احصائيات

الردود
13

المشاهدات
3524
 
فارس العمر
من آل منابر ثقافية

فارس العمر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
481

+التقييم
0.29

تاريخ التسجيل
Aug 2019

الاقامة
الشرق الأوسط

رقم العضوية
15897
02-04-2020, 07:10 AM
المشاركة 1
02-04-2020, 07:10 AM
المشاركة 1
افتراضي شَالَاندْون : عُقُوقٌ وَانْتقَام ..!!
شَالَاندْون : عُقُوقٌ وَانْتقَام ..!!


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شالاندون: بهذه الرواية انتقمت من عنف أبي!
حوار عجيب مع الكاتب الفرنسي سورج شولاندون حول رواياته وأثر شخصية والده عليها .. فيحمل لنا الحوار عن كيفية بعض المبدعين في مناخ مشحون بالقسوة والجنون ومدى تأثير ذلك على الإبداع

شكّلت رواية «مهنة أبي» للكاتب الفرنسي سورج شولاندون حدثاً استثنائياً منذ صدورها في مفتتح الموسم الأدبي الفرنسي لعام 2015. وكانت الرواية الأكثر قرباً ومباشرة من شخصية وتاريخ كاتبها، وهو التجرؤ الذي لم يتمكن شالاندون من القيام به إلا بعد وفاة والده، الحدث الذي زلزل كيان الكاتب والصحفي الفرنسي ودفعه إلى تسجيل هذا الألم الذاتي في روايته الأحدث.

نترجم هنا حواراً مع سورج شالاندون، والذي يمكننا تعريفه على المستوى الصحفي بأنه حاز عام 1988 على جائزة «ألبير لوندر» لتحقيقاته الصحفية عن بلفاست، ومحاكمة المسؤول النازي السابق كلاوس باربي، كما عمل مراسلاً حربياً في العديد من بقاع العالم، وغطى الكثير من النزاعات المسلحة في لبنان وأيرلندا والبوسنة والهرسك، وعمل صحفياً في صحيفة «ليبيراسيون» لمدة 34 عاماً من 1973 إلى 2007، وانتقل بعدها إلى صحيفة «لو كانار انشينيه».
* من أين جئت بهذا الواقع المأساوي لطفل في الـ13 من عمره يعاني من الربو، وفوق كل هذا يبتلى بأب مهووس بجنون العظمة والهلاوس، كيف قاومت عبر شخصية إميل كل هذا العنف والجنون؟
** إميل طفل مسجون داخل عائلة سجينة هي الأخرى في بيت يملك مفاتيحه أب مجنون، كل هذا يتم لحماية الطفل من العالم الخارجي. لا يعرف إميل من هذا الخارج شيئاً سوى المسار الذي يؤدي به إلى المدرسة. بالنسبة لإميل كان ما يختبره يومياً أنه ملك لوالديه. لكن الاستثناء في هذه الرواية هو أن قوة شخصية الأب هي التي تجعل الطفل يعتقد أنه وحده المسؤول عن مصيبته. فالأب يعيش في عالم غير موجود حوائطه تتكون من جنون العظمة والبارانويا والهوس المرضي، ومن ثم يخترع لنفسه تاريخاً مبهراً: مطرب ولاعب كرة ومدرس لرياضة الغودو، بل ومظلياً وجاسوساً وصديقاً ثم عدواً لديغول. وحين يتعين عليه تحديد مهنته في ملف مدرسة ابنه، فإنه يعجز عن الإشارة إلى واحدة من هذه المهن العديدة. وكأننا نتحدث عن رجل بلا هوية أو عن شخص مصاب بجنون العظمة. ولكن وفاة الأب آندريه شولان بمصحة للأمراض النفسية بعد بلوغه التسعين تثبت لنا أنه لم يكن سوى مجنون. صنع من هلاوسه عالماً مكتملاً، وكان ابنه الضحية هو المتفرج الوحيد لهذه الهلاوس.

خبز الفقراء
* لكنك أيضاً قدمت نموذجاً سلبياً للأم في الرواية، في خضم هذا الجفاف العاطفي، يتردد وجود الأم بين الخضوع الناعم لهذيانات الزوج وتقديم حنان خجول لابنها. وهي سلبية لم تدينها بما يكفي؟
** الأمهات الشجاعات يحمين أطفالهن لو تعرضوا للخطر، لكن والدة إميل كانت الضحية التي ساهمت برعبها من الجلاد في أن تصبح شريكة له. ولم يجد الطفل في هذا الجحيم ما ينقذه من جنون والده سوى إرادته ألا يستسلم، ثمة مشهد تعنيف من الأب يقول بعده إميل: «كنت أبكي قبل الضربات بسبب الخوف. وبعد الضربات بسبب الألم. لكن أبداً لم يكن مسموحاً لي بالبكاء أثناء الضرب». فهم إميل لاحقاً أنه يوماً ما سيكون بالغاً، وأن العلامات الموجودة على وجهه ستزول.
* في كثير من الأحيان نلاحظ في رواياتك حضوراً طاغياً لثلاثية الأسرة: الأب، الأم، الطفل. في «مهنة أبي»، تنتج صورة رمزية تتناول فيها الأم خبز الزنجبيل المصنوع في البيت مع طفلها، كيف يمكننا فك هذه الصورة الاستعارية في رأيك؟
** خبز الزنجبيل أو ما نطلق عليه في فرنسا Pieta، هو خبز الفقراء الحارق للحلق، أردت لهذا الإحساس اللاذع من الألم أن يتذوقه القارئ مع كل قضمة من الخبز في فم الأم، كان إميل الطفل هو بطل الزنجبيل، طوال الرواية يلوح بسيفه الخشبي دفاعاً عن نفسه أمام التعنيف، فيما يقوم بثني صدره الصغير أمام ضربات والده التي لا تعرف الرحمة.

تعريف مرمم
*وهل يمكن لقراء الرواية أن يشعروا بالرأفة حيال صورة الأب المسن، بعدما تم احتجازه في آخر أيامه بالمصح النفسي، سجيناً لجنونه وساحة خاوية لهلاوسه؟
** لم أرد لهذا الشعور من الرأفة حيال صورة الأب المسن أن يستحوذ على قراء الرواية، ولا أن ينظروا لهذا الأب المتسلّط بشيء من الرحمة، أبداً، لكني وقفت بعيداً أيضاً عن تعليق منصّة للحكم عليه، والد إميل كان على وشك الموت، كما دخلت أمه هي الأخرى نفق حياتها الأخير، هنا أدرك إميل أن مستقبله سيكون بعيداً عن هذين الشخصين المحوريّين في حياته. لم يكن يريد أن يضيف قسوة الانتقام أو الحقد إلى خواء طفولته المدمّرة، بل كان انتقامه الوحيد من كل هذا هو مشاركة طفله الصغير الضحك على أتفه الأشياء.
* كان شغف إميل خلال طفولته هو الرسم، وكان والده غالباً ما يطلق عليه اسم بيكاسو بفخر بالغ، لاحقاً يصبح إميل مرمماً للوحات، أو كما تصيغها في روايتك «مصلحاً للجمال». لكن في نهاية الرواية يشرح إميل مع طفله معنى مهنة مرمم اللوحات على أنها «رسام على لوحات مريضة». هل هذا هو تعريفك للفنان؟
** لا. هذا هو تعريف مرمم اللوحات القديمة من منظور الطفل، فإميل شخصية هشة ومدمرة ومن ثم يقبل أن تكون مهنته إصلاح اللوحات القديمة، أو ترميمها، كأن حياة إميل تحت سطوة أبيه كانت أشبه ما تكون بلوحة جميلة يتم إتلافها يومياً عن عمد، ربما من هنا وجدتني دون أن أدري أختار هذه المهنة الغريبة لإميل في شبابه.

مسافات مختلفة
* هل توافق على النقد الذي يبحث عن آثار السيرة الذاتية في «مهنة أبي»، مع تعزيز فكرة ترك مكان رئيسي للخيال؟
** تبقى المسافات مختلفة من قارئ إلى آخر في النظر إلى الرواية باعتبارها سيرة ذاتية، لكن «مهنة أبي» لها علاقة وثيقة بتاريخي الشخصي، هذا حقيقي، لكنها في الوقت ذاته مملوءة بالخيال وبالأحداث التي لم تحدث في حياتي، ناهيك عن أنني لست مرمم لوحات (يضحك). هذا ما يجعل الرواية مجرد خيال، لكنها قائمة على أسس رئيسية في حياتي، باستثناء اللحظة التي يرفع فيها إميل السلاح على والده.
* هل تعتقد أنه لا بد أن تأتي لحظة معينة في حياة كل كاتب ليكتب سيرته الذاتية بطريقة ما، بمعنى آخر، هل كنت ستكتب «مهنة أبي» بهذا الشكل لو لم يمت والدك مؤخراً؟
** ملاحظتك شديدة الأهمية، لأنني ألحظ للتو أنني أخفيت شخصية أبي الحقيقية عن عمد في رواياتي الست الصادرة حتى الآن، ربما حاولت الاستفادة من شخصيته في عدد لا محدود من شخصياتي الروائية السابقة، لكنها كانت المرة الأولى التي أتجرأ فيها على إخراج تفاصيل كاملة عن زمن طفولتي تحت رحمة والدي العنيف. وأعتقد الآن أيضاً أن هذه الرواية ما كان لها أن تكتب وأبي لا يزال حياً، ربما كان عليه أن يقرأ هذا الكتاب. لكن فات الأوان الآن. فعندما مات والدي، وأمام نعشه، أدركت أن الوقت قد حان للكشف عن مهنتي لأبي، وكانت هذه الرواية هي الطريقة الوحيدة أمامي لأنتقم من تربيته العنيفة لي.


المصدر : الإتحاد


قديم 02-05-2020, 11:09 AM
المشاركة 2
بتول الدخيل
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: شَالَاندْون : عُقُوقٌ وَانْتقَام ..!!
كلمات روعة وجميلة استاذي الكبير فارس

باقة ود

تدري وش صاب الخفوق!!..فيه بعض آثار شوق..وبه جروح وبه حروق..وبه سوالف لو تروق!!.وبه نزيف بالحنايا ..من فراقك .. يا هوى قلبي الصدوق

قديم 02-06-2020, 02:51 AM
المشاركة 3
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: شَالَاندْون : عُقُوقٌ وَانْتقَام ..!!
يبدو أن الواقع يجسد المتنفس الوحيد والعميق لبعض المبدعين
خصوصآ في مجال القصة والروايات حسبما استنتجنا من إجابات سورج شولاندون
فالمآسي تعني الألم أو ذروته .. وفي هذا المستوى يتوالد الإبداع العظيم
شكرا لروعة موضوعك أستاذي فارس العمر مع فائق التقدير

وحيدة كالقمر
قديم 02-06-2020, 10:33 PM
المشاركة 4
خالد الزهراني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: شَالَاندْون : عُقُوقٌ وَانْتقَام ..!!
القدير الفاضل أستاذ فارس العمر
الواقعية في الابداع يغني أحيانا عن الخيال
وينقل لنا الصورة الداخلية للكاتب بكل تفاصيلها المؤلمة
شكرا لموضوعك وانتقاءك الراقي
تقبل مني الاحترام
خالد الزهراني

و إذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقـم عليهـم مأتما و عويلا
قديم 02-07-2020, 01:45 AM
المشاركة 5
مها عبدالله
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: شَالَاندْون : عُقُوقٌ وَانْتقَام ..!!
رائع وأكثر سيدي ما نقلته إلينا من إبداع في خبر
ومع أننا تعاطفنا مع الكاتب لابد وأن نتعاطف أكثر مع الأب المسن
شكرا لمختارك الراقي .. مع أطيب المنى

قديم 02-07-2020, 03:57 PM
المشاركة 6
فارس العمر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: شَالَاندْون : عُقُوقٌ وَانْتقَام ..!!
كلمات روعة وجميلة استاذي الكبير فارس

باقة ود
الأخت المثابرة العزيزة بتول ~ توجك الله برضاه وتوفيقه~ أشكرك على التواجد ~ سلامي اليكِ

قديم 02-10-2020, 08:16 PM
المشاركة 7
مالك عدي الشمري
فولتير
  • غير موجود
افتراضي رد: شَالَاندْون : عُقُوقٌ وَانْتقَام ..!!
سورج شولاندون أجمل روائيي فرنسا المناضلين فقد جمع بين عمله كصحفي وروحه كروائي

تشكراتي سيدي

وردة لكِ
قديم 02-16-2020, 11:50 PM
المشاركة 8
فارس العمر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: شَالَاندْون : عُقُوقٌ وَانْتقَام ..!!
كلمات روعة وجميلة استاذي الكبير فارس

باقة ود
مرحبا بكِ زهرة منابر العاطرة التي يتبعثر رحيقها في كل مكان ~ تحيتي وسلامي آنستي

قديم 02-17-2020, 12:06 AM
المشاركة 9
فارس العمر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: شَالَاندْون : عُقُوقٌ وَانْتقَام ..!!
يبدو أن الواقع يجسد المتنفس الوحيد والعميق لبعض المبدعين
خصوصآ في مجال القصة والروايات حسبما استنتجنا من إجابات سورج شولاندون
فالمآسي تعني الألم أو ذروته .. وفي هذا المستوى يتوالد الإبداع العظيم
شكرا لروعة موضوعك أستاذي فارس العمر مع فائق التقدير
الأستاذة العنود المؤمل لها منا الخير والعافية ~ مرور كعادتك يتوهج بالرد والتعليق العقلاني ~ شكرا لكِ سيدتي .. وتحية مني وسلاما

قديم 03-17-2020, 10:23 PM
المشاركة 10
فارس العمر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: شَالَاندْون : عُقُوقٌ وَانْتقَام ..!!
القدير الفاضل أستاذ فارس العمر
الواقعية في الابداع يغني أحيانا عن الخيال
وينقل لنا الصورة الداخلية للكاتب بكل تفاصيلها المؤلمة
شكرا لموضوعك وانتقاءك الراقي
تقبل مني الاحترام
خالد الزهراني
مرورك سيدنا اصبح من اروع القامات التي أتشرف بها ~ سلمت يمناك لهذا الرد الإبداعي ~ لك خآلص ودي واحترآمي وسلامي


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.