قديم 11-13-2011, 09:07 AM
المشاركة 31
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
5- رجال في الشمس غسان كنفاني


رجال في الشمس هي الرواية الأولى للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، تم اصدارها سنة 14963 في بيروت. الرواية تصف تأثيرات النكبة سنة 1948 على الشعب الفلسطيني من خلال أربعة نماذج من أجيال مختلفة، وهي تقدم الفلسطيني في صيغة اللاجئ وهي الصيغة التي يطورها غسان كنفاني في روايتيه التاليتين "ما تبقى لكم" حيث يقدم الفلسطيني/الفدائي، و"عائد إلى حيفا" حيث يقدم الفلسطيني/الثائر، متمشيا بذلك مع تطور القضية الفلسطينية ذاتها.


شخصيات الرواية

أبو القيس


أبو القيس هو أول الشخصيات التي تعرضها الرواية، رجل فقد بيته وشجرات الزيتون التي يملكها وأصبح يعيش مع زوجته الحامل وابنه الصغير في المخيمات، لا يجرؤ على التفكير في السفر للكويت حيث سافر الكثيرون وعادوا بالأموال التي حققوا بها أحلامهم الخاصة، "أبو القيس" شديد الارتباط بوطنه، يحلم بعودة ما كان، لكنه لا يعرف كيف يمكن أن تحدث هذه العودة بعد ضياع كل شيء.. "أبو القيس" رجل عجوز يخرج مضطرًا ولا يأمل كثيرًا في النجاح أو العودة الظافرة، لكنه يستجيب للضغط الذي يمارسه عليه أحد العائدين الأغنياء وحالة الفقر المدقع التي يعانيها هو وأسرته، فيودع زوجته وابنه ويسافر إلى العراق محاولاً أن يجد فرصة ليهرب عبر الحدود العراقية الكويتية من البصرة إلى الكويت ليحصل على النقود التي يبني بها بيتًا ويشتري شجرات زيتون جديدة.


أسعد

أسعد شاب مناضل تطارده السلطات بسبب نشاطه السياسي، لكنه يحاول الهرب إلى العراق بمساعدة أحد أصدقاء والده القدامى، ذلك الصديق الذي يسلبه عشرين دينارًا ويتركه في منتصف الطريق واعدًا إياه بشرفه أن يقابله بعد المرور على نقطة التفتيش، ولا يفي بوعده، فيفقد أسعد ثقته في البشر جميعًا، لكنه يستطيع الوصول إلى العراق مصممًا على عبور الحدود إلى الكويت ليستطيع أن يكون ثروة يرد بها الـخمسين دينارًا التي أقرضها له عمه ليبدأ بها حياته ويتزوج ابنة عمه التي لا يحبها لكنها خطبت له يوم مولدهما.


مروان

مروان هو فتى في المرحلة الثانوية يضطر لترك المدرسة والذهاب إلى البصرة ليدخل منها إلى الكويت بمساعدة المهربين حتى يعمل وينفق على أمه وإخوته الصغار. أخو مروان يعمل بالكويت، وكان يرسل إلى الأسرة ما يكفيها، لكنه تزوج وتوقف عن إرسال نقود، بل أرسل رسالة إلى مروان يقول له فيها: لا أعرف معنى أن أظل أنا أعمل وأنفق على الأسرة بينما تذهب أنت إلى المدرسة السخيفة التي لا تعلّم شيءًا. فترك المدرسة وبسبب توقف النقود يقبل والد مروان الزواج من فتاة فقدت ساقها بسبب قنبلة في غارة يهودية؛ لأنها تملك دارًا من ثلاث حجرات بسقف إسمنتي، فيهرب بذلك من مسئولية أسرته، ويحقق حلمه بالحياة في بيت له سقف بدلاً من خيام اللاجئين، ويؤجر حجرتين ويسكن هو وزوجته الجديدة في الحجرة الثالثة.


أبو الخيزران

يرفض الثلاثة التعامل مع المهرب المحترف الذي يصر على أخذ خمسة عشر دينارًا مقدمًا من كل فرد؛ لأنهم يعرفون أن الدليل يمكن أن يتركهم في منتصف الطريق ويهرب.


ويلتقون بالشخصية الرئيسية الرابعة في الرواية "أبو الخيزران"، وهو مهرب يعمل مع تاجر كويتي كبير اسمه "الحاج رضا"، يقبل "أبو الخيزران" أن يهربهم مقابل عشرة دنانير من كل منهم بعد الوصول إلى الكويت (ويعقد اتفاقا سريا مع مروان على أن يأخذ منه خمسة دنانير) في سيارة الحاج رضا التي لا تفتش لأن جميع رجال الحدود يعرفونها ويعرفون الحاج رضا، وهم أصدقاء للسائق نفسه.


"أبو الخيزران" سائق ماهر، عمل في الجيش البريطاني، وعمل مع الفدائيين فأصيب بقنبلة أفقدته رجولته وأعطته كل مرارة العالم، فكره نفسه، وجعل كل طموحه في تكوين ثروة يعيش بها في هدوء وسكون بعد عمر من الحركة التي لا تهدأ، كان يشعر أنه فقد أهم شيء في حياة الرجل من أجل الوطن، لكن الوطن لم يرجع، ورجولته فقدت إلى الأبد.


أما السيارة فهي سيارة نقل مياه قديمة متهالكة وبها خزان ضخم فارغ هو ما سيختفي فيه أبطال الرواية الثلاثة ليعبروا نقطتي الحدود العراقية والكويتية.


من أحداث الرواية
الرحلة الرهيبة

يقدم غسان كنفاني شخصية "أبو الخيزران" كنموذج للقيادة العنينة الانتهازية التي تدعي التفكير في المجموع في حين أنها تسعى إلى مصالحها الشخصية مهما تأذى الآخرون أو أضيروا..


يتفق "أبو الخيزران" مع الثلاثة أن يبقى اثنان فوق الخزان ويجلس معه الثالث، وهكذا بالتبادل طوال الطريق في صحراء ترسل شمسها شواظًا من لهيب قاتل، وقبل أن يصلوا إلى نقطة الحدود بخمسين مترًا يدخلون الخزان، وعليه أن ينهى الإجراءات فيما لا يزيد على سبع دقائق ثم يسرع بالسيارة ليخرجهم من الخزان بعد 50 مترًا من نقطة الحدود.

الأكذوبة والموت


تنجح الخطة في نقطة الحدود العراقية، يختبئون في الخزان، يكادون يختنقون، لكن الأمر رغم الجهد يمر بسلام، وعند الاقتراب من نقطة الحدود الكويتية يستعدون لأخذ ما يسميه "أبو الخيزران" بالحمام التركي، ويطلقون عليه جهنم، لكن موظفا عابثا يعطل "أبو الخيزران" ويصر أن يحكي له السائق حكايته مع الراقصة العراقية "كوكب" التي تحبه لدرجة العبادة بسبب فحولته كما حكى له الحاج رضا. ورغم المفارقة المؤلمة في الحكاية الخيالية فإن تلك الأكذوبة تكون السبب في موت الثلاثة اختناقا في خزان المياه بسبب تأخر "أبو الخيزران" عليهم.


نقد


يعتمد بشكل كبير على المنولوج الداخلي في سرد الأحداث، وواضح أيضا أن الكاتب استفاد من تقنية السيناريو السينمائي فحكى روايته بالصورة قبل كل شيء آخر، ولعل هذا من الأسباب المهمة التي جعلت المخرج المصري توفيق صالح يتحمس للرواية ويقرر أن يصنع منها فيلمًا.


الفيلم


تم إنتاج فيلم سينمائي سوري مبني على أحداث الرواية، الفيلم أنتج بين 1972 و 1973 من إنتاج المؤسسة العامة للسينما بدمشق، وهو بطولة عبد الرحمن القرشيوبسام لطفيوصالح خلقي وغيرهم ، وتصوير بهجت حيدر وموسيقى صلحي الوادي. كما حصل الفيلم على الجائزة الذهبية بمهرجان قرطاج للأفلام العربية والأفريقية سنة 1973، واختير كواحد من أهم مائة فيلم سياسي في تاريخ السينما العالمية.


====

رجال في الشمس
هي رواية قصيرة تستلهم تجربة الموت الفلسطيني وتحيله الى سؤال يتردد في صداه في الصحراء العربية .

تروي رجال في الشمس حكاية ثلاثة فلسطينيين من أجيال مختلفة، يلتقون حول ضرورة ايجاد حل فردي لمشكلة الانسان الفلسطيني المعيشية عبر الهرب الى الكويت، حيث النفط والثروة. ابو قيس: الرجل العجوز الذي يحلم ببناء غرفة في مكان خارج المخيم، أسعد: الشاب الذي يحلم بدنانير وبحياة جديدة، مروان: الصغير الذي يحاول أن يتغلب على مأساته المعيشية، فشقيقه في الكويت تركهم دون معيل لأنه تزوج، ووالده ترك أمه ليتزوج بامرأة تملك بيتاً، عليه إذن أن يعيل العائلة فيقرر الوصول الى الكويت.


تتمحور الرواية حول هدف الوصول هذا، فيقرر الثلاثة الهرب في خزان شاحنة يقودها أبو الخيزران، وأبو الخيزران فقد رجولته في حرب 1948، وهو يعمل سائقاً على طريق الكويت، وفي نقطة من الحدود يموت الفلسطينيون الثلاثة لأن السائق يتأخر، يموتون دون أن يقرعوا جدار الخزان أو يرفعوا صوتهم بالصراخ.

وهنا يكمن السؤال، لماذا لم يدقوا جدران الخزان؟ أهو بسبب أملهم في الوصول قريباً؟ أم بسبب يأسهم؟ أو أن أحداً لم يسمعهم، وربما خوفاً من أن يسمعهم أحد.



لمشاهدة الرواية كاملة http://www.horria.org/rijal1.htm

قديم 11-13-2011, 12:15 PM
المشاركة 32
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
غسان كنفاني
ولد الشهيد غسان كنفاني عام 1936 في مدينة عكا بفلسطين..وهو عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين..عرفته جماهيرنا صحفياً تقدمياً جريئاً، دخل السجن نتيجة جرأته في الدفاع عن القضايا الوطنية أكثر من مرة
والده:
خرج أبوه من أسرة عادية من أسر عكا وكان الأكبر لعدد غير قليل من الأشقاء، وبما أن والده لم يكن مقتنعاً بجدوى الدراسات العليا فقد أراد لابنه أن يكون تاجراً أو كاتباً أو متعاطياً لأي مهنة عادية ولكن طموح الابن أبي عليه إلا أن يتابع دراسته العالية فالتحق بمعهد الحقوق بالقدس في ظروف غير عادية.
صفر اليدين من النقود وحتى من التشجيع فما كان عليه إلا أن يتكل علي جهده الشخصي لتأمين حياته ودراسته فكان تارة ينسخ المحاضرات لزملائه وتارة يبيع الزيت الذى يرسله له والده ويشترى بدل ذلك بعض الكاز والمأكل، ويشارك بعض الأسر في مسكنها، إلى أن تخرج كمحام. وعاد إلي عكا ليتزوج من أسرة ميسورة ومعروفة ويشد رحاله للعمل في مدينة يافا حيث مجال العمل أرحب وليبني مستقبله هناك.

وكافح هناك وزوجته إلى جانبه تشد أزره وتشاركه في السراء والضراء ونجح وكان يترافع في قضايا معظمها وطني خاصة أثناء ثورات فلسطين واعتقل مرارا كانت إحداها بإيعاز من الوكالة اليهودية.

وكان من عادة هذا الشاب تدوين مذكراته يوماً بيوم وكانت هذه هى أعز ما يحتفظ به من متاع الحياة وينقلها معه حيثما حل أو ارتحل، وكثيراً ما كان يعود إليها ليقرأ لنا بعضها ونحن نستمتع بالاستماع الى ذكريات كفاحه، فقد كان فريدا بين أبناء جيله، وكان هذا الرجل العصامي ذو الآراء المتميزة مثلاً لنا يحتذي.

هذا هو والد غسان كنفاني الذى كان له بدون شك أثر كبير فى حياة ثالث أبنائه غسان.

غسان الطفل:
هو الوحيد بين أشقائه ولد في عكا، فقد كان من عادة أسرته قضاء فترات الأجازة والأعياد فى عكا، ويروى عن ولادته أن أمه حين جاءها المخاض لم تستطع أن تصل إلى سريرها قبل أن تضع وليدها وكاد الوليد يختنق بسبب ذلك وحدث هذا فى التاسع من نيسان عام 1936.
كان من نصيب غسان الالتحاق بمدرسة الفرير بيافا وكنا نحسده لأنه يدرس اللغة الفرنسية زيادة عما ندرسه نحن. ولم تستمر دراسته الابتدائية هذه سوى بضع سنوات. فقد كانت أسرته تعيش في حي المنشية بيافا وهو الحي الملاصق لتل أبيب وقد شهد أولى حوادث الاحتكاك بين العرب واليهود التي بدأت هناك إثر قرار تقسيم فلسطين.لذلك فقد حمل الوالد زوجته وأبناءه وأتي بهم إلي عكا وعاد هو إلى يافا، أقامت العائلة هناك من تشرين عام 47 إلى أن كانت إحدى ليالي أواخر نيسان 1948 حين جري الهجوم الأول على مدينة عكا. بقي المهاجرون خارج عكا على تل الفخار (تل نابليون) وخرج المناضلون يدافعون عن مدينتهم ووقف رجال الأسرة أمام بيت جدنا الواقع في أطراف البلد وكل يحمل ما تيسر له من سلاح وذلك للدفاع عن النساء والأطفال إذا اقتضى الأمر.
ومما يذكر هنا أن بعض ضباط جيش الإنقاذ كانوا يقفون معنا وكنا نقدم لهم القهوة تباعا علما بان فرقتهم بقيادة أديب الشيشكلي كانت ترابط في أطراف بلدتنا.وكانت تتردد على الأفواه قصص مجازر دير ياسين ويافا وحيفا التي لجأ أهلها إلى عكا وكانت الصور ما تزار ماثلة فى الأذهان. فى هذا الجو كان غسان يجلس هادئاً كعادته ليستمع ويراقب ما يجري.

استمرت الاشتباكات منذ المساء حتى الفجر وفي الصباح كانت معظم الأسر تغادر المدينة وكانت أسرة غسان ممن تيسر لهم المغادرة مع عديد من الأسر في سيارة شحن إلى لبنان فوصلوا إلى صيدا وبعد يومين من الانتظار استأجروا بيتاً قديما في بلدة الغازية قرب صيدا في أقصى البلدة علي سفح الجبل، استمرت العائلة في ذلك المنزل أربعين يوما في ظروف قاسية اذ أن والدهم لم يحمل معه إلا النذر اليسير من النقود فقد كان أنفقها فى بناء منزل في عكا وآخر في حي العجمي بيافا وهذا البناء لم يكن قد انتهي العمل فيه حين اضطروا للرحيل.
من الغازية انتقلوا بالقطار مع آخرين إلى حلب ثم إلى الزبداني ثم إلى دمشق حيث استقر بهم المقام في منزل قديم من منازل دمشق وبدأت هناك مرحلة أخرى قاسية من مراحل حياة الأسرة. غسان فى طفولته كان يلفت النظر بهدوئه بين جميع إخوته وأقرانه ولكن كنا نكتشف دائماً أنه مشترك فى مشاكلهم ومهيأ لها دون أن يبدو عليه ذلك.
غسان اليافع:
فى دمشق شارك أسرته حياتها الصعبة، أبوه المحامي عمل أعمالاً بدائية بسيطة، أخته عملت بالتدريس، هو وأخوه صنعوا أكياس الورق، ثم عمالاً، ثم قاموا بكتابة الاستدعاءات أمام أبواب المحاكم وفي نفس الوقت الذي كان يتابع فيه دروسه الابتدائية.بعدها تحسنت أحوال الأسرة وافتتح أبوه مكتباً لممارسة المحاماة فأخذ هو إلى جانب دراسته يعمل في تصحيح البروفات في بعض الصحف وأحياناً التحرير واشترك فى برنامج فلسطين في الإذاعة السورية وبرنامج الطلبة وكان يكتب بعض الشعر والمسرحيات والمقطوعات الوجدانية.
وكانت تشجعه على ذلك وتأخذ بيده شقيقته التى كان لها في هذه الفترة تأثير كبير علي حياته.وأثناء دراسته الثانوية برز تفوقه في الأدب العربي والرسم وعندما أنهى الثانوية عمل في التدريس في مدارس اللاجئين وبالذات فى مدرسة الاليانس بدمشق والتحق بجامعة دمشق لدراسة الأدب العربي وأسند إليه آنذاك تنظيم جناح فلسطين في معرض دمشق الدولي وكان معظم ما عرض فيه من جهد غسان الشخصي.وذلك بالإضافة إلى معارض الرسم الاخري التى أشرف عليها.
في الكويت كتب أيضاً أولي قصصه القصيرة "القميص المسروق" التى نال عليها الجائزة الأولي في مسابقة أدبية.ظهرت عليه بوادر مرض السكري فى الكويت أيضاً وكانت شقيقته قد أصيبت به من قبل وفي نفس السن المبكرة مما زاده ارتباطاً بها وبالتالي بابنتها الشهيدة لميس نجم التى ولدت في كانون الثاني عام 1955.فأخذ غسان يحضر للميس في كل عام مجموعة من أعماله الأدبية والفنية ويهديها لها وكانت هى شغوفة بخالها محبة له تعتز بهديته السنوية تفاخر بها أمام رفيقاتها ولم يتأخر غسان عن ذلك الا فى السنوات الأخيرة بسبب ضغط عمله.
عام 1960 حضر غسان إلى بيروت للعمل في مجلة الحرية كما هو معروف.

غسان القضية:
أدب غسان وإنتاجه الأدبي كان متفاعلا دائما مع حياته وحياة الناس وفي كل ما كتب كان يصور واقعا عاشه أو تأثر به.
"عائد إلى حيفا"، عمل وصف فيه رحلة مواطني حيفا في انتقالهم إلى عكا؛ وقد وعي ذلك، وهو ما يزال طفلاً يجلس ويراقب ويستمع. ثم تركزت هذه الأحداث في مخيلته فيما بعد من تواتر الرواية.
"أرض البرتقال الحزين"، تحكى قصة رحلة عائلته من عكا وسكناهم في الغازية.
"موت سرير رقم 12"، استوحاها من مكوثه بالمستشفي بسبب المرض.
"رجال في الشمس" من حياته وحياة الفلسطينيين بالكويت واثر عودته إلى دمشق في سيارة قديمة عبر الصحراء، كانت المعاناة ووصفها هى تلك الصورة الظاهرية للأحداث أما في هدفها فقد كانت ترمز وتصور ضياع الفلسطينيين فى تلك الحقبة وتحول قضيتهم إلى قضية لقمة العيش مثبتاً أنهم قد ضلوا الطريق.
فى قصته "ما تبقي لكم"، التي تعتبر مكملة "لرجال في الشمس"، يكتشف البطل طريق القضية، في أرض فلسطين وكان ذلك تبشيراً بالعمل الفدائي.
قصص "أم سعد" وقصصه الاخري كانت كلها مستوحاة من ناس حقيقيين. في فترة من الفترات كان يعد قصة ودراسة عن ثورة 36 في فلسطين فأخذ يجتمع إلى ناس المخيمات ويستمع إلى ذكرياتهم عن تلك الحقبة، والتي سبقتها والتي تلتها، وقد أعد هذه الدراسة لكنها لم تنشر (نشرت في مجلة شؤون فلسطين) أما القصة فلم يكتب لها أن تكتمل بل اكتمل منها فصول نشرت بعض صورها في كتابه "عن الرجال والبنادق".
كانت لغسان عين الفنان النفاذة وحسه الشفاف المرهف فقد كانت في ذهنه في الفترة الأخيرة فكرة مكتملة لقصة رائعة استوحاها من مشاهدته لأحد العمال وهو يكسر الصخر فى كاراج البناية التى يسكنها وكان ينوى تسميتها "الرجل والصخر".

قديم 11-13-2011, 12:21 PM
المشاركة 33
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
غسان كنفاني
ولد في عكا في التاسع من نيسان عام 1936، وعاش طفولته في - يافا التي اضطرللنزوح عنها كما نزح الآلاف بعد نكبة 1948، وأثر مجزرة دير ياسين التي وقعت في عيدميلاده الثاني عشر، والتي جعلته ينقطع عن الاحتفال بـ " عيده " منذ ذلك التاريخ.
عاش لفترة قصيرة في جنوب لبنان ثم انتقل مع عائلته إلى دمشق حيث عمل منذ شبابهالمبكر في النضال الوطني ، وبدأ حياته العملية معلماً للتربية الفنية في مدارسوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين ( الأنروا ). انتقل إلى الكويت عام 1956 حيث عملمدرساً للرسم والرياضة في مدارسها الرسمية. وفي هذه الأثناء عمل في الصحافة وظهرتبدايات إنتاجه الأدبي.

أقام في بيروت منذ 1960 ، وعمل محرراً أدبياً لجريدة " الحرية " الأسبوعية ، ثم أصبح عام 1963 رئيسا لتحرير جريدة " المحرر " كما عمل في " الأنوار " و" الحوادث " حتى عام 1969 ليؤسس بعد ذلك صحيفة " الهدف " التي بقيرئيساً لتحريرها حتى يوم استشهاده في 8 تموز / يوليو 1972 بعد انفجار لغم في سيارتهحيث قتل ومعه ابنة شقيقته " لميس نجم " وعمرها 17 عاماً .

يتناول غسانكنفاني في كتاباته معاناة الشعب الفلسطيني في أكثر تجلياتها تعبيراً. " وهو يمثلنموذجاً خاصاً للكاتب السياسي والروائي والقاص والناقد.. " ، رواية رجال في الشمس،أعدت للسينما وحصل الفيلم على عدد من الجوائز في مهرجانات متعددة.

نقلتأعماله إلى ست عشرة لغة، ونشرت في عشرين بلداً. ومن مؤلفاته:
- موت سرير رقم 12 ( قصص ) 1961.
- أرض البرتقال الحزين ( قصص ) 1963
- رجال في الشمس ( رواية ) 1963
- عالم ليس لنا ( قصص ) 1965
- ما تبقى لكم ( رواية)1966
- القبعة والنبي ( مسرحية ) 1967
- العاشق ( رواية غير كاملة ) بدأ كتابتها عام 1966
- برقون نيسان ( رواية غير كاملة ) 71 - 72
بالإضافة إلى مجموعة منالدراسات والمقالات السياسية والفكرية والنقدية.

حصل على جائزة " أصدقاءالكتاب في لبنان " لأفضل رواية عن روايته " ما تبقى لكم " عام 1966 ، كما نال جائزةمنظمة الصحافيين العالمية ( . I.o.j ) عام 1974، ونال جائزة " اللوتس التي يمنحهااتحاد كتاب آسيا وأفريقيا عام 1975.
يعتبر غسان كنفاني أحد أشهر الكتاب والصحافيين العرب في عصرنا. فقد كانت أعماله الأدبية من روايات وقصص قصيرة متجذرة في عمق الثقافة العربية والفلسطينية.
ولد في عكا، شمال فلسطين، في التاسع من نيسان عام 1936، وعاش في يافا حتى أيار 1948 حين أجبر على اللجوء مع عائلته في بادئ الأمر إلى لبنان ثم الى سوريا. عاش وعمل في دمشق ثم في الكويت وبعد ذلك في بيروت منذ 1960، وفي تموز 1972، استشهد في بيروت مع ابنة أخته لميس في انفجار سيارة مفخخة على أيدي عملاء إسرائيليين.
أصدر غسان كنفاني حتى تاريخ وفاته المبكّر ثمانية عشر كتاباً. وكتب مئات المقالات في الثقافة والسياسة وكفاح الشعب الفلسطيني. في أعقاب اغتياله تمّت إعادة نشر جميع مؤلفاته بالعربية، في طبعات عديدة. وجمعت رواياته وقصصه القصيرة ومسرحياته ومقالاته ونشرت في أربعة مجلدات. وتُرجمت معظم أعمال غسان الأدبية الى سبع عشرة لغة ونُشرت في أكثر من 20 بلداً، وتمّ إخراج بعضها في أعمال مسرحية وبرامج إذاعية في بلدان عربية وأجنبية عدة. اثنتان من رواياته تحولتا الى فيلمين سينمائيين. وما زالت أعماله الأدبية التي كتبها بين عامي 1956 و1972 تحظى اليوم بأهمية متزايدة.
على الرغم من أن روايات غسان وقصصه القصيرة ومعظم أعماله الأدبية الأخرى قد كتبت في إطار قضية فلسطين وشعبها فإن مواهبه الأدبية الفريدة أعطتها جاذبية عالمية شاملة.
كثيراً ما كان غسان يردد: <<الأطفال هم مستقبلنا>>. لقد كتب الكثير من القصص التي كان أبطالها من الأطفال.
ونُشرت مجموعة من قصصه القصيرة في بيروت عام 1978 تحت عنوان <<أطفال غسان كنفاني>>. أما الترجمة الإنكليزية التي نشرت في عام 1984 فكانت بعنوان <<أطفال فلسطين
==
إذا نظرنا إلى الظروف التي عاش فيها مناضلنا وأديبنا نجد أنه من أبناء النكبات
المتكررة التي عاش فيها شعبه سواء أكان ذلك في داخل الوطن أو في خارجه، فقد ولد
كنفاني في الإضراب الكبير وشهد
(الرحيل الأول، وعاش بأس الرحيل الثاني وهزته مشاهدالترويع في جرش وعجلون وحضنته برائحة الحزن والغضب، جال كنفاني كل مدن الغربة، وتعلم وعلم فيها الكثير، بحث في الأرض والسماء والبنادق والأوراق وقال

: ((كلها أشياء أدافع بها عن نفسي)) وعاش كنفاني الخيمة والمخيم، وعاش اللجوء والتشرد وارتبط بهذا الشعب بصغاره وكبار، بثواره ومناضليه ووصف الذين لم يحركوا ساكناً إزاء هذا الوضع السيئ، طارد المرتزقة والفارين بأنفسهم لأنفسهم.


قديم 11-13-2011, 12:50 PM
المشاركة 34
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
-ولد الشهيد غسان كنفاني عام 1936 في مدينة عكا بفلسطين
-دخل السجن نتيجة جرأته في الدفاع عن القضايا الوطنية أكثر من مرة .
-اعتقل والده المحامي مرارا بسبب مواقفه الوطنية ونضاله المستمر.
-عاش مع أسرته طفولة صعبة يملؤها الكفاح والنضال والفقر والخوف.
-كاد غسان ان يختنق عند الولادة فى التاسع من نيسان عام 1936.
-انقطع عن الدراسة الابتدائية بسبب احتلال يافا الملاصقة لتل ابيب وقد شهد مدينة أولى حوادث الاحتكاك بين العرب واليهود التي بدأت هناك إثر قرار تقسيم فلسطين.ل
-حمل الوالد زوجته وأبناءه وأتي بهم إلي عكا وعاد هو إلى يافا، أقامت العائلة هناك من تشرين عام 47 إلى أن كانت إحدى ليالي أواخر نيسان 1948 حين جري الهجوم الأول على مدينة عكا.
-كانت تتردد على الأفواه قصص مجازر دير ياسين ويافا وحيفا التي لجأ أهلها إلى عكا وكانت الصور ما تزار ماثلة فى الأذهان. فى هذا الجو كان غسان يجلس هادئاً كعادته ليستمع ويراقب ما يجري.
-هاجرت عائلته الى لبنان عام 1948 وبعد يومين من الانتظار استأجروا بيتاً قديما في بلدة الغازية قرب صيدا في أقصى البلدة علي سفح الجبل، استمرت العائلة في ذلك المنزل أربعين يوما في ظروف قاسية اذ أن والدهم لم يحمل معه إلا النذر اليسير من النقود فقد كان أنفقها فى بناء منزل في عكا وآخر في حي العجمي بيافا وهذا البناء لم يكن قد انتهي العمل فيه حين اضطروا للرحيل.
- من الغازية انتقلوا بالقطار مع آخرين إلى حلب ثم إلى الزبداني ثم إلى دمشق حيث استقر بهم المقام في منزل قديم من منازل دمشق وبدأت هناك مرحلة أخرى قاسية من مراحل حياة الأسرة.
-غسان فى طفولته كان يلفت النظر بهدوئه بين جميع إخوته وأقرانه ولكن كنا نكتشف دائماً أنه مشترك فى مشاكلهم ومهيأ لها دون أن يبدو عليه ذلك.
- فى دمشق شارك أسرته حياتها الصعبة، أبوه المحامي عمل أعمالاً بدائية بسيطة، أخته عملت بالتدريس، هو وأخوه صنعوا أكياس الورق، ثم عمالاً، ثم قاموا بكتابة الاستدعاءات أمام أبواب المحاكم وفي نفس الوقت الذي كان يتابع فيه دروسه الابتدائية.
-كانت اولى قصصه القصيرة بعنوان "القميص المسروق"
-ظهرت عليه بوادر مرض السكري فى الكويت أيضاً وكانت شقيقته قد أصيبت به من قبل وفي نفس السن المبكرة مما زاده ارتباطاً بها وبالتالي بابنتها الشهيدة لميس نجم التى ولدت في كانون الثاني عام 1955.
- "عائد إلى حيفا"، عمل وصف فيه رحلة مواطني حيفا في انتقالهم إلى عكا؛ وقد وعي ذلك، وهو ما يزال طفلاً يجلس ويراقب ويستمع. ثم تركزت هذه الأحداث في مخيلته فيما بعد من تواتر الرواية.
- "أرض البرتقال الحزين"، تحكى قصة رحلة عائلته من عكا وسكناهم في الغازية.
- "موت سرير رقم 12"، استوحاها من مكوثه بالمستشفي بسبب المرض.
-"رجال في الشمس" من حياته وحياة الفلسطينيين بالكويت واثر عودته إلى دمشق في سيارة قديمة عبر الصحراء، كانت المعاناة ووصفها هى تلك الصورة الظاهرية للأحداث أما في هدفها فقد كانت ترمز وتصور ضياع الفلسطينيين فى تلك الحقبة وتحول قضيتهم إلى قضية لقمة العيش مثبتاً أنهم قد ضلوا الطريق.
- ولد في عكا في التاسع من نيسان عام 1936، وعاش طفولته في - يافا التي اضطرللنزوح عنها كما نزح الآلاف بعد نكبة 1948، وأثر مجزرة دير ياسين التي وقعت في عيدميلاده الثاني عشر، والتي جعلته ينقطع عن الاحتفال بـ " عيده " منذ ذلك التاريخ.

لا شك أن طفولة غسان كنفاني كانت قاسية للغاية في ظل القتل والتهجير والفقر والمنفى الذي حل بالشعب الفلسطيني.
لكن هناك ما يشير أيضا إلى أن حياته الشخصية كان فيها الكثير من المعاناة بسبب إصابة أخته بمرض السكر، ثم إصابته هو بذلك المرض في سن مبكرة.
صحيح انه ليس هناك ما يشير إلى تواريخ وافاه أبواه لكن ما جرى من أحداث في طفولته كفيل بأن يفجر فيه ينابيع الإبداع وربما ان اهم حدث هو المنفى الى لبنان بعد كل ذلك الخوف مما كان يجري من احداث وتهجير .

سنعتبره لغرض هذه الدراسة

يتيم الوطن.

قديم 11-14-2011, 11:03 AM
المشاركة 35
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
6- الوقائع الغريبة في اختفاء أبي سعيد النحس المتشائل إميل حبيبي.
الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل (أو باختصار المتشائل) رواية ساخرة من تأليف الروائيالفلسطينيإميل حبيبي صدرت عام 1974 [1].
الرواية

تدور أحداث الرواية حول سعيد أبي النحس المتشائل وهو فلسطيني من عرب الداخل في فترة الحكم العسكري الذي فرضته دولة إسرائيل على مواطنيها العرب.
يتميز أسلوب الرواية باختلافه عن الأساليب الروائية التقليدية، فإميل حبيبي يمزج بين استلهام التراث العربي من السيرةوالمقامةوالأمثالوالحكايات وبين أساليب روائية حداثوية وما بعد حداثوية متأثرا أيضا بكافكا وسخريته السوداء وكانديدلفولتير وغيرهم.
أوجد حبيبي كلمة جديدة ليصور حالة عرب الداخل وهي التشاؤل التي هي تحمل معنيي التفاؤل والتشاؤم مندمجين. فإن حصل مكروه للمتشائل فإنه يحمد الله على عدم حصول مكروه أكبر أو كما شُرِحت في الرواية:
"خذني أنا مثلاً، فإنني لا أميز التشاؤم عن التفاؤل. فأسأل نفسي: من أنا؟ أمتشائم أنا أم متفائل؟ أقوم في الصباح من نومي فأحمد الله على أنه لم يقبضني في المنام. فإذا أصابني مكروه في يومي أحمده على أن الأكره منه لم يقع، فأيهما أنا: أمتشائم أنا أم متفائل".
أجزاء الرواية

الرواية مكونة من ثلاث أجزاء: 1 الكتاب الأول يعاد 2 الكتاب الثاني باقية 3 الكتاب الثالث يعاد الثانية

==
سعيد يجد نفسه فوق خازوق بلا رأس

كتب إليّ سعيد أبو النحس المتشائل، قال: جاءت النهاية حين استيقظت في ليلة بلا نهاية. فلم أجدني في فراشي. فزارتني البردية. فمددت لها يدي أبحث عن سترة فإذا بها تقبض ريح.
رأيتني جالسًا على أرض صفاح. باردة مستديرة. لا يزيد قطرها على ذراع. وكانت الريح صرصرًا والأرض قرقرًا. وقد تدلت ساقاي فوق هوة بلا قرار كما تدلّى الليف في الخريف. فرغبت في أن أريح ظهري. فإذا بالهوة من ورائي كما هي الهوة من أمامي وتحيط بي الهوة من كل جانب. فإذا تحركت هويت. فأيقنت أني جالس على رأس خازوق بلا رأس.
فصرخت: النجدة! فجاءني بها رجع الصدى واضحة حرفًا حرفًا، فعلمت أنني جالس على علو شاهق. فرحت أسلي وحشتي بمجاذبة الصدى أطراف الحديث. فكان الحديث طريفًا حتى افترت الهوة عن ابتسامة فجر أغبر كأنها العبوس.
فماذا أنا فاعل?
فناديت عليّ قائلاً: هدئ من روعك، يا ابن النحس، واجعل أمرك شورى مع عقلك. فما الذي وضعك هذا الموضع، وهل من المعقول أن تنام في فراشك مساء فتستيقظ فإذا أنت على خازوق? تأبى هذا الأمر نواميس الطبيعة وأحكام المنطق. فأنا، إذن، في حلم لا غير على الرغم من أنه حلم طويل.
فما بالي أظل قاعدًا على هذا الخازوق، تحزمني البردية ثم تنشرني لا ستر ولا ظهر ولا أنيس، ولا أنزل?
هذا خازوق في كابوس لا محالة. كابوس عن خازوق. فإذا نزلت عن الأخير نفضت الآخر عن صدري فأعود إلى فراشي وأتغطى وأتدفأ. فكيف أتردد? أخوفًا من أن أهوي من هذا العلو الشاهق إلى قاع الهوة، كبطة أردتها رصاصة صياد بط، فأتوجع فأموت?
ولكن موضعي هذا هو موضع الوهم على خازوق الوهم. فهو فيما يراه النائم من أحلام تخالف نواميس الطبيعة وأحكام المنطق. فهيا، هيا احتضن هذا الخازوق بساعديك وبساقيك وبكل ما فيك من عزم وحزم وإرادة شديدة عند الشدة، ثم اهبط عليه وئيدًا كالسنجاب.
فأزمعت أمري. فحركت ليفتيّ المتدليتين أتحسس صفحته فإذا بها ملساء كجلد الثعبان باردة مثل بروده. فأيقنت أنني لن أقوى على التشبث بهذا الثعبان. وإذا نزلت عليه فأنا واقع لا محالة في القاع، فأدق عنقي فأتوجع فأموت. فأمسكت.
واتتني حكاية الساحر الهندي الذي ينصب الحبل فيظل يرتفع في السماء حتى يغيب رأسه في الغيم فيصعد عليه حتى يغيب ثم يعود ويهبط عليه فلا يتأذي بل يسترزق. ولكنني قلت: ما أنا بساحر هندي بل مجرد عربي بقي، سحرًا، في إسرائيل.
فأردت أن أصرخ: أنا في كابوس! ثم أن أقفز، فلا يمكن أن أموت!
ولقد صرخت. إلا أنني لم أقفز. فإذا كان موضعي هذا هو موضع الوهم فوق خازوق الوهم، وفيما يراه النائم في منامه من حلم أو من كابوس، فلن يدوم الأمر طويلاً قفزت أم قعدت. وسوف أستيقظ، لا محالة، فأجدني في فراشي متغطيًا متدفئًا. فما حاجتي، إذن، إلى مسابقة الساعات، وربما الدقائق والثواني، حتى لحظة اليقظة الآتية لا محالة?

ما حاجتي إلى القفز إذا كان القعود سيقودني إلى النتيجة نفسها?
وهزتني قشعريرة من البردية كادت أن تلقيني من فوق الخازوق لولا قشعريرة خاطر لم أستطع أن أكفه عني:
فكيف إذا كان هذا هو حقيقة وليس فيما يراه النائم من حلم أو من كابوس? أما القول بأنه مخالف نواميس الطبيعة وأحكام المنطق فلا يكفيني برهانًا على أنه غير حقيقي. ألم تبحث عائلتي، عائلة المتشائل عن السعادة طي القرون في عجائب خارجة عن نواميس الطبيعة وعن أحكام المنطق? وإذا ظل أجدادي يدكون أعناقهم وهم يبحثون تحت أرجلهم عن الكنوز المطمورة، فها أنا قد وجدت ضالتي، وأنا أنظر فوق رأسي، في إخوتي الفضائيين الذين أعادوا إلى نفسي الطمأنينة فكيف ينتظر مني، من دون آبائي وأجدادي، وأنا فوق هذا الخازوق بالضبط، أن أسلم أمري إلى نواميس الطبيعة وأحكام المنطق?
ولقد بقيت على هذه الحال أترنح بين قشعريرة وقشعريرة، بردية تقيمني ومحتد عريق يقعدني، حتى التقيت (يعاد) مرة ثانية فشعرت بالدفء لأول مرة منذ ألف عام!

قديم 11-14-2011, 11:04 AM
المشاركة 36
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الوقائع الغريبة في اختفاء أبي سعيد النحس المتشائل - معلومات عن الكتاب

"كتب إلى سعيد أبو النحس المتشائل قال... أما بعد، فقد اختفيت ولكنني لم أمت، ما قتلت على حدود كما توهم ناس منكم، وما انضممت إلى فدائيين كما توجس عارفو فضلى ولا أنا أتعفن منسياً في زنزانة كما تقول أصحابك، صبراً صبراً، ولا تتساءل: من هو سعيد أبو النحس المتشائل هذا؟ لم ينبه في حياته فكيف ننبه له؟ إنني أدرك حطتي، وإنني لست زعيماً فيحس بي الزعماء، ولكن يا محترم، أنا هو الندل، ألم تضحك من الأضحوكة الإسرائيلية من السبع الذي تسرب إلى مكاتب اللجنة التنفيذية؟ ففي اليوم الأول افترس مدير التنظيم النقابي، فلم ينته زملاؤه، وفي اليوم الثاني افترس مدير الدائرة العربية فلم يفتقده الباقون، فظل السبع يخرج مطمئناً ويفترس مريئاً حتى أتى على ندل السفرة، فامسكوه... فكيف تزعم أنك لم تسمع بي؟ أني إنسان فذ، فلا تستطيع صحيفة ذات إطلاع، وذات مصادر، وذات إعلانات، وذات ذوات، وذات قرون، أن تهملني، أن معشري يملئون البيدر والدسكرة والمخمرة. أنا الآخرون، أنا فذاً بأسلوب نقدي ساخر يصور اميل حبيبي الوضع الفلسطيني الذي ما زال ورغم دخول العقد الخامس في أزمته من غير حل حاسم، إنه واقع جسدته شخصية المتشائل التي يجمع اسمها المتشائم والمتفائل هي خليط من عناصر موجودة في الخرافة ومقامات الحريري، وكافكا ودوماس، ووالت ديزني، أحداثها مزيج في الهزل السياسي التهريجي والقصص العلمي والمغامرة والنبوءة التوراتية.
==
الوقائع الغريبه في اختفاء سعيد ابي النحس المتشائل

الكثير مناممن يحب قراءة الروايات تحديدا- قد يتابع احدث الروايات التي تحدث صدى عالمي اويذهب الى المكتبه و يختار الروايه حسب الاسم او المؤلف او... لكن هناك نقطه مهمهتغيب عن البعض، في اي مجال تهتم فيه (علوم... دين...فن) هناك كتب لا بد و انتقرأها، هي بمثابة معيار للاخرين، اعمال مميزه خالده... ربما قرأ معظمنا لـ غسانكنفاني مثلا (و لا ابالغ ان قلت انها جريمه ان تحب القراءه و تعيش على احدى ضفتيالنهر، و لم تقرأ لـ غسان كنفاني) لكن هنالك شخص لا يقل اهمية عن كنفاني، كما انرواياته تعتبر اعمال عالمية و ليست محليه، لكن اشك ان الكثير لم يسمع به للاسف،الاديب اميل حبيبي، و تحديدا روايته "الوقائع الغريبه في اختفاء سعيد ابي النحسالمتشائل"...

الرواية مصنفه من قبل اتحاد الكتاب العرب كواحده من أفضل مئةرواية عربيه ظهرت في القرن العشرين، كما انها ترجمت الى لغات عده و حتى الىالعبريه... ما يميز الروايه انها ليست جامده فهي ليست قصه محدده و عقده "تنحل" معنهاية الروايه... او كما يصفها موقعgoodreads :
إقتباس:
لكييخرج اميل حبيبي الشكل العربي للرواية امتص رحيق ألف ليلة وشملته روح الجاحظالساخرة حينا ، المتفاكهة حينا آخر، وصدر في روايته عن طريقة كتابة الرسائل فيالتراث العربي ، وعن حكمة كليلة ودمنة ، ثم لم يقتصر على التراث العربي ، بل رفدهبالتراث العالمي ، حين أنشأ علاقة ما بين روايته ورواية فولتير" كانديلو". والمحصلةالنهائية : رواية فذة ، عربية الشكل والمضمون ، لعلها الأولى التى تثبت بجدارة أنفي وسع الرواية العربية المعاصرة أن تترك جانبا الشكل الغربي الذي اتخذته وعاء لهافأقامها حتى الان إلى شكل خاص بالعرب ينبع من تراث قصصي زاخر وطويل
و من موقعالجزيره نت:
إقتباس:
في "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل" (1974) يصور حبيبي كابوسيةالمصير التراجيدي لشعب انشطر نصفين: شطرا داخل الوطن وشطرا خارجه. و"المتشائل"،الذي يمزج في نظرته إلى الحياة بين التشاؤم والتفاؤل ويُغلّب نظرة التفاؤل غيرالمبني على أسس واقعية على التشاؤم، شخصية مركبة كاشفة يميط المؤلف من خلالهااللثام عن تجربة شعب.
إنه يعمل على تكوين شبكة سردية معقدة تدور حول شخصية سعيدأبي النحس التي يبدو ظاهرها غير باطنها، ولكن المفارقات اللفظية والموقفية تكشف عنطبيعة ولائها وتكشف في الوقت نفسه عن كوميديا سوداء يعيشها شعب مشرد على أرضه.
***
الروايه هي كوميديا سوداءساخره تدور احداثها على لسان سعيد، و هو شخصيه فكاهيه الى حد السذاجه، جبانه . عادالى فلسطين من لبنان بعيد النكبه ليروي قصة عقدين من الزمن قضاهما تحت حكم "دولةاسرائيل"... المتشائل مليئة بالمواقف الساخره و الاسقاطات، و اللعب على الالفاظ ، ولعل الدلاله واضحه في اسم البطل "سعيد" ابي "النحس" و اسم عائلته "المتشائل" و هوخليط من كلمتي التشاؤم و التفاؤل، الذي يقول فيه:
...خذني أنا مثلاً، فإنني لا أميز التشاؤم عن التفاؤل. فأسأل نفسي: منأنا? أمتشائم أنا أم متفائل؟ ‏
أقوم في الصباح من نومي فأحمده على أنه لم يقبضنيفي المنام. فإذا أصابني مكروه في يومي أحمده على أن الأكره ‏منه لم يقع، فأيهماأنا: المتشائم أم المتفائل؟ ‏
ثم يسرد واقعه ليبينروح "التشاؤل" التي تسكن عائلته
ووالدتيمن عائلة المتشائل أيضًا. وكان أخي البكر يعمل في ميناء حيفا. فهبت عاصفة اقتلعتالونش الذي ‏كان يقوده وألقته معه في البحر فوق الصخور، فلموه وأعادوه إلينا إربًاإربًا، لا رأس ولا أحشاء. وكان ‏عروسًا ابن شهره. فقعدت عروسه تولول وتندب حظها. وقعدت والدتي تبكي معها صمتًا. ثم إذا بوالدتي ‏تستشيط وتضرب كفا بكف وتبح قائلة: (مليح أن صار هكذا وما صار غير شكل)! فما ذهل أحد سوى ‏العروس، التي لم تكن منالعائلة فلا تعي الحكم. ففقدت رشدها، وأخذت تعول في وجه والدتي: أي غير شكل ‏ياعجوز النحس (هذا اسم والدي، رحمه الله): أي شكل بعد هذا الشكل يمكن أن يكون أسوأمنه? ‏
فأيهم نحن: المتشائمون أم المتفائلون؟ ‏
***
المتشائل من الاعمال القليلهالتي لا تملـ \ـيـن من قرائتها اكثر من مره، فهي لا تقرأ لمجرد البحث عن حل لعقدهتتطور مع الاحداث، بل مجموعه لمشاهد قصيره ساخره تحمل بين سطورها الكثير من المعانيو الدلالات... الروايه تقع في اقل من 100 صفحه و هناكنسخهاليكترونيهمنها موجوده على الانترنت.
في الختام اترككم مع مشهد منالروايه...

قديم 11-14-2011, 11:05 AM
المشاركة 37
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إميل حبيبي

أديب وصحافي وسياسي فلسطيني من الفلسطينيين في إسرائيل. ولد في حيفا في 29 آب (أغسطس) 1921 حيث ترعرع وعاش حتى عام 1956 حين انتقل للسكن في الناصرة حيث مكث حتى وفاته. في 1943 تفرغ للعمل السياسي في إطار الحزب الشيوعي الفلسطيني وكان من مؤسسي عصبة التحرر الوطني في فلسطين عام 1945. بعد قيام دولة إسرائيل نشط في إعادة الوحدة للشيوعيين في إطار الحزب الشيوعي الإسرائيلي الذي كان أحد ممثليه في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) بين 1952 و1972 عندما استقال من منصبه البرلماني للتفرغ للعمل الأدبي والصحافي.
في حقل الصحافة عمل حبيبي مذيعا في إذاعة القدس (1942-1943)، محررًا في أسبوعية مهماز (1946) كما ترأس تحرير يومية الاتحاد، يومية الحزب الشيوعي الإسرائيلي باللغة العربية، بين 1972 - 1989. في حقل الأدب، نشر حبيبي عمله الأول "سداسية الأيام الستة" عام 1968 وبعده تتابعت الأعمال "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد ابي النحس المتشائل"(1974)، "لكع بن لكع" (1980)، "إخطيه" (1985) وأخيرًا، "خرافية سرايا بنت الغول" (1991). وقد جعلت تلك الاعمال القليلة صاحبها أحد أهم المبدعين العرب وذلك لأسلوبه الجديد والمتميز في الكتابة الأدبية. عام 1989، إثر انهيار المنظومة الاشتراكية، أعاد النظر في بعض المسلمات النظرية مما سبب له خلافات فكرية وتنظيمية مع الحزب الشيوعي، اضطر على ضوئها إلى الاستقالة من جميع مناصبه الحزبية بما فيها رئاسة تحرير "الاتحاد". لكنه بقي عضوا في الحزب (الذي كان عضوا فيه منذ جيل 14 عاما) حتى عام 1991 خين استقال من الحزب. في عام 1990 اهدته منظمة التحرير الفلسطينية "وسام القدس" وهو أرفع وسام فلسطيني. وفي عام 1992 منحته إسرائيل "جائزة إسرائيل في الأدب" وهي أرفع جائزة أدبية تمنحها الدولة. في العام الأخير من حياته انشغل بإصدار مجلة أدبية أسماها "مشارف". رحل اميل حبيبي في أيار (مايو) 1996 وأوصى ان تكتب على قبره هذه الكلمات: "باق في حيفا".
أهم أعمال إميل حبيبي


في حقل الصحافة عمل حبيبي مذيعا في إذاعة القدس التي كانت تابعة للسلطات الانتداب البريطاني (1942-1943)، محررًا في اسبوعية المهماز (1946) كما ترأس تحرير يومية " الاتحاد" بين 1972-1989 وكان يكتب افتتاحيتها تحت الاسم المستعار "جهينة".
  • بوابة مندلباوم: نشرت عام 1954
  • النورية - قدر الدنيا: وهي مسرحية نشرت عام 1962
  • مرثية السلطعون: وقد نشرت بعد عام 1967
  • سداسية الأيام الستة (1968): وهي مجموعة قصصية تتحدث عن الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاغ غزة في 1967 وعن فلسطيني 1948 وتحتوي الكتاب على القصص التالية:
    • أم الروبابيكا: وهي مسرحية تتحدث عن فلسطينية باقية في وادي النسناس في حيفا تعيش وسط ركام بقايا جيرانها الذين هجروا عام 1948 وتنتظر عودة أهل مدينتها الفلسطينيين (التصوير مجازي).
    • حين سعد مسعود بابن عمه
    • وأخيراً نوّر اللوز-العودة
    • الخرزة الزرقاء
    • عودة جبينه
    • الحب في قلبي
  • الوقائع الغريبة في حياة سعيد أبي النحس المتشائل (1974): وهو رواية ساخرة أنجزها إميل حبيبي على ثلاثة مراحل, تتحدث عن حياة فلسطيني في إسرائيل, وامتلاكه لأدوات وعيه في ظل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ومعاملة السلطات الإسرائيلية مع فلسطينيي 1948. ذكرت ضمن أفضل مائة رواية عربية. ترجمت إلى العبرية وأصبحت من أشهر المؤلفات العربية لدى الجمهور اليهودي في إسرائيل. وتتضمن ثلالثة كتب:
    • الكتاب الأول: يعاد
    • الكتاب الثاني: باقية
    • الكتاب الثالث: يعاد الثانية
  • لكع بن لكع(1980): وهي مسرحية أيضا, تتحدث عن التقاء قتلى فلسطينيين في الحرب الإسرائيلية الفلسطينية بإسرائيليين الذين يقتلون في العمليات الفدائية صدرت بالتعاون مع دار الفارابي عن دائرة الاعلام والثقافة/منظمة التحرير الفلسطينية . قدمت هذه المسرحية في دمشق في عام ١٩٨٢ من أخراج وليد قوتلي ، كتب موسيقى وأغاني المسرحية المغني و الموسيقي السوري بشار زرقان الذي شارك فيها كممثل أيضا.
  • إخطية(1985):
  • خرافية سرايا بنت الغول(1991): وهي سيرة ذاتية للكاتب, يتحدث بها عن ازدواجية عمله في السياسة والادب
  • نحو عالم بلا أقفاص (1992): يتحدث فيها إميل حبيبي عن أسباب تركه للحزب الشيوعي
وقد نشرت أغلب هذه الأعمال دائرة الاعلام والثقافة التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية/دار الجليل/ أنشأ إميل حبيبي مجلة مشارف التي تعتبر علامة فارقة في المجلات الثقافية العربية. توقّفت لفترة قصيرة بعد وفاة مؤسّسها ثمّ عادت للصّدور في حيفا.

==

إميل حبيبي واحد من هؤلاء


د. نـبـيـه القــاسم

تذكر الشعوب أبناءها، ولكنها تحتفظ بمكانة خاصة لهؤلاء الذين عرفوا كيف يعملون لخير هذه الشعوب ورفاهيتها ورفع شأن مكانتها وتطوّر حضارتها وبلورة ثقافتها ودفعها للمُشاركة مع الشعوب الأخرى في دفع عجلة مستقبل العالم والبشرية إلى الأمام.
وشعبنا العربي الفلسطيني، وخاصة مواطني دولة إسرائيل منذ عام النكبة 1948، يذكرون هؤلاء الرجال الذين عرفوا، في أحلك الأوقات، كيف يحمون أبناءَ شعبهم من الضياع القومي والمَعرفي والاجتماعي، وصانوا هويّته وحافظوا على لغته وقادوه في مسيرة نضال طويلة وشرسة حتى تمَكن أن يُعلنها قويّة هادرة في يوم الأرض الثلاثين من آذار عام 1976.
وكان إميل حبيبي أبرز هؤلاء الرجال وأكثرهم حيويّة وعملا ورأيا ثاقبا وجرأة وذكاء وتأثيرا. ويكاد يكون الوحيد الذي ترك أثره في مختلف مناحي الحياة العربية الخاصة والعامة للجماهير العربية في إسرائيل منذ عام النكبة حتى سنوات التسعين الأولى من القرن العشرين.
لقد التزم إميل حبيبي نهج حزبه الشيوعي وآمن بمبادئه، وطرحها بكل الجرأة في كل مَحضر ومناسبة، وأعلنها صريحة: أنّ الحلّ السياسي الوحيد لقضية الصراع العربي الإسرائيلي هو قيام دولتين مستقلتين واحدة لليهود وأخرى للعرب الفلسطينيين. يومها، وعلى مَدار سنوات، اعتُبر هذا الكلام خيانة بالنسبة لليهود وللعرب. ونشهد اليوم أن هذا هو المَطلب العربي والفلسطيني والإسرائيلي والعالمي. صحيح أنّ الرّياح جرَت بما لا تشتهي السفن، ولكنّ قراءة الواقع واستقراء المستقبل هي من خاصيّة البعض.
وكان إميل حبيبي ورفاقه مَن عملوا على حفظ الثقافة العربية في البلاد ومَن صانوا اللغة العربية السليمة أمام الخطة السلطوية التي هدفت إلى جعل اللغة العبرية السائدة والوحيدة التي يُعمَل بها ويُدَرّس بها في المدارس. وكانت صحف الحزب الشيوعي هي الأمل وهي النافذة ومن ثمّ البوابة التي على صفحاتها تبلورت الحركة الثقافية العربية في البلاد وتطوّرت الحركة الأدبية وترسّخ الفكر السياسي والإجتماعي والإقتصادي.
كان إميل حبيبي في ذلك الإجتماع الذي ضمّ النخبة من مثقفي الحزب في سنوات الخمسين الأولى الذي أعلن عن الحاجة لإصدار مجلة ثقافية تقود الحركة الثقافية والأدبية لعرب هذه البلاد وتُعرّفهم على ما يجري في العالم من تطوّر في الفكر الإنساني والثقافي والأدبي. وصدرت مجلة الجديد، بداية كملحق شهري ثقافي لجريدة الإتحاد ثم مجلّة شهرية مستقلة استمرت بالصدور حتى عام 1991، وكانت مُبلورَة ومُرسخة ومُوجهة الحركة الثقافية والأدبية في البلاد، ومع جريدة الاتحاد ومجلة الغد، استطاعت أن ترفد الحركة الأدبية العربية بأنقى ما عرَف الشعرُ العربي على مدى تاريخه، وهو شعر المقاومة الفلسطيني الذي بهر كبار مثقفي العالم العربي، وأن تُنَصّبَ في مقدمة شعراء وكتّاب العالم العربي رموزَ حركتنا الأدبية المحلية إميل حبيبي ومحمود درويش وسميح القاسم.
وكان إميل حبيبي من الأوائل الذين دعوا بعد يوم الأرض عام 1976 إلى إقامة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ونجحت في شدّ الجماهير العربية وإسماع صوتهم في مختلف القضايا. وكان إميل حبيبي هو الذي عمل ونفّذ مشروع حياته الذي طالما حلم به وهو إصدار جريدة الإتحاد جريدة يوميّة، وكان له ما أراد.
نحن الذين كبُرنا على كلمات إميل حبيبي وأفكاره ومواقفه لا نستطيع أن نتجاهل هذا التاريخ العظيم لهذا الرجل. حتى ولو كانت لنا معه بعض الخلافات في المواقف والآراء، فيظل إميل حبيبي هو إميل حبيبي الذي احترمناه وأحببناه وآمنا بما دعانا إليه على مَدار عشرات السنين. وكانت كلماته في كل يوم جمعة في جريدة الأتحاد الموقعة بجهينة زادَنا الفكري والتنويري ونبراسنا لمتابعة درب المستقبل.
وكان لإميل حبيبي فتحُه الكبير في عالم القصة القصيرة بقصصه التي بدأها بقصة "بوابة مندلباوم" ثم قصص "سُداسيّة الايام الستة" التي اعتبرها الكثيرون مشاهد متكاملة لرواية طويلة. وثم كانت : رواية "المتشائل" التي فَضّلتُ اعتبارها لوحات مَشهدية، هذا الإبداع الذي أدّى إلى هزّة في عالم الإبداع العربي وتناولته الأقلام النقدية في الداخل والخارج، وحتى الآن يُعتَبَر أهم عمل إبداعي نثري عربي صدر في السبعينات، وقد كان سببا لظهور تيّار أدبي جديد اتخذ اسلوب إميل حبيبي هاديا له. ثم كانت مسرحية "لكع بن لكع" التي لم تلق الإهتمام الكافي من قبل النقاد كما المتشائل ثمّ رواية "اخطيّة" وأخيرا رواية "سرايا بنت الغول" التي حاول فيها تلخيص تجربته الحياتية والسياسية والنضالية والفكرية، واختلفت الآراء والمواقف منها.
لقد تناولتُ في دراساتي كلّ إبداعات إميل حبيبي، كما وناقشتُ في بعض ما كتبتُ مواقفَ وأفكارا تبنّاها إميل حبيبي في سنواته الأخيرة، ولهذا أكتفي بكلمتي هذه في ذكراه، ذكرى الرجل الذي عرفتُ وأكبَرْتُ وأحببتُ وخالفتُ، ولكنّه ظلّ الأثير، وظلّ الكبير: إميل حبيبي.

قديم 11-14-2011, 11:07 AM
المشاركة 38
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إميل حبيبي
هو من دون شك أبرز أدباء فلسطين فوق أنه أحد كبار كتاب العربية اليوم ومن أكثرهم فرادة أسلوب ومزاج وذوق. والرجل كان متعدد الشواغل والمواهب، فهو مناضل في الحزب الشيوعي ونائب في الكنيست فضلا عن أنه كاتب مثابر وصحافي لامع. هذه المواهب العديدة كانت أحيانا ابتلاء ونقمة لا نعمة فقد ورّطت إميل حبيبي في مواقف ملتبسة لم تكن جميعها محل إجماع، تنازع المثقفون والمناضلون عليها وناله منهم في أحيان كثيرة خصومة وشقاق.
على أن إميل حبيبي مضى في سبيله ولم تعد حياته السياسية تهمنا بمقدار ما تهمنا حياته الأدبية، وإذا كانت مواقفه قد صارت في التاريخ وقدمت وربما تخطاها الزمن، إلا أن أدب إميل حبيبي يزداد في نظرنا نضارة وقوة، بل ويزداد استشرافا، فمَن من القراء العرب لم يستشهد بتسمية المتشائل في عديد من مواقفه ومواقف غيره، إلا أن قراءة جديدة أو زيارة جديدة لكتاب حبيبي «الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل» كافية لننعم برحلة ماتعة مع أسلوب وملاحظة وحس مفارقة ولعبة لغة قلّ نظيرها في أدبنا المعاصر.
المتشائل كلمة ينحتها إميل حبيبي من مفردتين «المتفائل والمتشائم» وهي تعني موقفا بين بين. لا يذهب في التفاؤل ولا يذهب في التشاؤم، والحال أن المتشائل، أي موقف اللاموقف يكاد يكون الاسم الأصح لمواقفنا جميعها.
«المتشائل» نسميه اختصارا ليس رواية بالمعنى الذي نعرفه للرواية لكنها ليست نوعا آخر غير الرواية. فالمتشائل سرد ولربما صح أن نسميه حكايات، إلا أن للحكاية كما نعرفها بنية أخرى، فهي أقصر وأكثر ضغطا، ومتشائل إميل حبيبي سرد سيال. لعلنا لا نخطئ إذا شبهنا كتاب «المتشائل» بالأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، فمثل الأغاني «المتشائل» كتاب أخبار ومثل الأغاني تتصل الأخبار ببعضها البعض وتتناسل من بعضها البعض. سبق أن شبّه كتاب حبيبي بألف ليلة وليلة والأرجح أن شبهه بكتب الأخبار والحوليات والتواريخ أكثر، لكننا نستنتج من ذلك أن حبيبي نسج في المتشائل وسواها رواية مثالها قائم في التراث.
ثم أن المتشائل هي في الواقع رواية فلسطين التي تحولت منذ قيام إسرائيل الى بلد الأعاجيب والمفارقات والغرائب التي يعمر بها الواقع ولا تحتاج الى كثير من الخيال، فانتازيا حبيبي واقعية بل تاريخية، وهي قائمة على أن الواقع في بلاد كهذه أغرب من الخيال.



==
اميل حبيبي
=
Imil (Emile) Shukri Habibi (Arabic: إميل حبيبي‎, 28 January 1922 – 2 May 1996) was an Israeli-Palestinian writer of Arabic expression and a communist politician, son of a Christian family.
In 2005, he was voted the 143rd-greatest Israeli of all time, in a poll by the Israeli news website Ynet to determine whom the general public considered the 200 Greatest Israelis.
Biography</SPAN>

Habibi was born in Haifa on Aug. 29, 1922 in today's Israel, which at that time was part of the British Mandate of Palestine. Born into a ProtestantPalestinian Arab family (his family had originally been Arab Orthodox but converted to Protestantism due to disputes within the Orthodox church) In his early life he worked on an oil refinery and later was a radio announcer.
Under the Mandate he became one of the leaders of the Palestine Communist Party. When the 1948 Arab-Israeli War began in 1948 he stayed in Haifa while many others chose or were forced to leave the country. As a result he was granted Israeli citizenship. After the war he helped to create the Israeli Communist Party and established the Israeli communist paper Al-Ittihad.
He stayed in Haifa his whole life. His gravestone reads (at Habibi's own request): "Emile Habibi – Remained in Haifa."
Political career</SPAN>

Habibi was one of the leaders of the Palestine Communist Party during the Mandate era. He supported the 1947 UN Partition Plan. When Israel became a state he helped form the Israeli communist party ICP. He served in the Knesset between 1951 and 1959, and again from 1961 until 1972, first as a member of Maki, before breaking away from the party with Tawfik Toubi to found Rakah. After a conflict about how the party should deal with the new policies of Mikhail Gorbachev he left the party in 1991.
Writing</SPAN>

Habibi began writing short stories in the 1950s, and his first story, "The Mandelbaum Gate" was published in 1954.
In 1972 he resigned from the Knesset in order to write his first novel: The Secret Life of Saeed the Pessoptimist, which became a classic in modern Arabic literature. The book depicts the life of an Israeli Arab, employing black humour and satire. It was based on the traditional anti-hero Said in Arab literature. In a playful way it deals with how it is for Arabs to live in the state of Israel, and how one who has nothing to do with politics is drawn in to it. He followed this by other books, short stories and a play. His last novel, published in 1992, was Saraya, the Ogre's Daughter.
Literary prizes

In 1990 Habibi received the Al-Quds Prize from the PLO. Two years later (in 1992) he received the Israel Prize for Arabic literature.[2][3] His willingness to accept both reflected his belief in coexistence. Though after accepting the Israel Prize a debate set off among the Arabic intellectual community. Habibi was accused of legitimizing the Israeli anti-Arab policy. Habibi replied to the accusations: "A dialogue of prizes is better than a dialogue of stones and bullets," he said. "It is indirect recognition of the Arabs in Israel as a nation. This is recognition of a national culture. It will help the Arab population in its struggle to strike roots in the land and win equal rights".[4]
Published works

1969: Sudāsīyat al-ayyām al-sittah
1974: Al-Wakāʾiʿ al gharībah fī ikhtifāʾ Saʿīd Abī al-Nash al-Mutasāʾil (translated as The Secret Life of Saeed the Pessoptimist)
1976: Kafr Qāsim (Kafr Kassem)
1980: Lakʿ bin Lakʿ (play)
1991: Khurāfīyat Sarāyā Bint al-Ghūl (translated as Saraya, the Ogre's Daughter)
==
للأسف لا يوجد شيء يذكر عن طفولة أميل حبيبي غير انه من مواليد عام 1921 وفي النص الانجليزي عام 1922 ...لكن يكفيه أن يكون يتيم الوطن، ويمكن أن نقدر بأن ما حصل معه يوازي ما حصل مع غسان كنفاني والفرق الوحيد بأن غسان نفي من الوطن بينما بقي في حيفا..وهي الكلمات التي طلب أن تحفر على قبره وهي مؤشر لما عاناه تحت الانتداب ومن ثم الاحتلال.

مجهول الطفولة لكنه يتيم الوطن .

قديم 11-14-2011, 11:50 PM
المشاركة 39
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع الروعة في رواية :


الزمن الموحش

حيدر حيدر
الزمن الموحش , رواية الاديب السوري حيدر حيدر الصادرة في أوائل السبعينيات بعيد هزيمة حزيران عام 1967، شكلت انطلاقة جديدة للرواية العربية بعد الهزيمة باعتمادها تيار الوعي وتيار الوعي أسلوب يقدّم الشخصيات وأفكارها كما تطرأ في شكلها الواقعي العشوائي وهو تقنية تكشف عن المعاني والإحساسات من دون اعتبار للسياق المنطقي أو التمايز بين مستويات الواقع المختلفة وهو فن في وصف الحياة النفسية الداخلية للشخصيات بطريقة تقلّد حركة التفكير التلقائية التي لا تخضع لمنطق معين ولا لنظام تتابع خاص ,ويُجري المؤلف على هذا التيار عملية اختيار مبدئية واعية، إذ إنه لا يختار من عناصره سوى ما يتفق ومقتضيات روايته من حديث نفسي أو رؤية أو حلم، أو ملاحق، مثل مراثي إرميا أو بعض القصائد النثرية ـ . وقد يستند إلى تداعي الذكريات ثم الحلم في تقنية رصد تيار الوعي عند شخصياته.لم يكن حيدر حيدر في استخدامه تيار الوعي في رواياته مقلّداً رواد هذه النزعة في الغرب، ، بل كانت له سيرته الخاصة التي تطورت فيها هذه النزعة عبر روايات أربع الزمن الموحش، وليمة لأعشاب البحر، مرايا النار، شموس الغجر ففي روايته هذه (الزمن الموحش) يجري السرد بضمير المتكلم، فالراوي / السارد هو الشخصية التي تتحدث عبر تداعي الذكريات ثم الحلم في تقنية رصد تيار الوعي لتجاربها وتجارب الرفاق الآخرين في واقع التسكع والضياع الذي يعيشونه بين التنظير الأيديولوجي والخمر والنساء، حيث يتقاطع الصحو/ المحو: الارتطام بالواقع/ الضياع، الحلم/ انكسار الحلم. ويضع أسلوب تيار الوعي الحدث في المكان الثاني، لأنه يضع تقديم مدركات الشخصية وأفكارها في المقام الأول، وبذلك تتراجع الحبكة إلى المكان الثاني لتتقدم عليها التداعيات ورصد الرؤيا والحلم وتداخل صوت الراوي/ المؤلف مع صوت السارد/ الشخصية. إنها النقلة الأولى في تطور الرواية السورية تمت بعد هزيمة حزيران باستخدام أسلوب تيار الوعي.

==

الزمن الموحش
كتب أيمن قحف
في عام 1973 أصدر الكاتب الكبير حيدر حيدر روايته " الزمن الموحش " ، وبالنسبة لي أقتنيها منذ عام 1985 وأقرؤها بين الفترة والأخرى كاملة أو مقاطع منها وأصنفها بأنها " أهم ما كتب وما سيكتب !!...
في كل مرة أقف احتراماً لهذا الرجل العظيم ، الذي قرأ الواقع والتاريخ والجغرافيا والنفس الإنسانية ..
الرجل الذي يعيش اليوم على شاطئ " الوطى " في حصين البحر يصطاد السمك ويتأمل الدنيا وحيداً من الخلان ..
اليوم فقط أشعر أنا وصلنا حقاً إلى الزمن الذي تحدث عنه حيدر حيدر ، الزمن الموحش.

الزمن الموحش :
.... وكان أن جاء زمان عصيب لم نحسب له حساباً فيما مضى ، زمان تساوى فيه الحب والكراهية ، الابداع والغباء ، الانتهاز والثورة ، وفي ذلك الزمان الفاجع نمت الأعشاب الضارة وراحت تمتص جذور الخصب والحب. زمان شبيه حد المدية، وملايين البشر كانوا يعبرون فوق ذلك الحد ، وكان الكثيرون يخبون نحو الشمس المحرقة ، بينما كان آخرون يغربون باتجاه اللج ، وكانت الذاكرة وحدها المنجى من هلاك محقق ، وفي أي مكان من أرض العبور لو سألت العربي : إلى أين تمضي ؟ لأجابك : مع الريح !
.................................
كنا اثنين الآن ، وبيننا مسافة . انكسرنا إذن. كسراً لا جبر له .
ما عاد لنا غير هذا التابوت الليلي نتحرك فيه ننثر آخر المراثي ، ونرش روائح البخور..
نحن المحمولون اليوم لا الآباء ، النفوس افترسها ذل وانتهاك ، رجها رجها حتى صارت في لون الغرين. هشيم ، مساحة اندلعت فيها حرائق شاسعة عصية على الإطفاء.

راني غضب و غريب في ليل جهم . وأنت هنا . لا راحلاً ولا مقيماً. قائم بين السيف والنطع بعد أن لمع البرق أخيراً، شاطراً قوس قزح إلى ألوانه الأساسية .
تقف على مفترق الدروب الثلاثة : درب السد السائر فيه لن يرد . ودرب الحريق ودرب الغريق . وعليك أن تختار يا علاء الدين !

==
كانت المفاجأة أكثر من سارة لي عندما علمت أن الكبير حيدر حيدر ، رغم صداقته معالبحر وبعده عن الناس والتكنولوجيا ، قد قرأ المقتطفات والتقديم الذي ننشره فيسيريانديز عن "الزمن الموحش" ومقاربته في روايته العظيمة للزمن الحاضر...
ولعلما هو أكبر من المفاجأة هي أن حيدر حيدر نفسه "فوجئ " بما قرأه من أدبه العتيق وكيفينسحب في كثير من تفاصيله على واقعنا المعاش رغم أن الرواية عمرها 38 سنة !
يقوللي الكبير حيدر : أنا عندما أنجز الرواية وتنشر لا أقرؤها أبداً ، ولم أعد لقراءةرواياتي إلا في حالات خاصة مثل الجدل الكبير الذي حصل مؤخراً حول رواية "وليمةلأعشاب البحر " فاضطررت لقراءتها مجدداً.
ويضيف أنّ اتصالات كثيرة أبلغته بماينشره في سيريانديز مما حفّزه ليطلع على النصوص و دهشته هو الآخر لما خطه قلمه منذقرابة أربعة عقود.
أقول لحيدر: كأني أعيش الآن زمنك الموحش؟
يجيب: وأنا مثلكفوجئت بحجم الشبه بين أجواء الرواية وما يجري حالياً وأقدر لك حسن الاختيار، بالفعلإنه زمن موحش...!
وأسأله: هذا مؤشر على حجم وقيمة المثقف المبدع الذي يقرأالحاضر والمستقبل وأنتم ثروتنا الحقيقية، أليس من المعيب أن تمرّ أزمنة يلاحق فيهاالمثقفون وتمنع رواية مثل الزمن الموحش..؟!
يقول حيدر: صحيح، لقد منعت الزمن الموحش مرتين الاولى بعد نشرها بقليل وأتيت إلى وزير الإعلام المرحوم أحمد اسكندرأحمد فقرأها وقال لي: لا أرى فيها ما يوجب منعها فقلت له: أصدر أوامركإذاً...
وبعد سنوات منعت مرة أخرى ولفترة طويلة إلى أن زرت رئيس اتحاد الكتابالعرب علي عقلة عرسان الذي ساعد في السماح بنشرها مجدداً...
ويستطرد حيدر: إن الرقيب يشبه الصياد الذي يتلطى في زاوية مهجورة لينقضّ على فريسته أو يطلق عليهاالنار والرقيب على الثقافة يقوم بنفس الدور فما قيمته إن لم يطلق النارعلينا...!!
أقول لحيدر الكبير: أحاول أن أكون بعقلية علمية ومع ذلك لا يمكنني إلا أن أقول عن الزمن الموحش أنها أفضل ما كتب وما سيكتب في الأدب العربي لأنها ملحمة بكل معنى الكلمة وهي رواية فيها من الشعر والشاعرية الشيء الكثير.
فيقول حيدر: من الضروري على الأديب أن يكون شاعراً فالشعر يمسك بمفاصل الحدث ويصل إلى عمق الأحداث وليس إلى ظاهرها، وكما تعلم فإن الكثير من الأطروحات الأكاديمية أنجزت حولرواياتي وآخرها كانت لطالب من لبنان صنّف فيها الزمن الموحش لأنها تنتمي إلى مابعدالحداثة، واعتبرها حالة مميزة في اللغة والجرأة مستخدماً وصف التطرف، وبالفعل تجرأتأن أهاجم وأتحدث عن الثالوث المحرم: الدين والجنس والسياسة لأخرج برواية حداثية كماوصفها الباحث، وفي الحقيقة أوافق على وصفه لي بالمتطرف وإن لم يكن بمفهوم هذاالزمان، فنحن - كمثقفين - لو لم نكن متطرفين لما وصلنا إلى هنا ولا استطعنا تشريحالعالم والحياة والتقاليد ولما استطعنا مهاجمة المفاهيم البالية المنحطة، التينضربها بهذا التطرف.
وهكذا عندما تلتقي بأناس مثلك سيقولون لك أنك تتحدث باسمهم،وعندما تلتقي بالناس التقليديين فسيتهمونك بخرق التقاليد والمحرمات. وكيف تمضي أيامك ؟
يقول الكبير حيدر حيدر : كما تعلم فإن أبناء جيلي من الأدباء رحل معظمهممن سعد الله ونوس إلى الماغوط وغيرهم ، وعندما أزور دمشق لا ألتقي أحداً فقط أزورابني ، وهنا في حصين البحر ألتقي الكثير من الناس ولا نتحدث أبداً في الأدب بل فيأمور الحياة ويسألونني عن رأيي في قضايا معينة فأجيب ..
أيمن قحف
(سيريانديز)

==
نبذة:
مثل سراب خادع يلمع فوق سهوب بعيدة... سراب يمتد ويمتد، هكذا يبدو الآن ركام حكايات "الزمن الموحش" شفافاً لامعاً، عصياً على اللمس، عصياً ربما على الإدراج، حكايات حيدر حيدر التي أفلتت في غروب يوم كئيب مع شمس دمشقية، تهوي بلا استئذان خلف قمة قاسييون الأجرد لتحكي زمن الفشل العربي... قصص تمتزج بالأسى... باللوعة... بالحزن...

قديم 11-14-2011, 11:51 PM
المشاركة 40
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديب والروائي حيدر حيدر

ولد الأديب والروائي حيدر حيدر في العام 1936 في قرية سورية صغيرة تقع على هضبة مشرفة على البحر تابعة لمحافظة طرطوس اسمها حصين البحر، وفي قريته تلقى دراسته الابتدائية. بعد اتمام دراسته الاعدادية في مدينة طرطوس في العالم 1951 ينتسب إلى معهد المعلمين التربوي في مدينة حلب حيث يواصل دراسته ويتخرج في العام 1954.

في العام الثاني من الدراسة في المعهد ظهرت ميوله الأدبية، وبتشجيع من مدرّس اللغة العربية ولفيف من الأصدقاء، كتب محاولته القصصية الأولى بعنوان مدارا، فنشرت على صفحات مجلة محلية تصدر في حلب. البدايات الثقافية والأدبية عبر القراءة والمطالعة في ذلك الزمن، جاءت من عوالم الرومانسية العذبة. عالم جبران خليل جبران، آلام فرتر للشاعر الألماني غوته، تحت ظلال الزيزفون، العبرات، النظرات للمنفلوطي. روايات محمد عبد الحليم عبد الله، المازني، احسان عبد القدّوس، يوسف السباعي، محمود تيمور، محمد حسين هيكل، طه حسين وآخرون لا يّتسع المجال لذكرهم هنا.

في مطالع الخمسينات كان المناخ السياسي في سوريا مضطربا، موّارا باتجاهات وأفكار وتنظيمات وانقلابات. اضطراب ما بعد الاستقلال. كما بدت الحياة السياسية آنذاك غارقة في الفوضى والاضطراب بعد الهزيمة العسكرية في فلسطين....

في هذا المناخ المضطرب، حيث الديكتاتورية العسكرية للشيشكلي كانت المهيمنة على البلاد، اختار الأديب والروائي حيدر حيدر التيّار العروبي-الوحدوي وانخرط فيه مقاوما للديكتاتورية، مع بقية رفاقه وزملائه من الطلاب، إلى جانب العمل الدراسي في المعهد.

في تلك الحقبة كانت البلاد في حالة غليان وسخط، عبّرت عنها المظاهرات والاضرابات الطلابية والشعبية المعادية للسلطة العسكرية، عدوّة الحرية والديمقراطية.

بعد التخرّج من المعهد وممارسة التدريس لعقد من الزمن، انتقل حيدر حيدر إلى دمشق العاصمة، حيث المناخ الأدبي متوافر من خلال وجود الكتّاب والمثقفين والحركة الثقافية النشطة.

في دمشق بدأ ينشر قصصاً في الدوريات اليومية والشهرية، وكانت مجلة الآداب اللبنانية أبرز المنابر التي كتب فيها قصصه الأولى، التي صدرت في مجموعة حكايا النورس المهاجر في العام 1968.

بعد تأسيس اتّحاد الكتّاب العرب في دمشق في العام 1968، وكان أحد مؤسّسيه وعضوا في مكتبه التنفيذي، نشر حيدر حيدر مجموعة الومض في العام 1970 بين مجموعة من الكتب كانت أولى اصدارات الاتّحاد. في العام 1970 يغادر دمشق إلى الجزائر ليشارك في ثورة التعريب أو الثورة الثقافية كما يسمّيها الجزائريون، مدرّسا في مدينة عنّاية، في الوقت الذي كان يواصل فيه الكتابة والنشر في الدوريّات العربية.

عن تجربته في دمشق خلال سبعة أعوام، وانخراطه في المناخ الثقافي والسياسي، كتب روايته الأولى الطويلة الزمن الموحش. صدرت عن دار العودة في لبنان في العام 1973.

في العام 1974 يعود من الجزائر إلى دمشق. يستقيل من التعليم ويهاجر إلى لبنان. يعمل ردحا من الزمن في إحدى دور النشر مراجعا ومصحّحا لغويّا.

تصدر له مجموعة الفيضان القصصيّة عن اتّحاد الكتّاب الفلسطينيين في العام 1975 من بغداد، وفي العام 1982 يعاد طبعها مع التموّجات في بيروت عن المؤسّسة العربية للدراسات والنشر.

مع بداية الحرب اللبنانية يلتحق حيدر حيدر بالمقاومة الفلسطينية في اطار الاعلام الفلسطيني الموحّد واتّحاد الكتّاب الفلسطينيين في بيروت.

نذر الحرب اللبنانية كانت تلوح في الأفق. حادثة الباص في عين الرمّانة في 13 نيسان 1975 فجّرت صاعق الحرب. ما تلا ذلك من مجريات الحرب وجنونها ووحشيّتها... قوّض لبنان وهشّمه فتحوّل إلى حطام.

هذه الأحداث الدامية عاشها الأديب حيدر حيدر، وكان في قلب حجمها حتى ما بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت.

يكتب في مقدّمة كتابه أوراق المنفى وهو شهادات عن أحوال زماننا: في فسحة السلام والحرب، فسحة الحياة والموت، كان عليّ أن أواصل سيرة الحياة وسيرة الكتابة. بالكتابة ربّما كنت أتوازن وأنا أترنّح، مولّدا من الكلمات هرمونات مضادّة للموت والجنون وضراوة الحنين إلى المنفى. لقد أتى زمن النار وزمن القتل: زمن الهول. نسير في الخطر، وننام في فراش الخطر، ونكتب في جفن الردى والردى حيّ لا يموت.

في زمن الحرب صدرت له التموّجات والوعول، وأعيد نشر رواية الزمن الموحش ورواية الفهد بعد فصلها عن مجموعة حكايا النورس المهاجر، وأعيد طباعة حكايا النورس والومض ثانية عن دار الحقائق في بيروت.

في أوائل الثمانينات يغادر الأديب حيدر حيدر بيروت إلى قبرص ليعمل في مجلة الموقف العربي الأسبوعيّة، مسؤولا عن القسم الثقافي فيها. لكن رحلة قبرص كانت قصيرة لم تتجاوز العامين، يعود بعدها ثانية إلى لبنان.

في هذا المناخ من ظروف الحرب والسفر، كان يكتب روايته الطويلة وليمة لأعشاب البحر مواصلا العمل فيها على مدى عشر سنوات.

في العام 1985 يعود إلى سوريا، حيث يعيش الآن في قريته حصين البحر، متفرّغا للعمل الثقافي في مجال الكتابة والقراءة وترميم ما تبقى من خراب الزمن المضطرب.

بعد عودته إلى وطنه، إثر غياب حوالي أربعة عشر عاماً، صدرت له كتب جديدة هي: أوراق المنفى مقالات وشهادات. مرايا النار رواية غسق الآلهة مجموعة قصص شموس الغجر رواية. كما أعيدت طباعة كتبه في بيروت ودمشق.

ترجمت له قصص إلى اللغات الأجنبية: الألمانية، الإنكليزية، الفرنسية، الإيطالية والنرويجية. كما يجري العمل في ترجمة روايته مرايا النار إلى اللغة الإسبانية.

انجزت في كتبه رسائل جامعية عربية للدراسات العليا والماجستير في أكثر من بلد عربي: المغرب، تونس، الأردن، مصر وسوريا.

مؤلفات الأديب والروائي حيدر حيدر
- حكايا النورس المهاجر (قصص) الطبعة الأولى: 1968 وزارة الثقافة السورية-دمشق. الطبعة الثانية: 1977 دار الحقائق-بيروت. الطبعة الثالثة: 1999 دار ورد-دمشق أخرجت كفيلم عام 1972 ونال عدّة جوائز منها جائزة مهرجان لوكارنو، مهرجان كارلو فيفاري، مهرجان دمشق للسينما الجديدة.


- الفهد (رواية) الطبعة الأولى: 1968 وزارة الثقافة السورية-دمشق. الطبعة الثانية: 1977 دار ابن رشد-بيروت. الطبعة الثالثة: 1978 دار ابن رشد-بيروت. الطبعة الرابعة: 1991 دار الحصاد-دمشق.


- الومض (قصص) الطبعة الأولى: 1970 اتحاد الكتاب العرب-دمشق. الطبعة الثانية: 1977 دار الحقائق-بيروت. الطبعة الثالثة: 1999 دار ورد-دمشق. - الزمن الموحش (رواية) الطبعة الأولى: 1973 دار العودة-بيروت. الطبعة الثانية: 1979 المؤسّسة العربية للدراسات والنشر-بيروت. الطبعة الثالثة: 1991 دار أمواج-بيروت.

- الفيضان (قصص) الطبعة الأولى: 1975 اتحاد الكتاب الفلسطينيين-بغداد. الطبعة الثانية: 1982 المؤسّسة العربيّة للدراسات والنشر-بيروت. الطبعة الثالثة: 1986 دار الحوار-اللاذقية-سوريا.

- كبوتشي (سيرة حياة ونضال كبوتشي) الطبعة الأولى: 1978 دار ابن رشد-بيروت.

- الوعول (قصص) الطبعة الأولى: 1978 دار ابن رشد-بيروت. الطبعة الثانية: 1989 دار الحصاد-دمشق.

- التموّجات (قصتان) الطبعة الأولى: 1982 المؤسّسة العربيّة للدراسات والنشر-بيروت. الطبعة الثانية: 1986 دار الحوار-اللاذقية-سوريا.

- وليمة لأعشاب البحر نشيد الموت (رواية) الطبعة الأولى: 1984 قبرص-الناشر: حيدر حيدر. الطبعة الثانية: 1988 دار أمواج-بيروت. الطبعة الثالثة والرابعة: 1992 دار أمواج-بيروت. الطبعة الخامسة والسادسة: 1997 دار ورد-دمشق.

- مرايا النار فصل الختام (رواية) الطبعة الأولى: 1992 دار أمواج-بيروت. الطبعة الثانية: 1995 دار بترا-دمشق. الطبعة الثالثة: 1998 دار ورد-دمشق. - أوراق المنفى شهادات عن أحوال زماننا (وثائق). الطبعة الأولى: 1993 دار أمواج-بيروت.
يضمّ العديد من المقالات التي نشرها في مجلات أدبيّة مختلفة (1987-1974).

- غسق الآلهة (قصص) الطبعة الأولى: 1995 دار أمواج-بيروت. الطبعة الثانية: 1995 دار بترا-دمشق. الطبعةالثالثة: 1996 دار ورد-دمشق.

- شموس الغجر (رواية) الطبعة الأولى: 1997 دار ورد-دمشق. الطبعة الثانية: 1998 دار ورد-دمشق.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 31 ( الأعضاء 0 والزوار 31)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 06:06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.