قديم 01-28-2016, 04:22 PM
المشاركة 21
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاستاذ خالد

نعم طبعا كل الامور مرتبطة حتما ولكني لا اصدق هذه القصة عن ذلك الشيخ أبدا فهل يعقل ان يكون هناك شيخ بهذه البلاهة لا يعرف الفرق بين المسجد ودار البغاء ؟

نحن هنا في هذا الحوار نريد ان نركز على ظاهرة الربيع العربي نريد ان نضع هذا الحدث الجلل تحت المجهر نحلله ونفهمه لنعرف ما الذي حدث وأين تتجه الامور ضمن هذه المحاور ....


للفائدة ولانجاح الحوار نريد هنا ان نحصره بموضوعة "الربيع العربي" ومن خلال هذه المحاور :

- ما هي اسباب اندلاع الربيع العربي ؟ هل كانت اسباب انفعالية لا تمت للواقع بصلة حيث كان اشعال البوعزيزي النار في نفسه السبب المباشر؟ ام هي نتاج واقع مرير وظلم اجتماعي فادح؟ ام ان هناك اصابع خفية؟

- كيف نفهم واقع الربيع العربي الان؟ وما هي اسباب فشله الظاهر المدوي؟ هل الاسباب الدولة العميقة والثورة المضادة ؟ اوهم العسكر وتبعيتهم الى دول النظام العالمي ؟ او الاصابع الخفية؟ ام هو عجز في الذين قاموا بالثورة ( شريحة الشباب ) وغياب البديل المنظم؟ وعجز القوة المنظمة الوحيدة (التنظيمات الاسلامية )عن الارتقاء الى مستوى الطموحات المتوقعة وفشلهم في التعامل مع الامور بواقعية؟

- اين تتجه الامور؟ ما هي التوقعات لما يجري في الدول العربية التي تعرضت لهزات الربيع العربي؟ هل تستقر الامور للثورة المضادة كما حصل في مصر؟ والثورة المضادة المتحالفه مع القوة الاسلامية كما حصل في تونس؟ ام ان الحروب الاهلية هي التي سوف تندلع لحين استقرار الامور لناحية الثوار؟ هل يتكرر ما جرى في فرنسا؟ اي ان تستمر الثورات ومخاضها سنوات عديدة ثم تستقر لشريحة المظلومين؟ هل تمتلك الانظمة الظالمة القدرة على استعادة الامور وفرض الاستقرار بالجزمة العسكرية؟ ام انها حلاوة الروح وهم حتما اصبحوا من الماضي؟
اي ما هو مستقبل ثورات الربيع العربي؟




قديم 01-28-2016, 07:19 PM
المشاركة 22
خالد أبو إسماعيل
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
https://youtu.be/zxw_IA486ckاك الرابط يروي الشيخ سعيد الكملي عن الشيخ علي الطنطاوي في مذكراته .

قديم 01-28-2016, 07:46 PM
المشاركة 23
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
اشكرك استاذ خالد على الرابط لكن سؤالي لك وهو الذي نبحث عن نظيره هنا هو ما السبب الذي دفع تلك الفتاة الي دار البغاء في رايك ؟
على الاغلب انه الفقر حتما وغياب العدالة الاجتماعية والفساد وهي الاسباب التي تفتك في المجتمعات فتتسبب في مثل هذه الامراض الاجتماعية والثورة هي الوجه الايجابي المعبر عن رفض ذلك الواقع المرير حتما ...
في المجتمعات المريضة ترتفع أيضاً نسبة الانتحار ولا عجب ان يكون السبب المباشر في قيام ثورة تونس والتي جرت خلفها الثورات الاخرى.... انتحار شاب يتيم كان يحاول العمل بائعا متجولا او على قارعة الطريق ليوفر لعائلته لقمة العيش الكريم ...لان المجتمعات الاخرى كانت تعاني من نفس المرض ....
كل ذلك يقول بان المسبب للثورات هو عوامل محلية فلا ايدي خفية وانما اصابع حكومات ظالمه تسببت في كثير من الالم ...
*

قديم 01-29-2016, 07:21 PM
المشاركة 24
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاستاذ عبدالله

تقول " الربيع العربي لم ولن ينتهي "

- استاذ عبدالله الا ترى بان هذا يتنافى مع الواقع

تونس ....يحكمها تحالف من الدولة العميقة والإسلام السياسي وواضح ان هناك حراك داخلي على الاغلب انه سينتهي بسيطرة اتباع النظام القديم من جديد فتنتصر الثورة المضادة... والدليل محافظة القصرين وما يجري فيها والانقسام وإعادة الاصطفاف في الحزب الحاكم الذي هو من الدولة العميقة اصلا

مصر ....الثورة في خبر كان عمليا وتحالف العسكر مع الدولة العميقة يسيطر بالقوة المفرطة على الامور وربما ان المخرج الوحيد انقلاب عسكري جديد والدليل رابعة وأخواتها

ليبيا.... حدث ولا حرج ويبدو ان الامور تتجه نحو الأسوأ وقد يكون هناك تدخل اجنبي وسيكون هناك حاجة لعمر مختار جديد لتخليص البلاد والدليل بني غازي تنتظر الغزو

سوريا ...اصبحت أثرا بعد عين وتحولت الي مكب للنفايات الروسية والدليل مضايا وأخواتها

اليمن ...وانت من اليمن وأدرى بشعابها يبدو ان أركان النظام القديم ما تزال قائمة ومتماسكة وتقاتل بدعم الاجنبي والدليل تعز وجبالها وربما تحتاج الامور لعشر سنوات حتى يتم إنجاز الثورة والقضاء على كل اجهزة الدولة العميقة والصعود الي صعدة وتحريرها وربما ان الثورة في اليمن لديها افضل فرصة للنجاح بفضل عاصفة الحزم ...

المشكلة التي تواجهها هذه الثورات هي رفض النظام العالمي لها لانها تمثل خروج عن النص والإرادة الاستعمارية ولن يكون من السهل نجاحها في ظل تحالف الدول العظمي التي تسعى بكل قوتها وخبثها الي ان يظل الحال على ما كان عليه ...

ان فشل الثورات العربية هو مصلحة غربية شرقية ولذلك نجد العالم قد تحالف وسعى ويسعى لافشالها فكيف لها ان تنجح ؟



*

قديم 01-29-2016, 08:52 PM
المشاركة 25
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الثورات العربية تنتظر عقيدتها السياسية

عبد الفتاح ماضي
كاتب وباحث أكاديمي

ما ينقص الثورات التي أشعلتها الشعوب العربية هو التفاف الثوار وكل من له مصلحة في تحقيق أهدافها حول مرجعية عليا وعقيدة سياسية واحدة يتم على أساسها بناء نمط جديد للسلطة، والتأسيس لإعادة توحيد المنطقة من جديد.

سنن الكون*
الدويلات العربية القطرية المستبدة
ما العمل؟
ليس للثورات المضادة في عالمنا العربي بعد خمس سنوات من اندلاع الثورات العربية من أجل الحرية والكرامة والعدالة أي مستقبل
، لأنها ضد حركة التاريخ وتعبر عن ردة إلى الوراء، ولم يُكتب لمثيلاتها بالقرن العشرين أن تنجح، رغم أنها كانت أكثر ذكاء وحكمة. فالثورات المضادة تعزز بشكل متسارع التناقضات التي أوجدها نمط السلطة التي أقامته الدويلات القطرية في النصف الأول من القرن العشرين.
إن ما ينقص الثورات التي أشعلتها الشعوب العربية هو التفاف الثوار وكل من له مصلحة في تحقيق أهدافها حول مرجعية عليا وعقيدة سياسية واحدة يتم على أساسها بناء نمط جديد للسلطة، والتأسيس لإعادة توحيد المنطقة من جديد.
سنن الكون
تستهدف الثورات، مثلها مثل كل حركات الإصلاح الحقيقية، إعادة بناء السلطة في المجتمع على أسس مختلفة تماما عما كان سائدا قبلها، استنادا إلى ثلاثة أركان رئيسية على الأقل كما تخبرنا التجارب التاريخية.
*
"تستهدف الثورات إعادة بناء السلطة في المجتمع على أسس مختلفة تماما عما كان سائدا قبلها، استنادا إلى ثلاثة أركان رئيسية على الأقل،*هي العقيدة السياسية, والمؤسسات السياسية, الوحدة الطبيعية"
الأول: العقيدة السياسية، فما من كيان سياسي أو حضارة إلا وقامت على مرجعية عليا يتم تطويرها عبر عملية تاريخية ممتدة، تعبر عن تطور اجتماعي معقد وتتفاعل فيها العقول مع احتياجات الواقع وتظهر خلالها سلسلة من التوافقات الوطنية الواسعة.
*
وتظهر المرجعية في شكل مبادئ أساسية وقيم عليا يستند إليها الأفراد والجماعات والسلطة بمؤسساتها المختلفة في تحديد معايير الانتماء والهوية الجامعة، وأدوات الضبط السياسي والاجتماعي في المجتمع، وطبيعة العلاقات بين الجماعات والأفراد داخل المجتمع وبين هؤلاء والسلطة، واختيار الأولويات في مرحلة تاريخية معينة.
وهذه العقيدة بهذا المعنى لا يمكن لا فرضها على (ولا استيرادها من) الآخرين دون عمليات توطين ومواءمة.
*
هكذا سارت الأمور في كثير من الحضارات القديمة والحديثة مع اختلاف سند مرجعياتها من كهنوتية دينية (كالحضارات القديمة في مصر وبابل وآسيا وفي أوروبا العصور الوسطى) أو إسلامية (تجمع بين مبدأ التوحيد والقيم الدينية التي تنظم الدين والدنيا وبين العقل وحرية التفكير والإبداع في إنزال هذه القيم على الواقع المتغير زمانا ومكانا) أو وضعية (كالحضارة الغربية الحالية التي تقوم على مبادئ عصر التنوير الأوروبي).
الثاني: المؤسسات السياسية، وهي لا تنشأ من فراغ وإنما كنتاج لتطور تاريخي ممتد وثمرة لصراعات وتوازنات مختلفة بالمجتمع، وتعبيرا عن تلك المرجعية وأداة لتحقيق غاياتها.
وتأخذ هذه المؤسسات شكل مجموعة من القيم والقواعد والإجراءات والممارسات والحوافز والجزاءات التي تنظم علاقات السلطة وتدير الصراعات بين الرؤى المختلفة بطرق سلمية، وتحدد آليات وتفاصيل عملية الحكم، كشروط ومؤهلات الحكام والموظفين العموميين، وكيفية مراقبتهم ومحاسبتهم، وكيفية ممارسة السلطة واتخاذ القرار وحدود هذه القرارات.
ولهذا ليس من المتصور، مثلا، أن تصدر المؤسسات الحاكمة في أميركا أو فرنسا قانونا يخالف قيمة جوهرية من قيم الفلسفة الليبرالية (المرجعية العليا هناك) كحرية الرأي أو الملكية الخاصة.
وهذا الركن غير مطلق إذ أثبت التاريخ أن الحضارات تتفاعل بشأنه وتقتبس بعضها من بعض.
الثالث: الوحدة الطبيعية، أي مراعاة العوامل التي تربط بين الشعب الواحد كالعوامل الثقافية والدينية واللغوية والتاريخية والإثنية وغيرها.
وقدمت الحضارت الكثير من النماذج، منها الحضارة العربية الإسلامية التي ضمنت تنوعا وتسامحا وتعايشا ثقافيا ودينيا وعرقيا لم تشهده معظم الإمبراطويات السابقة عليها.
وفي القرنين الماضيين وصل الغربيون لمبدأ القوميات الذي يرفض نظريا*تقسيم الأمة الواحدة إلى عدة دول أو تجميع عدة أمم في دولة واحدة، وعلى أساسه توحدت إيطاليا وألمانيا وظهرت دول قومية أخرى بكل قارات العالم.
*
الدويلات العربية القطرية المستبدة*
دويلاتنا العربية التي ثارت الشعوب ضدها بعد عقود قليلة من ظهورها تمثل الشكل الأسوأ في تاريخ المجتمعات العربية والإسلامية، لأنها تناقضت مع الأركان الثلاثة السابق ذكرها.
"لم تفلح فكرة القومية العربية بمفردها في القيام بالأدوار التي تقوم بها المرجعيات بالدول الحديثة، وأخطأ من تصور أن العقيدة السياسية للدولة الحديثة الغربية تجاوزت التراث الديني والتاريخي القديم"
أولا: نشأت الدولة القطرية بدون عقيدة سياسية متسقة مع ثقافة مجتمعاتها وتراثها، وهذ يتناقض مع سنن تكوين الدول ونظم الحكم من جهة، ويتجاهل تاريخ وثقافة المنطقة التي يشكل الإسلام الركيزة الأولى لها لا من حيث كونه دينا فحسب وإنما أيضا كوعاء حضاري ومعين قيمي وتراث تاريخي من جهة أخرى.
ولم تفلح فكرة القومية العربية بمفردها في القيام بالأدوار التي تقوم بها المرجعيات بالدول الحديثة، وأخطأ من تصور أن العقيدة السياسية للدولة الحديثة الغربية تجاوزت التراث الديني والتاريخي القديم، وأن الحداثة العربية تقتضي التخلي عن التراث العربي والإسلامي.
والأسوأ أن السلطة بالدويلات القطرية قامت بالسيطرة على الدين سيطرة تامة، ونزع الدين من المجتمع ومن الأفراد، وتوظيفه في خدمة السلطة، بجانب السيطرة على الجامعات والمؤسسات الدينية وتحويل العلماء إلى موظفين يعتمدون على السلطة في معاشهم وتعليمهم وترقياتهم بل وفيما يقولونه على المنابر. واليوم يحرم شيوخ السلاطين التظاهر ضد الثورات المضادة ويصفون الداعين إليها بالتخريب والتآمر.
لم يكن لهذه المعادلة مثيل حتى في الملك العضوض حيث ظلت معادلة هيمنة السلطة في البناء الاجتماعي والسياسي على حساب الدين، لكن لم يتم تأميم الدين، وظل للإسلام مساحة حرة، وظل العلماء يتمتعون باحترام السلطة لهم ولعلمهم، وظهرت مدارس ومذاهب فكرية متعددة، كما ظلت هُوية الدولة هُوية عربية إسلامية، وظل الحكام يرفعون هدف حماية الدين ونشر رسالته وخاضت الجيوش معارك للدفاع عن الإسلام. ورغم أن الدولة العثمانية أوجدت هيئات دينية تابعة كهيئة الإفتاء*ظل الأمر إداريا ولم يقصد منه خلق هيئة تراتبية أو كهنوتية.
ثانيا: ظهرت الدويلات القطرية رافعة شعار أنها ستكون دولة على النمط الحديث، لكنها في الواقع جاءت على النقيض تماما، حيث أقامت سلطة قهرية مستبدة تعمل لمصالح ضيقة، ومرتهنة في بقائها على تحالفات مع قوى داخلية وخارجية معادية لتمكين الشعوب وثقافتها، وسيطرت أقليات (وراثية أو حزبية أو عسكرية) على السلطة والثروة، ولم تعرف هذه السلطة حتى المفهوم الإجرائي للعلمانية، أي الفصل بين الدين والدولة من الناحية الوظيفية مع عدم معاداة الدين.
*
ثالثا: ظهرت الدويلات القطرية في تناقض تام مع منطق وكيان الدولة الحديثة ومبدأ القوميات الذي يهتم أساسا بوحدة الشعوب، وفي ظل أوضاع جيوسياسية شهدت قيام الدول الاستعمارية بعملية خداع كبرى حيث وعدت العرب بدولة عربية موحدة بالمشرق مقابل دعمهم للإنجليز ضد العثمانيين بالحرب العالمية الأولى، إلا أن هدفها كان تمهيد الأرض لدولة يهودية في فلسطين وتقسيم المنطقة إلى دويلات بحدود مصطنعة وبمناطق متنازع عليها بين كل الدويلات تقريبا.*
"نموذج الدولة القومية لم يعد قادرا على البقاء أمام تناقضات النظام الرأسمالي العالمي ونفوذ الشركات عابرة القوميات التي تكاد تقضي على مفهوم السيادة، واتجاه الدول القومية نحو التكتل "
ليست هذه التناقضات بالشيء العابر، فقد ترتب عليها (ولا يزال) الكثير من التداعيات السلبية، كترسيخ التقسيم والحدود، وتسابق الأقليات الحاكمة على التحالف والتبعية للقوى الاستعمارية السابقة في ظل غياب الحد الأدنى من مقومات الدولة في معظم هذه الدويلات، بجانب تضرر الوحدة الثقافية والروحية بين شعوب المنطقة خاصة في ضوء الاختراق الثقافي الخارجي وعمليات غسل المخ والتلقين المذهبي التي تقوم بها أجهزة إعلام النخب الحاكمة، واستدعاء ثقافات فرعية ولهجات محلية لا تقوى بمفردها على الصمود في عالم يتحكم فيه الأقوياء وتستخدم فيه كل أدوات الثقافة للهيمنة والسيطرة. فضلا عن امتداد التناقضات إلى الدولة القطرية الواحدة واندلاع الحروب الأهلية والإقليمية.
*
يحدث كل هذا عندنا بينما نموذج الدولة القومية لم يعد قادرا على البقاء أمام تناقضات النظام الرأسمالي العالمي ونفوذ الشركات عابرة القوميات التي تكاد تقضي على مفهوم السيادة، واتجاه الدول القومية نحو التكتل كما في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية.**
*
ما العمل؟
حققت الثورة أولى خطوات نجاحها بإدراك الشعوب أن بإمكانهم إسقاط الطغاة متى اتحدوا ضدهم، وبادخال الشعب في معادلة السياسة وكسر حاجز الخوف لدى قطاعات كبيرة منهم.
وستظل الشعوب تقاوم الطغاة والثورات المضادة التي تعمل ضد منطق التاريخ وضد الرابطة الروحية والدينية والثقافية واللغوية والتاريخية التي تجمع شعوب المنطقة، وما الثورات وكل صور الاحتجاج السلمية وغير السلمية إلا تعبير عن التناقضات التي تغذيها الثورات المضادة ومحاولة للخروج منها.
أمام ثورات العرب فرصة تاريخية للتغيير والتعبير عن موازين القوة الحقيقية التي تمتلكها هذه الشعوب. ولا يؤخر الشعوب إلا اختلاف نخبتها وقواها الحية واهتزاز بوصلة الثورة منهم، وعدم وجود عقل مدبر لها يدرك عمقها التاريخي ويستوعب معطيات واقعها ويستشرف آفاق وفرص النهوض.
ولن يتم هذا إلا عبر بناء مصالحات تاريخية بين كل التيارات الوطنية على اختلاف أيديولوجياتها وتطوير العقيدة السياسية للثورة انطلاقا من احتياجات الواقع الاجتماعي وحقائق التاريخ، والتي لن تتجاهل في اعتقادي العروبة والإسلام والديمقراطية.
"لا يؤخر الشعوب إلا اختلاف نخبتها وقواها الحية واهتزاز بوصلة الثورة منهم، وعدم وجود عقل مدبر لها يدرك عمقها التاريخي ويستوعب معطيات واقعها ويستشرف آفاق وفرص النهوض"
فالعروبة هي (بمقوميْها اللغة العربية والثقافة العربية) الهُوية الثقافية الجامعة لكل العرب، وليست مواقف وممارسات سياسية معينة تُنسب إلى فئة من الناس دون غيرهم.*وهي الإطار الثقافي والاجتماعي الضروري لحماية الوحدة الوطنية لكل بلد عربي وصد الانقسامات التي تُفرز اضطرابات وحروبا أهلية، وهي السياج الحامي للمجتمعات العربية أمام طغيان النزعات المادية ومحاولات فرضْ ثقافة معينة على كل أمم الأرض وشعوبها.
أما الإسلام*فهو (كإطار حضاري) الوعاء الذي أخرج الوطنية والعروبة من محاور القبيلة واللون والعرق والمكانة الاجتماعية إلى رحاب الانتماء الثقافي والحضاري الواحد الذي أرسى دعائمه عرب الجزيرة العربية المسلمون، ثم ساهم فيه مسلمون غير عرب من الفرس والأكراد والأتراك والبربر، ومسيحيون ويهود عرب وغير عرب.
وأيضا الإسلام كدين سماوي سبق الأمم الأخرى في إيداع مهمة بناء المجتمع وتدبير المصلحة العامة في عقول الناس بعد أن حررها من العبودية للنظريات الكهنوتية ومن جبابرة الأرض وقدّم أسس حكم القانون والحرية والعدل والشورى ومقاومة الظلم ومساءلة الحكام والشفافية والفصل ببن المال العام والمال الخاص.
ويكتسب الانطلاق من الديمقراطية، كنظام للحكم، وليس كفلسفة أو مذهب سياسي، أهمية كبرى، لأن هذا النظام ساهمت في تطويره حضارات شتى، بما في ذلك الحضارة الإسلامية، بجانب أنه لا يمكن تجاهل مكتسبات الحضارة أثناء تطوير نظم حكم وطنية حديثة تنظم العملية السياسية وتحمي الحريات والحقوق وتمهد الطريق لظهور حكومة عربية اتحادية واحدة تدير التنوع العربي وتضع مجتمعاتها على بداية طريق النهضة المنشودة.
المصدر : الجزبرة نت
التعليق الأحدث

el hossein maghrib
ليس هنالك أدنى شك في القول أن من الأسباب والدوافع التي ساهمت بشكل مؤسف في وصول الربيع العربي إلى حالة الحيرة واليأس كانت متجلية كذالك في الصراع الإيديولوجي بين نخب الثورة الذي على إثره تما إفراز مرحلة سوداء من إنعدام الثقة بين أصدقاء الثورة،وإذا كانت الرغبة في إسترجاع هبة الربيع وتحقيق مطالبه فلا يجب إسثتناء فكرة توحيد فصائل الحراك وتحديد أولويات تفوق التعصب الإيديولوجي،

قديم 01-29-2016, 09:08 PM
المشاركة 26
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
يقول عبد الفتاح ماضي كما في مقاله اعلاه

" ليس للثورات المضادة في عالمنا العربي بعد خمس سنوات من اندلاع الثورات العربية من أجل الحرية والكرامة والعدالة أي مستقبل"

فهل صحيح هذا الادعاء ؟

قديم 01-30-2016, 11:11 AM
المشاركة 27
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي

الربيع العربي.. القضية 68 لا تزال مستمرة

"شارع اللصوص".. الضياع في زمن الربيع العربي
أسئلة الربيع العربي الثقافي
هل يبكي "القيصر" العربي؟


الكاتب الحرّ
* ناصر يحيى

إحدى المعضلات التي واجهت ثورات الربيع العربي السلمية*-التي تمر ذكراها الخامسة هذه الأيام- هي*كيفية التعامل مع الأنظمة القديمة التي ثارت عليها الشعوب، وهل يتم الإبقاء على إطارها العام ومؤسساتها أو إسقاطها نهائيا، والتخلص من رموزها البشرية، وتطهير مؤسسات الدولة من نفوذهم، خاصة في المجالات الإستراتيجية كالجيش والأمن والإعلام والقضاء، وإعادة بناء الدولة من جديد!
ومن نافلة القول إن جزءا كبيرا من المعوقات التي واجهها الربيع العربي وأوصلته إلى انتكاسات أو الدخول في حروب أهلية مدمرة كان بسبب نجاح قوى الأنظمة السابقة*-أو الدولة العميقة كما صارت تسمى- في حشد قواها من جديد اعتمادا على أنها ظلت في مجملها سليمة بعد الانتصارات الأولية التي تحققت للربيع العربي.

فقد فرضت ظروف معينة أن تستمر تلك الأنظمة الفاسدة قائمة وفاعلة -بعد التخلص فقط من بعض الرموز القيادية الرئيسية المحترقة- في شخوص وأجهزة ومؤسسات وقوانين تحكم سيطرتها الفعلية على البلاد ومؤسساتها، تحمل معها بذور الحقد والانتقام من الربيع العربي، وتستجمع قواها من جديد حتى انقضت على السلطة واستعادت سيطرتها بشعارات جديدة وتحالفات جديدة، معظمها مع قوى من داخل مربع الربيع العربي نفسه!

القضية 68
يمكن تسمية هذه الحالة "القضية 68" نسبة للفيلم المصري الذي يحمل ذات العنوان والذي ظهر نهاية 1968، فقد جسد الفيلم*-الذي أخرجه صلاح أبو سيف عن مسرحية للكاتب لطفي الخولي- معضلة تعامل الثورات مع خصومها وأعدائها، وهل تجتث جذورهم وتنفذ برامجها على الطريقة الثورية الجذرية أو تتعامل معهم وفق الأسلوب الإصلاحي في إتاحة المجال لهم للانخراط في النظام الجديد.. وعفا الله عما سلف!

"القضية 68" فيلم مصري*أخرج عام 1968 انطلاقا من مسرحية بنفس العنوان للكاتب لطفي الخولي
***** تدور حبكة الفيلم في حارة مصرية (رمز للوطن) تدير شؤونها لجنة الحي (رمز للسلطة وقيادة الدولة) التي تضم نوعين من الشخصيات المتناقضة (رمز للمكونات الشعبية)، الأولى: أقلية من الشباب الثوريين تدعو إلى الحسم والتغيير الحقيقي، والثانية: أغلبية من المهنيين والتجار وأصحاب المصالح الخاصة الذين انضموا إلى لجنة الحي حماية لمصالحهم، ومن دون إيمان حقيقي بالمشاركة الشعبية في الحكم.
ويرأس اللجنة رجل*(قام بالدور الممثل صلاح منصور) ذو شخصية إصلاحية توافقية غير حاسمة يريد إرضاء الجميع، ويدعو لحل كل المشاكل بالتفاهم والحب والهدوء رغم معرفته أن الجناح المصلحي يعمل على إفشاله وإزاحته والحلول محله في قيادة اللجنة!

إحدى أبرز مشاكل الحارة كانت ذلك التشقق الذي ظهر في العمارة التي يملكها رئيس اللجنة نفسه ويتخذ من غرفة في سطحها مقرا لإدارة الحي، ويعكس الموقف من هذا التشقق وكيفية إصلاحه رؤى طرفي الصراع داخل اللجنة،*فالطرف الشبابي الثوري يطالب بحل جذري قبل أن يستفحل الخطر وتسقط العمارة على سكانها، محذرا رئيس الحي من خطورة السكوت على الخلل، وفي المقابل يهون الطرف الآخر داخل لجنة الحي من مشكلة التصدع*إلى العمارة ولا يهتم إلا بمصالحه.

وبسبب نفسيته التوافقية غير الحاسمة لا يميل رئيس الحي إلى حل جذري للتصدع، ويفضل إصلاحه على طريقة الترقيع الظاهري، لكن التصدع يستمر ويمتد*إلى كل العمارة حتى يصير كارثة وتسقط*في الأخير!

الربيع العربي*68
تنازع الإرادة الثورية في الربيع العربي اتجاهان، الأول يدعو للحسم وإسقاط النظام القديم نهائيا مهما كانت التكاليف الإنسانية والتضحيات المطلوبة، والآخر يتبنى التدرج في السير*بطريق الإصلاحات والتغيير في إطار القانون والتفاهم مراعاة لموازين القوى، وتجنبا لحروب أهلية دموية كانت تلوح في حالة التغيير الجذري!
وكما لم تثمر الدعوة إلى التفاهم والحب في كسب تيار الانتهازيين والمصلحيين في فيلم "القضية 68" كذلك لم تثمر دعوة التوافق والقبول بالجميع بعد النجاح الأولي للربيع العربي في إقناع بقايا الأنظمة في الدولة العميقة*بالبدء بصفحة جديدة، فقد انقضت قوى الثورة المضادة من جديد على السلطة!

وكما سقطت العمارة على سكانها*كذلك دخلت بلدان الربيع العربي في نفق مظلم بفعل المؤامرات، فالبلد الذي لم تستطع الثورة المضادة العودة فيه إلى السلطة -بالانقلاب العسكري أو بالتآمر الخارجي والتحالفات الانتهازية الداخلية (مع بعض قوى الربيع العربي للأسف الشديد!)- أغرقوه في حروب أهلية دموية أكلت الأخضر واليابس!

وكما تعرض بطل الفيلم داعية الحب والتفاهم إلى السجن 24 ساعة تأديبا له بتهمة إزعاج القضاء والخروج على نظام المحكمة أثناء حضوره جلسة محاكمة في قضية تنازع بين جيرانه من أهالي الحي ومحاولته تهدئتهم*كذلك تعرض رموز ثورات الربيع العربي إلى مؤامرات واعتقل بعضهم وقتل آخرون!

ويخرج رئيس الحي من الحجز محطما نفسيا فقد أهينت كرامته، وأسقطت دعوته إلى التفاهم والحب في حل المشاكل وبالقانون والتي طالما دعا إليها وتحمل بسببها الكثير من النقد واللوم، لكن يبقى مصيره أهون بكثير مما لاقاه أمثاله في ثورات الربيع العربي!

عندما كتب لطفي الخولي مسرحيته (1961) وتحولت لفيلم سينمائي بعد سبع سنوات كانت الديمقراطية والحريات لا تزال هي الحل للمشكلة، ويبدو ذلك من حكاية "العربجي" (الممثل محمد رضا) الذي أحيل للقضاء وتمت إدانته وتغريمه بتهمة فتح نافذة*في بيته من دون تصريح من البلدية ثم إدانته وتغريمه مرة ثانية لأنه قام بسد النافذة من دون تصريح أيضا، ويواجه المواطن البسيط مشكلة مع قانون لا يفهمه ويدينه ويعاقبه لأنه ارتكب خطأ ما ثم يدينه عندما أراد إصلاحه!

وعندما يخرج رئيس الحي من الحجز يقابل "العربجي" الذي كان محتجزا معه وهو يصرخ في الشارع مجسدا حيرة الإنسان العربي من السلطة التي تحكمه ولا تفهمه:
**-"يا ناس.. طيب افتح الشباك وإلا أقفله!".
وحينها يتخلص رئيس الحي من تردده وتوافقيته ويصرخ بدوره:
-افتحوا الشبابيك.. افتحوا الشبابيك.. افتحوا الشبابيك!
المفارقة أن انتكاسة الربيع العربي حدثت بسبب وعي الثوار بأهمية فتح الشبابيك لأن الدولة العميقة كانت لهم بالمرصاد، وتعرف خطورة ذلك فأغلقت عليهم كل نافذة!
___________
* كاتب صحفي يمني
المصدر : الجزيرة
-----------
التعليق الأحدث
إظهار 3/3 تعليقات
النعناع
لا شلت يداك ايها الكاتب,انها مقارنة رائعة وفي محلها خاصة لما قلت:بسبب نجاح قوى الأنظمة السابقة -أو الدولة العميقة كما صارت تسمى- في حشد قواها من جديد اعتمادا على أنها ظلت في مجملها سليمة بعد الانتصارات الأولية التي تحققت للربيع العربي. تحمل معها بذور الحقد والانتقام من الربيع العربي، وتستجمع قواها من جديد حتى انقضت على السلطة واستعادت سيطرتها بشعارات جديدة وتحالفات جديدة
ردا على التعليق(0)
اعلي منا او القعقاع
ان الذي واجه حقا ثورات الربيع العربي وخاصة الثورة المصرية وحفر تحتها منذ البداية و بطريقة ثعبانية و مستترة هو ما يسمى بنادي الملوك و هراوته في ذلك هو النظام القديم الجديد. هذا لب الحقيقة الذي تعزف عن نشره الكثير من الجرائد والقنوات التي و يا اسفاه تتدعي حرية التعبير والصراحة اي كل شئ الا نادي الملوك خط احمر مقدس.

ردا على التعليق
العمورى محمد
انها ثورة شعوبنا للتحرير من الاستعمار اما الانظمة فهى هى الا انظمته وجنده وعملائهم

قديم 01-30-2016, 04:55 PM
المشاركة 28
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
بعد خمس سنوات.. هل أعادت النظم ترتيب بنيتها؟

سلامة كيلة
كاتب فلسطيني

بعد خمس سنوات تظهر الرأسمالية المسيطرة، والنظام الذي يمثلها، عاجزين عن تحقيق الاستقرار بالتخلص من الثورة. ويتصاعد عجزهما مع استمرار السياسة الاقتصادية ذاتها، بل زيادة الميل للخصخصة وزيادة الأسعار.

ربما لم يكن أحد يتوقع أن يستمرّ الحراك، وأن تستمرّ الأزمات التي أنتجتها الثورات كل هذه السنوات الخمس، دون أن نلمس أن نهاية قريبة باتت ممكنة. حيث يظهر واضحا أن النظم ذاتها ليست مستقرة، وأن أوضاعها مربكة، ولا يبدو أنها استطاعت تجاوز الهزّة الكبيرة التي أحدثتها الثورات.

"في سوريا لم تنتصر الثورة بعد، حتى في الشكل الأدنى الذي حدث في الثورات الأخرى، وفي ليبيا انقلب الانتصار على نظام القذافي إلى احتراب أهلي،*أما في اليمن فقد "تنازل" علي عبد الله صالح لكنه لم يترك البلد"

في سوريا لم تنتصر الثورة بعد، حتى في الشكل الأدنى الذي حدث في الثورات الأخرى، أي إزاحة الرئيس والعمل على إعادة إنتاج النظام، وما زال الصراع قائما على حقيقة هذه الخطوة التي تبدو ضرورية من أجل وقف الصراع العنيف والوحشي الذي بدأته السلطة، وأدى إلى ردّ عسكري من الفئات التي تظاهرت، وجرى الشغل المتعدد عليه لكي يتأسلم ويتفكك، وبات جزء مهم منه مرتبطا بدول خارجية. وهو الأمر الذي أدى إلى استعصاء وتحكّم خارجي في الحل، وما زالت روسيا المسيطرة الآن تتمسك ببقاء "الرئيس".

وفي ليبيا انقلب الانتصار على نظام القذافي -والذي فتح على مسار ديمقراطي لم يُنجح "الإسلاميين"- إلى احتراب أهلي، وصراع مسلح بين قوى متعددة، كلها لها ارتباطات خارجية، وبالتالي بات الصراع منحكما لمصالح تلك القوى الخارجية. والجهود "الدولية" هي التي تحاول توحيد المقاتلين دون أن تنجح إلى الآن.

أما في اليمن، فقد "تنازل" علي عبد الله صالح بعد ضغوط شديدة من الدول الخليجية، لكنه لم يترك اليمن، ولا سلّم مفاتيح السلطة لوريثه. وبهذا كان "النظام الجديد" هزيلاً، مفككاً، ولا يملك من الأمر شيئاً. ولقد أدى طموح الحوثيين للسيطرة على النظام إلى التحالف مع علي عبد الله صالح، ليتحقق اجتياح اليمن بسرعة فائقة، حيث ظهر أن صالح ما زال يتحكم بالجيش والأمن. وهو الأمر الذي أدخل اليمن في الصراع الإقليمي، وجعل "الشرعية" تعود على مجهود "التحالف العربي".
رغم أن ما جرى يفتح على إعادة ترتيب وضع النظام بشكل مختلف نتيجة اختلال توازنات القوى الداخلية بعد تدمير قوات علي عبد الله صالح وتقزيم الحوثيين، ونتيجة المشاركة الشعبية في الصراع ضد صالح والحوثيين؛ هذا الأمر الذي ربما يجعل مسار التغيير أوسع، وأعمق.

في تونس ومصر كان الأمر أكثر "سلاسة"، وربما تعقيدا. فقد انخرطتا في مسار ديمقراطي أدى إلى وصول جماعة الإخوان المسلمين وحركة النهضة إلى السلطة، فحكمت في تونس بالتحالف مع حزبين صغيرين، واستفردت في مصر بالسلطة. لكن لم يحقق أي منهما تغييرا مجتمعيا، وليس الأمر فقط أنه لم تتحقق مطالب الشعب في العمل والحد الأدنى للأجور، وفي إصلاح التعليم والصحة، بل استمرت في السياسات الاقتصادية ذاتها، خاضعة لشروط صندوق النقد الدولي.

هذا ما استثار ثورة جديدة في مصر أطاحت بالجماعة، لكنها أفضت إلى "عودة النظام القديم" بعنف أشدّ، وميل كبير لسحق الحركة المجتمعية، وبسياسات اقتصادية أكثر سوءا، حيث رفعت الأسعار، وتميل لخصخصة التعليم والصحة والسكك الحديدية.

ولقد أفضى ما جرى في مصر إلى نشوء حراك سياسي مجتمعي ضد "الترويكا" في تونس، لكن استفادت حركة النهضة من "درس مصر" جعلها تتراجع، وتقبل بحكومة تكنوقراط، ثم بانتخابات جعلت ممثلي "النظام القديم" (مع شراذم يسار منهار) هم الحزب الأول، وباتت هي الحزب الثاني، فقامت بعقد تحالف مع حركة نداء تونس. لقد قبلت بتقاسم السلطة، على أن تكون الطرف الثاني. وأيضا استمرت السياسات الاقتصادية ذاتها. وكما في مصر، ظلت الاحتجاجات الشعبية تتصاعد.

[color="rgb(255, 0, 255)"]"في تونس ومصر باتت طبقة الرأسمالية المافياوية تميل إلى العنف، ومنع أي تظاهر أو حراك، وتهدد بتكرار سياسة النظام السوري، فقد ضخمت من أخطار الإسلاميين، ثم أخذت تلوّح بالخطر الإرهابي، من أجل تبرير سياساتها القمعية"[/color]

[color="rgb(255, 0, 255)"]في هذين البلدين يتوضح مدى تمسك الطبقة المسيطرة، أي الرأسمالية المافياوية، ليس بالسلطة فقط بل بالسياسات الاقتصادية التي أفقرت الشعب، ودفعت إلى انفجار الثورات[/color].

ما تغيّر هنا هو أن هذه الطبقة باتت تميل إلى العنف، ومنع أي تظاهر أو حراك، وتهدد بتكرار سياسة النظام السوري. فقد ضخمت من أخطار الإسلاميين، ثم أخذت تلوّح بالخطر الإرهابي، من أجل تبرير سياسات قمعية، وتعزيز السيطرة على المجتمع.

ما ظهر خلال السنوات الخمس هو تمسك الطبقة المسيطرة ونظامها باستمرار السيطرة، ومنع سقوط النظام بأيدي فئات أخرى. لقد قرَّر النظام السوري منذ البدء أن "يقاتل إلى النهاية"، رافضا أي تنازل للشعب، حتى وإن كان شكليا، كما ظهر أن التلاحم بين الفئة المسيطرة وبنية الدولة والطبقة المسيطرة كان كبيرا.

ولتجنب مصير تونس أو مصر قرَّر ممارسة كل العنف الذي يسمح بسحق الثورة، لكنه عجز عن ذلك، وهو الأمر الذي كان يفتح على "تفكك" السلطة وقبول طرف فيها تنحية "الرئيس" كما ظهر نهاية سنة 2012. لكن التدخل الإيراني عبر حزب الله والمليشيا الطائفية العراقية والعالمية والحرس الثوري، منعت ذلك إلى حين (صيف 2015)، ومن ثم تدخلت روسيا للحفاظ على النظام دون تغيير.

في تونس ومصر كان القرار هو ذاته، أي الحفاظ على السيطرة الطبقية لرأسمالية مافياوية، لكن لتحقيق ذلك كان ضروريا التخلي عن الرئيس، والمناورة من أجل إجهاض الثورة من خلال الإيهام بانتصارها، واللعب على الزمن من أجل تفتيت الحراك الشعبي وإنهاء الثورة.

وهو الأمر الذي ما زال قائما، في وضع لم يشر إلى إمكانية نهاية الحراك الشعبي، فقد بات الشعب في وضع لا يستطيع معه الاستمرار كما هو، ومن ثم باتت السلطة عاجزة عن الحكم بآلياتها ذاتها.

وفي هذا الوضع تجري المناورات، والمحاولات من أجل التخلص من الغضب الشعبي وفرض استقرار النظام. فالطبقة المسيطرة تعمل بكل عنف لاستمرار النمط الاقتصادي الريعي الذي شكّلته بالترابط مع الطغم المالية الإمبريالية، والذي يقوم على حرية السوق المطلقة، وتركيز النشاط الاقتصادي في الخدمات والعقارات والسياحة والبنوك والاستيراد والبورصة، وهو النمط الذي يراكم الأرباح الهائلة لتلك الطبقة لكنه يفقر ويهمش الأغلبية من الشعب.
وهو النمط الذي فرض انفجار الثورة بالأساس، حيث بات الشعب عاجزا عن العيش في الوضع الذي وصل إليه. هذا التناقض هو الذي أظهرته الثورات، فوضعت الرأسمالية المافياوية في وضع مربك، وفي إزدواجية هي عاجزة عن تجاوزها.

فأولا، إن وضع هذه الطبقة يفترض استمرار النمط الاقتصادي الريعي، لأنه أساس وجودها، وأساس تراكم أرباحها، وهي لا تستطيع أن تغيّر فيه، وإلا ستنهار كطبقة مسيطرة. لهذا ليس لديها من خيار سوى التمسك بنمطها، وبترابطها مع الطغم المالية العالمية.
وثانيا، إن هذا النمط هو الذي يؤدي إلى البطالة والفقر والتهميش، وهو الوضع الذي يفرض نشوب الثورات.

ولتجاوز ذلك لا بد من تغيير النمط الاقتصادي، وهذا ما لا يتطابق مع مصالح الطبقة الرأسمالية، لهذا تحاول المناورة من أجل تثبيط همم الشعب، لكن الفشل في ذلك يدفع إلى تشديد القمع، واختراع مناورة جديدة تسمى "الحرب على الإرهاب"، وهي السياسة التي تبرر اعتقال وقتل وتجريم كل منتفض أو معترض أو يسعى إلى التغيير.

"ممارسة النظام السوري فتحت على أن يكون العنف الوحشي سياسة رسمية للنظم التي تدافع عن وجودها، رغم أن خمس سنوات من الحراك قد أفضت إلى "ضعف" النظام، وربما عجزه عن المواجهة العنيفة"

لهذا يعود النظام إلى ممارسة العنف بأشكال مختلفة، ربما يكون مثالها الأعلى هو النظام السوري. ولا شك في أن ممارسة النظام السوري قد فتحت على أن يكون العنف الوحشي سياسة رسمية للنظم التي تدافع عن وجودها، رغم أن خمس سنوات من الحراك قد أفضت إلى "ضعف" النظام، وربما عجزه عن المواجهة العنيفة، رغم استمرار ميل النظم لهذه الممارسة.

وهذا الوضع يُظهر أن الطبقة المسيطرة لم تعد متماسكة، وأن تناقضات باتت تخترقها، نتيجة اختلاف الحلول التي تُطرح في مواجهة الشعب، وكذلك نتيجة شعورها بالضعف في مواجهة شعب مصمم على التغيير، وأيضاً كذلك لأن "الصراع الطبقي" بات يخترق النظام" ذاته، كون أن المصالح مختلفة بين الفئة المسيطرة -والتي هي جزء من الرأسمالية المافياوية- وبين الفئات الأخرى التي تنتمي للشعب، وهي مفقرة وتُستَغَلّ ضد الشعب. وبالتالي نلمس هنا "تفككا" في النظام، مترافقا مع استمرار الصراع الطبقي، والحراك الاجتماعي.

الرأسمالية المسيطرة تريد استمرار سياساتها الاقتصادية، التي هي سياسات تزيد الفقر والبطالة والتهميش، وتعمِّق انهيار التعليم والصحة والبنية التحتية، ولكنها تواجه بتمرُّد الشعب دون أن تستطيع الالتفاف عليه، فتميل لمحاولة سحقه، لكنها تُظهر ضعفا لا يجعلها قادرة على ذلك، خصوصا بعد اختراق الصراع الطبقي بنية الدولة.
*
وهو الأمر الذي يفجّر الصراعات بين أطراف الرأسمالية ذاتها، نتيجة اختلاف المصالح، وأيضا اختلاف الرؤى فيما يتعلق بالحل الأصح لتجاوز الثورة. وهذا يُظهر مأزق الرأسمالية ذاتها، ويشير إلى بدء عجزها عن الالتفاف على الثورة، ومن ثم ظهور تناقضاتها.
*
بعد خمس سنوات تظهر الرأسمالية المسيطرة، والنظام الذي يمثلها، عاجزين عن تحقيق الاستقرار بالتخلص من الثورة. ويتصاعد عجزهما مع استمرار السياسة الاقتصادية ذاتها، بل زيادة الميل للخصخصة وزيادة الأسعار دون زيادة الأجور.
*
فالدولة، التي هي أداتها تصبح جزءا من الأزمة مع اختراق الصراع الطبقي لبنيتها، ومن ثم تصاعد تناقضات الرأسمالية ذاتها.

لهذا لا استقرار بعد -وربما لن يكون- في ظل استمرار النظام ذاته والسياسات الاقتصادية الريعية ذاتها.
المصدر : الجزيرة

قديم 01-30-2016, 05:05 PM
المشاركة 29
خالد أبو إسماعيل
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذ أيوب بوعزيزي ماقهره ليس الفقر بل إهانة موظفة البلدية التي صفعته كما قيل ، قهر الرجال يعذب اï»»نسان فما بالك بقهر النساء .
لماذا نجحت ثورة الخميني ؟
ï»·ن لها قائد وزعيم مسموع ومطاع .
لذلك ثورات العرب لم تنجح ï»·نها ليس لها قائد وï»·ن بعض الثوار لم يستشعروا أنها مرحلة تاريخية خطيرة ومفصلية ، وأكبر خطأ تسليم الثورة للأحزاب التي لها مصالح ولها مطامع ولها خصومة فيما بينها بل قد تكون حقدا وكراهية كما قال البعض العسكر وï»» اï»»سï»»ميين .

قديم 01-30-2016, 05:24 PM
المشاركة 30
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مرحباً استاذ خالد

اتفق معك ان الثورات تحتاج لقادة أفذاذ لديهم قدرات كرزمية وبرنامج بديل يحل الأزمات التي تسببت في ظهور الثورات اصلا وما كان لعبد الناصر مثلا ان ينجح في انقلابه العسكري الذي سوقه على اساس انه ثورة لو لم يتبنى برنامج اقتصادي اشتراكي خفف المعاناة عن الأغلبية المسحوقة من الشعب.

اما عن سبب الثورة صحيح ان اجهزة الدول التي شهدت الثورات كانت تتعامل مع الناس وكانهم حثالات واقل من حيوانات لكن السبب الذي جعل الناس تهب هو شعورها بالظلم الاجتماعي واهم عنصر في ذلك الظلم هو الفقر

وحينما طرحت حكومات الاسلام السياسي نفسها كبديل كانت الاولويه عندها الفكر والنهج وليس الاقتصاد وتمكين الشباب فظلت اسباب الثورة قائمة وما تزال ولن تهدا الا اذا ما تغير الوضع الاقتصادي وحدثت طفرة مجتمعية

*


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: هل انتهى الربيع العربي؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفصل الثاني من الربيع العربي .. عبدالله الشمراني منبر الحوارات الثقافية العامة 8 11-17-2019 11:58 PM
كيف سيؤثر الربيع التركي على الربيع العربي؟؟؟؟؟؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 6 08-19-2016 12:30 AM
على الرغم من كل شيء انا مع الربيع العربي..وانت؟؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 11 06-11-2013 04:07 PM
الربيع العربي: هل هو ياسمين وإعمار ام هو اشواك وانهيار؟؟؟؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 26 07-15-2012 01:12 PM

الساعة الآن 12:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.