احصائيات

الردود
67

المشاهدات
63616
 
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


سحر الناجي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,001

+التقييم
0.37

تاريخ التسجيل
May 2009

الاقامة

رقم العضوية
6969
08-13-2010, 12:01 AM
المشاركة 1
08-13-2010, 12:01 AM
المشاركة 1
افتراضي شتاتك .. المُحلق بي ..!!


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


* صدفة .. وموعد مبتور
كترنيمة .. يدندن ذاك الذاهل وهنآ على مدن صدري .. كبحة تجترها شهقة وتقضم شفاه الكلم ..
أتمضمض تنهيدة أخرى كان طعمها أقرب للعفن ..زفراتي وفية لك رغم ضجيجها بالأنين ..
وصمت الجدران صاخب والصور تبدو غير مرئية ..
همس النوارس وأجنحتها المعلقة على السحاب .. وهدير التراب .. وغضب الريح ..
أولئك من وضعوك مجددا في جسدي .. روح أنت تعبث بأرجائي ولا تكف عن السعير
لن أنتثني صخبا , أرخيت ُ السكوت على صوتي وطالبتُ حنجرتي بأن تلوذ للصمت ولا تصدر التنهيد ..
وما أجيده اللحظة .. سوى أن أبث إلى الصمت شكواي حيث رقدت شفاه الشوق على صدري تمتم بالهواجس ..
أمعن في فتورك .. استغرق به وأنا أضمن لك الفراق ..
ثلاث ليال مشطوبة من تاريخ الظلام ..ليال أقصاها الوجع إلى خبايا منزوية حيث قضى جفاكَ مني وطره ...
غبت أنا ولا أجدني .. سئمت أن أجول الوقت بلذة التسلق للآه التي تعرج بي إلى الخواء ..
لا أريد أن أكرهك رغم قلبك المتيبس .. ولن تكون هذه بكائيتي الأخيرة .
لا .. لا أريد أن أنتشي بلحظة ملونة مارة بشبح طيفك .. وعيني تشكوك للضوء الذي جف من غروبك ..عيني الثكلى لمرآك ..لا تزال تبكي ..
ضع وجهك على عيني .. أربت ببسمتك على حدقي الدامع , أخبرني أني بخير
جف حلمي وأسرف في الإنسحاق تحت طائلة الوجع ..العالم بأسره لا أعيره لمحة .....رائحتك لا تنفك تعبث بحواسي
أو علمت أي الخوف نشب أظفاره في لحظتي كي أمنحك بارقة بوح ..!
كنتُ كطفلة تركل الصدفة ببراءة الطُهر لتحظى بحلوى الدلال .. كنت كروض غسله المطر وأنفاسه تنتفض لمجئ الشمس ..
وها أنت تمشي في دمي .. يتطاول ظلك على أرصفة الروح ..حتى تلوح وتطوي المسافات وتدنو ..
هذا هو حلمي .. والفأل قد تملص من أبجدياته .. أراكَ .. حقيقة , ولسنَ سوى سراب ..
أرى حشائشي الشائكة لم تردع خطاك .. قلعتي الرابضة بالحذر لا تنحني بوابتها إلا لقامتك .. وعند الشروق جئت تحمل قلبك وتهمس :
- خذيه .. إنه هديتي إليكِ لتكوني لي ,,,
تتابع قادم


قديم 08-15-2010, 01:56 AM
المشاركة 2
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** احتفال بأنك راحل

من أين تهب الجراح .. !

تلك الظامئة إلى هطول النزف .. والمبعثرة على دهاليز وعيي .. تلك المستلقية بجبروت يتآكل له صبري , جراح قانية .. بحزمة صارخة من الغضب .. وإنسكابات للوجع .. وذكريات .. شتات وتنهدات .. وسقم مرير يعتريني في وحشة بهيمية .. حيث أطياف أخذت تزدحم في أحداقي .. وتركل خنوعي بحزمة من الويل المتناثرة من زمن بالي ..
من أين تنهض أحزاني .. وأذرع للقهر .. تتطاول للتو متأبطة غصة باتت تشنق خلجاتي .. حنيني .. وأنيني .. وليلة لاحت على جسد المدينة واجمة كأنها الموت القادم من العدم ..
ليلة تتمرغ على مروج الأفق .. وتكتظ بهمهمة سوداء لا يبددها الصمت .. ليلة تكابدني أزمانها الملوثة بالشجن .. فيعتريني الذبول ..
ويحي .. من يأتيني بالفرح .. وليس غير خوفي .. والندم .. وكومة من الآهات .. ليس غير أولئك من ينقش رعشاتي ..
أتسلل - كعادتي كلما أضحى الوجع وخيم - إلى باحتي .. أسيرعلى غير هدى .. أجر خطواتي المتعثرة على ممر ظننته بعد آخر لزمن سرمدي في غير عالمي .. خلت أني أمضي في كون موازي بدون كائنات أو أحياء .. بلا مخلوقات كونية , أتحسس الفراغ من حولي .. وعند مشارف الظلال الجاثمة بجانب شجرة اللوز ..أسقط بقامتي إلى الأسفل ..أقوقع جلستي على بلاط بارد .. فالأرض باتت ملاذي .. وليس من ضوء يعانق أحداقي .. ليس من قنديل أعالجه كمصباح لعلاء الدين .. والمارد أينه يحقق رغبتي الأخيرة .. غايتي اللحظة أن أستكين وأن أخلع عني أسمال القهر ..
أرفع رأسي المتخم بالدوار ..أنياب الوقت تنهش وعيي المتلبد بالنعاس ويقضمني مخلب الوهن الى حد التراخي أرمق - كما هو دأبي وللمرة الألف - البدر .. كان يطل علي من هامة الكون بهيآ ,, يستدير على شوارع الفضاء .. يتدحرج بين السحب ضاحكا لهذا الوجود المتخم للويلات .. ثمة أفلاك في العمق السحيق تتزركش بالزرقة والاحمرار .. ومجرات .. ثمة ظلمات فوقها ظلمات كبحر لجّي .. كانت أهدابي تغوص في أنواره الآتية من المجهول .. لذلك شرعت أحداقي إلى عمق الكون أفتش عن نجم آخر بين النجوم .. عن وجه طالما رأيته هناك ولم أتبينه .. وجه بين المجرات دأب على دس السرور في طية الجوزاء أو كوكبة الجبار .. كان ينقش محيا ساخرا إلى جوار الشعرى أو حتى بجانب الدبران .. دوما ينحت على مروج الكون شعاع ملطخ بالغرور .. وجه نحيل .. بقسمات حادة , وأحداق ترمقني بحنو وتغرس في قلبي قشعريرة ..
كأن السماء برحت شاحبة بلا تلك العيون .. كأن أندروميدا بدونه انكمشت على أرصفة الليل تواسيني بسراج زاهر من الفأل الهزيل .. وألوان من العذاب ..
يهبط وجهي من جديد إلى الأرض .. أدفنه في حضن كفي .. ثم أستند بظهري إلى الجدار .. وبلا ادراك .. أخذ النشيج يلتف على شهقاتي وصوتي المكتوم .. دموعي التي تنزلق بين أصابعي .. أحرقت بقايا صمودي .. دموعي والألم .. وزفرة كأنها الإحتضار .. شهقة لجمت لهنيهة البكاء .. فترنحت بالإختناق.. .. قطرات ساخنة أخرى توقظ إنهياري .. ومن بين شظايا عبراتي .. أخذت أتنفس بصعوبة وأنا أجاهد لأمحو صورعديدة ارتسم خيالها على جمجمتي .. صورتك فقط ظلت عالقة ولم تزل .. أرجع برأسي إلى الأعلى وألقيه على الحائط .. أرمق القمر مرة أخرى.. رأيته عابسا للتو .. رأيته يربت بنوره على كتف وعيي .. ويكفكف إسرافي في الوجع .. القمر وصيحات من العويل تفطر فؤادي ..أمحو حتى أحلامي التي شيدتها على رابيتك ..أمحو كل أمنياتي .. وعند لحظة تساوت فيها كل مشاعري .. تجلت سطوتك المطلة على ضعفي .. بوحك الذي تعطر بالعشق ..وأنسام من رائحتك المزهوة .. كانت كلماتك كالماء الزلال حين كنت عطشى ..كانت أحاسيسك يومذاك كبريق أومض كل بقاعي الداكنة .. قلت لي :
- اجعليني عكازك الذي يحميك من العثرات ..
قلت أنفلت من طغيان حضورك : إرحل أيها الغريب .. فلست حلمك .. ابتعد عن قلعتي المسيجة بالويل ..
قلت تتحداني : سأقتحم عالمك .. مهما كانت الصعاب ..
وفعلت .. أتيت فارس يستل عزيمته على أبوابي ليحطم إنغلاقاتها .. أتيت ولم يجرؤ سواك على هذا الحلول .. أتيت ثم ذهبت .. وكان في ترقبي لمجيئك .. أن انتظرت .. وعدت .. عدت بعد أن زهوت بأنك الرجل الوحيد الذي تهادت بوابات عالمي أمام وقع خطاه ..
قلت تجرني إلى عالمك : لنذهب .. ولكن في الخفاء ..
تملصت من يدك , قلت كسيرة : لا .. لم يحن الأوان لذلك ؟
سألتني : ومتى سيحدث ذلك .. إن العمر يمضي بنا .. وحان لنا الرحيل ..
تنهدت أحيطك بخوفي علما : أعلم .. لكنني لن أخرج معك إلا بالضوء .. وأمام كل الجموع ..
هتفت لي : لماذا تصعبين الأمر علي .. ألا يكفيك أني ملكت عليك حواسك ؟
أجبتك باقتضاب والدموع تتحجر في عيني : لا .. لا يكفي ...
نعم سيدي .. لا يكفي , ولا يبهرني عشقك الملوث باللامبالاة .. ولا صوتك الصادح عنوة بإغفاءات السلام .. ولا معانيك التي تزلزل كل أركاني .. لا يكفيني صوتك الممزوج في ذاكرتي .. لا يشجيني ..ولا يغويني أن أكون لك , أنت .. تريدني زخرفة تزين بها عمرك ..وجه شهير يتلألأ به حياتك ..أنت وأنا ..وهواجس تزجر رزانتي .. وواعز يؤلمني .. بأن أبرح مجرد شمعة بيضاء تتألق في عتمات طموحك .. طموح أرعن ما جاء بك إلى شواطئي ..
من أجل البريق المحتضن لأحرف اسمي تريدني .. ذاك المتربص لكل السلام في وجدي .. قدمت من أجل ضياء لي وشموخ على قمم الوجود .. أتيت كي ترص مزيج من شرف وفخر إلى جوار لقبك .. هذا هو حلمك .. ترى .. هل كنت تتسلقني لتصل إلى المجد .. تقفز على سياجي .. وتعدو فوق مروجي كي تنعم بشئ من الرخاء المضئ ..!
سألتك حينها : أصدقني القول .. من أكون بالنسبة إليك ؟
قلت كطفل يتلعثم كاذبا على حدود الحقيقة : حورية .. هيمنت علي بروعتها ..
صحت : فقط ..؟؟!!
قلت لي بحيرة : لا أدري بالتحديد .. ماذا تريدين ..
أريد .. يا عابرآ كل خلجاتي .. يا مارا بهيبتك مدني الحزينة .. أن أكون كل شئ .. أو لا شئ ..أريدك ساعدا أتوكأ عليه في تعبي .. وكيانا أحتمي به إذا ما هبت رياح جامحة .. ألوذ به .. أتلحف بكل قوته في هنيهات ضعفي ..أخالك رجل حط برحاله على موانئ قلبي .. وقام يتسكع بزهوه ويلطم بخطاه صمت طرقاتي .. رجل .. لا يماثله كائن بشري في هذا الزمان .. رجل .. وحده فقط .. لا يخبئني في جيوب عمره .. هو بذاته يقر أني نصفه الثمين .. قلت أيضآ لي ذات مساء صخب بضحكنا وفرحنا :
- أنت .. رائعة جدا ..
ربما .. هكذا تراني فقط .. ربما أن الحب بمنظورك .. كان مجرد ضوء تقتبسه أحداقك من سفوح أنت تخالني جناحك إليها .. تريد أن تحلق من خلالي إلى سطح النجومية .. تعبس حين أدلق على مسامعك بالحقيقة .. تتجهم , وكأنك الضحية وأنا الجلاد .. تصمت وتغيب من جديد .. تتركني لتعاقبني لأنني سموت بك فوق كل الرجال ..
بداية اللاعودة بيننا تجلت مليا في صلفك .. وقسوتك .. وأحيانا مفردات سقطت من صوتك سخرية .. افترقنا وحياة أخرى كنت تأنس إليها .. تفاصيل كنت تحجبها عني ..
ذات فجر تبلل بالمطر .. وعواصف قسوتك .. اعتذرت لتغيبك .. ولكن قلبي عافاك .. حضورك هلّ .. وجاءت معه كل الهزائم .. والاحساس المرير بالإنكسار .. كنت أقسو .. أقرّ .. ولكن رحيلك هو الخيار .. ليتك أدركت ما أختزله من بهاء للحب وإشراقات .. ليتك فهمت .. ياعمري .. يا أغلى الفرسان .. كيف أصبحت بالنسبة لي ساذج تمكر به أهوائه .. وتغويه أحلام تتربص بي لأكون ظلا منسيا ..
ارحل .. فلم يعد للبقاء معك معنى .. ارحل .. كي أتخلص من بقاياك من أركاني .. ارحل لأحتفل بأفول نجمك إلى الأبد ..
تحيتي

قديم 08-16-2010, 08:17 AM
المشاركة 3
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** ما بعد الرحيل ..
ويلٌ يتربص بصُبحي .. ويتلصص إلي خلسة من حائط الوقت ..
الصمتُ أو ما يشبه السأم ..وثُلةٌ من المنغصات ..وبقايا أرق التصقت بوعييي فأزالت إيماءة للنوم كانت تنكس في أحداقي ..
ما زالت القناديل واجمة في أزقة يتبختر - بين عتماتها - الليل , وما كادت الأنسام الهزيلة تلوذ إلى فوج الضوء القادم من المدى .. حتى عم الفراغ شئ من السخونة , وانتعاشة الصباح تنفست بصعوبة ..
ويحي .. مازال الكون كما هو .. يتوالى بالرتابة المماطلة وأنا هنا أركل جسد الوقت بتنقلات عشوائية - تائهة - فوق أرض حسبتها صلبة , ما أعيه - فقط - أنني أمتطي الانتظار الذي تقزَم ظله .. وتسمر في دهليز الضجر لا يحرك ساكنآ ..
أنا لم يعد يغويني الحنين بتسلق سفح الوهم ..ولا أجيد همهمة للفأل أتمتم بها كلما راودني الأمل بظهور الطيف ..أنا .. لم أعد أمتهن سوى التأوه كلما استحضرت ذاكرتي بعضا من المساءات الملونة بالزيف .. أحداث ممزقة من قفار الماضي .. تهبط على جمجمتي بثقل الوداع الأخير ..
أحداثٌ .. ووجهكَ الملتصق بخيالي .. وألم ..
أتراك هناك .. كما كنت هنا ؟
مسافرُ أنت يحط رحاله في أحلامي ..
أحلامي التي تلفظ أنفاسها الأخيرة .. أحلام وسكرات للهم تنهمر وراء قضبان مسيجة بالزيف .. وظل يرتحل عنوة على تجاعيد حجرتي ..حجرتي التي تنفض الآن من خطواتك .. وقفزاتك .. وألوان ضحكاتك , وهذا الليل القاتم .. وذكرى لائحة لتقطيبتك , بعبوس اجترح ذهابك وأنت تلملم وجودك وتحمل حقيبة الصمت وترحل ..
قلت لي - ذات بداية - تنفي عنك ظلال الإنقياد :
- أنا لستُ كما تظنين , أنا رجل حر .. سليل لذوي بأس في الزمان , ولا أحد يتبنى قراراتي ..
تقول وكأنك في مواجهة مع المجهول .. مع إنبثاقات هائلة من معاني الرضوخ , أو لعلها أسوار في ذاكرتك وعليك تخطيها :
- افهميني .. ثمة أعراف علي أن تجاوزها ..
في أمسية تالية كالطهر صوتك حدثني عن قريتك .. عن سيفك المغمود .. وذاك الشيخ الذي يسكن سفح الجبل , حدثتني عن المطر .. وسيرك التائه في أحراش الليل , قلت لي :
- وتذكرتكِ في تيهي .. وضحكت لمشاكستك .. وعفويتكِ ..حتى تبدد الظلام ..
وفي ليلة تعانق فيها بوحنا , شددت رحالك إلى قلبي .. أتيت من وراء أسواري تسرع المسير إلى عالم كان يشحب فقط من بياضك , كنت حينها مثل طفل يطوف حولي ويعابثني , كنت تنثر روائح الأمل وعيي .. وتقول :
- أريد أن أبقى معكِ إلى الأبد ..
لكنك رحلت .. تركتني وانجرفت وراء الوهم الذي سلبك نحو المدى , تركت حقلي خاليآ من أصداء بوحك ..من طرائفك .. وسخريتك اللاذعة , هنا .. كنت أطل من نافذتي على فجرك .. وهناك .. كنت أكتب معك ترانيم للنجوم والقمرونحن نحلق إلى فضاءات كانت الأفلاك فيها تحتفل بنا , كنت أُسمعكَ بوحي ليشمخ عشقك بأنيني .. ولتصب على حواسي طائفة من الشعر الشهي .. كنتَ وكنا .. فلما ذبلت سعادتنا .. لما انكسرت أحداقي .. أتراك هناك كما أنت ؟.. هل اختطفت حواسك أميرة تشبهني .. هل همست بلواعجك إلى طيف آخر يمثلني ..يحمل قسماتي الواجمة بصلفك , إذ أهرول على متن قلب تلحف بضباب من القسوة .. كان هو قلبك ..
- سامحيني .. أرجوكِ ..
بعد حين من العذاب تقول هذا ..بعد أن شهرت ندمك المغموس بدماء شوقي , وناحت نائحة العمر تبددك من صدري ,, وجومك - يا عمري - أنهار كانت تتدفق على ضفاف حيرتي , وجومك المنقوش للتو على تنهداتي .. وغرورك المترصد سعدنا ..أنى له أن يُبديك سوى غريب مر على واحتي .. ثم حن إلى وجوه بعيدة في جوف الماضي ..
( أتراك هناك كما كنت هنا ..!) .. وأنت تتباهى بدماء ورثتها عن جدك العظيم .. وتلجم انكساري في حضورك , أتراك كنت تقنعني بأن عشقنا كالأشجار التي تموت شامخة , ثم بيدك تنحر عنق شجيرة بالكاد نمت في قلبي وترعرت ..!
وأنت تهمس بنظراتك الكسيرة لأنك لست جديرا بقلب أبيض أضاء حول طيفك وهجآ .. وأنت تقول :
لا أريدكِ أن تغضبي مني أرجوك ِ..!
حل الغضب سيدي .. فأي رجل أنت حتى تُفلسف عناء الأرواح والأفئدة .. أي مسافر تكون إذ تهبط على جزيرتي بوابل من رياح السلام الوقتية ..!؟
أجل .. يا ذهول ينهش ذاكرتي .. ويأكلُ كل فألي ..أي كائن هو أنت ..؟
((( أتراك هناك .. كما .. كنت .. هنا )))
الأفق مازال غائمآ بالضباب .. وأشباح حولي تتنازع وحدتي , طيفك فقط الباسم بينها ..طيفك - وكأني أتمناه - ألق يبدد سرمدية وجعي .. طيفك وأنا .. وصوتك المتلعثم بالعذوبة .. فأجلس .. أسقط ترنحآ .. ثم ألتحف بمعطفك .. أتشمم روائحك .. وصغيرك يدنو مني .. يلتصق بدمي .. قطعة منك تركتها لي كالحلم ..يعبث بأصابعي , ثم يرفع نحوي وجهآ كوجهك .. يسألني ببراءة تشبه طفولتك :
" متى سيعود أبي ؟ .."
أنتفض على مجون الجرح .. أتململ .. وأعُدّلُ من جلستي , يعاود " قلبي" سؤاله بإجابة بيضاء .. ذاتُ النبرة العنيدة التي تغلف حنجرتك :
" سيعود أبي .. أليس كذلك ..؟ "
أتمتم له وحدقاتي تُطاردك في المدى .. ونفحات من دغدغة أمل .. بأنك حقيقي .. وهذا طفلك .. وها أنذا :
" لا بد وأن يعود يوما .. مهما تشعبت به المسافات .. لأننا وطنه الوحيد ..."
تحيتي

قديم 08-19-2010, 12:43 AM
المشاركة 4
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* وجهك ... يستبين
فزعة .. وذاك المُحدق بهامتي ..
سُقما يعتصر قواي ..
كالشؤم .. يعربد ..
ويرعش قامتي ..
سقم .. وبعض ذكرى .. وألم ..
بل .. سطوة ندم ..
ووجه لك على حدقي ..
يستبين ..
كطفل .. كنت تحبو في حواسي ..
كطيف يزجرني .. يلطمني ..
برفق .. بهون ..
بلا عون
ويستكين
طيف يتشبث بقلبي .. ويتعثر
لاهث ..ولا يخبو ..
فقط يعدو ..
فوق أحداقي ..
ويستبين..
ينحت الويل .. على أوراقي ..
هذا وجهك .. أو رماد ضعفك ..
أم هذه روائح الأنين ..!
هذا طيفك
وجهك .. والمدى ..
في المرج أنا ..
بين ركام الصمت ..
و صمت الحنين
ذاك الجدار .. وتيك الزهرة ..
.. في المساء تترنم..
تزهو طربآ .. تينع
إذا ما غردت النجوم ..
وتفشت على الأفق غيوم
زهرة .. وأطيار .. وهموم
والأشجار الواجمة
كموج يصفعها ..
ويندي الجبين ..
ريح صرصر ..
مدغدغا .. أوراقا ..
وغصونا ..
وعطش دفين ..
فقط ..يستشري وجهك ..
ويستبين
عيناك .. وعطرك .. وبقايا همسك
كأنت بدر .. يتضاحك ..
من سطحه,, مطلا
مضيئا
إذ تتجلى .. كلمات في قلبي ..
وضجر حزين
وعتمة .. معلقة على الفراغ ..
حين سقطت الخطا التائهة ..
على جسد زهرة
كانت ترقص في المساء
على إيقاع ملامحك
التي ذوت
حين بات وجهك .. رويدا
لا يستبين ..

قديم 08-19-2010, 03:52 PM
المشاركة 5
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
* ما زلت .. هنا
حامت الهواجس بصخب بليد كخفاش يعتلي صارية عتمة و تتوسط أزقة يضيق عليها اللامنظور ..
أرخيت الوعي مليا وجفني يرف كقبضة من أثر رجفة باتت تترصد هلعي ..
فنن هش كسير .. ألقت به الريح في يوم عصيب ..غصن يسقط من خميلة الروح ويتهاوى إلى قاع سحيق ..
يا لسوء التوالي الغائرة في المدن استبدادا وتتماهى على الطريق كمجهول شطرته العتمة ..يا للريح المنطفأة في أنفاسك وهمسك المدنس بالتلعثم حين يُقصي الجوى ..
يا قلبي الذي فر من جوانحي وهرع يستجير بك حتى رافقه حدقي وتعلق في عينيك فأجده يشخص إلي ولا يراني ..
" أسافر في كل مكان وطريق إليك وعر .. لا أستطيع أن أبلغك "
أناوش وجومي ببسمة مارقة ولا تلبث إلا قليلا .. أتنحنح .. وكأني ألطم الصمت بزفرة مدججة بالرياء ..
يخفق ذاك الوخيم حافيا فيدوس جرحه ويتوقف هنيهة ويعود ينبض صارخآ بالوجع ..
الفؤاد .. يرتجف في زمهرير غيابك .. وبرودة الألم لا يجعل للشموع جدوى ..
لا تفارقني أيها المتوشم بي ..ولن تبارحني تعاريفك للهوى الذي قولبته بقانونك الخاص ..
" ترفقي بي ..فأنا عشقت روحكِ ورواحكِ "
كم أرنو إلى الإخضرا في الأشياء الماكثة أمام مدمعي .. سئمت الرمادية .. ولا مناص من البياض .. فقط بارقة عابرة وكفى ..
أستقل الشرود .. وأتمطى في حافلة الهذيان .. أمتطي الذكرى حيث طريقك ملغم بالكثبان ,, ملبد بضباب يكتم أنفاس السفر ..
يتعذر علي أن أطأطئ للريح .. فيلوذ الوهن بصدري ويتوارى خلف ستائر الهوس ..
" سأعاقب نفسي لأنني خدشت مسامعك بقسوتي "
تتسائلك الروح .. كلما تزايلني هواجسي لتتربص بي خلفي وتركل ظلي .. أنا منذك أستعير الجلد ولا أجده مقاسي ..
سقيم شعرك .. فضفاض كمرفئ لعذارى الكلم ولست وحدي من جاسه نهارا ..يحايلني شوقي ويسوقني إليك ..
" أنا لم أقترف كبيرة حتى تنهالي علي بالمقت "
لا بأس ..كل شئ بات غير مرئي .. حتى أنت لا أراك ..
أُنيخ إنكساري وأفلته حتى طوء التراب .. سأدعّي بأني أتسع للإنتظار فليس أمامي إلا أن أرأف بي أنا الخاوية من الحياة وأنت المنفي على سفح الرحيل وتظن أني وطنك ..
ويزداد إيماني بالفردوس المغيب .. وآه لو أستريح تحت تيك الظلال الوارفة ..وليت شعري ذلك الدفء بين طيات عالمك ..
وتعاند رغم سعل الحقيقة كحمى تجوس خلال الشرايين وتتمكن من النزع :
" لا لم أرتكب الزلل .. وافعلي ما شئتِ "
سرمدي أنت بلا طائل من محوك وأنا أرمق فراشات تنقض على القنديل لتحترق .. سرمدي بعنفوانك حين تترفع عن الأسف
ينحسر الفجر عن مخاض متهالك لسراج الصبح الهش وميضه .. وأفياء النهار يبهت وارفها منذ اللحظة ..
قبيل غفوتي أمسك بوجهك وأدسه في عيني ..وأتناسى صرير عنادك ..
فألقي تملصك في حاوية صممي حين بوخزني الشوق..
أنا بخير عدا أن الهم نهبني وسرق نفائسي المنكمشة في صندوق ذاكرتي الفاخر..
أنا أعقد خيوط الوقت على ابهام نعاسي .. أريد أن أفرغ الألم من شرودي المتخم بالخمول..
أود أن أمشي إلى غيهب يغيب حواسي ..
أريد .. فقط .. أن أنام

تحيتي

قديم 08-21-2010, 07:06 AM
المشاركة 6
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

**ملاذ جرحي .. أنتَ
محض وجع ..أن يبتلعني الألم .. في منأى عن انتباهة الزمن ..
غريب هو الفراق .. كلما أشهر همهمة تصرخ مقتآ بين طيات القلب ..
دوي للشوق يتباهى برنين يصم آذان الروح ..
وفقط ..متشنجة الرعشات أنا .. جديرة بالتلاشي .. دهشتي ..
أقرضتَ لي :
" كتبت اسم الله على اسمك حجاب "
وماذا بعد ..!
" حين تكوني معي .. حتى لو بصحراء قاحلة .. أخالها جنة "
أتشمم روائح بوحك ..حتى يستشري في عروقي الحنين , أتلقف قسماتك بعينين قرحهما الأرق , وأحمل طيفك بين أصابعي .. حتى يداهمني الصبح بتنهيدة الضوء ..
بعد أن تراخى الذبول على ذاكرتي , شددتُ علي غطاء الصمت وأومأت واجمة ..
رحلتُ إليك .. أجر جسدا خائرا .. حتى أن قواي غاصت في شواطئ كنت تقف شامخا على صواريها ..
هناك .. تلعثمت حيرتي , وأنا أتلفت كي ألوذ بمنفذ يظللني بالهرع من غضب عينيك ..
" لن تغلقي الباب .. سيبقى المفتاح بحوزتي "
وأنا غاضبة .. حزينة .. فعلام تندب لائمتي وتجوس في ذاكرتي بصوتك الكسير ..
" أريدكِ أن تفخري بي أمام ذويك .. وتشمخي بوجودي في حياتكِ "
لستُ أبالي بقامتك التي تأكل حضوري سطوة..
" أنا أجهدتني السنين , ومعكِ تذوقت طعم للبهاء "
وماذا عني .. هل رفاهيتي التي ترسمها ظنآ .. كانت بل بلايا .. هل تعاقبت سنيني بدون رزايا ؟
أقدامك تتيبس على رابيتي .. وصوتك فقط ما يصيح ويعبس في وجه الوقت ..
" دعيني أتنفس زفيرك , فأنتِ أقرب إلي من نفسي "
الاختناق وبادرة بالنواح .. وألجم هبوب لأحاسيس تشتاقك ..هي رفقتي هذا المساء ..
" أحب كل شئ فيكِ .. حتى شجاركِ وغضبك .. أفعل أي شئ كي ترضي "
إذن ماذا اعتراك ..؟
تتلجلج بصوتك كرجل اعتراه الغرور وفقد معانيه .. وتزجرني بإغلاقة الجرح ..
ماذا دهاك ؟
أفرغ رأسي من صداك .. أخلع عليه مرتبة الحيطة .. وحفنة من الشكوك ورائحة للوهن ..وأجوب وحدتي متذمرة من ملاطفتك ..
" سأجعلكِ أميرة تركع لدلالها النساء "
سقطت يدي على جبيني .. فالتصقت بأظافري قطرات لم أحس بمحاجري تسكبها ..
هل رأيت ؟
هذا ما تفعله بي
أجمع ما بقي من صوتك .. وألقي به إلى جانب الباب ..
أخرج .. أهرب ولا ألوي على عودة ..
تحيتي

قديم 08-23-2010, 12:15 AM
المشاركة 7
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* ذات بدء .. بيننا ..
أنثر على وجه الليل .. تبر بلون الرماد
حفنة آهات ..
شرود .. يتعانق والمجرات ..
أدلق .. بضعة من عذابي .
آلامي .. أزجرها,, أكممها, لنعيها شتاتي ..
جسد رحيلي .. المسجى على قارعة الحكاية ..
حكاية قهر .. روائحها تفوح بالمحال .. والغرابة .. وربما الجمال
وعلى حدود جزعي .. هناك .. ونواصي جمجمتي
كنت ..أختلس ضوء ..
سراج أعلقه في حجرة وعيك .. شمعة أبدد بها ظلمة عنادك
كانت قصتنا بلا مثل .. أو مثيل
كانت حلم .. يضئ وجه الأصيل
ثم باتت خرافة .. أسطورة متسلقة لسياج الوهم ..
سيدي .. يا نحيب اعترك صوتي ..
أنين يفر طوعآ من صمتي ..
أحرفي التعبة .. الواجمة
يدلقها شوقي نزفآ على مرآك ..
ماذا دهاك ؟
تدنو حتى قاب قوسين أو أدنى ..
ثم تتوارى وراء أفقي كالسحاب ..
سحاب .. وعذاب
كيف تغفل ؟
وفي مدينتي ..
كاد ظلك أن يفترش الطرقات .. والأزقة .. وحتى شواطئ وسراب ..
أما أعتابي .. فيتوشح وجهك أمامها بالغياب
ولما تنسى !
أحاديثنا .. جدالنا .. وحتى صخب مسراتنا
كنت نستنشق ذات الهواء ..
وتقهقه أيها المار في دمي .. الساكن مروج صدري :
" بل تقصدين .. الغبار الهائم في الفضاء "
أنكس طرفي .. لسخريتك :
" لا بأس .. ساير شاعريتي قليلآ "
وتضحك ..
ويح عمري .. لأنفاس ضحكاتك .. لرنين صوتك ..
فلا تنكر ..هيامك .. غرامك ..ولون شهي لإقرارك :
" لا تكفيني ساعة معك .. ولا سنة "
وفي مساء آخر .. كان في بوحك .. شجن
زفرات تمزق هيبتك .. وسطوتك ..
وأحرفك .. تلطخت بالأسرار .. والطلاسم .. وطلح النوار :
" آه .. لو تعلمين كم أنا مغرم بك "
حقآ ؟ .. إذن لما تركت لي حين الفراق .. القرار ؟
كان يجترحك هواك .. وحين همست صاح صداك :
" لا أريد أن نفترق , أريدك دومآ معي .. وإلى الأبد "
تلجمني بحنوك .. ثم تلملم مجيئك وتغيب
يا مسافرآ على واحات عمري .. أيها الغريب ..
ساعة فقط .. لحظة .. بل ثانية
في إنطفاءتك من زمني .. ينحتها الويل عويل ..
في لامبالاتك .. وزحام أعبائك .. وعذرك الكليل :
" آسف .. أعذريني .. والله مشغول "
أكوام من الأسف .. تذكر وعدك .. لا .. لن أغفر بعدك :
" أنساِك ؟؟ .. مستحيل "
ها أنت تفعل , وتنسى حتى وجيبيي الحزين ..
كنت أنتظرك .. دومآ أترقبك .. والوقت يتلكأ في عيني ..
حتى الزمن بات شبيهك .. عنيدآ
كنت .. أتنهد .. أزفر .. وأخضع لبكاء مرير
أجوب نهاري .. بخطى تائهة ..
ولا تأتي .. لا تكلمني ..
وإذا ما فعلت يأكلني الصمت .. وأنت تهتف :
" تحدثي .. لما كل هذا السكوت ؟ "
نعم سيدي .. تبتلعني في وجودك .. أجواء حضورك ..
فهل تفوهت أنت !
هكذا مضت بنا الأمسيات .. وكم أخاف غدر السنوات ..
أنت في زحام عالمك , وأنا أذبل كورقة أسقطتها الريح ..
يا قلبي .. وأنيني .. يا بدر يضئ حنيني ..
قافلتي توقفت .. تسمرت على مشارف لقيانا .. تحجرت خطاها ..
موكبي لا يقدر على عبور حقولك الشائكة ,,
ولا يأبه العودة إلى جزيرتي النائية ..
وعلى مفترق الطرق ..
تظهر الحيرة بيننا كعاصفة ترابية
كان القدر - ذات صدفة - ينحت عالمنا بالسعد ..
والحبور .. وخاتمة من نور
هكذا كنت أحلم .. وأتصور .. وأرجو ..
أنا لا أقدر على المضي ..
لما لا تأت أنت ؟؟

تحيتي

قديم 08-23-2010, 11:35 PM
المشاركة 8
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ليتني" .. أتحرر منك
صباح يجسني فلا تنسل أنفاسه إلى رئتي ..صباح يلثم الرتابة ويبعث الألم من لحد تكالب عليه تراب الوجع ..الشمس ناعسة هذا النهار ولم تخلع عنها معطف الغيوم ..
الشمس الخاملة وزفير .. وقطمير .. وصرير , ثلاثة عددتها وخيمة ووجدتها تـصل للألف في إنسدال أشباه الكلم الطازج..
أقيم إحتفالا في زمني ولا مدعو هنا سواك..أحاول أن أقلع عن إدمان الوقت بشفاه تتلمظ القهر..مكر حنيني للتو بلغ مداه حين ادعّى التخفي ثم لاح لي على متن نبضة صارخة ..أعي جيدآ أن شفاهي تلوك اسمك ولا ترتشف ألامرارة الفراق ..وأعلم أنك تتوهج وتتضح في الشطر الأخير من الليل .. لذلك أطارح السماء بنظرة استجداء للعظيم : كم أرنو إلى الراحة ..!
وكلما استبقت المرارة مهرولة إلي تعبث بتجلدي .. كلما زاد عنادي للتملص منك ..
في يوم أبتدره بتحايل .. واستميحه أن يمر حافلا بالنسيان ..
لا يجرؤ قلبي على الإطاحة بك .. لا يزداد إلا عنجهية ترديه منبوذا .. فتحاصره شرذمة من اللواعج كي يتنحى عن السيادة ..
في غمرة الصخب والتناوش .. تلوح لي من بعيد وكأنك مزهوا بانتصارك ..
وحدك ,,, ويقينك بتجذرك في تربة الروح .. ما يضنيني ..
سيريالية التلون بزمن خارج حدود .. أمر لا يُطاق ..
حينها .. أترفع عن مجاراة خيالي .. ألملم إدراكي أو ما تبقى منه لأترك لك المكان ..
أقبض على قسماتي المتوشحة بالشحوب وأدسها تحت خماري واجمة ..
أسرع الخطا نحو مساء قد تجتاحه رتابة منظمة .. أو فوضى متقزمة ..كما هي عادة الأيام بمجملها..
وقفت على إتجاه سلكته الريح , ومن الغرب لاح هواء مغبر بعاصفة وشيكة ..
غصة تراءت لي من الدرب المتجه إلى أعماقي ..
لذلك قفلت عائدة .. إلى بداية ليلة توهمتُ أنني سأصنع فيها حُلما ..
ولكنه حلم لا يخلو أبدا من تفاصيلك ..
لأنك ماكث أبدا في شراييني ..
تحيتي

قديم 08-25-2010, 12:45 AM
المشاركة 9
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


* شوق يتربص بقلبي الدوائر..
طفولتي - التي كانت تروقك في أمسياتنا المترفة بالفأل - ها هي تقضي نحبها في هزيع الفراق..
جسدها يتحلل إلى سكون وخواء .. ورفات عفن لم يكن يجرؤ على استوطان بقاعي قبل الآن ..
امنيتي تتلوى في خاطري ب (لو) ..و ( ليت )
لو أنني جمعت رائحتك في وعاء فضي .. ووضعتها على رف ظاهر لذاكرتي ..
ليتني لملمت حديثك من المدى وغزلته دندنة ترفرف على روابي القاتمة ..
وتلك التقطيبة التي كنت ترمقني بها عند حلول الغضب .. بت أحن إليها , ألى حد الحلم بكونها محسوسة منك أتلمسها ..فيكفيني ..
ويحي .. بت أنسى ملامحك .. حتى صوتك الذي نُحت راسخآ على سمعي .. بدأ يذوي ويتلاشى ..
ومشيتك المتبخترة على أرصفة مدينتي .. ها هو ضباب وسواد يلفها حتى توشك على الأفول ..
ولا أنسى أبدا كلماتك الهامسة .. ووشوشتك النافثة في أوراق عمري , لكنها .. ( أيضا ) تتحول إلى همهمات لا أدرك منها حرفا ..
هذه هي مرآتي .. ذاتها .. مرآتي التي كنت أنظر إليها ولا تعكس لي غير صورتك .. تظهر لي للتو - ورويدآ - وجه لمخلوق بلا ملامح أو قسمات ..
بدا لي أنه وجهي ..
هل بت أنساك أنا .. هل أنساك حقا ..؟
ليتك هنا لتُجيبني ..
تحيتي

قديم 08-26-2010, 08:10 AM
المشاركة 10
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** من مثلكَ ..؟

ومن كأنت .. يرتديك قلبي حُلة نسجتها من خيوط عينيك ..
ومثلك .. في الكائنات .. كحبة أينعت دوحآ على رابيتي القفرة من الحياة ..كأزاهير الهمس التي تنامت ونامت على كتف الحناجر الخضراء ..
أنت يا شطري الغائر في البعد , أمشط القمر بعينيك .. وأرتكب من الظلام سواد أكحل به أهدابي الشاخصة إلى خيالك ..
لا وطن لي سوى قلبك .. وحين يتلبد بي الجفاف , وأشتاق إلى مطر ابتسامتك , أفتش عنك في ضحكات المساء ..
أجد في البحث عنك بين طيات مساماتي ..وعلى وجه جدتي المأفول بالحنو .. وصخب الغلمان في حينا .. وشجار العصافير غادية بطانا .. وخماص الجائع المعتر ..
ومثلي ومثلك .. كيراع أو بتلة انحازت صوب الأنسام الطربة فأثمرت عطور عاجية ..
قلت لي : ملك لكِ أنا , فاصنعي ما شئتِ ..
كنت أسبح في عينيك وأحتمي بدفء أهدابك .. كنت ساقيتي وجنتي الأرضية .. وكائني الفضائي ..
حزمة ألق أنت .. تتخطى الحواجز لتتخذ من عيني مسكنا .. أمتثلك وأستعذب هيبتك حين يتخمني الضعف برتابة لا تطاق ..
تشمرالدنيا جمالها في حضرتك , ويصطف على وجه الغيم ..حاشية الضوء القادمة من القمر ..
السعد / والرعد / والرعد / والوعد , تمسي كائنات تجيد إلقاء الفرح لأنك بقربي ..
حتى أنسامي المكتظة بالفتور تغرد زمهريرا على وقع خطاك ..
والأسطورة التي ينبضها قلبي .. ليس سواك يا أميري من يبللها بالفخامة ..
سيدي .. ومليك قلبي أنت ..
من مثلكَ ..!؟


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:18 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.