سبعة أبحر لأطراف النهار/ مروان الطيب بشيري




" أكثر من شاعر واحد سوف يتفوٌق
علي جمالي الذي تتآكله الأمواج"
- يراعي في يدي- / 1907
- إزرا باوند -


01
- بحر الشعر بلا يابسة –
أو لم ير الشعراء أنا نرزقهم
حرفاً بلا نصب ؟ ..
ما أجمل ريشك يغمس بالنون يا سيدي
كالفلك يمد شراع اللغة
بحثاً عن اليابسة


02
- بحر لا ينحسر فيه ما علا –
خذ درهما
فإن التكاثر در – هما ..
خذ زادي وقربتي وقاسمني الشراب
وأنظر إليه يربو صاعداً و يرفعني..
ها إنني سابح فأنظر ماذا ترى
أترى ؟
أم تنافسني سابحا ..
في بحر الصدقات


03
- بحر لا لون له .. لنبي –
كان لسليمان بحر لا ماء فيه
يجري مسخراً في الأرض ..
لا موج يموج .. ولا ملح أجاج .. ولا حلية
بحر الريح بحر ..
يعزف لحن السفن


04
- بحر يقال له " مفرد البحرين "
مثلما يأتي المد وتعلو القوارب
يجيء مد الحقيقة
فترتفع جميع الحقائق
ويذهب جزر الحقيقة بالحقائق ..
تاركاً جوهري كاللدن يطوف وحيداً
بين الحقيقة
الخضر على يميني
وموسى على يساري ..


05
- بحر حواء لتخفيف النصيب –
وقالت إحداهن
هو آلية من آليات القدر
فقالت الأخرى..
خسئت يا بنت الكريم .. هذا كفر
فقالت الأولى
أو ليس السحر ..
سلاح النساء على الرجال ؟




06
- بحر الفجور .. وفيه ظالم ومظلوم –
تنفس الصبح
حملت الفأس..
ومشيت للرزق في الأشجار
رأيتك بين العناقيد ..
سهلا بك
ما أحلى النقاب على خديك..
أناسكة بين الشجر ؟
يا زلة من فطرة الزلل.
أأعاشرك تحت الصفصاف ونلعق العنبر
ونرى هل استوى العنب ؟
أخائفة أن يخزوك يا صاحبة الخلوة ؟
تدلي من جدارك إني صاحب الفأس الهائم
هزي ..
يا لذة الشهدين هزي روحك وانثني
علني أبرأ .. أو يثمر الفأس
.................
لا .. لا تهربي فالفأس معطلة
ما أسرعك .. ما أقواك .. ما أزينك..
.................
لا تقاومي .. الفأس لا تقطع
ما أسقطك .. ما أسلمك..
باسم الشدة فوق الحرف أربط فأسي
ما أقواك .. ما أضعفك
صل وادع لي .. ما بال الفأس معطلة
.................... ....
بالله عليك لما تحبلي ..
سمها .. ابنة الفأس .



07
- بحر الدم لا يهدأ –
من ذبح العصافير في بستاننا ؟
من فض بكارة الطفلة العمياء ؟
من حرض الهيم تشرب من وريد خروفنا النافق ؟
من سقى البعوض دماء غزة ؟
سلوا ذئب يوسف ..
فإن بحر الدم لا يهدأ .

- لأطراف النهار –
المغرب
وسبعة أبحر
والناس يصطفون عند الشاطيء ..
ينظرون إلى منظر البحور السبعة..
كل بحر يفتح ماءه
أيهم يكفل شمس .

إصــــــابة / علي محمود عبيد



( الحياة ..موتٌ مؤجل)
(والموتُ ..أبدٌ مؤجلْ )
( فضاؤنا يعجُّ بالأسرارْ)

لكِ يا حلوةُ


أسئلتُك المركّبة..فكّيها

يا آدم ُ
إننى من خُلِقَ ضعيفا
فامتشقى يا البنتُ ..سهمَ النظرةِ
هاتِى ريشكِ لأُريِّشَــــهُ
فأصيبُ به عينَ حكايتِنا
واهْتزى
أنظر مسرورا فى طالعكِ
أرقبُ نجمكِ يعلو
يضوى
شهرتُكِ تفوق الآفاقْ
وتنزلُ فى كفى هادئةً
وطواعيةً
ترقد فى راحة كفى
لن تنكرَنا الدّنيا
لنْ أتدنّى
إذ أتدلىَّ
فى آيات العزِّ أفرُّ
إلى غيمتكِ شفيفا كالبُلُّورِ
أنا السجان لك
وأنا المفتونْ

جاء أبوكِ البستانْ

هذا موكبكِ النورانىُّ أتى
نحوى
والريحُ على أبوابى تعْوى
لا يعجبنى كلام الناسِ على قارعتى

وكأن الناس نيامٌ
فإذا ماتوا انتبهوا
أو كان الناس طغاةً
فانفلتوا
لكن مدينة روحى
تحتاج لبحرٍ
ليس به من سفنِ محبتنا
إلاّ سفنى
لكنى أحتاج لكاس الشاى
وطابعَ مهنٍ طبىٍّ
ودفاتر أسفل مدنى
تلك سفينة قلبى
تدخل شارعَ ليلٍ
ليس به ليلٌ
فيه جبالٌ عاليةٌ
فيه نهود شامخةٌ
فيه أنا..يا أنتِ
وراء الطاولة الجوَّانيةِ

سبّح لله النورُ
فخلِ لنا صحو البيتِ
أكتشف الدّرّ بمخبإ تلك َ الغيمةِ
ترقصُ مطراً
وتراقصُ وجهَ الأرضِ حبورا
تطلع أزهار الشوك حروفاً
ذات بياضٍ وندىَ
ترسُمنا كلّ حروفِ الكونِ
على وجه الأنظار رؤىً
تتراكلُ..
تسبقنا..

حتى آخرشوط

نداءات الغربة / عمرو الهذيان




' النداء الأول'

يتزحزح الحجر من زوايا النسيان
يدغدغ سنابل حزني ..أرقي
كأجراس ورقية تقرع
يوم الموت
***
تتدلى رعشة اللاوعي
هناك
على إيقاع ناي مصلوب
بين الشفتين
***
يجلس شعري بعيداً
كشيخ يسبح صدى الهزائم
يتأمل :
ألوان طيف تقتفي جماجم
الهمس الشارد
أقبية دخان توترالمكان
تنفث الفوضى
طيورخشبية ترتدي صمتي
تغني
طقوس الرحيل
***
يختبيء شعري في رحم التيه
مع هدير الغربة
و حقائب الخوف
يزاحم اللاشيء
يغوص في اللاشيء
يصرعني
كزهرة أقحوان حمراء
مغروسة
في أعين اليتامى
***
لملم الخريف أشلاءه من حنجرتي
ارتدت همساتي نبيذ العري
أمام مرآة الشتاء
***
ستمطر سماء غربتي دماً ..لهب شوق
صور طفولة بعنوان الدمع
مناديلَ شفافة تدفئني
تستر عورة الحنين
وتمتمات الفراغ
***
ينكمش صمتي.. يتبلور
كشظايا صرخات الجرح
تهمس فيه ريح الجنون
خشخشة النداء
و كلماتي الآيلة للسقوط
***
'النداء الأخير'

تدور فِيَ جدائل الفصول
من لفظ و حرف
تكسر بوصلة الروتين
تقطف
تفاحة الندم
***
على قارعة الدمع ..تنام أحلامي
تتوسد وجع الرؤيا
تهذي
بما تحمله المسافات
***
أحتسي الصباح
خلف نافذتي الباردة
تتهاوى الأسماء أمامي
من كفن و رمل
تطارد ذيول الغفلة .
ثمة المهرولون
إلى عمر منكفيء عند الموت
أرمي فيهم شباك عجزي
واحدا
واحدا
***
قلت :أرتشف القهوة
فارتشفني صمت السواد
***
أيتها الريح الجنوبية
أخرجي قرطك من درج النسيان
مدي يديك ..راقصيني
أنا الواقف فوق ردم الاشتياق
أستشهد بغيابي الطويل
أبلغيني سلاماً
يحرق أنامل الغربة
كففي دمعي برائحة الخبز
و بعضٍ من صدى الحب و غنج الصبايا
داعبي ألواني
كطفل يهوى فن الرسم
ينحت أمه بلون الرقة
ويعدو في ملكوت النوم
***
يا شمسا تحترف الغياب
شفاه بريدي ذابلة
تنتظر
قبلة الحياة
***
يا مرآة تصدح بانكساري
ووجعي
تؤجج تجاعيد الروح
كقنبرة
تخالط صحوي و سكري
أريد درباً يدق إسفينه في طيني
رديفاً
لمعنى الوصل
ثم أمضي مرتبكاً
على حافة القصيدة
أهدهد حمائم موتي
أصرخ
في جماجم المراثي:
أيتها الحياة المعتقة بصدأ الأيام
احملي معي نعشي
ولنتمتم معاً
نشيد البقاء

غزة .. في الصلب والترائب / مروان الطيب بشيري



لن أرجع يا جدي
سأحج إلى منطقة الفولاذ
سأحمل مهر الحرة قارورة غاز ..
علبة حناء .. وبضع رصاصات
وأعبر من تحت الأرض تجاه الأرض الموءودة
ناولني المعول وأتركني أحفر نفقي
وأمر على جثث القمم الموعودة
وأرى بين الخطوة والخطوة ..
فسطاط التجار
تجار حروب خلف المعبر يحمون الكذب العبري
وتجار سلام قبل المعبر يلغون الوطن العربي
جدي .. جدي ..
زوجني غزاوية ياجدي ..
فإن دم الثوار
لا يفلح إلا في وطن الثوار
يا غزة هاشم ما طعم الفسفور ؟
ما العرب ؟ وما الكرب؟
ما قلبي وقلبك في جرح العصفور ؟
جدي.
ما أقوى اللاءات وما أحرفها
تشعل برد القلب الحاكم ..تحرجه
لا تصالح
لا تفاوض
لا تعترف ..لا تنجرف ..لا تنحرف
واصل يا ثائر لاءك في الثورة..
لا حدود مؤقتة تصنعنا رغم معابرهم
لا خوف يعيق زواج الحر من الحرة..
والقصة يا جدي..
خذ كفين بكفك واقرأ فاتحة القرآن
واستشهد شهداء الوطنين على الزوجين
حدث يا جدي عني وأروي وصايا حفار الأنفاق..
" سليل الثورة زفوا إليه غزالا من غزة..
سيخرج سلطان السلطة من صلبه
وتبقى الأوطان لها الحرية والعزة"
خذوه ودكوه وغلوه..
أو ليس الضوء
في آخر النفق؟

طيشُ شقيق الترابِ / عامر عثمان


1 ـ
كفاكَ تباهياً بذاكَ السيجار الكوبيِّ الفاخرِ
الملفوفِ من أوراقِ الغَيم ِ
تَنفثُ
عُهرَاً
وغِوايةً
و رياءً
كفاكَ نَزقاً حَدَّ الطيشِ
كفاكَ فَوضىً
كفاكَ أقداراً مرتَبكةً
ـ 2 ـ
لن تغريني كلُ قِلاعكَ الفَارِهة
كنْ كما أَنتَ بمداكَ المرصَّعِ بالصدى
وأقرَاطكَ المَشغولةِ من لُهَاثِ الآدميين
كماردٍ بَليدٍ
ـ 3 ـ
تَنفُضُ عَنكَ جِهاتَ التَائِهينَ حَدَّ الارتِبَاكِ
وتَخوضُ في عرسِكَ الماجن ِ
وتقتاتُ مِن الهَلوسات ِِ
وتمتمات ِ الأفواهِ المرتَعِشَة ِ حَدَّ التّلَعثُم ِ
ـ 4 ـ
تَقتَنِصُ يَأسَ هذا وهزائِمَ ذاك
وتَنثُرُ أقدارَكَ على جِرار ِ الغَسق ِ
فَيكونُ مَخاضُها عيونَ الطَّل ِ
وذاك الآدميُّ يَفتَرشُ ظلَّكَ المرطّب ِ بالثرى
ـ 5 ـ
ألا تمل من صفقاتِكَ الرثَّةِ مع شَقيق ِ التراب ِ ؟
لمْ تُغريني كلُ دروبِك َالمرتبةِ بِبَذخ ٍ
ولا معطفُكَ المغزولِ من ضَجرِ الأُفقِ
تُلَملِمُ قُرونَ الوعُولِ
علَّها تَنفَعُ تَاجاً لِرأسِكَ الصوانِ
ـ 6 ـ
مازالَ ذاكَ الآدميُّ يُغريهِ بَريِقُ عُهُودِكَ معَ الريح ِ
يَتلذذُ بصفيرِ الهواءِ من جيوبِكَ المرقّعة ِ
بعدَ ارتطامِكَ ببيادرِ الغَيم ِ
وغاباتِ الضَباب ِ
وأقفالُ الحقائبِ تُعربِدُ للغياب ِ
وبعدَ أنْ رَشَق أقدارَهُ هنا وهناك
وبَعضاً منها في أشلائِكَ
ابتاعَ قُرون َ الزَنجبيل ِ
وأنفاس َ النَحل ِ
وَرُزَمَ الجَرجيرِ الخبير ِ بعلوم ِ الفحولة ِ
لَعلَّهُ يُرَقِّعُ بَعضاً من فحولَتِهِ الذابلة
ـ 7 ـ
هنا
عَينَاكَ بَحرٌ حَدَّ الزُلالِ
تُعَلمُ النبعَ دروسَ النقاء ِ
وهناك
سَديمٌ تَحتَ عباءَتِكَ
هُمْ
يَتدثَرونَ بأَفوَاهِك َ
ويَرشُقونَكَ بِعَويلِهم
أسلحتهم كلها مباحةٌ ضدَّ وميضكَ البَرق
أكتافٌ
وفِخاخٌ
ومِزراقٌ
وبيضٌ آدميٌّ
وربما
أشياءٌ أخرى
أما أنا فلن أخوض في قراعٍ مهزومٍ

آآخ .. يا حبيبتي ... ماذا فعلوا بك / مهتدي مصطفى غالب




(( أصبح الموت معك .. سهلاً و مستحباً ))(1)
وآن لقلبي : المعرَّش بالحبِّ
و الموت السهل و المستحب
الالتحاف بحبك
الالتقاء مع عطر موتك
هاهي ذي مدائني
تطفو على مساحة القلب
فارفقي بي في موتك
أيتها الطالعة من حزني أشجاراً و أحلاماً غريبة
أشعر بحاجتي للموت معك
و الموت في هذا الحصار الكبير سهلٌ و مستحبٌّ
** ** **
من مداخل القلب
حاصروا الحبَّ في عواصم جسدي
و انهال الدم طعناً في عنق الحصار
فاندحر الحبُّ
و شبَّت في ساحة الجسد النيران
فلنشرع سباباتنا احتجاجاً أو شموع انتصار
أو فلنمت في قمة زهونا بانتحار الحبِّ في قلعة اليوم
أمدُّ يدي إلى وجهي ..
أتحسس هل تحت جلدي دمٌ أم غبار ؟!!
و أعوذ من تراكضي بالصراخ
صوتي يتراكم في القلب .. سيف انتحار
أودع الخلايا و أمضي
أودع البيوت
التي نامت فيها القنابل كلَّ مساء
أودع الأصابع
التي عشقت الزناد و أطلقت النار
و ألتحف صمتي و أقتل الصراخ
** ** **
هل خرج النهر من يباب العطش !!
و صار زيتاً و قلب
هل كان الشعر إلا مرثية !!
لففنا بها كفَّاً
حاول أن ينشب سكينه في عين الغزو ؟!!
هل كنا إلا ميثاق قهر و قوقعة محار !!
أستجير من موتي بصمتي
أخاف أن يطفر القلب
و يمشي على قدميه في الشوارع
و يصرخ في هذا الزمن القارس
(( الصامت كالقاتل))
في هذا الزمن العاهر ... ((الصامت كالقاتل))
** ** **
و متعباً أشقُّ شفة الأرض بأصابعي
لأطلع من صمتي
و أصرخ في وجه العالم المدمر :
أريد أن أبقى .... و سأبقى
أريد أن أبقى ... و سأبقى
** ** **
حريق يفجر أوردتي
و تسطع شمس الدخان الفوسفوري الأبيض
فوق سماء من أجساد الطفولة و الأمومة و الأبوة
و الشيخوخة المقبلة قبل آوانها
فينهال الرصاص فوق جثة القتيل
و يتوالى الدمع انسكاباً ممتعاً
فيُخْرِجُ الأطفالُ ألعابهم
و يقصفون الغزاة بموتهم الشهي و المستحب
** ** **
من يدرك ثمن الحصار !!
ثمن الموت على بوابة القلب
و التوجع في انتظار طلقة تأتي من بؤرة الصمت
و هذه البوابات المفتوحة للعبور
تتوكأ على العمر و تموت انتحاراً
** ** **
آه .. لو أن القلب رصاصٌ أو صواريخ
و الدمع صوتٌ محملٌ بالقوافل
و الخلايا حنينٌ من ماء و دواء
آه لو أنَّ الدرب الواصل إلى عينيَّ وقت الرحيل
أضلعٌ تحجب عتم الموت و الوحشية
في أعين المشيعين لجنازة القلب
و دموع كاذبة كأفكارنا
تخرج من مجلس أمن الغزاة
هيئة للأمم المتحدة على الشعوب
تسقي الأرض نفاقاً و وهمجية
** ** **
آه ... معك الموت سهلٌ و مستحبٌ
و الحياة معك
قافلة للضوء و الكبرياء .. و العيش الصعب
أيها الخنجر الوارد على القلب من كلِّ التكايا
من كلّ المراقص
و الأظافر و الأجساد الشهية
معك الموت سهلٌ و مستحبٌّ
** ** **
عاشق لوجه مدينة
شربت من دمعنا مواعيداً و أساطير شعر
عاشق لكفِّ امرأة
راحت تمسح عن خفقة القلب رعشة الخوف
عاشق لامرأة مدينة و مدينة امرأة
نامت على صدري عمراً
لابد لي من أن اسميه مفرحاً
حتى إغتالتها يد الدمار
** ** **
وجهي يفرُّ من أصابعي
و أنا أتوسل لدمي العاشق
افتراش الأوردة و الصراخ
كم أنت غادر أيها الصمت العذب
الموغل في اجتثاث أقدامي عن أرصفة مدينة
كانت قلب حبنا
و دمع بكائنا و ملاذنا الأخير
** ** **
كم أنا عاقرٌ
و زمن الولادات السهلة يمر بعرباته فوق جسدي
أنيناً يرحل في بؤبؤ العين رؤيا أو مسافة تشير للوصول
أيها الخارجون من أصابع الأرض و المؤامرات
شجوا رحم العقم العربي
و ابدأوا ولادة الصوت في مساحة الغفلة
إني أهوي من شفة الصراخ صوتاً
مات على بوابة الفم المحاصر و ترك المسار
أيها الواقدون مشاعل قلوبكم
أحييكم ... أحييكم
و أقتل صمتي بحدِّ القصيدة
لأنه إلى الفناء طريق و خنجر
فلنقفل مداخل لغاتنا
و نموت بلا شكلٍ بلا عارٍ بلا مظهر
لأن موتنا معاً أصبح سهلاً و مستحباً

** ** **


____________________ ___

(1) - ((من قصيدة للشاعرة اللبنانية : حنان يموت . ديوان الفرح المأجور))

عشقنا غريبٌ و وصفنا لهُ أغرب / الدكتور حسام الدين خلاصي



دائرة ٌمثل مثلثْ
ووجهك ِ مثل مريخ ٍمكتشف ٍ
كالدهشة ِ ألخصك ُ
وأضع نقطة ً آخر السطر .

كيف أنهي مسار الشريان
والدم ُ يجري يسري
كنسغ ٍ في الأشجار المعمرة ْ
يتعبني جريان الدم ٍ

ويخرج جزء ٌ من القلب يستكشف ْ
ويستعذب ُ الجنة َ فيرقي نفسه ُ قلباً
وأعود ُ لأنا
وللباقي من قلبي .... أتمرغ ْ

أو ليس كل سيريالي يسبق ُ الزمنْ
وكل ساعة ٍ تعشق ُ عقاربها
أو ليس كل بحر يبني موجاً
ومصير ُ الموج العـَودَ للبحر ِ

تعالي لنكمل َ صناعة الريشة
ولنشد القماش َ الخام َ
حول إطار ٍ من المنطق ْ
فتكونُ اللوحة سيريالية ً
أو ليس كل سيريالي مبهم ْ

تعالي نباغت فراشة ً
نتباهى أمامها بأننا مزركشين مثل فراشة
وبعصر الراحتين من فرط الحب
تبدو الفراشة ُ سيريالية الموتِ
أو ليس كل سيريالي ميت

هي علاقة أسية ُ المَخـْرَج ْ
ومُرَكـَبة ٌ في عقل ِ عقرب ْ
هي استنساب للحب لا أقرب ْ و لا أبعد ْ

عشقنا غريب ٌ
ووصفنا له ُ أغربْ