احصائيات

الردود
5

المشاهدات
8417
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,267

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
12-23-2010, 01:05 PM
المشاركة 1
12-23-2010, 01:05 PM
المشاركة 1
افتراضي من أعلام الشعر الأرمني الحديث
من أعلام الشعر الأرمني الحديث
ـــ بقلم: كتاب أرمن
ـ ت.نبيل المجلّي

مجلة الاداب الاجنبية / العدد 123/صيف 2005
هوفهانيس تومانيان hovhannes Toumanian
شاعر وناثر أرمني. ولد في قرية تسيغ وتسمى حالياً" منطقة تومانيان" وتوفي في موسكو . استقر في تبليسي منذ عام 1883 حيث عمل في مجال الأدب . بدأ إبداعه بكتابة القصائد الوطنية إلى جانب الأغاني الشعبية.‏
اشتهر تومانيان الشاعر بعد أن ظهر ديوانه (panasdeghtzutiunner) "قصائد" ( 1890ـ 1892) وخلال تلك الفترة كان يكتب أيضاً في عدد من الصحف الأدبية .‏
لقد أضحى تصوير حياة الناس والرغبات الوطنية والاجتماعية من أولويات الأدب الأرمنيّ في نهاية القرن. وقد جسد تومانيان ذلك بشكل جيد . فقد كان يرى أن الأدب الشعبي الحقيقي يجب أن يتضمن الروح الوطنية والألم والسعادة والعادات والأحاسيس . كان توماتيان يصور في قصائده الصادرة في عام 1980 الصراع النفسي / الاجتماعي للريف الأرمني. في هذه الفترة ، طور إبداعه على نهج الواقعية ، إلا أننا نلمس تأثيرات الرومانسية في قصائد الشاعر الشاب ويبدو ذلك جلياً في قصائد ((alek أليك "و (merjatz Orenk) "قانون الرفض" و((anoush"أنوش" حيث يتسم أبطاله غالباً باستثناءات رومانسية . وصلت أعمال تومانيان إلى قمة النضج في الواقعية والشعبية في السنوات الأولى من القرن العشرين . وفي أعوام 1901ـ1903 أعاد كتابة (loretsi sako) "ساكو اللوري" و(anoush) "أنوش" مصوراً الحياة الريفية الأرمنية بتقاليدها وتناقضاتها الاجتماعية. وتعتبر " أنوش " من أهم القصائد التي تتبوأ مكانه مرموقة في الأدب الأرمني ، ومنها استلهمت أوبرا أنوش عام 1912.‏
يبرز اسم تومانيان قبل كلّّ شيء بوصفه شاعراً ملحمياً. ففي القصيدة الملحمية (poetn ou mousan) " الشاعر والملهم " يسخر من النظرة البرجوازية إلى الإبداع وعلاقة الشعر بالمجتمع . وفي العام 1902 نظم القصيدة الطويلة ( sasountsi tavite) "دافيد الصاصوني " والتي تعتبر من افضل القصائد البطولية للشعب الأرمني.‏
لقد أرسى تومانيان مبدأ استعمال الحكاية الشعبية في الأدب الأرمني لأنها برأيه أساس الأدب، وبناء عليه كتب (AKHTAMAR) " أختمار " 1892 و(HSGAN) "العملاق " 1908 و (MI GATIL MEGHR) قطرة العسل " 1909. وألف أكثر من عشرين حكاية شعبية أرمنية من أهمها(DERN OU TZARAN) " السيد والخادم" عام 1908 و (KATSH NAZAR) "ناظار الشجاع" عام 1912. وتعتبر حكايات تومانيان من أفضل صفحات النثر في الأدب الأرمني الذي استقاه من الطبيعة والحياة الريفيين ومن أبرزها (GIGOR) "كيكور" 1907 وهي حكاية ولد ريفي في مدينة برجوازية.‏
من أروع كتاباته في أدب الأطفال (CHOUNN OU GADOUN) "الكلب والقطة " 1892 و( ANPAKHD VADJARANNER)" تجار غير محظوظين" 1899.‏
لفت تومانيان الأنظار إليه فكان أهم شخصية أدبية في السنوات العشرين الأولى من القرن العشرين . وغدا مؤسسا للعديد من الجمعيات الأدبية والاجتماعية، وترأس العديد من لجان مساعدة المهجرين والأيتام أثناء المجازر الأرمنية ، كما انتخب رئيساً لاتحاد الكتاب الأرمن من عام 1912 ـ وحتى عام 1921.‏
كتب تومانيان المقالات النقدية في الشعر الأرمني وترجم أعمالاً كثيرة من الأدب الروسي لبوشكين وسواه من عمالقة الأدب و تجدر الإشارة إلى أن شعوب الاتحاد السوفييتي ومنظمة اليونسكو احتفلت في عام 1969 بالذكرى المئوية لميلاده على نطاق عالمي.‏
بقي أن نقول إن قصائده ترجمت إلى كثير من اللغات الحية ومنها العربية، وأطلق اسمه على عدد من المدارس والشوارع في يريفان كما يوجد متحف خاص مكرس لآثاره . نختار من شعره ثلاث قصائد هي على التوالي:‏
رباعيات‏
رأيت كثيراً من الحزن ، وكثيراً من الشرور،‏
ورغم هذا فإن روحي ما تزال مشرقة.‏
إيه يا نور روحي ، أنت وحدك تنير‏
دربي الذي يمتد تحت قدميّ‏
* * *‏
من هناك وبأيدي كثير من الأغصان‏
يلوح لي ، كي أعود سريعاً‏
أعرف: أنك تنادينني ،‏
يا غابات ويا غياض وطني ‍‍!‏
* * *‏
جرحتُ طيراً ، فعلت شراً‏
ومع أنها مضت سنوات ليست بالقليلة منذ ذلك‏
فأنا لا أزال أحلم بهذا الطير‏
وجناحه الملطخ بالدّم‏
* * *‏
أضحى العالم أكثر تقدماً :‏
أصبح قاتلاً فقط آكل لحوم البشر السابق ،‏
إنه ـ نصف حيوان، ولكي يصير إنساناً‏
فإنه بحاجة إلى ما لا يقل عن مليون سنة أخرى‏
الدعاء القديم‏
هناك ، تحت شجرة جوز ، منتشرة الأوراق ،‏
جلس الشيوخ القرفصاء، كلّّّ حسب قدره‏
في دائرة ملتزمين بالتقاليد،‏
يضحكون ، ويشربون‏
ويمزحون،‏
كان أهل القرية ـ آباؤنا وأجدادنا‏
يطلقون الأحاديث الطويلة مع الكؤوس‏
* * *‏
وثلاثة من تلاميذ المدرسة ، كنا نقف إلى جانبهم،‏
وقد نزعنا قبعاتنا، وغضضنا من طرفنا،‏
وواضعين أيدينا على صدورنا أدباً‏
وبأصوات جهورية‏
كنا نحن ـ ثلاثة أقران ـ‏
نسليهم بأغانينا‏
* * *‏
وها قَدْ انتهينا . عندها،‏
وقف عريف الحفل فاتلاً شاربيه‏
وبعده كلّّ الباقين ،‏
رافعين الكؤوس الملأى .‏
قالوا لنا وهم يباركوننا:‏
"عيشوا يا أولادنا ، لكن ليس كما عشنا"‏
* * *‏
مرت سنون ن ورحل أولئك الناس...‏
أغانيّ القديمة حزينة ...‏
تذكرت ، ساقياً الحاضر بدموعي،‏
لمَ يومها ، كانوا يدعون لنا،‏
ويقولون : "عيشوا ، يا أولادنا، لكن ليس كما عشنا..."‏
* * *‏
آهٍ يا أجدادنا ! يالكم من مساكين ! سلام عليكم!‏
كلّّ مصائبكم حلت بنا،‏
والآن، في استقبال ساعة الأسى أو الفرح،‏
ندعو لأولادنا في طريقهم،‏
نقول كلماتكم:‏
"عيشوا ، يا أولادنا , لكن ليس كما عشنا ..."‏
* * *‏
في الجبال الأرمنية‏
دربنا ما كان سهلاً ، دربنا كان ظلاماً‏
نحن كنا فيه نحيا‏
عبر المصاعب والظلام‏
نمضي إلى الذرا، كي نتنفس بحرية‏
في الجبال الأرمنية،‏
في الجبال القاسية.‏
* * *‏

منذ أمد بعيد ونحن نحمل كنزنا،‏
الذي ولد في الروح العميقة،‏
روح الشعب في درب البقاء،‏
في الجبال الأرمنية،‏
في الجبال العالية.‏
* * *‏
كانت تنقض علينا من الصحاري الملتهبة‏
عصابة إثر عصابة،‏
تفجع بالمصيبة،‏
قافلتنا الممزقة غير مرة‏
في الجبال الأرمنية،‏
في الجبال المضخمة بالدم.‏
* * *‏
كانت قافلتنا منهوبة ومحطمة‏
وخاوية الوفاض بين الصخور‏
تبحث عن الطريق،‏
تحسب ندوب الجراح التي لا تعد ولا تحصى،‏
في الجبال الأرمنية،‏
في الجبال الحزينة.‏
* * *‏
وعيوننا تنظر بحزن‏
على الأرض في الظلام‏
إلى النجوم البعيدة :‏
آهٍ قريباً يحل الصباح ويبرق الفجر‏
في الجبال الأرمنية،‏
في الجبال الخضراء‏
يتبع.....



قديم 12-23-2010, 01:08 PM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أفيتيك إساهاكيان ( 1875ـ 1957)‏
وهو شاعر وناثر أرمني ولد في لينيناغان ، وعمل في عدد من المجلات والصحف الأدبية . تابع دراساته العليا في جامعات زيوريخ بألمانيا . عاش فترة طويلة من حياته موزعة بين فرنسا وألمانيا وإيطاليا.‏
كان موضوع الحب من المواضيع الأساسية التي شغلت إساهاكيان وبات من أهم المواضيع في شعره‏
عايش الشاعر مشاكل الحياة اليومية وعاين تقلبات الأزمان في حقبة تاريخية/ اجتماعية صعبة. وكتب في بداياته: "كلّّ ليلة في حديقتي" و"أعطيك روحي ، أعطني روحك " وتعتبر قصيدة " أبو العلاء المعري " 1909ـ1911 من أكبر إنجازاته في مجال الشعر.‏
استمد مواضيع ملاحمه من تراث الشعوب في الشرق والغرب: "الحب الأبدي" 1919، "قلب الأم" 1919و"ليليت"1921..‏
كتب إساهاكيان قصائد ذات طابع سياسي تعظم الشعوب السوفيتية مثل "أغنية الشعب" 1943 و"يوم الانتصار الكبير "1945" حيث مجد انتصار الشعوب السوفيتية وشهداءها.‏
تعد مذكراته ومقالاته الأدبية والنقدية مرجعاً أدبياً ذا أهمية كبيرة لدى الأدب الأرمني الحديث.‏
توفي أفيتيك إساهاكيان في يريفان. من قصائده:‏
أسمع في حديقتي ليلاً‏
تبكي لديّ في البستان‏
ليلاً شجرة الصفصاف‏
وهي بلا مواساة،‏
صفصافتي الصغيرة ، صفصافتي الحزينة .‏
* * *‏
سينبلج الصباح الباكرـ‏
وستمسح الفتاة الحنونة التي هي الفجر‏
دموع الصفصافة التي تبكي بكاءً مريراً ،‏
بغدائر شعرها‏
* * *‏
مؤرخونا وشعراؤنا الجوّالون‏
1‏
في الصوامع المعتمة المنعزلة ، وجدران المعبد الصمّاء،‏
ينحني المؤرخون كمداً، أمام مصابيحهم‏
بلا نوم ، في الليالي ، يزدردون الخبز العفن بالماء ،ـ‏
ويكتبون سير الأحداث على لفافة الورق الأصفر الجاف:‏
هجوم العصابات المدمّى ، مصائب الحرب‏
وانتقام الأعداء القاسي ، انهيار وطننا الغالي .‏
كانوا يبكون " هاياسدان " وحظها القاسي‏
وكانوا يؤمنون بلا كلل ، بأن الله سيستجيب لدعائهم.‏
2‏
وفي أكواخ القرى الصغيرة ، لدى المواقد أمام النار،‏
كان شعراؤنا يغنون أغاني يزدردونها بالخمر‏
وبالأغاني يمجدون الانتصارات ن وينشدون أناشيد الأبطال ،‏
ويتنبؤون للأعداء بالمصائب والهزيمة والعار.‏
في حكاياتهم عن القتال المدمّر كان الشعب الذي لا يموت،‏
كانوا يوصوننا بأن ننقل المجد من جيل إلى جيل،‏
ولقد استطاعوا أن يصونوا الروح الحرة من أجل سعادة حياتنا‏
وباستعداد كانوا يحملون السيف البّراق كرمي للوطن.‏


قديم 12-23-2010, 01:09 PM
المشاركة 3
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تشارينتس يغيشة (1897ـ 1937)‏
اسمه الحقيقي يغيشة صوغو مونيان تشارينتسYEGHISHE TSHARENTS SOGHOMONIAN شاعر وناقد وناثر ومترجم أرمني بارز . ولد في مدينة قارص في أرمينيا الغربية وتلقى تعليمه الابتدائي فيها وفيها كانت محاولاته الشعرية الأولى. سافر عام 1916 إلى موسكو حيث غذت أجواء موسكو الثورية تكوينة الثوري ، فالتحق بالجيش الروسي ثم عاد إلى أرمينيا أواخر عام 1919.‏
بدأ منهجه في الشعر متأثر بالرمزية المتأصلة لدى الأرمن . كتب مجموعته الشعرية " DESILAJAMER” (ساعات رؤية ) 1915 و(TZIATZAN)" قوس قزح" 1917 ، حيث تطرق إلى موضوع معاناة الإنسان باحثاً عن المثالية في الحياة . كان الشعراء الأرمن في فترة 1910 وما بعدها يلجؤون إلى الأساطير والرؤى ليجدوا فيها حلاً لمعضلة الوجود الأرمني ، وكتعبير عن ذلك ظهرت القصيدة الغنائية المسّماة (GABOUDATSHYA HAYRENIK) "وطن ذو عيون زرق " 1915 في تبليسي TIFLIS، حيث نسج فيها تشارينتس حلم أرمينيا المستقبلي إلى جانب صورة الوطن المدمّر ومصيره التاريخي وحياة الفرد الإبداعية.‏
لم يكن بإمكان تشارينتس الوقوف في إطار الإبداع فقط أمام اللحظة المصرية في تاريخ الأرمن , بل شارك فعلياً في فرق التطوع على الجبهة 1915 ، فكان شاهد عيان على تجهيز ألوف الأرمن ومآسيهم وقد تسربت إلى شعره صور معاناة ومجازر الشعب الأرمني وتجسدت في قصائد (VAHAKN) "فاهاكن" 1916 و(MAHVAN DESIL) رؤيا الموت 1922 و(Dantea gan arasbel) "أسطورة دانتيه" 1916 التي نشرت في تبليسي. ومن الملاحظ أن شعره كان مفعما بالشكوك والحسرة والألم.‏
برع شاعر الثورة تشاريبتس في كتابة الشعر الملحمي وشعر البطولات ، فكتب ملحمة AMPOKHNERE KHELAKARVATZ "الجماهير المجنونة " 1919 والتي يمجد من خلالها الإرادة الثورية لدى الجماهير المناضلة والثائرة وسمو أهدافها.‏
أسس تشارينتس مدرسة شعرية في الأدب الأرمني خاصة والسوفيتي عامة بمضمون ثوري جديد.‏
وصدرت عام 1926رواية (YERGIR NAYIRI) "بلاد ناييري " والمؤلفة من ثلاثة أجزاء . وتعد هذه الرواية الحجر الأساس لفن الكتابة الأرمنية.‏
وتعتبر من أكثر الروايات الأرمنية تعقيداً حيث يتناول تشارينتس أحداث احتلال قارص عام 1919 ، وقد استخدم مصير المدينة الأليم ليصف للعالم معاناة الشعب الأرمني.‏
وتعتبر قصيدة (YES IM ANOUSH HAYASDANI) "أحب في حلوتي أرمينيا". في مجموعته (DAGHRAN) "كتاب الأغاني " 1922 , والتي نقدمها اليوم لقراء الآداب الأجنبية ، قمّة الشعر الوطني عند تشارينتس ، وهي مهداة إلى القيم الروحية لأرمينيا . إنَّها بمثابة وصية شعرية للحفاظ على مقدسات الوطن ، وما تزال تحظى بمكانة خاصة في الأدب الأرمني.‏
من الملاحظ أن مسحة من التشاؤم تطغى على قصائد تشارينتس . ومعلوم أنه أدخل أنواعاً جديدة من الشعر في الأدب الأرمني مثل الأنشودة والنصائح والنشيد. كما استخدم عدداً من المقاييس الفنية الشعرية الشرقية مثل الرباعيات والمخمّسات والبيت . وترجم الكثير من الآداب الأجنبية لأمثال غوتة وبوشكين وسواهما.‏
أطلق اسم تشارينتس على عدد كبير من الشوارع والمدارس في أرمينيا وسميت مدينة باسمه (TSHARENTSAVAN) "تشارينتس أفان " تخليداً لذكراه. وثمة أيضاً متحف خاص بأغراضه وأوراقه موجود في يريفان YEREVAN.وقد ترجمت مختارات من أعماله الشعرية إلى كثير من لغات العالم كالروسية والعربية وغيرها.‏
أحب في حلوتي أرمينيا‏
أحب لسان أرمينيا ، الذي غذي بالشمس ،‏
أحب تنهدات قيثاراتها القديمة ونغماتها الشجية وشكاتها المريرة ،‏
أحب زهورها الملتهبة وشذاها المسكر،‏
أحب رقصات الغانيات ، وسحرهن ورشاقتهن,‏
أحب سماءها الزرقاء الغامقة ن وبحيراتها الرقراقة ، وصفاء مياهها‏
شمس صيفها ، عواصفها الشتائية الجبلية المرعدة،‏
أكواخها المظلمة الكئيبة ، وجدرانها التي سخّمها الدخان،‏
أحب مدنها الحجرية المعمرة مدنها الدائمة الشباب.‏
أينما كنت ، فلن أنسى أغانيها الحزينة،‏
ولا كتبها المزينة بالذهب والتي توقظ القلب للصلاة.‏
هي تنزف ، وأنا أنزف أيضاً ، جراحها جراحي،‏
لكلّ معاناتها ، أرضي اليتيمة ، أحبها .‏
ليس لقلبي المفعم بالحزن في الحياة سوى أمنية.‏
وليس ثمة في العالم من هو أسطع ذكاء من كوتشاك، وناريكاتسي‏
طف العالم ، فلن تجد كالقمم التي وخطها الشيب من أرارات.‏
كم أحب طريق المجد الصعب، جبل "ماسيس "!‏
هوامش:‏
1 ـ هاياسدان: أرمينيا‏
2 ـ كوتشاك وناريكاتسي : شاعران أرمنيان معروفان من شعراء القرون الوسطى.‏
3 ـ ماسيس : اسم موضع مرتفع في جبال أرمينيا .‏


قديم 12-23-2010, 01:20 PM
المشاركة 4
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قصة حب ـــ بقلم: أفيتيك إساهاكيان ـ ت.هراج كل سحاكيان
أنهكني الحب لكثرة ما أحببت وأصبحت قصص الحب تسبب لي نوعاً من السأم ولكن لا تزال هناك قصة حب قصيرة، غير مكتملة، تدوي في أذنيّ.. لا أدري أفي منامي سمعتها أم في يقظتي؟... كأنها حكاية قديمة نُسجت روحها الأصلية في عالم بعيد.‏
كان العازف جالساً تحت شجرة وارفة الظلال وقد أسند ربابته إلى صدره، يوقع ضربات موزونة على وترها وهو يشدو بقصة الحب هذه:‏
أقامت فتاة شابة في قلعة من القلاع وكانت بهية الطلعة رائعة الحسن، فاق جمالها جمال التمّ المتبجح على صفحة البحيرة. وكان الشاب القادم من البلاد البعيدة يجثو على ركبتيه متوسلاً بعبارات الحب أمام الفتاة المطلة من شرفة القلعة:‏
"حملني حبك على نسيان أهلي ووطني والعالم كله،‏
سعادتي منذ هذه اللحظة رهن إشارتك،‏
فامنحيني ولو نظرة واحدة"‏
ولكن الفتاة لم تكن لتصغي إلى هذا الكلام الجميل، إنما كانت مشغولة بحياكة ثوب، في الوقت الذي كانت فيه تعيد ذكرياتها حتى اليوم الذي مرّ فيه تحت شرفة قصرها، ممتطياً صهوة جواد أصيل، وبعد أن ألقى صوبها نظرة خاطفة توارى عن الأنظار مضرماً بنظرته اليتيمة تلك جذوة الحب في قلبها العذري.‏
بكت الفتاة بمرارة وهجرت القلعة مقتفية أثر فارسها الغريب وجالت عوالم كثيرة وطرقت العديد من الأبواب ولكنها لم تجد أثراً له. كان قد اختفى..‏
أما الشاب القادم من البلاد البعيدة، فلا زال يبتهل راكعاً على ركبتيه، يشدو عبارات الحب ويلتمس الشفقة:‏
"سأمكث أمام باب دارك وسأنتظركِ حتى آخر عمري، لن يفرق بيننا سوى الموت، لأنكِ حبي وحياتي ومصيري معاً".‏
إلا أن الفتاة لم تكن لتستمع لأي من هذا الكلام. كانت تحيك الثوب بيديها وتحلم... هاقد وجَدَت أخيراً حبيبها وصارحته بحبها العميق ولكن للأسف..‏
فارسها الذي طالما حلمت به، لا يشاطرها المشاعر نفسها، إنه يتجاهل نداء قلبها وهاهو يرحل للبحث عن حبه هو.. ولن يعود أبداً.‏
تمضي الأيام ولا يزال الشاب القادم من البلاد البعيدة يلتمس الحب متضرعاً...‏
اضطرب وتر الربابة وخفق بارتعاش وانقطع بغتة وبقي الشادي جالساً تحت الشجرة، مسنداً الربابة إلى صدره، بينما بقيت قصة الحب هذه غير مكتملة، وهي ما زالت تتناهى إلى مسامعي ولا أدري أفي منامي سمعتها أم في يقظتي؟.. كأنها حكاية قديمة نُسجت روحها الأصيلة في عالم بعيد.‏


قديم 12-23-2010, 01:21 PM
المشاركة 5
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
العزاء ـــ بقلم: أفيتيك إساهاكيان ـ ت.هراج كل سحاكيان
حدث ذات يوم أن قضى الابن الوحيد لأرملة نحبه، تاركاً وراءه الأم الثكلى في حالة يُرثى لها. ارتدت الأم المفجوعة ثياب الحداد واستسلمت للدموع وانكفأت عن ممارسة أي نشاط وجثمت في الدار، لا تتحرك من مكانها إلا لتحرك الحطب وتوقد النار، فكان الدخان المنبعث ينتشر إلى كل أكواخ القرية حاملاً تأوهاتها الممزقة لنياط القلب. وكان أهالي القرية يرثون لحالها قائلين:‏
-يا لها من امرأة مسكينة تعيسة، ما أشد مصابها.‏
اجتمع نفر من الحكماء المسنين من أصحاب الخبرة والتجربة وجاؤوا إليها ووجدوها تنتحب على ضريح ابنها فلم يبخلوا عليها بالمشورة:‏
-كفى نحيباً يا أيتها المرأة البائسة، فالبكاء لا يعيد الفقيد والموت قدر لا مفر منه، فكلنا سنؤول إلى الزوال عاجلاً أم آجلاً. هذه سنة الحياة وعلينا أن نتقبل قدرنا بكل قناعة ونتمتع بنعم الحياة قبل فوات الأوان. عودي إلى بيتكِ، فأحفادك اليتامى بأمس الحاجة إلى حنانك وعطفك. عودي إليهم ودعي الفقيد يرقد بسلام، فطوبى له ولرحيله المبكر من هذا العالم الفاني..‏
هكذا وعظ حكماء القرية، أصحاب الحنكة والدراية وقد أرادوا بصراحتهم تلك أن يستروا علامات الشفقة التي ظهرت على وجوههم، لكن المرأة الحزينة لم تقبل مواساتهم ومضت تبكي بمرارة.‏
واجتمع أثرياء القرية من أصحاب الجاه والنفوذ، وقصدوا المقبرة ووجدوا المرأة المنكوبة وهي تجلس قرب ضريح ابنها تبكي بحرارة فتوجهوا إليها قائلين:‏
-كفى بكاءً يا امرأة، فمن كتب له أن يموت سيموت. إن أحفادك لا يتمنون لكِ الموت، فعودي إليهم وأشعلي موقد الدار واعتني بهم، فلن يطول الوقت حتى يكبروا ويتقلّدوا دور الفقيد. لا تنسي أننا على استعداد لمساعدتكِ.‏
ولكن المرأة المفجوعة لم تتكلف عناء رفع رأسها واستمرت في النحيب وكأنها فقدت الأمل نهائياً من كل ما حولها.‏
حدث وقتها أن مرّ عابر سبيل من القرية ذاتها وما أن سمع بكاء المرأة حتى تفتت قلبه واختلجت مشاعره فتقدم بخشوع واخترق الجمع المحتشد ليقترب من مصدر هذا العويل الذي أنساه عناء السفر. وما أن أصبح بجوارها حتى أحنى ظهره وقبل يدها بكل تواضع وذرف دمعاً غزيراً.‏
حينئذ فقط رفعت الأم المنكوبة رأسها ومسحت دموعها وشعرت أخيراً بأن الحمل الثقيل بدأ يخف على كتفيها وانفرجت أسارير وجهها وشعشع بريق الأمل في عينيها. وسرعان ما نهضت ومضت إلى بيتها بخطى واثقة وأشعلت النار من جديد في الموقد الخامد.‏


قديم 12-23-2010, 06:57 PM
المشاركة 6
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


شكراً على هذه البيلوغرافيا من شعراء الأدب الأرمني
والقصائد الوجدانية التي تفوح
منها أطيب العطور التاريخية الرائعة التي تحمل بين طياتها
أعذب الكلمات وأرق الأحاسيس مما صورت من آمال الجيل الجديد
وأحلام ومآسي شعب أحب الحياة وقدم لها الكثير



ابنة البنفسج الغالية الفاضلة
المتذوقة للآداب ريم الشام

سلمت وسلم نبض قلمك
وجهدك المبذول
دمت بخير
مودة كشمس لا تختفي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من أعلام الشعر الأرمني الحديث
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حول الجدلية في الشعر الحديث عبدالله علي باسودان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 21 12-24-2016 07:12 AM
المدرسة الرمزية في الشعر الحديث عبدالله علي باسودان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 7 10-28-2015 04:27 PM
الانزياح الدلالي في الشعر الحديث ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 04-14-2013 12:33 AM
من أعلام الشعر العربي عبدالله باسودان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 12-15-2011 09:22 PM
من أعلام الشعر العربي عبدالله باسودان منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 0 10-23-2011 12:28 AM

الساعة الآن 10:02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.