجاز العلمى بالقرآن والسنة


ينسي المنتقدون دوما أن الإعجاز العلمى بالقرآن والسنة هو أحد أنواع الإعجاز فحسب .. وما كان التركيز عليه بالعهود الحالية إلا لأجل أن مجاله تم فتحه بالتقدم العلمى الذى يمنحنا التركيز والإنتباه لاستقصاء هذا اللون من الإعجاز ..
وقد ثبت الإعجاز العلمى منذ عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام واستمر فى العهود التالية حتى اليوم ..
فقد روى عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال ما معناه
" لا يوجد عام أكثر من عام فى المطر أو أقل "
وهو أمرٌ كما نرى علمى بحت ويتعلق بحقيقة علمية ثبتت منذ سنوات قليلة من أن كمية الماء الموجودة على الأرض ثابتة لا تزيد أو تنقص وكمية الأمطار ثابتة أيضا دون زيادة أو فروق من عام لآخر وهى آية من آيات الله أتت لرسول الله وحيا فى عصر لم يكن يعرف عن المطر إلا أنه مظهر موسمى من عام لآخر ويختلف من شهر لآخر ..
وكذلك عندما توفي إبراهيم بن الرسول عليه الصلاة والسلام وصادف حادثة موته أن كُسفت الشمس فقال الصحابة أنها قد كُسفت حزنا على إبراهيم فنهاهم الرسول عليه الصلاة والسلام داعيا إياهم إلى التوقف عن مثل ذلك بقوله ..
" إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يكسفان أو يخسفان لموت أحد ولا لحياته "
وهو تقرير أن الشمس والقمر عبارة عن آيات من الله أى معجزات مسيرة منه سبحانه وتعالى لا علاقة لها بإرادة البشر وهى حقيقة فى هذا الزمن كان من الممكن أن تناسب تأويلها من حيث أنها كسفت حزنا على بشري أو خسفت ولكن الرسول بين فى تعليقه المعجز أنها من آيات الله وهو مظهر علمى وضح للصحابة فآمنوا به حتى وضح لنا كحقيقة ثبتت بالعلم الكسبي
أيضا فى القرآن الكريم عندما شرح الله عز وجل مراحل تخلق الجنين وكانت خافية خفاء مطلقا وأظهرها القرآن .. فتلك حقيقة علمية ثابتة وإعجازا علميا عرفناه نحن وشاهدناه بالعلم الحديث بعد أن آمن به الصحابة والمسلمون قبل أربعة عشر قرنا
وكذلك عندما تحدث القرآن عن أمم الحيوان كالنحل والنمل ولغاتها التى كشفت لنبي الله سليمان وغير ذلك من المظاهر التى أتى بها القرآن كاشفا عن تسبيح كل شيئ فى الكون لله عز وجل طوعا أو كرها .. مثل تلك الأمور الخافية التى وضحت للصحابة والمسلمين الأوائل كانت إعجازا علميا فى عهد كانوا يظنون فيه الحيوانات كائنات لا تفقه مثل تلك الأمور وليس بينها وبعضها البعض لغة أو تنظيم وهو الأمر الذى كشفناه نحن بعصورنا الحديثة فى بداياته ومن المتوقع أن نكشف المزيد عن عوالم الحيوان فى هذا الشأن

وللقرآن الكريم طبقات مختلفة فى الإعجاز العلمى ..
فمن الممكن تقسيم الإعجاز العلمى من حيث مراحله الزمنية إلى إعجاز تم كشفه فى الماضي وإعجاز بالحاضر وإعجاز مستقبلي من المتوقع كشفه كما رأينا فى العديد من الأمثلة عبر تلك الدراسة ..
كما يمكننا تقسيمه إلى حقائق علمية قابلة للكشف فى مطلق الحياة كالتى يوضحها العلماء كل ساعة وأخرى ستظل حتى الساعة غامضة غموضا مطلقا مثل الروح التى قال عنها الله عز وجل
" ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا .. "
ومثل موعد الساعة وكيفية الخلق وما إلى ذلك من الغيبيات التى لن تكشف قط ..
ويمكن تقسيمه إلى آيات إعجازية واضحة فى مجملها وأخرى يتضح معناها على مراحل بحسب تقدم كل عصر .. مثال ذلك الآية الكريمة التى تقول " ويخلق ما لا تعلمون "
فإعجازها متجدد وغير نافذ إلى يوم الدين مع جهلنا الذى يتكشف بما لا نعلم وسيظل الجهل قائما بالمخلوقات فى مجملها وكل ما سنصل إليه مجرد تنويعات للمخلوقات تتضح حسب علمنا كما عرفنا الكائنات الدقيقة كالأميبا والفيروسات والميكروبات وغيرها ..
وهناك الكائنات التى نعرفها لكننا لم نرها ولن نراها مثل الملائكة والجن وما خلق الله فى كونه الشاسع وأمامنا ما كشفته عشرات المشاهدات لظواهر الأطباق الطائرة فى شتى أنحاء العالم وبعض تلك الظواهر كان مشاهدوها بعشرات الألوف ومنها ما ترك آثارا شديدة الوضوح مثل المكسيكى " فنتورا ماسيراس " وهو رجل طاعن فى السن تعرض له أحد تلك الأطباق فى مساء يوم 30 ديسمبر 1972 م وباستخدام أشعة غامضة عادت إليه أسنانه التى سقطت بفعل الشيخوخة وذهبت عنه أعراض أمراض مسجلة ببطاقته الصحية بوسيلة غير معروفة وأثبت هذه الحقائق الطب الشرعى الذى قرر عند دراسة حالته أنه لا توجد وسيلة أو حالة تفسير علمية لتنبيت الأسنان بمثل تلك القوة وهذه السرعة فى ضفائر فقدت حيويتها بالفعل !
وأخرا يمكننا تقسيم طبقات الإعجاز العلمى بالقرآن إلى حقائق نستدل عليها بالعلم الكسبي ونجد الإشارة بها بالقرآن الكريم وأمثلتها أيضا تعددت بتعدد فصول الدراسة .. وحقائق أخرى يتم استنباطها من خلال القرآن الكريم ذاته ..
وهذا النوع الأخير هو الذى يمثل ضربة قوية للمنتقدين للإعجاز العلمى بالقرآن فهناك العديد من الكشوف العلمية التى توصل إليها علماء المسلمين عن طريق السعى خلف الإشارات القرآنية
ومثال ذلك
ما بحث العلماء خلفه حول أسرار حركات الصلاة فى القيام والقعود وأثبتوا مدى تأثيرها الصحى على الإنسان إذا تم أداء الصلاة بشروطها المعروفة فى التأنى والإستغراق .. وما اكتشفه الباحثون من أثر ذكر الله والأثر الذى تتركه قراءة القرآن الكريم وسماعه على النفس البشرية ودرجة اطمئنانها تبعا لإشارة القرآن الكريم " ألا بذكر الله تطمئن القلوب .. " ..
وأثبتت البحوث أيضا أن مواقيت الصلاة وممارستها بانتظام هى أحد أهم شروط أداء وظيفتها فى المخ والله تعالى يقول " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " وما ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام عن الصلاة وهو يقول " يا بلال أرحنا بها " .. وهو البحث الذى أجراه بواسطة د.نيوبرج (الأستاذ المساعد - قسم الاشعة- جامعة بنسيلفانيا- المركز الطبي)
وأخيرا هذا الكشوف العلمية التى تمثل فتحا فى الطب والصيدلة بالإستدلال بالقرآن والسنة الثابتة وقام بها العالم المصري الأستاذ الدكتور عبد الباسط محمد السيد أستاذ الفيزياء الحيوية بمصر وأحد عباقرة علماء المسلمين الذين وهبهم الله تعالى تلك المنحة
فقد أنتج 129 دواء عشبيا بعضها من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام وأشرف على 186 بحثا لرسائل الماجستير والدكتوراه وله أكثر من 216 بحثا فى الدوريات العلمية العالمية بالإضافة إلى براءات إختراع من هيئات دولية كبري أشهرها مكتب براءات الإختراع الأمريكى والأوربي " أى أنها شهادات من جامعات غربية وليست إسلامية "
ومن تلك البراءات
براءة اختراع أمريكية رقم: 69682، حول: تركيبة لعلاج الالتهاب الكبدي الفيروسي.
• براءة اختراع أوروبية رقم: 0793964، علاج الالتهاب الكبدي الفيروسي.
• براءة اختراع أمريكية رقم: 0893966، عن مستخلصات لعلاج الأورام والفيروسات

وما يعنينا أكثر براءة الإختراع المسجلة لهذا العالم الفذ فى مكتب براءات الاختراع الأمريكى تحت رقم : 5227382 ونفس الاكتشاف مسجل بمكتب براءات الاختراع الأوربي تحت رقم 0489991 – 2102/90313368.4

وهى الخاصة باكتشافه قطرة للعين البشرية خاصة بعلاج المياه البيضاء " الكتراكت "كبديل عن الجراحة وهى التى استخلصها من سورة يوسف حول قميصه عليه السلام الذى تم إلقاؤه على أبيه يعقوب عليهما السلام فارتد له بصره فأخذها العالم الكبير وقام بتحليل العرق البشري ليركب تلك القطرة المدهشة لعلاج مرض لم يكن معالجا من قبل إلا بالجراحة .. مصداقا لقوله تعالى
" اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا .. "
صدق الله العظيم ..
وفى تعليق العالم الجليل قال بأن تلاوته للقرآن الكريم وتأمله فى تلك الآية تحديدا كان دافعه لتلك الفكرة وهذا الإكتشاف
والمثير أن أكبر المنتقدين خالد منتصر وهو طبيب والمفروض أن هذا المجال مجاله الذى يتعين عليه الإحاطة بالجديد واللافت فيه فما باله لم ينتبه إلى أحد الأطباء من مواطنى بلده وقد طرق الآفاق بمثل هذه الإكتشافات قبل أن يتفوه بما أتى به من جهالات لكن هذه المعلومات ـ والتى أشك أنها لم تبلغه لكونه طبيبا ـ ما كان لها أن تعيد للضالين هداهم كما وعد بذلك رب العزة وأوضحناه من قبل


وأن الحمد لله أولا وأخيرا هو نعم المولى ونعم النصير
تمت الدراسة بفضل من الله وتوفيق

قديم 10-29-2010, 03:21 PM
المشاركة 14
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كم جميل أن نقرأ في منتدانا مثل هذا المستوى العالي من الدين والتاريخ والثقافة . .

إني أحسد نفسي . .
وأغبط المستشار الغالي على قلوبنا . .
ولا نملك أن نهديه إلا الدعاء . .

اللهم اجعل هذا الفكر وهذا الجهد في ميزان حسنات عبدك
محمد جاد الزغبي . .
وارض عنه وصبره وكن معه . .
إنك أنت العزيز . .
إنك على كل شيء قدير . .

عزيزي . .
تقبل تحيتي وتقديري . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 10-29-2010, 03:45 PM
المشاركة 15
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مكثت ُ هـُنا طويلا ً للاستفادة والتأمـّل

أستاذ ~| محمد جاد الزغبي


هنيئــًا لـ منابر بك َ وهنيئـًا لنا أخ مثلك


بوركت أيـّها الراقي فـِكرًا وروحــًا ~


كم أتمنى تثبيت الموضوع من قـِبلكم أخي عبد السلام لـ يطــّلع عليه الجميع ~


تحيّاتي وتقديري لكما ~

~ ويبقى الأمل ...
قديم 10-29-2010, 09:49 PM
المشاركة 16
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كم جميل أن نقرأ في منتدانا مثل هذا المستوى العالي من الدين والتاريخ والثقافة . .

إني أحسد نفسي . .
وأغبط المستشار الغالي على قلوبنا . .
ولا نملك أن نهديه إلا الدعاء . .

اللهم اجعل هذا الفكر وهذا الجهد في ميزان حسنات عبدك
محمد جاد الزغبي . .
وارض عنه وصبره وكن معه . .
إنك أنت العزيز . .
إنك على كل شيء قدير . .

عزيزي . .
تقبل تحيتي وتقديري . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **
بارك الله فيك وجزاك الجنة أخى الحبيب
لست أدرى بماذا أعبر عن هذه المشاعر الراقية ,
تقبل الله منا ومنكم
كل التقدير

قديم 10-29-2010, 09:50 PM
المشاركة 17
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مكثت ُ هـُنا طويلا ً للاستفادة والتأمـّل

أستاذ ~| محمد جاد الزغبي


هنيئــًا لـ منابر بك َ وهنيئـًا لنا أخ مثلك


بوركت أيـّها الراقي فـِكرًا وروحــًا ~


كم أتمنى تثبيت الموضوع من قـِبلكم أخي عبد السلام لـ يطــّلع عليه الجميع ~


تحيّاتي وتقديري لكما ~
بارك الله فيك يا أختاه
وشكرا جزيلا لاحتفائك وترحيبك

قديم 10-30-2010, 09:24 AM
المشاركة 18
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

الأستاذ الفاضل محمد جاد

جزاك الله خيرا ً على هذا المجهود الرائع والمستوى

الذي تكتب به

جعله الله في ميزان حسناتك

لا حرمنا الله إبداعاتك

سلامي لك والتقدير .

قديم 10-30-2010, 12:21 PM
المشاركة 19
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بارك الله فيك أخى الحبيب عبدالسلام حمزة ,
وشكرا جزيلا لتقديرك ومتابعتك


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الإعجاز العلمى .. والعجز العلمانى
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإعجاز فى القرآن سرالختم ميرغنى منبر الحوارات الثقافية العامة 6 07-07-2019 11:10 AM
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ماجد جابر منبر الحوارات الثقافية العامة 11 06-10-2012 07:51 PM
( 2 ) الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~ أمل محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 60 11-05-2011 09:16 AM
الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ~ أمل محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 670 11-01-2010 07:01 PM
[ " الإعجاز العلمي في العنكبوت " .....] حميد درويش عطية منبر الحوارات الثقافية العامة 5 08-30-2010 12:03 PM

الساعة الآن 08:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.