احصائيات

الردود
7

المشاهدات
6090
 
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبده فايز الزبيدي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,902

+التقييم
0.31

تاريخ التسجيل
May 2007

الاقامة

رقم العضوية
3512
06-13-2013, 07:48 PM
المشاركة 1
06-13-2013, 07:48 PM
المشاركة 1
افتراضي س و ج حول شعر التفعيلة!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد الأولين و الأخرين و أفصح الناطقين
و الآتي بمعجز المعاني في معدود الألفاظ المزكى بكريم السجايا من خالق البرايا في القرآن المجيد ، و بعد :
رأيت أن أبسط للقارئ المتطلع و الناشئ المتوثب لهذا النمط الشعري الجديد المنعوت بـ(شعر التفعيلة )(1)، في أخصر عبارة و أكبر فائدة في قالب السؤال و الجواب ؛ راجياً النفع للجميع و الثواب لي و لمن يعين على نشرها.
و الله ولي التوفيق.
_________
(1)
يسمى هذا النمط الشعري بالشعر الحر ،و الشعر المرسل ، و الشعر المنطلق و الشعر التفعيلي.


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-13-2013, 07:50 PM
المشاركة 2
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
س1: متى ظهر هذا النمط الشعري ، ومن هو رائد هذا الفن في العربية؟

هو نمط جديد في الشعر العربي كتب عليه شعراء القرن العشرين بفعل التقارب الحضاري بين العرب و الغرب الأوروبي و هو ليس أصيلا بل يعد من الأشكال المستحدثه التي تهدف إلي التجديد كما فعل أشياعهم من عرب الأندلس في إضافة الموشحات و العرب الذين تأثروا بالدووبيت الفارسي.
و لا يُعرف على وجه التدقيق تأريخ أول قصيدة من شعر التفعيلة في الشعر العربي(1)، إلا أن أول من عُرف بهذا الفن هو الأديب الكبير علي أحمد باكثير(1328 هـ - 1389 هـ) ، ( 1910 - 1969 م) صاحب رواية (وا إسلاماه) الشهيرة ، وهو صاحب المحاولة الأولى المعروفة صاحبها (...
ترجم عام 1936 م أثناء دراسته في الجامعة مسرحية(روميو وجولييت) لشكسبير بالشعر المرسل، وبعدها بعامين -أي عام 1938م - ألف مسرحيته (أخناتون ونفرتيتي) بالشعر الحر ليكون بذلك رائد هذا النوع من النظم في الأدب العربي ...)(2)، ثم اشتهر هذا الفن على يد كلِّ من نازك الملائكة و بدر شاكر السياب .

و سنذكر شهادات تثبت ريادة علي باكثير لهذا الميدان:
( ... يقول بدر شاكر السياب :

و إذا تحرينا الواقع وجدنا أن علي أحمد باكثير هو أول من كتب على طريقة الشعر الحر في ترجمته لرواية شكسبير روميو وجولييت التي صدرت في كانون الثاني عام 1947م بعد أن ظلت تنتظر النشر عشر سنوات، كما يقول المترجم...)مجلة الآداب العدد 6 السنة الثانية، يونيو 1954م .
رفعت سلام:
ويبدو أن هذه المسرحية الشعرية الوحيدة في إنتاج باكثير المتراكم (مسرحية إخناتون ونفرتيتي) هي إنجازه التاريخي من وجهين أساسيين: الأول أنها الريادة الأولى في المسرح الشعري العربي في تطوره الجديد، بشكلها الشعري الجديد الذي حققته، والذي كا متجاوزاً للمناخ الثقافي الذي صدرت خلاله. والثاني أنها العمل المسرحي الشعري الأول الذي تحقق فيه –نسبياً بناء الشخصيات الداخلي.
المسرح الشعري العربي -الهيئة المصرية العامة للكتاب- 1986م.

الدكتور/ عبدالعزيز المقالح :
ولن أتردد في القول بأن هذه الشروط الأربعة (التي حددتها نازك الملائكة) لا تنطبق على أحد من الرواد، أو على من اصطلح على تسميتهم برواد القصيدة الجديدة، كما تنطبق على الشاعر علي أحمد باكثير، وبغض النظر عن الاستجابة الفورية، وكتابة المقالات المؤيدة أو المستنكرة، فإن تجربة باكثير رائدة ومثيرة بكل المقاييس وتحت كل الشروط، وهي لم تكن مقصورة على قصيدة أو قصيدتين أو حتى ديوان من الشعر يضم بعض القصائد، وإنما هي تجربة كبيرة تتمثل في عملين فنيين كبيرين أحدهما مترجم وهو روميو وجولييت والآخر عمل إبداعي وهو إخناتون ونفرتيتي وهما من حيث الحجم وكم الشعر يزيدان عن كل ما قدمه السياب ونازك من قصائد جديدة منذ بدأت ريادتهما في سنة 1947م إلى أوائل الخمسينيات.
باكثير رائد التجربة وبطل الإنقلاب في الشعر المعاصر
مجلة )العربي (العدد (307) رمضان 1404هـ - يونيو 1984م



الدكتور: عبدالله محمد الغذامي :
وكما استخدم باكثير البحر المتدارك (مسرحية إخناتون) استخدمه في قصيدة حرة له نشرت في مجلة الرسالة سنة 1945م بعنوان "نموذج من الشعر المرسل الحر" ولعل نازك الملائكة قد جارته حينما كتبت قصيدتها الحرة (الكوليرا) سنة 1947م حيث أنها على نفس الوزن ووصفتها الشاعرة بأنها شعر حر.
ولعلنا نعطي باكثير بعض حقه علينا إذا نحن نسبنا إليه الفضل في إشاعة استخدام هذا البحر في العصر الحديث حتى صار هذا البحر هو الوزن السائد في الشعر المسرحي وأكثر من استخدامه صلاح عبدالصبور وعبدالوهاب البياتي في مسرحياتهما الشعرية مثلما صار من أكثر الأوزان شيوعاً في الشعر الحر .. لدى شعراء كبار مثل نزار قباني ومحمود درويش وأمل دنقل وغيرهم.....
وباكثير هو أول من أخذ بنظام الجملة الشعرية في المسرحيات الأصلية –غير المترجمة- ونعني بذلك قيام الشعر على وحدات موسيقية تتجاوز البيت الواحد إلى أبيات عدة متماسكة في مبناها ومعناها، وقد سماها باكثير في مقدمة مسرحية إخناتون ونفرتيتي (الجملة التامة) ويشيع اليوم تسميتها بالجملة الشعرية.
من مقدمته لكتاب : علي أحمد باكثير ، حياته ، شعره الوطني والإسلامي
تأليف الدكتور / أحمد عبدالله السومحي ، النادي الأدبي الثقافي - جدة - الطبعة الأولى 1403هـ 1982م


الدكتور: أحمد شمس الدين الحجاجي
وتعد تجربة باكثير في المسرح الشعري تجربة رائدة. وبالذات في ميدان الشعر، وربما كان مرد ذلك إلى أنه دخل ميدان المسرح أولاً ثم استخدم فيه الشعر. وهذا ما أداه إلى أن يقوم بتجربة شجاعة تواجه عمود الشعر القديم وتكسره وتستبدل به بنية جديدة. ولو كان باكثير شاعراً من الشعراء المعروفين لخاف من التجربة. وربما أحجم عنها، ولكنه كاتب مسرحي وهذا ما يدفعه إلى التجريب ملتقياً مع طبيعة المسرح العربي المتجهة نحو التجربة وفتح آفاق جديدة لها. وكانت تجربته في هذه المسرحية في الأداة نفسها.
المسرحية الشعرية في الأدب العربي الحديث
كتاب الهلال - العدد (538) جمادى الأولى 1416هـ - أكتوبر 1995م



الدكتور/ عزالدين إسماعيل
وهنا تبرز أهمية استكشاف باكثير فكرة الاقتصار في المسرحية كلها على وزن واحد، واستخدامه لوزن من أكثر الأوزان الشعرية مرونة، وهو وزن المتدارك. فقد نتج عن هذا القضاء نهائياً على نبرة الموسيقى الصارخة في الحوار، واستطاعت الشخصيات أن تعبر عن نفسها، وعما يمور فيها من أفكار ومشاعر يفجرها الموقف أو يستدعيها تعبيراً حياً وصادقاً؟ وباختصار نقول: إن الشعر على هذاالنحو قد صار أخيراً في خدمة الموقف الدرامي، لا العكس .
مسرح باكثير الشعري
مجلة (المسرح) العدد 71 – أبريل 1970م


الدكتور/ نذير العظمة
لقد ألقى النقاد ضوءاً كافياً على إسهامات العراق وما يزال كثير من الدارسين يعتقد خطأ أن ظاهرة الشعر الحر هي من إنجاز المدرسة العراقية وحدها وهو بعض الحقيقة لا الحقيقة كلها، إلا أن ريادة هذا النوع الشعري ليست لنازك الملائكة ولا لبدر شاكر السياب كما يعترف هو نفسه في واحدة من مراسلاته لمجلة الآداب البيروتية 1954م، بل لعلي أحمد باكثير وهو شاعر مسرحي من حضرموت من الجزيرة العربية.
عن كتاب: مدخل إلى الشعر العربي الحديث - دراسة نقدية
كتاب النادي الأدبي الثقافي بجدة - الطبعة الأولى - شعبان 1408 هـ - أبريل 1988م


عبدالله الطنطاوي
هكذا نخلص إلى أن الرائد الأول للشعر الحر هو علي أحمد باكثير، لأنه أول من استخدم التفعيلة في البيت، واكتشف البحور الصافية وميزها من غيرها من البحور المزدوجة التفعيلة، كما اهتدى إلى صلاحية بعض البحور للنظم المسرحي دون بعض.
مع رواد الشعر الحر
مجلة (الآداب ) العدد التاسع - السنة 17 - أيلول (سبتمبر ) 1969م ...) (3)

أحمد فضل شبلول
( ...وقد بدأت شرارة هذا الشعر في الانطلاق عندما تحدى باكثير أستاذه الإنجليزي الذي كان يدرس له مادة الأدب الإنجليزي بكلية الآداب جامعة الملك فؤاد الأول (جامعة القاهرة فيما بعد) فكان هذا الأستاذ يرى أن اللغة الإنجليزية اختصت بالبراعة في الشعر المرسل وأن الفرنسيين حاولوا محاكاته في لغتهم فكان نجاحهم محدوداً، وأن اللغة العربية لا يمكن أن ينجح فيها هذا اللون من الشعر، فما كان من باكثير إلا أن قال له:
" أما أنه لا وجود له في أدبنا العربي فهذا صحيح، لأن لكل أمة تقاليدها الفنية، وكان من تقاليد الشعر العربي التزام القافية، ولكن ليس ما يحول دون إيجاده في اللغة العربية، فهي لغة طيعة تتسع لكل شكل من أشكال الأدب والشعر" .
فنهره أستاذه وقال له:
-كلام فارغ،
- ثم لجأ باكثير إلى النسخة الإنجليزية من مسرحية " روميو وجولييت " لشكسبير فتخير منها مشهداً فعالجه بالشعر المرسل ثم ترجم المسرحية كلها وتبين له أنه اختار البحور المتحدة التفاعيل التي تستوي تفعيلاتها كالكامل والمتدارك والمتقارب، أما البحور التي اختلفت تفعيلاتها فلم يخترها تلقائياً، وكانت هذه أول تجربة له في الشعر المرسل...)
علي أحمد باكثير ابتكر الشعر الحر ثم انصرف إلي النثر
رابطة أدباء الشام (مجلة إليكترونية تصدر من لندن - بريطانيا ) 15-1- 2005م


الدكتور/ محمد أبوبكر حميد
(... ويروي باكثير قصة اكتشافه لهذا النمط الشعري الجديد للمسرح في مقدمة ترجمته لروميو وجولييت فيقول: اتفق ان جاء الوزن في بحر المتقارب دون أن أعي ما ينطوي عليه ذلك من دلالة. ثم مضيت في عملي مرسلا نفسي على سجيتها من اختيار ما يناسب المقام من البحور والأوزان، فاكتشفت بعد لأي أن البحور التي تصلح لهذا الضرب الجديد من الشعر هي تلك التي كانت تتكون من تفعيلة واحدة مكررة كالكامل والرجز والمتقارب والمتدارك والرمل، لا تلك التي تتكون من تفعيلتين مختلفتين كالسريع والخفيف، البسيط والطويل فإنها لا تصلح).
ويرى الدكتور عز الدين إسماعيل أن باكثير قد تجاوز من ذلك ما عرفه شعراء (مدرسة الديوان) في الثلاثينات فلم يكتف بالتخلص من رتابة القافية المتكررة، بل حطم البيت الشعري نفسه واستبدلها باصطلاح وحدة التفعيلة (مجلة المسرح عدد 70، 1970م) ومن خلال ذلك اتضح لباكثير أنه ليس كل الأوزان الشعرية تصلح لهذا الشكل الجديد في الأداء الدرامي، وأن الأصلح فقط هو ما تجانست تفعيلاته، وقد أدرك باكثير أن ذلك يتم دون الالتزام بعدد ثابت من التفعيلات، لأن الجملة الحوارية قد تطول وقد تقصر حسب الموقف.
وعلى هذا الأساس أدخل باكثير فكرة الجملة الشعرية المنطلقة بدلاً للبيت الشعري المغلق، نتيجة لرفضه أن يكون الشعر المقفى لغة صالحة للمسرح. ويبرر عدم صلاحية الشعر المقفى للمسرح بأنه يستند إلى البيت الكامل كوحدة مستقلة عن سابقه وعن لاحقه، فذلك يجزىء الوحدة التعبيرية ويقطعها إلى وحدات متساوية مستقل بعضها عن بعض، دون مراعاة لاختلاف الجمل المسرحية في الطول والقصر...)
الأديب علي أحمد باكثير _ رابطة أدباء الشام -6- 11 - 2004 م

_____________
(1)يشير بعض الباحثين إلي وجود نصوص ذات بال في مجال المحاولات المعتبرة في ريادة الشعر التفعيلي تعود إلي سنة 1921م و سنبحثها لاحقا.
(2):علي أحمد باكثير ، ويكيبديا الموسوعة الحرة.
(3):موقع ( علي أحمد باكثير) بإدار الدكتور / عبدالحكيم الزبيدي. http://www.bakatheer.com/index.php


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-13-2013, 07:50 PM
المشاركة 3
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
س2: حدثنا عن موقف الشاعرة نازك الملائكة من ريادة الشعر الحر؟
نسبت الشاعرة العراقية نازك الملائكة لنفسها ريادة الشعر الحر بقولها:
(كانت بداية حركة الشعر الحر سنة 1947 ، في العراق . و من العراق ، بل من بغداد نفسها ، زحفت هذه الحركة و امتدَّت حتى غمرت الوطن العربي كله و كادت ،.... و كانت أول قصيدة حرَّة الوزن تنشر قصيدتي ( الكوليرا)
... نُشرتْ هذه القصيدة في بيروت و وصلت نسخها بغداد في أول كانون الأول 1947 ، و في النصف الثاني من الشهر نفسه صدر في بغداد ديوان بدر شاكر السياب (أزهار ذابلة) و فيه قصيدة حرَّة الوزن له من بحر الرمل عنوانها (هل كان حبَّا) و قدْ علَّق عليها في الحاشية بأنها من (الشعر المختلف الأوزان و القوافي ) ...
و في صيف سنة 1949 صدر ديواني (شظايا و رماد) و قد ضمنته مجموعة من القصائد الحرة ... ) (1)

و يحكي لنا الدكتور /يوسف بكَّار تراجعها عن إدعاء ريادة الشعر بقوله:
(... و لقد ارتفعت ... أصواتٌ كثيرة أنكر بعضها على الشاعرة ما ادَّعته من ريادة، و نبَّهَ آخرون على محاولات سابقة لها في غير قُطْرٍ من الوطن العربي ... الطَّريف أن نازك الملائكة نفسها ذهبت هذا المذهب بدءاً من الطبعة الخامسة من ( قضايا الشعر المعاصر ) ردَّاً على منتقديها الكُثُر ، و فيهم صاحب هذا الكتاب ، و تساءلتُ بدءاً :
(هلْ نستطيعُ ان نحكمَ بأن حركة الشعر الحر بدأت في العراق سنة 1921 أو أنها بدأت في مصر سنة 1932 ؟ ... فأجابتْ:الواقع أننا لا نستطيعُ ، فالذي يبدو لي أن هُناك أربعة شروط ينبغي أن تتوفر لكي تعتبر قصيدة ما أو قصائد هي بداية هذه الحركة...) (2)
__________________
(1) نازك الملائكة ، قضايا الشعر المعاصر ، مكتبة النهضة، ط 3 :1976م، ص 23-25.
(2) يوسف بكَّار،في العروض و القافية ،دار المناهل_لبنان ،ط3:
1427 هـ -2006م ، ص158

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-13-2013, 07:51 PM
المشاركة 4
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
س3:هل كان يدرك باكثير أنه أضحى رائد شعر التفعيلة في اللسان العربي؟
نعم، كان باكثير _ رحمه الله_ مدركاً أنه يجدد في الشعر العربي و يضيف إليه شكلاً جديداً، و نلحظ سعادته الغامرة بهذا العمل في مقدمته لمسرحيته الشعرية (إخناتون و نفرتيتي) فيقول:
(هذه مسرحية (إخناتون و نفرتيتي)، أعودُ إليها بعد تسعة و عشرين عاماً منذ عايشتها و كتبتها عام 1938 . فأقدمها اليوم للقراء العرب كما خرجت للناس في طبعتها الأولى عام 1940. أقدمها منتشياً مما أجد في سطورها من أنفاس شبابي الأول ، و مغتَبطا لِمَا أصابتْ من حظٍ عظيم .إذ صارت نقطة انقلاب في تاريخ الشعر العربي الحديث كله.
فقد قُدِّرَ لها أن تكون التجربة الأم(1) فيما شاع اليوم تسميته بالشعر الحر أو الشعر التفعيلي ، و أسميتُه _أنا_ قديماً الشعر المرسل المنطلق. تجربة انطلقت في منيل الروضة على ضفاف النيل بالقاهرة.
ثم ظهر صداها أول ما ظهر في العراق لدى الشاعرين المجددين الكبيرين: بدر شاكر السياب ، و نازك الملائكة، بعد انطلاقها بعشرة أعوام ... )(2)
إلي أن يقول : ( ... و أن الشاعر السياب _رحمه الله_كان يذكر لي هذا السَّبق في كلمات الإهداء التي كان يخطها على كتبه المُهـْداة إلي ...)(3)
ثم يبرر باكثير سبب إشارته لريادته في هذا المضمار بقوله:
(... و ما أذكر هذا مفاخراً _ يعلم الله _ و لكن للحقيقة و التاريخ ، فقد شاع بين النقاد خَلطٌ كثير في هذه القضية...)(4)

__________________________________________________ ____
(1):لقد أحسن إذ وصف تجربتها بأنها التجربة الأم حيث كشفت الدراسات الحديثة عن وجود نصوص أسبق من أعمال باكثير.
(2):علي أحمد باكثير ، إخناتون و نفرتيتي،دار مصر للطباعة ، ط:1967 ، ص 5 -6.
(3) : نفس المصدر السابق.
(4): نفس المصدر السابق، ص 6.


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-13-2013, 07:52 PM
المشاركة 5
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
س4:من هو الشاعر السعودي الذي يزاحم علي باكثير على ريادة الشعر الحر؟(1)
يحدثنا عنه الباحث الدكتور / محمد الصفراني بقوله:
( ... إن أبرز الأسماء التي تتداولها كتب الأدب العربي الحديث في ميدان ريادة الشعر الحر هي: محمد علي باكثير، ونازك الملائكة، وبدر شاكر السياب. وبالرغم من إكبارنا لهذه الأسماء إلا أن ريادة الشعر الحر بالمعنى الزمني للريادة ليست من نصيب أي منها. فمن الثابت في تاريخ الأدب العربي الحديث أن باكثير تعاطى الشعر الحر لأول مرة سنة 1936م من خلال ترجمته لمسرحية شكسبير الشهيرة "روميو وجولييت" إلا أنه تأخر في نشرها وقد شهد المازني أنه اطلع عليها منسوخة قبل سنة 1940م. وفي سنة 1938م كتب باكثير ترجمته لمسرحية "أخناتون ونفرتيتي" إلا أنه لم ينشرها إلا سنة 1940م بينما لم ينشر ترجمته لروميو وجولييت إلا في سنة 1946م. ومن الثابت تاريخياً أيضاً أن نازك الملائكة نشرت قصيدتها الحرة "الكوليرا" في مجلة العروبة الصادرة من لبنان ووصلت المجلة بغداد في أول كانون الأول سنة 1947م وفي النصف الثاني من الشهر نفسه صدر في بغداد ديوان (أزهار ذابلة) لبدر شاكر السياب وفيه كانت قصيدته الحرة (هل كان حباً). أي أن ما بين نازك والسياب نصف شهر من عمر الريادة، ولا يكون هذا الفصل الزمني دقيقاً إذا أخذنا في الاعتبار تاريخ تسليم نص نازك للمجلة. وتاريخ تسليم ديوان السياب للمطبعة. إن هذه الحقائق التاريخية ترسم مثلثاً ريادياً يتكون من باكثير، ونازك والسياب. لكن هذا المثلث لا يلبث أن يزول أما حقيقة أن الشاعر السعودي محمد حسن عواد قد سبق زوايا مثلث ريادة الشعر الحر. فقد ثبت تاريخياً أن العواد قد كتب الشعر الحر قبل باكثير ونازك والسياب فقد نشر العواد أول نص من الشعر الحر في صحيفة القبلة التي كانت تصدر في العهد الهاشمي قبل قيام الدولة السعودية في (العدد 515- الصادر سنة 1340هـ/ الموافق سنة 1921م) بعنوان "تحت أفياء اللواء". كما نشر العواد نصاً حراً آخر في صحيفة القبلة نفسها في (العدد 519- الصادر سنة 1340هـ/ الموافق سنة 1921م) بعنوان "نطلب العزة أو يهراق دم". وبهذا يكون الشاعر السعودي محمد حسن عواد قد سبق باكثير في كتابة الشعر الحر بخمس عشرة سنة. ويكون العواد قد سبق نازك والسياب في كتابة الشعر الحر بست وعشرين سنة. وبناء على هذه الحقائق التاريخية المؤكدة يكون الشاعر السعودي محمد حسن عواد هو رائد الشعر الحر.) (2)
_______
(1) قلتُ سابقاً:إن علي باكثير وفِّق في وصفه لتجربته بأنها( الأم ) و لم يقل إنها الأولى ، وإلا فالكشوفات لتأريخ الصحافة تثبت أن علم 1921م كان عاماً مميزاً لبدايات الشعر التفعيلي .
(2)محمد الصفراني ، العواد رائد الشعر الحر ، جريدة الرياض السعودية ، العدد :12241 ، الصادر في يوم الخميس 6 جمادى الآخرة 1428هـ ،الموافق لـ /21 يونيو 2007م.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 06-15-2013, 12:30 PM
المشاركة 6
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
استاذ عبده فايز الزبيدي

دائما تأتي بما هو مهم وجديد بل شديد الاهمية وبالغ الفائدة..

اشكرك جدا على هذه المعلومات القيمة التي تمثل مرجعية لهذا النمط من الشعر. وقد اوحى الموضوع لي بفكرة اطلاق منتدى ضمن هذا المنبر للحورات الادبية.

اي ان يخصص المنتدى ضمن منبر الدراسات للحوارات الادبية فقط. بحيث يتم انشاء موضوع باسم حوارات ادبية تطرح فيه مواضيع الحوار لمدة شهر لكل موضوع مثلا ... وربما تتولى انت الاشراف على ادارة المنتدي الادبي ضمن منبر الدراسات الادبية moderator كونك ضليع وشديد الاطلاع على القضايا الادبية على تنوعها محليا وعالميا.

قديم 06-27-2013, 01:47 AM
المشاركة 7
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
استاذ عبده فايز الزبيدي

دائما تأتي بما هو مهم وجديد بل شديد الاهمية وبالغ الفائدة..

اشكرك جدا على هذه المعلومات القيمة التي تمثل مرجعية لهذا النمط من الشعر. وقد اوحى الموضوع لي بفكرة اطلاق منتدى ضمن هذا المنبر للحورات الادبية.

اي ان يخصص المنتدى ضمن منبر الدراسات للحوارات الادبية فقط. بحيث يتم انشاء موضوع باسم حوارات ادبية تطرح فيه مواضيع الحوار لمدة شهر لكل موضوع مثلا ... وربما تتولى انت الاشراف على ادارة المنتدي الادبي ضمن منبر الدراسات الادبية moderator كونك ضليع وشديد الاطلاع على القضايا الادبية على تنوعها محليا وعالميا.
أخي الحبيب سعادة الدكتور/ أيوب صابر
أنا رهن إشارتك و طوع رغبتك في ما فيه الخير و النفع
و يشرفني كوني بجوارك و في ظلك أستفيد و أفيد، و إن كنت أرى أن فتح منبراً جديدا
سيشكل لي مزيدا من المهام التي ربما أعجز عن حقه مع مشاغلي الحياتية و الإشرافية في غير هذا المنتدى المبارك.
محبكم

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 08-14-2015, 12:45 AM
المشاركة 8
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
و لنجمل في سباق الريادة الرواد في أربعة أسماء:
- محمد حسن عوَّاد ( السعودية) وله أقدم نص منشور في الصحف العربية عم 1921 م .
- على أحمد باكثير الحضرمي ( مصر) صاحب أو عمل مسرحي ترجم فيه لشكسبير عام 1936 م .
- نازك الملائكة (العراق ) نشرت قصيدة الكوليرا بصحيفة لبنانية عام 1947 م.
- بدر شاكر السياب (العراق) صاحب أول ديون يشمل قصيدة من التفعيلي في عام 1947 م.



و بهذا نقول أن ريادة الشعر زمنيا للعواد و باكثير و التأريخ لا يجامل ، و لكن تبني نازك و السياب لهذا الفن و اشتهاره على يديهم ساهم في طرح اسميهما كرواد سباقين في هذا المضمار.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: س و ج حول شعر التفعيلة!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مواقيتُ الرماد القصيدة الحائزة على المركز الثالث.مسابقة شعر التفعيلة مهرجان همسة ٢٠١٩ أحمد بهجت سالم منبر شعر التفعيلة 7 04-12-2020 07:37 PM
حمِّل برنامج الفراهيدي (لوزن الشعر العمودي و شعر التفعيلة). مختار الكمالي منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 6 09-09-2010 11:12 PM

الساعة الآن 10:15 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.