احصائيات

الردود
6

المشاهدات
2905
 
عبد الحميد سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


عبد الحميد سحبان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
92

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Dec 2014

الاقامة

رقم العضوية
13467
12-27-2014, 04:39 AM
المشاركة 1
12-27-2014, 04:39 AM
المشاركة 1
افتراضي انتحار تقديره وطن،
[tabletext="width:70%;"]

ما العمل حين تضيق الدنيا بالإنسان، حين يراها أضيق من ثقب الباب..هل لهذا الأخير أن يلعن بدايته ويعلن نهايته، أم له الحق في أن يختار طريقا انتحاريا لا يخطر على بال؟
وهكذا كان حين وجدوا شخصا معلقا إلى سقف حجرة خالية من أي شيء، وجدوه معلقا والباب مغلق من الداخل..لقد علق هذا المجهول نفسه بثوب أسود منقوش بحروف عربية بيضاء.
احتار الكثير من أهل الضاد، كيف لهذا الرجل أن ينتحر بهذه الطريقة الغريبة، وكيف له أن يصل إلى شنق نفسه دون أن تكون هناك قطعة أثاث يصل بها إلى سقف الحجرة. حائطها عال يبلغ مترين أو يفوق، كيف تمكن هذا الآدمي المعلق أن يفعل ما فعل؟
تكلف المحقق الذائع الصيت السيد» كولمبو « للبحث في هذه القضية، لشهرته الضاربة في الآفاق ولشعبيته الكبيرة في الوطن العربي التي اكتسبها عبر ارتفاع نسبة مشاهدته على القنوات الفضائية العربية والغربية، ولقدرته الفائقة في التوصل إلى الحقيقة في أدق تفاصيلها.
استقل سيارته السلحفاة متجها نحو الحادث. بات يفكر جديا في المسؤولية الملقاة على عاتقه، ضرورة فك رموز هذا المشكل المحير الذي عرضته الكَمْسَرَة العربية على الكمسرة الغربية.
وصل السيد » كولمبو « أخيرا..نزل من سيارته التحفة. تحلقت وسائل الإعلام العربية المرئية والمسموعة عند مدخل مكان الحادث تطلب منه تعليقا أوليا للسبب الذي دفع هذا الشخص إلى شنق نفسه بثوب أسود تضيء حلكته حروف عربية كوفية.
حرك رأسه بخبث، أجابهم متسائلا:
- »ألستم تعيشون ظلاما نفسيا في بلاد الضوء والشمس، ألا زلتم تؤمنون بأن حروف هويتكم هي المنارة التي قد تضيء لكم طريق الخلاص، أو على الأقل هكذا يعتقد أغلبكم «
سألوه بلهفة وكأن الأمر لا يهمهم:
- » ما هو رأيك في الموضوع؟ «.
قطب ما بين حاجبيه مستغربا وأجاب القوم المتهافت:
- »الرأي رأيكم!! « .
دلف إلى الداخل حتى لا يحتدم النقاش ويصدر منه ما قد لا تحمد عقباه. فتح عينه العوراء يتفحص بها الحجرة جيدا. إنه يستعملها فقط في الحالات الخطيرة والمعقدة. إنها ميكروسكوبه الخاص.
انتبه في لمح البصر إلى بقعة ماء تتوسط الحجرة فتحسسه بيديه، ولما نظر إلى أعلى سقطت نقطة ماء باردة في عينه الضيقة فأغمضتها. ضحك ضحكته المألوفة، وفهم كل شيء، لكون النقطة الباردة سقطت من الرجل اليمنى للجثة الهامدة.
خرج وهو يستخف من غباوة المنتحر الذي لم يحسب حساب البقعة وقطرة الماء. الشيء الذي يدل على أن قطعة ثلجية ضخمة هي التي حملته عناء السفر إلى هذه الربوع الساخنة.
عبد الحميد سحبان
[/tabletext]


قديم 12-27-2014, 04:05 PM
المشاركة 2
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
يالسخرية الأوطان!

باتت مسكونة بقوالب ثلجية ...

و ﻻ زال ( الخواجة) هو السعيد! ذو الرأي السديد

.. يعرف في اﻷمر أكثر من ابنك يا وطن!

أ.عبدالحميد

لفظتنا الأوطان و هذا شيء يدعو ﻻنتحار الروح!

قلمك ساخر و له وجع ...

تقديري الجم

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..
قديم 12-28-2014, 02:32 AM
المشاركة 3
زياد القنطار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
في هذا النص جروح ناطفة لواقع مكلوم يعج بالكوابيس . فأول الجروح كان عنوان النص الذي كان الوطن فيه مقدراً تقديراً لاحتجابه أو احتجاب وضوح مفردته في ذهنية أصحابه العابرة للحدود . وليس آخرها ذات مكلومة تبحث عن مفعلاتها في غياب منارة مراسيها ,نعم إنه واقع حالنا الذي لما يزل ينز قيحه .
قفي هذا النص دهشة وادهاش ..في الدهشة تسخير حركي لكل مايدور حول جثة معلقة فاضت منها الروح ,وإدهاش في تثوير لوجع استبد في ذواتنا حتى بات أصلها ومسيرها .
الأستاذ عبد الحميد ,سعيد بمصافحة حرفك في هذا المكان ,وتسعد منابر ثقافية بأن تختضن إبداعك ,خالص التحايا والتقدير

هبْني نقداً أهبك حرفاً
قديم 01-01-2015, 04:53 AM
المشاركة 4
عبد الحميد سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأخت الكاتبة والأديبة جليلة ماجد، تحية عطرة، كل سنة وأنت بألف خير.
راقني قولك" قلمك ساخر وله وجع"، فيا ليت السخرية تخفف من الوجع الذي نحسه، والألم الذي ينخرنا.
أخوك عبد الحميد.

قديم 01-01-2015, 05:45 PM
المشاركة 5
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[tabletext="width:70%;"]

صدقا.... لقد غصت في أعماق النص وبحثت في ما وراء الحرف فوجدت نفسي معلقة
في سماء الوطن حين تعثرت خطواتي وهي تبحث عن وطن يكون الملاذ الأخير
عن واقع نعيش فيه ليحمل البعض منا على الانتحار في ظل الصمت العربي والاستعانة بالسيد» كولمبو « الذي أثار الرعب
فحريُ بهذه الارواح أن تعلن الانتحار

أديبنا القدير عبد الحميد
أثمن لك هذا الجهد والتواجد في منابر وخاصة منبر القصة
وهذا الحرف المكتنز بالجمال

لك تقديري
[/tabletext]

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....
قديم 01-07-2015, 04:25 AM
المشاركة 6
عبد الحميد سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إلى الأخ زياد القنطار.
أوافقك الرأي بأن النص يغص بالجروح، وجرح العنوان أبلغ لأنه يضمر ما لا يحق أن يستتر، للأسف إنه يحجب ما يجب أن يكون في الأصل بارزا وفي مقدمة كل الأمور على الإطلاق، إنه الوطن الحاضن لكل شيء: ماضينا حاضرنا ومستقبلنا، أصلنا وهويتنا، آمالنا أمامنينا وأحلامنا.
شكرا لتعليقك الموفق للنص، وشكرا جزيلا لك على الترحاب.
أخوك عبد الحميد.

قديم 01-15-2015, 02:35 AM
المشاركة 7
عبد الحميد سحبان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إلى الأخت فاطمة جلال:
أتسمحين أن أقتبس من ردك الموفق أيتها المراقبة العامة والمدققة الخاصة، أنت التي "وجدت نفسك معلقة في سماء الوطن حين تعثرت خطواتك وهي تبحث عن وطن يكون ملاذك الأخير..." أجيبك بحزن بالغ أنا الذي لا أفتأ أصيح قائلا،
"يا وطني،
يا جرحي الثاني،
يا وهني الآني،
أيني منك وأينك مني؟
جرح فادح......
وخيبة....وآهات...
شكرا لك، على غوصك في عمق النص....
أخوك في البحث عن الوطن، عبد الحميد.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: انتحار تقديره وطن،
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
انتحار--قصة قصيرة جدا إبراهيم ياسين منبر القصص والروايات والمسرح . 9 01-08-2021 11:22 AM
انتحار جماعي !! حسام الدين بهي الدين ريشو منبر القصص والروايات والمسرح . 2 01-24-2014 06:16 PM
انتحار الكلمة...............محمد محضار محمد محضار منبر شعر التفعيلة 2 07-19-2013 09:32 PM
انتحار الكلمة .........محمد محضار محمد محضار منبر البوح الهادئ 7 12-05-2011 01:37 PM
انتحار الفضيلة علي بن حسن الزهراني منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 11 09-21-2010 07:04 AM

الساعة الآن 08:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.