احصائيات

الردود
37

المشاهدات
18956
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
12,766

+التقييم
2.41

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
11-02-2015, 03:46 PM
المشاركة 1
11-02-2015, 03:46 PM
المشاركة 1
افتراضي مقابلة صحفية مع القاص انمار رحمة الله
قرأت للقاص انمار رحمة الله قصة رائعة هنا منذ مدة طويلة وهي قصة ليلة ضاع فيها الرغيف :
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=11756

وتعرفت عليه بشكل موسع من خلال ما هو مكتوب عنه على الانترنت ووجدت فيه قاصا فذا مقتدرا صاحب قلم سحري واحببت حينها ان نتعرف عليه اكثر فاكثر، وعلى ما يفكر فيه بخصوص القضايا الادبية والابداعية، وقد استجاب مؤخرا بعد ان عاد الينا ربما ليبقى هذه المرة واحدا من سكان كوكب منابر ويمتنعا بقصصة الرائعة وهذه واحدة اخري منها نشرت حديثا على الرابط ادناه التي اجدها اقرب الى قصة من قصص الف ليلة وليلة وهي حتما تنتمي الى الخيال السحري:

http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=18474


سوف اطرح على الاستاذ انمار مجموعة من الاسئلة ، ولكني سابقي الباب مفتوحا لكل من يحب من سكان منابر ان يطرح على الاستاذ انمار اسئلة حسب ما يرونه مناسبا ولعلنا نتعرف اكثر على الاستاذ انمار وقصته مع الحياة والابداع وفن القصة القصيرة؟؟؟!!!
ولعل الاستاذة نريمان وهي الصحفية المتمرسة تعيننا في هذا المشروع الصحفي حتى نتمكن من اعطاء الموضوع حقه.


اهلا وسهلا ،،

اشكرك استاذ انمار على استجباتك للاجابة على اسئلة سكان منابر ضمن هذا اللقاء الصحفي المفتوح معك لعلنا نتعرف عليك وعلى مشروعك الابداعي وابدأ اسئلتي بما يلي :
- يبدو ان الطفولة تمثل صندوقا اسودا لما يكون عليه الانسان فيما بعد حيث ان احداث الطفولة لها دورا حاسما واساسيا في صياغة ما نكون عليه ولذلك اهتم شخصيا بمعرفة تفصيلة لطفولة الكاتب المبدع خاصة ما مر به من احداث مأساوية وعلى اعتبار ان الالم والاحداث الماساوية هي التي تصنع الابداع واحيانا العبقرية..فهل لك ان تحدثنا باسهاب عن طفولتك وحتى سن الحادي والعشرين وهي السنوات التي يكون للاحداث الماساوية اثر بالغ كما اعتقد في تكوين الانسان وقدراته الابداعية؟




قديم 11-02-2015, 06:13 PM
المشاركة 2
انمار رحمة الله
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
بداية وقبل كل شيء ...
أحب أن أشكر المنابر منبراً منبراً ،وقلباً قلباً وقلماً قلماً ،الإخوة القرّاء والأحبة والأصدقاء وللسيد المبدع أيوب صابر على هذه الأضمامة التي أتمنى أن أكون أهلا لها.
سيدي الحبيب... وأعتذر عن أي خطأ نحوي أو إملائي لأنني أكتب بجهد وأتمنى أن تعذروني
مرحلة الطفولة :
1- المرة الأولى التي قرأت فيها قصصاً،حين اشترت لي أمي قصصاً من ولد يبيعهن على الرصيف بعد أن يفرغ من قراءتهن.
2- بدأت أتابع القصص في المجلات والمكتبات ،حينها كان جدي يعطيني دينار كل يوم ،نصفه أأكل به ،والنص الآخر أشتري به مجلات المزمار ومجلتي والرجل الخارق والناب الأبيض ،والفرس ذو القرن (ادغار ألن بو) ومنزل العجائب (عبد الستار ناصر.
3- المدرسة كان لها دور هام في تشجيعنا على شراء القصص ،منها كان الشراء قسرياً كقصص قادسية صدام ،ومنها ما كان طوعياً ،فتعرفت على قصص من الصين (الأخوة الأقوياء) وقصص اكتشفت أنها كتبت بتصرف عن كليلة ودمنة ،وقصص الخيال العلمي ،والمغامرات كقصص السندباد ،والبخلاء بتصرف ،وغيرها.
4- وصلت الى مرحلة من النهم لم أستطع تحمل الصبر على قصة واحدة أو انتظار العدد الذي كان اسبوعياً أو شهرياً.وعرفت قلة صبري سنة 1986 تقريباً حين حللت أنا وعائلتي ضيفاً على قريبة لنا في بغداد ،في منطقة حي العامل ،كانت لدى قريبتنا مكتبة لقصص الأطفال ووعدتني أن تهديني قصاً ،وبالفعل أهدتني قصصاً قليلة ثلاث او اربع ،ثم أكملت أنا النصاب بسرقة عشر قصص أخرى ،في حالة من اللاوعي ،وكنت مسروراً جداً لأنني كنت أقتنص الفرصة تلو الفرصة في سرقة الكتب بين الحين والحين من دون أن تكشف أمري.
5- في سنة 1987 ،كتبت أول قصة ،كانت تتحدث عن حصان ،تساعده العصافير لأنه سقط في بركة ،ثم انها بدأت تنقل الماء بأفواهها وتلقيه على الحصان الذي نظفته العصافير بهذه الطريقة.ثم أن هناك صديقاً لي ،طرح علي فكرة ان يرسم القصة خال له ،فتكون قصة مصورة .وكنت أحمل القصة يومياً معي للمدرسة ،اقصها على الاصدقاء ،وهم يضحكون ويسخرون معتقدين أنني نسختها من كتاب ما.
ثم تلت هذه المرحلة قراءات كثيرة لقصص كثيرة حتى صارت لدي مكتبة ،كبيرة لقصص الاطفال في المنزل ،كنت أضع القصص حولي وأحلم وقتها ان اكون بائعاً للكتب .

مرحلة المراهقة :
1- في العام 1991،وفي لب الحرب ،أتاني صديق جار لي ،وفي يده كتاب اسمه (الغاز بوليسية) .طلبت الكتاب منه ،ثم قرأته بشغف جنوني ،كان يتحدث عن جرائم غريبة ،ويطلب منك حل اللغز في الجريمة .في تلك اللحظة تفجرت لدي رغبة مطالعة قصص المغامرات والألغاز الغرائبية والبوليسية .طبعا أردت شراء الكتاب من الصديق لكنه رفض طالباً المزيد من المال ،فلم امانع لأنني كنت بحاجة الى الكتاب أكثر من حاجتي للأمان تحت وقع القنابل والبارود والدمار.
2- بعد إنتهاء الحرب توقفت عجلة الطبع والمكتبات والدوريات العراقية والعربية الوافدة ،من الكويت (مجلة العربي الصغير) ومن مصر (مجلة ميكي ماوس) ولم تعد تصدر المجلات العراقية الا بعد مدة طويلة .فصارت لدي فاصلة زمنية نضجت بها أكثر ولم اعد اكتفي بتلك الأفكار الطفولية البسيطة.حتى أتت سنة 1993،كان لدي صديق في سوق السماوة ،رأيته مرة منهمكاً بالقراءة.وحين طالعت ما يقرأ واذا بها كتاب( الرسائل السود) لأجاثا كريستي ،وكان يحتوي على ثلاث قصص طويلة ،أولها قصة (الميجور بورنابي) الذي قتل صديقه واخفت اجاثا كريستي هذه المعلومة حتى نهاية القصة ،وقد تعرف المحقق على الجاني في جلسة تحضير الأرواح.وقتها لم اتمالك نفسي ،وصرت اجمع النقود من يومياتي ،واذهب لشراء روايات اجاثا كريستي من المكتبة .فقرأت في تلك السنة فقط عشرات الروايات لها ،جريمة في وادي النيل ،رعب في المدينة،بصمات الاصابع ،جريمة في بغداد،طلقة في الرأس ،الجريمة الغامضة في ستايلز وغيرهن .
3- بعد القصة التي كتبتها في الثمانينات ولم تجد من يهتم بها ،تجرأت مرة أخرى على الكتابة ،بالضبط صيف 1993،قررت ان اكتب رواية بوليسية .وبالفعل بدأت الملم الأحداث وكيف ان البطل يأتي وكيف سيتورط في جريمة والى آخره.والغريب ان احداث الرواية الاولى كانت كلها في بريطانيا ,وهذا نتيجة تأثري بأجاثا كريستي في تلك المرحلة.ثم أن الرواية لم يكتب لها النجاح ،لأنها لم تكن رواية بالاصل ،بل كانت رغبة خاطفة ،ماتت لأن صاحبها لم يكن يملك الوعي الكامل لكتابة رواية ،ولم يكن يملك المفردات والاحداث والتكنيك ،فانتهت وانا اقارن بينها وبين ماقرأت فوجدتني لا أقو على الأستمرار .
4- في العام 1995عثرت على كنز كبير،مكتبة لعمي الذي هاجر من العراق قبل عام،وكانت تحتوي على اغلب روايات نجيب محفوظ ،واحسان عبد القدوس،والبروتو مورافيا وكولن ولسن وماريو بوزو.في الحقيقة لم أستطع هضم رواية (ضياع في سوهو) ولا رواية (الأحتقار) لأنني لم اكن مهيئا ثقافياً أو عمرياً.ولكن وجدتني هائماً ومنساباً مع نجيب محفوظ في كبريات وراياته التي قرأتها بفضل مكتبة العم.السراب وخان الخليلي وحضرة المحترم ،والثلاثية،وشهر العسل (قصص )وأخيراً رواية أولاد حارتنا التي قراتها مرتين.سحرني غموض الجبلاوي وصمته واحداث الحارة والصراعات بين الفتوات والناس البسطاء ،وابطال الرواية . وعثرت أيضاً على قصص لأدغار الن بو وماري شيلي بعثت في قلبي حب هذا اللون الذي آمنت بكتابته لاحقاً .
5 في العام 1996 حدث إنعطاف لا أبرره سوى أن العاطفة والحاجة الرومانسية والحب العراقي الذي دائما يكون من طرف واحد ،دفعني إلى الشعر.وبالفعل كتبت الشعر وتعلمت الأوزان على يد شعراء ،وكتبت القصيدة العمودية والتفعيلة والنثر ،طويل السنوات من 1996 وحتى سنة 2009.وقد كنت معروفاً في المحافظة طوال التسعينيات بين الأصدقاء والمعارف فقط لأنني لم أتردد على الملتقيات الرسمية كالاتحاد وغيرها أنني شاعر،نشرت أول قصيدة لي في جريدة الوركاء عام 2001،بعد طلب من محرر صفحتها الذي شرحت له خوفي من أن تؤخذ القصيدة بغير معنى وتلفق لي تهمة ،ولكنه وعدني بكل خير.ومن بعد بقيت اكتب لنفسي ولمعارفي وأصدقائي في الجلسات الخاصة .

قديم 11-03-2015, 02:13 PM
المشاركة 3
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرا استاذ انمار على سرعة تجاوبك للرد على اسئلتي...واضح ان لديك قدرات تبصرية فقد اجبت على السؤال الثاني حتى قبل ان نسأله وهو قصتك مع الكتاب وكيف كانت انطلاقتك الادبية؟

لذلك ساعاود طرح السؤال الاول مرة اخرى علنا نحصل هذه المرة على اجابة تفصيلية له، ولك اولا اسباب اصراري على سماع سيرة طفولة القاص انمار، فالموضوع ليس شخصي، وانما يرتبط باهمية معرفة ظروف النشأة بالنسبة لاي مبدع وليس فقط انمار، وعلى اعتبار ان هناك علاقة حتمية بين ظروف النشأة وما يتحصل لاحقا من قدرات ابداعية، وللتوضيح اكثر لقد وجدت خلال مسيرتي البحثية بأن هناك علاقة بين الابداع والمأسي التي تصيب الانسان فترة الطفولة او ما يطلق عليه علماء النفس traumatic experiences ، وكلما كانت المأسي اشد والالم اكبر كلما نتج عنه قدرات ابداعية اعلى قد تصل الى حدود العبقرية.
واتصور ان القادر على الكتابة باسلوب الخيال السحري، ويبدو انك منهم، انسان يمتلك قدرات فذة وهي حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية التي طرحتها في رسالة ماجستير في الادب الانجليزي في جامعة سان دياغو، ناتجة بالضرورة عن طفولة صعبة او مؤلمة وقد يكون صاحبها قد جرب الالم في اعلى حالاته من خلال تجارب مؤلمة وصادمة ومأساوية...وعليه :

نريد ان نسمع منك اولا قصة انمار الانسان بتفاصيلها قدر الامكان:
- متى كانت الولادة تحديدا وكيف تمت هل كانت في المشفى ام في المنزل؟ هل كان هناك صعوبة صاحبت الولادة؟ هل هناك اية اعاقات جسدية؟ هل هناك حكايات سمعتها من والدتك او احد اقاربك فيما يتعلق بسنوات العمر الاولى؟ وما هو ترتيبك بين الاخوة؟ ام هل انت وحيد عند والديك؟

- لو عدت بالذاكرة الى الوراء فهل تذكر اية احداث مأساوية وقعت خلال فترة الطفولة ونقصد بفترة الطفولة الفترة التي يظل فيها الدماغ غير مكنمل النمو اي الى سن 21 حسب تقدير علم النفس؟

- هل مررت بتجربة صادمة؟ او تجارب سببت لك الالم ؟ المعروف ان خليل جبران مثلا سقط عن جدار واصيب في كتفه وظل كتفه يؤلمه الى مماته؟ وله مقولة مشهورة حول اثر الالم في صنع العبقرية فهل تعتقد انك اصبت بالم كسر قشرة الدماغ لديك كما يقول جبران فتفتقت عبقرية الكتابة السردية السحرية لديك؟

- ما طبيعة عمل والدك؟ هل تواجد في البيت كثيرا ام انه كان يغيب لفترات طويلة’؟

-هل تنقلت عائلتك كثيرا في سني الطفولة ؟ ام انك عشت طفولتك كلها في مكان واحد؟

- هل انت يتيم؟ وان كان كذلك متى؟

- كيف كانت ظروف المعيشة؟ هل كانت صعبة؟

- هل كنت قريب من جبهات القتال الذي مر بالعراق اثناء الطفولة؟ وكيف تصف شعورك نحو تلك الظروف؟

- متى اختبرت الموت اولا مرة؟ اي متى شاهدت احدهم يفارق الحياة لاول مرة؟ ومن كان ذلك الشخص؟ وهل لك ان تصف لنا شعورك المتحصل من تلك التجربة؟

- بمعنى نريد ان نسمع منك سيرة حياة انمار الانسان التفصيلية حتى سن الحادي والعشرين وخاصة فيما يتعلق بظروف المعيشة والتجارب الصادمة والمؤلمة ان وجدت وتجاربك مع الموت في تلك المرحلة؟

- يمكنك ايضا ان تقص علينا تجاربك الاخرى الشبابية المفرحة والسعيدة والبعيدة عن الماسي والمصائب؟ اي تجاربك في سن المراهقة؟ وان كنت قد اختبرت الحب؟ ومتى كان ذلك؟ وهل تركت فيك تجارب المراهقة اثرا نفسيا؟

- يمكنك طبعا اضافة اية امور اخرى تعتقد انها كانت جزء مهم من تكونك كأنسان مثلا التنشئة الدينية الخ؟

يمكنك اخذ كل ما تحتاجه من الوقت للاجابة على هذه الاسئلة وبحيث تجيب عن شق ثم تعود لتجيب عن شق أخر وهكذا، اوان تقوم على تدوين سيرة طفولتك بطريقة التدوين السردية المعتادة، فنحن لسنا في عجلة من امرنا ونكون قد اصبنا ثلاث عصافير في حجر واحد
فمن ناحية نكون قد حصلنا على ما نردي هنا ، ومن ناحية اخرى تكون قد بدأت بتدوين سيرتك للنشر لاحقا، وكما يمكنني اضافة قصة حياتك كاحد فصول كتابي الذي اعمل عليه حاليا بعنوان " شواهد حية على صحة النظرية" .
ويمكنك تجنب الاجابة عن اي سؤال او شق من السؤال ان شئت او اذا كان في ذلك اي احراج على الرغم ان المقصود والمطلوب فقط معرفة تفصيلية لحياة شخص يمتلك قدرة ابداعية فذة وواعدة سنرى منه الكثير في قادم الايام حتما والمزيد من المخرجات الابداعية الفذة ...والهدف ليس شخصي وانما محاولة معرفة ان كانت عبقريتك السردية هي نتاج لتجارب طفولتك ام لا ؟

اشكرك استاذ انمار وانتظر منك...






قديم 11-03-2015, 06:10 PM
المشاركة 4
انمار رحمة الله
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
- متى كانت الولادة تحديدا وكيف تمت هل كانت في المشفى ام في المنزل؟ هل كان هناك صعوبة صاحبت الولادة؟ هل هناك اية اعاقات جسدية؟ هل هناك حكايات سمعتها من والدتك او احد اقاربك فيما يتعلق بسنوات العمر الاولى؟ وما هو ترتيبك بين الاخوة؟ ام هل انت وحيد عند والديك؟
[/right]


كانت ولادتي في مستشفى ،في ليلة 30/9/1978. ولم تكن هناك صعوبات فيها ،أنا الولد البكر ،جاء بعدي أخ ثم أخت ثم أخت وأخ ،فأنا الأكبر في الترتيب. ولا توجد إعاقات والحمد لله.

الحادثة الوحيدة التي أتذكرها هي حرق سيارة والدي على يدي،حين كنت أعبث بالكبريت واحرقتها فكانت حادثة لم أنسها لليوم.مع أنني لم أتأذ منها .ولكن منظر الحريق والناس والمطافي عالقة في ذهني.

بعد أن كبرت قليلاً صحوت من نومي فزعاً ،على بكاء أمي حين جاءوا برجل استشهد في حرب الثمانينات. ومنذ تلك اللحظة كنا نعيش بالسواد والعويل والبكاء طيلة الفترة حتى عام 1988. كنا نلاحظ الحزن في وجوه الرجال ، والفزع في وجوه النساء ،والحادث الأكبر الذي حدث في صف الرابع الابتدائي هو حين اعدموا في ساحة كبيرة مجموعة من الجنود الهاربين. قرب تقاطع الجمرك في مدينة السماوة ،حيث اخرجوا المدارس وجمعوا الناس لكي يروا الذين ارادوا اعدامهم. لم نكن نرى بشكل واضح ولكن رأينا صورهم من بعيد حين جئنا في البداية ،كانت على عونهم عصابات بيض،وكانوا يرتدون دشاديش غامقة . من ثم اعدموهم فكنت اسمع صوت الطلقات ولكن لم أر شكلهم وهم يُعدمون ،ثم كنت أرى المعلمة التي كانت علينا خائفة .ثم ارجعونا ،هذه الحادثة اخافتني وظلت عالقة..

في سنة 86 ( وانا في سن الثامنة ) جاءوا بخالي شهيداً ،فكنت ارى العويل والبكاء عليه من قبل أمي وخالاتي ،فكان المشهد أيضاً مرعباً..وطيل تلك الفترة كنت مجتهداً في دروسي ولم أمر بتجربة شخصية ،بل كنا من عائلة ميسورة .سوى هذه المشاهدات والاحداث التي ترافقنا..

والدي يعمل معلماً ،وهو يتواجد في المنزل كثيراً ،وهو الآن مدير مدرسة مستمر بالخدمة . طفولتي كلها عشتها في مكانين،بيتنا وبيت أجدادي الكبير.وظروفنا المعيشية كانت جيدة..

بالنسبة إلى جبهات القتال ،كنا نرى كل يوم برنامج (صور من المعركة) ولمدة 8سنوات ،عند وقت العصر.نرى فيه الجبهة والقتال والأموات والجثث..

أول مرة أتعرف فيها على الموت ،قبل استشهاد خالي ،كانت لدينا جارة طيبة وتعاني من عقلها. في يوم عرس جيران لنا احرقت نفسها بالنفط ،فتحول العرس إلى كارثة...اخرجوها في ذلك اليوم ملفوفة ببطانية ،وكان رأسها لا شعر فيه ...مع الأسف!!

كل تجارب الحب لدي فشلت ،كلها كانت من طرف واحد ،ولم أكن مقنعا بالحب أبداً ولم أنجح.ولكنني عوضت حبهن بصداقات مع أصدقاء بقت لدي صور معهم ،في تلك الأيام الجميلة....

قديم 11-04-2015, 03:15 PM
المشاركة 5
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اشكرك استاذ انمار
قمت على خذف الصورة واعادة الترتيب حتى اتمكن من قراءة ما كتبت لان الصوره جلعت المهمة صعبة على كل حال بأمكانك اعادة ادراج الصورة لوحدها.

- كيف تصنف طفولتك اذا ؟
هل كانت طفولة سعيدة؟ ام صعبة ؟ ام تعيسة بسبب ظروف الحرب وما ارتبط معها من مآسي.
وهل هناك احداث سعيدة معينة تذكرها في طفولتك؟
- ونريد ان نسمع رأيك الشخصي حول مصدر الطاقة الابداعية؟ وهل توافق على ما يقوله بعض علماء النفس التحليلي بأن احداث مأساوية هي السبب في دفع الانسان للابداع؟ ام انك تميل الى الاعتقاد بأن الابداع موهبة؟ ام هي استعداد وجهد يبذله الشخص بالتعرف على الادب والسرد كما حصل معك وكما شرحت لنا في قصتك مع الكتاب؟ ام هي اشياء اخرى وما هي او ما هو مصدر الطاقة الابداعية في تقديرك؟


قديم 11-04-2015, 10:00 PM
المشاركة 6
انمار رحمة الله
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
في الحقيقة لا أعرف مقياس التعاسة مثلاً ،فهو مختلف بين شعب وشعب.فالتعاسة في هولندا مثلاً أن يصحو المرء ولم يكمل 7 ساعات نوم ،والسعادة في العراق أن تنام ساعتين بوجود كهرباء في تموز...لا أعرف كيف أحدد هل أنا صاحب طفولة تعيسة أو لا ،ولكن لنقل من الناحية المادية كانت طفولتي مرتاحة ،بل نحن من أسرة ثرية معروفة في مدينتنا.ولكن كنت أنا أشعر بالوحدة طوال الوقت ،وكنت أرى ما أرى كأي طفل عراقي شاهد المآسي تلك وإلى اليوم....

قديم 11-04-2015, 10:07 PM
المشاركة 7
انمار رحمة الله
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أنا ميّال إلى أكثر من رأي في مصادر الطاقة الإبداعية ،منها فيسيولوجي ونفسي وأجتماعي.
الفسيولوجي الذي يحدد خلايا المخ التي على جانب منه ،مسؤول عن الخيال والمخيلة والابتكار وغيرها.وهو قوي عند شخص وضعيف عن آخر.
والرأي النفسي الذي أميل إليه نسبياً هو رأي فرويد حين أشار إلى أن أغلب المبدعين هم أناس عصابيون ،يريدون تفريغ كبوتاتهم في الفن وغيره.
والرأي الأجتماعي الأخير هو لجورج أرويل في كتابه (لماذا أكتب) حين أشار إلى ان الكتابة هي عملية ضغط أجتماعي من قبل تجاهل الأسرة للكاتب في طفولته ،فأراد أثبات وجوده وشخصيته (إبداعياً) ليقول لهم "ها أنا ذا"..حقيقة أميل للآراء هذه كلها ليس بشكل مطلق ولكن بنسبة كبيرة من الصحة .

قديم 11-05-2015, 07:18 PM
المشاركة 8
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرحباً استاذ أنمار

- تقول انك كنت تشعر بالوحدة طوال الوقت، في تقديرك الان ما سر ذلك الشعور بالوحدة ، وهل هو شعور وجودي، ام هو مرتبط بمشاهدة المآسي التي ذكرت كاي طفل عراقي، ام هو مرتبط بالبيئة الجغرافية والاجتماعية المحيطة بك شخصيا ؟

- ثم انك لم تقل لنا الكثير عن علاقتك مع الوالدة؟ هل هي الزوجة الوحيدة عند والدك ؟ وهل هي عاملة ام ربة بيت ؟ وهل كنت قريب منها في سنواتك الاولى ام انك كنت ترسل للعيش مع الجدة بسبب انشغال الام ؟ اي هل كنت تنفصل عن الوالدة او الوالدين لأوقات طويلة مثل العطلة الصيفية لتسكن مثلا مع الجدة ؟

-صحيح ان فرويد تحدث عن الكبت كمصدر للفن والجنون أيضاً لكنه يرى بان الكبت يأتي من عدم تحقق الرغبات الجنسية بشكل اساسي ، ولا يكاد فرويد يقدم دليل على كلامه، وقد افترض ان سبب مرض مريضته Ann o التي بنى نظريتة في التحليل النفسي على حالتها هو عقدة الكترا لان الاب كان قد مات وهي في سن الثامنة ، ولم يقدر اثر الموت بحد ذاته عليها ، لكن تلميذه ادلر صاحب نظرية التعويض يرى بان الفن هو تعويض عن نقص ما ويقدم أمثلة على ما يقوله من بين العباقرة الذين عانوا من نقص ما، فما رايك في نظرية التعويض compensation theory كمفسر للإبداع ؟

- ثم هل تعتقد ان الشعور بالاضطهاد من قبل شريحة مجتمعية معينة يمكن ان يكون سبب في بروز المبدعيين ؟ فنحن نجد مثلا ان عدد كبير من المبدعين وحتى العباقرة جاؤوا من بين اليهود وهناك من يربط بين هذه الظاهرة والمظلومية وحالة التشتت التي ظل اليهود يعيشونها عبر تاريخهم ، فهل تعتقد ان مظلومية الشيعة يمكن ان تكون سبب في بروز ذلك العدد الهائل من شعراء وادباء جنوب العراق وخاصة مدينة البصرة على مر الايام، وهل تعتقد ان ذلك واجواء الطقوس الحسينية ساهم الى حد ما في شعورك بالوحدة والمظلومية وبالتالي صنع فيك الابداع ؟

-من خلال بحثي في سر الطاقة الابداعية وجدت ان السجن ثاني اهم سبب في خلق الابداع المتفوق بعد اليتم فهل تعرضت انت للسجن ؟ وهل تعرض والدك للسجن اثناء طفولتك ؟

قديم 11-05-2015, 10:05 PM
المشاركة 9
انمار رحمة الله
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
بالطبع الوحدة ناجمة عن اختلاف الرؤية والعدسة التي يحملها الكاتب عن غيره. ولأنه ليس مؤطراً سيرى نفسه وحيداً في هذا العالم المليء بالرتابة والتفكير الأحادي الثابت.هو متغير ومتحرك وسكون المجتمع حوله على طريقة تفكير واحدة تزعجه ،لهذا فهو ينحاز إلى نفسه ليتصالح معها ،مكوناً صداقة مع الكلمة والخيالات وطرائق نظرته رؤية ورؤيا.

قديم 11-05-2015, 10:06 PM
المشاركة 10
انمار رحمة الله
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الوالدة عشت معها في الغالب ،وهذا لايعني أنني لم أعش في بيت العائلة الكبير.كانت ربة بيت وإلى الآن.وهي الزوجة الأولى وربما الأخيرة لوالدي.

 

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مقابلة صحفية مع القاص انمار رحمة الله
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين: (رحمة الله) و (رحمت الله) .. ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 9 11-29-2019 07:52 AM
الفرق بين (( رحمة الله - رحمت الله)) ..!!؟؟ هند طاهر منبر الحوارات الثقافية العامة 2 01-09-2016 10:45 AM
من فمك نكتب سيرتك :مقابلة مع الشاعر عبد الله بيلا ايوب صابر المقهى 24 01-09-2014 10:37 PM
من فمك نكتب سيرتك: مقابلة مع الاستاذ عبد الله باسودان ايوب صابر المقهى 1 04-26-2012 09:43 PM

الساعة الآن 07:04 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.