قديم 08-27-2010, 12:15 AM
المشاركة 11
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* أنت فقط ...
الحلم يرتدي البهاء على قاب خطوة من قلبي , والوجيب يتوشح بإثمد استورده من حلكة الفضاء .. كي يعلن همزآ جديدآ على قارعة النفس ..
كانت فرحة نبضاتي , وتستشري بتؤدة وهي تقاسمني رحيق عينيك الذابل نعاسا ..
هي خلوتي .. وغفلة يجترها الوقت على ناصية دبيب لهفة يزحف إلى رأسي , فأراك شاخصا إلي بالحنو ..
تحملني أمنية على جناحها وتحوم حول الزمن الذي غيبك في زحامه الأهوج .. أفتش عنك ..
أنصت مليآ في أرض اليباب لصدى أنفاسك التي تتشبث بذراع وعيي وتكمل معي الرحيل ..
أيها الهاطل على مداي بحفنة من البريق الوافد من شبابيك مجرة زمردية في الكون ..
يا طيش يتماوج على جزيرة , أنت وحدك ربان سفينتي اليها .. أنت الفارس الذي يمحر بي عباب الحلم في هنيهة زمان سقيم ..
أنصت إلي متجهما ..أو باسما , لا يغريني تلاحم قسماتك بالمعاني ..
أنصت إلي فقط .. ومليا ..
يحتاجك قلبي نبضآ يزدهر بصخب الإبتهال حمدآ للجبار لأنك منقوش على جداريات ذاتي ..
يرنو إليك حدقي لأمعن في إطلالتك بخزة تغنيني تفحص كل الجمال في الكون , فأغلق العين وأنت وحدك بصرها ..
تهرول في حواسي ولا تتوقف وتستغرق في التسكع وتجيد أن تجعل دمي يبكي كلما تمهلت تلتقط أنفاسك على رصيف الروح ..
ما هذا السفر بين طرقاتي المدمنة وحشة وآلت إلى طريق تنحته خطاك رجفة في أوصالي ويمسي لون زفيري أخضر ..
ما بال الجبل القابع بعيدا ينهض على كرسي المدى ويلوح لي بمنديل السرور ..!
أنا أجهل نهاية رحيلك في مدني ,,,
ولا آسف على مكثك ..
ولكني أستجديك بأن تعتق ذهني من هيمنتك , حتى تستهلني طقوسي الرتيبة ولا أبدو مشتتة للأحداق الفاغرة دهشتها لمرآي ..
أحداق وأفواه تلوك تفاصيلي وتنتحل الفضول كي تفضي إلى أسراري وتلقي القبض عليك ..
اعتدت عليك وأنا أضمك إلى شرايني وأهم بأن أجعلك نصيف الروح , وشطر الحياة في عمري ..
نسجت لنا شرنقة حريرية تدور في فلك السعد ولا تنبشها أصابع العيون المارة صدفة على شاطئي الذي برحت أنت محاراته ,,
أمسيتَ وصفاء موجه وحتى الغروب المعتكف على صدر المدى ولا يرنو إلى صحوة تحرك فيه ضوء صاخب ..
أنت كل هؤلاء ..
أنت .. فقط .. عالمي ..

قديم 08-28-2010, 04:44 AM
المشاركة 12
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** ذات عرج
في دهليز أخرس الضوء وشاحب القسمات أمشي أنا .. أتلمظ خطواتي واركلها بفتور على الأرض التي ترمقني بحيرة ..
تحاصرني أنت كظل فكتوري النبضات .. وطيفي يحمل قنديل الفأل ليتبينك وسط عتماتي ..
رويدك علي , فالأرض باتت عهد قديم .. والزمن ساخ في حفر من الماضي ..
لا زلت أنت المهيمن .. وتوهجك بين مدائني الصاخبة , وعلى أرصفتي الزاهدة للتعثر ..كنجم يغدو غربة على طرقات الكون, وعلي أن أقتنصه وأزج به في قفص العيون ..
ولازلت تائهة بين الحلم ومراسيم التمني وانتباهتي تصخب برقص مجنون وهياج لا يكف إلاعن الوفاء لك ..
سديم أنت في بقعة منحازة للسماء ولا تشرف على روابي إلا ذات حسرة .. أرى قمرك جليا وهو يمد إلي أصابع الضوء كي أكره الظلام ..
ولو زججت بدهشتي في عينيك لأشحت وعيك عني لا تريدني أن ألومك ..
وطال الأمد وانت لا ترتكب الحضور ولا تقترف غواية القرب ..
" قبلكِ لم تكن الدنيا دنيا , وبعدك لن أعتاش إلا على طيفكِ .. وأنت الحياة بينهما "
تنسل عثرة من قدمي , وتنثني قامتي . أطوي ساقي الناظرة إلي شزرا والم يجتاحني كتفشي الضباب .. ولا أطيع السقوط ,
تمتد يد الفراغ تحتضنني وتتعلق يدي في نتوء للجدار , فينسدل شعري المتطاير ويلقي القبض على خصلة منه حافة اللوحة الكبير ويشدها بقسوة .
فيندي عني صياح لشدة الألم ..
تعوم في عرقي رعشاتي وأنا أشعر بوخز أسفل ركبتي , فأحاول السير مجددآ بعد أن أطلقت سراح شعري من أصابع الإطار ..
ويحي غائمة أنا / هائمة / قائمة / دائمة الآه ..والنخزات لا تفهم وجعي فتستشيط على خطوتي وتزأر ..
أهذا ليل أم صرير لأشباح الليل المندسة في جمجمتي ..
أهذه أنا .. أم أن روحي مضت معك وتركتني جسدا هامدا ها هنا ..
وتلك الجدران , ما بالها تأزني وكأن قبضتها تتكور في مكان ما من سطحها الأملس وقد يلكمني ..
يمزقني أنني لا أستطيع أن أمسك بياضك الآن لأشعر بشئ من الأمان ..
لا أنهض مرة واحدة .. بل رويدا ..
أغمض عيني وأتمسك بحبل الله وقد أغرورق صوتي بالإختناق : ربي .. ساعدني ..
حين أرتكز بظهري على الباب أتحسس نبضي فإذا به هلعا صاخبا ويفر مذعورا من شعور متوحش ويسكن صدري ..
أنين أطرافي يكفيها أنها تتوقف مليا على صباحات وجهك وتتنفس الحنان من عينيك ..وهذا ما يجعلني أهدأ قليلا ..
تسرق أحداقي من الفوضى لمحة فتتوقف على عقارب السعة المرتخية ببرود والمشيرة إلى الثانية صباحا ..
تستيقظ نية في قلبي وتطل برأسها من تحت غطاء النبض وتتمطى لتلهمني بالصلاة ..
مازالت قدمي تعبة وتنظر إلي من وطأها وترجوني الراحة ..
لا أطيعها .. أشيح بعزيمتي عنها وأمضي بخطوات تصرخ وتدوس على عرجي .. وأتوضأ ..
في الثانية والنصف .. كنت هناك .. أسجد أمام العرش ونشيج صلاتي يدوي في الملكوت :
إلهي إغفر لي وله .. واجعل ما بيننا مباركا إلى يوم الدين ..
تحيتي

قديم 08-30-2010, 06:45 PM
المشاركة 13
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* أو تذكر هذه اللائمة ..!!
إنني في هذا الأوان ..
في إنهمار الويل .. وتعنت الزمن , في دقائق تفاصيلها سواد .. وأفكار مثل نيران يتلظى بها وعيي ..هنا .. على شواطئ الذهول ..
الآن .. أحمل ملامحي الباكية .. وأمضي .. أرحل , في غياهب من الحيرة والعجز والإنهيار ..
أجرجر قسماتي الدهشة وراءي .. وصمودي المحتضر .. وبقايا من شموخي , ألملمهم جميعآ وأنغرس في وجه المدى , حيث سراج النهار ذليلآ يخفت ويذوب في حضن الظلام ..
كشبح برحت أنا .. تجهده همهمة المحن ..شبح بلا ظل .. كائن غير مرئي , أعياه هذا القلم .. حتى النخاع ..وصفع القلم
مازلت شامخة أقاوم سيل النوائب ,, ولكن ما أعيه الآن أن دماءي تصيح , وقلبي جريح .. وينزلق واهنا إلى سراديب حناياي ..
قلبي يتوارى من هول الخطب .. يتوقف شللآ لسقوطي .. وعثرات الدرب ..
ولكن سيدي .. لاتبالي
حتى وإن لوحت إليك بتلك العبارات ..حتى لو سال مدادي لومآ على متن الصفحات ..
لا .. لم أكن أقسو .. أو أنبش مكنون معاناتك .. لم يكن همي سوى استحضار الصلح لذاتك ..
فلا تبالي .. لكوني مرآتك .. مرآة مشروخة فشلت في تحقيق صورتك ..مرآة ضبابية أنا .. أردتك أن تبدأ من جديد حطواتك ..
مددت لك جسرآ من الحقيقة ,, ولم أفلح .. فلا تبالي ..

** غضب
وحيدآ يأتي ..
في جسده سرب من الأقمار ,,
حالكآ ..
على نواصيه .. قهر .. وطهر ..
وأنوار ..
ليل .. وويل ..
بهيمآ.. والسواد ..
كوحش سرمدي ..
ليل .. لا ينجلي عبوسه ..
قاتل .. يداهمني .. يظللني
ويفترش وجودي ..
يصفع صمودي ..
ليل .. ليس كمثله .. ليال
أنظر إلى عبراتي ..
تدفق رعشاتي ..
وتلك الذكرى ..
تسقط في رأسي وتعتلي ..
تتدحرج ..
تتجمر
في روحي وتصطلي ..
هل غضب هذا .. أم عذاب !
ويحي .. أم تراه سراب
بل غضب .. وحزن .. وعويل
وغرق
وفرق ..
صبر جميل
نازفة .. دامعة ..تيك الأمطار
قاتمة خاطرتك ..
وخلف المعاني .. أسرار
غضب .. وتعب ..
وغم وراءه غم ..
وضياع .. وشرود .. وهم
شرخ للتو .. ما يجتاح سوادك ..
جرح ينزفه .. صوابك
وانكسار
غضب .. وتأبى من يجاريك
تسكب الكلمات .. تلفظها ..
تجملها .. تزينها
هكذا .. دواليك
غضب .. وعبث للظنون ..
ورعشة سكون ..
أو تسأل من أكون ؟
أنا يا عابرآ ذاك الطريق ..
يا باعثآ .. صبري الغريق
بنت يثرب أنا
سليلة العزة . ومن رنا ..
أنصارية .. فارسية .. رومية
في دماءي عجب
في عروقي ذهب
لأني بنت ذاك الحي ..
من العرب
هذه .. من أكون :
تعب .. ووصب .. وغضب
أجل .. غضب .

تحيتي

قديم 09-03-2010, 10:12 PM
المشاركة 14
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* ماذا قلت..!!
أزلق إلى حلقي قطرات من التنهيد ..
فبدا مرا وخاوي الطعم .. أجل خائبة العطش أنا ..محشو صوتي بالشهقات..
استرقت قدمي خطوة إلى ركن مبحوح الصمت .. مكفهر الضوء شاحبه ..
ركن وخيم مكتنز بأهاتي المعلقة على الجدار وتحت الكرسي الذي يضع ساق على ساق ,
وعلى جبين نسمة مارة ومعصوبة الإنتعاش .. فتشبث صوتي بها وغاب إلى حيث لا ألاحقه ..
هنا .. لملمت همساتك ووضعتها في وعاء فضي كاد أن يرمقني شزرآ لاكتظاظه بك ..
أمسكتُ بإقرارك ذاك بأطراف أصابعي وقربته إلى وجهي ألثمه ..
كان صوتك حينها مرتعشآ / مرتبكآ / متلعثمآ / يذرف الشموخ المترنح بعثرة بوح صادحة ..
قلتَ لي : ليس علي أن أترجم كل خلجاتي إلى كلم , يجب أن تفهمي كل ما أود قوله ..
قلتُ باستياء : صدرك مشرع للخالق فقط , ولا يعلم خفاياه إلاه ..
وكأن الحرف وأعوانه اصطفوا على متن حنجرتك وتراجعوا القهقري فرارا إلى الصمت ..
قلت بدهشة : ها ؟
قلت تتنحنح وكأنك ستزف إلى خبر أليم : أ ن أ .. ح .. ..
وساد بيننا صمت لا أذكر تفاصيله ..
ولكنه بقي بيننا كجدار للحياء , مازال لا ينثني ولا يسقط لمعاول الوصل بيننا ..
حتى برحنا كالغرباء ..

قديم 09-03-2010, 10:14 PM
المشاركة 15
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* لن أبارحك ..
تباغتني أمنية هرعة تتمسك بطرف لوعتي من مخالب الشتات , وتهمس لي من خلف سور الليل : بأنك قادم لا محالة ..
بأن الطرقات الغائرة في البيد , تنتحب الضباب المهرول في حضرة السعد وحاشييتك أيها الأمير تنحي الوجوم عن سلطة القسمات ..
جواريك .. وغلمانك يتقدموك بأزاهيج القصيد أيها الشاعر لتتخذ من مجاورتي إلهاما .. ومن ملامحي المنكسرة لك حياء مداد يدلق كل لوعتك ..
مكثك السافر أصيخ له إحتفاء رغم ذعري المطل من بين أنتباهة ماجنة وأخرى .. من بين غصة تلوذ بحنجرتي هائمة على وجها من موانئ صدري :
بأنك مجرد إكليل لجبين قلبي .. وماساته سراب ..
ينكل بي الشرود , ومبثوث هو وعيي .. مشطور , وأحس بوخز في حواسي ..وحدقي يتجمد إلى حد أتوهم جليد البصر ما عاد يميز فارع القرار قويمه ..
أقتات من بارحة زفير تتهيأ للولوج فأبتلعها , وأتصفح ورقة أخيرة من عبوسك الذي زجني بين دفتيه ..
أي جيب هي ذاكرتي , حين تتخم بك وحدك وتهمش كل ما بقي من الحياة ..
أي شرخ يتعرج على مرآتك منذ أن هيمنت بواقيك وأنامل هيبتك على نواقص شموخي ..
آيل للسقوط فرحي . وكم تملكتني الظنون التي شاءت أن تنجلي وتخفي نيتها لكسر بلورة العشق الرخيم ..
أهي عرض كي أعتاد الألم مرة أخرى وعلى رصيف لمدينة تسقط أرصفتها وتتهشم تحت تيه خطواتي ..
وذلك الفجر الذي عصب نوره بوشاح هزيل وراح يولول على مسمع الشمس ويطلب غوث بإشراقة جديدة ..
بات رفيقي , غير أن سجاني الظلام وضعني في زنزانة قضبانها من أحزان حادة وأضلاع هشة الضمر ..
لا أريد أن أغادرك , مازال قلبك مملكتي ,, وصدرك جنتي التي أتذوق منها أطايب عشقك .. وحبات من عنب أنت كل مذاقها المدهش ..
لا .. لن أبارحك يا شاعر البهاء .. وسأبقى لصيقة الحضور بقوافيك ..
لا .. لن أبارحك ..

قديم 09-05-2010, 04:27 AM
المشاركة 16
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
** طيفكَ .. وأربعة وجوه
أُحار أنا في أمرك .. في وجودك المبتور من كفوف حاضري .. ولا أجيد التصفيق بأصابع شُلّ أنينها.. أجل ..لا أجيد الحراك ..
روح أنت تعبث بأرجائي ولا تكف عن السعير .. روح تشرأب بعنقها على سقف الشعور .. روح وتناوش بقية جلد هشة في دمي ..
القلب الراكن يتساوك النبض هزيلا . .ألتفت ومزمار إقراري الملامة . ألتفت رغمآ عني إلى طيفك :
أقبل إلي طفل يعابث ضحكاتي . أقبل وأسنانك تشي ببياض يطل من حدق الشفاه .. أقبل , وتسحبني اللوعة إلى محبرتي لأشي بك ..أصل إلى جداول دغلك .. ونخيل قد تساقط رطبه .. وقصر كان مشيد ليهيم بين السحب ثم أمسى أثر بعد عين..
الغضب أو ما يوازيه من دخان للقهر , ينزلق إلى سرداب عميق من ذاتي .. حيث إنتكاسة للهم تتعاظم وتتمحور على دروب الروح ..حيث هناك أنا بلا ظل ..
الغضب يمسك بتلابيب أمنية بريئة .. كانت تتسكع بروية وتشدو ما هو آت .. يلكمها .. يبعثرها .. يكومها حتى يرديها غائمة بالإحتضار .. ويعود أدراجه إلى جمجمتي ..
الغضب وفراغ يمتصني .. أشعر بخواء في قلبي .. ولم يعد في حدقي سواك .. فاهجرني مليا .. أو تنح عن ذاك الخيال ..
لا أقدر على رتق هذا الشق ...لازال دمي يهرول ملبدآ بملامحك.. يضخك الفؤاد لتنعش أوردتي ...أخالك تلوذ فرارآ كسفينة تكسر المدى وتشرخ وجه البحر ..ك " يا إلهي " تندب شهقتي فتات ألمي ..
من زحمة التعب خرجت بخفقة مائجة بهفوة الآه ...ونهاري الذي خبا بلا لون للتو.. وخطوط القيظ تعمق تجاعيده العابسة .. يستلقي في لحد الزمن ويموت ..
يشق علي هذا الغياب في مدى الهجر ....وكلما وجهتُ شعوري صوب اللامبالاة أجدني أكثر تشبثآ بإستحضارك ..
خمسة وجوه تستبين حين غرة .. طيفك كان يطل من أكتافها ولا ينبس بنظرة ..ينزع صمتك إلى إطلاق زفرة , وبدلآ منها علقت إنكسار على عينيك شديدة الذبول ..
كنت أعد مائدة للكلام وأزينها بباقة بكاء..
وفي دورق اليقظة سكبت ماء الدمع ونسقت الكاسات الحزينة على سطح عيني ..
الوجوه تبعثرت على كراسي الغيم ..
قال أحدها يلطم كرامتي : ها قد حضر الند فما ترين ؟
وأشار آخر لي بنظرة انسلت من يده .. أن تروي ولا تقطفي زهر الندم الآن ..
وتحرك الثالث نحو قلبي وهمس باستجداء : ترفقي .. إنه غائب عن الرشد ..
والرابع لم يحرك ساكنآ , فلم يبق سواك أنت يا منكس الرأس وتذرف أنفاس على وجنة الفراغ كالحمم ..أنت فقط تراوغني من وراء ظهر الألم
أدحجك بتهور: إليك عني .. دعني وشأني ..
تصخب الوجوه وتتوجم .. ويذوي شهيقها مع صوت بعيد يدنو من حواسي ..
صوت يهاتفني بالطهر داعي السكينة هو: حي على الصلاة .. حي على الفلاح ..
المجلس انفض في عيني .. ألملم الوجوه وأجمعها براحتي مع طيفك .. ثم أدسكم تحت وسادتي ..
أنهض لأقف أمام من لا تأخذه سنة ولا نوم ..
أقف وأنا أتلفح بالخشوع .. حتى أستعين به عليك ..
تتابع قادم
تحيتي

قديم 09-06-2010, 12:09 AM
المشاركة 17
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** قصيدة .. أنت قائلها
تهيب بي أن لا أبتعد .. تنسل الغيرة المجلجلة من عجيب سلوكك وتسكن قلبي الذي استقبلها حائرا ..
في القصة ذاتها , دومآ نتشاجر , لا أستسيغ عذاب يجرني رغمآ عني إلى المقارنة بأخرى ..
وأنت الذي قلت : لا توجد امرأة في هذا العالم تشبهك ..
أقرضت لي شعرآ , عن قلبك المكتظ بي .. عن الحب الذي لم تعرفه قبلي .. عن أحلامك القادمة وأنا برفقتك ..
همست : عاشق أنا لك حتى قبل أن ألقاكِ ..
حقآ ..! ولكن سيدي ما أعيه أن الهوى يضع المحبوب فوق الأسماء في لوائح الشعور ..
ليس بعشق ذاك حين تعاملني ببذاخة العشق وتعاملهن بغجرية المحاباة والخجل..
كلما اختلست كلماتك - إليهن - النظر نحوي , أيقنت أن غيوم الغضب قادمة من أفق الأيام وتحمل بين ثناياها مطر عربيد حارق ..
محير أكثرك , متزمهر بعضك , لا آبه لترنحك ..
ففيك ينبعث الألم مع رائحة التبغ وكنا ذات طهر في برج من سفوح السعد ..
وعلى حين غرة ..تلكزني لبرهة , تنظر إلي وتجتثني من وعيك , تغادرني عبثآ ..
فأرفع أكف الإستجداء : أنا لا أخالفك إلى ما أنهاك عنه .. ادن .. وعلى مقربة من قلبي أحملك رسالة لقصائدك ..
لامرأة أخرى تتسكع على أطراف قوافيك تدّعي السمو بأغبرة التزلف . وتفتح فم سذاجتها لوسوسة الزيف ..
لقلب حائر على الجدار .. هو قلبك , لخفقاتك المطوية شتاتا ..
لم تقل أني بخير .. ومضيت دون خبر ..
جئتَ فزعآ , قلت : أي شئ هذا الذي تركتيه من حرفك .. ماذا حدث .. ألسنا بخير ؟
لا .. لن نكون كذلك حتى تبعد تلك التي تقف وراء أسوارك وأنت تماطلها شفقة دون أن تجرؤ على مواجهتها ..
- صدقيني . لا شئ بيني وبينها .. هي مجرد امرآة تحب حرفي .. ونحن بخير صدقيني ..
أآلآن ..! وخجلك من ردعها حري به التسرمد في الضباب .. وأنا أقبع في رعشاتي خائرة الرجاء والقوى ..
ألاآن .. ومساماتي تضيق بقطراتي المتصببة فزعآ ..!
أألآن يا سيد نبضي , تزيح عني ركام الإنتظار .. والغيرة .. وأعواد من الخوف .. , ولم تفلح ..
قلتُ وأنا أنوء بكل حزن العالم : لا أدري ما أصابك !
سألتني كالمجنون : ماذا أصابني ..! لا شئ .. ابتعدت قليلا رغما عني ..
أجبتك وأنا أكابد دموعي : أنا متعبة جدا , ولم يعد لي قدرة على تحمل هذا العذاب ..
قلت بصوت مرتعش : لا يا عمري لا تكملي أرجوك ..
قلت لك بحزن : ربما .. الأفضل أن نبتعد ..
وجن جنونك , وتحولت إلى طفل متوحش , يريد أن يكسر ويحطم كل ما تتناوله يده ,
قلت لاهثآ تعلن قرار ملبد بالقهر : لا .. لن يحدث هذا أبدآ , وأعدك أن أكون كما تريدين ..
أومأت أنظر إلى أصابعي التي كانت تعبث بطرف قميص :
- حسنآ .. سنرى ..
أجل .. الأيام بيننا .. وسنرى ..

قديم 09-06-2010, 05:51 AM
المشاركة 18
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* قد .. لا أدري ..!!!
على أطراف قلبي .. أبتعد ..
ولا أتجشم عناء الصخب .. وقد حسبتك بدرآ يلهج بالضوء في باحتي ..
على هدب الروح .. يتفشى إثمد الوخز فتخور القسمات وتنحني الحنجرة وتجهش بالزفير ..
أندس بين أوردتي أفتش عن بقاياك .. أنزلق مع قطرات تأخذني إلى مجاهل الذكرى ..
لا أرى قبس من نار أو نور وأنا أنسل إلى سرداب العتمة ..
لا أتبين وجه العذاب وهو يتلصص من نافذة كانت تصرخ بالظلام ..
وعند منحدر الروح أتعثر .. واترنح .. وألوذ إلى إستقامة مباغتة كي أتلمس الطريق ..
فقط هشيم لمرآة .. ظللها الزمن وجعد إطارها فهمهم الغبار ينهش سطحها بأظفاره المدببة ..
يقضمني الحزن .. يتركني أشلاء وأنا أحدق في محيا كأنه شبح هزيل يتراكم حينا ويندس في الخفاء ..
وجه يجهش بي , ولا أقف على حقيقة تكوينه أو ماهية قناعه ..
وجهي يطرق على العتمة , وأبواب الأفق تترنم بصداها المجنون ..
رعشاتي المخمورة يلمع حضورها , وصومعة الفأل لا زالت مغلقة أسوارها حتى حضور الشمس ..
أحجار تتكوم على أعتاب قلعتي , والريح ترفع في لهفتي رماح العودة فتلوح جنود القهر من أسياج الرحيل ..
يبرق ويومض ويسطع وخز مرير على صدري ..
ثم يكور غصة ويدفعها بقسوة إلى حنجرتي التي تقف جانبا ترقب مرور المرار على أحبالي المجهشة ولا يتملص منها صوتي ..
عيني ترف .. وترفرف فأمشطها بإغلاقة كامدة بالقهر وأشرع نظرة مسومة إلى قنديل أجش النور..
قنديل بشعاع لا يخبو غير أنه يلوح إلى الدمع الأخضر ويستجديه أن يكف عن الهذيان ..
لأجلك .. ولأجل الألم حيث يسطو وبمسي مارد أرعن ..طويت تنهيدي الناعس وصففته في جيب شفتي حتى يخلد إلى أنفاس هادئة ..
لماذا يدب في أوصالي الشلل ولا أقوى على صفع تلك القسوة المزهوة على وجه الفراق ..
كيف نبست شفة الصدفة عبر موائد الكلم بهذا الخواء الذي يرثي قصائد لك لم تر النور ..
أبحث في قوافيك عن فاصلة تميزني .. أو تتهجاني .. ولكن وجهي في أبياتك كانت نهاراته مطلية بالغياب ..
لذلك قفلت عائدة إلى ظنوني ..
يا بدرآ يضئ عمري ..

قديم 09-06-2010, 10:05 PM
المشاركة 19
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* شجار مع الصمت
الصمت ناقم : ألن تعيريني صوتك ولو بزفرة .. لقد تعبت من جلسة القرفصاء في مساحتك أنتظر كلمة من قلبك الملثم بالهزء ..
لم أجبه , التفت برأسي أزم شفاه لامتعاض تراكض مختالا على وجهي ..
إلى الجهة الأخرى حيث الليل يحمل عصاه الغليظة ويرعى ثلة من العتمات , ويهش على كل ضوء عابر ..
الصمت : أجيبيني ..
هذه المرة أحدق قي الغيوم التي توشحت هزالا وعبرت با بتساوة وأهية , أشارت إلي من بعيد فلوحت لها مودعة بحدقي ..
الصمت : وبعد .. آمان آن لهذه الكلمات أن تطل وتقطع عني خيوط الضجر الخانقة ؟
تناولت أصابعي كتاب كان يتدلى نصفه على حافة الطاولة يؤرجح غلافه ويكور صفحاته المجعدة تحت رأسه ..
الصمت متأفف : لا .. إنك تعانديني .. أجل تعانديني ..
لم أحتمل إلحاحه فنهضت من فوري ورميت بالكتاب على المقعد حيث تأوه ونظر إلى مغاضبا ..
وقبل أن أغادر المكان التفت وقلت للصمت هامسة :
ستبقى هنا .. سجين الجدران حتى يأتي ذلك الفرح الذي أنتظره ويركللك بصخبه بعيدا ..
وخرجت وصفقت الباب خلفي ..
ولكني كنت أحمل وجهك في جراب علقته على كتف قلبي ..
تحيتي ..

قديم 09-12-2010, 12:55 AM
المشاركة 20
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* كل عام .. وأنت في قلبي ..
قلبي يزم شفتيه ممتعضآ من محاولتي إبعادك .. فأحايله بضحكتك التي أخبئها وراء ظهري , فيهرع نابضا فرحآ...وذهولي جائع لكسرة وعي ..
لذا يمعن باحثآ عن عشائه الطازج في الحواس ..وعلى مائدة وجهك طفق يلتهم الذكرى بنهم .. ولم يعد مكترثآ للأفول ..
جليل عمري بك ولا شائبة تسوده , جميل وإن كان موشوم بوهم من الوفاء .. عديل .. للروح - أنت - ولا أقدر على الإنشطار عنك ..
أضحك على مضض .. وأذكر حكاية البرتقال ..
كنت جائعا وتطوي الوقت بتقلصات صارخة من معدتك ..
قلت : لا أجد ما آكله غير البرتقال ..
وكأنك التهمت لقيمات من السحر مع ذلك البرتقال المكور .. وكأنك رجل آخر كنت ..
قلت أشاكسك : لن أدع هذا الموقف يمر بسلام .. سأحدث العالم عنه حتى يشغل الناس ..
ضحكت يومذاك وشعرت بأن كف سعادتك تصافح وعيي عبر المسافات ..
ضحكت .. حتى أصبح البرتقال من علاماتنا البهية على جبين الحكاية ..
يقلب الشرود بصري ويأوي إلى السطح بحدق فاغر النظرة .. وأطرافي تلوذ إلى الإستكانة بحثآ عن مأمن من شرنقة رعشة عابرة ...
لكم حلمت بالظلام ومزامير العتمة تصرخ في غياب رشدي ..أطلقت في بوحي سراح كلمة تراءت واجمة من خلف قضبان الجرح ..
أي عيد هو عيدي .. بدونك ؟
أستعير لتجلدي ترتيل أشتقه من غيوم الطهر ..إنحلال قواي وذوبان وجهي في الشرود حتى بات منبسط الوجع .. سائبة أحلامي في مرعى الليل ..
في وجومي يتربص بي كائن أعور الحضور في شقه الأيمن عوج ...
ذاك كان هو هاجسي .. بأن زمني مبتور الفرح أجش العيد بلا صباحك الذي يشرق على وجهي ذات فطر ..
أعتصم بنظرة تلوذ بي فرارآ إلى ركن بعيد من الذكرى ..أردت أن أبادلك كلمات مترفة بالتهنئة ..
تخيلتني أهمس لك على قمة العالم : "عساك من عواده" ..
وتصورتك تبتسم لي وتهتف على مسمع من الخلائق : كل عام وأنت حبيبتي ..
ثم تتأبط فرحي .. ونعدو معآ إلى حدائق السحر ..
هكذا هو دأبي معك .. مجرد خيال ..
وهكذا أهمس بها إليك وإن لم تسمعها :
(( كل عام وأنت في قلبي أمير ))


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:23 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.