قديم 09-12-2010, 03:32 AM
المشاركة 21
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* كفجأة .. دون تنظيم ..
جاء الهزال حبات مدببة تتدحرج على عظامي ..
جروح مزركشة بالوخز تناثرت على مسامات إدراكي اللاجئ إلى الخمول .. والعبوس ..
أهيم فوق جناح غيمة , وعلى قوس ألوان في شطر فراشة ..
وأتسلل على رؤوس شتاتي إلى حيث الحلم يندس في قلب المطر ..
حجرات رأسي عشر , إحداها تظللت بستائر النور وخبأتك أنت - يا سيد نبضي - فيها ..
أنت والنوارس وضحكات ممجوجة من محاجر الزهر ..
وثمة وجوه لا أستبينها وسط الركض ..ترافق حاشيتك ..
ووضعتك في ركن كان عرش الروح ينتظر تنصيبك هناك ..
ربما .. على رابية سبات في مدائن الوهم .. تعمدتَ أ أن تكون هناك أميري ..
وويحه وجهك حين يقتحمني وسط الزحام .. ويحها تيك الابتسامة الخلابة ..
وشوقي أودى بكل مدادي إلى ماوراء الشمس , لا يهطل بحضرتك إلا تلعثمات ..
اهدأي يا نبضاتي .. لا تلثغي وأنت التي تجيدين نقش الخفق على معازف الخلايا الرزينة ..
أنجدني أيها المتعب .. يا ذهني المعطر بالذهول .. ويبصق سبات الحمق ..
كوني بخير يا عيني , ولا تصبي بجام دمعكِِ في قعر فنجاني الخاوي من قهوة كان هو مذاقها ..
أنا .. بهذا الشتات , لا أقدر على اتمام الزمن بشفاه باسمة ..
أنا فقدٌ .. في زمن ضائع .. تكوم فيه العثورعلى أجداث متعفنة , والأحداق لا تفتشني أو تجدني ..
مجرد شبح أمسيت .. وعظامي المحسوسة تبخرت حين أومأت لأطياف وسراب بأن يجالسوا مخيلتي ..
برشفة من آهة تجشأتها غصتي تراءى قلبي خارج جسدي , وتبوأ من الجدار مكانا عليا ..
بكل ما أنوء به من هذيان أجدني عاقلة بدون جمجمتي التي نسيتها على أرصفة الذكرى ..
حتى التو .. لا أعلم أين أنا .. جسدي أستشعره هنا .. والروح تنأى عني في بعد زمني كوني آخر ..
أين أجدني .. والمسافة تبعد عني ما بين الأرض وسدرة المنتهى ..
أين أجزائي ياشطري .. وأنت قد تملكتَ حتى مسامي !
أين يا ساكن الروح والقلب ..
وقد اختار بدني التراب ليلتصق به حيث كينونته الأولى ..
طالما أنت في الغياب ..

قديم 09-13-2010, 04:37 AM
المشاركة 22
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


* سلام يا جرحي
ذكريات تنثال .. تنهال , في جفن الحنين ..
ذكريات .. وليلة رعناء .. وتجهم الأنين ..
وفتات .. يقتات الشعور على فتات ..
وجهك المزبد بالحيرة هَذَا المَسَاءُ ..
ما باله يقضم شئ من العذاب ..
أيَّ نائبة تلطم بواقينا المثلومة الفأل ..!
كَيْفَ تبللنا باليأس , وأقصينا جانبآ صوت الياسمين ..
وَنقشنا الزَنبَقَ بألوان زائفة من قوس الريح ..ِ
كَيَفَ مِنْ مَسَامَاتَنَا تراخى طوق الرياحين ..
ماذا دهاه الحلم حِينَ غفوْنا واجتثثناه مِنْ رابية الألم ..
أَضَاعَنَا - أو أضعناه - ذات سأم ..!
هَذَا الليل بَارِدٌ .. لا تثريب .. على الشرود ..
على ذاك المارد .. لا ضير إن أكل العهود ..
ثلجي الزمن .. بتفاصيله النادفة بالوجع ..
هذا الليل .. وشهقات أمنية تنحدر يقظتها نحو السراب ..
يوم سرمدي بلا طائل لبقعة نور ..
يومي تعتريه حمى القلق .. فيرقد على وسادتي .. ثم يأوي إلى السبات ..
وَالرماد , سليل الحريق .. يتمارى بتَعتِيِقُ الضوء , كلثغ في لسان الليل ..
وَهَذَا الإِنكسار لا يطيق صبرآ وَيشق قَمِيِصَ الصبر مِنْ قُبُلٍ وَدُبُر
لِيظهر سَوْءَةْ اضمحلاله في عروقي ..!
هذا مآلي .. وجزعي ..
هذا هو حالي ..

قديم 09-14-2010, 08:21 PM
المشاركة 23
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* طيفكَ .. ووجه أبي
لن أكور الهمس لأدحرجه كرة من صوت بُح على قارعة الوعي ..
قاصمة تلك الليلة , انتبذت دقائقها وخلوت بها خلف سحابة كانت تنتعل خف البياض ..
وحمائم الوهج تحوم على أرجوحة في دوح الفضاء الذي تناثر عشبه الفضي على سفح الأفلاك فأمسى نياط القلب يرتشف وميضه ..
دانية أحاديثك كأعناب شهية تنسدل على رأسي ولا بد لي من تذوقها ..
قلبي كخزينة خاوية إلا من خفوت ضوء لطيفك يأتي من ركن سحيق , فأتتبع أثره الذي يؤدي بي إلى جنانك ..
ولكن مسوخ الفراق ينطلي على الحنين , والوهم يترصدني بمسوح هائم على الثرى وهم أخاله سقيم..
لم يكن وعدك واهيا .. هشا .. لم أتهمك بأكذوبة العشق .. غير أني لا أقوى على تنفس هواء يخلو من شهيقك ..
أمنياتي مرقعة .. مهترئة , حسنآ ,,,!!
ووجودك هو حلمي الذي يزملني بالهدوء .. فأستكين ..وجودك حلم كصيحة رجاء تلتهم ولادات الصمت ..
ليتك تدرك كم وجودك أفترشه بخيالي كعباءتي ودثاري في ندف المطر بزمهرير كأنه القيظ بين جنبات صحراء عطشى لظلال الخزامى ..
آنية .. جانية ,, حانية جفنة على رف حدسي خبأتك فيها ليلة , فكشفت الغطاء وجئتني بطيف أخر يربت على كتفك وينظر لي مؤيدا ..
دعني فقط أواجهك وحدك .. دعني ولا تزج بذاك الصدر الذي خفق بي يوما حتى رحل وماتت الحياة على شفاه زمني ..
دعني .. أفر منك إليك .. ولا تلطمني بصوت رخيم يستل حكمته من غور الحنكة والكياسة ..
دعني .. فأنت .. أو إياه على مقربة من الروح , فلماذا توخزني به في هطولك الليلة ..
أريد لفراشاتي أن تغفو على صدرك بلا تصفيق من وجه أبي ..
حبذا .. لو .. ليتك , تقطف لي النرجس النامي على كفيه المجعدين , ولا ينبس باللوم نحوي ..
أبي , يقدمك خطوة , ويغمرني بمحياه الذي أغرقني بالذكرى ..
ذات ليلة , في ذكرى بالية .. كنت على موعد مع القمر , حين سمعت أزيز الباب ينبهني إلى خطوات تدنو مني ..
التفت .. فقال لي بكل حنو : ما لكِ .. يا ابنتي .. ماهذا الأرق الليلة ..!
رغما عني تلبدت مآقيّ بالدمع , فناداني .. وعاود النداء , ولما لم أرفع رأسي , جلس إلى جانبي وقال بقلق :
- مالكِ يا حبة القلب ؟
آه يا أبي , لو تعلم .. ما فعله بي البشر .. أه لو تدرك كم بصري غائم وبصيرتي غائرة في الحياة ولا تحسن الرؤية في هذا الضباب ..
فقط أنسامك أيها الحكيم ما ترفرف على فجر قلبي وتكنس علائق القهر ..
فقط موجك ما يداعب تسكعي على الشاطئ ويزجر الريح فتلوي إلى الأفق تمتم من هيبتك فزعا ..
فقط أنت وحفنة من دماثتك , كسرب يطوف المدى ويغرس في عيني الفأل ..
وتجاعيد قريتك لا زالت ماثلة على وجهك الباسم ورائحتها تلوح بالبشر ..خطوط باهظة الغور , عميقة الأثر على تضاريس حكايتي ..
صوت النخيل , وتراقص الريحان , وضحكة الصبار كلها مزروعة في صدرك الذي غاب .. فغابت عني الفراسة ..
آه ..
كما هو دأبي , ألتقط دمعاتي وأنفضها على وجه الشمس الناعسة ..لأوقظها ..
لذا .. أُقصيك .. وأتأذن أبي . فيرجع بك القهقري إلى جفنتي الثمينة ..
وأعود أدراجي إلى مرقدي ..
أشتمل التيه .. والوجع .. والحنين ..
لتبدأ معركتي اليومية مع النوم ..
تحيتي

قديم 09-19-2010, 08:05 AM
المشاركة 24
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* الوحش
أستلقي على الهواجس بكل أريحية .. والنوم عزيز في بقعة الأرق الملعون ..
لا شئ غير يقيني .. وزمرة أوهام أهش عليها بوعي مهتوك اليقظة .. ووجه أستجلبه من الشتات ..
كنت أحتبيك .. وأرسم في عيني جنة لنا .. لا توازيها سوى أرصفة أفلاطون .. ومدن غائرة وراء تلال الحلم ..
كنت أشي بك إلى قلبي .. الذي أدار لي ظهره وقام يخفق ممتعضآ من شكواي ..
والروح لا تقف لديك .. وإنما تهرول صعودآ إلى حيث سدرة المنتهى تدوي بتسابيح تُزهق القنوط ..
وقبل خطوتي الأخيرة إلى قلب السحاب .. وبعيد أن التجأت بتعبي إلى جدار المطر ..
حل الظلام .. ليعتمر مساحتي الكتظة بأطياف كانت تضاحكني .. وتسرف في الفرح ..
بات كل شئ وهم .. غير محسوس .. فسقطت حواسي على صخرة ملساء لا أم لها ..
ويحي .. من أخيلة تأتي تباعآ من أرض الأساطير .. والسحر الأسود ..
وأجاري الوهم لهنيهة .. وأنصاع مرغمة لتميم القهر ..
خوف عاصف يجتاح قلبي للتو.. فأسرع لواذا إلى تهاليل تنجيني من مغبة الفزع ..
رأيتُ هضاب من السواد السيريالي .. ووحش للألم يجثم فوق سفح البصر ..
كائن سرابي .. بملامح بوهيمية ..يغويني يالمثول كي يأكل طمأنينتي ..
مخلوق عارم الهيئة .. بعينين تتنفس النار .. والأظلاف تشحذ صريرها لتنهش بقايا احتمالي ..
دون وعي مني .. أقفز جلوسآ على أريكتي وأشعل شمعة .. استعرتها جيب قلبك ..
شمعة بيضاء كنسمة مهيبة ..أمسك ذوبانها بأصابعي وما انفكت حنجرتي تخفق ب " لا إله إلا الله "
شئ فشئ .. يذوي الوحش في بصري .. ويعم الإخضرار أرض كانت جدباء لشح مطرك ..
تلبدت غيومك من جديد وأمطرتني نورا تساقط كرطب شهي على دوح قلبي الجائع ..
وبعد أن احتميت بظلك .. جاء النوم على عجل يلبي ندائي المبحوح ..
ويهبني أحلام منيرة .. كنت أنت من يضيئها ..

قديم 09-19-2010, 08:08 AM
المشاركة 25
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* ليتكَ .. لا تزهد ببعضي

يغويني النرجس سيدي بأن أكفكف عبرات الحلم ..
وذاك الوازع يرتدي اللون البنفسجي .. ويماطل وعيي بحفنة رزانة .. يبعثرها جأشآ على جمجمتي ..
تراودني شهقة الوردة الراقصة على ذراع الباحة .. بأن أستلهمك من بواقي الضوء ..
وفي زحمة الحيرة , أجدني هناك .. أرمقني مطولآ على وجه القمر المكتظ غيظا ..
وعند مرور غيمة ساهمة / نائمة ومتدثرة بالهزال ,, أتحول إلى مطر يسكن جبينها المجعد بالبرق ..
تعذبني سيولتي .. أأمسي قطرات .. فقط عابئة بالجدب .. ولا تهطل على القفار ؟
أأكون .. أو قد لا أفعل .. تبعآ للهواجس والظنون ..!
حنانيك بي سيدي .. رفقآ بأمثولتي البيضاء ..
فقد يكسرني رعد الظلام , كلما آويتُ إلى لهفة بالإنسكاب على أرضك أنت فقط ..
أتكون بصلاة .. أو تمتمة استسقاء .. وارأب بتكويني صوب السراب ..
أأمكث هناك .. بلا أصابع للحقيقة تشكلني على نواصي مدنك الغارقة بالجفاف ..
أالعهن المنفوش هو دأبي بين جفنيك .. كلما أحضرتني على روابي مناماتك ..!
أو لفافة الريحان المكورة بعطر أرعن .. تلكزني فأفيق على نبضك في قلبي ..
أصارحك .. أحايلك بمطري .. كي أنبت الزنابق في عينيك .. وتضم شذاي إلى حواسك ..
أُرقّمك / أحصيك نبضآ وحين أصل إلى : سبعة هو ثامنهم ..
يؤول بي الحزن إلى تنهيدة غبراء شعثاء .. لا سدى من أنفاسها الواهنة ..
لا ..لا توقفني الآن .. لا تحول بيني وبين أن أتشربك في كوب من ماء الورد المنعش ..
رفقآ .. ولا تلجم تهوري كل مرة ..إنما ترمقني وتضحك كطفل يتلقف لعبته ببيت شعر منهوك العشق ..
لك أن تُبقيني على ناصيتك .. لن أكابد الندم إن أهديتني خمار البر والتقوى ..
لك .. أن أكون لك .. لو جعلتني أسجد وراءك .. وأنت شيخي ..
لك كلي .. فلا تزهد ببعضي
لك أنا ..

قديم 09-19-2010, 08:16 AM
المشاركة 26
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* هلمَ إلى الخلود
وحين تجليت كآلاء تتدثر بمعصمي وتنوء بالعصبة الوسطى من راحتي ..
بالخشية صدح قلبي ورزانتي استعاذت من الهوى فبرحت أشد قسوة من الحجارة ..
وإن منها ليهبط صعودآ إلى مرافئ النور .. وبعضي يتغلف بها تجنبآ لخدش هالة البياض التي زعمتها نفسي ..
ضع حدقك على حناياي وأغمضني بين زفراتك علك تتنفس البهاء في بقاياي ..
مد يديك إلى نبضي ، هاك فزعي فامنن ولا تستكثر الحنو حتى لا يستشري السواد ..
آتيك على جناح دهشة لا انفصام لحضوري .. فامنن - أجل .. ولا تستكثر ..
واتلوني تراتيل تأخذ بيدك صوب السماء حيث " الملائكة تصلي في محراب الكون مثنى وثلاث ورباع ..،
وإذا ما الشوق ترمد بعد جمر الفراق واستحال شرارا ..,
لا تدعني أتبتل إليك .. وأطلقني سربآ إلى المدن المتوارية تطفق وراء الأفلاك .. لأجوب التيمم بشذرات النجوم ..
دعني على سجيتي بين الإماء .. وعلى شاكلة من همست " رب ابن لي عندك بيتآ في الجنة "
ونجني من لواعج الشوق بوصال غير مهتوك العفة .. لأكون حليلتك وأميرتك ..
قبس العظيم لا تزال جذوته مستعرة .. اجعلها نبراسي وسراجك ليستنير الزمن بخطانا ..
أتباعدني عنك .. وأنت للروح شطر .. وللحنايا نصيف ..!
أتلوكني .. كلما أسرفت في العبر .. لأنك تفتش عن ضحكة بين طرائفي ..!!
سيدي أنت .. كاد الوجد أن يصطبغ بلمسة من كفيك حملت إلى رعشة الحياة ..
سيدي .. كن على موعدنا .. فوق منكب الشمس لنحكي للخلائق حكاية ضوء من الخلود ..
وحين نغفو لن نبارح أرصفة النور .. بل سننسج معآ خيوطآ روحانية من " فصل لربك وانحر " ..
إن شانئك .. يا أميري .. هو أن تبعد مليآ وتحتجب بغياهب السفر ..
إن عذابي هو .. كيف أعبر معك أبواب الخلود والصراط يتربص بهفواتنا وخطايانا ..
وعند الجسر نلج إلى " جنة عرضها السموات والأرض "
فتأهب لنعيم الخلود بمعيتي ..

قديم 09-19-2010, 11:54 PM
المشاركة 27
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* لا أريد غير قربك ..
في تكالب الدهشة لا أجيد ممارسة الفأل .. أجفل - ربما - بينما رقعة السراب تستشري في العيون ..
كان المدى يحمل بين ذراعيه وليد لا ينبس ببنت شفة ..
هو غدنا الأبيض .. الذي نحتناه من خفقات قلوبنا ..
بتنا بلا مآل ولا آمال .. وبقيت الذريعة هي المنفس كي نلتقط أنفاسنا من جحور النهار ..
قيل : وما صولة الحلم إلا كرأس إبرة مدببة توخز الوعي .. فتسيل قطرات من اللهفة ..
قد سرقونا سيدي من وجه الحقيقة وزجوا بنا في زنازين الوهم ..
قد تربصوا بنا دائرة الغياب .. فآلوا على حقدهم أن لا يجتمع شتاتنا ..
في دهاليز متشعبة كأحجية رماها القدر في قعر جب بلا قرار ..
وبين أنحاء الأوردة .. تعالت صيحات الدماء الواجمة ..فضاق على الروح جسدها ..
وقامت تنسل رويدآ من مسامات غافية .. لتهرع إلى بوابة العدم ..
حكايا الغيم علقت بأصابعي .. والمطر الغاضب لا ينفك يحيل التراب إلى أوحال حانقة ..
وبجانب القفار وقف الجبل ينزع سفحه .. ويلقي به في وجه الواد ..
انقلبت الموازين يا عمري .. انعدمت .. حتى أينشتاين لو بُعث لن يقوى على مناوشة نسبيته ..
انعدمت الجاذبية .. حتى أمسكت أرواحنا بنتوء الهضاب .. والجسد يلوذ إلى الفضاء فرارا ..
نحن أبناء الخجل .. والفضيلة تنأى بنا عن مغزى الآثام ..
نحن سلالة الريح التي لا تهب إلا برحمة الإله ..
نحن .. الغريب في عهد الغرابة والعجب ..
إلهي .. كن لنا معينا .. وألصقة بي ..
واجعله بقربي ..

قديم 09-22-2010, 03:30 AM
المشاركة 28
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* ثورة .. عصياني ..
كنتُ قد ماطلت الشق الأيسر من الضلع بضحكة مُسَومة تشوبها أزاهيج الزيف ..
وسط عيني التي تكحلت بسواد شعرك .. وضعت لنظراتك متسعآ يمدني بالجلد كلما اشتقتكَ ..
كيف لي الآن أن أحد من تأملاتي , بعدما خلعت عني رداء الضوء الذي اختالت به عيناي ..!
كيف يقترف جسدي الحياة , وقد انسلت منه أبخرة الروح بروائح عديمة الضوضاء .. تلوذ بك وحدك ..
أيا هذا .. أيا أنا.. أيا مفردة عذبة في قاموسي ..
أيا قلبي الذي كظم وجيبه من أجل حفنة من المآزق المتوهجة في غيهب الشعور بالعشق ..
إلى أنفاسي التي أخذت تسير بتؤدة صوب الإنزلاق برذاذ من الموت ..
إلى المعدوم من خلجاتي .. ورجفاتي التي يصطنعها طيفك الأثير ..
إلي .. أيا نفس انظريني .. اميطي لثام التردي عن كينونتي ..
وإلاكِ هذا الحزن .. وإياكِ وشرزمة الشرور ..
فليصفح عني حدسي .. وذنبي المعمور بشكاية نفس لوامة ..
فليغفر لي .. صمتي , وقد ارتفعت بصوتي علوا نحو البهاء لأتشبث بذيل شهاب مسافر ..
أنا التي أخالني فوق أعمدة النجوم .. أُصلب بقصاص الغبن لأني كنت يومآ أشبه الملائكة ..
أنا التي أفقدني .. وأقيم مراسيم العزاء في باحة صدري المتنقبة بسواد الذكرى حدادا علي ..
أنا ..! التي التقيتك على أرصفة قلبك .. وقدمت لي ذراعك كي أستند عليه في زئير الهموم ..
أغرقتني في بحر عينيك .. وأغلقت علي أهدابك .. نعم .. سجينتك أنا التي لا تقوى على أن تحررني ..
تنفستك يا عمري .. وأحببت أكسدة الزفير الهابطة مني لأنها تكونت من بعضك ..
استمرأت أن أكون هائمة بين قضبانك والأضلع .. وفي ركن شارف من الفؤاد وضعتني ..
على رؤوس قصائدك , كتبتني .. وقلت أني معشوقتك التي لا تجاريها امرأة أخرى في تملكك ..
الآن فقط .. وللتو توعز إلي خلاياي التي تعالت رائحة احتراقها , بالمضي عنك ..
هذا الأوان .. مكتنز بكثير من الإصرار , على الرحيل .. ولكن .. هل أقدر ..!
هل أقدر على الإنسلاخ عنك .. وتكويني لم يصبح كاملآ- بحول العزيز - إلا بك ..؟
هل أجرؤ على ممارسة الفراق وارتكاب المحظور من البعد .. بعد أن صرت قريب من منابت الروح ..!؟
هل أفعل .. أم لا .. بربك أخبرني .. !

قديم 09-24-2010, 12:06 AM
المشاركة 29
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* أنت أُحجيتي العجيبة ..
هَب لي بعضي .. ورد علي قامتي .. التي سقطت على ضفتك في قعر الألم ..
ذاك هو ترابك .. أديمك .. الذي عجنته من صرخة الريح .. وألهبته بحريق قسوتك ..
تتكالب على الأخيلة ,,, تتهافت همهمات وعند الصوت العاشر , تلوذ أمنياتي إلى خدرها بين الخلايا الفارغ من روائحك ..
عيني التي فقدت وجهك في تعاويذ الريح .. المتأرجحة تدحرجآ صوب غيهب لا تنيره الزنابق ..
عيني المقفرة من البريق .. المتهتكة بخدش دمعة اصطلت حممآ للفراق .. المنكسرة تحديقآ حين دنو السطوع من أسرجة المكان ..
عيني ..برحت مصابة بالعمى لأنك يا قنديلها جمعت أنوارك .. وبقيت .. هناك .. مغيبا ..
" أريد أن أراكِ كنجمة تتبختر على سلالم المجد .. أريد أن أكلمكِ .. وألمس حضورك .. أريد .. وأريد .. وأريد "
ما جدوى الأمنيات إن كانت تشح معين معين الصواب .. ما الداع إلى ارتكاب الدهشة والمسافات تزداد بعدآ بين كوكبينا ؟
لن أضع لخريطتي مسارآ وانت تضاريسها الغير مرئية .. لن أفتش مدينتي .. وظلك هو النابت على أرصفتها ..
وعلام .. أبث كل غضبي وأصبه عليك .. وأنا الهفوات التي صنعتها بأصابعي المرتعشة .. حين فضلتك عن العالمين ..
وتينك العينان .. ما هما الا عاقبة النظر بحدة في عمق الضباب .. هما ..اللتان جلبتا إلى ودنا الغضب ..
" والله .. لن أغضب منك أبدآ .. فأنت ملهمتي الماثلة أمامي دومآ .. أحدثكِ .. وأشاكسكِ كيفما شئت "
وأنت ردحآ من الفرح ما يتسلق سياج عمري ويرتق جرحي بخيوط من البهاء .. كفارس أتاني فرسه وحيدآ ذات عاصفة .. ليزيدني حيرة وحزنا ..
أنت من أريد أن أنصت إلى قلبك .. وشرايينك .. وصوتك المتبور بالهمس ..
أنت الخرافة العابرة لأوردتي , ولا أقدر على أن أنزفها حقيقة من حولي ..
" لدي كثير من الحديث معك .. لا يكفيه الليل بطولة "
أتحسس دمك في عروقي .. وأنفاسك في رئتي .. أمسح عرقك عن جبيني , وألوذ بك "
وما التراب المغرق به لونك الأسمر سوى سر آخر يجعلني اقترف الذهول حين أتخيلك "
" أنتِ أجمل سر في حياتي جعلني أتوغل في معرفة جمال كل شئ في الكون "
وأنت السر المعتلي صهوة اهتمامي .. واكتراثي .. حين أقدر على فك كل الطلاسم ..
عدا أُحجية فراقك ..

قديم 09-24-2010, 12:09 AM
المشاركة 30
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* في كل مساء ..
لن تدنو مني بعد ,, وأنا أقف تحت أنفاسك .. وأغمر رأسي في شرايينك .. وأنا أجوب عروقك كإكسير للجمال ..
لن تدنو أكثر .. وقد نقشتني في راحتيك كخطوط فأل تستبشر بانفلاتها على كفيك ..
كم أبغض تكلفك أيها النبيل .. إجلالك .. وتحياتك المؤطرة بالود , كم أمتعض من انحناءت لباقتك على أحداقي ..
قلت يومآ تزيدني هفوة لأنحى عنك صوب الصمت :
- فاتنتي .. الكلام يعجز امام معبد كلماتك في ترجمة خيالك الرائع ..
وسروري بلاحد حين اقرا لك واتحجم امام مقدرتك وإلمامك بجمال التعبير وحسن المعاني ..
باختصار .. انتِ اسطوره من الترجمه للخيال والابداع السحري ..
هل هذا كل ما يروقك بي أيها الشاعر .. هل هو الحرف الذي يجمعنا بعد أن همست لي يوما كطفل جاءني بطرفة جديدة :
- كنت اليوم مدعو عند قوم كرماء على مائدة الإفطار , وقد قدموا لنا البرياني كطبق مما أدهشني ..
ضحكت أنا في حين أردفت أنت : تبسمت أمام المائدة كثيرا وتذكرت حكايتنا مع البرياني ذات صباح كنت فيه أتضور جوعآ ..
عفويتك تلك أبقتك بمعيتي ذلك المساء .. عريت أحداقي من وجوه الناس وبقيت متأملة لملامحك الرصينة السمراء .. التي علقتها على أهدابي كمظلة ضوء ..
أخبرتك قبل يومين بأنني أحبذ البعد .. ولكنك كدت أن تكسر صوتي على جدار غضبك .. وحين هدأت , قلت لاهثا :
- أرجوكِ لا تعيدي على مسامعي هذا الكلام ..
أخوض شجارا معك في وحدتي .. أغضب .. وأنكمش أمامك على مقعدي باكية ..
فأراك قد مسحت دموعي بقصائدك .. وجلبت لي من حدائق القمر أجمل الزهور ..
تذهلني عزيمتك .. ومحاربتك المجهول من أجلي .. أسمع صوت حيرتك يرن في قلبي ولا أجرؤ على إيقافك ..
قلت لي بإصرار :
سيأتي يومآ وتجدينني أمامك .. ولن يكون بعيدآ بحول الله .. أعدكِ بذلك ..
ولكن الليالي تأخذك مني بعيدا , تغرقك بالأعباء والذهول .. الأيام أخالها تأكل وجودك من مائدة زمني ..
حتى عمت فوضويتك مدينتي التي اعتادت الترتيب والهدوء بدون أوراق شعرك .. وصراخ قصائدك ..
صدقني .. بت أحس بأبياتك وكأنك تكتبها على رق روحي أو دفاتر جسدي المنحوتة بتفاصيلك ..
عندما غرق صبري في غيابك , وبرحت طيف بلا ملامح على المدى ..
وقفت على ضفتي .. أترقبك .. وأروي للنهر حكاية الفارس الغائب ..
تجمدت كل مساء على أرصفة الإنتظار .. أحلم بمجئ وجهك مع هطول الفجر .. أو مع تمتمات البدر ..
كل مساء أنتظرك أنا ..
أنت .. مالذي فعلته ؟


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:35 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.