احصائيات

الردود
4

المشاهدات
3515
 
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


حميد درويش عطية is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
29,962

+التقييم
5.70

تاريخ التسجيل
Dec 2009

الاقامة

رقم العضوية
8249
12-03-2011, 06:32 AM
المشاركة 1
12-03-2011, 06:32 AM
المشاركة 1
افتراضي [ صبرُ يوسف - عليه السلام ]
صبر يوسف عليه السلام

لا شكّ أنّ الصبر إنّما يتحقّق إذا فرضنا أنّ هناك ابتلاءً أو امتحاناً يمرّ به الإنسان فيصبر عليه
ومن ثمّة ينبثق السؤال الآتي :
ما هو الابتلاء الذي مرّ به يوسف عليه السلام وعلى ماذا صبر ؟
يظهر للمتدبّر في قصّته التي عرضها القرآن أنّ هناك مجموعة من الابتلاءات مرّ بها هذا النبي الصدّيق
ويمكن تلخيصها بما يلي :
إنّ يوسف (عليه السلام) كما تحدّثنا السورة عن مقاطع حياته
كان ذلك الطفل الصغير الذي حوّلته أيدي المقادير
وسلكته في سبل الابتلاءات
فمن كيد إخوته إلى رميه في غيابة الجبّ
إلى بيعه بثمن بخس إلى أن وصل إلى بيت العزيز
ومن هنا أيضاً تبدأ مرحلة أُخرى من الابتلاء أشدّ وأصعب ممّا مرّ به سابقاً .
إلاّ أنّه في خضم هذه المحن والبلايا التي تواترت عليه
كان مليء القلب بما يشاهده من لطيف صنع الله به
فهو على ذكر دائم ممّا بثّه إليه أبوه يعقوب النبي من حقيقة التوحيد ومعنى العبودية
ثمّ ما بشّر به من الرؤيا أنّ الله سيخلصه لنفسه ويلحقه بآبائه إبراهيم وإسحاق ويعقوب
ولم يكن لينسى ما فعله به إخوته
ثمّ ما وعده به ربّه في غيابة الجبّ حين ما انقطع عن الأسباب كافّة
من أنّه تحت الولاية الإلهية والتربية الربوبية
وسينبئ إخوته بأمرهم هذا وهم لا يشعرون .
وهذا هو الذي هوّن عليه ما نزل به من النوائب والبلايا
فصبر عليها على ما بها من المرارة
وفي كلّ هذه الأحوال لم نره شكّ أو أظهر شيئاً من الجزع
بل كان محبوراً بصنائع ربّه الجميلة لا يرى إلاّ خيراً ولا يواجه إلاّ جميلاً
وهذا ما حكته لنا آيات متعدّدة من السورة كقوله تعالى :
( مَعَاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي ) وقوله:
(مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللهِ مِنْ شَيْء ) وقوله :
( إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ للهِ ) وقوله :
( أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ )
فلم يكن يرى إلاّ ربّه ومالك أمره وهو الذي يسدّده كيف يشاء .
ولعلّ الاختبار الأصعب الذي مرّ به هو ما جرى من حكايته مع امرأة العزيز
فإنّ هذه القصّة تقرّر أنّ جميع الإمكانات الفردية
وظروف الزمان والمكان التي تؤدّي إلى الانحراف
قد توفّرت بيد يوسف (عليه السلام) على أحسن وجه ممكن .
فكان مع هذه المرأة في خلوة
كما تتصوّر هي وقد غلقت الأبواب وأرخت الستور
وكانا في أمن من ظهور الأمر وانهتاك الستر
لأنّها كانت عزيزة بيدها أسباب الستر والتعمية
ولم يكن مع يوسف ما يدفع به عن نفسه
وينتصر به على هذه الأسباب القوية إلاّ أصل التوحيد وهو الإيمان بالله
وبعبارة أُخرى ليس له إلاّ أن يتترّس في خندق المحبّة الإلهية
التي ملأت وجوده وشغلت قلبه فلم تترك لغيرها محلاً ولا موضع إصبع
فهذه أسباب وأُمور هائلة لو توجّهت إلى جبل لهدّته
أو أقبلت على صخرة صمّاء لأذابتها
إلاّ أنّ كلّ شيء يضمحل ويتفتّت أمام المحبّة الإلهية التي يمتلكها أولياء الله المخلصون .
هذا على المستوى الفردي أمّا على المستوى الاجتماعي
فقد ابتلاه الله عزّ وجلّ بذلك المنصب الذي وصل إليه في دولة مصر آنذاك وهو أن يكون أميناً على خزائن الدولة
ولا يخفى أنّ هذا المنصب المالي الكبير قد انزلق فيه كثير من الخلق
وهلكت فيه أسماء كبيرة عندما وجدت نفسها على محكّ الاختبار المباشر
المتمثّل بالسيطرة على الأموال الضخمة العائدة إلى خزائن الدول .
إلاّ أنّ حال يوسف (عليه السلام) لم يكن كذلك
وهل ثمّة مكان للمال في قلبه الشريف لكي يميل إليه أو يطمع فيه ؟ !
كلاّ بالتأكيد بل وجدناه هو الذي جمع أرزاق الناس
وادّخرها للسنين السبع الشداد التي ستستقبل الناس وتنزل عليهم جدبها ومجاعتها
ويقوم بنفسه لقسمة الأرزاق بينهم وإعطاء كلّ منهم ما يستحقّه من غير حيف أو ظلم .
قال تعالى حكاية عنه (عليه السلام) :
( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ )
انظر كيف خصّ بالذكر صفتي (حفيظ) و (عليم)
فإنّهما الصفتان اللازم وجودهما فيمن يتصدّى لهذا المقام الخطير .
منقول
حميد
2011-12-3
السبت 8 محرم الحرام 1433هج


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 12-04-2011, 03:31 PM
المشاركة 2
إلهام مصباح
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
تحياتي لك ولمن كتب هذا أ.حميد
لن ننسى صبره على اتهامه بالسرقة!
يقول تعالى:
" قالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ" [يوسف : 77]
قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون.
وقال إخوة يوسف لما رأوا الصواع قد أخرج من متاع بنيامين {إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل} يتنصلون إلى العزيز من التشبه به، ويذكرون أن هذا فعل كما فعل أخ له من قبل، يعنون به يوسف عليه السلام. قال قتادة: كان يوسف عليه السلام قد
أخذ صنماً لجده أبي أمه فكسره، وقوله: {فأسرها يوسف في نفسه} يعني الكلمة التي بعدها وهي قوله: {أنتم شر مكانا واللّه أعلم بما تصفون} أي تذكرون، قال هذا في نفسه ولم يبدها لهم، وهذا من باب الإضمار قبل الذكر، وله شواهد كثيرة في القرآن والحديث واللغة، قال ابن عباس: {فأسرها يوسف في نفسه} قال: أسرَّ في نفسه {أنتم شر مكانا واللّه أعلم بما تصفون}.
ومع هذا صبر وغفر وجعل الأمر من مكائد الشيطان ولم يبدها فكان الصابر على الإبتلاء وجعل أمرهم لما تبعوه من وساوس الشيطان
يقول تعالى:
و"َرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ" [يوسف : 100]
وهنا أيضا صبر ليوسف عليه السلام لفراقه لأبيه مدة كثرت الأقوال عنها والله أعلم
تحياتي.

قديم 12-04-2011, 10:08 PM
المشاركة 3
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أستاذ حميد درويش حُسن اختيارك للموضوع في المضامين والأساليب والأهداف.
بوركت وبورك اليراع.

قديم 12-05-2011, 07:30 PM
المشاركة 4
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحياتي لك ولمن كتب هذا أ.حميد
لن ننسى صبره على اتهامه بالسرقة!
يقول تعالى:
"َقالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ" [يوسف : 77]
قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون.
وقال إخوة يوسف لما رأوا الصواع قد أخرج من متاع بن يامين {إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل} يتنصلون إلى العزيز من التشبه به، ويذكرون أن هذا فعل كما فعل أخ له من قبل، يعنون به يوسف عليه السلام. قال قتادة: كان يوسف عليه السلام قد
أخذ صنماً لجده أبي أمه فكسره، وقوله: {فأسرها يوسف في نفسه} يعني الكلمة التي بعدها وهي قوله: {أنتم شر مكانا واللّه أعلم بما تصفون} أي تذكرون، قال هذا في نفسه ولم يبدها لهم، وهذا من باب الإضمار قبل الذكر، وله شواهد كثيرة في القرآن والحديث واللغة، قال ابن عباس: {فأسرها يوسف في نفسه} قال: أسرَّ في نفسه {أنتم شر مكانا واللّه أعلم بما تصفون}.
ومع هذا صبر وغفر وجعل الأمر من مكائد الشيطان ولم يبدها فكان الصابر على الإبتلاء وجعل أمرهم لما تبعوه من وساوس الشيطان
يقول تعالى:
و"َرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ" [يوسف : 100]
وهنا أيضا صبر ليوسف عليه السلام لفراقه لأبيه مدة كثرت الأقوال عنها والله أعلم
تحياتي.
أختي الطيبة الغالية إلهام مصباح
أسعدني مرورك
وكانت إضافتك رائعة أضافت للموضوع وأغنته
مما زادَ في الإفادة منهُ مع المتعة في قراءته
بالإضافة إلى أخذ العبر والدروس المستقاة من قصة نبي الله يوسف - على نبينا وعليه سلام الله -
و باقي القصص التي قصها علينا كتاب الله العزيز
تحيتي لكِ مع التقدير
وتقبلي شكري
حميد
5
12
11
الاثنين 10 محرم الحرام 1433هج

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي
قديم 12-05-2011, 07:43 PM
المشاركة 5
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أستاذ حميد درويش حُسن اختيارك للموضوع في المضامين والأساليب والأهداف.
بوركت وبورك اليراع.
أخي الأستاذ الكريم ماجد جابر
لا أدري كيف أفيك حقك من الشكر والتقدير

فقد كانت كلماتك الطيبة و كلمات باقي الأخوة الأعزاء

أفضل حافز لتقديم كل ما فيه الفائدة والمتعة

تحياتي
دمت بود

حميد

5
12
11
الاثنين 10 محرم الحرام 1433هج


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: [ صبرُ يوسف - عليه السلام ]
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما كان موسي عليه السلام خائفا , ولا كان سليمان عليه السلام أنانيا محمد جاد الزغبي منبر الحوارات الثقافية العامة 8 08-20-2019 01:27 AM
قصة آدم عليه السلام أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 2 06-30-2019 08:55 PM
يوسف عليه السلام أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 08-08-2018 02:14 PM
( صبر يوسف - عليه السلام ) حميد درويش عطية منبر الحوارات الثقافية العامة 0 12-19-2013 09:36 PM
وقفة ٌ على مشارفِ سورة ِ يوسف ( عليهِ السلام ) حميد درويش عطية منبر الحوارات الثقافية العامة 8 09-20-2010 06:02 PM

الساعة الآن 05:16 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.