قديم 12-02-2019, 02:34 AM
المشاركة 281
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
كيف أنساك
بقلم : علي السوادي
واسمك بين أنفاسي ونبضي


كيف أنساك
وحبك في سماء الشعر ومضي
إنني – يا أنت – نجمٌ يستمد الضوء منك
إنني طيرٌ بآفاقك حلق .. ليس يأبه أين يمضي
كيف أنساك
واسمك بين أنفاسي ونبضي
:
بين أحلام الشباب الغرِّ – يا أنت – عشقتك
من خيالات الغرام العف قسراً قد سرقتك
وكتبتك أحرفاً لا أدري فحواها ولكني نطقتك
واستلذيتك فرحاً..
ورأيت الحزن منك في وصال الحب مُرضياً
كيف أنساك
واسمك بين أنفاسي ونبضي
:
ذات يومٍ كنت للأوهام عاشقاً
كان قلبي لرداء الحسن خافقاً
كنت أهوى ولم أكن لهواي واثقاً
غير أني كنت
بل لازلت أمنح كل من أهواهُ روضي
كيف أنساك
واسمك بين أنفاسي ونبضي
:
كم تنقلت بقلبي بين عشرات القلوب
وعرفت الغدر والأحزان والطرف الكذوب
وتألمت كثيراً..غير أني لا أتوب
ولن أتوب ...
إنه العشق سماواتي وأرضي
كيف أنساك
واسمك بين أنفاسي ونبضي
:
ورأيتك بهجة الدنيا وغايات المنى
زهرة تنثر عطراً في خفايايَ أنا
طفلة تمنح قلبي من رحيق الحب دفئاً وسنا
وتغوص في عمق أعماقي
وتبقى – أبداً – بين أنفاسي ونبضي

كيف أنساك..؟

منبر بوح المشاعر والركن الهادئ

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=6755

وحيدة كالقمر
قديم 12-02-2019, 02:41 AM
المشاركة 282
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
عناقيد سوداء
"برقية ملوثة"
مجموعة نثرية – سلمى الغانمي


الغريب
كان كل شيء بين يديه غريب
بداياته .. مُخلفاته
وفي الدرب الذي سارت بينهما نمى ما تدفق
لربما في غفلة
ولربما في وجع قديم استقرت بذرة
احتملت لنفسها نمو
ولم تمنع ذاتها من حلم
أن ترى نفسها ذات يوم شجرة باسقة ذات ثمر يانع
لكنها لم تدرك أنها موعودة بدين الغرابة
لتكُن فيه ذات أمنية ثقيلة , حُبلى باليأس ..
وددت ذات ليلة , لو أنها تضمك بكل ما أوتيت من قوة
وتزفر برقياتها في نفس ملوث
وفي دفعة واحدة
لكنها تقرر قبل طرق وجه الصباح على النوافذ
فتجهض على حافة ساعات ملتحفة بسواد ليل حمل قلبها الثقيل
وتتنفس اليُتم المخبئ برشاقة في قلب مثقوب
لتهني صباح الخير
والخير أنت في ذاتها
جُله ونوره ..
يرتد إليها الصباح خانق كما كانت تلك الفجيعة ,
تضمه بشفقتها وتزفر
رحلوا .. رحلوا
كما غرباء اللحظات القصيرة .

_________________________

"وكل الحكايات أنت .."

أنت حكايتي
الحكاية المتوغلة في أغواري
العتيقة الشاحبة على جدار الذكريات
العظيمة المتكسرة في أرض المهاجرين
أشلاء الحطام وركام النهايات
ولذلك عندما ودعت فيك بهجتي
بعد طول أمل
بدأت وبرغبة شديدة
أجوب المنافي دون خطوات
أغرس فيها مع كل ذكرى همسة لك
نسمات متحالفة لنا باتت خلف النجوم
وفي كل ليل بدأ يلاطف كياني للسفر البعيد ,

هذه المنافي أصبحت وطن مُمزوج
يرى كل قتل رقصة رصاصة
كل ذبحة صدرية مزحة
وكل بركة دماء نهر جاري
فما غرسته يستساغ كل ذلك أمام جراحك ,

لا شيء باقي فيني يفتعل
غير الجراحات المُتكشفة لي
المّتدثرة بمشاعر ظاهرة
لا شيء يملأ فراغي غير تذبذبات مني إليك
لكنها لا تصل
فهي تحترم رغبات المهاجرين للمنافي
العاشقين من أعالي الكرامة
المنصتون للوفاء دونك ,

أنت حكايتي
ماضي أتوكأ عليه
سراب قادم
فهو زادي .. نفسي .. مُلين العين المصلوبة نحوك
أبتسم بحنين وأتنفس
أتقدم للشواطئ وأخاطبها
أنني أشتاق لمن لا يعود
وقمرها الوضاء مُنعكس لأرى وجهك في سكون
بلا أمواج
أحبك يا راحلاً على تهادي
يا فاتح أوطان ومغادرها مفتوحة
للرياح والشتاءات الباردة .

____________________

"يا مطـر"

ليتنا كالطيور
أسراب فصول ,
نحلق معاً
وندنو سوياً
ونرفف في الربيع

ننطق الحُب
ونسمع البشر
من السماء
صدى قُبلات
وحكايات
وضحكات تغري السحاب

يتغنون يا مطر
يا مطر
وأنا وأنت في مطر أحمر
زاهي اللون
كالسكر تُلذّذا .

وحيدة كالقمر
قديم 12-02-2019, 02:53 AM
المشاركة 283
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
" كل عــــام وأنتِ صغيرتي "
بقلم : رونق العطار


كل عام وأنتِ صغيرتي يا كبيرتي
كل عام وأنتِ بهجتِ يا قديستي
كل عام وأنتِ مليكتي يا ملكتي
كل عام وأنتِ أميرتي يا فارستي
كل عام وأنتِ أستاذتي يا تلميذتي

كل عام وأنتِ حريتي يا سجني الأزلي
كل عام وأنتِ نجمتي الساطعة في لؤلؤة قلبي المتيمُ بكِ
كل عام وأنتِ كتاباتي وكل أشعاري

كل عام وأنتِ شهرزادي وأنا شهريا ركِ القاتل الفقير
كل عام وأنتِ سهمٌ يغرسُ في أعماق قلبي إلى ما بعد الحياة

كل عام وأنتِ عصفورتي التي لطالما خبأتُ في حوصلتكِ
جميع أمنياتي الحالمة الطائشة

كل عام وأنا أنا قُنديلكِ الأبدي
كل عام وأنتِ كحوريةً تسبحُ في أجواف قلبي

اطلبي نجمةً لامعةً من السماء
وسأقلعها لكِ من آفاقها واهديها لكِ كهديةٍ بسيطةٍ

في هذا اليوم
أو دوسي فوق عظام جسدي ورأسي
كما ترغبين دوسي ولا تترددي يا صغيرتي

أن الحظـه التي تدوسينَ بها على جسدي هي لحظة ولأدتي
لحظة فرحتي وسعادتي لحظة انبعاثي إلى الحياة

كل عام وثغركِ اللامع كما هو ساطعٌ منذُ آلاف السنين
الضوئية !!!
كل عام وجسدكِ الفاتن متخمُ على صدري

كل عام وقدماكِ ياقوتٌ أحمر وزمردٌ أخضر
كل عام وأنتِ لي قمراً لا ينيرُ إلا في سماء عشقنا الأزلي
كل عام وأنتِ حبيبتي

يا معذبتي
جزيرتاً لا يسكنُ بهآ إلا أنا وأنتِ

وعيداً لا يأتي إلا لنا أنا وأنتِ

كل عام وأنتِ صغيرتي يا حبيبتي
بعشق رونق العطار

منبر بوح المشاعر والركن الهادئ

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=6914

وحيدة كالقمر
قديم 12-02-2019, 02:57 AM
المشاركة 284
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
لـــــون مـن الشـــــــوق
بقلم : أحمد السناني


لون من الشوق أجرعه
يمزق خافقي
منغرساً لست أنزعه
أطوي عليه القلب..... يغشاه من ألمي
ياللجراح النازفات لظىً
ياللوبال أذوقه ثم أكرعه
فيلتوي لهيباً من النار يحرقني
يجتاح كياني فكيف أدفعه
لون من الشوق
لون من الشوق.... ومرارة الأشواق أمقتها
وجحيم من الذكريات تلسعني
تلسعني بسياط يا تعس أنّتها
لون من الشوق أجرعه
يا للوبال أذوقه ثم أكرعه
فيلتوي لهيبا من النار يحرقني
يجتاح كياني فكيف أدفعه
لون من الشوق

منبر بوح المشاعر والركن الهادئ

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=6565

وحيدة كالقمر
قديم 12-02-2019, 03:13 AM
المشاركة 285
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
اه ياحالي
بقلم : أحمد الويسي


أه ياحالي الذي يعتريني وأنا الهمام المقدام الذي لا يهاب
نوبات تعتريني
تبقى العين مسمرة متحجرة في مكانها لابريق ولا نورفيها
والصمت العميق ملاذي
الكلمات هاربة مني الى فضاءات سحيقة
حروفي متناثرة في مهب ريح عاصفة *
يختفي صوتي ويصبح مجرد همهمات غير مفهوم
كانني اتكلم لغة اخرى ليست لها علاقة بسكان الارض
وتصعد انفاسي على صدري حتى انها تكاد تخنقني
حالي كانني مجنون وقشعريرة تاخدني فيرتجف بدني كانني جريد نخل في يوم عاصف
تتفتح مساماتي واتصبب عرقا وارتجف من راسي حتى قدمي كانني عصفورا اصابه المطر
هاانا اصف حالتي حين اراها *
ما وان تشيح بوجها عني راحلة
اصير فارسا والكلمات مطيتي
مقاتلا كل الارض ساحتي
صقرا عنان السماء غايتي
فتشت كل اصقاع الدنيا فما وجدت دواءا لعلتي
هل انا وحيدا وهذه نوبتي
ام هناك من يشاركني مشكلتي

منبر بوح المشاعر والركن الهادئ

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=13571

وحيدة كالقمر
قديم 12-03-2019, 12:53 AM
المشاركة 286
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
قدٌّ بقد..
بقلم الأستاذة : إبراهيم الدوف


جمعت سواد الليل واكتحلت وقد
نظرت وفي نظراتها عزم وجد

حسناء ساحرة رمت بحبالها
والقلب عصفور على شرك المسد

كانت عصاي على يدي ورميتها
فلعلّها لقفت حبائلها العقد

لكنها انشطرت إلى نصفين حي--
ن *تبسّمت والقلب في جذب وشد

نظرت إليه فأشفقت عيني عليه
وبي ارتعاش وارتعاد في الجسد

يا من تصيد القلب بالنظرات يا
روع الفؤاد وفجأة الشعر التلد

ما الحبّ يا سكن الفؤاد وما الهوى
حتّى يقسّم بيننا وجدا بوجد

توق بتوق جارف ..شوق بشو
ق حارق سكن الحشاشة والكبد

ما الحبّ! ما الوله البريء ومن هي
أنست بنفسي نفسها قدّا بقد

ما الحبّ! أين معاجم الكلمات ح
تّى أُدرك الكلم المرادف والقصد

ما الحب يا وجه الطفولة إنّني
طفل أعود على يديك كما ولد

ما الحبّ هلّا قلت لي ،رجع الصدى
وبريق عينك والدموع تعدّ عد

يا ربّ ضاق بنا المدى فالحب شيء
.. قاهر داء عصي مستبد

والحب ما لا تدك الكلمات وص
فه إنّما سرّا سيبقى للأبد

ما أنت! إنّي لم أجد شكلا ولا
وصفا يناسب ما أقول وما أجد

يا أنت.. يا كون القصيدة إنّني
متناثرٌ كالموج في جزر ومد

في كونها فلك أدور وتائه
لم يتّخذ بعد المسار وقد شرد

ما الجاذبية؟ ما تُرى كينونةُ
الجسد العميق مع البداية والأبد

سقطت نجومك كلّها في القلب و
انتشرت بأرجاء السماء على البلد

ما الحب إلّا صدفة ومفاجئا
تٍ حلوة أبدا تزيد بغير حد

لمّا بدت وتكلمت وضعت بكفّ
ي كفها وتنفّست نفسا صُعد

سبحان من في الشكل شكلها النهو
د ككوكب سبحانه الأحد الأحد

جُمع الجمال بروحها وتفرّدت
في حسنها ينجيك ربّك من حسد

انثى بعمر فراشة وصحت على
عشرون فصلا خمسة زادت بعدْ

قالت سلاما والسلام بقربها
ثغر لثغر عاشق خدّ لخد

وتوقفت لغة الكلام بنظرة
فتحرّرت وتكلمت لغة الجسد

المنابر الأدبية > منبر الشعر الفصيح .

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=24565

وحيدة كالقمر
قديم 12-03-2019, 12:59 AM
المشاركة 287
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
بقاء دون حياة
بقلم الأستاذ : إبراهيم عبدالله


هكذا هما
لا يحييه قربها
ولا يميتها بعده
ألا ترون الشاطىء
يغادره الماء جزرا فلا يجدب ظمأ
ويعود له مدا فلا يموت غرقا
كذاك هما
يشتاقان بعض
فيلتقيا صدا
ويتواعدا هجرا
غريب أمرهما
ألا توافقوني الرأي

منبر بوح المشاعر والركن الهادئ

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=24557

وحيدة كالقمر
قديم 12-03-2019, 01:05 AM
المشاركة 288
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
.. وهذا الصُّبحُ لمْ يَتنفَّسِ
بقلم دكتور : أ.د/ مصطفى الشليح


.. وهذا الصُّبحُ لمْ يَتنفَّسِ

قالتْ .. وهذا الصُّبحُ لمْ يَتنفَّسِ
الليلُ لي .. في ليلِه المُتَوجِّسِ

ليلي على فرس يُخالسُ هَمسَه
ليميسَ بي .. كحكايةٍ لمْ تهمسِ

ساحتْ أماليه لتَجترحَ الصَّدَى
.. لتسيلَ مَوَّالا .. بناي الأطلسِ

نبستْ إذا لاحتْ إلى لغةٍ لها
بالسَّارياتِ سِتارةً .. لمْ تنبسِ

أدنتْ عليها، بالرُّؤى، أنفاسَها
قبسا، وما أذنتْ بها لمُدلِّسِ

* * *
ليلي إلى ليلي فراسةُ آيتي
وليَ الحُداءُ .. يَرنُّ عندَ تفرُّسِي

أرسيتُ ضوءً للغناءِ بمَجلسي
وأنا الذَّهابُ إلى الغناءِ بمَجلسِي

آنستُ قنديلا .. هُنالكَ يَكتسي
بعمامةٍ خضراءَ .. إمَّا يَكتسِي

أسرجتُ خيلا تنتشي بخيالِها
حتَّى أسيرَ إلى خيالٍ أشمَسِ

لكنَّه .. حثَّ الخُطى لم يَكترثْ
بغمامةٍ بيضاءَ لي. لمْ يَجلسِ

* * *
أرسيتُ ظلَّ الماءِ بينَ حديقَتي
والماءِ. ماذا بالنُّجُوم الكُنَّسِ ؟

وسريتُ فوقَ الماءِ أكنسُ خطوتي
شبحًا يُشيرُ إليَّ عندَ المكنسِ

لمْ يُسلس اللغةَ التي كانتْ يدي
وأنا إلى لغتي .. كنايةُ مُسلسِ

أصغى إليَّ كأنَّه أغفى على
صَمتِ الطبيعةِ .. وانتمَى للخُرَّسِ

ألغى بلاغتَه .. احتمالا ذاهلا
فرأى غزالا ذاهلا .. كالنَّرجسِ

* * *
ماذا رأى ؟ قمرٌ يُحدِّقُ خِلسةً
في عَاشقين على كواكبَ خُنَّسِ

يَتناجَيان بكلِّ حلمٍ هامسٍ
يتأرَّجَان .. بكلِّ حلمٍ أهمسِ

يَتوهَّجان إذا كناسُ غزالةٍ
ينسى زمانا تحتَ ذاكَ الحندسِ

يَتجاذبان روايةً مَجنونةً
عنْ قيس ليلى بالحَديثِ الأخرسِ

يَتعابثان ويَضحكان بنظرةٍ
هذا المساءُ لنا .. كؤوسُ المَجلسِ

* * *
كانا يَجُرَّانِ الأشعَّةَ تَختفي
في راحَتين .. وتَنتفي بتَفرُّسِ

يتفرَّسٌ القمرُ المُحلِّقُ جُبَّةً
فوقَ الهَوى في جُبَّةٍ لمْ تُطمسِ

ليغضّ طرفا حينَ تَنقضُّ الرُّؤى
طيفا يُعانقُ طيفَه بتَوجَّسِ

ليفضّ كشفا طائفا حتَّى يَرى
خوفا إلى خوفٍ سفارَ تلمَّسِ

قمرٌ أشعتُه تُغيِّرُ لونَها
لتَفرَّ ليلتُه .. عن المُتجَسِّسِ

* * *
كحَمامةٍ مَختومةٍ بهديلها
يَتحوَّلُ القمرُ انتباهةَ أطلسِ

تَتجوَّلُ الأنغامُ في هَذيانِه
وتُطلُّ بَرقا لا ينمُّ لمُخلسِ

تَخلو إليه ألفُ ليلتِها بما
ألفَ الغَوايةَ ليلةً لمْ تعبسِ

تَسلو به سِفرا تَسوَّرَهُ الونَى
تجلو له سَفَرا نَديَّ الملمسِ

قمرٌ تَحوَّلَ عاشقين براحةٍ
هِيَ قبلةٌ فِضِّيَةٌ .. لمْ تُحدَسِ

* * *
العَاشقان وسادةٌ قَمريَّةٌ
يَتوحَّدان بها حذارَ مُدلِّسِ

يَتجسَّدان قَصيدةٌ غَزليَّةً
لا تكتفي بالقافياتِ المُيَّسِ

يَتواجَدان خريدةً شِعريَّة
لمَّا يقلها شاعرٌ لمُطرِّسِ

يَتحدَّدان فلا هُويَّةَ تنجلي
إلا إذا قطفا لذاذةَ ألعَسِ

يَتردَّدان، هُما قليلا، كلَّما
ضحكَ الظلامُ وكانَ جدَّ مُغلِّسِ

* * *
العَاشقان الناشقان صَبابةً
الخائفان الواقفان بمقبسِ

الفاتقان الرَّاتقان صَحيفةً
بالحُبِّ .. دونَ صَحيفةِ المُتلمِّسِ

الضاحكان الباكيان تشوقا
كالحُبِّ .. للوتر الرَّئيِّ المُشمسِ

الدانيان النائيان إلى النَّدى
بوشاح نور، في الصَّدى، لمْ يْغمسِ

الكاتبان السَّاحبان صُبابةً
منْ سُندسٍ ليشفَّ قولُ النَّرجسِ

* * *
كانا بلا لغةٍ تقولُ فينثني
تأويلُها: .. العَاشقان لنورسِ

كالبحْر أزرقَ ينتشي بلهاثه
زبدا يَمرُّ إلى ثنايا البُرنسِ

كالسِّحْر منْ حُوريَّةٍ ضَوئيَّةٍ
كانا يَجوسان الزَّمانَ بمَجرسِ

كالشِّعْر أشرقَ في يديَّ بيانُه
وقفا، قليلا، بالرَّويِّ الأكيَسِ

كالعُمْر في لغتي أهابا بالشَّذى
فأتى الشَّذى شعرًا .. ولمْ يتنفَّسِ

* * *
العَاشقان الواثقان بأطلس
كانا على جبل سَريٍّ أقعسِ

لذؤابةِ المعنى منْ عِرنينِه
شممٌ ترقى شامخا بالمعطسِ

يرقَى ليشربَ ما السَّماءُ تُعلَّه
سُقيا بأقداح لها لمْ تُمسسِ

للذِّروةِ المَيساءِ كانَ سُؤالَها
عنْ عاشقين بكهفِه المُتهجِّسِ

العَاشقان بأطلسٍ تاريخُه
لمْ يَعشقا .. إلا بليل الأطلسِ

* * *
ليلٌ تَحلَّقَ حولَه منْ أهلِه
عبقُ السُّموِّ إلى السَّنيِّ الأشمَسِ

نفرتْ إليه نجمةٌ مجنونةٌ
تَستفسرُ العتباتِ عنْ مُتفرِّسِ

عنْ وشمةٍ حِنَّاؤها مَكنونةٌ
بذُرى الكهوفِ وصيَّةً لمُعرِّس

عنْ كلمةٍ أصواتُها أصداؤُها
لجدارها الرَّائيِّ كلَّ مُؤسَّسِ

الغمغماتُ رسالةٌ حَجريَّةٌ
لمْ تنكسرْ يوما .. ولمْ تتمعَّس

* * *
الليلُ .. قافيةٌ أمازيغيَّةٌ
لقصيدةٍ أخرى .. بشعرٍ أنفسِ

يأتي الرُّواةُ ليسرُدُوا. ماذا إذنْ ؟
يأتونَ حتَّى يشرُدُوا في المجلسِ

قالوا .. وهذا الليلُ جرَّدَ سمعَه
لكأنَّما يَطوي المَدَى بتَجسُّسِ

يُلوي بأثوابِ المَسافةِ حائرا
منْ أينَ مُفتتحُ التُّراثِ الأقعَسِ ؟

وبأيِّما لغةٍ .. هُنا مَفتونةٍ
لغةٌ بها كانَ الجوازُ .. لمُبلسِ ؟

* * *
والليلَ قامةُ شاعرٍ كلماتُه
للكبرياءِ الحُرِّ .. لمَّا يُطمَسِ

.. للكبرياءِ الحُرِّ منْ وَرقاتِه
سِفرُ التَّرقِّي بالبَهاءِ الأقدسِ

كيفَ امِّحاءُ الليلِ عنْ شَذراتِه
والقولُ في شَذراتِه لمْ يُبخسِ ؟

أنَّى التفاتٌ عنْ عُيون تُراثِه
وفُتونُه .. إمَّا شدا للنَّرجسِ ؟

شدوٌ كأنَّ الشَّجوَ منه إشارةٌ
مشدوهةٌ بعبارةٍ .. للبُرنُسِ

* * *
ماذا أقولُ لبُرنُسٍ .. أمواجُه
قُطعانُ نورٍ في بَهيمٍ أغلسِ ؟

تَتهدَّجُ الخطواتُ .. مَنْ يَهتاجُه ؟
تَتوهَّجُ الخطواتُ طيَّ المَلبسِ

انسجْ مداكَ خُطى .. فأنتَ سِراجُه
اعرجْ إليكَ .. وخَلِّ لغوَ مُدلِّسِ

أنتَ الفراشةُ فالتقطْ صَلواتِها
منْ دَهشةِ الصَّبواتِ عندَ تَفرُّسِ

وأنطْ بأجنحةِ الفَضاءِ مقالَها
حتَّى تَقولَ .. وكيْ أقولَ لنورسِ ..

* * *
شيخٌ يَمدُّ عَصاتَه لجهاتِه
وجهاتُه تَمتدُّ عندَ الأطلسِ

تَعدو إلى أعلامِه وسَنامِه
بيدِ المشيئةِ لا تُحدُّ بمُقوَّسِ

تَبدو ولا تَبدو. تُعدُّ كلامَها
لكلامِها، وتَردُّ لغوَ الأخرسِ

وإذا تُغذُّ العُمْرَ صاعدةً إلى
فجر النُّبوءةِ بالرُّواءٍ الأنفَسِ

حتَّى إذا شيخٌ إلى حَلقاتها
نظرتْ يداهُ كانَ صولةَ مَجلسِ

* * *
ألقى يديه .. فالحِجارةُ واحةٌ
بيَمينِه .. من واحةٍ لمْ تيبَسِ

كمْ صخرةً لانَتْ جساوتُها إذا
ألقى يديه .. بالنِّداء الأشوَسِ

يَرقى المكانَ بذاتِه مُتوحِّدًا
حتَّى يَشقَّ .. بسلسبيلٍ أسلسِ

حتَّى يَدقَّ لخيمةٍ أوتادَها
في جذوةِ المعنى .. بجذبةِ أشوَس

هذا الفضاءُ رؤى أمازيغيَّةٌ
ليستْ تُؤوِّلُها .. استعارةُ مُبلسِ

* * *
أنَّى تلفَّتَ شاعرٌ .. فمَهابةٌ
تاريخُها العَربيُّ .. غيرُ مُنكَّسِ

هذي عَمائمُها مُخَضَّبةٌ بما
نسجَ الفخارَ على جبين الأطلسِ

لكأنَّما رهجٌ إلى رهج سَرى
والأفقُ أغبرُ .. باعتلاج الأنفُسِ

مُهجٌ تَوثَّبُ لا تنامُ على الأسى
والضَّيمُ يُنشبُ نابَه بتغطرسِ

تهتاجُ، مئذنةً مُكبِّرةً هُنا
وهُناكَ، تلقفُ إفكَ دهرٍ أوجسِ

* * *
ألقى السَّلامَ وسارَ في كلماتِه
شيخٌ يُحدِّثُ عنْ مَرايا البُرنُسِ

النَّارُ تُحْدقُ بالظلام تشدُّه
منْ جانبيه مثلَ سَهمٍ أشرسِ

شيءٌ من المعنى يُحدِّقُ صامتا
في الجالسين إلى حديثٍ أقدسِ

والنَّارُ تلهثُ عندَ كلِّ حكايةٍ
لا شهرزادُ هُنا .. بصدْرِ المَجلسِ

للشَّيخ سُبحتُه ومِصطبةٌ رأتْ
كلماتِه تعدو إلى مُتفرِّسِ

* * *
.. وأنا أساورُني لأحْرسَ وجهةً
من وجهةٍ مَنسيَّةٍ لمْ تُحرسِ

.. وأنا أسافرُ بي لأحْدسَ لحظةً
أنِّي أنا .. المَغربيُّ بمغرسي

.. وأنا أحاورُني وشمسي غربُها
ليَ مَشرقا .. بالجَارياتِ الكنَّسِ

.. وأنا أغامرُ بي لأنبسَ باسْمِه
فالمغربيُّ أنا .. ولمَّا أنبسِ

.. وأنا أحَرِّرُني لأقبسَ ومْضةً
حتَّى أراودَ ومْضةً لمْ تُقبسِ

* * *
العَاشقان على الرُّبى تَنْهيدةٌ
فاضَ المكانُ بها .. ولمَّا يَيأسِ

العَاشقان الخَارقان قصيدةً
سألا وسالا .. في سُؤالِ البُرنُسِ

* * *
.. سيقولُ لي شيخٌ: بأيةِ صُورةٍ
كانَ الطريقُ إلى عُيون النَّرجسِ ؟

.. سأقولُ: ماذا بعدُ ؟ تلكَ رسالةٌ
راحَ الحَمامُ بها .. لكلِّ مُنكِّسِ ..

* * *
العَاشقان .. فَراشةٌ .. يَرقى بها
شيخٌ مَهيبُ الوقتِ .. رُؤيا الأطلسِ

المنابر الأدبية > منبر الشعر الفصيح .

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1485

وحيدة كالقمر
قديم 12-03-2019, 01:12 AM
المشاركة 289
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
إختصار جارح لوجع
بقلم الأستاذة : ابتسام السيد


ها أنا ذي أجترح غباءً مثل البقية
زاعمة أن المداد سيبلسم اثنين وسبعين وجعاً

ها أنا ذي أزعم أن القلم اختصر بحورَ دماء ٍ ببضع سطور
وأفرح بأني نظمت وهلل البقية

زاعمةً أن أنهاراً ما رقرق الجُلنار على المسك أنبت غصن زيتون
وأن حرفي سيغدو ثورة

نفاق نمدهُ كَلِماً تهزأ منه السماء
زاعمة أني عمّرت ساحة الاقصى بسجدة شكر

أمان ٍ يرصفها ضعف أمة
ألا تعسا لآمال لا ترقى لأن تكون حقيقة

اسألوا عن فعل النساء غداة تسربل صلاح الدين
غداة استلاله سيف البطولة

هزجن أشعارا تستنهضن الهمم رجالا شيوخا
ترنمن لشهيد طهرت دماؤه أرض فلسطين

مواويل شَدَتها شفاه العذارى ولم تصهلها صدور الرجال
أخي وأبي وابني وكل من آنس في نفسه لفظ الرجولة

متى تمتطي البحر و يعمّ طوفانك الأرض المباركة وتمسح دمع اليتم ؟!
متى ينبلج صبحك ويشرق مبسم القدس بعد قهر سنين

متى تصافح روحك بطولات القدامى
متى تخلع الحرف لأجل بندقية ينام في قلبها دفء رصاصة

لتمسح عن أسطر التاريخ اسم إسرائيل
متى ؟ !!

منبر بوح المشاعر والركن الهادئ

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=2485

وحيدة كالقمر
قديم 12-03-2019, 01:16 AM
المشاركة 290
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O كانوا هنا .. O
في جنح الليــــــــــل
قصـــــــــة بقلم : محمد صالح رجب


يأبى الليل إلا أن يستر أناته .. يخرج من بيته في أقصى القرية يرتدي معطفا عتيقا ويلتف بعمامة من الصوف تغطي رأسه وأذنيه ، يحمل دراجته المتهالكة متجنبا برك الماء المتجمعة في حفر الطريق ، يقف لحظة يلتقط أنفاسه .. كم من المرات حمل دراجته في ليالي الشتاء الماطرة في طريقه إلى عمله دون أن يتوقف للحظة ؟ لم يعد يتذكر ..
عاود السير من جديد ، عبر الكوبري إلى الضفة الأخرى من النهر حتى وصل إلى الإسفلت ، كانت أضواء أعمدة الكهرباء على قلتها تنعكس على صفحة النهر كما تنعكس على ماء المطر الذي يغطي الأرض .. استقل دراجته التي تفنن في تزينها ، سار بمحاذاة النهر المتدفق .. حبات المطر وحفيف الإطارات بالإسفلت يزيدان من هواجس المكان ، رعد وبرق يستكملان تفاصيل الصورة .. يعانق الصمت وصفير الرياح ..تنفلت شفتاه عن بعض الهمهمات الحزينة .. يتنقل ببصره ، يستكشف مدى الرؤيا ، تخالجه نفسه أن يبحث عن مأوى يقيه المطر الذي لا زال يتساقط بغزارة ، غير أن راتبه الهزيل لم يعد يتحمل خصومات تأخير جديدة .. تمر سيارة مسرعة إلى جواره فتنثر الماء الموحل عليه .. يمسح زجاج نظارته العتيقة .. تهذي نفسه بهموم ناء بحملها .. جسد خار تحت وطأة الشقاء ومرارة السنين ..فقر ومرض يلازمانه .. يطلق آهة يرتد صداها عبر سنوات عمره الذي تخطى الخمسين .. تدور عيناه من جديد ، يرهف السمع ، لم يعد يسمع نفس الصوت الذي كان يسمعه من ذي قبل.. لم تعد دراجته طائعة تحت قدميه .. انحرف إلى الطريق الترابي بمحاذاة الرصيف .. تفحص الدراجة .. لقد أصابها العطب ، يا الله ..إنه ليس بسيطا ..حاول جاهدا ، وعيناه ما فتئت تنظران إلى ساعة يده .. الوقت يمر سريعا .. أوشك الليل أن ينتصف ، عليه أن يصل إلى عمله بحلول الثانية عشر ليلا .. صور عديدة تتراءى أمام ناظريه .. سجل الغياب.. المدير .. آه .. بالتأكيد لن يقبل المدير عذره هذه المرة أيضا، ، وكيف يقبله وهو لم يعاني مثله !!
فكر أن يستقل سيارة .. لكن لن تتحمل ميزانية الأسرة مثل هذا الترف .. الأمر لم يعد ترفا ـ هكذا حدثته نفسه ـ تنبه إلى سيارة تقترب ، تردد قليلا ، نظر إلى دراجته .. المطر .. الغياب .. الخصم ..وجد نفسه يسعي لإيقافها ، غير أنها لم تتوقف ..
يجر دراجته ، تزيد ألثوان والدقائق من شقائه ، لكن يبقى الأمل مادام في العمر بقية .. سيارة أخرى تقترب رويدا .. يستغيث بكلتا يديه كالملهوف ، توقفت ، وكأنما رق سائقها لحاله .. لكن .. لا مكان للدراجة ..
واصل السير ، شاحب الوجه ، منهك القوى .. بصيص أمل لازال يراوده ،.. لم يعد يطالع ساعته ، ولم يعد يهتم كم مضى من الوقت ، أو كم قطع ؟ ، يريد أن يصل حتى ولووصل متأخرا ، علت أناته وخارت قواه ، بصره المنهك لم يعد يميز معالم الطريق ، واصل السير ومشى طويلا حتى تلاشى و غاب في جنح الليل ..

منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية .

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=7714

وحيدة كالقمر

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: O كانوا هنا .. O
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كانوا .. وصرنا ناريمان الشريف منبر الحوارات الثقافية العامة 3 11-28-2020 12:05 PM
كانوا هنا ... لطفي العبيدي منبر البوح الهادئ 4 05-19-2014 09:59 PM
كانوا العيـد .. ( ق.ق.ج) ابتسام محمد الحسن منبر القصص والروايات والمسرح . 9 12-07-2010 02:05 PM
ليتهم كانوا هنا صلاح المعاضيدي منبر شعر التفعيلة 12 10-23-2010 11:51 PM
كائن ،، الكون ليس بالضرورة كائنا ..! دنيا العطار منبر القصص والروايات والمسرح . 0 09-25-2010 03:35 PM

الساعة الآن 11:28 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.