قديم 09-09-2010, 12:40 PM
المشاركة 341
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
نوري بنيامين

(( ايوب القرن العشرين )) , انسان التجربة والآلام ، انسان الايمان والصبر . في القرن العشرين ، ( نوري بينيامين اوسطه جبور ) الذي عاش في بيت متواضغ في حي السريان بحلب منذ خمسة و ثلاثين عاماً وهو طريح الفراش , انه جسد شبه هامد من الحركة وكأنه قطعة خشبية على سرير من حديد , اما عيناه الذابلتان فهما للقراءة ولمشاهدة الزوار القادمين ليأخذوا منه دروساً في الصبر والتجربة والإيمان ، وهو يردد عليهم قول ايوب البار)).

مولده
في مدينة اورفا من بلاد الرها،وفي عام 1917 ابصر((نوري بنيامين)) الحياة وذلك خلال الحرب العالمية الاولى انه من عائلة سريانية مؤمنة، ولقد استشهد والده واثنان من اعمامه في سبيل الايمان القويم وهو طفل يافع، فاضطرت والدته ان تهاجر ارض الآباء والجدود مخلّفة وراءها كل ما تملكه باستثناء وحيدها نوري ، فاستوطنت حلب وبدأت الام تعمل – وهي مثال الام الحكيمة – من اجل إعالة ابنها الوحيد . فأدخلته المدرسة وانكب على الدراسة بجد ونشاط وكانت له هواية شديدة بالرياضة بمختلف انواعها... وفي يوم من ايام الخريف استيقظ نوري باكراً فوجد امه نائمة على غير عادتها , فقد اعتادت الاستيقاظ باكراً لتهيئ ما يحتاج إليه ولدها ،حيث كانت تذهب لعملها ولا تعود الا المساء .

لقد كانت راقدة رقاد الموت الأبدي مخلفة طفلاً صغيراً لا حول له ولا قوة الا اللّه ... لقد انهمرت دموعه وغص البكاء في قلبه لقد نادى امه ... هيهات ان تسمعه .
تشرد الطفل بعد وفاة والدته فاضطرت عمته الى ايوائه عندها والاهتمام بمعيشته ودراسته رغم ظروفها المادية المتدهورة والقاسية .وبسبب هذا الواقع المرير ترك الطفل المدرسة وتدرّب في مهنة الحذاء التي برّز فيها كعامل ماهر بعد خمسة اعوام وبنفس الوقت كان يمارس الرياضة حتى اصبح فيها بعد مدرباً لفريقه في كرة القدم .

المرض
تسلل المرض الى جسمه الغض وهو في ربيعه الثالث والعشرين من جراء الارهاق الشديد في الرياضة ومزاولة المهنه ، بالاضافة الى سوء التغذية . ودب الالم المبرّح في عموده الفقري , وباشر في التنقل بين مشفى وآخر ومن طبيب لآخر ،ولكن بدون جدوى وبدون تحسن . ادخل مشفى (( اوتيل ديو )) في بيروت , وبعدئذ مشفى (( جامعة الاميريكية )) ولكن لم يظهر اي تحسن على صحته ولم تتوقف الالام في ظهره . ادخل ثانية مشفى القديس لويس ( فريشو) وبعدئذ مشفى التونيان بحلب ، فحلّت به الكارثة الكبيرة التي كانت سبباً في عجزه وإقعاده لخمسة وثلاثين عاماً بسبب العمليات غير الناجحة التي أُجريت في عاموده الفقري والثانية والثالثة في الوركين . حيث قام الطبيب بفك فقرات العامود وتجليسها ومن ثم وضع جسمه كله في الجص لمدة خمسة اشهر متواصلة ، وبعد أن خلع الطبيب الجص عن جسمه واذا به قطعة جامدة لا حركة فيها ولا نشاط , وكأنه قطعة من الصخر الجلمود . وما كان من الطبيب الا وقف مصارحاً اياه قائلاً : يا نوري لم تنجح العملية قدر لك ان تبقى طريح الفراش ،ولن تتمكن من الوقوف ولا السير ولا العمل .

صدم الشاب وهو في مقتبل العمر صدمة عنيفة حتى الاغماء . لقد حكم عليه الطبيب بالاشغال الشاقة المؤبدة , في سجن سريري لا يستطيع التحرك عليه . وبعدئذ اعلم الطبيب اقرباء المريض بانه أي مريض لا يستطيع ان يعيش سوى سنتين فقط لعدم اكتمال الدورة الدموية لديه . اثر ذلك نقل المريض نوري بسيارة اسعاف الى دار عمته وهو يردد مع الرسول بولس : (( فاني احسب ان آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا )) (رو م 8/18) .


على الفراش
لقد استطاع المؤمن نوري وهو في ألمه ان يتعلم ويدرس ويكتب ، لقد درس واتقن اللغات الانكليزية والتركية والارمنية، بالاضافة الى الفرنسية والسريانية والعربية التي تعلمها في المدرسة . لقد اهدت اليه احدى المؤمنات آلة كاتبة اجنبية وخلال اسبوع تعلّم الضرب عليها وكان يستعملها في مراسلته للمتبرعين والمحسنين اليه في اوروبا وأمريكة ، غير ان المصائب اشتدت وزادت واصيب بضعف بصر بالغ من جراء المطالعة والكتابة ، واجريت له عمليتان لإزالة المياه البيضاء التي تجمعت في عينيه ، وأنعم اللّه عليه ببعض التحسن واصبح يستعمل نظارتين واحدة للقراءة وثانية للمسافة .

والعجيب في امر هذا الانسان ثباته في التجربة وصبره الحميد في جميع شدائده . انك لتشاهده وهو يكتب ويضع الورقة البيضاء فوق الكتاب ويمسكه بيده اليسرى وفي يده اليمنى يمسك بالقلم , ثم يرفع كلتا يديه الى فوق ويبدأ بالكتابة وتطول معه الكتابة لساعات بدون ملل او تعب . لقد كانت الكتابه له متنفساً لآلامه وسعادة وراحة لنفسه .


المحنة تلو المحنة
لقد توفيت عمته وبعدها زوجها وانتقل نوري الى الغرفة الصغيرة التي ابتاعتها امه المرحومة من عرق جبينها ، انها غرفة محرومة من اشعة الشمس ومن الهواء النقي وبنتيجة عدم صحة الغرفة اصيب المؤمن نوري بنزف حاد في معدته , فسال منه الدم بغزارة وكاد جسمه ان ينضب ويجف من الدم لولا عناية اللّه به بواسطة الاطباء حلمي وتوتونجي وواكيميان، كما جرى له نزف ثان حينما خلع طبيب الاسنان احدى اسنانه الجانبية وذلك ليتمكن من تناول الطعام السائل من مكان السن المخلوعة ، علماً بان اسنانه مطبقة على بعضها ولا مجال لان يفتح فمه على الاطلاق ، والدهشة حين طلب اليه طبيب الاسنان بالجلوس ، فردّ نوري لا استطيع ، فقال له ادر رأسك تجاهي فأجاب لا استطيع ، فعاد وقال له افتح فمك فاجاب لا استطيع ، عندئذ استشاط الطبيب غيطاً وقال له : كيف استطيع ان اخلع سنك ؟ فاجابه نوري بكل لطف : هدّئ نفسك يا دكتور انت تشاهدني بحالتي هذه وتغضب لاني لا انفّذ طلبك , فكيف لي ان اتحمّل انا شخصاً هذه الالام المبرّحة لسنوات عديدة بصبر اين منه صبر ايوب البار . ارجو ان تبحث عن طريقة مناسبة لخلع سني لأتمكن من تناول السائل ...بعد خلع السن اصابه نزيف حاد خلال اربع وعشرين ساعة بدون انقطاع والدم يتسرب الى معدته غير ان مشيئة اللّه لم تكتمل بعد وكان له نصيب ان يعيش . وفي كل صيف ومع الحرارة اللاهبة تنتابه القروح والجروح في انحاء جسمه , من راسه حتى اخمص قدميه .

قديم 09-09-2010, 12:44 PM
المشاركة 342
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ريتشار فاغنــــر
Richard Vagner

أبصر النور ريتشارد فاغنر في 22غيار من العام 1813 في لايزبغ من اعمال المانيا من أب شرطي في بلدية المدينة،
مات والده وله من العمر ستة اشهر ،تزوجت والدته وهو في السنة الثانية من عمره من الممثل والمؤلف المسؤحي والرسام والمغني ( لودفيغ غاير) واقامت واياه في درسدن، ولما اصبح في الثامنة من عمره توفي زوج امه الذي كان يعطف عليه عطفا شديدا ويحبه حبا جما،مما جعل السنة السؤ تتهم زوج الأم بأنه اباه الحقيقي وترك غاير ثمانية صبيان وبنات منه ومن فاغنر الأب .

تميّيز اربعة من العائلة بشغفهم للفنون اما ريتشار فقد تزوج مغنية حسناء تدعى مينا بلاتر التي اصبحت عبئا ثقيلا على عبقريته في الآونة الاولى من الزواج من حيث عدم تقديرها لفنه الا انها كانت مخلصة له وزوجة صالحة في ايام العسر الذي عرفها

عرف فاغنر بقدرته العجيبة على التجديد، والخلق والابداع وقد اختلف الناس في تقديره،فمنهم من يجده مثال العبقرية الانسانية، ومنهم لم ينكرعليه هذه العبقرية بل رأى فيه شاعرا مهووسا، وموسيقيا معقد القيم الفنية والتركيب،شائك المسلك وقد قال عنه الشاعر نيتشه انه موسيقى الانحلال والنذير في اوروبا وافول نجمها، كان فاغنـر موسيقيا واديبا وناقدا فنيا وشاعرا وقد جدد كل هذه الميادين وجاول ان يقلب رأسا على القيم الفنية القديمة كلها،


اشتهر بوقائعه الغرامية لأنه انسان بكل معنى الكلمة احب وتألم،وسعى وراء الحب ينشده في حياته،كما ينشده في مؤلفاته الموسيقية التي يدور معظمها حول العاطفة الكبيرة،ومن اشهر مؤلفاته العاطفية نذكر (تاهنهاور، منشدو نورنبرغ، خاتم القزم، تريستان، وايزولت، فالكيري،سنغفريد، باسيفال، ولا غرو اذ قلنا ان مقطوعاته الموسيقية هي اروع الاناشيد التي رفعها للمرأة والحب، كان فاغنر يعتبر الرقم 13 فالا حسنا،فاسمه يتألف من 13 حرفا وقد ولد سنة 13 >>1813<< وترك المدرسة وهو في سن 13 ووضع 13 اوبرا واحب 13 امرأة وكان اسم امه يتألف من 13 حرفا اما الوظيفة التي كانت تشغلها تدعى بالألمانية كابلمايستر فتتألف كذلك من 13 حرفا وتوفي في 13 شباط سنة 1883.

قديم 09-09-2010, 12:58 PM
المشاركة 343
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
يوحنّا الذهبيّ ( الفم )
القديس

‏لُقب ‏يوحنا‏ ‏بطريرك‏ ‏القسطنطينية‏ ‏من‏‏سنة‏ 398 ‏إلى ‏سنة‏ 407 ‏بـ"يوحنا‏ الذهبي‏ ‏الفم‏ ‏أو‏ ‏يوحنا‏ ‏فم الذهب‏CHRYSOSTOMOS، وذلك‏ ‏اعترافاً ‏بفصاحته‏ ‏وبلاغته‏ ‏وجمال‏ ‏أسلوبه‏ ‏وعبارته‏،‏وقوة‏ ‏كلماته‏، ‏وتأثير‏ ‏عظاته ‏‏معنى ‏‏ومبنى. كما يوصف بكثير من الصفات، فهو "واعظ المسكونة الأول"، الذي "صان عقله نقيًّا من الأهواء"، و"صار مماثلاً لله"،بعدما امتُحن "بالتجارب كالذهب في النار"؛ فهو "الآلة الملهمة من الله"، و"العقلالسماوي" و"عمق الحكمة"، و"الكارز بالتوبة"، و"نموذج المؤمنين"، و"الملاك الأرضيوالإنسان السماوي"، وهو "خزانة أسرار الكتب"، و"اللسان الذي بمحبة بشرية رسم لناطرق التوبة المتنوعة"، وهو أيضاً "أبو الأيتام والعون الكلي الحماسة للمظلومين،ومعطي البائسين، ومُطعِمَ الجياع، وإصلاح الخطأة، وطبيب النفوس، الحاذق الكليالمهارة"؛(1) إضافة إلى لقب "معلّم الكنيسة" الذي أطلقته عليه الكنيسةالكاثوليكيّة. ولمناسبة الاحتفال بذكرى 1600 سنة على رقاده وجّه البابا بندكتوسالسادس عشر رسالة يوم عيده سنة 2007(2) ، فأبرز فيها أهم تعاليم هذا القديس العظيم،خصوصاً لأنه ساهم في "اللقاء المثمر بين الرسالة المسيحية والثقافة الهيلينية"،والتي "كان لها وقع بعيد الأثر على الكنائس الشرقية والغربية على حد سواء"(3) ؛وذكّر أيضاً بأن سلفه البابا بيوس الثاني عشر ألقى الضوء على الإسهام الكبير الذيقدمه القديس يوحنا في تاريخ تفسير الكتاب المقدس مع نظرية "التنازل" أو synkat&aacute;basis التي من خلالها، فسّر فم الذهب أن "كلمات الله، التي تمّالتعبير عنها باللغة البشرية، صارت مشابهة للغة البشر"(4) . لقد أدخل المجمعالفاتيكاني الثاني هذه الملاحظة في الدستور العقائدي في الوحي الإلهي "كلمةالله"(5) . كما وأشار الطوباوي يوحنا الثالث والعشرون الفهم العميق لدى فم الذهبللرباط بين الليتورجية الافخارستية والاهتمام بالكنيسة الجامعة(6) ؛ وبيّن خادمالله بولس السادس الطريقة التي "عالج بها بلغة بليغة وبتقوى كبيرة، السرالإفخارستي"(7) .

ينوّه البابا في رسالته على مساهمة القديس في عمل وحدةالكنيسة والمصالحة بين أبنائها، فيقول: "هذا ويستحق ذكرًا خاصًا جهد القديس يوحنافم الذهب الفائق لأجل تعزيز المصالحة والشركة الكاملة بين مسيحيي الشرق والغرب. وبوجه الخصوص، كانت مداخلته حاسمة في وضع حد للشقاق الذي كان يفصل كرسي أنطاكيا عنروما وسائر كنائس الغرب. في زمن سيامته كأسقف على القسطنطينية، أرسل يوحنا بعثة إلىالبابا سيريشيوس إلى روما. ودعمًا لبرنامجه هذا، وفي إطار مشروع وضع حد للانقسام،نال معونة أسقف الإسكندرية في مصر. تجاوب البابا سيريشيوس مع المبادرة الدبلوماسيةالتي قام بها يوحنا؛ وهكذا تم حل الانقسام بطريقة سلمية وأعيدت الشركة التامة بينالكنائس.. ففي فكر يوحنا، عندما يتألم قسم من الكنيسة لجرح ما، تتألم الكنيسةبأسرها للجرح عينه".

حياته :
ولد يوحنّا في أنطاكية حوالي عام 345 لوالدين تقيين، من عائلة غنية ومعروفة. توفي والده، وكان ضابطاً في جيشالأمبراطوريّة، وهو لا يزال طفلاً فكرّست أمه أنثوسا حياتها للاهتمام بوحيدها، ولقد دعاها المعلم الكبير ليبانوس، الذي ثقّف يوحنا وعلّمه القانون والفصاحة والفلسفة، "بأعظم النساء المسيحيات". كان قصيرالقامة، أصلع الرأس، نحيلا غائر الخدين والعينين، عريض الجبين، أجعده وكان صوتهعذبًا لكنه ضعيفاً.

اعتبر يوحنا أولاً أن الشهادة للإيمان تكون في اعتناقالحياة الرهبانية التوحُديّة، ولولا دموع أمه لما تأخر في ترك العالم. إلا أنهابتكر رهبانية في قصره، فاتخذ فيه منسكاً، وأخذ يمضي ساعاته في الصلاة والصوم وتأملكلمة الله، حتى شهد فيه الكثيرون: "شابٌ يعيش في قلب المدينة كما يعيش المتوحدون فيالبراري والقفار". وقيل فيه أيضاً: "وجهه ينضح قداسة.. كأنه يبشّربوجهه".


عاش يوحنا حياة جهاد وعمل، ناسكاً متوحداً بين عامي 374-380. واكتشف أن لا شهادة للإيمان دون الحوار المستمر مع الله. وبعد أن أتعبته الصحراء عاد ليؤدي شهادته في وسط العالم. "خير للإنسان، كما يقول، أن يكون أقل فضيلة، ويهدي الآخرين، من أن يعيش على قمم الجبال ويرى أخوته البشر يهلكون".

فرُسم شماساً (381) وكاهناً (386)، وتشبّه في هذه المرحلة ببولس الرسول. فأخذ عنه حماسه وقوّته واندفاعه الرسولي، كذلك العلم والحكمة والعمل والصبر على المشقات. ولقد أخصب يراعه في هذه الفترة، فآمن بسحر الكلمة وفعاليتها وأهميتها في الشهادة للإيمان. ولقد قيل، لشدة إبداعه في تخديم الكلمة للشهادة للإيمان، أن الهراطقة أنفسهم، وحتى غير المؤمنين، أحبوا سماع عظاته، حتى بلغت شهرته القسطنطينية العاصمة. وإثر وفاة بطريركها نادى شعبُها بيوحنا راعياً لها، فسُرق ليلاً لكي لا يتمكن الأنطاكيون الاحتفاظ بكاهنهم المحبوب.


أمام هذه الإصلاحات اشتدت عليه قوى الشر، فتآمر بعض الأساقفة والكهنة مع الإمبراطورة أفدوكيا، التي لم يتوانى في تأنيبها لأخلاقها المعوّجة بسبب معاشرتها الوزير إيتروب في حياة زوجها اللامبالي، وسعوا للإطاحة به بعد عظة ناريّة قارب فيها موقفه بقصة قطع رأس يوحنّا المعمدان تنفيذاً لوعد هيرودس لابنة أخيه الحيّ سالومي التي رقصت أمامه بناءً على طلب أمّها هيروديّا عشيقته، فقال: "من جديد تغضب هيروديا! من جديد ترقص! من جديد تطلب رأس يوحنا على طبق!".. حُكم عليه بالنفي، فحدث عشية تنفيذ الحكم زلزلة هزّت العاصمة، لأنه "إن صمت الجميع تكلمت الحجارة"، وعاد ودخل المدينة العاصمة دخول السيد المدينة المقدسة. وبعد حين، عادت الإمبراطورة تسعى لترحيله، فخاطبها بشجاعة قائلاً: "أنا لا أخاف الموت.. إن واجبي سأتممه عل أكمل وجه.. عليّ أن أعلن عن الخطيئة حيث تكون..". أمرته أولاً بالإقامة الجبرية ثم نفته. إنه كبولس الرسول تعرض، في سبيل شهادته للإيمان لعذابات متنوّعة(9) ، سُجن.. تعرّض للاغتيال.. جاع.. مرض.. ظلم.. تنقل بين المدن والمعتقلات.. وكان أينما يحل يلقى الترحاب‏‏ ‏ و‏يثير‏ ‏الإعجاب‏ ‏بقداسته.. ‏أنَّه،‏ ‏مع‏ ‏أتعابه‏ ‏وآلامه‏، كتب‏ ‏مرّةً‏ ‏في‏ ‏رسالة‏ ‏بعث‏ ‏بها‏ ‏إلى الشمّاسة أوليمبيا‏ ‏يعزّيها‏ ‏عن‏ ‏نفسه‏ ‏وهو‏ ‏في‏ ‏المنفى، ‏يقول‏: "إن‏ ‏قلبي‏ ‏يذوق‏ ‏فرحًا‏ ‏لا‏ ‏يوصف‏ ‏في‏ ‏الشدائد‏، ‏لأنّه‏ ‏يجد‏ ‏فيها‏ ‏كنزًا‏ ‏خفيًا‏. ‏فيجدر‏ ‏بك‏ ‏أن‏ ‏تفرحي‏ ‏معي‏، وتباركي‏ ‏الرب‏، ‏لأنه‏ ‏منحني‏ ‏نعمة‏ ‏التألّم‏ ‏من‏ ‏أجله"‏.‏ كما كتب إلى أحد الأساقفة معبرًا عن موقفه من تهديد ونفي الإمبراطورة له قائلاً: "عندما أخرجوني من المدينة لم أكن قلقًا بل قلت لنفسي: إذا كانت الإمبراطورة ترغب في نفيي فلتفعل، للرب الأرض بكمالها. إذا كانت ترغب في تقطيعي إرْبًا فحسبي أشعيا مثلاً. إذا كانت ترغب في رميي في المحيط فلي يونان النبي. إذا أُلقيْتُ في النار فالفتية الثلاثة لاقوا المصير عينه. ولو أُلقيْتُ للوحوش ذكرت دانيال. إذا كانت ترغب في رجمي بالحجارة فاستفانوس، أول الشهداء، ماثل أمام عيني. عُريانًا خرجت من بطن أمي وعُريانًا أترك العالم. وبولس الرسول يُذكّرني: لو كنت بعد أُرضي الناس لم أكن عبدًا للمسيح".

مات أخيراً سنة 407 في المنفى عن عمر الثمانية والخمسين عاماً تقريباً، وهو يردّد آخر كلماته: "المجد لله على كل شيء".


قديم 09-09-2010, 02:03 PM
المشاركة 344
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
روبرت فروست

( ولد;‏ 26 مارس 1874 - 29 يناير 1963), شاعر أمريكي يعتبر في نظر الكثيرين كواحد من أهم الشعراء بالغة الإنجليزية.إذ حاز خلال حياته بأربع جوائز بوليتسار .شارك فروست في مراسم تنصيب الرئيس جون ف. كينيدي. يعرف فروست بإسلوبه البسيط والمباشر وبأوصافه المثيرة للمشاعر لمناظر نيو إنجلند شمال شرق الولايات المتحدة .ومن أشعاره الأكثر شهرة الطريق التي لم تختر وإصلاح جدار
سيرة حياته
ولد فروست في مدينة سان فرانسيسكو أمه ايزابيل مودي وأبيه وليام فرسكوت فروست الإبن.

بعد موت أبيه وعندما كان فروست يبلغ الحادية عشرة من العمر انتقلت عائلته إلى إلى لورانس ماساتشوستس بالقرب من والدي أبيه.

بدأ فروست دراسته في معهد درت موت عام 1892 لكنه ترك الدراسة فيها قبل أن يكمل الفصل الأول وعاد إلى ماساشوسف وهناك عمل في التدريس وبعض الأعمال المؤقتة الأخرى. وفي عام 1894 باع فروست منظومته الشعرية الأولى فراشتي لإسبوعية في نيويورك مقابل $15.بعد هذا النجاح طلب يد صديقته ألينور مريام للزواج لكنها رفضت بسبب رغبتها في إكمال دراستها، بعدها سافر فروست محبطا إلى النهر الكبير في فيرجينيا لكنه لم يلبث أن عاد وتزوج من الينور وأنجب منها ستة أبنا أربعة منهم ماتوا خلال حياته .
عمل فروست وزوجته في التدريس حتى عام1897.بعد ذلك بدأ فروست دراسته في جامعة هارفارد إلا انه ترك الدراسة فيها بعد عامين وبعد أن ولد له الأبن الثاني.إشترى له جده مزرعة في ولاية نيو هامشاير،هناك مكث فروست تسعة أعوام من حياته لم يحقق خلالها نجاح في العمل الزراعي، لكنه كتب خلال تلك الفترة أشعار كثيرة أصبحت مشهورة. وفي عام1912 عندما بلغ الثامنة والثلاثين من العمر سافر فروست إلى بريطانيا وهناك نشر أول كتابين في الشعر و تعرف إلى عزرا فاوند.وفي عام1915 عاد فروست مع عائلته إلى مزرعة نيو هامشاير بعد أن حاز على بعض الشهرة.ومنذ العام 1916 وحتى العام 1938 عمل كبروفوسور في جامعة أمهرست مع ممارسته خلال ذلك الكتابة.
إنتاجه
أشعار فروست تتميز بالإسلوب البسيط والمباشر والسلس ومما قيل عنه فروست حول لغة البسطاءالى شعر وهو يكثر من وصف مناظر ومحيط منطقة نيو إنقلند التي قضى فيها معظم فترات حياته. معظم أشعاره موزونة على هيئة منظومات غنائية إذ أن فروست سخر من إسلوب الشعر الحر الذي مارسه الكثير من أبناء جيله من الشعراء الأمريكيين.
قائمة أشعار فروست
  • نار وثلج
  • فراشتي
  • إصلاح الجدار
  • الطريق التي لم تسلك

قديم 09-11-2010, 09:47 PM
المشاركة 345
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
سبنوزا
Spinoza

Baruch or Benedict de Spinoza (Hebrew: ברוך שפינוזה‎ Baruch Shpinoza, Portuguese: Bento de Espinosa, Latin: Benedictus de Spinoza) (November 24, 1632 – February 21, 1677) was a Dutchphilosopher of Portuguese Jewish origin.[1] Revealing considerable scientific aptitude, the breadth and importance of Spinoza's work was not fully realized until years after his death. Today, he is considered one of the great rationalists[2] of 17th-century philosophy, laying the groundwork for the 18th century Enlightenment[2] and modern biblical criticism.[2] By virtue of his magnum opus, the posthumous Ethics, in which he opposed Descartes' mind–body dualism, Spinoza is considered to be one of Western philosophy's most important philosophers. Philosopher and historian Georg Wilhelm Friedrich Hegel said of all modern philosophers, "You are either a Spinozist or not a philosopher at all."[3]
Though Spinoza was active in the Dutch Jewish community and extremely well-versed in Jewish texts, his controversial ideas eventually led community leaders to issue a cherem (Hebrew: חרם, a kind of excommunication) against him, effectively dismissing him from Jewish society at age 23.[1][2].
Spinoza lived quietly as a lens grinder, turning down rewards and honors throughout his life, including prestigious teaching positions, and gave his family inheritance to his sister. Spinoza's moral character and philosophical accomplishments prompted 20th century philosopher Gilles Deleuze to name him "the 'prince' of philosophers."[4] Spinoza died at the age of 44 allegedly of a lung illness, perhaps tuberculosis or silicosis exacerbated by fine glass dust inhaled while plying his trade, but since his body was never exhumed one can only speculate. Spinoza is buried in the churchyard of the Christian Nieuwe Kerk on Spui in The Hague.

Early life and career
Baruch Spinoza was born in Amsterdam, in the Netherlands. His mother Ana Débora, Miguel's second wife, died when Baruch was only six years old. Miguel was a successful importer/merchant and Baruch had a traditional Jewish upbringing; however, his critical, curious nature would soon come into conflict with the Jewish community. Wars with England and France[vague] took the life of his father and decimated his family's fortune but he was eventually able to relinquish responsibility for the business and its debts to his brother, Gabriel, and devote himself to philosophy and optics.

قديم 09-14-2010, 03:45 PM
المشاركة 346
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
محمد أحمد المهدي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
محمد المهدي بن عبد الله بن فحل (1843 - 21 يونيو1885) قائد الدعوة والثورة المهدية بالسودان، التي انتصرت على جيوش الحكم «التركي - المصري»، والجيوش البريطانية التي ساندته. وقد حققت أول حكم وطني سوداني يستند على الشريعة الإسلامية كمرجعية أساسية، باجتهادات فقه التنزيل على الواقع السوداني.
اشتهر في الغرب بأنه قاتل الجنرال غوردون الشهير (بغردون الصين) والذي أخمد الثورة الصينية بضراوة. حاكم السودان في ذلك الوقت، وكان يود الاحتفاظ بغوردون حيا ليبادل به القائد المصري أحمد عرابي الذي كان في الأسر حينها، لكن بعض أتباعه لم يستمع لتعاليمه وقاموا بقتل غوردون في يوم تحرير الخرطوم في 26 يناير1885م وهو في شرفة قصر الحاكم العام.
توفي بحمىالتيفوئيد في أم درمان في يوم الإثنين الموافق التاسع من رمضان سنة 1302 هـالإثنين22 يونيو1885م الساعة الرابعة مساء. بعد أن نجح في قيادة أول حكم وطني وإسلامي في افريقيا.

مولده
ولد عام 1259 هـ الموافق عام 1843م بقرية لبب بمدينة دنقلا في شمال السودان، تسمى جزيرة الأشراف، أسرة تنتسب أنها من نسل النبي محمد من خلال , من سلالة الحسن بن علي حفيد رسول الله . [1] وهو طفل ، وانتقلت الأسرة إلى بلدة كرري شمال أم درمان , وكان أبوه فقيهًا، فتعلم القراءة والكتابة. وقد حفظ القرآن الكريم وهو في الثانية عشرة من عمره،

ومات أبوه وهو صغير فعمل مع عمه في نجارة السفن.

ثم انقطع بعد ذلك مدة خمسة عشرة عامًا للعبادة والتدريس ، وكثر مريدوه. تلقى تعليمه في خلاوي الخرطوم وخلاوي الغبش بمدينة بربر. ثم التحق بالطريقة السمانية عام 1871م. في عام 1876م بدأ حركة إصلاحية في كردفان وسط السودان.
الدعوة المهدية
بدأت الدعوة المهدية سرية ثم جهر بها وخاض المهدي ومن تبعه (يلقبون بالأنصار) جهادا ضد الدولة العثمانية ومن استعانت بهم من القادة الأوربيين، انتهى بانتصار الثورة وإقامة الدولة بعد تحرير الخرطوم في 26 يناير1885م.
لم يعش المهدي طويلا بعد ذلك إذ توفي في يونيو1885م وخلفه الخليفة عبد الله بن السيد محمد الملقب بالتعايشي. وقد حكم البلاد حتى غزاها جيش الغزو الثنائي بزعامة كتشنر باشا وكانت معركة كرري الحاسمة في يوم الجمعة2 يوليو1898م، وهي المعركة التي اشتهرت لدى البريطانيين (بمعركة أم درمان). شكلت المهدية ثورة وطنية وتحررية ودينية بالغة الأثر في السودان برغم قصر مدتها في الحكم.
فكره
برغم حياته القصيرة (1843-1885) خلف كما هائلا من الأدبيات المتمثلة في الخطابات والمنشورات، كما كان يعقد المجالس التي يذاكر فيها بالعلوم الدينية. وقد أخرجت آثاره مؤخرا في سبع مجلدات ضخمة اخرجها الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم. يتميز فكره بالسلفية المستنيرة كما يقول الدكتور محمد عمارة، وإن كان عمارة يرى في آثاره بقايا للفكر الصوفي الذي طغت عليه في ذلك الأوان الخرافة.
كما أنه خلط بين الصوفيةوالوهابية وقد تأثر بها تأثرا كبيرا جدا يظهرذلك في منع الغناء وتقبيل اليد من النساء في حضرت شيخه كما أنه منع تدخينالتبغ وأمر بجلد المدخنين في أمر غريب لم يقدم عليه أحد من العلماء أثناء ظهور التبغ أما بالنسبة للصوفية فقد تأثر بها من خلال أخذ البيعة له والايمان بكرامات الأولياء الصالحين كما أثرت به في اعتقاده بانه المهدي المنتظر وتلك الفكرة التي ادعاها لم يقرها له علماء عصره ناهيك عن علماء الأمة. رغم كل ذلك يعتبر المهدي رمز السودانيين في دحر المستعمر وإهانته.
وفاته
مباشرة بعد وفاة محمد أحمد المهدي الفجائية بتاريخ 22 يونيو1885 أي بعد ستة أشهر فقط من تحقيق النصر بتحرير الخرطوم، تقلد نائبه الأول الخليفة عبدالله زمام أمور الدولة المهدية.
المصادر
· المهدي وقضية المهدية، محمد إسماعيل المقدم

قديم 09-14-2010, 03:49 PM
المشاركة 347
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
بودلير
BAUDELAIRE


ت.خليل يوسف فريجات

"خيبةمستديمة في الحب والحياة، حملت الشاعر بودلير، على الاحتفاظ بطعم المرارة في ثنايافيه.‏ومن خلال هذا الحرمان والكبت والآلام، تنشأ أزاهير جد نادرة، تتخلل أجملأشعاره، أنها أزاهير الشَّر".‏
(قامت بتحقيق هذا الملف آن برونسويك Anne Brunswik
في العدد /185/ لشهر شباط 1991 من مجلة لير الفرنسية Lire).

بودلير غير راض عن كل شيء حتى عن نفسه‏
منطلقاً من عقل الطفولة، أخذ بودليربالتشرد والسعي نحو الملذات المحرمة، فأصيب بالزهري، وبدد إرثه وراء هواه، بحجةرغبته في عيش حسن.‏
كان يردد دائماً: أنا مريض، خلقي رديء، أنا كريه ومقيتجداً، ويعود ذلك إلى خطا أهلي. جئت إلى الحياة بسببهم. وهذا ما يكون عليه ابن أمعمرها 27 سبعة وعشرون عاماً، وأب عمره 72 اثنان وسبعون عاماً. إنه اتحاد غير متزن،مرضي، شيخوخي.‏


لا شك أن الشاعر متطرف بكلامه، ويعطي والده زيادة عشر سنوات فيعمره. وما يمنع أن يولد شارل بيير بودلير من رجل مسن، في التاسع من شهر آذار عام 1821 في باريس في شارع هونغوي Hautefewille ويدعى هذا الرجل المسن:‏
فرنسوابودلير "وهو كاهن ترك الرهبانية خلال الثورة، ووظف في الإدارة، ويتقن اللغةاللاتينية والرسم. ومات ولم يكن عمر ابنه شارل سوى ست سنوات، مخلفاً لدى ابنه ميلاًللرسم، وأما فتية أنيقة، تدعى كارولين دوفايي، التي أصبحت بطبيعة الحال أرملة.‏
أخلص شارل الصغير لوالدته جد الإخلاص، حتى أنه كتب مرة لأحد ناشري قصائده: "ماالذي يجعل الطفل يتعلق بأمه ويشده؟ هل هو هندام الساتان الجميل؟ أم العطوروالحلي؟.. إن حب الأم ثابت لا يتبدل.‏
وقد كتب لأمه مرة: "أنا أحيا بحنانك، أنتلي وحدي، لقد كنت لي مثالاً ورفيقة" وقد بقي على احترامها طوال حياته، حاملاًكلماته العذبة في جيوبه، يردد قراءتها مستعيداً حبه وتعلقه بأمه.‏
وعلى الرغممن هذا الحب المتدفق، فإن أمه كارولين بودلير أهملته، وتخلت عنه، وتزوجت ضابطاًوسيم الطلعة يدعى أوبيك Aupick. كان يصبو إلى مراتب عليا، وأعطي فعلاً أن يصبحعضواً في مجلس الشيوخ في الإمبراطورية الثانية. وهكذا استطاع أن يباعد بين بودليروأمه، ويحل هو محله قرب أمه الغالية.‏
قدر إذاً لبودلير، أن تمهر حياته كلهابإهمال مضاعف: "موت والده وخيانة والدته". إنه ابن عائلة محترمة، إنه ذكي، لكنه لايحب العمل كثيراً. أدخل مدرسة داخلية في ليون. واحتمل البقاء فيها عدة سنوات. لكنهأنهى دراسته في كلية "لويس الكبير" ونال الجائزة الثانية في الشعر اللاتيني. وطردمنها أخيراً لعدم انتظام سلوكه.‏
احتار بودلير في تنظيم مراحل مستقبله، ولم يرضبعمل ملحق في سفارة عرض عليه. فازداد ميله إلى التشرد، وأضاع عمره في صداقات خائبة،وعاشر كثرة من نساء رخيصات ذابلات، لأنه قال مرة: بئست ليلة ليلَة قضيتها مع يهوديةبشعة تدعى سارا، وهي بالإضافة إلى بشاعتها كانت قصيرة النظر".‏
وعلى الرغم منكل هذا، لم يتخل عن نفسه ولم يهملها كلياً، وقد سمع يقول: "أتي الجرح والسكينوالضحية والجلاد".‏
فلقت عائلته من طيشه وعشرته الرديئة، وعزمت على إرساله إلىالهند، في رحلة صحية نفسية.‏
فأبحر في العاشر من شهر حزيران عام 1841، بباخرةبحر الجنوب، لكن غرابة أطوار الشاعر الفتى كانت تجلب إليه انتباه المسافرين. إذ كانيجب على كل مسافر حال انطلاق السفينة، أن يمسك بحبل عند صعود درجات السلم. أما هوفقد مانع، لأنه كان يحمل تحت إبطه رزمة كتب. قدمت له كأس من الشاي، شربها وبقيممسكاً برزة كتبه.‏
قطع سفره في جزيرة موريس Maurice (جزيرة استقلت عام 1968مساحتها 1865 كم2 عدد سكانها 822350 نسمة) ثم في جزيرة بوربون (من مجموعة جزرالروينيون) وعاد من سفره محملاً بالصور والعطور، والأشياء الغريبة المجلوبة،محاولاً نسيان ما يكتنفه من آلام ووحدة، بعد أن أصبح فريداً نائياً أشبه بأميرالسحب الذي وصفه هو بقوله: "إنه يعيش في العاصفة، ويسخر من رامي السهام، إنه منفيعلى الأرض، وسط الهزء والسخرية، تمنعه أجنحته القوية عن الارتفاع، بل عنالمسير."!!‏


غريب متأنق شاذ‏
لدى عودته من سفره القصير، حاول أن يرجع لإرثوالده، وابتسمت باريس لهذا المتأنق، وكأنه أسطورة. وأخذ الناس يتقولون: انظروا إنهعائد من الهند، شعره أسود لامع، نظراته وقحة، هيبته معتبرة، وبدأ هذا المتأنق يرتادالمقاهي الليلية الساهرة والمراسم أحياناً، وكواليس المسارح.‏
أعياه التجوالوأضناه. وهد جسمه. فكر بحل فارتبط أخيراً بامرأة جميلة جذابة سمراء، قادمة من إحدىالجزر تدعى جان دوفال Jeanne Duval إنها خلاسية، لا كثيرة السواد، ولا كثيرةالجمال، حسب قول بعض أصدقاء الشاعر.‏
والمصور الشهير فيلكس نادار (1820-1910) أحبها حالما شاهدها. أحبها بسبب تكوين جسمها. ويذكر أحد أصدقاء بودلير يدعى تيودوردوبانفيل (شاعر فرنسي (1823-1891) قال عنها: إنها فتاة ذات لون جميل، وقامة هيفاء،تمشي كملكة، كلها ظرف وكياسة، لديها مسحة إلهية وبهيمية في آن واحد معاً.‏
لقدأسر ابنة المسرح المسكينة، بذخ وترف ذاك الذي يبدل دون توقف أثاث بيته، بأثاث أجملحسب طلبات وتقلبات قلبه ميوله، في سكنه في جزيرة سان لويس وتدعى اليوم رصيف Béthune.
أوصلته تحركاته وتقلباته حياته وطيشه إلى القضاء، وبعد بحث دقيقوتحقيق قال له المسؤولون: قف، وإذا كان هذا الفتى يعتقد أنه غني، فإن واجبنا يدعوناأن نذكره بمبادئ تحرك بورجوازي سليم. وفي النهاية وضع بودلير تحت وصاية قضائية في 30 من شهر أيلول عام 1844.‏
أصبح وضع بودلير مؤلماً، لأنه سيبقى طوال حياتهقاصراً وتحت إشراف القانون والسيدة أنسيل Ancelle الكاتبة بالعدل في نويّي Neuille هي المكلفة بمراقبته.‏
اعترض بودلير على هذا التدبير القاسي، لكنه خضع أخيراًللوضع الذي اختير له.‏
وفي سن الثالثة والعشرين، بدأ جحيم حياته. ها هو بودليربين أيدي الدائنين والمرابين، ولن يفلت منهم أبداً.‏
وعندما بدأت دور النشرتدفع بكرم وسخاء ثمن مسلسلات للإمارتين (الفونس دو لإمارتين شاعر فرنسي (1790-1869) وشاتوبريان (فرانسوا رينيه دوشاتويران كاتب فرنسي 1768-1848) وفيني (الفرد دوفينيكاتب فرنسي (1797-1863) مسلسلات تسنموا بها قمة المجد. اغتاظ بودلير من كل هذا وحتىمن نفسه، وبدأ العيش بانحراف كبير، ورفضت حتى الصحف البسيطة الصغيرة نشر مقالاتهوقصصه. وأصبح دون مأوى ولا مكتبة، ولا يعترف عليه أحد من الكتاب. فغير مأواه أربععشرة مرة بين عامي 1842-1858 وخلال شهر آذار فقط عام 1855 غير الفندق ست مرات.‏
كان مولعاً بالرسوم. فاشترى منها الكثير وبأوقات متفاوتة. وأخذ يرتاد المتاحفويجرؤ على مديح من يعتقد أنهم فنانون حقاً.‏


باريس في الليل‏
كان الرسالأوجين دلاكروا Delacrwx (رسام فرنسي، زعيم المدرسة الرومنسية 1798-1863) ينتقدبودلير، لكن هذا كان يحترمه وقد قال عنه: دولاكروا هو الرسام الأصيل في الأزمنةالقديمة والحديثة. وكتب في إحدى مجلات دولاكروا عام 1845 نصاً أدبياً، وقعه باسمبودلير دوقايي، لكن هذا النص لم يدر بقرش واحد على مؤلفه. وها هو بودلير يجري فيشوارع باريس ويدرج على أرصفتها، ساعياً وراء كمال الشكل نحو طبيعة مجهولة. فقيل عنهأنه ماهر في الفن، وبخاصة في عزف الموسيقى. ونظم السونيتة، التي هي قصيدة من أربعةعشر بيتاً، وصقل وبالدقة نفسها قصائد نثرية. ومنها: "من منا في أوقات طموحة، لميحلم بمعجزة نثر شعرية وموسيقية دون قافية أو وزن، عادية يمكن أن تحرك خلجات النفسالشعرية، وتموجات الخيال وانتفاضات الضمير".‏
هاهو يتجول وبعناد ليلاً ونهاراً. إنه يحب عاصمة بلاده التي أخذ البارون جورج أوجين هوسمان (رجل سياسة فرنسي 1809-1891 أعطى باريس جمالها الحالي) بتبديل معالمها عام 1859، فكان يرتاد الممراتالمسقوفة والحوانيت التي تغلق متأخرة، يشترك بجلسات مطولة في المقاهي، ويناقش دونحدود الفن والسياسة، مع ابتسامة ساخرة، تصدر أحياناً عن شفتيه.‏
بندقية في يده‏
كان يقرأ أمام كأس من الشراب قصائده لجلسائه. وكانت الصحف الكبيرة تتردد بلتبخل عليه في نشر أزاهير الشر. لذا كان يعوض عن الصحف، ويقصها هنا وهناك.‏
وأعطي في شهر تشرين الثاني عام 1848 لمجلة كان يقال لها "صدى بائعي الخمور،قصيدة ألفها بعنوان "خمر القاتل".‏
سماعه بالثورات بفرحه، وهي بالنسبة إليهمسارح صغيرة ومجال لبيان حقده على الجنرال أوبيك زوج والدته. ووجد مساء يوم 24 شباط 1848 في أحد شوارع باريس وبيده بندقية صارخاً ومهدداً: يجب إطلاق النار وقتلالجنرال أوبيك.‏


أحلام ضائعة‏
فشل الجمهوري المتحمس، بانتسابه للثورةأيضاً. وعاد إلى خلوته النفسية بعد انقلاب عام 1851، وفيما كان هوغو يسير نحوالمنفى، كان بودلير يبتعد مجدداً عن المجتمع، عن كل هؤلاء المتلاعبين بسعادةالمجتمع. أتاحت له ظروفه في فترة قصيرة أن يجد رفيقاً من وراء الأطلسي، عمد إلىإظهاره لفرنسا عن طريق ترجمة ما كتب عنه أدغار آلان Edgar Allan poe (كاتب أمريكي 1809-1849) لكن الأيام أبت أيضاً إيصاله إلى بغيته، فمات بودنير في ساقيه بلتيمورعام 1849.‏


هاهو بودلير يعود إلى بؤسه، وهاهو غارق في الكحول: في زجاجة عميقة. وأهلكه الحشيش والأفيون والزهري. إنه يحلم وينهدم. وقبل عشر سنوات من موته، انتهتحياته فعلاً.‏
أخيراً ظهرت أزاهير الشر عام 1857 لدى إحدى دور النشر التي آمنتبعبقرية بودنير. لكنها تعرضت إلى انتقادات كثيرة، حتى من الجهات المسؤولة، وطلبإليه أن يمحو ست قصائد من مؤلفه ذاك، خضع للواقع واستبدل تلك القصائد الست بعددأكبر في نشرة عام 1861 وأخذ يقول: إني أستهزئ بجميع هؤلاء الجهلة. وأعرف أن هذاالمؤلف بحسناته وسيئاته، سيرى النور، وتهفو إليه العامة، أسوة بأحسن قصائد فكتورهوغو (شاعر فرنسي كبير 1802-1885) وتيوفيل غوتييه (كاتب فرنسي 1811-1872) وحتى جورجبايرون (كاتب فرنسي 1788-1824).‏
كانت قدرة بودلير المريض منذ عام 1858 لاتعادل طموحه. فذهب مستجماً إلى البلجيك آملاً أن يعرف أكثر من فرنسا، خاب أمله جداًوقال: إنها النهاية، وأصبح غير قادر على الاستمتاع، بما يحمله إليه بعض الشعراءالشباب مثل فيرلين (شاعر فرنسي 1844-1896) ومالارميه (شاعر فرنسي 1842-1898، ظهرتشهرته الأدبية بعد وصوله إلى سن 42 عاماً).‏
وبعد فترة جد وجيزة، أصيب المسكينبعقدة في اللسان "عي" وفالج شققي، فصار يدعو قائلاً: يا الله إلهي، هبني القدرة أنأقوم بقرض بعض الأشعار لأبرهن للدنيا، أنني لست في آخر الناس. ولست أدنى ممنيحتقرني ويؤنبني.‏
في الثاني من شهر تموز 1866 ذهب برعاية أمه إلى بروكسيل. وهنا لعب القدر دوره، فإن وزارة الثقافة، التي لم تعره اهتماماً في عنفوانه، أشفقتعليه ودفعت عنه جميع أجور المشفى، الذي قضي فيه ثلاثة عشر شهراً. وهو على العموممشلول. وجاءت إليه السيدة مانية على فترات تعزف له من معزوفات ريشار واغنز (موسيقيألماني شهير وهو الذي ألف الموسيقى الألمانية 1813-1882) عساها تخفف بعض ما يعاني.‏
وفي صباح 31 من شهر آب 1867 توفي عن عمر 46 عاماً ودفنته أمه في مقبرة مونبارناس (هي في وسط باريس المنطقة 14) حيث لا يزال إلى جوار زوج والدته الجنرالأوبيك.‏


مراحل حياة بودلير‏
-عام 1821:‏ولد شارل بيير بودلير، فيالتاسع من شهر نيسان في باريس، وكان عمر والدته 62 عاماً. مات أبوه بعد ستة أعواممن ولادته.‏
- تدعى والدته كارولين دوفايي وعمرها 34 عاماً. تزوجت ثانية بجنرالأوبيك عام 1828.‏
-عام 1841:‏أرسلته عائلته في سبيل تهذيبه إلى الهند. توقف عند جزر الروينيون وعاد إلى فرنسا. وبعد مدة طويلة انتهى به الأمر إلىالاقتران بجان دوفال Jeanne Duval وأصيب بالزهري.‏
-عام 1844:‏لما كانتوالدته غير مطمئنة لسلوك ابنها، طلبت عقد مجلس قضائي ووضع بودلير تحت وصاية كاتببالعدل، فحاول الانتحار في العام التالي.‏
-عام 1846:‏اختص بودلير بأعمالنقد فنية، بعد نشره الصالون الأدبي عام 1845.‏
-عام 1848:‏قلبت الملكية،وتطوع بودلير في الثورة، وذهب شاهراً سلاحه في يمينه، مطالباً بقتل زوج أمه الجنرالأوبيك. ومن ثم بدأ أدغاربو Edgar poe (كاتب أمريكي 1809-1849) بكتابة ترجمة حياته.‏
-عام 1855:‏أخذ ينشر في هذه الآونة في مجلة العالمين Alas deux mondes ثماني عشرة قصيدة بعنوان: أزاهير الشر".‏
-عام 1857:‏فرح بودلير كثيراًبنجاح قصائده: (أزاهير الشر، واستفاد المؤلف والناشر. للأسف أقيمت دعوى ضده بسببالإساءة إلى الأخلاق الفاضلة. وعلى الرغم من مساندة غوستاف فلويير (1821-1880) وفكور هوغو (1802-1885) حكم على بودلير.‏
تأثر بودلير كثيراً من مرض الزهري،فأخذ يلتهم وبكثرة الأفيون والأيتير ثم بدأ في بداية عام 1858 ينشر الفردوسالمصطنع.‏
-عام 1861:‏على الرغم من مرضه، أنتج بودلير كثيراً، ونشر الطبعةالثانية من أزاهير الشر، بالإضافة إلى سلسلة نثريات، ومشروع سيرة حياته الذاتيةبعنوان: "قلبي المعرى".‏
-عام 1867:‏ -بعد إقامة في بلجيكا خيبت آماله (1846-1866) شل لسانه وجسمه فعاد إلى باريس ومات في 31 آب 1867.‏
-عرف بودليربطول باعه، وأصبح مثال الشاعر الكريه للأجيال التي جاءت بعده.‏
-لو تأثر الشاعربرسامي عهده لإبداع.‏
-لم يكن ميالاً للسياسة، باستثناء تطوعه مدة جد بسيطة فيالثورة عام 1848.‏
-غير سكنه في باريس 44 مرة، وأصبح عارفاً لجميع أحيائها.‏
-على الرغم من كون فكتور هوغو سيد القصيدة الفرنسية، كان بودلير يمدحه ويكرهه.‏
-كتب بودلير لريشار واغنر الموسيقى الألماني الشهير: إني مدين لك بأحسن متعةموسيقية سمعتها في حياتي.‏
عن العدد 185 لشهر شباط 1991‏
من مجلة لير Lire الفرنسية‏

قديم 09-14-2010, 03:50 PM
المشاركة 348
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
شارل دي فوكو

(1858 – 1916)






ولد شارل دو فوكو سنة 1858 في فرنسا، من عائلة مسيحية. كانت أمه مسيحيّة تقيّة، زرعت في قلبه وفي قلب أخته ماري حبّ الله منذ الطفولة.
توفي أبواه وهو بعمر 6 سنوات، ما سبّب له ألم كبير.. فاهتمّ به جدّه، الذي غمره بحبّه وعطفه وحنانه. مات جدّه وهو لا يزال في عمر الشباب، فترك بين يديه ثروة كبيرة.
ذهب إلى الجزائر للخدمة العسكريّة، وهناك عمل في اكتشافات علميّة أكسبته شهرة كبيرة في مجال العلم.
عاش شبابه بطيش كبير، فكانت مغريات الحياة وملذاتها تستهويه في ذلك الوقت. وهكذا أخذ يبتعد عن الله شيئاً فشيئاً، ولكنه كان، في الوقت عينه، يشعر في أعماقه بفراغ مؤلم وحزن عميق.
التقى المسلمين في صحراء الجزائر، فتأثر بطريقة صلاتهم وسجودهم..أحدث إيمانهم بالله هزّة له، خلقت عنده التساؤل حول إيمانه هو!
وبعد ما رجع إلى فرنسا، استقبله أصدقاؤه وأقرباؤه بفرح كبير كعودة الابن الضال، ما ساعده للارتداد إلى إيمانه الأول وكان يردّد هذا الدعاء: " يا ربّ إذا كنت موجود حقّاً اجعلني أعرفك"..
قصد كاهن الرعية لكي يتعرّف أكثر على المسيحيّة، فطلب الكاهن منه أن يركع ويعترف، لأنّ حاجته الحقيقيّة ليست إلى العلم ولا إلى الفلسفة، بل إلى اللقاء الحيّ بالله.
كان هذا اللقاء بمثابة اهتداء لشارل، فغيّر له حياته كلّها. إذاً، منذ أن آمن بوجود الله فهم أنه لا يستطيع أن يعيش لغيره. إن دعوته الرهبانيّة يعود تاريخها لساعة اهتدائه.
صار يبحث مع مرشده كيف يعطي حياته كلها لله، فالتحق بالرهبنة السكوتيّة في دير فقير للغاية في منطقة ”أقبس“ شمال سوريّة هناك التقى بمسيحيّين من هذه البلاد، تحمّلوا الكثير من العذابات والاضطهادات بسبب إيمانهم.
من خلال علاقاته بالعائلات المسيحيّة المجاورة للدير لمس أوضاعهم الفقيرة والصعبة، فأراد أن تكون حياته الرهبانيّة أقرب إليهم كما كانت حياة يسوع مع ذويه في الناصرة.
ذهب إلى الناصرة، حيث جَذَبته حياة يسوع البسيطة والمتواضعة، التي يتجلى فيها سرّ الله وسرّ حبّه لكل إنسان، فأحبّ أن تكون هذه الطريقة نهجاً لحياته. وبمساعدة مرشده قرّر أن يرجع ليعيش في صحراء الجزائر بين القبائل المهمّشة والفقيرة، فكان كواحد منهم.
عاش في صمت الصحراء حياة صلاة وتأمّل، كان يقضّي ساعات طويلة أمام القربان المقدّس كان حضوره دائماً حضور الأخ والصديق لكل شخص يقرع بابه، وهكذا شقّ الأخ شارل طريقاً جديدة في الحياة الرهبانيّة حياة تجمع بين الصلاة والوحدة مع الله،وتجمع أيضاً مشاركة الناس حياتهم، خصوصاً مشاركة الفقراء والمتروكين.. عاش حياة صلاة وشغل، حياة ليست بعيدة عن العالم، كحياة يسوع في الناصرة
بشّر الأخ شارل بالأخوّة الشاملة.. فرنسيّ عاش مع العرب، مسيحيّ عاش مع المسلمين، غنيّ عاش مع الفقراء... وهكذا كسر كل الحواجز...
حبة الحنطة التي تقع في الأرض تبقى وحدها، ولكن إذا ماتت أخرجت ثمراً كثيراً... نمت حبة الحنطة وأعطت ثماراً كثيرة.. فبعد موت الأخ شارل بفترة قصيرة ظهرت جماعات روحيّة تشبّعت من روحانيّته، ومشت على خطاه. ولقد أعلنه البابا بندكتس السادس عشر مؤخراً في 13/11/2005 طوباويّاً في الكنيسة وهي الصفة التي تسبق إعلانه قديساً.

قديم 09-14-2010, 04:00 PM
المشاركة 349
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
القاوقجي

مولده ونشأته رضي الل تعالى عنه :
ولد يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول 1224هـ في طرابلس الشام ببيت خاله الأستاذ محمد قبيل العشاء، واتفق لمولده أمر غريب استبشر به أهلوه وأقاربه ، وذلك أن البيت الذي ولد فيه يشرف على جامع يقال له جامع العطار وكانت قصة المولد النبوي تقرأ ساعة ولادته في المسجد المذكور على ما هو المعتاد في مثل تلك الليلة وعند قول القارئ : ( فولدته صلى الله عليه وسلم ) والناس آخذون في القيام تعظيماً للحضرة النبوية ولد الشيخ وببركة هذا الاتفاق سما أهل عصره وفاق .

ومات أبوه وهو صغير فربي يتيماً وأقبل على تعلم العلم وقدم إلى مصر وجاور بالأزهر الشريف سنة 1239هـ وأقام فيه مدة تلقى في أثنائها فنوناً كثيرة وعلوماً جمة .

وأخذ عن أئمة عصره فمن أجلهم قطب الزمان والحامل في وقته لواء أهل العيان النبراس الجلي البهي محمد بن أحمد بن يوسف البهي . ومنهم خاتمة المحدثين وامام المحققين محمد عابد السندي الأنصاري . وشيخ الاسلام الشيخ حسن القويسني . وتلميذه الشيخ ابراهيم الباجوري الشهير . والشيخ محمد بن أحمد التميمي الخليلي مفتي الديار المصرية . والشيخ صالح السباعي العدوي . وغيرهم الكثير ذكرهم في كتابه شوارق الأنوار الجلية ، حتى انجلت له الحقائق ووقف على دقائقها وعرف مطوياتها وصار كعبة تطوف به أعاظم العلماء وقبلة تتوجه اليه اكابر الفضلاء ، وألف نحو ثلثمائة مصنف ما بين كبير وصغير ومطبوع وغيره .

من مصنفاته:
- ربيع الجنان في تفسير القرآن .
- مسرة العينين حاشية على تفسير الجلالين .
- روح البيان في خواص النبات والحيوان .
- جمال الرقص في قراءة حفص .
- عجالة المستفيد في أحكام التجويد وشرحها .
- وشرح يسمى الذهب الابريز على المعجم الوجيز للميرغني .
- وتنوير الأبصار في الحديث .
- والجامع الفياح للكتب الصحاح الموطأ والبخاري ومسلم .
- ورسالة في مصطلح الحديث .
- وشرح غرامي صحيح في المصطلح أيضاً .
- يمن الأنام في فضل ما بني عليه الاسلام .
- سفينة النجا في معرفة الله .
- غنية الطالبين في المذاهب الأربعة .
- البدر المنير شرح حزب الشاذلي الكبير .
- خلاصة الزهر على حزب البحر .
- وشرح حزب الفتح للشاذلي رضي الله عنه .
- وشرح حزب النووي رضي الله عنه .
- وشرح حزب القطب النبوي سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه .
- وشرح حزب الدور الأعلى لسيدي محي الدين بن العربي رضي الله عنه سماه الطور الأغلى شرح الدور الأعلى .
- وشرح حزب سيدي ابراهيم الدسوقي رضي الله عنه الكبير والصغير .
- وشرح ورد السحر لسيدي مصطفى البكري رضي الله عنه .
وغيرهم الكثير ، وصدق سيدي علي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه حين سئل عن كتبه فقال " كتبي أصحابي " فجزاهم الله عنا خير الجزاء .

تلاميذته:
ومن تلاميذه الذين أخذوا منه ورووا عنه المسندُ القطب الأعظم فريد العصر محمد القاوقجي أبو النصر ولدُه رضي الله عنهما آمين .
وأحمد بن محمد الدلبشاني .
وصالح بن عبد الله العباسي .
وشيخ علماء دمياط محمد بن محمود خفاجه الدمياطي .
وحبيب الرحمن الكاظمي الهندي .
ومسند المدينة أبو الحسن علي الوتري المدني .
وخطيب الأزهر حسن السقا الفرغلي .
وعبد الفتاح الزعبي الطرابلسي .
والمسند أحمد العطار .
والشيخ عبد الرحمن الحوت نقيب أشراف ولاية بيروت .
والشيخ بسيوني القرنشاوي .
والشيخ سليم المسوتي الدمشقي .

وغيرهم ممن استفاد منهم وفاد ، وله في الديار المصرية مريدون كثيرة يبلغون خمسمائة

قديم 09-14-2010, 04:01 PM
المشاركة 350
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
عبد الوهاب الشعراني

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الإمام أبي المواهب عبد الوهاب بن أحمد بن علي الأنصاري الشافعي المشهور بالشعراني، العالم الزاهد، الفقيهالمحدث، المصريالشافعيالشاذليالصوفي الأنصاري. يسمونه الصوفية بالقطب الرباني. (898 هـ - 973 هـ).
·

نسبه
عرف الشعراني بنفسه في كتابه لطائف المنن، فقال: "فإني بحمد الله تعالى عبد الوهاب بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن محمد بن زوفا، ابن الشيخ موسى المكنى في بلاد البهنسا بأبي العمران، جدي السادس ابن السلطان أحمد ابن السلطان سعيد ابن السلطان فاشين ابن السلطان محيا ابن السلطان زوفا ابن السلطان ريان ابن السلطان محمد بن موسى بن السيد محمـد بن الحنفية ابن الإمام علي بن أبي طالب. وقد افتخر الشعراني بنسبه؛ إذ ذكر أن منّ النعم التي من الله تبارك وتعالى بها عليه شرف نسبه؛ لكونه من ذرية الإمام محمد بن الحنفية، وأنه من أبناء ملوك الدرنى.
مولده ونشأته
ولـد في قلقشندةبمصر في السابع والعشرين من شهر رمضان المبـارك سنـة 898 هـ، ثم انتقل إلى ساقية أبي شعرة من قرى المنوفية، وإليها نسبته، فيقال: الشعراني، والشعراوي. في أيامه انتقلت الديار المصرية من السلاطين المماليك إلى الدولة العثمانية. نشأ يتيم الأبوين؛ إذ مات أبوه وهو طفل صغير، ومع ذلك ظهرت عليه علامة النجابة ومخايل الرئاسة، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن ثماني سنين، وواظب على الصلوات الخمس في أوقاتها، ثم حفظ متون الكتب، كأبي شجاع في فقه الشافعية، و الآجرومية في النحو، وقد درسهما على يد أخيه الشيخ عبد القادر الذي كفله بعد أبيه. ثم انتقل إلى القاهرة سنة إحدى عشرة وتسعمائة، وعمره إذا ذاك ثنتا عشرة سنة، فأقام في جامع أبي العباس الغمري وحفظ عدة متون منها:
· كتاب المنهاج للنووي.
· ألفية ابن مالك.
· التوضيح لابن هشام.
· جمع الجوامع.
· ألفية العراقي للحافظ العراقي.
· تلخيص المفتاح.
· الشاطبية.
· قواعد ابن هشام.
عرض ما حفظ على مشايخ عصره. لبث في مسجد الغمري يُعَلـِّم ويتعلم سبعة عشر عاماً، ثم انتقل إلى مدرسة أم خوند، وفي تلك المدرسة بزغ نجمه وتألق. حبب إليه علم الحديث فلزم الاشتغال به والأخذ عن أهله، وقد سلك طريق التصوف وجاهد نفسه بعد تمكنه في العلوم العربية والشرعية.
شيوخه
أفاض الشعراني في ذكر شيوخه في كتبه، وبين مدى إجلاله لهم خاصة في كتابه "الطبقات الكبرى" ، وذكر بأنهم نحو خمسين شيخاً منهم:
مشايخ العلم
· الشيخ أمين الدين الإمام والمحدث بجامع الغمري.
· الشيخ الإمام شمس الدين الدواخلي.
· الشيخ شمس الدين السمانودي.
· الشيخ الإمام شهاب الدين المسيري.
· الشيخ نور الدين المحلي.
· الشيخ نور الدين الجارحي المدرس بجامع الغمري.
· الشيخ نور الدين السنهوري الضرير الإمام بجامع الأزهر.
· الشيخ ملا علي العجمي.
· الشيخ جمال الدين الصاني.
· الشيخ عيسى الأخنائي.
· الشيخ شمس الدين الديروطي.
· الشيخ شمس الدين الدمياطي الواعظ.
· الشيخ شهاب الدين القسطلاني.
· الشيخ صلاح الدين القليوبي.
· الشيخ نور الدين بن ناصر.
· الشيخ نور الدين الأشموني.
· الشيخ سعد الدين الذهبي.
· الشيخ برهان الدين القلقشندي.
· الشيخ شهاب الدين الحنبلي.
· الشيخ زكريا الأنصاري.
· الشيخ شهاب الدين الرملي.
· الشيخ جلال الدين السيوطي.
· الشيخ ناصر الدين اللقاني.
مشايخ الصوفية
· علي المرصفي.
· محمد الشناوي.
· علي الخواص، وقد صرح في مقدمة كتابه بتبعيته لهذا المذهب بذكر اسم أحد أئمة الجماعة ـ ممن لم يعاصرهم ـ وهو أبو الحسن الشاذلي.
مؤلفاته
خلف الشعراني آثاراً تزيد على خمسين كتاباً في موضوعات شتى، وقد دلت كتبه على أنه اجتمع بكثير من العلماء والأولياء الصالحين، منها:
· أسرار أركان الإسلام: واسمه الأصلي (الفتح المبين في جملة من أسرار الدين)، وقد نشــر سنة 1400هـ ـ 1980م بتحقيق: عبد القادر أحمد عطا.
· الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية: وقد نشر في بيروت سنة 1408هـ ـ 1988م. بتحقيق: طه عبد الباقي سرور، والسيد محمد عيد الشافعي.
· البحر المورود في المواثيق والعهود:ىوقد نشر سنة 1378هـ .
· البدر المنير في غريب أحاديث البشير النذير: وقد طبع بمصر سنة 1377هـ ـ 1860م.
· الطبقات الصغرى، وقد نشر سنة 1390هـ ـ 1970م، تحقيق: عبد القادر أحمد عطا.
· الطبقات الكبرى المسماة بـ(لواقح الأنوار في طبقات الأخيار): وبهامشه الأنوار القدسية في بيان آداب العبودية، وقد طبع بمصر مراراً، كما طبع في بيروت.
· الطبقات الوسطى: منها نسخة في الخزانة التيمورية.
· الدرر المنثورة في بيان زبد العلوم المشهورة: وهو موسوعة في علوم القرآن، والفقه وأصوله، والدين، والنحو، والبلاغة، والتصوف. منها نسخة في دار الكتب المصرية، وفي برلين وغوطا.
· كشف الغمة عن جميع الأمة: في الفقه على المذاهب الأربعة ، نشر سنة 1332 هـ.
· لطائف المنن والأخلاق في بيان وجوب التحدث بنعمة الله على الإطلاق: وهي (المنن الكبرى). في التصوف والأخلاق الإسلامية، وقد ترجم فيه لنفسه وطبع بمصر غير مرة.
· لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية: بهامشه كتاب: البحر المورود في المواثيق والعهود. وقد طبع غير مرة.
· المختار من الأنوار في صحبة الأخيار: طبع سنة 1405هـ - 1985م. تحقيق: عبد الرحمن عميرة.
· مختصر الألفية لابن مالك: في النحو ولم تذكر المصادر عنه شيئاً.
· مختصر التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة (تذكرة القرطبي): وقد طبع بمصر مراراً.
· مختصر تذكرة الإمام السويدي في الطب: وبالهامش تذكرة شهاب الدين أحمد سلاقة القليوبي الشافعي ولم تذكر المصادر عنه شيئاً.
· مختصر كتاب صفوة الصفوة (لأبي الفرج ابن الجوزي): وقد طبع غير مرة.
· مشارق الأنوار في بيان العهود المحمدية: طبع في القاهرة سنة: 1287هـ، وفي الأستانة أيضاً.
· المقدمة النحوية في علم العربية: ولم تذكر المصادر عنه شيئاً.
· الميزان الكبرى: في الفقه الإسلامي، ومذاهب أصول الفقه، وهو مدخل لجميع أقوال الأئمة المجتهدين ومقلديهم في الشريعة المحمدية. وقد طبع بمصر مراراً.
· اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر، وبهامشه الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للمؤلف نفسه. يدافع فيه عن محي الدين بن عربي ويبرئه من تهمة الحلول والإتحاد كما فعل السيوطي من قبل ويلخص فيه كتاب الفتوحات المكية لأبن عربي وهناك نسخة مطبوع بحاشيتها كتاب الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر منه نسخة في مكاتب أوروبا. وقد طبع بمصر مراراً وغيرها كثير.
وفاته
توفي في القاهرة، في جمادى الأولى سنة 973 هـ، ودفن بجانب زاويته بين السورين. وقد قام بالزاوية بعده ولده الشيخ عبد الرحمن ثم توفى سنة إحدى عشرة بعد الألف.
مراجع
· عبد الوهاب الشعراني :اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر ط3 المطبعة الأزهرية المصرية 1321 هجرية.
· الشعراني: الطبقات الكبرى الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 48 ( الأعضاء 0 والزوار 48)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية. ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 1499 11-11-2017 11:55 PM
ما الذي يصنع القائد العسكري الفذ؟؟!! دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 108 12-09-2015 01:17 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 10:00 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.