قديم 12-14-2017, 08:09 PM
المشاركة 51
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
القصص المشاركة في مسابقة القصة لمنابر ثقافية اصدار 2017 :
كفُّ بلا أصابع
القاصة صبا حبوش

خرجتُ من بين أكوام الحجارة بصعوبةٍ كبيرة، كان عليّ تمزيق كيس القماش الغليظ؛ لأتمكن من الهرب خارج العتمة و إبصار النور، أصابعي لم تكن قوية بما يكفي للقيام بهذه المهمّة.
كنت هشّاً من الداخل قبل الخارج، تصدّعتُ كليّاً حين علمت مَن أكون وكيف صرت، ما يهمّ الآن كيف خرجتُ من القبر القماشيّ الذي أرادوه لي؛ صرختُ طويلاً دون جدوى، لم يسمعني سوى كلب ضال كان يبحث في تلك الليلة الكانونيّة المثلجة عن كيس قماش بداخله فريسة ، وكنت أنا سيء الحظ وليمة جاهزة بجانبه؛ بدأ يحفر بأنيابه طرف القماش، دون أن يدري أنّه ينبش جزءاً من قدمي اليمنى، غير آبهٍ لاستغاثاتي و آهاتي المتواصلة .
حين اقترب فمه من وجهي، أغمضتُ عيني و استسلمت لسكون يسحبني معه إلى الأبد، و في غمرة أفكاري المضطربة ، سمعت صدى رصاصة دوت فجأة، و هبطت فوق دمي المتجمّد ككأس ماء يغلي ، حينئذ ابتعد فم الكلب عنّي ، وبدأت رائحته القذرة بالتلاشي شيئاً فشيئاً، ورغم ذلك لم أتوقف عن البكاء ، ربما من الغبطة أو البرد ، وربما من الاثنين معاً .
شيء ما أحاط بجسدي المرتعش بغتة ، دفء كان يتسربل من خارج الكيس المثقوب إلى داخله، بدأ الضوء بالانتشار فوق وجنتي، وتقوّضت مساحات العتمة حولي، سمعت صوت بكاء وعويل يهتزّ داخل أذني ، ولم أعد أشعر بأيّ شيء؛ دخلتُ في سبات ألم عميق.
كانت صحوتي غريبة جداً بعد تلك الليلة ، روائح طعام لذيذة تعجّ المكان، نسمات دافئة تداعب جروحي المضمّدة بحنوٍ ، وصدر مليء بالأمان يضمّني كلّ ليلة قبل النوم وعند الاستيقاظ.
بدأت أكبر يوماً بعد آخر ، ولاحظت أنّ جميع الأطفال الذي يلعبون معي يمتلكون عشرة أصابع ؛ إلا أنا أعيش وألعب بخمسةٍ فقط، ذات ليلة كنت جالساً قرب ماما حنان نتناول طعام العشاء ، اقتربتُ منها قليلاً وهمستُ في أذنها :
-ماما لمَ لا أملك أصابعاً في يدي اليمنى كما اليسرى ؟
لم أفهم حينها سبب بكائها ، اكتفت بالصّمت وضمّتني إليها، وهي تربت على ظهري الغض وتقول بصوت متقطّع:
-أنت جميلٌ بخمسة أصابع أو عشرة يا حبيبي.
في أحد الأيام خرجتُ للعب مع أطفال الحي كما اعتدت ، نلهو بكرة القدم أو لعبة المطاردة ، رميت أحد الصبية دون قصدٍ مني، فارتطم وجهه بحافة الجدار ، سرعان ما استشاط غيظاً وبدأ بالصراخ، كان الغضب يحفر فوق لسانه كلمات غريبة على سمعي ، أشعلت الشرارة الأولى للنار التي توهّجت داخلي فيما بعد ؛ كان يصرخ بأعلى صوته أمام الجميع :
-لاعجب من فعلتك ، وقد عشت بين النفايات مع الحشرات والكلاب الضالة أياماً وأيام .
عند عودتي إلى المنزل رويت ما حدث لماما حنان ، وكعادتها لم تنطق كلمة واحدة ، حضنتني وأجهشت ببكاء لا انقطاع له ، قررت ذلك اليوم أنا صاحب الأعوام العشرة أن أبحث عن قصتي التي يعرفها الجميع دوني ، بحثت في الغرف ودروج المكتب ، لكنّي لم أعثر على شيء يجيب على تساؤلاتي الداخلية.
فوق رفوف المخزن داخل القبو المظلم ، وجدت حقيبة صغيرة ، أخفتها ماما حنان تحت صناديق خشبيّة قديمة ، في زاويتها صورة لي وأنا صغير ، وقماط أبيض اللون ممزّق من طرفين متقابلين ، خلفه مرآة كُسر نصفها ، وارتصف الغبار فوق سطحها ككثبان من رمل ، ظهر لي داخلها طفل صغير لم يُغسل من دماء ولادته ، بل لُفّ بقماشٍ أبيض على عجل، وفي عتمة الليل وضعته امرأة لا وجه لها بين نفايات حيّ بعيد ، أشرقت فوقه الشمس مرات عديدة لكّنه لم يرَها ، كان مغلّفاً كخطيئة لا ينبغي أن تبصر النور ، جاء كلب جائع قربه ، قضم شيئاً منه ومضى إلى وجهة أخرى ، ومع ذلك لم يمت ، ظلّت الروح تنتفض داخله وتصارع البرد والألم ، حين عثروا عليه كان بلا كفّ ، أصابع يده اليمنى استقرت في معدة كلب فارغة ، بينما أصابع يده الأخرى كانت تمسك مرآة بنصف وجه، تضغط فوق حوافها الحادّة بغضب ، فيظهر نصفها المفقود داخل غرفة رطبة يخرج منها رجل مخمور يتسكّع خلف الجدران ، وفتاة حزينة حطّمت مرآتها وحولتها إلى شظايا؛ حين أحسّت بركلةٍ ما داخل أحشائها ، وصوت رجل يصرخ عالياً داخل أذنها؛ " لا شأن لي أيتها العاهرة!".
بقلم القاصة صبا حبوش

قديم 12-14-2017, 08:12 PM
المشاركة 52
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
القصص المشاركة في مسابقة القصة لمنابر ثقافية اصدار 2017 :
مجرّد أفكار وأفكار مجرّدة
القاصة صفاء الشويات

خرجت كالعادة في حدود الساعة السادسة والنصف صباحا قاصدة المدرسة،
السماء واجمة تغطيها الغيوم الرمادية، ربما ستمطر !
كانت تبدو لي كل الأشياء ترتجف حتى البنايات ، كانت الأرصفة مليئة بالأفكار ، و كأن رؤوس النيام ألقتها ليلا من النوافذ ، لا تزال مصابيح الطرق مضائة ، يبدو أنّ رئيس البلدية رجل محافظ للغاية !
شاهدت عددا قليلا جدا من السيارات تعبر الشارع الطويل المؤدي إلى المدرسة ، مرت من جانبي سيارة مسرعة، رشقني صوت فيروز و هي تقول : " ايه في أمل." ابتسمت و أكملت طريقي على مهل.
توقفت عند العم يعقوب صاحب القلب الطيب والقهوة اللذيذة ، كالعادة سبقني بقوله "صباح الخير" و ناولني كأس من الفلين مليء بالمزاج و الحب ، رائحته فقط كفيلة بأن ترتق مزاجي ،
تبدو ملامح العم يعقوب حزينة للغاية ، لمحته ذات مرة أثناء طريق عودتي من المدرسة و هو يستمع لأغنية " أيّ دمعة حزن لا لا .. لا لا .. لا " تقول المغنية خمس مرات متتالية لا و هو يلقي رأسه على كفه، بين شفتيه سيجارة مجعدة مطفأة، ربما نسي أن يشعلها ! و في عينيه ملح كثير ، والكثير من التعب.
إنّه لأمر شاق أن تبدو لك صدور الناس و كأنها تشّف عما تخفي، وهذه كانت مصيبتي الكبرى، أسوأ ما في الأمر أن ما تراه ليس حقيقيا بمجمله، نحن نرى قشرة الأشياء الصلدة فقط، بيد أنّ باطنها هش و ربما مهترىء ،
لا تناسبني اطلاقا فكرة النظرة السطحية أو الطريق المنتهي، كل الطرق متشعبة و الأفكار ليست عديمة الوزن مهما بدت سخيفة بنظرك.
في منتصف الطريق رأيت أحد طلابي من شرفة منزله يلوّح لي من بعيد بادلته تلويحته بإبتسامة حيث آثرت أن أبقي يدي في جيب معطفي، ثم بدأت أوبخ نفسي، هكذا أفعل كل يوم !
لماذا درست الحساب ؟
كان يجدر بي أن أدرس أدب لغة عربية أو فلسفة أو علم نفس!!
بل لم يكن عليّ أن أدرس أصلا، ربما كان يتوجب عليّ أن لا أتجاوز امتحان الثانوية و أن أتزوج رجل بسيط يأتي لي بالأحطاب كل يوم، نشعل الموقد ونأكل خبز التنور بدلا من خبز التوست ، نشوي الكستناء و البلوط و نستبدل أحاديث المثقفين بالأحاديث السخيفة و نضحك على أتفه الأشياء !
كما أنّ على طلابي أن يكرهوا الحساب و أن يكرهوا معلمة الحساب، عليهم أن يبقوا أطفالا إلى الأبد .
قطع حبل أفكاري قط ملتف حول نفسه ، ينام على حافة سور منزل، ترى بماذا كان يحلم ؟
ربما كان يحلم بأنّه يعيش في منزل دافئ و ينام على فراش وثير ، بدلًا من تشرده هذا و نصيبه الذي جعله قط شوارع، استيقظ القط على وقع خطواتي و صار يرمقني بنظرات حادة حتى خيّل اليّ لوهلة أنّه يريد أن يقول لي شيئا ما، شيء عن ما تخفيه تلك الشوارع ليلا، ربما !
أكملت طريقي و أنا أفكرّ ، تتشعب الأفكار وتكثر الأسئلة ، و لا أجد الجواب، فأنا فضولية بطريقة مختلفة، طريقة لا ينتهي فيها فضولي بمجرد الإستفهام !
اقتربت من باب المدرسة، و في داخلي رغبة بأن أعود من حيث أتيت، بداخلي خوف يدعوني للبكاء،
كان يتوجب عليّ أن لا أقرأ عيون طلابي وأن لا ألمس أفئدتهم، أن لا أبالي بملامحهم كلّما مرّت أمامي، و كأنها تمرّ بي و تترك وسما في قلبي لا يزول، إنهم يريدون أن أكون سماء، و أنا أريد أن أكون غيمة ، أما أن أكون سماء فهذا عصيّ علي.
في هذه الأثناء صحوت على صوت طلابي يهتفون بسعادة وحب : " مس صفاء .. مس صفاء " .. إلتقينا عند باب المدرسة ، غمرتهم بإبتسامة حب، ثمّ أدركت بأنني صرت بالفعل سماء ولم أعد فقط غيمة.

بقلم القاصة صفاء الشويات

قديم 12-14-2017, 08:34 PM
المشاركة 53
صفاء الأحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كفّ بلا أصابع ..
الله ما أروعك استاذة صبا .. نص فخم
انحناءة تقدير لهذا القلم ..



أدرتُ ظهري للشفق ، وسرت بخطٍ موازٍ للنور ،
و كأنّ المغيب لا يعنيني !!


قديم 12-14-2017, 11:52 PM
المشاركة 54
صفاء الأحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
القصص المشاركة في مسابقة القصة لمنابر ثقافية اصدار 2017 :
زهرة الرافليسيا
القاص عبد العزيز صلاح الظاهري


سرٌ ساقه لي القدر كان سبباً في إعادة الثقة لي وإنهاء معاناتي .
هذا السر عاهدت نفسي أن لا أخبر به أحداً, كائناً من كان .
ولكن إن كنتم صادقين مع أنفسكم سوف ترونه يخرج خِلسة من مخبأه أو يعدو بين السطور . صدقوني سوف تتغير حياتكم للأفضل ,
, سترون جانباً جميلاً أو قبيحاً كان مخفياً عنكم .
نعم هذه هي الحقيقة فأنا رجلٌ سمعت , شاهدت ,عانيت الكثير .
هل انتم مستعدون ! .. إليكم قصتي :
في احد الأيام ضربت بكل نصائح القوم عرض الحائط خرجت من حصنهم ولم استمع لمواعظهم الخبيثة,
زهرة الرافليسيا جمالها وريحها يجمع الحشرات والذباب .
المخلوقات ذات الألوان الجميلة غالباً ما تكون سامة .
فكان ردهم على تمردي سريعا
فجأة اختفي الرضا الذي كنت أراه في أعيُن من أحب , فحديثي يزعجه رغم تبسمه ليّ , واحتضاني له يخنق أنفاسه , وعندما المسه اسمع أنينه واشعر بالآلامه وكأن لي مخالب تجرحه .
كم هو مؤلم أن ترى من تحب يعاني وأنت كذلك
ماذا أقول له أساله : هل ------------ ؟ !
إنه سؤال غبي !
كم تمنيت أن أكون طائر بطريق أقف كالمسكين حاملاً بيضة على سطح قدمي وأرى السعادة والرضا في عينيه بدلاً أن أكون أسداً جالساَ يحضرن نساءه غدائه وعشائه صبحاَ ومساءً
.هل توقف كيدهم؟ لا , فمثلهم لا يتوقفون . فهذا لا يحدث مع من كان إلهه هواه ؛ لذلك أيقنت انه لا بد لي أن أصوم عن الكلام ، اطوي اللسان , واهجر المكان فانا ليست لي القدرة على محاربتهم أو حتى الدفاع عن نفسي
و يداي مغلولتان إلى عنقي وأملي كغبارٌ يلهو في عامودٍ لشعاع شمسٍ نفذ من احد الشقوق , يختفي عند تحرك الشمس والغروب .
فحكايتي خطيرة ؛ لو كشفت للعيان ستفرح وتشجع أصحاب القلوب المريضة , فهي
قنبلة .. بل أشد.
لملمت أحزاني وانطلقت بعيدا مبتعداً بسيارتي .
لم تكن لي وجهة معينه , كانت عيناي تدور في محاجرها تقود المركبة , بينما كنت أغوص في بحر أعماقي كالمجنون , في يدي سيجارة لا تنطفئ . .
فجأةً ! ظهر لي رجل من العدم , أفزعني .أشار لي بيده , كان ضعيف البنية , شاحب الوجه , رث الثياب , عاصباً رأسه بعمامة .
وعلى غير عادتي توقفت ! لا اعلم لماذا ؟
ركب سيارتي ؛ لم أُبادله التحية أو اسأله عن وجهته !
بعد صمت مطبق التفت إليَ وقال :الذي أتى بك إلى هنا قد أتى بي أيضا !
أتريد أن تعرف قصتي ؟
انتفض قلبي واخذ يضرب طبول الحرب , وتحركت يدي المرتعشة مسرعة إلى أسفل المقعد تبحث ...
فتبسم وقال:إهدأ .. إهدأ ..
لا عليك فالدار أمان واليك قصتي ..
إلى وقت قريب لم أكن اصدق أن السحر يقدم الحلول , وكل ما اعرفه انه يُقيد الرجال ويقود للجنون .
ورغم تكذيبي للمقولة الأولى وتصديقي للثانية , إلا أني بعت فيه واشتريت ؛ فقد كان يحدوني الأمل بأن أُحيي فرحةً ماتت وابعثها من جديد .
توقف ومسح دموعه التي انهمرت , واستطرد بنبرة حزينة ..
في الحقيقة لم أكن خبيثاً في يوم من الأيام, و لم يكن ذلك السوق يُعجبني لكني مشيت فيه مجبراً . فأولئك القوم لم يزدهم قربي إلا بعداً.
لم يتعاطفوا , رغم أني قدمت لهم المحبة بالحجج والبراهين . كان يُقبل احدهم ويُدبر آخر . الكل يسعى جاهداً في إذلالي , كنت أرى الفرحة مرسومة على وجوههم القبيحة . انه طريق توارثوا حبه وداوموا على سلوكه .
ولكن بعد البهتان الذي افتريته , وما سبقه من زيارات إلى الظلام علمت يقيناً أن ما كان يصنع الفارق بيني وبينهم لن يكون فارقاً بعد اليوم . لقد تساوينا ولم يعد هناك اختلاف .
كان انتقامي عنيفاً , لم يكن صاعاً بصاع . فمن مكاني البعيد كنت اشعر بغيظهم , كان له غلياناً شديداً وصوتاً مزعجاً , كما اسمع الآن صراخهم الذي ينطلق من أعماق هذه الأرض القاحلة.
أبداً ما ابتعدت عنهم , بل اخترت المكان الذي كرهوا، لازمته ومكثت فيه. كنت صبوراً معهم لأصبح بصيراً بما يبصرون , لقد أعمتهم نار الحقد ؛ و نتيجة لذلك , لم أجد أي مشقة في ان اسقيهم من نفس الكأس .
فقد سعرت تلك النار وتراقص لهيبها وعمدت لكل ما عملوه واكتسبوه , سخنت مائهم الذي يروون به ويرتوون حتى تبخر , وغدت ربوتهم التي لطالما تغنوا بها صخرة ملساء . رأيتهم بعيني وهم يعضون على أيديهم من الندم حتى سالت دمائهم وتلوثت أفواههم .
هل توقف انتقامي ؟ لا , لم تكتمل فرحتي إلا يوم أجليتهم ولم يبقى إلا ظلهم مبسوط على وجه الارض .
كم هو جميل عندما تأتي العتمة التي كانت لباس أعمالهم لتمحي ذلك الظل شيئاً فشيئاً .
توقف فجأة عن الكلام كما بدأ !
شيئاً ما دفعني لأنظر إليه , ربما كانت نبرة صوته , فنظرت إليه مُتفحصاً وجهه , تقاسيمه وملامحه لم تكن غريبة , عرفته !فصرخت :أنت..أنت .
وضغطت على مكابح سيارتي بعنف - فاصطدم رأسه بزجاج السيارة الأمامي -
والتفت إليه وأخذت اردد بغضب في وجهه : هراء.. هراء , إنها قصة من نسج خيالك أيها الفاشل .
فطأطأ رأسه وسافرت عيناه إلى مكان أعرفه ومتيقن منه , لم أُشفق عليه و لم أحاول إخراجه من محنته ؛ بل سمّرت عيني عليه لأزيد من جروحه , وكأنني أُريد أن انتقم من شيء لا اعلمه , أو أني اعرفه واكره أن اذكره .
لم اكتفي بذلك ؛ بل خرجت من السيارة وفتحت بابه وسحبته من مقدمة رأسه ودفعته ليسقط على الأرض . وأخذت اركله بكلتا قدمي حتى سالت دمائه وتمزقت ثيابه ,نفضت يدي وتركته .عندما شعرت بالإعياء والتعب , فقام من مكانه مترنحاً وغادر بدون أن ينطق بكلمة واحدة . وأنا اردد خلفه بحقد : اذهب..اذهب أيه الأحمق وأرعى سراب دوابك في سهول وأودية عسى ويا ليت حتى أختفي عن ناظري.
اتجهت إلى سيارتي متثاقلا وركبت وأسندت ظهري على المقعد .
أحسست بشيء له دبيب يتحرك ببطء من مقدمة راسي يسيل على جبهتي , ارتفعت يدي تتحسس الموضع .. ظللت مُدة من الزمن مذهولا أتفحص أطراف أصابعي التي صبغتها الدماء !.
أشحت بنظري عن يدي عندما شممت رائحة كريهة عمة المكان وسمعت صوت ناعما ينادي باسمي التفت إلى مصدر الصوت
فرايتها في المرآة ..!
فتسللت ابتسامة ساخرة من شفتي المرتعشة ,تبعتها ضحكة مجلجلة انفجرت وتتطاير شظاياها على المرأة فتحطمت وتناثر وجهها إلى أشلاء فصرخت , وسقطت مغشياً علي .
بقلم: القاص عبد العزيز صلاح الظاهري
[/right]
شكرا للاستاذ عبد العزيز
نص غامض .. عليّ قراءته مرة أخرى أو مرتين ربما !

لي عودة للرد ان شاء الله
بالتوفيق ان شاء الله



أدرتُ ظهري للشفق ، وسرت بخطٍ موازٍ للنور ،
و كأنّ المغيب لا يعنيني !!


قديم 12-15-2017, 12:01 AM
المشاركة 55
صفاء الأحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
واااااو
لعنة الدوائر .. نص فخم و لا غرابة في ذلك ..
وكأن في كلماتك قوة تجذب كل الحواس دفعة واحدة، حتى النهاية ..

دام نبض قلمك استاذ ياسر ..



أدرتُ ظهري للشفق ، وسرت بخطٍ موازٍ للنور ،
و كأنّ المغيب لا يعنيني !!


قديم 12-15-2017, 02:16 AM
المشاركة 56
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
استمتعت بقراءة هذه المجموعة القصصية الرائعة
وأنا فخور بهذه الكوكبة من المبدعين والمبدعات
و هذا من أفضال هذا الصرح الذي يجمعنا ويؤالف بين قلوبنا. ويحتضن بدفئه أحلامنا الجميلة و يكبر فينا هذا الفيض المتدفق من الجمال.
معجب بالمستوى الراقي لهذه الاقلام و بهذه الجدّية في الطّرح.

تحية تليق بإبداعاتكم جميعا زميلاتي وزملائي

وتحية تليق بالأستاذ الباحث المجتهد والمجدّ أيوب صابر راعي الأدب والأدباء مفخرة المنابر و ايقونته الغالية.

وسلام دائم وشكر يليق بالبار السمح الأبي وقائد هذه السفينة الأدبية الأستاذ المبجل حاتم الحمد


تقديري لجهودكم الجبارة جميعا

وبالتوفيق إن شاء الله

قديم 12-15-2017, 02:20 AM
المشاركة 57
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
واااااو
لعنة الدوائر .. نص فخم و لا غرابة في ذلك ..
وكأن في كلماتك قوة تجذب كل الحواس دفعة واحدة، حتى النهاية ..

دام نبض قلمك استاذ ياسر ..

شكرا على هذا التفاعل الجميل أختي صفاء مع نصوص المسابقة

وشكرا على حضورك الغالي وعلى نصك البهي


تحية وحظ موفق

تقديري

قديم 12-17-2017, 04:08 PM
المشاركة 58
صبا حبوش
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عزيزتي صفاء شكراً لروعة قلمك وتقييمك
على ما يبدو المنافسة قوية في هذا الإصدار، جميع النصوص ممتعة وتستحق الثناء
بالتوفيق لنا جميعاً..
والشكر الكبير لأستاذنا أيوب صابر لجميع جهوده ..كل الامتنان والتقدير ..

https://sebaahaboush.blogspot.com/
باحثة عن الرّوح..
قديم 12-30-2017, 04:15 PM
المشاركة 59
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أهلا وسهلا
يقترب الموعد، هل هذا صحيح أستاذ أيوب صابر؟


قديم 12-30-2017, 06:04 PM
المشاركة 60
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نعم شكرًا استاذ ياسر وصبرا ال ياسر لعل الفوز لكم
ولعلنا نحصل على النتيجة غداً وارجو ان تكون اللجنة قد أتمت عملها رغم ان رئيس اللجنة كان قد ابلغني بانشغاله قليلا وأعلمني باحتمال ان يحتاج لبضعة ايام اخرى. لكني حتما سأقوم بإعلان النتائج فور استلامها . *


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مسابقة منابر ثقافية للقصة القصيرة - اصدار 2017
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسابقة منابر ثقافية للقصة القصيرة اصدار 2018 ايوب صابر منبر القصص والروايات والمسرح . 22 10-26-2018 11:13 PM
اعلان - نتائج مسابقة منابر ثقافية للقصة القصيرة الاصدار الثاني 2015 ايوب صابر منبر القصص والروايات والمسرح . 84 01-20-2016 01:04 PM

الساعة الآن 09:03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.