قديم 10-08-2010, 02:24 PM
المشاركة 21
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أذمُّ إليكِ كَلْمًا ليس يُؤسَى
( الشريف المرتضى )


أذمُّ إليكِ كَلْمًا ليس يُؤسَى
وداءً ليس يعرفه الطبيبُ
ودهراً لا يُصيخُ إلى نصيحٍ
وعَيشًا لا يَلَذُّ ولا يطيبُ
وكم لي من أخٍ أُوليهِ نُصْحي
ومالي في نَصيحتهِ نَصيبُ
له منِّي البشاشة ُ في التَّلاقي
ولي منه البَسارة ُ والقُطوبُ
يَعيبُ تَجَنيّاَ والعيبُ فيه
وقد نادت فأسمعتِ العيوبُ
ألا هرباً من الإخوانِ جمعاً
فمالكَ منهُمُ إِلاّ النُّدُوبُ
ولولاهمْ لما قَذيتْ جفوني
ولا سِيقتْ إِلى قلبي الكُروبُ
ولا طويتْ على أوْدٍ قناتي
وغَلَّس في مفارِقيَ المشيبُ
ولا خَرقتْ منَ الأيّام جِلدي
أظافرُ لا تقلَّمُ أو نيوبُ
ولا عرفتْ مساكنيَ الرّزايا
ولا اجتازتْ على رَبْعي الخُطوبُ
ولمّا أنْ أبى حُكمي وألْوَى
وشَبَّتْ بَيْنَنا منه الحروبُ
وأخرسني عن الشّكوى ومنه
لسانٌ لا يفارقه كذوبُ
غفرتُ ذنوبه حتّى كأنّي
عَلِقتُ به وليس له ذنوبُ

قديم 10-08-2010, 02:25 PM
المشاركة 22
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أرأيتَ ما صنعتْ بنا الأيّام؟
( الشريف المرتضى )


أرأيتَ ما صنعتْ بنا الأيّام؟
ضاعَ العزاءُ وضلَّتِ الأحلامُ
نبأٌ تُفَكُّ له الصدورُ عن الحِجا
وتهانُ أخطارُ النّهى وتضامُ
ومُصيبة ٍ وَلَجَتْ على ملكِ الورَى
أبوابه " والذّائدون " نيامُ
حلّ الرّجال بأمرها عقدَ الحبا
فكأنّهمْ وهمُ القعودُ قيامُ
واستوهلتْ آراؤهمْ فتراهُمُ
لا نَقْضَ عندَهمُ ولا إبرامُ
حاروا فليس لديهمُ إنْ خوطِبوا
أو خاطبوا فهمٌ ولا إفهامُ
كالغِمْدِ فارقَ نَصْلَه في مَعركٍ
والسّلكُ ملقى ليس فيه نظامُ
يأيّها الملك الذى لجلاله
يتعلّمُ التّوقير والإعظامُ
صبراً فبالأدبِ الذى أسلفته
فى النّائباتِ تأدّبَ الأقوامُ
أين التّشزّرُ للخطوب وأين ذا
ك الصَّبرُ والإطراقُ والإزمامُ؟
فالثِّقْلُ لا يسطيعُه مِن شارفٍ
" كوماء " إلاّ غاربٌ وسنامُ
والنّبعُ تسلبه النّجابة ُ فرعهُ
ونجا بلؤمٍ خِرْوَعٌ وثُمامُ
والثّلمُ ليس يكون إلاّ فى ظبا الـ
ـماضى ويخلو منه وهوَ كهامُ
والبُخلُ يَتَّرِكُ النّفيسَ وإنَّما
فقد النّفائسَ ماجدون كرامُ
والحربُ تقتنص الشّجاع، وآمِنٌ
فيها المنونَ الواهنُ المحجامُ
شبلٌ محا فيه الرّزيّة َ إنّه
باقٍ لنا من بعده الضّرغامُ
وثنيّة ٍ من يذبلٍ جدنا بها
" إذْ " يذبلٌ خلفٌ له وشمامُ
أخذَ الرَّدَى نَفْساً وغادرَ أنفساً
فاذهبْ حمامُ فما عليك ملامُ
وأحقُّ منّا بالبكاءِ ـ على الذي
سلب الزّمانُ - الفضلُ والإنعامُ
والخيلُ قانية ُ النّحورِ كأَنَّما
بجلودِها الحِنّاءُ والعُلاّمُ
لم يدنُ منهنّ النّزول ولم يغبْ
عنهنَّ إِسراجٌ ولا إِلجامُ
وليبكهِ الرّمحُ الأصمُّ تعطّلتْ
حركاتُهُ والباترُ الصَّمْصامُ
ومؤمِّلون أَناخَ شُعْثَ رِكابهمْ
بفنائهِ "الإنفاضُ" والإعدامُ
بكروا ليستلبوا الغِنَى ويروِّحوا
فحلا لهمْ ثمرُ النّدى فأقاموا
يا نازحاً فَضَلَ الأكابرَ ناشئاً
وجنَى ثمارَ السِّنِّ وهْوَ غلامُ
تَزْوَرُّ عن صَبَواتهِ سُنَنُ الصِّبا
وتطيح عن خلواته الآثامُ
وقضى ولم تقض اللّبانة ُ ريبة ً
منه ولا عَلِقَتْ به الأَجرامُ
أمّا القلوبُ فإنَّهنَّ رواجِفٌ
حزناً ليومك والدّموعُ سجامُ
ماذا على الجَدَثِ الذي أسكنتَهُ
أَلاّ يمرَّ على ثراهُ غَمامُ؟
"يكفيه منك السّكب" إنْ جمدَ الحيا
والمستهلّ إذا السّحابُ جهامُ
أوْ لا يجاورَ روضة ً وضريحُهُ
منه بعرفك روضة ٌ ومدامُ
أو لا يُحيِّيه الرّفاقُ وعاكفٌ
للَّهِ منهُ تحيّة ٌ وسلامُ
قبرٌ تشقُّ له القلوبُ وقبله
عندَ القبورِ تُشقَّقُ الأهدامُ
وتعقّرُ المهجُ الحرامُ حيالهُ
وسواه تعقر عنده الأنعامُ
ما نحنُ إِلاّ للفناءِ وإِنَّما
تغترّنا بمرورها الأيّامُ
ومتى تأمّلْتَ الزَّمانَ وجَدْتَهُ
أجلاً وأيّامُ الحياة ِ سقامُ
نُضحي ونُمسي ضاحكين، وإِنَّما
لبكائنا الإصباحُ والإظلامُ
ونُسَرُّ بالعامِ الجديد، وإنَّما
تسرى بنا نحو الرّدى الأعوامُ
فى كلّ يومٍ زورة ٌ من صاحبٍ
منّا إلى بطن الثّرى ومقامُ
لاتُرتجى منه إيابة ُ قادمٍ
هيهاتَ أعوزَ من ردًى قَدَّامُ
فاسلمْ لنا ملكَ الملوكِ مُحَصَّناً
في راحتيك منَ الخطوب زِمامُ
تأبى المقادرُ ما أبيتَ ولا تزلْ
تجرى بما تختاره الأقلامُ
ولمن هويتَ نجاحة ٌ وفلاحة ٌ
ولمنْ شنئتَ الكبتُ والإرغامُ
فالملكُ مذْ رُفعتْ إليكَ أُمورُه
حرمٌ على كلّ الرّجالِ حرامُ

قديم 10-08-2010, 02:25 PM
المشاركة 23
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أراعكَ ما راعني من ردى ؟
( الشريف المرتضى )


أراعكَ ما راعني من ردى ؟
وجُدتُ له مثلَ حزِّ المُدى
وهل في حسابِك أنِّي كَرَعْتُ
برُزءِ الإمامِ كؤوسَ الشَّجا؟
كأنّي وقدْ قيلَ لي إنّهُ
أتاهُ الرَّدى في يَمينِ الرَّدى
فقلْ للأكارم من هاشمٍ
ومن حلّ من غالبٍ في الثّرى
رِدوها المريرة َ طولَ الحياة ِ
وكمْ واردٍ كَدِراً ما انروى
وشقّوا القلوبَ مكانَ الجيوبِ
وجُزّوا مكانَ الشّعورِ الطُّلى
وحلّوا الحَبا فعلى رُزْئِهِ
كِرامُ الملائِكِ حلّوا الحُبا
ولِمْ لا؟ وما كتبوا زلّة ً
عليهِ وأى ُّ امرىء ٍ ما هفا؟
فيا ليتَ باكيَهُ مابكاهُ
وياليتَ ناعيَهُ مانَعى
به تقتدي عن إمامِ الورى
ويا ليتني كنتُ عنه الفِدا
هو الموتُ يستلبُ الصالحينَ
ويأخذُ مِن بيننا مَن يشا
فكم دافعوه ففاتَ الدفاعُ
وكم قد رَقَوْهُ فأَعيا الرُّقى ؟
مضى وهو صِفْرٌ منَ الموبقاتِ
نقيَّ الإزارِ خفيفَ الرِّدا
إذا رابهُ الأمرُ لم يأتِهِ
وإنْ خَبُثَ الزَّادُ والَى الطَّوَى
تعزَّ إمامَ الورى والذي
به نقتدي عن إمامِ الورى
وخلِّ الأَسَى فالمحلُّ الذي
جَثَمَتَ بهِ ليسَ فيهِ أسى
فإمّا مضى جبلٌ وانقضَى
فمنك لنا جبلٌ قد رسا
وإمّا فُجعنا ببدرِ التمامِ
فقد بَقيتْ منك شمسُ الضُّحى
وإنْ فاتنا منهُ ليثُ العرين
فقد حاطنا منك ليثُ الشَّرى
وأعجبُ ما نالنا أنّنا
حُرمنا المُنى وبلغنا المنى
لنا حَزَنٌ في محلّل السرورِ
وكم ضَحِكٍ في خلالِ "البُكا"
فَجَفْنٌ لنا سالمٌ من قذى ً
وآخرُ ممتلئٌ من قذى
فيا صارماً أغمدته يدٌ
لنا بعدكَ الصّارم المُنتضى
ويا رُكناً ذَعْذَعتهُ الخطوبُ
لنا بعد فقدكَ ركنٌ ثوى
ويا خالداً في جنانِ النعيمِ
لنا خالدٌ في جنانِ الدُّنا
فقوموا انظروا أيُّ ماضٍ مضَى
وقوموا انظروا أيُّ آتٍ أتى
فإنْ كانَ قادرُنا قد مضى
فقائمنا بعدَه ما مضَى
ولمّا دُوينا بفقدِ الإمامِ
عَجِلتَ إلينا فكنتَ الدَّوا
رضيناكَ مالكَنا فأرضنا
فما نبتغي مِنْكَ غيرَ الرِّضا
ولمّا حضرناكَ "عند" البياعِ
عرفنا بهديكَ طُرقَ الهدى
فقابَلْتَنا بوَقارِ المشيبِ
كمالاً وسنُّكَ سنُّ الفتى
وجئناكَ تَتْلو علينا العزاءَ
فعزَّيتَنا بجميل العزا
وذادتْ مواعظُكَ البالغاتُ
أخامِصَنا عن طريق الهَوى
وعلمّتنا كيف نرضى إذا
رضَى اللهُ أمراً بذاك القضا
فشمِّرْ لنا أيُّهذا الإمامُ
وكنْ للورى بعدَ فقرٍ غِنَى
ونحِّ عن الخلقِ بغيَ البُغاة ِ
وعُطَّ عن الدينِ ثوبَ الدُّجى
فقدْ هزَّكَ القوم قبلَ الضِّرابِ
فما صادفوكَ كليلَ الشّبا
وأعلَمَهم طولُ تجريبهم
بأنَّك أَوْلاَهُمُ بالعُلى
وأنَّكَ أضربُهم بالسّيوفِ
وأنَّك أَطعنُهم بالقَنا
وأنَّك أضربُهم في الرِّجا
لِ عِرْقاً وأطولُ منهم بنا
وأنكَ والحربُ تُغلى لها الـ
مراجلُ أوسعُ منهم خُطا
وأنَّك أجودُهم بالنُّضارِ
وأنَّكَ أبذلُهم للنَّدَى
سَقى اللهُ قبراً دفنَّا بهِ
جميعَ العفافِ وكلَّ التُّقَى
وجادَ عليه قُطارُ الصَّلاة ِ
فأغناهُ عن قَطَراتِ الحَيا
ومَيْتٌ له جُدُدٌ مابَلينَ
مآثرُهُ لا يَمَسُّ البِلى
وإنْ غابَ من بعدِ طولِ المَدى
فإنَّك أطولُ منه بَقا

قديم 10-08-2010, 03:21 PM
المشاركة 24
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أرسَلها ترعَى أَلاءً ونَفَلْ
( الشريف المرتضى )


أرسَلها ترعَى أَلاءً ونَفَلْ
تامكة ً بين الجبالِ كالجبلْ
حنّ لها نبتُ الخزامى بالّلوى
وشبَّ حَوْذانُ العَميم واكتهلْ
من يعملاتٍ ما وردن عن هوًى
ولم تبتْ من شلّها على وجلْ
كرائمٌ يبذلن للضّيف قرًى
ودونهنّ البيضُ تدمى والأسلْ
يوسعْنَنَا الرَّسْلَ مقيمينَ وإنْ
سرنا فيوسعن الرّسيمَ والرّملْ
كلمن حتّى ما "يعيّرن" إذا
جدّ فخارٌ بسوى قربِ الأجلْ
قد قلتُ للسّارين يبغون العلا
وربّ سارٍ عميتْ عنه السّبلْ
فى مهمهٍ ملتبسٍ أقطاره
لو نسلَ الذّئب به صبحاً لضلْ
يسترجفُ الطِّرْفَ إذا خبَّ بهِ
غبَّ السّرى ريحُ النّعامى والشّملْ
أمُّوا بها مالكَ أملاكِ الورى
عمادَ هذا الدّين سلطانَ الدّولْ
حيثُ تُرى الهامُ إليه سُجَّداً
وأرضه معمورة ٌ من القبلْ
والسّؤددُ الرّغدُ وأموالُ الغنى
تُهانُ في عِراصِهِ وتُبتَذَلْ
ومنبتُ الجودِ الذي نُوّارُهُ
يُمطّرُ في كلِّ صباحٍ ويُطَلْ
الثّابتُ العزمِ إذا طيشٌ هفا
والواجدُ الرَّأي إذا الرَّأي بَطَلْ
ذو فكرة ٍ تنير كلَّ ظلمة ٍ
كأنَّها جَذوة ُ نارٍ تشتعلْ
ظَلْتَ بحرِّ الحرب في عصابة ٍ
يحرِّمون الطِّعنَ إلاّ في المُقَلْ
من كلِّ سيّارٍ إلى الذِّكرِ وإنْ
شتّتَ ذاك الذّكرُ شملاً أو قبلْ
كأنه أقنى على مرقبة ً
يدمى إذا ضمَّ وإنْ أدمى نشلْ
حتّى حَميتَ جانبَ الملكِ وقد
خِيفَ عليه ثَلَلٌ بعدَ ثَلَلْ
لولا مداواتُك من أمراضهِ
بالضَّرْبِ والطَّعنِ جميعاً ما أبَلْ
كم صعبة ٍ ركبتَها مُعضلة ٍ
تطعمها الريثَ إذا أكدى العجلْ
وطامحٍ بغير حقٍّ للعلا
زحزحتَه عنِ التَّراقي فنزَلْ
وجامحٍ إلى الهَوى ومائلٍ
عن النُّهى رددتَه عن المَيَلْ
أيُّ فتى ً من قبلِ أنْ أرشدْتَهُ
قعقعَ أبوابَ المعالي فدخَلْ؟
وأى ُّ خرقٍ عبقَ الجود به
لم يسألِ المعروفَ يوماً فبذل~
وأى ّ ماشٍ فى مزلاّتِ الرّدى
جاز ولم يخش عليه من زللْ
وأين ما حمّل ما حمّلته
بين عظيمٍ وجسيمٍ فحملْ
من معشرٍ ما خُلقتْ إلاّ لهمْ
أَسِرَّة ُ الملكِ وتيجانُ الدُّوَلْ
ما ولدوا إلاّ وفى أيديهمُ
أزمَّة ُ الدَّوْلاتِ من عَقْدٍ وَحلْ
في جُلَلِ الملك لهمْ ـ كاسية ً
أجسادَهمْ ـ مَنْدوحة ٌ عن الحُلَلْ
قد جاءَني ما كنتَ تهديهِ على
شَحْطِ النَّوى طوراً وفي قربِ النَّزَلْ
قولٌ وفعلٌ ألحقاني بالعُلا
والماءُ قد يلحق غصاً بالطّولْ
فضّلتنى على الورى وكلُّ منْ
فضّلته على الورى كلاًّ فضلْ
وقلتَ ما حَلَّيْتَني الدَّهرَ به
وكم ثويتُ مُوسعاً من العَطَلْ
كم لكَ عندي نِعَمٌ فُتْنَ المُنَى
ولم تنلهنّ بنيّاتُ الأسلْ
أرفلُ منهنَّ وكم ماشٍ أَرى
على الثّرى في مِثلهنّ ما رَفَلْ
يا أيّها المالك منّى ربقة ً
أعيتْ على الشُّمِّ العرانين الأُوَلْ
كم رامَ منّي بعضَ ما أجرَرْتُه
مَن مدَّ ضَبْعَيهِ له فما وَصَلْ
أيقظتنى على القريض بعدما
نكَّب غاويهِ طريقي وعَدَلْ
وقالَ في مجدك إنْ كنتَ تفي
عقدتَ أنْ لا تقرضَ الشّعرَ فَحَلْ
فخذ كما أثرتها قافية ً
كأنّما شىء ٌ سواها لم يقلْ
نزّهتها لمّا أردتُ سوقها
إلى علاك من نسيبٍ وغزلْ
كأنَّما هشَّتْ وقد صِيغتْ بها
حَبُّ القلوب من سرورٍ وجَذَلْ
لا ملَّك اللهُ لنا غيرَكمُ
ولا نأَى عزَّكُمُ ولا انتقلْ
ودارُ ملكٍ أنتَ فيها لم تزلْ
مأهولة ً من الوفود والخولْ
ودرَّتِ النُّعمى عليكمْ ثَرَّة ً
ونلتموها عَلَلاً بعدَ نَهَلْ

قديم 10-08-2010, 03:22 PM
المشاركة 25
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أرقتُ للبرق بالعلياء يضطرمُ
( الشريف المرتضى )


أرقتُ للبرق بالعلياء يضطرمُ
وحبَّذا ومضُهُ لو أنَّهُ أَمَمُ
أمسى يشنُّ على الآفاقِ صبغنه
كأنّما الجوّ منه عندمٌ ودمُ
ينزو خلالَ الدُّجى واللّيلُ مُعتكرٌ
نزوَ الشّرارة ِ من أرجائها الغممُ "
ولامعٌ قابعٌ طوراً إِخالُ به الـ
اللّيلُ يضحك والآفاق تبتسمُ
قد شاقنى وبلادى منه نازحة ٌ
إلى وجوهٍ بهنَّ الحسنُ يعتصمُ
قومٌ يَضِنُّون بالجَدْوى فإن بذلوا
من غيرِ عمدٍ لشيءٍ في الهوى ندموا
ويأمرونا بصبرٍ عن لقائهمُ
وكيفَ نصبرُ والألبابُ عندهُمُ؟
وعَيَّرتْني مشيبَ الرَأس خُرْعُبَة ٌ
وربّ شيبٍ بدا لم يجنه الهرمُ
" لاتتشكّى ْ " كلوماً لم تصبكِ فما
يَشكو أذى الشَّيب إلاّ العُذرُ واللِّمَمُ
شيبٌ كما شُنَّ في جُنحِ الدُّجى قَبَسٌ
أوِ انجَلَتْ عن تباشيرِ الضُّحى ظُلَمُ
ما كنتُ قبل مشيبٍ باتَ يظلُمني
لظالم أبَدَ الأيّامِ أنْظَلِمُ
يا صاحبيَّ على نَعْمانَ دونَكما
قلباً تَذَكُّرُ نَعْمانٍ له سَقَمُ
كم فيه من قاتلٍ عمداً ولا قودٌ
وظالمٍ لمحبِّيهِ ولا حَكَمُ
وماطلٍ ما اقتضيناهُ مواعدنا
إلا وفى سمعه عن قولنا صممُ
وسلِّما فهناكَ الحبُّ مجتمعٌ
على شعابٍ بهنَّ الضَّالُ والسَّلَمُ
يَلحَى العذولُ وما استنصحتُهُ سَفَهاً
وكلُّ من يَبْتديك النُّصْحَ مُتَّهَمُ
وما على مثلهِ لولا تكلُّفُهُ
منَ الأَحِبَّة ِ لَمُّوا الحَبْلَ أمْ صَرَموا؟
يا مَنزلَ الغيثِ مُرخًى من ذَلاذِلِهِ
يحثُّه صَخَبُ التَّغريدِ مُهتزمُ
كأنَّما سُحْبُهُ سُحْماً مهدَّلَة ً
زالتْ بها الصّمُّ أو "شلّتْ" بها النّعمُ
سقى المنازلَ من أرْجانَ ما احتملتْ
رفهاً فلا حاجة ٌ تبقى ولا سأمُ
مواطنٌ "أبّهاتُ" الملك ثاوية ٌ
فيهنّ والسّؤددُ الفضفاضُ والكرمُ
الموردُ العذبُ مبذولاً لواردهِ
والمالُ يُظلمُ بالجَدْوى ويُهتَضَمُ
وجانبٌ لا يخاف الدّهرُ فيه ولا
يهابُ من نَفَجاتٍ عنده العَدَمُ
للنّازلين محلُّ القاطنين به
والأقربون لأضيافِ القِرى خَدَمُ
وواهبٌ سالبٌ ماشاءَ من عَرَضٍ
ومنعمٌ محسنٌ طوراً ومنتقمُ
"يلقى " على كثبِ النّعمى شراشرة ُ
فالحمدُ مجتمعٌ والمالُ مقتسمُ
أما قناتك يا ملكَ الملوك فما
زالتْ تردّ نيوبَ القومِ إذْ عجموا
صمّاً يرجّعُ عنها الغامزون لها
وفى أناملهمْ من غمزها ألمُ
وقد بلوك ونارُ الحربِ موقدة ٌ
واليومُ ملتهبُ القطرين محتدمُ
يومٌ كأنَّ أُسودَ الغاب ضارية ٌ
فرسانُهُ وقنا فرسانِهِ الأَجَمُ
في ظهرِ مَعْروقة ِ اللَّحْيَيْنِ ثائرة ٍ
كأنَّما مسَّها من طيشِها لَمَمُ
معقولة ٌ بازدحام الخيل تعثرها
ولا عِثَارَ بها، الأحشاءُ والقِمَمُ
وفتية ٌ كقداحِ النّبعِ تحملهمْ
على خطارِ الرّدى "الأخطارُ" والشّيمُ
بينَ القَنا والظُّبا مسلولة ً نَشؤوا
وفى ظهور الجيادِ القرّحِ احتلموا
من كلّ ملتبسٍ بالطّعنِ منغمسٍ
يَعْتمُّ بالدَّمِ طَوراً ثمَّ يلتئِمُ
تراهُمُ كيفما لاقوا أعادِيهَمْ
لا يغنمون سوى الأرواح إنْ غنموا
محجّبين عن الفحشاء قاطبة ً
كأنّهمْ بسوى المعروف ما علموا
إنْ ظاهروا البدرَ في ثوبِ الدُّجَى ظَهروا
أو ظالموا اللَّيثَ في عِرِّيسهِ ظلموا
كم أَوْهنوا من جراثيمٍ وماوَهنوا
وأَرغموا من عرانينٍ وما رُغِموا
وأرهقوا من عظيمٍ خنزوانته
يئطُّ فى القدِّ أو تهفو به الرّخمُ
"تقيّلوا" منك أخلاقاً تثبّتهمْ
فى مأزقٍ هزّه الشّجعانُ فانهزموا
وأقدموا بعد أَنْ ضاقَ المَكَرُّ بهمْ
لمّا رأَوك على الأهوالِ تَقتحمُ
من مبلغٌ مالكَ الأطرافِ مألكة ً
فإنَّما العِيُّ في الأقوالِ مُحتَشَمُ
بعدتمُ فحسبتمْ بعدكمْ حرماً
والأمنُ دونَ النَّوى منكُم هو و
كلُّ ناءٍ وإنْ شطَّ البِعادُ بهِ
تناله من بهاءِ الدّولة ِ الهممُ
كالشَّمسِ في الفلكِ الدَّوَّارِ قاصية ٌ
ويصطلى حرّها الأقوامُ والأممُ
وإنّما غرّكمْ بالجهلِ أنّكم
سَرقتمُ ماظننتمْ أنَّه لكمُ
تَغنَّموا سِلْمَه واخشَوْا صَريمتَه
فالسِّلْمُ من مثلِهِ ياقومُ مُغَتَنَمُ
واستمسكوا بذمامٍ من عقوبتهِ
فليس تنفع إلاّ عنده الذّممُ
بنى بويهٍ أتمّ اللهُ نعمتكمْ
ولا يزلْ منكمُ فى الملكِ محتكمُ
وأنتَ ياملكَ الأملاك عشْ أبداً
فما سلمتَ لنا فالخلقُ قد سَلموا
وانعمْ نعمتَ بذا النّيروزِ مرتقياً
إلى المحلّ الذى لم ترقهُ قدمُ
مُبَلَّغاً كلَّ ماتَهوى وإِنْ قَصُرَتْ
عنه الأمانيُّ موصولاً لك النِّعمُ

قديم 10-08-2010, 03:22 PM
المشاركة 26
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أرنى العجائبَ يا أباها
( الشريف المرتضى )


أرنى العجائبَ يا أباها
فكَبَخْصِ عيني أنْ أراها
وأجل بعينى ثمّ قلـ
ـبى ذا جواهُ وذى قذاها
أرنى فبين جوانحى
ممّا تُرينِيهِ لَظاها
فى كلِّ يومٍ من نوا
ئِبَ طارقاتٍ لي سُراها
مالي أُقيمُ على منا
زلَ أوحشتْ ممّنْ ثواها
وتبدّلتْ غيرَ الّذى
قد كنتُ أعهدُ من حلاها
آوى هواها بعد ما
ـما كنتَ تبغي في سِواها
دمنٌ إذا مرّ اللّبيـ
ـبُ على نواحيها طَواها
وكأنَّه يأتي الحُتو
فَ أوِ الخسوفَ إذا أتاها
وإذا الفتى ملكَ اختيا
راً في مآربهِ عَداها
لكَ عِبرَة ٌ فيمنْ عَرَتْـ
ـهُ وعبرة ٌ فيمن عراها
هيهات منك إذا نَزَلْـ
ـتَ بها على سغبٍ قراها
في قفرة ٍ فَقدتْ بها
عيني، وقد تاهتْ، ضِياها
عرِّجْ على الأبواءِ منْ
عيسٍ نجوتَ به خطايا
وكأنَّها في قَفرة ٍ
عصفٌ تصفّقهُ صباها
ولقد عَفَتْ من قبلِ أنْ
أوفتْ فقلْ لى من عفاها
قلْ للقطين بعقرها
وهو المواصِلُ لِمْ جَفاها؟
لِمْ ملَّها من غيرِ جُر
مٍ كان منها لمْ قلاها ؟
من بعد ما كان المعرّ
سَ والمحبّسَ لمْ نآها ؟
سَلْهُ لتعرفَ غَيْبَهُ
لِمْ باعَها لمّا اشتراها؟
ولقد لبستُ بها الغَضا
رة َ والنّضارة َ فى دماها
وعقيلة ٍ مالى إذا
ما زرتها إلاّ هواها
وإذا تمنّتْ لم يَجُزْ
خَلْقي وأخلاقي مُناها
مالي مَقيلٌ عند حَسْـ
ـناءِ اللَّمَى إلاّ حشاها
ولى َ الغصونُ من الشّيبـ
ـبة ِ لا أُحاذرُ مِنْ ذَواها
وإذا سخطتُ فليس لى
من كاعبٍ إلاّ رضاها
فالآن أدعى شيخها
من بعد أنْ أدعى فتاها
لا أطْعَمَ الرَّحمانُ دا
راً للهوانِ ولا سقاها
وافتَرَّ عنها كلُّ فا
تحة ٍ بماءِ المزنِ فاها
فالفقرُ فيها للغنى
خيرٌ كثيرٌ من غناها
فإذا رهنتَ القربَ منـ
ـها والدُّنوَّ على نَواها
آمنتَ نفسك طولَ عمـ
ـرك من شجاها أو أساها
ومعاشرٍ قبلوا بها
عن عِزِّ أنفسهمْ رُشاها
وتعوَّدوا أنْ يأخذوا
بضراعة ٍ منها جداها
والذّلُّ فى الدّنيا لمنْ
إمّا اتَّقاها أوْ رجاها
خفيتْ فما تدرى لحيـ
ـرتنا خَساها مِنْ زَكاها
سِ وليس يقنعها شواها
ما للعيونِ عيوننا
فيهنّ حَظٌّ مِن كَراها
وكأنّما عَشِيَتْ ولمْ
يلممْ بها هرماً عشاها
وبِنًى يقولُ خبيرُها:
شلّتْ أناملُ من بناها
وأهاضبٌ ما كان إلاّ
فى الحضيضة ِ من علاها
وأكاذبٌ دَنِسَتْ مَدا
رعُ من تلاها أوْ رواها
كم غُطِّيَتْ بتجمُّلٍ
للسّامعين فما غطاها
أينَ الذين تبوَّؤوا
مِن هذه الدُّنيا عُلاها؟
ولهمْ أناملُ لم يفضْ
فى المجدِ بين سوى حباها
ما أمسكتْ يومَ الوغَى
إلاّ ظباها أوْ قناها
ولهمْ إذا اجتنبتْ شرا
رُ الحربِ منها مصطلاها
وكأنّما أحداقهمْ
حنقاً على حنقٍ جذاها
لِ معاشرٍ ألقتْ عصاها
أرْوَوْا صَداها بالنَّجيـ
ـعِ وأشبعوا لحماً طواها
لم يَسكنوا إلاّ قِلا
لاً ليس يرقى مرتقاها
وإذا الوغى دارتْ بمكـ
ـروهٍ ومحبوبٍ رَحاها
لم يأخذوا لنفوسِهمْ
إلاّ مناها أوْ رداها
من كلِّ وضّاحٍ إذا
عرضتْ له ريبٌ أباها
بلغَ النَّهاية َ في الورى
وكأنّه ما إنْ تناهى
وإذا تولَّى خُطَّة ً
عن قومِه فَرْداً كفاها
ولَطالما أَكْدى الرِّجا
لُ الحافرون إذا أَماها
وعموا عن العلياءِ شا
هقة َ المحلِّ وقد رآها
ما كان يومَ عظيمة ٍ
إلاّ أباها أوْ أخاها
كانوا نجومَ الأرضِ سا
مقة ً وهمْ موتى ثراها
طُرحوا بحالِكة ٍ جَوا
نبُها دَحاها مَن دَحاها
يمحوهمْ بالرّغمِ منْ
آنافهمْ منها بلاها
دَرَجوا فما للعينِ بَعْـ
ـدَ فراقِهم إلا بُكاها

قديم 10-08-2010, 03:23 PM
المشاركة 27
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أروني أمرأً من قبضة ِ الدَّهرِ مارقا
( الشريف المرتضى )


أروني أمرأً من قبضة ِ الدَّهرِ مارقا
ومَن ليسَ يوماً للمنيَّة ِ ذائقا
هو الموتُ ركّاضٌ إلى كلِّ مُهجة ٍ
يُكِلُّ مطايانا ويُعْيي السَّوابقا
فإنْ هو ولَّى هارِباً فهْوَ فائتٌ
وإنْ كان يوماً طالباً كان لاحقا
فكم ذا تغول النّائباتُ نفوسنا
وتستلبُ الأهلينَ ثمَّ الأصادقا
وكم ذا نعير المطمعات عيوننا
وندنى إلى ريح الغرورِ المناشقا
ولعشق فى دار الفناءِ مواطناً
يعرّين منّا لم يكنّ معاشقا
ونشتاقُ إمّا قالياً أو مُقاطعاً
فيا شائقاً لى ما أضرّك شائقاً !
ولو أنّنى وفّيت حقَّ تجاربى
قطعتُ منَ الدَّهرِ العَثورِ العلائقا
نطاح إلى الأجداثِ فى كلّ ليلة ٍ
ونوسدُ فى فقرِ التّراب المرافقا
فيا خبراً أذرى العيونَ جوامداً
وأبقى القلوبَ السّاكناتِ خوافقا
أتانى طروقاً وهو غيرُ محبّبٍ
وكم جاءَ ما لا تَشْتهي النّفسُ طارقا
وددتُ وداداً أنّه غير صادقٍ
وكم قاتلٍ ما كنتُ أهواه صادقا
أصابكَ من شهمِ الرَّدى ما أصابني
وكان لجلدي قبلَ جلدِكَ خارقا
ولو أنّنى حمّلتُ ثقلك كلّه
حملتُ عَلوقاً بالذي كنتُ عالقا
فإنْ يكُ غصنٌ من غصونك ذاوياً
فقد أبقت الأيّامُ أصلك باسقا
وإن يكُ نجمٌ غار بعد طلوعه
فقد ملأتْ منك الشُّموسُ المشارقا
أزال الرّدى منّا على الرّغم تلعة ً
وأبقى لنا منك الجبالَ الشّواهقا
وما ضرَّ والسِّربالُ باقٍ على الفتى
إذا شعّثتْ منه الّليالى البنائقا ؟
وفيكَ وفي صِنْوٍ له عِوضٌ به
إذا نحن أنصفنا الخطوبَ الطّوارقا
وساء به من سرّنا بمكانه
وأفناه من أعطاه بالأمس رازقا
حرمناهُ حظّاً بعد أنْ أخذتْ لنا
على حظّنا منك الّليالى المواثقا
وما كنتُ أخشى أنْ يسدَّ به الرّدى
فُروجَ الليالي دونَنا والمخارقا
وأنْ يحجبَ الصُّفّاحُ بيني وبينَهُ
ويودعَه وسْطَ العَراءِ الشَّقائقا
فيا أيّها ذا العادلُ " المقرمُ " الذى
رضيناه خلقاً كاملاً وخلائقا
تعزَّ عن الماضى ردًى بثوابه
وكن بالذى يجزى على الصّبرِ واثقا
فليس لمخلوقٍ وإن عضّه الرّدى
فضاق ذراعاً أنْ يعارض خالقا

قديم 10-08-2010, 03:24 PM
المشاركة 28
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أرى عزّة ً من بين أثناء ذلّة ٍ
( الشريف المرتضى )


أرى عزّة ً من بين أثناء ذلّة ٍ
وعَجزًا أَراناهُ الزمانُ لقدرة ِ
وكم ذا رأينا والعجائبُ جمّة ٌ
زجاجة َ سعدٍ نحسَ ضخرة ِ
خذوها وإنْ لم تعلموا كيف أخذُها
ولا كيف جاءت نحوكُمْ إذْ ألمَّتِ
ولا تحسبوها في قنيص احتيالكم
فقد خَرجتْ عن أن تُنالَ بحيلة ِ
وعفَّتْ لكُمْ والمطلُ عنها بنَجْوة ٍ
ولم تأتكمْ كُرهاً ولا هي عنّتِ
ولم تكُ إلاّ مثلَ نُغْبَة ِ طائرٍ
وقبْسة ِ عَجلانٍ ولمحة ِ نظرة ِ
فلا تغمضوها نعمة ً إنْ تؤُمِّلَتْ
بعين الحِجا أَوْفَتْ على كلِّ نعمة ِ
وأَعطوا الّذي أعطاكُمْ فوقَ سَوْمِكمْ
رضاهُ ولا تُدنوا له دارَ سَخْطَة ِ
فإنّ الذي يكسو على العُريْ قادرٌ
ولا منية ٌ في الدّهر إلاّ كخيبة ِ
وقولوا لمن حاباكُمُ وأراكُمُ
بأنّكمُ نِلْتُمْ مُناها بمُنية ِ
أَلا هنَّ صُنعٌ من عزيزٍ مُقدِّرٍ
أَخوذٍ على أيدي الرّجالِ مُوقِّتِ
ولا تأمنوا أمراً بغير رَوِيَّة ٍ
لديهِ ولا "رأيٍ" عليه مُبَيَّتِ
وما هيَ إلاّ زلَّة ٌ من زمانِكمْ
فحتّى متى يأتي الزّمانُ بزِلّة ِ؟
وما كانَ ما قد كانَ عن سَببٍ لهُ
علمناهُ لكنَّ المقادير جُنّتِ
فإنْ وَفَتِ الأقدارُ عابثة ً لكمْ
فكَمْ من وفاءٍ بعدَهُ شرُّ غَدرة ِ

قديم 10-08-2010, 03:24 PM
المشاركة 29
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أرّقَ عينى طارقٌ
( الشريف المرتضى )


أرّقَ عينى طارقٌ
يا ليتَهُ ما طَرقا
فبتُّ ليلي ساهراً
أرقبُ ذاك الفلقا
ملآنَ همّاً وشجاً
ولوعة ً وحُرَقا
كأنَّ ليلي موقَداً
بغيرِ نارٍ مُحْرَقا
ليلُ لديغٍ مُوجَعٍ
ما نَجعتْ فيه الرُّقى
أُغضي وكم أغضَى الفتى
على قذًى وأطرقا
وأكتُمُ الدَّمعَ وكمْ
جَرى دماً واسْتَبقا
لا صبرَ لى وكلّما
أمسكتُ صبراً مرقا
فى ليلة ٍ مرهوبة ٍ
نادمتُ فيها الأَرَقا
أنفقُ من دمعٍ ومنْ
أصابَ دمعاً أنفقا
وطال همّى وهوَ ما
طالَ عليَّ الغَسَقا
مِن نبأٍ أُنبِئْتُهُ
وددتُ أنْ لا يصدقا
شككت فيه خدعة ً
لمهجتي أو شَفقا
وطالما شكَّ امرؤٌ
في خُبْرِ ما تَحقَّقا
نعوا إلى َّ صاحباً
موافقا موفّقا
يخلصُ لى حيث ترى
في كلِّ صَفوٍ رَنَقا
فإنْ عرى خطبُ ردًى
فَدى بنفسي ووَفى
أو سلّ قومٌ فى وغًى
عنّى َ عضباً ذلقا
وإنْ يخنْ قومٌ وفى
أو كذّبونى صدقا
ماكنتُ فيه بامرئٍ
أخجل لمّا وثقا
وفارجٌ بالقول إذ
رأى مَقاماً ضيِّقا
كيفَ التَّلاقي واللّقا
ءُ بيننا " مشفٍ لقى " ؟
ودوننا حقفُ لوًى
يُفضي إلى دِعْصِ نَقا
فإنْ قطعتُ أبرقاً
وجدتُ دونى أبرقا
قد كنتَ فينا جَدِلاً
محقّقاً مدقّقا
مافاتك العلمُ ولا
ضللتَ فيه الطّرقا
لحقتَ ما طلبته
كم طالبٍ ما لحقا
وأيُّ ماشِ بينَ أثـ
كانَ لنا مرنَّقا
لهُ نسيمٌ أرِجٌ
يمسك منّا الرّمقا
لاتحرِمَنْ محرومَهُ
وارحمْ به من رزقا
ولا يغرّنك امرؤٌ
في قُلَّة ٍ تحَلَّقا
فإنَّه يهبطُ مِنْ
عليائها كما رقَى
يهوى الفتى طولَ البقا
وللفنا قد خُلقا
انظر إلى الدّهر فكم
فرّق منّا فرقا
أخلَقَ كلَّ جِدَّة ٍ
وهْوَ الذي ما أخلَقا
مُنْتضلاً سهامَهُ
تصيب منّا الحدقا
أَفنى اليمانين وقد
كانوا الجبالَ الشُّهَّقا
ومضرٌ جهَّزها
إلى المنايا حزقا
أسْمَنَهمْ ثمَّ انْتقى
عظامَهمْ واعْتَرَقا
واجتثّ من إعطائهمْ
من كان أعطى الورقا
من بعد أن كانوا على الـ
ـعافى بحوراً فهّقا
وقوَّدوا نحوَ طِلا
بِ العزّ جرداً سبّقا
واستمطروا يوم الوغا
من العوالى العلقا
فما نُلاقي منهُمُ
إلاَّ رميماً مخلقا
أيُّ نعيمٍ لم يزلْ
مجمّعاً ما افترقا ؟
سقاك ربّى رحمة ً
ورأفة ً إِذا سَقى
ولا يزلْ قبرٌ به
أنتَ مضيئاً مشرقا
وإنْ يصبه صيّبٌ
لاطَفَهُ ورقَّقا
فاذهبْ إلى القوم الألى
كنتَ بهمْ مُستوثِقا
وردْ ندى حوضهمُ
فى الحشر يوم المستقى
فلستُ مَعْ جاهِهمُ
عليك يوماً مشفقا

قديم 10-08-2010, 03:25 PM
المشاركة 30
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أسيفَ الدّين قد حَمَّلتَ ظهري
( الشريف المرتضى )


أسيفَ الدّين قد حَمَّلتَ ظهري
عَوارفَ لا أُطيقُ لها احتمالا
ثقائلَ لو حملنَ على شرورى
لزال بها شرورى أوْ لمالا
هززتُك صارماً لم ينبُ عنّي
لأمرٍ ما ارتضيتُ له الرّجالا
فكنتَ إلى َّ أسرعَ من غمامٍ
تبجّسَ أو مسيلَ الشّعبِ سالا
ولمّا أنْ سألتُك في مُهمٍّ
وجدتك قد سبقتَ به السّؤالا
ومهما كنتَ لى درعاً حصيناً
فما أخشى المثقّفة َ الطّوالا
وإما كنتَ لي جبلاً منيعاً
فلم ينل العدا منّى منالا
وإِنَّك من أُناسٍ إنْ أغذُّوا
بطرقش الفضل لم يجدوا الكلالا
فإنْ تقصُرْ فإنَّ لها وشيكاً
كما تهواه أمثالاً طوالا
ولمّا حزتمُ أملى أمرتمْ
لسانى أنْ يقول لكمْ فقالا
ومن لم يدخّرْ عنّى فعالاً
كريماً كيف أذخُرُه المُقالا؟


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من شعراء العصر العباسي ( الشريف المرتضى )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من شعراء العصر العباسي ( ابن المعتز ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 70 02-09-2021 10:12 PM
من شعراء العصر العباسي ( أبو تمام ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 74 11-26-2019 11:55 AM
من شعراء العصر العباسي ( بشار بن برد ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 39 11-10-2010 08:34 PM
من شعراء العصر العباسي ( ابن الرومي ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 132 10-15-2010 11:00 AM
من شعراء العصر العباسي ( أبو نواس ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 58 09-27-2010 03:42 PM

الساعة الآن 09:26 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.