احصائيات

الردود
8

المشاهدات
16160
 
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6


ناريمان الشريف will become famous soon enoughناريمان الشريف will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
25,777

+التقييم
4.68

تاريخ التسجيل
Feb 2009

الاقامة

رقم العضوية
6405
01-03-2018, 06:18 PM
المشاركة 1
01-03-2018, 06:18 PM
المشاركة 1
افتراضي كلمات تعني الأشياء وأضدادها



في لغتنا العربية الجميلة .. بعض الكلمات تحمل المعنى وضده في ذات الوقت

فهي ظاهرة لغوية مدهشة، إذ تجد ألفاظًا يعني كلٌّ منها الشيءَ وضدَّه ،

ف كلمة “الصريم” التي تعني “الليل” وتعني “النهار”،
وكلمة “الناهل” التي تعني “الظمآن” وتعني “مَن شرب حتى ارتوى”، إلخ.

ومنطقيًّا، لا يمكن أن يطلق القوم كلمةً على معنًى وضده، لهذا فسَّر العلماء هذه الظاهرة بعدة تفسيرات، منها:

– أن كل معنًى من المعنيين كان خاصًّا بمنطقة أو قبيلة عربية لها لهجتها الخاصة، وعند اختلاط القومَين أخذ كل منهما عن الآخَر معناه، فظهر المعنيان للَّفظ نفسه.

– أن يكون للفظ معنًى آخَر غير المعنيين المذكورين، ثم يؤدي سوء النقل، أو تداخُل المجاز، إلى أن يحمل اللفظ المعنيين، ككلمة “الصريم” التي تُطلَق على الليل كما تُطلَق على النهار، وأصل معناها هو “الانتهاء” أو “القطع”، لأن كلًّا من الليل والنهار بدايته هي نهاية وقطع الآخَر.

– قد تتطوّر دلالة الكلمة، فتحمل أكثر من معنى، ويكون بين هذه المعاني متضادَّان، ككلمة “مأتم” التي أصل معناها “الجماعة”، وكانت تُطلَق في الغالب على الجماعة من النساء، فتطوَّرَت دلالتها إلى معنى “الحزن” و”الفرح”، لاجتماع هذه الجماعة في حالَي الحزن والفرح. ومثلها كلمة “الطرَب” التي تعني الحزن والفرح أيضًا، لأن أصل معناها حالة الحركة وضرب الكؤوس التي كانت تصيب القوم حين الحزن وحين الفرح، فانتقلت دلالتها إلى الحالتَين الشعوريتين المصاحبة لهما، فأصبح معناها “الفرح” و”الحزن”.

– بعض المشتقَّات قد يحمل معنى الفاعل والمفعول في الوقت نفسه، بسبب بنية أصل الكلمة، فتجد أن كلمة “محتلّ” قد تعني الفاعل وقد تعني المفعول، ومثلها كلمات “مضادّ” و”مُختار” و”مشتقّ”، فكل منها قد يكون اسم فاعل وقد يكون اسم مفعول.

– أيضًا قد يحمل اللفظ المعنيين المتضادَّين بسبب التيمُّن والاستبشار، فالمعنى السيئ قد يُستعمل للإشارة إليه لفظ المعنى الحسَن، تيمُّنًا بوقوع الحسَن والنجاة من السيئ. من ذلك أن العرب يُطلِقون على الصحراء لفظ “المفازة”، والصحراءُ مُهلِكةٌ، فيسمُّونها “مفازة” تيمُّنًا واستبشارًا بالفوز بالنجاة منها، فيصبح لفظ “مفازة” وقد حمل معنيَي الهلاك والنجاة.

كذلك يُطلِقون على مَن لدغته العقرب اسم “السليم”، تيمُّنًا واستبشارًا بسلامته من لدغتها، فيصبح لفظ “سليم” وقد حمل معنيَي السلامة والموت.

ولعلّ من هذا الباب ما يفعله العوامُّ في مصر، عندما يقولون عن المرء إذا أصابه مرض ما إنه “بعافية”، لأن العافية هي الصحَّة والسلامة، فيقولون “بعافية” تيمُّنًا واستبشارًا بأنه سيتعافى من مرضه، فيصبح لفظ “بعافية” وقد حمل معنيَي الصحة والمرض.

ومن عادتهم أيضًا في الباب نفسه أن يسمُّوا الأب على اسم ولده لا العكس، فإذا أنجب إبراهيمُ ابنًا وسمَّاه محمَّدًا، قالوا للولد “محمد أبو إبراهيم” وهو ابنه، تيمُّنًا واستبشارًا بأن الولد سيكبر ويُنجِب ابنًا يسمِّيه باسم أبيه، أو تيمُّنًا واستبشارًا بأن الابن سيكبر ليرعى أباه الذي سيكون مُسِنًّا كأنه أصبح أبًا لأبيه.

ومن أشهر ألفاظ الأضداد في اللغة العربية الفعل “بان” الذي يعني “ظهَر” ويعني “ابتعد”، فنقول “بان البدرُ بيانًا” إذا ظهر، و”بانت السيارة بَينًا” إذا ابتعدَت حتى اختفت، ومنه قول الشاعر: “بانت سعادُ فقلبي اليومَ مَتبُولُ”، وقول الشاعر: “بِنتُم وبِنَّا فما ابتلَّت جوانحنا شوقًا إليكم ولا جفَّت مآقينا”.

ومنها كلمة “عنترة” التي تعني “الشجاع شديد الوطأة على الأعداء”، وتعني “الذُّباب الذي يفرّ إذا أحسّ أي خطر”.

ومنها كلمة “بهلول” التي كانت تعني “السيد العظيم الذي يلجأ إليه أهله” فأصبحت تعني “الأبله الذي يسخر الناس منه في الشوارع”، وهو تطوُّر دلالي حدث للكلمة بعد أن كان المُلوكُ والسادة يُخلَعون في عصر المماليك، وتُفقأ أعيُنُهم وتُجدَع أنوفهم، فيسيرون في الشوارع عُرضةً لسخرية الناس.

ومنها كلمة “بهلوان” التي كانت تعني الفارس الماهر الذي يتقن فنون الكرّ والفرّ والقفز والمروق من بين السهام والسيوف والرماح، إلى آخر مهارات الفرسان، وبعد استعمال المدافع والبنادق في الحروب أصبحت مهاراته غير ذات نفع، ومع الوقت أصبحَت تُطلَق على اللاعبين في الملاهي والسيرك وما أشبه.

والآن .. هل تعرفون كلمات وأضدادها لها نفس المعنى ؟
شاركونا


قديم 01-12-2018, 08:14 PM
المشاركة 2
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



في لغتنا العربية الجميلة .. بعض الكلمات تحمل المعنى وضده في ذات الوقت

فهي ظاهرة لغوية مدهشة، إذ تجد ألفاظًا يعني كلٌّ منها الشيءَ وضدَّه ،

ف كلمة “الصريم” التي تعني “الليل” وتعني “النهار”،
وكلمة “الناهل” التي تعني “الظمآن” وتعني “مَن شرب حتى ارتوى”، إلخ.

ومنطقيًّا، لا يمكن أن يطلق القوم كلمةً على معنًى وضده، لهذا فسَّر العلماء هذه الظاهرة بعدة تفسيرات، منها:

– أن كل معنًى من المعنيين كان خاصًّا بمنطقة أو قبيلة عربية لها لهجتها الخاصة، وعند اختلاط القومَين أخذ كل منهما عن الآخَر معناه، فظهر المعنيان للَّفظ نفسه.

– أن يكون للفظ معنًى آخَر غير المعنيين المذكورين، ثم يؤدي سوء النقل، أو تداخُل المجاز، إلى أن يحمل اللفظ المعنيين، ككلمة “الصريم” التي تُطلَق على الليل كما تُطلَق على النهار، وأصل معناها هو “الانتهاء” أو “القطع”، لأن كلًّا من الليل والنهار بدايته هي نهاية وقطع الآخَر.

– قد تتطوّر دلالة الكلمة، فتحمل أكثر من معنى، ويكون بين هذه المعاني متضادَّان، ككلمة “مأتم” التي أصل معناها “الجماعة”، وكانت تُطلَق في الغالب على الجماعة من النساء، فتطوَّرَت دلالتها إلى معنى “الحزن” و”الفرح”، لاجتماع هذه الجماعة في حالَي الحزن والفرح. ومثلها كلمة “الطرَب” التي تعني الحزن والفرح أيضًا، لأن أصل معناها حالة الحركة وضرب الكؤوس التي كانت تصيب القوم حين الحزن وحين الفرح، فانتقلت دلالتها إلى الحالتَين الشعوريتين المصاحبة لهما، فأصبح معناها “الفرح” و”الحزن”.

– بعض المشتقَّات قد يحمل معنى الفاعل والمفعول في الوقت نفسه، بسبب بنية أصل الكلمة، فتجد أن كلمة “محتلّ” قد تعني الفاعل وقد تعني المفعول، ومثلها كلمات “مضادّ” و”مُختار” و”مشتقّ”، فكل منها قد يكون اسم فاعل وقد يكون اسم مفعول.

– أيضًا قد يحمل اللفظ المعنيين المتضادَّين بسبب التيمُّن والاستبشار، فالمعنى السيئ قد يُستعمل للإشارة إليه لفظ المعنى الحسَن، تيمُّنًا بوقوع الحسَن والنجاة من السيئ. من ذلك أن العرب يُطلِقون على الصحراء لفظ “المفازة”، والصحراءُ مُهلِكةٌ، فيسمُّونها “مفازة” تيمُّنًا واستبشارًا بالفوز بالنجاة منها، فيصبح لفظ “مفازة” وقد حمل معنيَي الهلاك والنجاة.

كذلك يُطلِقون على مَن لدغته العقرب اسم “السليم”، تيمُّنًا واستبشارًا بسلامته من لدغتها، فيصبح لفظ “سليم” وقد حمل معنيَي السلامة والموت.

ولعلّ من هذا الباب ما يفعله العوامُّ في مصر، عندما يقولون عن المرء إذا أصابه مرض ما إنه “بعافية”، لأن العافية هي الصحَّة والسلامة، فيقولون “بعافية” تيمُّنًا واستبشارًا بأنه سيتعافى من مرضه، فيصبح لفظ “بعافية” وقد حمل معنيَي الصحة والمرض.

ومن عادتهم أيضًا في الباب نفسه أن يسمُّوا الأب على اسم ولده لا العكس، فإذا أنجب إبراهيمُ ابنًا وسمَّاه محمَّدًا، قالوا للولد “محمد أبو إبراهيم” وهو ابنه، تيمُّنًا واستبشارًا بأن الولد سيكبر ويُنجِب ابنًا يسمِّيه باسم أبيه، أو تيمُّنًا واستبشارًا بأن الابن سيكبر ليرعى أباه الذي سيكون مُسِنًّا كأنه أصبح أبًا لأبيه.

ومن أشهر ألفاظ الأضداد في اللغة العربية الفعل “بان” الذي يعني “ظهَر” ويعني “ابتعد”، فنقول “بان البدرُ بيانًا” إذا ظهر، و”بانت السيارة بَينًا” إذا ابتعدَت حتى اختفت، ومنه قول الشاعر: “بانت سعادُ فقلبي اليومَ مَتبُولُ”، وقول الشاعر: “بِنتُم وبِنَّا فما ابتلَّت جوانحنا شوقًا إليكم ولا جفَّت مآقينا”.

ومنها كلمة “عنترة” التي تعني “الشجاع شديد الوطأة على الأعداء”، وتعني “الذُّباب الذي يفرّ إذا أحسّ أي خطر”.

ومنها كلمة “بهلول” التي كانت تعني “السيد العظيم الذي يلجأ إليه أهله” فأصبحت تعني “الأبله الذي يسخر الناس منه في الشوارع”، وهو تطوُّر دلالي حدث للكلمة بعد أن كان المُلوكُ والسادة يُخلَعون في عصر المماليك، وتُفقأ أعيُنُهم وتُجدَع أنوفهم، فيسيرون في الشوارع عُرضةً لسخرية الناس.

ومنها كلمة “بهلوان” التي كانت تعني الفارس الماهر الذي يتقن فنون الكرّ والفرّ والقفز والمروق من بين السهام والسيوف والرماح، إلى آخر مهارات الفرسان، وبعد استعمال المدافع والبنادق في الحروب أصبحت مهاراته غير ذات نفع، ومع الوقت أصبحَت تُطلَق على اللاعبين في الملاهي والسيرك وما أشبه.

والآن .. هل تعرفون كلمات وأضدادها لها نفس المعنى ؟
شاركونا

أشكر لك أستاذتنا القديرة ناريمان الشريف موضوعك الجميل المفيد وبارك الله فيك.

قديم 01-14-2018, 05:09 PM
المشاركة 3
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأضداد في اللغة



الأضداد ظاهرة من الظواهر اللغوية التي أسهمت في نموّ الثروة اللفظية والاتساع في التعبير عند العرب. وقد عرّفها أبو الطيب اللغوي بقوله: «والأضداد جمع ضد، وضد كل شيء ما نافاه، وليس كل ما خالف الشيء ضداً له، ألا ترى أن القوة والجهل مختلفان وليسا ضدين، وإنما ضد القوة الضعف، وضد الجهل العلم». وعرّفها ابن فارس الرازي بقوله: «المتضادان: الشيئان لا يجوز اجتماعهما في وقت واحد كالليل والنهار». ويلحظ في التضاد ضرب من المشترك اللفظي الذي يتجلّى في احتواء اللفظة الواحدة على معنيين مشتركين في النطق ولكنهما متباينان في الدلالة، فإذا ما وصل هذا التباين حدَّ التناقض والتعاكس عُدَّت اللفظة في الأضداد. واللغويون الذين سلكوا التضاد في جملة المشترك اللفظي نصّوا على أنه نوع أخصّ منه؛ من هؤلاء: سيبويه، وقُطرُب، والسجستاني، والمبرد، وابن الأنباري، وغيرهم.

ومن أمثلة التضاد: السُّدْفة، تدل على الظلمة وعلى الضوء، والصريم: لليل والنهار، والصارخ: للمغيث والمستغيث، والناهل: للعطشان، وللذي شرب حتى رَوِيَ، وأَمَم يقال: أمر أَمَمٌ إذا كان عظيماً، وأمر أَمَمٌ إذا كان صغيراً، والجُدُّ: البئر القليلة الماء، والكثيرة الماء.

وقد علَّلَ الدارسون ـ قدماء ومحدثين ـ وجود هذه الظاهرة اللغوية، أو أسباب نشأتها بعوامل أهمها:

1 ـ اختلاف اللهجات من قبيلة إلى أخرى في تقدير الدلالة اللغوية وتحديدها بدقة، وهو تعليل وجيه، إذ من غير المقبول أن يُسمّي القوم الذين يعيشون في بيئة واحدة الشيء باسم ذي معنى معيّن ثمّ يسموه بنقيضه. وقد أوضح ذلك صراحة ابن الأنباري حين قال: «إذا وقع الحرف (الكلمة) على معنيين متضادين، فالأصل لمعنى واحد، ثم تداخل الاثنان على جهة الاتساع». ولعلّ هذا الرأي من أكثر ما قيل في تعليل الأضداد سلامة بمعايير التحليل اللغوي القديمة والحديثة على السواء. وقد عزّزه ابن الأنباري بقوله أيضاً: «إذا وقع الحرف على معنيين متضادين فمحال أن يكون العربي أوقعه عليهما بمساواة منه بينهما، ولكن أحد المعنيين لحيٍّ من العرب، والمعنى الآخر لحيٍّ غيره، ثم سمع بعضهم لغة بعض فأخذ هؤلاء عن هؤلاء، وهؤلاء عن هؤلاء».

2 ـ الخلط بين المعنيين بعدم مراعاة دقّة الدلالة اللغوية التي وضعت لكل منهما أصلاً، فمثل هذا الاتساع يؤدّي إلى التداخل، ثم يفضي إلى التضاد، كلفظة الظنّ التي صارت تعني الشك واليقين، في حين كانت تعني إدراك الشيء أو علمه. وكلفظة الصريم، لليل والنهار، وأصلهما من الصَّرْم، أي القطع أو الانتهاء، فكلٌّ منهما ينصرم عن صاحبه، ولذا لم يكن هذا عند بعضهم من الأضداد.

3 ـ التطور الدلالي الذي في ضوئه يمكن تعليل إطلاق معنى الطرب على الحزن والفرح وسلكه في الأضداد، في حين يرى ابن الأنباري أنه «ليس هو الفرح ولا الحزن، إنما هو خفّة تلحق بالإنسان في وقت فرحه وحزنه». وقد يُلحظ هذا ـ اليوم ـ في الحركات وضرب الراح بعضها ببعض وإطلاق النار في حالي الفرح والحزن مما يرجّح أن هذا أصل المعنى، ثم بالتطور اللغوي خُصّص للدلالة على ضدين. وقل مثل ذلك في المأتم الذي يدل على الضديّة في الحزن والفرح عند بعضهم، وإن كان يدل في الأصل على الجماعة، أو على جماعة النساء خاصة، في السرّاء والضرّاء. أي إن المعنى العام القديم تطور إلى معنيين متضادين.

4 ـ نقلُ المعنى عمداً من الحقيقة أو أصل الوضع إلى المجاز بقصد التفاؤل، أو التهكّم، وتجنّباً لما يخلّفه ذكر المعنى صراحةً من أثر في النفس، مما استدعى معاودة البحث عند العربي عن ألفاظ لا تُذكِّر بالتشاؤم أو بالكوارث، ثمَّ شاعت المعاني الجديدة وصارت بقوّة المعنى الأصل، نحو: «السليم» للديغ، و«البصير» للأعمى، و«المفازة» للمهلكة (البيداء)، و«القافلة» تفاؤلاً بقفولها، أي رجوعها، وإن كانت ذاهبة. ونحو ذلك لفظة «التقريظ» التي تُستعمل أصلاً لمدح الحي ويقابلها التأبين لمدح الميت، فهذه ذكَرَها ابن الأنباري وقطرب في معرض الذم، وتوجد في الأضداد بهذا المعنى التهكمي الجديد. وثمة من لا يعتد بهذا في الأضداد لأن مداره على نيّة المتكلم وحده، لا على الكلمة المفردة بصرف النظر عن دلالتها في التركيب.

5 ـ احتمال الصيغ الصرفية لمعنيين متضادين كأن تكون الصيغة بمعنى الفاعل والمفعول نحو: شكور، غفور بمعنى: شاكر، غافر، ورسول بمعنى: مُرسَل. وكذلك صيغة فعيل الدالة على الفاعل في: سميع وعليم وقدير، وعلى المفعول في: كحيل، وطريد، وجريح، وصيغة فاعل بمعنى مفعول في مثل قوله تعالى: )فهو في عيشة راضية( (الحاقة 21) أي مرضية، ومثل: خائف، وعائذ، وآمن، وكذا الصيغة الدالة على اسم الفاعل والمفعول معاً في مثل: المُحتلّ، والمختار، من مضعَّف الثلاثي وأجوف الرباعي، فكل هذا يدرجونه في الأضداد شريطة ألا يدخل على الكلمة تغيير، أو يجري في تصريفها اختلاف.

وأنكر الأضداد بعض اللغويين كابن درستويه، فقد نقل عنه السيوطي قوله: «النَّوْء: الارتفاع بمشقة وثقل، ومنه قيل للكوكب: قد ناء، إذا طلع. وزعم قوم من اللغويين أن النوء السقوط أيضاً، وأنه من الأضداد، وقد أوضحنا الحجة عليهم في ذلك في كتابنا الذي عملناه في إبطال الأضداد». وممّن قال بوجود الأضداد ابن فارس وقد ردّ على القائلين بإبطالها فقال: «.. وأنكر ناس هذا المذهب وأنّ العرب تأتي باسم واحد لشيء وضده، وهذا ليس بشيء، وذلك أن الذين رووا أن العرب تُسمّي السيف مهنداً والفرس طِرْفاً هم الذين رووا أن العرب تُسمّي المتضادين باسم واحد» وقال: «وقد جرّدنا في هذا كتاباً ذكرنا فيه ما احتجوا به وذكرنا ردَّ ذلك ونقضه».

وأشهر من ألّف في الأضداد محمد بن المستنير الملقب بقُطْرُب (206هـ)، والأصمعي (215هـ) وأبو عبيد القاسم بن سلام (222هـ) وأبو محمد عبد الله التُّوَّزي (بين 230 و250 هـ)، وابن السِّكِّيت (244هـ)، وأبو حاتم سهل بن محمد السِجستاني (248هـ)، وأبو بكر بن القاسم الأنباري (328هـ)، وأبو الطيب اللغوي (359هـ)، وأبو محمد سعيد المعروف بابن الدهان (569هـ)، وأبو الفضائل الحسن بن محمد الصَّغاني (650هـ). وتحسن الإشارة هنا إلى أن عدداً من اللغويين السابقين لهؤلاء قد قرن ذكرهم بالأضداد في ألفاظ رويت عنهم كأبي عمرو بن العلاء، ويونس بن حبيب، والخليل، والكسائي، والشيباني.. وإن لم يصطلحوا على التسمية، أو يؤلّفوا في الأضداد.

مسعود بوبو

قديم 12-28-2019, 12:09 PM
المشاركة 4
بتول الدخيل
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: كلمات تعني الأشياء وأضدادها
موضوع رائع ودرس مفيد جدا استاذتي الكبيرة ناريمان

باقة ودنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تدري وش صاب الخفوق!!..فيه بعض آثار شوق..وبه جروح وبه حروق..وبه سوالف لو تروق!!.وبه نزيف بالحنايا ..من فراقك .. يا هوى قلبي الصدوق

قديم 10-03-2020, 10:00 PM
المشاركة 5
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: كلمات تعني الأشياء وأضدادها
الأضداد في اللغة



الأضداد ظاهرة من الظواهر اللغوية التي أسهمت في نموّ الثروة اللفظية والاتساع في التعبير عند العرب. وقد عرّفها أبو الطيب اللغوي بقوله: «والأضداد جمع ضد، وضد كل شيء ما نافاه، وليس كل ما خالف الشيء ضداً له، ألا ترى أن القوة والجهل مختلفان وليسا ضدين، وإنما ضد القوة الضعف، وضد الجهل العلم». وعرّفها ابن فارس الرازي بقوله: «المتضادان: الشيئان لا يجوز اجتماعهما في وقت واحد كالليل والنهار». ويلحظ في التضاد ضرب من المشترك اللفظي الذي يتجلّى في احتواء اللفظة الواحدة على معنيين مشتركين في النطق ولكنهما متباينان في الدلالة، فإذا ما وصل هذا التباين حدَّ التناقض والتعاكس عُدَّت اللفظة في الأضداد. واللغويون الذين سلكوا التضاد في جملة المشترك اللفظي نصّوا على أنه نوع أخصّ منه؛ من هؤلاء: سيبويه، وقُطرُب، والسجستاني، والمبرد، وابن الأنباري، وغيرهم.

ومن أمثلة التضاد: السُّدْفة، تدل على الظلمة وعلى الضوء، والصريم: لليل والنهار، والصارخ: للمغيث والمستغيث، والناهل: للعطشان، وللذي شرب حتى رَوِيَ، وأَمَم يقال: أمر أَمَمٌ إذا كان عظيماً، وأمر أَمَمٌ إذا كان صغيراً، والجُدُّ: البئر القليلة الماء، والكثيرة الماء.

وقد علَّلَ الدارسون ـ قدماء ومحدثين ـ وجود هذه الظاهرة اللغوية، أو أسباب نشأتها بعوامل أهمها:

1 ـ اختلاف اللهجات من قبيلة إلى أخرى في تقدير الدلالة اللغوية وتحديدها بدقة، وهو تعليل وجيه، إذ من غير المقبول أن يُسمّي القوم الذين يعيشون في بيئة واحدة الشيء باسم ذي معنى معيّن ثمّ يسموه بنقيضه. وقد أوضح ذلك صراحة ابن الأنباري حين قال: «إذا وقع الحرف (الكلمة) على معنيين متضادين، فالأصل لمعنى واحد، ثم تداخل الاثنان على جهة الاتساع». ولعلّ هذا الرأي من أكثر ما قيل في تعليل الأضداد سلامة بمعايير التحليل اللغوي القديمة والحديثة على السواء. وقد عزّزه ابن الأنباري بقوله أيضاً: «إذا وقع الحرف على معنيين متضادين فمحال أن يكون العربي أوقعه عليهما بمساواة منه بينهما، ولكن أحد المعنيين لحيٍّ من العرب، والمعنى الآخر لحيٍّ غيره، ثم سمع بعضهم لغة بعض فأخذ هؤلاء عن هؤلاء، وهؤلاء عن هؤلاء».

2 ـ الخلط بين المعنيين بعدم مراعاة دقّة الدلالة اللغوية التي وضعت لكل منهما أصلاً، فمثل هذا الاتساع يؤدّي إلى التداخل، ثم يفضي إلى التضاد، كلفظة الظنّ التي صارت تعني الشك واليقين، في حين كانت تعني إدراك الشيء أو علمه. وكلفظة الصريم، لليل والنهار، وأصلهما من الصَّرْم، أي القطع أو الانتهاء، فكلٌّ منهما ينصرم عن صاحبه، ولذا لم يكن هذا عند بعضهم من الأضداد.

3 ـ التطور الدلالي الذي في ضوئه يمكن تعليل إطلاق معنى الطرب على الحزن والفرح وسلكه في الأضداد، في حين يرى ابن الأنباري أنه «ليس هو الفرح ولا الحزن، إنما هو خفّة تلحق بالإنسان في وقت فرحه وحزنه». وقد يُلحظ هذا ـ اليوم ـ في الحركات وضرب الراح بعضها ببعض وإطلاق النار في حالي الفرح والحزن مما يرجّح أن هذا أصل المعنى، ثم بالتطور اللغوي خُصّص للدلالة على ضدين. وقل مثل ذلك في المأتم الذي يدل على الضديّة في الحزن والفرح عند بعضهم، وإن كان يدل في الأصل على الجماعة، أو على جماعة النساء خاصة، في السرّاء والضرّاء. أي إن المعنى العام القديم تطور إلى معنيين متضادين.

4 ـ نقلُ المعنى عمداً من الحقيقة أو أصل الوضع إلى المجاز بقصد التفاؤل، أو التهكّم، وتجنّباً لما يخلّفه ذكر المعنى صراحةً من أثر في النفس، مما استدعى معاودة البحث عند العربي عن ألفاظ لا تُذكِّر بالتشاؤم أو بالكوارث، ثمَّ شاعت المعاني الجديدة وصارت بقوّة المعنى الأصل، نحو: «السليم» للديغ، و«البصير» للأعمى، و«المفازة» للمهلكة (البيداء)، و«القافلة» تفاؤلاً بقفولها، أي رجوعها، وإن كانت ذاهبة. ونحو ذلك لفظة «التقريظ» التي تُستعمل أصلاً لمدح الحي ويقابلها التأبين لمدح الميت، فهذه ذكَرَها ابن الأنباري وقطرب في معرض الذم، وتوجد في الأضداد بهذا المعنى التهكمي الجديد. وثمة من لا يعتد بهذا في الأضداد لأن مداره على نيّة المتكلم وحده، لا على الكلمة المفردة بصرف النظر عن دلالتها في التركيب.

5 ـ احتمال الصيغ الصرفية لمعنيين متضادين كأن تكون الصيغة بمعنى الفاعل والمفعول نحو: شكور، غفور بمعنى: شاكر، غافر، ورسول بمعنى: مُرسَل. وكذلك صيغة فعيل الدالة على الفاعل في: سميع وعليم وقدير، وعلى المفعول في: كحيل، وطريد، وجريح، وصيغة فاعل بمعنى مفعول في مثل قوله تعالى: )فهو في عيشة راضية( (الحاقة 21) أي مرضية، ومثل: خائف، وعائذ، وآمن، وكذا الصيغة الدالة على اسم الفاعل والمفعول معاً في مثل: المُحتلّ، والمختار، من مضعَّف الثلاثي وأجوف الرباعي، فكل هذا يدرجونه في الأضداد شريطة ألا يدخل على الكلمة تغيير، أو يجري في تصريفها اختلاف.

وأنكر الأضداد بعض اللغويين كابن درستويه، فقد نقل عنه السيوطي قوله: «النَّوْء: الارتفاع بمشقة وثقل، ومنه قيل للكوكب: قد ناء، إذا طلع. وزعم قوم من اللغويين أن النوء السقوط أيضاً، وأنه من الأضداد، وقد أوضحنا الحجة عليهم في ذلك في كتابنا الذي عملناه في إبطال الأضداد». وممّن قال بوجود الأضداد ابن فارس وقد ردّ على القائلين بإبطالها فقال: «.. وأنكر ناس هذا المذهب وأنّ العرب تأتي باسم واحد لشيء وضده، وهذا ليس بشيء، وذلك أن الذين رووا أن العرب تُسمّي السيف مهنداً والفرس طِرْفاً هم الذين رووا أن العرب تُسمّي المتضادين باسم واحد» وقال: «وقد جرّدنا في هذا كتاباً ذكرنا فيه ما احتجوا به وذكرنا ردَّ ذلك ونقضه».

وأشهر من ألّف في الأضداد محمد بن المستنير الملقب بقُطْرُب (206هـ)، والأصمعي (215هـ) وأبو عبيد القاسم بن سلام (222هـ) وأبو محمد عبد الله التُّوَّزي (بين 230 و250 هـ)، وابن السِّكِّيت (244هـ)، وأبو حاتم سهل بن محمد السِجستاني (248هـ)، وأبو بكر بن القاسم الأنباري (328هـ)، وأبو الطيب اللغوي (359هـ)، وأبو محمد سعيد المعروف بابن الدهان (569هـ)، وأبو الفضائل الحسن بن محمد الصَّغاني (650هـ). وتحسن الإشارة هنا إلى أن عدداً من اللغويين السابقين لهؤلاء قد قرن ذكرهم بالأضداد في ألفاظ رويت عنهم كأبي عمرو بن العلاء، ويونس بن حبيب، والخليل، والكسائي، والشيباني.. وإن لم يصطلحوا على التسمية، أو يؤلّفوا في الأضداد.

مسعود بوبو
إضافة راقية أستاذ ماجد
بارك الله فيك

قديم 10-03-2020, 10:02 PM
المشاركة 6
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: كلمات تعني الأشياء وأضدادها
موضوع رائع ودرس مفيد جدا استاذتي الكبيرة ناريمان

باقة ود:untitled-3:
تسلميلي حبيبتي بتول
حضورك الرائع
يسعد قلبك

قديم 10-05-2020, 12:39 PM
المشاركة 7
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: كلمات تعني الأشياء وأضدادها
جماليات لغة الضاد حقيقة تنفرد بها
و لا تضاهيها أي جماليات في لغات أخرى
أو على الأقل هي واحدة من أجمل اللغات في العالم
يُحار المتذوق العاشق في الحديث عن جمال اللغة العربية
من أين يبدأ، وماذا يختار

راق لي جدا ما تناولتيه هنا من الأشياء وتضادها
لقلبكنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قديم 10-05-2020, 08:15 PM
المشاركة 8
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: كلمات تعني الأشياء وأضدادها
أرحب بك عزيزتي هنا وهناك
ويا حبذا لو تقرئين ( نظم على مثلث قطرب )
أنا على يقين أنك ستطربين إذا استمعت إليها حتى النهاية
هذا الرابط http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=25842
تحية تليها محبة
ناريمان

قديم 01-20-2021, 12:02 AM
المشاركة 9
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: كلمات تعني الأشياء وأضدادها
من الكلمات التي تعني المفردة وضدها أيضاً
الجَوْن / تعني الأبيض والأسود
السُدفة / تعني الظلمة والضوء
الصريم / الليل والنهار
الظن / الشك واليقين
البيْن / تعني الفراق وتعني الوصل أيضاً
الجَلَل / تعني الأمران ، الكبير والصغير


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: كلمات تعني الأشياء وأضدادها
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل تعود الشيوعية؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 23 01-21-2014 01:55 PM
متى تعود روحي ... حسن الحارثي منبر البوح الهادئ 1 12-10-2013 02:40 PM
يمته تعود مؤيد الساعدي منبر الشعر الشعبي والمحاورات الشعرية. 1 08-25-2012 08:48 PM
حين تعود ... زياد عموري منبر البوح الهادئ 7 05-07-2012 07:16 PM

الساعة الآن 01:28 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.