قديم 01-18-2020, 04:29 AM
المشاركة 131
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O موسوعة القصص القصيرة o
مترجمون

- وجدنا بضعة أطنان متراكمة بعد آخر اجتماع، فعدلناها وجهزناها وننتظر نقلها من مخازننا.
نقلها المترجم الروسي عن صاحبه. ثم تمطى الأمريكي وابتسم قائلا:
- استلمنا حصتنا، وشحنتنا الكاملة ستصل بحراً منتصف ليل آخر الأسبوع.
وزع الصيني صورا للحاضرين ثم قال مترجمه:
- جديدنا ترونه بين أيديكم، وسيعجبكم ويهيمن على السوق.

أخذ الأمريكي ينصت للإسرائيلي، ثم نقل عنه للجلساء:
- يقول إن هيمنتكم غير صحيحة، فما جربناه نحن وأدخلناه أفضل، وبعضه تسرّب بسرعة بينهم.
ألقى إليهم جليسهم الكولومبي بعبوات وهو يغمزهم، فقال مترجمه:
- بضاعتنا إضافة لا غنى عنها للجميع، ودسها في شحناتكم يضمن قبولها وحركتها، فاضمنوا حصتنا.

كثر ضجيج المتآمرين، ثم لفتتهم أوراق يوزعها القادم من بورما وهمهمته مع مترجمه الذي قال:
- نتوقع باقي تمويلكم لمشاركة مجموعة خاصة من جيشنا، فجاثومنا كلنا هو إسلامهم.
- نرحب بكم بيننا، والذي يضاف اليوم مردوده لنا جميعا، أموال وخبرات وإبادة دين نخشاه.
قالها المترجم الايراني. وشرعوا يوقعون ويتضاحكون قبيل انصرافهم، ثم دخل مترجم من كوريا الشمالية لاهثا، رافعا ملفا وقال:
- صديقكم يعتذر عن الحضور لكن هذه صفقاته وموافقاته مع سائر الأطراف، وترتيبات الاجتماعات القادمة.

في الأسابيع التالية اشتدت الحرب في سوريا العزيزة الدامية، وظهرت معدات وأسلحة وسموم، وتناثرت أوصال البشر تختلط بآثار بيوت ومآذن ومدارس ومزارع، وتجمعت أرصدة.

فارس محمد عمر

وحيدة كالقمر
قديم 01-21-2020, 02:48 AM
المشاركة 132
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O موسوعة القصص القصيرة o
السلة الهندية
الكاتبة الامريكية الهندية : ميكي روبرت
ترجمة : خليل الشيخة

إنه عام 1988. كان الصباح قارصا والشتاء في ريعانها. أمسكت سلة هندية مزركشة، كانت قد صنعت بأيدي هنود حمر، فهي لا تماثل أية سلة رأيتها من قبل لما فيها من قحة الشكل والجاذبية.
كانت السلة ترقد على متن طاولة وقد الصق عليها بطاقة صغيرة تحمل سعرها 250 دولار. استفسرت من البائع عن هوية الصانع فقال قبيلة ( تاوبسون ريفر ) ، واستفاض بالحديث قائلا ” إن الهنود الحمر أنفسهم لم يسبق لهم أن صنعوا مثل هذه السلة ” . لم يرق لي جواب البائع لأنه كان يجهل تماما اسم الفنان الذي ابتدع تلك السلة .
وبينما كنت أتفحص السلة طاف في خاطري ذكرى ذلك اليوم البارد المرير من عام 1939 .
كانت بداية فصل الشتاء عندما كنا نجوب شوارع بلنغهام أنا و والدتي و جدتي بغية بيع السلات الهندية. كنت صغيرة السن يرهقني المسير فألح بالعودة إلى البيت، فيأتيني جواب والدتي في كل مرة “سنلج بيتا آخر فقط ” . حملنا السلات المختلفة المقاييس و الأحجام ، فمنها الكبيرة و الصغيرة ومنها المستديرة والمربعة ، وبعضها مستطيلة الشكل بأغطية لائقة وكأنها صممت خصيصا للنزهات . استهلكت تلك السلات جهدا شاقا من جدتي التي ماتزال تجيد التكلم بلغتها الأصلية ، والتي أفنت حياتها في تربية عدة أطفال منهم والدتي وهي حفيدتها . لقد كتب لجدتي المعاناة لتقلب ظروف حياتها وتبدلها وفق تغيير وتعدد الحضارات . على كل باب تطرقه تسأل مقيمه أن يلقي نظرة على السلات الهندية ويبتاع منها مقابل بعض قطع من الثياب المستعملة . وفيما إذا استجابت ربة المنزل لطلبها وأخرجت بعض الثياب المستغنى عنها ، تبدأ المقايضة عندئذ. والمتعاهد عليه في قبيلتنا إن القرار النهائي لابد أن يكون لصالح الوافد الجديد الذي يمضي عدة ساعات من الجدال من أجل الحصول على عدة قمصان أو فساتين . والحال تختلف هذه الأيام فقد أصبحت أسعار السلات الهندية باهظة جدا فضلا على أن معظمها ليس من صنع أيدي هندية. الكنوز الثمينة التي كان بالإمكان الحصول عليها من مقايضة وبأسعار رخيصة أصبحت الآن تباع وبأبهظ الأثمان ، هذا في حال تم الحصول عليها ، فقد غدت هدف الباحث عنها فقط وأصبح اسم مبدعها في غياهب النسيان إلا فيما ندر . في تلك السنوات المبكرة ، أثناء تجوالنا لبيع كنوزنا الثمينة كنا نبدو كأناس يثيرون الشفقة . على كل حال ، كنا نحيا حياة كريمة قدر الإمكان إذا أتيح لنا بيع جزء من حضارتنا لقاء بعض الثياب المستعملة. وفي حقيقة الأمر لم يكن لدينا الكثير لنبيعه .

وحيدة كالقمر
قديم 01-21-2020, 04:37 AM
المشاركة 133
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O موسوعة القصص القصيرة o
مشهَد قصيرٌ جدًا ؛ عُنوانه " لا شيء " *


- توتُّر !
هذا ما راحت أنفاسه تتمتم به طيلة الوقت ، كلُّ أفراد هذه العائلة يدورون في غرفة المعيشة جيئةً و ذهابًا ، حقًا إن هذا الجو يوتّره و يسبب له صداعًا حادًا !
إنه يشعر كما لو أنّه مجرم قد التفتّ على عنقه مشنقة العدالة ، أيُّ عدالة ؟ لا ، لا ، هذا ليس تعبيرًا يصف حاله الآن بشكل جيَّد .

" آه "
أصدر صوتَ تنهيدته القصيرة بتعب أخيرًا ، تمنّى لو أنَّه يستطيع أن يفعل أكثر من ذلك ، لكنه غير قادرٍ حتى على الذهاب إلى غرفته في صمت ، داعب
نفسه بشيء من سخرية :
- لابأس ، الأمر ليس و كأنه جديدٌ علي .
فجأة ، توقفت الحركة ، كل شيء أصبح يثرثر بدل ذلك ، إنه يسمعُها في كل مكان ، بجانبه ، فوق رأسه ، أمامه ، خلفه !

- " يا لهذا الإزعاج ! "
شتم في نفسه جملة عائلته بهذه الكلمة كثيرًا ، بل الأصح عدد مراتٍ لا تُحصى ، لو أنهم فقط يتركونه يعيش بخير دون إجراء اجتماعات عاجلة في كل مرة
يطرأ على حياته الصحية تغييرًا ، أو يتفوه فيه طبيبه المخضرم بكلمة سخيفة كالعادة .
تبدّت في نفسه رغبة قديمة ، لو أنه كان يبصر دون أن يسمع ، أما كان ليكون الوضع أفضل ؟ على الأقل لن يضطرّ إلى سماع كل هذه المهازل ، لن يضطر
إلى كره ذاته الضعيفة البالية كل ثانية ، على الأقل كان ليكون إنسانًا آخر .
أصدر تنهيدة صغيرة مجددًا ، لكن هذه المرة بصوتٍ أعلى :

- " آه "
كأن صوته كان مسموعًا هذه المرة !
يبدو أنهم قد تيقظوا لتعبه و ملله ، لقد توقفت الثرثرة ، لم يعد لها أدنى أثر ، إنَّمــالم َيشعر أن الكل أصبح ينظر إليه !؟
تحدَّث مجددًا فجأة :
- حقًا ، أنا تعبت ، هلَّا أحدٌ يخاف الله فيوصلني إلى سريري .

وحيدة كالقمر
قديم 01-21-2020, 04:53 AM
المشاركة 134
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O موسوعة القصص القصيرة o
مأساة الغزال.
بقلم أ: عبد الكريم علمي.


يقول فرويد : ــ يستمد الأنا طاقاته من الهو ، وقيوده من الأنا الأعلى وعقباته من العالم الخارجي ، فهو يخدم ثلاثة سادة طغاة .

ـ وقع بين الأسد والنمر والدب حزازة وطال أمدها، وبسبب هذه العداوة المستمرة تعكر صفو الحياة في الغابة، إذ لا تطول الأيام حتى يكيد أحد المتخاصمين لأحد منهم، وتنشب المعركة الحامية الدامية الطاحنة الضروس، التي إذا لم يتدخل أفراد الغابة لفضها والفصل بين المتقاتلين لقتل أحدهما الآخر.
فكر الغزال في إنهاء هذا الصراع الدموي المتواصل الذي لا يتوقف، وقرر في نفسه أن يقوم بمبادرة من عنده يُؤاخي من خلالها بين الإخوة الأعداء، ويُنهي بها هذا الصراع المرير، ليعود النقاء والصفاء والهدوء للغابة الخضراء، التي تعكر صفو جوها بفعل هذا الصراع البغيض المقيت الذي طال أمده، ولم تُعرف نهايته، ولم يعمل أحد على بذل أي جهد لوقفه وإنهائه.
ذهب الغزال إلى الأسد، وأخبره أنه يُريده على انفراد عند مكان كذا…، في الساعة كذا…، من يوم كذا…، وكذلك فعل مع النمر والدب، وأراد الغزال أن يجمع بين الثلاثة في مكان واحد، ويكون ذلك اللقاء مفاجأة لهم الثلاثة، ويضعهم أمام الأمر الواقع، ويعمل هو بكل ما أوتي من حكمة وحجة وبيان، الصلح والإخاء بينهم، وإنهاء الصراع الطويل المرير، مُستغلا سمعته الحسنة بين الحيوانات وشخصه المحبوب والمقبول من طرف الجميع، فالحيوانات تعتمده سفيرا للنوايا الحسنة بينها.
لما أخبر الغزال الأسد عن الموعد، بقي الأسد متفكرا وقال في سره: غزال يُريدني على انفراد بعيدا عن السواد! فياله من عجب عُجاب! ولِمَ لا؟! الدنيا تتغير، ومن الواجب علينا التأقلم مع هكذا تطورات وتغيرات، ثم إنه لا يتخلف عن موعد الغزال، إلا من أصيب عقله بالخبال والهزال، وعرّض نفسه للخسران والوبال، وصار أمره إلى سوء الحال.
ولما تلقى الدب الدعوة قال في سره: عجيب هذا الأمر! إن مثل هذا لم يحدث من قبل، ولا فكرت فيه، ولا منّيت نفسي بمثله، موعد بين الدب والغزال في مكان سري، منعزل عن الأصحاب والأحباب، وعن الأعداء والخصوم والأنداد؟! .
وحتى النمر فإنه هو أيضا لما تلقى دعوة الغزال استغرب ذلك وقال في سره: تُرى ما الذي يُريده مني هذا الغزال؟!، وأيّ أمر مهم قد جدّ؟ حتى يدعوني في مكان مُحدد، ووقت معلوم، يبدو أن هذا الغزال غبي، لا يُدرك حجم خطورة الأمر الذي أقدم عليه، وإلا لما تهور وأقدم على مثل هذا وهو يجهل العواقب، إن من جهل العواقب وقع في المعاطب، وأتته البلايا والمصائب … ، إنني مُندهش حقا كيف خطر ببال الغزال أن يفعل ذلك، وهو معروف عنه الذكاء والفطنة ؟… ولكن قد يُعمِلُ الواحد ذكاءه في أمر، ويعتقد نفسه قد أصاب وأجاد وأحسن التدبير، ثم لا يلبث أن يكتشف بأنه أساء التصرف، وأخطأ الخطأ الفادح الكبير، ووقع في ورطة وأمر خطير .
وذهب الثلاثة في اليوم المعلوم والوقت المحدد، والتقوا على حين فجأة في المكان المقرر، وقد سبقهم الغزال إليه، اجتمع ثلاثتهم وفوجئوا بالأمر، وغضبوا للذي استجد عندهم من الغيظ جراء الأحقاد التي بينهم، لكن الغزال لم يُمهلهم، ولم يترك لهم الفرصة لقول أو فعل أيّ شيء، وبدأ يحدثهم عن الأخلاق والأخوة والتراحم والتواد، ويحذرهم من مخاطر الفرقة والتشرذم والعداوة والخصام، وأطال الغزال قليلا خطبته العصماء فيهم، كان الغزال يتحدث بلغة فصيحة راقية مطرزة بحكم بليغة، وموشاة بمواعظ جليلة، كان يخطب والأسد والنمر والدب يستمعون وينظرون إليه ولعابهم يسيل، وينظرون إلى بعضهم بعضا بغيظ وغضب وحقد، وما أمهلوا الغزال لإنهاء كلامه أو أجابوه، إنما شدّ ثلاثتهم ووثبوا عليه وفتكوا به ومزقوه وأهلكوه، فمات الغزال من فوره، وبعدها استدار الثلاثة لبعضهم مكشرين مزمجرين، يتوعد بعضهم بعضا، ويحذر كل واحد منهم الآخر ويهدده بضرورة الابتعاد، وإلا حدث القتال والنزال، وكل واحد يُريد الاستئثار لنفسه بالغزال، ويحظى به وليمة دون صاحبيه، ودخلوا في مصادمة عنيفة قاتلة، فما إن يضع أحدهم أنيابه في الغزال ناهشا، حتى يضع فيه الآخران أنيابهما مُبعدانه عنه .
الأسد: إن الغزال غزالي، ومن يدنو منه أهلكته ولا أبالي.
النمر: بل إنه غزالي أنا، ومن منه دنا، فقد جلب لنفسه الويل والبلاء.
الدب: بل إنه لي دون سواي، هو في نفسي دائما هواي ومُناي ، سألتهمه وحدي ، فإياكما من منعي، وإن التهديد معي لا ينفع ولا يُجدي، فأنا لا أقدر على البعاد، وإني أحذركما بضرورة الابتعاد، فالأمر حقًّا جاد.
ولم يسلم أيّ منهم لأحدهم، وفي أثناء ذلك نظر الأسد في عيني النمر، وتبادلا النظرات وتكلما بلغة غير مفهومة لم يفهمها الدب، واستدارا إليه وتعاونا عليه وفتكا به، ولم يُفلتاه حتى أردياه قتيلا، وحظي الأسد بالغزال، وحظي النمر بالدب.
الأسد: من أين أبدؤك يا غزالي؟، يا أيها العزيز الغالي، لقد احترتُ وما الحيرة من خصالي، على كل، فكل ما فيك شهي مُثير، وأنت ممتلئ وفير.
النمر: من أين أبدؤك يا أيها الدب القذر الحقير، يا أيها السمج الوغد البغيض الشرير، الذي قلّ له نظير، فكل ما فيك منفر ومقزز إلى حد كبير، وإن لحمك وفير كثير، ولكنه نجس وعلى الهضم عصي وعسير.
ثم إن النمر ترك الدب وانعطف ناحية الأسد، فرمقه الأسد بنظرة غضب، وقال له: ألم نتفق؟ أم تُريدنا أن نتقاتل؟
النمر: بلى اتفقنا، ولكن أنت تعلم أن الدب لا يصلح وليمة، ثم إن ما يجمعنا أكثر مما يُفرقنا، فلِمَ لا نقتسم؟ ثم بعد ذلك نتحد، ولن يستطيع أحد بعد ذلك في هذه الغابة أن يعترض طريقنا، أو أن يقف في وجهينا.
الأسد: بلى … ، كلام صواب، ما في ذلك شك ولا ارتياب، الضرورة تقتضي بأن نتحد نحن الاثنان ضد كل دب أو أيّ حيوان … ، ولكن على أن تكون الكلمة الأخيرة لي … ، وعلى أن يكون نصيبي من هذا الغزال ضعف نصيبك … ، فإن أنت رضيت التزمت بعهدي معك، ولن أخلفه أبدا ما حييت، وإن أنت رفضت، فنحن من قد علمت.
النمر: تُريد أن تتزعم ؟
الأسد: لا يكون الأسد إلا زعيما …
النمر : حسنا ، لا ضير؛ إذ مصلحتي محفوظة … ، فليكن لك ذلك …
وتقاسما الغزال بالطريقة التي اتفقا عليها، وافترساه وما أبقيا منه شيئا، ثم ذهبا من ذلك المكان، ومنذ ذلك اليوم وهما صديقان متحالفان، حسب الاتفاق المبرم بينهما.

وحيدة كالقمر
قديم 01-24-2020, 03:35 AM
المشاركة 135
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O موسوعة القصص القصيرة o
الفراشـــــــات
كتابة : سلام اليماني

كتبها : سلام اليماني

جاءت القابلةُ([1]) العجوزُ تحملُ إلى الْمَلِكِ أوّلَ أولادِه، وهما توءمانِ متشابهانِ وُلِدا تلكَ الساعةَ بفارِقِ لحَظاتٍ معدودة. كان التوءمانِ في ثيابٍ متماثلة، والعجوزُ مرتبِكةً وخائفة، وأرادَت أن تغطّي مشكلتَها بالْمُزاح:
-احزِرْ يا مولايَ أيَّهما وُلِد قبلَ الآخرَ..

كانت العجوز قد شَهِدَتْ ولادتَهُ هو من بطنِ أمِّه، ويحترمُها كأنها جدّتهُ، فابتسمَ لِمُزاحِها .. ثم قال:
-أراكِ مرتبِكةً وتَمزحينَ فما المشكلة؟
-أعطِني الأمانَ فأشرحُ المشكلة.
-هل أنا جبّارٌ بطّاشٌ فتطلبي الأمان؟! أخبريني بالمشكلةِ كي أحلَّها.
-لا أحدَ يحلُّها يا مولاي. لا أحدَ يعرِفُ أيُّ التوءمينِ ولِدَ قبلَ الآخَر، لا أنا عرفتُ ولا أمّهُ ولا الخادمات.
-عجباً، كيف يكونُ ذلك؟!
-المَخاضُ كانَ شاقّاً ومُربِكاً وفوجئنا بالطفلِ الثاني دونَ أن نتوقّعَه، ولو توقّعْناهُ لأعدَدْنا ثياباً من لونٍ مختلفٍ تُميّزُه، وهكذا ألبسْناهُ ثوبَ أخيهِ كما ترى..

فكّرَ الملكُ الحكيمُ لحظةً ثم قالَ يُطَمْئنُ القابلة:
-لا ترتبكي ولا تقلقي، رُبَّ ضارَّةٍ نافعة.
-كيف لا أقلقُ يا مولاي؟! أكبرُ الإخوةِ هو الذي يرثُ العرشَ- بعدَ عُمرٍ طويلٍ- ونحنُ لا نعرفُه.
-لا داعي لأن نعرِفَه. لا نحنُ ولا الحكماءُ الثلاثةُ الذين يساعدونني في إدارةِ المملكة.
-ما هدفُكَ من هذا كلِّه؟
-لقد حاولتُ أن أكونَ عادلاً طولَ عمْري وأريدُ لخليفتي أن يكونَ أعدَل. وعندَما يكبرُ التوءمان، سأختارُ الأفضلَ منهما لِيَخلُفَني في الْمُلك..

بعدَ ستِّ سنواتٍ توفّيَ الملكُ وفاةً مفاجِئة، فاجتمعَ الحكماءُ الثلاثةُ لاختيارِ وريثِ العرشِ من الطفلين التوءمَين، على أن يبقى تحتَ وصايةِ الحكماءِ الثلاثةِ وإشرافِهم حتى يكبرَ ويصبح قادراً على الحُكم.
قالَ أحدُ الحكماء: أرى أن أحدَ التوءمينِ أطولُ قليلاً من الآخَر، وأقترحُ أن نُجريَ القُرعةَ عليهما بهذا الدينارِ الذهبيّ؛ الصورةُ للأطولِ والنقشُ للأقصر.

قالَ الحكيمُ الثاني: بل نسألُ أمَّهما أيُّهما تفضّل.
فقالَ الحكيمُ الثالثُ: كلاّ. نحن وحدَنا نقرّرُ شؤونَ المملكة؛ وعندي فكرةٌ أفضلُ لاختيارِ وليِّ العهد.
قالَ الحكيمانِ الآخَران: إن أعجبَتنا فكرتُكَ وافقْناكَ عليها ونفّذناها في الحال.
تهامسَ الحكماءُ الثلاثة، ثم أمروا فانطلقَ الطفلانِ يلعبانِ في حديقةِ القصرِ الملكيّ، وأخذوا يراقبونَهما من النافذة.
كان الطقسُ ربيعاً، والفَراشاتُ تتنقّلُ بينَ الشجَيراتِ والأزهار، وبدأ الطفلانِ يطاردانِ الفراشات.
قالَ الحكيمُ الثالث: الآنَ عرَفْتُ مَن أختارُ لولايةِ العهد، استدعوا الطفلين إلى هنا..
جاءت المربِّياتُ بالطفلين، وسألَ الحكيمُ الثالثُ الطفلَ الأقصرَ: ماذا كنتَ تفعلُ حينَ تتعبُ فراشةٌ وتحطُّ على شجرةٍ أو زهرة؟ قالَ الأمير: أتوقّفُ وأتفرّجُ عليها؛ أفكّرُ في شكلِها وألوانِها.

ثم سألَ الطفلَ الأطوَل السؤالَ نفسَهُ فأجاب: أُمسِكُها وأضغطُ عليها، كي أعرفَ هل هي هشّةٌ أم قاسية.
همسَ الحكيم ُ الثالث لزميلَيه: إن كانَ يفعلُ هذا بالفراشاتِ الآن، فماذا سيفعلُ بالناسِ في المستقبل؟
وعلى الفَورِ أعلنَ الحكماءُ الأميرَ الرحيمَ وريثاً للعرش.

وحيدة كالقمر
قديم 01-24-2020, 03:50 AM
المشاركة 136
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O موسوعة القصص القصيرة o
ضعف
كانت إمرأة تضرب إبنها كُل نهار يوم جديد أمام النَّاس ..!
وكان الإبن لا تنزل له دموع و لا يتلفظ بشيء لأمه ..!
و بعد فترة في يوم من الأيام .. فجأة أجهش الإبن بالبكاء ..!
و بعد أن إنتهت أمّه وذهبت, أسرع إليه الناس و قالوا له :
ما الّذي أبكاك اليوم ؟
و أنت لم تبكي طوال الأيام الماضية ,
وهي تضربك بنفس الضرب ؟!!
قَال :
شعرت بأن قوّة أُمّي قد ضعفت ..!!
{ موقف تعجز فيهِ الكلمات عن التعبير }

وحيدة كالقمر
قديم 01-24-2020, 03:55 AM
المشاركة 137
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O موسوعة القصص القصيرة o
بيت الطين

هنا توقف يتفحص امتعته التي استهلك قسما منها في الطريق ...
كي يتزود بما يحتاج اليه لاكمال رحلته نحو الشمس ..
بجانب ذلك الكوخ الطيني سيدة اخفت ملامح الاربعين عاما خلف جدائلها وكانها صبح اسفر بعد ليل داج ...لم يكن في عالمها مايدل على انها عائدة من القرن العشرين سوى ابيات تترنم بها لابي الطيب المتنبي :
بفدع يعيد الليل والصبح نيرٌ
ووجه يعيد الصبح والليل مظلمُ
تاملها جيدا عله يجد فيها متاعا يقربه من الشمس
تامل عينيها الخافتتين وقال لها بعد طول التامل :
اين اجد خبزا بلون السماء وماء بلون الشفاه؟
طال صمتها تتامله بشدة وكانها علمت بانه يبحث عنها من زمن بعيد ....
لقد تاخرت ايه الجواد الاصيل..
ولكن ان تاتي متاخرا افضل من ان لاتاتي...

وحيدة كالقمر
قديم 01-24-2020, 04:08 AM
المشاركة 138
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O موسوعة القصص القصيرة o
زوج عاقل جدا

استيقظ الزوج صباحا يتناول فطوره مع زوجته وارتدي ثيابه واستعد للذهاب الي العمل وعندما دخل مكتبه يأخذ مفاتيحه وجد اتربه كثيره علي المكتب وعلي شاشه التليفزيون فخرج في هدوء وقال لها زوجتي حبيبتي احضري لي مفاتيحي من علي المكتب ... دخلت الزوجه تأتي بالمفاتيح وجدت زوجها قد نقش وسط الأتربه بأصبعه علي مكتبه الذي يحمل الكثير من الأتربه ♥أحبك زوجتي♥
وألتفتت لتخرج من الغرفه شاهدت شاشه التلفاز مكتوب بأصبعه وسط الأتربه ♥ أحبكـــ يارفيقه عمريانا الحب ♥ فخرجت الزوجه من الغرفه وأعطت زوجها المفاتيح وتبسمت في وجهه كأنها تخبره أن
رسالته قد وصلت وأنها ستهتم أكثر بنظافه بيتها
**هذا هو الزوج العاقل الذي اذا أخطأت زوجته لم يسئ معاملتها**

وحيدة كالقمر
قديم 02-01-2020, 02:24 AM
المشاركة 139
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O موسوعة القصص القصيرة o
في المرة الأخيرة التي لاعبني فيها أبي قذفني إلى السماء ..
غمزت له امرأة فجرى نحوها وتركني ، ومنذ تلك اللحظة وأنا أهوي .
بقلم : شمس

وحيدة كالقمر
قديم 02-01-2020, 02:26 AM
المشاركة 140
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: O موسوعة القصص القصيرة o
فوات:
باقة ورد مهملة في المشفى
الجوريات المنكمـشة كانت ستعني شيئا لقلب متعب
كانت ستعني له شيئا لو أنه صمد قليلاً.
سهام العبودي

وحيدة كالقمر

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: O موسوعة القصص القصيرة o
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ثلاث مجالس منزوعة الرحمة حسام الدين بهي الدين ريشو منبر الحوارات الثقافية العامة 11 09-30-2020 12:40 AM
موسوعة غينيس للأرقام القياسية أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 03-31-2016 08:42 PM
نضال........ ( مجموعة من القصص القصيرة جداً) عمرو مصطفى منبر القصص والروايات والمسرح . 2 11-25-2015 12:37 PM
مجموعة من القصص القصيرة ( جابرييل جارسيا ماركيز ) أحمد صالح منبر الآداب العالمية. 9 08-14-2010 09:53 PM

الساعة الآن 06:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.