قديم 09-18-2010, 01:39 AM
المشاركة 11
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ما سر اهتمامك بالأيتام ؟؟

الطريقة الوحيدة لفم الكون هو توفير علماء افذاذ في الرياضيات وعقول الايتام هي الارض الخصبة لانتاج مثل هؤلاء العباقرة العظماء الذين يمكنهم تقديم فهم للكون

قديم 09-18-2010, 01:40 AM
المشاركة 12
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ما سر اهتمامك بالأيتام ؟؟

تخيلي كيف يمكن ان يكون العالم لولا نيوتن ونظرياته ..نيوتن يتيم!

قديم 09-18-2010, 01:43 AM
المشاركة 13
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ما سر اهتمامك بالأيتام ؟؟

القادة الدكتاتورين عبر التاريخ اولاد ارامل...ستالين هتلر لينين قيصر جورج واشنطن نابليون ..كلهم ايتام..

قديم 09-18-2010, 01:45 AM
المشاركة 14
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ما سر اهتمامك بالأيتام ؟؟

الانبياء اولي العزم ايتام وكل الاديان والشرائع السماوية والارضية اهتمت بالايتام

قديم 09-18-2010, 01:46 AM
المشاركة 15
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ما سر اهتمامك بالأيتام ؟؟

كل المخترعين جميس واط وجوتنبرغ والاخوين رايت والقائمة تطول ايتام

قديم 09-18-2010, 02:10 PM
المشاركة 16
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



قال الله تعالى ( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قلْ إِصْلَاح لَهمْ خَيْر وَإِنْ تخَالِطوهمْ فَإِخْوَانكمْ وَاللَّه يَعْلَم الْمفْسِدَ مِنَ الْمصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّه لَأَعْنَتَكمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيز حَكِيم ) . سورة البقرة ، الآية : 220 . .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا " وأشار بالسبابة والوسطى ، وفرج بينهما شيئا . ) البخاري

- وَكَانَ ابن سِيرِينَ أَحَبّ الأَشْيَاءِ إِليهِ فِي مَالِ اليَتِيمِ أَنْ يَجـتمِعَ إِليهِ نصَحَاؤه ، وَأَولياؤه ، فيَنْظروا الَّذِي هوَ خير لَه ،

- وَكَانَ طاوس إِذا سئِلَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ اليَتامَى قَرَأَ : ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ )

فقد أوجب الله العناية بالأيتام ومراعاة مصالحهم الدينية والدنيوية .

شكرا ً أخي أيوب على الاهتمام بالموضوع وجزاك الله خيرا ً .

قديم 09-18-2010, 08:12 PM
المشاركة 17
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
السيد عبد السلام حمزة

شكرا لك على هذه المداخله ..لقد وجت ان هذه الخطبة تعالج موضوع الايتام من الناحية الدينية من كافة الجوانب :



فأمّا اليتيم


18/5/1429هـ


ناصر بن محمد الأحمد


الخطبة الأولى:

إن الحمد لله ..
أما بعد أيها المسلمون: أمر الإسلام بالتكافل، ورتب على ذلك أجوراً عظيمة، من ذلك كفالة الأيتام. إن إعانة اليتيم وكفالته سعادة ونعمة، واليتيم ضعيف لكنه قويّ، إذ يقودك إلى الجنة صبي ضعيف، فـافرح بإحسانك إلى اليتامى والحنو عليهم، وقضاء حاجاتهم، واحذر احتقارهم، فبحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، ومن فقد رعاية والده بغير يُتمٍ وجب على المجتمع الإحسان إليه وإحاطته بالرعاية والتربية، فكيف بيتيم الأب، والراحمون يرحمهم الرحمن.
أيها المسلمون: لقد وبخ جل وعلا من لم يكرم يتيماً (كلا بل لا تكرمون اليتيم). وقرن دعّه وهو قهرُه وظلمه، قرن ذلك بالتكذيب بيوم الدين (أرأيت الذي يكذب بالدين، فذلك الذي يدع اليتيم). ونهى الله صفوة خلقه عليه الصلاة والسلام أن يقهر أحداً منهم (فأما اليتيم فلا تقهر) أي لا تذله وتنهره وتهنه ولكن أحسن إليه وتلطف به. ونهى عن قرب مال اليتيم إلا بالحسنى (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن)، ولا يتولى أموالهم إلا القوي الأمين. ونهى عليه الصلاة والسلام الضعيف من صحابته أن يتولى على شيء من أموالهم فقال: "يا أبا ذر إني أراك ضعيفاً وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمرنّ على اثنين ولا تولينّ مال اليتيم" رواه مسلم. وأكل ماله من السبع المهلكات، قال عليه الصلاة والسلام "اجتنبوا السبع الموبقات وذكر منهنّ وأكل مال اليتيم" متفق عليه. ومن أكل ماله بغير حق أجج في بطنه ناراً (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيرا). وإذا رَشَدَ أُعطي ماله وافياً من غير بخس أو إخفاءٍ لشيء منه (فإن آنستم منهم رشداً فدفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافاً وبداراً أن يكبروا).
أيها المسلمون: اليتيم يأتي إلى الدار بالخيرات، وتتنـزل بحلوله البركات، ويلين به القلب من الزلات، سأل رجل الإمام أحمد رحمه الله كيف يرق قلبي، قال: "ادخل المقبرة وامسح رأس اليتيم". وأطيب المال ما أعطي منه اليتيم، قال عليه الصلاة والسلام: "إن هذا المال خضرة حلواً، فنعم صاحب المال المسلم ما أُعطي منه المسكين واليتيم وابن السبيل" متفق عليه. الإحسان إليهم يفرّج كُرب الآخرة (فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرةً وسرورا). وإطعامهم سبب لدخول الجنة (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا).
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة في كفالة الأيتام، فاتخذ عليه الصلاة والسلام أكثر من عشرة أيتام يحوطهم برعايته وعنايته، فكان لهم أباً رحيماً مشفقاً محباً لهم. ومن كفل يتيماً كان معه في الجنة، قال عليه الصلاة والسلام: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" متفق عليه. قال ابن بطال رحمه الله: "حق على كل من سمع هذا الحديث أن يعمل به، ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، ولا منـزلة في الآخرةِ أفضل من ذلك".
واقتفى الصحابة رضي الله عنهم أثر النبي صلى الله عليه وسلم فكان تحت الخلفاء الراشدين أيتامٌ في بيوتهم، وكفل نساؤهم أيتاماً من البنات في بيوتهنّ، كأم المؤمنين عائشة وميمونة وزوجة ابن مسعود رضي الله عنهنّ، وكان ابن عمر رضي الله عنه إذا رأى يتيماً مسح رأسه وأعطاه شيئاً. وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: "ارحم اليتيم وأدنه منك وأطعمه من طعامك".
أيها المسلمون: اليتيم محفوظ بحفظ الله (وأما الجدارُ فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنـزلهما وكان أبوهما صالحا، فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنـزهما رحمة من ربك). والله عز وجل لا يغلق عن عبده باباً إلا ويفتح له برحمته وفضله أبوباً غيره، واليتيم قد يكون طريقاً للعلو والشموخ، فقد كان في الأمة من فقدوا آبائهم فأصبحوا فيها عظماء، لقد حفِل التاريخ بأناس عاشوا اليتم، ولكنهم ملؤوا الدنيا علماً وجهاداً ودعوةً وعبادةً.
نشأ أبو هريرة رضي الله عنه يتيماً وكان يرعى لقومه الغنم، ثم لازم النبي صلى الله عليه وسلم فكان راوية الإسلام. يخبر عن نفسه فيقول: "نشأت يتيماً، وهاجرت مسكيناً، وكنت أجيراً لابنة غزوان بطعام بطني وعُقبة رجلي، أحدو بهم إذا ركِبوا، وأحتطب إذا نزَلوا، فالحمد لله الذي جعل الدين قِواماً، وجعل أبا هريرة إماماً".
والإمام البخاري رحمه الله صاحب الصحيح يتيم، وقرأ على ألف شيخ فصنّف أصح كتاب في الحديث، فكان هذا اليتيم نعمة على هذه الأمة.
والإمام الشافعي رحمه الله فقد أباه وهو دون العامين، فنشأ في حِجر أمه في قلة من العيش وضيق من الحال فحفظ القرآن وجالس في صباه العلماء فساد أهل زمانه. قال الحميدي: سمعت الشافعي يقول: كنت يتيماً في حِجر أمي، ولم يكن عندها ما تعطي المعلِّم، وكان المعلم قد رضي مني أن أقوم على الصبيان إذا غاب، وأخفف عنه. فأي شيء كان الشافعي بعد ذلك؟. قال الإمام أحمد: "كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس".
والإمام ابن الجوزي رحمه الله نشأ يتيماً على العفاف والصلاح في حضن عمته فحملته إلى العلماء فصنف ووعظ قال رحمه الله عن نفسه: "أسلم على يدي أكثر من مائتي ألف"، قال شيخ الإسلام رحمه الله ولا أعلم أحداً صنف في الإسلام أكثر من تصانيفه.
والزبير بن العوام رضي الله عنه الذي عدله عمر رضي الله عنه بألف فارس، كان ناتج تربية أمه صفية رضي الله عنها بعد أن مات أبوه وهو صغير، وكانت أمه صفية تضربه ضرباً شديداً وهو يتيم، فقيل لها: قتلتِه، أهلكتِه! قالت:
إنما أضربه لكي يدبّ ويَجُرَّ الجيش ذا الجلب
فماذا كان بعد؟ قال الثوري: هؤلاء الثلاثة أحد نجدة الصحابة: حمزة، وعلي، والزبير. وعن عروة قال: كان في الزبير ثلاث ضربات بالسيف: إحداهن في عاتقه، إن كنتُ لأُدخل إصبعي فيها، ضُرب اثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك. ولا تنسَ أنه اليتيم الذي كانت أمه تضربه!
خلق الله للحروب رجالاً ورجالاً لقصعةٍ وثريدِ!
والإمام الأوزاعي رحمه الله مات والده وهو صغير، فربّته أمه. نقل الذهبي في ترجمته عن العباس بن الوليد قال: ما رأيت أبي يتعجب من شيء تعجُّبَه من الأوزاعي، فكان يقول: سبحانك تفعل ما تشاء! كان الأوزاعي يتيماً فقيراً في حِجر أمه تنقله من بلد إلى بلد، وقد جرى حلمك فيه أن بلَّغته حيث رأيتُه. يا بَني! عجزت الملوك أن تؤدب نفسها وأولادها، وأدب الأوزاعي نفسَه!.
وغير هؤلاء كثير، كانوا أيتاماً كالسيوطي وابن حجر والثوري والقاسم بن محمد، وغيرهم من السلف عاشوا اليُتم، لكنهم أناروا الدنيا بالعلم والفهم، ولم يكن اليُتم عائقاً لهم عن النهوض، بل ربما كان دافعاً لهم.
وإذا أردت أمثلة حاضرةً قريبةً فهي غير قليلة أيضاً، أمثال: صِدِّيق حسن خان، وعبد الرحمن السعدي، وعبد الله القرعاوي، ومحمد الأمين الشنقيطي، وعبد العزيز بن باز، رحمهم الله.
وسيد الأيتام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم توفي والده وأمه حمل به، ثم تقلّب في أحضان متوالية من أمه إلى جده إلى عمه (ألم يجدك يتيماً فآوى).
قالوا: (اليتيم) فماجَ عطرُ قصيدتي وتلفتت كلماتُها تعظيمَا
وسمعتَ منها حكمةً أزليةً أهدت إليّ كتابَها المرقوما
حسْبُ اليتيمِ سعادةً أن الذي نَشَرَ الهدى في الناس عاش يتيمَا!
صلى الله عليه وسلم.
أيها المسلمون: وإذا فقد اليتيم أباه تضاعف واجب الأم نحو أبنائها. أم موسى رعت ابنها موسى عليه السلام واصطفاه الله نبيا (هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم لكم ناصحون، فرددناه إلى أمه). وزكريا عليه السلام كفل مريم (وكفّلها زكريا). ومريم أحسنت تربيتها لابنها عيسى عليه السلام، واختاره الله رسولا. والإمام أحمد بن حنبل رحمه الله مات والده وهو حمل في بطن أمه وعاش حياة فقر وفاقة، فحضنته أمه وأدبته وأحسنت تربيته، قال رحمه الله: كانت أمي توقظني قبل الفجر بوقت طويل وعمري عشر سنوات، وتُدفئ لي الماء في الشتاء، ثم نصلي أنا وإياها ما شئنا من صلاة التهجد، ثم تنطلق بي إلى المسجد في طريق بعيد مظلم موحش لتصلي معي صلاة الفجر في المسجد، وتبقى معي حتى منتصف النهار تنتظر فراغي من طلب العلم وحفظ القرآن. بصبر هذه الأم على اليتيم أخرجت عالماً من علماء المسلمين وأئمتهم.
ويجب على الأم والأوصياء والأولياء الإحسان إلى اليتيم في التربية والرحمة وألا يقتصر على الشفقة والعطف والإنفاق فحسب، بل يكون بالتوجيه الحسن والتعليم النافع قال الله تعالى: (ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير).
وأول ما يوجه إليه اليتيم حفظ كتاب الله العظيم، فهو العاصم والحافظ والمخرج من الفتن، ثم طلب العلم الشرعي، وحفظ الحديث والفقه وغيرهما، ومجالسة العلماء ولزوم الصحبة الصالحة، مع صرفه عن أسباب الفتن. وعلى من يرعى يتيماً أن يراقب ربه في ذلك الضعيف وأن يخلص في عمله مع الله، فالإخلاص ييسر العمل ويكسوه حلاوة، وعليه ألا يبخل بابتسامة وأن يبذل له ويرحمه، ويقيل عثرته، ويحسن ولايته، قال قتادة رحمه الله: "كن لليتيم كالأب الرحيم".
أيها المسلمون: واليتيم طفل اليوم وهو رجل المستقبل، والله يكافئك على كل ما تعمله من تربيه وإحسان ويجازيك على ذلك الجزاء الأوفى، (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم، فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديدا).
كشيخٍ حائرٍ أبصرتُ يوماً صغيراً قد جفا الدنيا وناحا
تُغالب عينه العبراتِ حرى يناغي الدمع قد نسي المراحا
فأبصرني وفي عينيه برق فشق الهمّ قلبي واستباحا
فقلت ومقلتي سكبت دموعي رويدك يا صغير دع النواحا
فقال: أنا (يتيم) قلت: كلا فعين اليُتم من فقد الصلاحا
فخالطت ابتسامته دموعاً ظننت الحزن قد ولى وراحا
فقال وقد تلعثم في سؤال: أيا عمّاه أرجوك السماحا
صغار الحي نادوني يتيماً وكل القوم قد عافوا امتداحا
أحقاً لن يعود أبي، فمن ذا؟! يسليني، لمن أشكو الجراحا؟!
وهذا الهمّ شيبني صغيراً أناجي الدمع أرتشف الجراحا
وكل الأمنيات غدت سراباً مع الأحلام تصطحب الرياحا
فقلت مغالباً حزني، وقلبي كواه الحزن ممتشقاً رماحا
بُني كفاك ألهبت الحنايا بهم قد حوى حتى البطاحا
بني بني لا تحزن فإنا لك الأحباب فلترج الفلاحا
لك الأصحاب فلنمض سوياً نعيد المجد نرتقب الصباحا
فودعني يكشر عن ثنايا وسِر النفس قد بانا ولاحا
وأطرق ماشياً يدعو: إلهي وودعني بدمع واستراحا
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم...


قديم 09-18-2010, 08:34 PM
المشاركة 18
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
وهذه الخطبة الثانية لنفس الخطيب:

الخطبة الثانية:
الحمد لله ...
أما بعد: أيها المسلمون: الله عز وجل جابر كسر اليتيم، ورافـعٌ قدره، ومن كُتب عليه اليُتم وهو ضعيف، فالجنة مـأوى المستضعفين من المؤمنين، قال عليه الصلاة والسلام: "ألا أخبركم بأهل الجنة، كل ضعيف مستضعف، لو أقسم على الله لأبره" متفق عليه.
اليتيم فرد من أفراد الأمة ولبنة من لبناتها. غير اليتيم يرعاه أبواه، يعيش في كنفهما تظلله روح الجماعة، يفيض عليه والداه من حنانهما، ويمنحانه من عطفهما، ما يجعله بإذن الله بشراً سوياً، وينشأ فيه إنشاءً متوازناً. أما اليتيم فقد فَقَدَ هذا الراعي، ومال إلى الانزواء، ينشد عطف الأبوة الحانية، ويرنو إلى من يمسح رأسه، ويخفف بؤسه، يتطلع إلى من ينسيه مرارة اليتم وآلام الحرمان.
كم من أم لأيتام يحوم حولها صبيتها وعينهم شاخصة نحوها، لعلهم يجدون عندها إسعافاً.
إن اليتيم إذا لم يجد من يستعيض به حنان الأب المشفق والراعي الرافق، فإنه سيخرج نافر الطبع، وسيعيش شارد الفكر، لا يحس برابطة، ولا يفيض بمودة، وقد ينظر نظر الخائف الحذر، بل قد ينظر نظر الحاقد المتربص، وقد يتحول في نظراته القاتمة إلى قوة هادمة.
أيها المسلمون: من خيار بيوت المسلمين بيت فيه يتيم يُحسَن إليه. إن خفض الجناح لليتامى والبائسين دليل الشهامة، وكمال المروءة. صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وتحفظ من المحن والبلايا. إن كنت تشكو قسوة في قلبك فأدْن منك اليتامى، وامسح على رؤوسهم، وأجلسهم على مائدتك، وألن لهم جانبك. إذا رجوت أن تتقي لفح جهنم فارحم اليتامى وأحسن إليهم (وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ ٱللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلاَ شُكُوراً، إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً، فَوَقَـٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ ٱلْيَومِ وَلَقَّـٰهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً).
لقد تحرّج الذين عندهم أيتام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمعوا القوارع في مثل قوله تعالى: (إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوٰلَ ٱلْيَتَـٰمَىٰ ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً)، فعزلوا طعام الأيتام وشرابهم، فصاروا يأكلون منفردين، ويعيشون منعزلين، وامتنع آخرون من كفالة اليتيم تحرجاً وتعففاً، وكان هذا موضع حرج آخر، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنـزل القرآن مجيباً لهم: (وَيَسْـئَلُونَكَ عَنِ ٱلْيَتَـٰمَىٰ قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوٰنُكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ ٱلْمُفْسِدَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء ٱللَّهُ لاعْنَتَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم). وكم من نُظَّار على أوقاف، وأوصياء على أيتام انزلقوا في الشبهات، ثم ترقوا إلى المحرمات، فغلبتهم أطماعهم حتى أصبح واحدهم غنياً من بعد فقر، قاسياً من بعد لين، فويل لهم، ثم ويل لهم: (إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوٰلَ ٱلْيَتَمَىٰ ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرا). وفي الحديث: "أربع حق على الله ألا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها: مدمن الخمر، وآكل ربا، وآكل مال اليتيم، والعاق لوالديه". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحرِّج مال الضعيفين المرأة واليتيم" أي أوصيكم باجتنابهما.
أيها المسلمون: وهناك يُتم من نوع آخر، معه أبواه لكنه يعيش حياة الغفلة، وأعداد هؤلاء يتضاعف مع مرور الأيام وكثرة المشاغل والملهيات، فالأب مشغول في وظيفته أو تجارته أو سهرته أو سفرته، والأم كذلك قد تركت ولدها للخادمة، وأصبحت مشغولةً بين السوق والوظيفة، وبين الأزياء والموضة. وحين يكبر الولد وينتهي من رعاية الخادمة ويملك الخروج من المنـزل ولو مع صغر سنه، فإنه يلتقم ثدي الشارع، ويختاره سكناً بدل البيت، ليقطع فيه جُل الوقت. هذا يسمى يتيم التربية!
ليس اليتيم من انتهى أبواه مِن همِّ الحياةِ وخلّفاه ذليلا
فأصاب بالدنيا الحكيمةِ منهما وبحسن تربيةِ الزمان بديلا
إن اليتيمَ هو الذي تلقى له أمّاً تخلّت، أو أباً مشغولا
إننا لا نطلب من الرجل ولا من المرأة أن يتركوا أشغالهم التي يطلبون منها لقمة العيش، لكننا نقول لهم: إن فترة الغياب الطويل عن الأولاد لها أثر كبير. ولذا كان من الضروري على الزوجين تخصيص أوقات كافية للجلوس مع أبنائهم، واصطحابهم، وحل مشكلاتهم، وإشراكهم معهم في الحياة.

قديم 09-18-2010, 08:44 PM
المشاركة 19
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أخي أيوب
سلام الله عليك
ويعطيك ألف عافية

المبررات التي أوردتها على أنها سر اهتمامك بالأيتام
تجعلنا جميعاً نهتم بالأيتام
ولكن أنت لك اهتمام منقطع النظير ..
أرجو ألا أكون قد أثقلت عليك



..... ناريمان

قديم 09-18-2010, 08:48 PM
المشاركة 20
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

قرأت ذات يوم قديماً ( ولا أدري ما صحة ما قرأت )

أن إبليس اللعين لـُقي يوماً وفي إحدى يديه عسل والثانية رماد
ولما سؤل عن هذا قال :
لأدهن العسل على شفاه المغتابين
وأنثر الرماد على وجه اليتيم

.. ولكن
لهذا تصديق وشاهد نلمحه على وجوه اليتامى
فلوجه اليتيم شحوب متميز يختلف عن الآخرين
ولا أدري ما صحة تكهناتي ..



تحية ... ناريمان


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: سيكولوجية الأيتام : أوراق ساخنة (9 )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صفعه ساخنة عبدالعزيز صلاح الظاهري منبر القصص والروايات والمسرح . 2 09-30-2020 07:39 PM
المتنبي - سر بقائه وخلوده؟: أوراق ساخنة ( 10 ) ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 11 12-09-2015 01:38 PM
كشف الأسرار : أوراق ساخنة ( 13 ) ايوب صابر منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 5 06-01-2013 11:24 AM
ليلة ساخنة أميمة البدري منبر القصص والروايات والمسرح . 14 08-30-2011 10:21 PM
الغرض من النقد الأدبي- نظرة مغايرة: أوراق ساخنة (11) ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 5 11-14-2010 11:47 AM

الساعة الآن 12:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.