قديم 10-09-2010, 09:31 AM
المشاركة 11
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
وذات يوم يبصر بلال بن رباح نور الله ، ويسمع في أعماق روحه الخيّرة رنينه،
فيذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسلم..

ولا يلبث خبر إسلامه أن يذاع .. وتدور الأرض برؤوس أسياده من بني جمح.. تلك الرؤوس التي نفخها الكبر وأثقلها الغرور..!!
وتجثم شياطين الأرض فوق صدر أميّة بن خلف الذي رأى في إسلام عبد من عبيدهم لطمة جللتهم جميعاً بالخزي والعار..

عبدهم الحبشي يسلم ويتبع محمد..؟!

ويقول أميّة لنفسه : ومع هذا فلا بأس..
إن شمس هذا اليوم لن تغرب إلا ويغرب معها إسلام هذا العبد الآبق..!!

ولكن الشمس لم تغرب قط بإسلام بلال بل غربت ذات يوم بأصنام قريش كلها، وحماة الوثنية فيها...!


....يتبع

قديم 10-09-2010, 09:40 AM
المشاركة 12
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أما بلال فقد كان له موقف ليس شرفاً للاسلام وحده، وإن كان الاسلام أحق به، ولكنه شرف للانسانية جميعاً..

لقد صمد لأقسى ألوان التعذيب صمود البرار العظام .

ولكأنما جعله الله مثلاً على أن سواد البشرة وعبودية الرقبة
لا ينالان من عظمة الروح إذا وجدت إيمانها، واعتصمت بباريها، وتشبثت بحقها..

لقد أعطى بلال درساً بليغاً للذين في زمانه، وفي كل مان،
للذين على دينه وعلى كل دين..
درساً فحواه إن حريّة الضمير وسيادته لا يباعان بملء الأرض ذهباً، ولا بملئها عذاباً..

لقد وضع عار ٍفوق الجمر، على أن يزيغ عن دينه، أو يزيف اقتناعه فأبى..


لقد جعل الرسول عليه الصلاة والسلام، والاسلام،
من هذا العبد الحبشي المستضعف أستاذاً للبشرية كلها في فن احترام الضمير، والدفاع عن حريته وسيادته..

لقد كانوا يخرجون به في الظهيرة التي تتحول الصحراء فيها إلى جهنم قاتلة..
فيطرحونه على حصاها الملتهب وهو عار ٍ، ثم يأتون بحجر مستعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال، ويلقون به فوق جسده وصدره..

ويتكرر هذا العذاب الوحشي كل يوم، حتى رقّت لبلال من هول عذابه بعض قلوب جلاديه،
فرضوا آخر الأمر أن يخلوا سبيله، على أن يذكر آلهتهم بخير ولو بكلمة واحدة تحفظ لهم كبرياءهم،
ولا تتحدث قريش أنهم انهزموا صاغرين أمام صمود عبدهم وإصراره..


ولكن حتى هذه الكلمة الواحدة العابرة التي يستطيع أن يلقيها من وراء قلبه،
ويشتري بها حياته نفسه، دون أن يفقد إيمانه، ويتخلى عن اقتناعه..

حتى هذه الكلمة الواحدة رفض بلال أن يقولها..!

نعم لقد رفض أن يقولها، وصار يردد مكانها نشيده الخالد:
"أحد أحد"

يقولون له: قل كما نقول..

فيجيبهم في تهكم عجيب وسخرية كاوية:

"إن لساني لا يحسنه"..!!

ويظل بلال في ذوب الحميم وصخره، حتى إذا حان الأصيل أقاموه، وجعلوا في عنقه حبلاً،
ثم أمروا صبيانهم أن يطوفوا به جبال مكة وشوارعها.
وبلال لا يلهج لسانه بغير نشيده المقدس:" أحد أحد".


وكان إذا جنّ عليهم الليل يساومونه:

غداً قل كلمات خير في آلهتنا، قل ربي اللات والعزى،
لنذرك وشأتك، فقد تعبنا من تعذيبك، حتى لكأننا نحن المعذبون!

فيهز رأسه ويقول:" أحد.. أحد..".

ويلكزه أمية بن خلف وينفجر حقداً وغيظا،
ويصيح : أي شؤم رمانا بك يا عبد السوء..؟
واللات والعزى لأجعلنك للعبيد والسادة مثلاً.

ويجيب بلال في يقين المؤمن وعظمة القديس:

"أحد.. أحد.."

ويعود للحديث والمساومة، من وكل إليه تمثيل دور المشفق عليه، فيقول:

خل عنك يا أميّة.. واللات لن يعذب بعد اليوم، ان بلالاً منا أمه جاريتنا،
وانه لن يرضى أن يجعلنا باسلامه حديث قريش وسخريّتها..

ويحدّق بلال في الوجوه الكاذبة الماكرة، ويفتر ثغره عن ابتسامة كضوء الفجر، ويقول في هدوء يزلزلهم زلزالاً:

"أحد.. أحد.."

وتجيء الغداة وتقترب الظهيرة، ويؤخذ بلال إلى الرمضاء،
وهو صابر محتسب، صامد ثابت.

ويذهب إليهم أبو بكر الصديق وهو يعذبونه، ويصيح بهم:

(أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله)؟؟

ثم يصيح في أميّة بن خلف: خذ أكثر من ثمنه واتركه حراً..

وكأنما كان أمية يغرق وأدركه زورق النجاة..


لقد طابت نفسه وسعدت حين سمع أبا بكر يعرض ثمن تحريره
إذ كان اليأس من تطويع بلال قد بلغ في في نفوسهم أشده، ولأنهم كانوا من التجار، فقد أردكوا أن بيعه أربح لهم من موته..

باعوه لأبي بكر الذي حرّره من فوره، وأخذ بلال مكانه بين الرجال الأحرار...


......يتبع

قديم 10-09-2010, 09:42 AM
المشاركة 13
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

وحين كان الصدّيق يتأبط ذراع بلال منطلقاً به إلى الحرية
قال له أمية:

خذه، فو اللات والعزى، لو أبيت إلا أن تشتريه بأوقية واحدة لبعتكه بها..

وفطن أبو بكر لما في هذه الكلمات من مرارة اليأس وخيبة الأمل وكان حريّاً بألا يجيبه..

ولكن لأن فيها مساساً بكرامة هذا الذي قد صار أخا له،
وندّا،أجاب أمية قائلاً :

والله لو أبيتم أنتم إلا مائة أوقية لدفعتها..!!


وانطلق بصاحبه إلى رسول الله يبشره بتحريره.. وكان عيداً عظيماً !

وبعد هجرة الرسول والمسلمين إلى المدينة، واستقرارهم بها، يشرّع الرسول للصلاة أذانها..

فمن يكون المؤذن للصلاة خمس مرات كل يوم..؟ وتصدح عبر الأفق تكبيراته وتهليلاته..؟

إنه بلال.. الذي صاح منذ ثلاث عشرة سنة والعذاب يهدّه ويشويه أن: "الله أحد..أحد".

لقد وقع اختيار الرسول عليه اليوم ليكون أول مؤذن للاسلام.

وبصوته النديّ الشجيّ مضى يملأ الأفئدة ايماناً، والأسماع روعة وهو ينادى:

الله أكبر.. الله أكبر

الله أكبر .. الله أكبر

أشهد أن لااله الا الله

أشهد أن لا اله الا الله

أشهد أن محمداً رسول الله

أشهد أن محمداً رسول الله

حي على الصلاة

حي على الصلاة

حي على الفلاح

حي على الفلاح

الله أكبر.. الله أكبر

لااله الا الله...


ونشب القتال بين المسلمين وجيش قريش الذي قدم إلى المدينة غازياً..

وتدور الحرب عنيفة قاسية ضارية..
وبلال هناك يصول ويجول في أول غزوة يخوضها الاسلام،
غزوة بدر.. تلك الغزوة التي أمر الرسول عليه السلام أن يكون شعارها: "أحد..أحد".

...... يتبع

قديم 10-09-2010, 09:46 AM
المشاركة 14
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

في هذه الغزوة ألقت قريش بأفلاذ أكبادها،
وخرج أشرافها جميعا لمصارعهم..!!

ولقد همّ بالنكوص عن الخروج "أمية بن خلف" ..
هذا الذي كان سيداً لبلال، والذي كان يعذبه في وحشيّة قاتلة..


همّ بالنكوص لولا أن ذهب إليه صديقه "عقبة بن أبي معيط"
حين علم عن نبأ تخاذله وتقاعسه،
حاملاً في يمينه مجمرة حتى اذا واجهه وهو جالس وسط قومه، ألقى الجمرة بين يديه وقال له : يا أبا علي،
استجمر بهذه، فإنما أنت من النساء..!!!

وصاح به أمية قائلاً : قبحك الله، وقبّح ما جئت به..

ثم لم يجد بدّاً من الخروج مع الغزاة فخرج..

أيّة أسرار للقدر، يطويها وينشرها..؟

لقد كان عقبة بن أبي معيط أكبر مشجع لأمية على تعذيب بلال، وغير بلال من المسلمين المستضعفين..

واليوم هو نفسه الذي يغريه بالخروج الى غزوة بدر التي سيكون فيها مصرعه..!!

كما سيكون فيها مصرع عقبة أيضاً!

لقد كان أمية من القاعدين عن الحرب..
ولولا تشهير عقبة به على هذا النحو الذي رأيناه لما خرج..!!

ولكن الله بالغ أمره، فليخرج أمية فإن بينه وبين عبد من عباد الله حساباً قديماً، جاء أوان تصفيته،
فالديّان لا يموت، وكما تدينون تدانون..!!


وإن القدر ليحلو له أن يسخر بالجبارين.. فعقبة الذي كان أمية يصغي لتحريضه،
ويسارع الى هواه في تعذيب المؤمنين الأبرياء، هو نفسه الذب سيقود أميّة إلى مصرعه..

وبيد من..؟

بيد بلال نفسه.. وبلال وحده!!

نفس اليد التي طوّقها أميّة بالسلاسل، وأوجع صاحبها ضرباً، وعذاباً..

مع هذه اليد ذاتها، هي اليوم، وفي غزوة بدر،
على موعد أجاد القدر توقيته، مع جلاد قريش الذي أذل المؤمنين بغيًا وعدواً..

ولقد حدث هذا تماما..


وحين بدأ القتال بين الفريقين، وارتج جانب المعركة من قبل المسلمين بشعارهم:" أحد.. أحد"
انخلع قلب أمية، وجاءه النذير..

ان الكلمة التي كان يرددها بالأمس عبد تحت وقع العذاب والهول قد صارت اليوم شعار دين بأسره وشعار الأمة الجديدة كلها..!!

"أحد..أحد"؟؟!!

أهكذا..؟ وبهذه السرعة.. وهذا النمو العظيم..؟؟

..... يتبع

قديم 10-09-2010, 09:51 AM
المشاركة 15
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
وتلاحمت السيوف وحمي القتال..

وبينما المعركة تقترب من نهايتها،
لمح أمية بن خلف" عبد الرحمن بن عوف" صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فاحتمى به، وطلب اليه أن يكون أسيره رجاء أن يخلص بحياته..

وقبل عبد الرحمن عرضه وأجاره، ثم سار به وسط المعمعة الى مكان السرى.

وفي الطريق لمح بلالاً فصاح قائلاً :

"رأس الكفر أميّة بن خلف.. لا نجوت إن نجا".

ورفع سيفه ليقطف الرأس الذي لطالما أثقله الغرور والكبر،
فصاح به عبد الرحمن بن عوف:

"أي بلال.. إنه أسيري".

أسير والحرب مشبوبة دائرة..؟

أسير وسيفه يقطر دماً مما كان يصنع قبل لحظة في أجساد المسلمين..؟

لا.. ذلك في رأي بلال ضحك بالعقول وسخرية..
ولقد ضحك أمية وسخر بما فيه الكفاية..

سخر حتى لم يترك من السخرية بقية يدخرها ليوم مثل هذا اليوم، وهذا المأزق، وهذا المصير..!!

ورأى بلال أنه لن يقدر وحده على اقتحام حمى أخيه في الدين عبد الرحمن بن عوف، فصاح بأعلى صوته في المسلمين:

"يا أنصار الله.. رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا"...!

وأقبلت كوكبة من المسلمين تقطر سيوفهم المنايا،
وأحاطت بأمية وابنه ولم يستطع عبد الرحمن بن عوف أن يصنع شيئاً..
بل لم يستطع أن يحمي أذراعه التي بددها الزحام.

وألقى بلال على جثمان أمية الذي هوى تحت السيوف القاصفة نظرة طويلة،
ثم هرول عنه مسرعاً وصوته النديّ يصيح:

"أحد.. أحد.."

..... يتبع

قديم 10-09-2010, 09:53 AM
المشاركة 16
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
لا أظن أن من حقنا أن نبحث عن فضيلة التسامح لدى بلال في مثل هذا المقام..

فلو أن اللقاء بين بلال وأمية تمّ في ظروف أخرى،
لجازنا أن نسال بلالاً حق التسامح، وما كان لرجل في مثل إيمانه وتقاه أن يبخل به.

لكن اللقاء الذي تم بينهما، كان في حرب، جاءها كل فريق ليفني غريمه..


السيوف تتوهج.. والقتلى يسقطون.. والمنايا تتواثب،
ثم يبصر بلال أمية الذي لم يترك في جسده موضع أنملة الا ويحمل آثار تعذيب.

وأين يبصره وكيف..؟

يبصره في ساحة الحرب والقتال يحصد بسيفه كل ما يناله من رؤوس المسلمين، ولو أدرك رأس بلال ساعتئذ لطوّح به..

في ظروف كهذه يلتقي الرجلان فيها، لا يكون من المنطق العادل في شيء أن نسأل بلالاً : لماذا لم يصفح الصفح الجميل..؟؟


..... يتبع

قديم 10-09-2010, 09:58 AM
المشاركة 17
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
وتمضي الأيام وتفتح مكة..

ويدخلها الرسول شاكراً مكبراً على رأس عشرة آلاف من المسلمين..

ويتوجه إلى الكعبة فوراً .. هذا المكان المقدس الذي زحمته قريش بعدد أيام السنة من الأصنام..!!

لقد جاء الحق وزهق الباطل..

ومن اليوم لا عزى.. ولا لات.. ولا هبل..
لن يجني الانسان بعد اليوم هامته لحجر، ولا وثن..
ولن يعبد الناس ملء ضمائرهم الا الله الي ليس كمثله شيء، الواحد الأحد، الكبير المتعال..

ويدخل الرسول الكعبة، مصطحباً معه بلال..!

ولا يكاد يدخلها حتى يواجه تمثالاً منحوتاً،
يمثل ابراهيم عليه السلام وهو يستقسم بالأزلام، فيغضب الرسول ويقول:

"قاتلهم الله..

ما كان شيخناً يستقسم بالأزلام .. ما كان ابراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين".


ويأمر بلال أن يعلو ظهر المسجد، ويؤذن.

ويؤذن بلال.. فيالروعة الزمان، والمكان، والمناسبة..!!

كفت الحياة في مكة عن الحركة، ووقفت الألوف المسلمة كالنسمة الساكنة، تردد في خشوع وهمس كلمات الآذان وراء بلال.

والمشركون في بيوتهم لا يكادون يصدقون:

أهذا هو محمد وفقراؤه الذين أخرجوا بالأمس من هذا الديار..؟؟

أهذا هو حقا، ومعه عشرة آلاف من المؤمنين..؟؟

أهذا هو حقاً الذي قاتلناه، وطاردناه، وقتلنا أحب الناس إليه..؟

أهذا هو حقاً الذي كان يخاطبنا من لحظات ورقابنا بين يديه،
ويقول لنا:

"اذهبوا فأنتم الطلقاء"..!!

ولكن ثلاثة من أشراف قريش، كانوا جلوساً بفناء الكعبة،
وكأنما يلفحهم مشهد بلال وهو يدوس أصنامهم بقدميه،
ويرسل من فوق ركامها المهيل صوته بالأذان المنتشر في آفاق مكة كلها كعبير الربيع..

أما هؤلاء الثلاثة فهم، أبوسفيان بن حرب، وكان قد أسلم منذ ساعات،
وعتّاب بن أسيد، والحارث بن هشام، وكانا لم يسلما بعد.


قال عتاب وعينه على بلال وهو يصدح بأذانه:

لقد أكرم الله سيداً، ألا يكون سمع هذا فيسمع منه ما يغيظه. وقال الحارث:

أما والله لو أعلم أن محمداً محق لاتبعته..!!

وعقب أبو سفيان الداهية على حديثهما قائلا:

إني لا أقول شيئاً، فلو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصى!!
وحين غادر النبي الكعبة رآهم، وقرأ وجوههم في لحظة،
قال وعيناه تتألقان بنور الله، وفرحة النصر:

قد علمت الذي قلتم..!!!

ومضى يحدثهم بما قالوا..

فصاح الحارث وعتاب:

نشهد أنك رسول الله، والله ما سمعنا أحد فنقول أخبرك..!!

واستقبلا بلال بقلوب جديدة..في أفئدتهم صدى الكلمات التي سمعوها في خطاب الرسول أول دخول مكة:

" يامعشر قريش..

ان الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء..

الناس من آدم وآدم من تراب"..

..... يتبع

قديم 10-09-2010, 10:02 AM
المشاركة 18
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

وعاش بلال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،
يشهد معه المشاهد كلها، يؤذن للصلاة، ويحيي ويحمي شعائر هذا الدين العظيم الذي أخرجه من الظلمات الى النور،
ومن الرق إلى الحريّة..

وعلا شأن الاسلام، وعلا معه شأن المسلمين،
وكان بلال يزداد كل يوم قرباً من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يصفه بأنه:" رجل من أهل الجنة"..

لكن بلالاً بقي كما هو كريماً متواضعاً،
لا يرى نفسه إلا أنه:" الحبشي الذي كان بالأمس عبداً"..!!

ذهب يوماً يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما:

"أنا بلال، هذا أخي عبدان من الحبشة..
كنا ضالين فهدانا الله.. ومنا عبدين فأعتقنا الله.. ان تزوّجونا فالحمد لله.. وان تمنعونا فالله أكبر.."!!





وذهب الرسول إلى الرفيق الأعلى راضياً مرضياً، ونهض بأمر المسلمين من بعده خليفته أبو بكر الصديق..

وذهب بلال إلى خليفة رسول الله يقول له:

" يا خليفة رسول الله..

إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله"..

فقال له أبو بكر: فما تشاء يا بلال..؟

قال: أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت..

قال أبو بكر ومن يؤذن لنا؟

قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع، إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله.

قال أبو بكر: بل إبق وأذن لنا يا بلال..

قال بلال: ان كنت أعتقتني لأكون لك فليكن لك ما تريد.
وإن كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له..

قال أبو بكر: بل أعتقتك لله يا بلال..

ويختلف الرواة، فيروي بعضهم أنه سافر إلى الشام حيث بقي فيها مجاهداً مرابطاً.

ويروي بعضهم الآخر ،
أنه قبل رجاء أبي بكر في أن يبقى معه بالمدينة،
فلما قبض وولي عمر الخلافة استأذنه وخرج إلى الشام.


على أية حال، فقد نذر بلال بقية حياته وعمره للمرابطة في ثغور الاسلام،
مصمماً أن يلقى الله ورسوله وهو على خير عمل يحبانه.


ولم يعد يصدح بالأذان بصوته الشجي الحفيّ المهيب،
ذلك أنه لم ينطق في أذانه "أشهد أن محمدا رسول الله"
حتى تجيش به الذمؤيات فيختفي صوته تحت وقع أساه،
وتصيح بالكلمات دموعه وعبراته.

وكان آخر أذان له أيام زار أمير المؤمنين عمر
وتوسل المسلمون اليه أن يحمل بلالاً على أن يؤذن لهم صلاة واحدة.

ودعا أمير المؤمنين بلالاً، وقد حان وقت الصلاة ورجاه أن يؤذن لها.

وصعد بلال وأذن..
فبكى الصحابة الذين كانوا أدركوا رسول الله وبلال يؤذن له..
بكوا كما لم يبكوا من قبل أبداً.. وكان عمر أشدهم بكاء..!!


ومات بلال في الشام مرابطاً في سبيل الله كما أراد.



وتحت ثرى دمشق يثوي اليوم رفات رجل من أعظم رجال البشر صلابة في الوقوف الى جانب العقيدة والاقتناع


...... انتهت بحمد الله قصة بلال ( الساخر من الأهوال )

قديم 10-09-2010, 11:32 AM
المشاركة 19
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


أختي الكريمة ناريمان

لقد زينتي المنبر الإسلامي بترجمة صحابة رسول الله صلى

الله عليه وسلم - سباقة للخير يا ناريمان

رزقني الله وإياك حب الحبيب وصحابته وآل بيته والسير

على هداهم إلى أن نلقاهم في جنة الخلد إن شاء الله .

بارك الله في جهودك

متابع ...

قديم 10-17-2010, 10:51 PM
المشاركة 20
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي


أختي الكريمة ناريمان

لقد زينتي المنبر الإسلامي بترجمة صحابة رسول الله صلى

الله عليه وسلم - سباقة للخير يا ناريمان

رزقني الله وإياك حب الحبيب وصحابته وآل بيته والسير

على هداهم إلى أن نلقاهم في جنة الخلد إن شاء الله .

بارك الله في جهودك

متابع ...

القادم أجمل أخي عبد السلام
زيّن الله حياتك بنور الايمان
وبارك فيك ربي


تحية ... ناريمان


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صفاء وبهاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مراقى محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 4 08-28-2019 11:03 PM
لماذا لم تفتن النساء بجمال رسول الله صلى الله عليه وسلم مراقى محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 2 02-18-2015 12:37 AM
معاملة رسول الله صلى الله عليه وسلم للأطفال والصغار مراقى محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 0 12-25-2014 09:09 PM
رفعة رسول الله صلى الله عليه وسلم مراقى محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 0 03-03-2014 03:11 PM
نعمة رسول الله صلى الله عليه وسلم نورا نور الدين منبر الحوارات الثقافية العامة 2 07-12-2013 05:04 AM

الساعة الآن 12:43 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.