قديم 09-29-2012, 08:13 PM
المشاركة 21
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)
لماذا خلق ادم عليه السلام
اذا لم يكن الشر هو الأصل..؟

هذا استدلال خطير وفيه ما فيه أخى الكريم من التسرع غير الواجب !
فأنت هنا لم تجعل الشر فقط هو الأصل بخلاف ما هو معلن فى القرآن الكريم ,
بل تجاوزت هذا إلى جعل آدم نفسه عليه السلام هو أصل هذا الشر !!
وهذا ما لم يقل به أحد من علماء التفسير لا فى القديم ولا فى الحديث فضلا على ما فى هذا القول من الإعتداء على أنبياء الله , ولست أدرى كيف يكون آدم أول المرسلين من الله عز وجل والداعين لعبادته وأنت تعتبره أصل الشر !

وفهمك للآية فهم مغلوط ..
فقول الملائكة ( قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ )
هو قول نسبه الله عز وجل إلى عدم العلم , أى أنه وصفه بالقول غير الصحيح
وأردف الله عز وجل بعده بقوله
( قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ )
وهو ما يعنى أدرى بالخير الذى انتواه عز وجل للأرض عندما استخلف فيها الإنسان ..

وقول الملائكة واستنتاجهم ــ كما يقول علماء التفسير ــ إنما كان مبنيا على تجربة سابقة عندما نزل البن ( وهم نوع من المخلوقات ) إلى الأرض فأفسدوا فيها فبعث الله إليهم جند الجن بقيادة إبليس عندما كان قائد ملائكة السماء الدنيا فقتلهم وأفناهم .. واستوطن الأرض بعدها بجنده
فلما طغى إبليس لعنه الله , أرسل الله إليه وإلى شياطينه جبريل بجند من الملائكة فطردوهم إلى جزائر البحور
( راجع فى ذلك قول الإمام بن كثير وغيره فى تلك القضية )


ولا شك أن الأصل فى الحياة والأرض هو الخير والعاقبة للمتقين منذ قرر الله عز وجل أن يستخلف فيها البشر وهو ما دلت عليه الآيات الكريمة
[كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ] {المجادلة:21}
وفى قوله تعالى :
[وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ] {الأنبياء:105}
وفى قوله تعالى
[تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ العَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ] {هود:49}

والشر هو الأمر الطارئ على الخير فى الدنيا والذى يمثل الخير فيه الأصل ..
فالخير الذى مثله آدم عليه السلام كان بنزوله على الأرض أولا وقرار استخلافه فيها ليعمرها ويعبد الله
وما كان نزول إبليس إلا لاحقا وطارئا على نزول آدم ليمثل الشر المحارب للخير والذى أخبرنا الله ورسوله عليه الصلاة والسلام أنه لا شك هو المنتصر فى كل معاركه فى النهاية وأن الأرض يرثها الصالحون ..
وهذا ما ورد صراحة فى القرآن الكريم تحت عنوان ( دفع الناس بعضهم ببعض )
فجعل الأصل هو الصلاح والخير والشر هو ما يدفعه بعض الناس فيزداد الخير به قوة عندما تنشب بينهم الصراعات
وفى ذلك يقول عز وجل
[وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ] {البقرة:251}
والآية صريحة فى أن الخير هو الأصل ولولا ذلك ولولا نصر الله للخير لفسدت الأرض
فكيف نقول أن الشر هو الأصل ؟!!!

والواقع أنى أتساءل أيها الإخوة الكرام , لماذا نتكلم فى القرآن وهو كتاب الله برأينا , ودون علم ودون استناد إلى ما قرره النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته وعلماء المسلمين
لا شك أن الإجتهاد فى التدبر بمعانى القرآن الكريم هو أوجب الواجب
ولكن هذا ليس معناه التكلم فى القرآن بالرأى الشخصي وبناء نتائج ما أنزل الله بها من سلطان وليس عليها أى دليل أو مستند إلا مجرد الفهم المبتسر والخاطئ للآيات الكريمة
وأدعوكم وأدعو نفسي لتأمل قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه
( أى سماء تظلنى وأى أرض تقلنى إن قلت فى كتاب الله بما لا أعلم )

فقليل من الحرص هدانا وهداكم الله

قديم 09-30-2012, 12:29 AM
المشاركة 22
فيصل أحمد الجعمي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ القديرمحمدجاد الزغبي
حفظك الله.
كلمانقرأ... نزدادلك ولماتتحفنا به من خلال هذا الفكرالنيرالسائرعلى بصيرة وهدى من الأمر..نزداد والله لك حبافي الله، ولقلمك الرائع محبة..
ياأستاذي
أتساءل لماذاالبعض ينظرإلى الأمرمن زاوية حادث معين ...فيركزعلى جانب ..ويغفل عن آخر...
وكان يجب أن يدرك الحكمة في الكل على الأقل قبل أن يرشح ويعلل
أليست المصلحة تكمن في امتزاج المتناقضين... من بداية الحياة الدنياإلى نهايتها...؟؟
ثم ماالداعي أن نخوض في قضية محسومة بنص قطعي الدلالة والثبوت...؟!!!
جزاك الله خيراوبارك فيك وفي علمك

قديم 09-30-2012, 05:50 AM
المشاركة 23
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأخ الحبيب فيصل ..
وفقه الله ..
الأستاذ القديرمحمدجاد الزغبي
حفظك الله.
كلمانقرأ... نزدادلك ولماتتحفنا به من خلال هذا الفكرالنيرالسائرعلى بصيرة وهدى من الأمر..نزداد والله لك حبافي الله، ولقلمك الرائع محبة..

أحبك الله الذى أحببتنا فيه , وهى محبة والله متبادلة ,
جعلنا الله وإياكم من المتحابين فيه مجتمعين عليه أو متفرقين
هو ولى ذلك ومولاه


ياأستاذي
أتساءل
ثم ماالداعي أن نخوض في قضية محسومة بنص قطعي الدلالة والثبوت...؟!!!

وأنا والله أتساءل معك
لست أعنى موضوعنا هنا ..
وإنما فى العموم وفى مجال الإعلام , فما هى حاجتنا اليوم لاثارة قضايا هى من الواضحات والمسلمات والثوابت
وما حاجتنا لاثارة قضايا هى للجدل أقرب منها للمناقشة ,
لست أنكر حسن النية الذى يحكم البعض منا فى إثارته لتلك القضايا ومن واجبنا أن نلتمس العذر لبعضنا البعض
إلا أن ما أرجوه حقا ..
أنه إذا اتضحت أبعاد قضية معينة أن نسلم لما قال الله ورسوله عليه السلام وما قاله علماؤنا ..
وليس هذه تبعية لأننا لا نطلب ذلك إلا فى قضايا الثوابت , أما قضايا الخلاف والإجتهاد فتلك بحور النقاش فيها مفتوحة بشرط ألا ننتقض ثابتا من ثوابت الدين ..
ونصيحتى ــ إن كنت أهلا للنصيحة ــ أن نتعرف جميعا ونتعلم هذا الخلق الإسلام القويم الذى كان يجعل مسلمى الأمس إذا ما سمعوا بقال الله وقال الرسول
رفعوا أيديهم تسليما على الفور ..
فهذه والله هى متعة المؤمنين أن يكونوا وقافين على ما وقف عنده حد الإسلام ..

وفقنا الله لما يحب ويرضي


قديم 09-30-2012, 07:10 AM
المشاركة 24
فيصل السلمان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
هذا استدلال خطير وفيه ما فيه أخى الكريم من التسرع غير الواجب !
فأنت هنا لم تجعل الشر فقط هو الأصل بخلاف ما هو معلن فى القرآن الكريم ,
بل تجاوزت هذا إلى جعل آدم نفسه عليه السلام هو أصل هذا الشر !!
وهذا ما لم يقل به أحد من علماء التفسير لا فى القديم ولا فى الحديث فضلا على ما فى هذا القول من الإعتداء على أنبياء الله , ولست أدرى كيف يكون آدم أول المرسلين من الله عز وجل والداعين لعبادته وأنت تعتبره أصل الشر !

وفهمك للآية فهم مغلوط ..
فقول الملائكة ( قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ )
هو قول نسبه الله عز وجل إلى عدم العلم , أى أنه وصفه بالقول غير الصحيح
وأردف الله عز وجل بعده بقوله
( قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ )
وهو ما يعنى أدرى بالخير الذى انتواه عز وجل للأرض عندما استخلف فيها الإنسان ..

وقول الملائكة واستنتاجهم ــ كما يقول علماء التفسير ــ إنما كان مبنيا على تجربة سابقة عندما نزل البن ( وهم نوع من المخلوقات ) إلى الأرض فأفسدوا فيها فبعث الله إليهم جند الجن بقيادة إبليس عندما كان قائد ملائكة السماء الدنيا فقتلهم وأفناهم .. واستوطن الأرض بعدها بجنده
فلما طغى إبليس لعنه الله , أرسل الله إليه وإلى شياطينه جبريل بجند من الملائكة فطردوهم إلى جزائر البحور
( راجع فى ذلك قول الإمام بن كثير وغيره فى تلك القضية )


ولا شك أن الأصل فى الحياة والأرض هو الخير والعاقبة للمتقين منذ قرر الله عز وجل أن يستخلف فيها البشر وهو ما دلت عليه الآيات الكريمة
[كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ] {المجادلة:21}
وفى قوله تعالى :
[وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ] {الأنبياء:105}
وفى قوله تعالى
[تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ العَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ] {هود:49}

والشر هو الأمر الطارئ على الخير فى الدنيا والذى يمثل الخير فيه الأصل ..
فالخير الذى مثله آدم عليه السلام كان بنزوله على الأرض أولا وقرار استخلافه فيها ليعمرها ويعبد الله
وما كان نزول إبليس إلا لاحقا وطارئا على نزول آدم ليمثل الشر المحارب للخير والذى أخبرنا الله ورسوله عليه الصلاة والسلام أنه لا شك هو المنتصر فى كل معاركه فى النهاية وأن الأرض يرثها الصالحون ..
وهذا ما ورد صراحة فى القرآن الكريم تحت عنوان ( دفع الناس بعضهم ببعض )
فجعل الأصل هو الصلاح والخير والشر هو ما يدفعه بعض الناس فيزداد الخير به قوة عندما تنشب بينهم الصراعات
وفى ذلك يقول عز وجل
[وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ] {البقرة:251}
والآية صريحة فى أن الخير هو الأصل ولولا ذلك ولولا نصر الله للخير لفسدت الأرض
فكيف نقول أن الشر هو الأصل ؟!!!

والواقع أنى أتساءل أيها الإخوة الكرام , لماذا نتكلم فى القرآن وهو كتاب الله برأينا , ودون علم ودون استناد إلى ما قرره النبي عليه الصلاة والسلام وصحابته وعلماء المسلمين
لا شك أن الإجتهاد فى التدبر بمعانى القرآن الكريم هو أوجب الواجب
ولكن هذا ليس معناه التكلم فى القرآن بالرأى الشخصي وبناء نتائج ما أنزل الله بها من سلطان وليس عليها أى دليل أو مستند إلا مجرد الفهم المبتسر والخاطئ للآيات الكريمة
وأدعوكم وأدعو نفسي لتأمل قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه
( أى سماء تظلنى وأى أرض تقلنى إن قلت فى كتاب الله بما لا أعلم )

فقليل من الحرص هدانا وهداكم الله

لقد وصفتني ايها الاستاذ الكريم محمد بالمتسرع وانت حينما القيت على هذا الوصف كنت حتما ترثى لي اشفاقاً وانا ممتن لك

لابسط لك المسئلة بفهمي البسيط
كما تعلم أن الصورة العامة لدى البشر للشر (ابليس) و صورة العامة للخير (ادم) فمن خُلق اولاً..؟

قديم 09-30-2012, 09:41 AM
المشاركة 25
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأخ والصديق والرفيق فيصل سلمان ..
أدعوك أخى الكريم لتأمل ردى البسيط عليك والتدبر فيه قليلا خارج نقطة النقاش ,
فربما وجدت فيه من الحق شيئا تتبعه أو من الباطل فتصححه لى ..
أخى الحبيب تقول :
لقد وصفتني ايها الاستاذ الكريم محمد بالمتسرع وانت حينما القيت على هذا الوصف كنت حتما ترثى لي اشفاقاً وانا ممتن لك

والله ما قلت هذا انتقاصا منك أو من قدرك
وإنما قلته ووصفتك بالتسرع لما رأيت استدلالك الصادم فكانت كلمتى ردة فعل طبيعية ,
ورغم البيان البسيط الذى أوردته لك إلا أنك عدت لفتح ذات النقاش وقبل أن أجيبك على سؤالك دعنى أنقل لك تجربة بسيطة ومتواضعة لعلنا نفيد بتذكرها معا .. واغفر لى انها تجربة شخصية
أخوك الزغبي يا أخى الحبيب كان فى ماضي الزمن يحب الجدل كما يحب الإنسان لذة العيش !
ولا شك أن هذا كان ضلالا مبينا , وقد كنت أستمتع بل وأترصد لكل مخالف لوجهة نظرى حتى أدخل معه فى نقاش أو مناظرة ــ بعض النظر عن فائدة هذا النقاش أو مدى أهميته ــ فلما هدانى الله تعالى إلى معرفة حقيقة الجدل والمراء والمناظرة وكيف أن الإسلام نظّم أمور المحاورة والنقاش ونهى نهيا تاما عن النقاش فيما ليس فيه نفع على الإسلام والمسلمين من قضايا علم الكلام .. أمسكت وتوقفت عن الجدل إلا للردود الضرورية وفى حدودها

كما نهى الإسلام عن النقاش فى أمور العقائد .. اللهم إلا أن يكون ردا للباطل وفى حدود الرد وحسب
وأباح الحوار فيما دون ذلك ولكنه أيضا اشترط للحوار نظما أولها وأهمها ألا يكون هدف المتحاورين هو الغلبة والظهور والشهرة .. عافانا الله وإياكم من الرياء وما يقرب منه ,

ولأن النفس أمارة بحب الشهرة ولا يمكن لى ولا لك أو لغيرنا أن ينجو من هذا الأمر إلا بالتدبر والرعاية ,
فدعنى أسألك بالله عليك ..
ما هى فائدة هذه القضية التى تريد فتح باب الجدل فيها من جديد , رغم وضوحها بمحكم التنزيل ؟!
ما هو النفع الذى سيعود علينا إذا نجحت أنت أو نجحت أنا فى الظهور بالحجة ؟!
وإن قلت أن النقاش فى العلم مطلوب فاسمح لى أن أوضح لك أن العلم المقصود هنا هو ما يعود بالنفع على المسلم من طاعة يحض عليها أو معصية ينهاه عنها ,
حتى أن الإمام مالك كان يقول ( لا أحب الكلام فى قول ليس تحته عمل )
ولست أدرى ما هو البحث المفيد فى نقاش قضية الخير هو الأصل أم الشر على فرضٍ جدل أنها قضية غير محسومة بالقرآن والسنة ..
ومثل هذا أيضا فتح باب الجدل هل آدم عليه السلام هو أول البشر أم لا !!
وهل الشيطان ينام أم لا ينام ؟!
وأمثال هذه الأمور التى لو طالعت ما كتبه العلماء فى ذمها لفررت منها ومن نقاشها فرارك من الأسد ..
فليتك تقبل بنصيحتى وتجعل الحوار فى أمور تعود بفائدة ونفع على ديننا وتكسبنا طريقا أقرب لله تعالى ..
ودعنا نحتفل سويا ــ إذا قبلت ــ بهزيمتنا للشيطان وللنفس فى هذه الجولة عندما نغيظه بعدم استمرارنا فى جدال لا ينفع , ولا شك أنه يغتاظ لذلك لعنه الله

ولأنى أعلم أن النفس والشيطان عدوان ليس من السهل التغلب على وساوسهما ,
وحتى لا تظن أنى أهرب من سؤالك بإجابة عائمة خارج الموضوع
سأجيبك إجابة شافية وكافية عن سؤالك إن شاء الله لتعلم أنى لو أردت مواصلة الحوار فلن أعدم حجة أو دليلا ..

تقول فى سؤالك :

لابسط لك المسئلة بفهمي البسيط

كما تعلم أن الصورة العامة لدى البشر للشر (ابليس) و صورة العامة للخير (ادم) فمن خُلق اولاً..؟

فهمت ما ترمى إليه أيها الأخ الفاضل ..
وأرى هنا ملحوظة هامة وهى أنك تراجعت عن سابق قولك أن آدم هو أصل الشر عندما نزل إلى الأرض , وجعلت ممثل الشر هو إبليس
فهل كان فهمنا الأول لك خطأ , أم أنك غيرت وجهة نظرك ؟!

وأنت هنا تريد أن تقول أن إبليس ــ وهو ممثل الشر ــ سبق آدم فى الخلق وبالتالى , فالأصل هو الشر ..
أليس هذا ما تريد أن تصل إليه ..؟
فاسمح لى بأن هذا الكلام غير صحيح ,
ليس فقط لسابق الأدلة التى طرحتها فى رد عليك وهى آيات من القرآن محكمات
ولكن لأسباب أخرى تتمثل فيما يلي ..
أولا : أن إبليس نعم قد سبق آدم فى الخلق , ولكن القياس لا يكون بموعد خلق كل منهما أيها الأخ الكريم ,
لأن إبليس عندما خلق وحتى وقت أمر السجود لآدم , لم يكن ممثلا للشر بل كان ممثلا للخير كل الخير حيث أنه كان قائد ملائكة السماء الدنيا ولم يصبح إبليس ممثلا للشر إلا عندما خُلق آدم عليه السلام بالفعل وأمره الله عز وجل أن يسجد لآدم فعصي أمر الله , فاستحق اللعنة والطرد وصار منذ تك اللحظة فقط ممثلا للشر
وعليه يكون آدم الذى هو ممثل الخير سبق إلى الخلق نزوع إبليس إلى الشر ..
ثانيا : حتى فى معيار النزول للأرض فإن الله عز وجل أنزل آدم للأرض وكلفه بإعمارها وقضي بذلك قبل خلقه الفعلى ــ وقبل معصية إبليس ــ وجعل آدم مصدر الإعمار والخير فى الأرض وبعدها أذن لابليس أن ينزل إلى الأرض فيكون ممثلا للشر ..
ثالثا : فى عموم خلق الكون كان الخير دائما هو الأصل والشر طارئ عليه ..
فالله عز وجل خلق الملائكة وخلق الجن .. وكلاهما كان على الطاعة , حيث أنه ــ كما يتفق المفسرون ـــ كان الملائكة مأمورون مخلوقون من نور , وكان الجن مخلوقون من النار وتمت تسميتهم بالجن لأنهم كانوا خزنة الجنة ..
نعيد فنكرر ...
كان الجن ــ قبل خلق آدم عليه السلام ــ بقيادة إبليس هم خزنة الجنة وحماة السماء الدنيا , وكان جنودا لله تعالى أيضا حيث أرسلهم الله عز وجل بقيادة إبليس لمحاربة خلق ( البن ) الذين أفسدوا فى الأرض فنزل إبليس وجنده فقتلوهم جميعا ..
وحتى خلق البن كان لاحقا على خلق الجن والملائكة لأن الثابت أن الله عز وجل خلق السماوات وملائكتها قبل خلق الأرض وبعد خلق الأرض أنزل إليها مخلوقات البن التى عاثت فيها فسادا وهم من كانت تعنيهم الملائكة بقولهم لله عز وجل عندما أخبرهم بخلق آدم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ... الآية ) ( ولمزيد من التفاصيل راجعوا البداية والنهاية لابن كثير ــ الجزء الأول ــ باب بدء الخلق )

أى أن سنة الله فى الكون كله وفى سائر مخلوقاته كان الخير فيها هو الأصل والشر طارئ عليه ..
خلق السماوات والملائكة والجن , ثم خلق البن وكانوا ممثلين للشر فمحاهم الله بالجن ..
وعندما طغت الجن طردهم الله من رحمته وحاربتهم الملائكة وطردتهم إلى جزائر البحور وطهرت سطح الأرض منهم تمهيدا لنزول آدم ممثل الخير ..
وبقي الشياطين ــ وهم كفرة الجن ــ ممثلون للشر وليس لهم سلطان على بنى آدم إلا الوسوسة
وكانت حياة الأرض بدايتها الأصلية مع الخير ..
حيث نزل آدم عليه السلام فعمر الأرض واستعمرها بأبنائه , ثم جاء الشر طارئا بوسوسة إبليس لقابيل بقتل أخيه هابيل ..
وظلت المعارك سجالا بين البشر العابدين , وبين إبليس وجنده من الشياطين والغاوين من بنى آدم ..
ولكن على طول الزمان وامتداد المعارك كان الخير دائما له الغلبة فى النهاية ..
فبدأ عهد آدم بالخير وانتهى عهده بمعصية قابيل
ثم جاء إدريس .. فعلا الخير مرة أخرى .. ولما ذهب إدريس ذهب الخير وصعد الشيطان فزيّن لناس عبادة الأصنام ,
فبعث الله نوح فحارب الشرك وانتصر فى النهاية ومحا الله الشر بالطوفان وبقي الخير وحده ..
ثم تتابعت الأجيال وتتابعت الرسل وتتابع صراع الخير والشر إلى يوم الناس هذا ..
والعاقبة للخير حتما بوعد الله عز وجل ووعد نبيه عليه الصلاة والسلام .. حين نزول المسيح عليه السلام ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قديم 09-30-2012, 04:23 PM
المشاركة 26
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاخوة المشاركين في الحوار هنا،

حتى لو سلمنا بأن الشر ليس الاصل مع ذلك لا يمكننا ان نسلم بأن الخير هو الاصل ولا بد ان الانسان تركيبة ثنائية يتعادل فيها الخير مع الشر. كل شيء في الدنيا يقوم على ثنائية والانسان ليس استثناءا.
الملائكة كلها خير ، والشيطان كله شر، اما الانسان فشرير الا اذا استقام.

قديم 09-30-2012, 09:35 PM
المشاركة 27
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذا الكلام يصح بلا شك إذا كان الحديث عن الخير والشر فى الإنسان , لأن الإنسان مخلوق وسط بين الملائكة والشياطين
ولكن ليس هذا موضوع النقاش أو نقطة البحث ..
انما نقطة البحث عن الخير والشر فى المطلق , وعلى الأرض وفى الكون ,
هذا ما قصده كاتب المقال فيما فهمنا منه , لأن قضية وجود الخير والشر فى الإنسان محسومة

قديم 10-05-2012, 09:20 PM
المشاركة 28
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ محمد جاد الزغبي

تقول " هذا الكلام يصح بلا شك إذا كان الحديث عن الخير والشر فى الإنسان , لأن الإنسان مخلوق وسط بين الملائكة والشياطين . ولكن ليس هذا موضوع النقاش أو نقطة البحث ..انما نقطة البحث عن الخير والشر فى المطلق , وعلى الأرض وفى الكون , هذا ما قصده كاتب المقال فيما فهمنا منه , لأن قضية وجود الخير والشر فى الإنسان محسومة".
- اتصور انك خسرت هذه المعركة الفكرية بنصف اعترافك الوارد اعلاه.
- عندما قرأت مداخلتك عدت لقراءة الموضوع للتأكد ان كان هذا هو موضوع النقاش ونقطة البحث ام لا فوجدت انها كذلك بل هناك الكثير من المؤشرات والتأكيدت في المقال تشير الى ان الحديث عن الخير والشر في الانسان.
مثلا ثول الوراق:
"يـُلاحظ ان البعض – وهو يدري او لا يدري – يجعل الشر هو الاصل ، والخير و التهذيب هو الطارئ .. كما فعل فرويد ونيتشه وبقية الماديين .. مع ان كلاهما ظواهر بشرية ، فعلى اي اساس تم التخصيص والتحديد بين الخير والشر ، بأن احدهما الاصل و الاخر هو الفرع ؟".

ويقول " عندما يثق الناس ببعضهم البعض ، يبيّن الناس افكارهم لبعض ، و تسقط صور التكلف و يذهب التحفظ والاحتراز والادعاءات والمناورات .. و تزول الشكوك التي تسبب العداوات و تخفّ الانانيات .. فلماذا لا نقول ان الشر و الانانية هي الطارئ و أن الاصل هو الخير ؟ بدليل ان الشر و الانانية يزيدان كلما قلت ثقتنا بالاخرين ؟!

وتقول " اذن ليس الشر هو الاصل ، بدليل ان الثقة تضعف الشر و الانانية و تؤدي بهما الى التلاشي .. ".

ويقول : و أقصد بالخير والشر هنا : ما بين الناس من علاقات ، و ليس الخير والشر الفلسفيان .. ".

ويقول " لاحظ اننا نستطيع ان نحوّل الانسان الى الشر بسرعة ، فشخص لطيف عندما يـُعامـَل بسوء و شراسة ، فسيتحول اليها ، على اختلافٍ في المستويات و السرعة .. اسجن شخصا و عذ ّبه بدون سبب و اظلمه ، ففي ظرف اسبوع سيتحول الى وحش شرس او اقل قليلا .. فهل نقول عنه انه عاد الى اصله ؟".




وخلاصة الحديث ان الشر هو الاصل عند الانسان بدون شك؟!! وهو بالمعني الفلسفي موازي للخير وربما يسبقه لكنه الشق الاخر من ثنائية الخير والشر. ويبدو انه من الاهمية بمكان فلولا الشر لما ود الخير. اي اننا لم نكن لنحتاج الخير لولا الشر فهو ضرورة وجودية.

قديم 10-06-2012, 01:15 AM
المشاركة 29
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تقول " هذا الكلام يصح بلا شك إذا كان الحديث عن الخير والشر فى الإنسان , لأن الإنسان مخلوق وسط بين الملائكة والشياطين . ولكن ليس هذا موضوع النقاش أو نقطة البحث ..انما نقطة البحث عن الخير والشر فى المطلق , وعلى الأرض وفى الكون , هذا ما قصده كاتب المقال فيما فهمنا منه , لأن قضية وجود الخير والشر فى الإنسان محسومة".
- اتصور انك خسرت هذه المعركة الفكرية بنصف اعترافك الوارد اعلاه.

ياااااه نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ما كنت أحسب أنى فى معركة فليتك توضح من أطرافها ..
فإن كنت أنت , وتظن أننا بمعركة فلماذا تركت الساحة إذا ؟!
لأنك تهربت من الإجابة على كل سؤال طرحته لك ..
وارجع إن شئت إلى المشاركة رقم ( 18 ) فقد انتظرنا طويلا دفاعك عن الفلسفة اليونانية ولم تأت بشيئ
وهذه هى المشاركة ..
http://www.mnaabr.com/vb/showpost.php?p=127451&postcount=16

هذا الحوار أيها الأخ الفاضل ليس معركة بمعنى ( مناظرة ) وإلا لكانت طريقة أخرى تماما
ولو كنت أعلم أنك تظنها كذلك فحى هلا .. وأبدء بطلبي إليك أن تجبينا عما سبق ودعنا نرى براعتك فى المعارك ..

أما قولك :
عندما قرأت مداخلتك عدت لقراءة الموضوع للتأكد ان كان هذا هو موضوع النقاش ونقطة البحث ام لا فوجدت انها كذلك بل هناك الكثير من المؤشرات والتأكيدت في المقال تشير الى ان الحديث عن الخير والشر في الانسان.

لو كنت تنظر للحوار بمنطق المحاور الذى يستفيد ما رأيت فى كلامى أى تناقض كهذا الذى أتيت به ..
فقد كان نص قولى الذى تسأل عنه هو وجود الخير والشر فى الإنسان قضية محسومة ( وما جادل أحد فى ذلك )
بينما حوارك أنت يدور حول أيهما كان المبتدأ الخير أم الشر
وكلامى كان سيصبح متناقضا لو أننى قلت فى عبارتى السابقة أن الشر سابق وأصل فى الإنسان وهو ما تقول به أنت
هذه واحدة ..
وأما الثانية ..
فيبدو أن نظرة المنافسة جعلتك لم تنتبه لطبيعة ردى الذى قلب الموضوع إلى الخير والشر فى الكون كله بناء على مداخلة الأخ فيصل الذى قال بأن الشر هو الأصل فى الحياة وفى الأرض بدليل خلق آدم وخلق إبليس ..
فانحنى النقاش إلى الخير والشر فى المطلق , وأيهما الأصل فى الكون وفى سائر المخلوقات الخير أم الشر
وأثبتنا أن الخير هو الأصل فى ردى بالمشاركة رقم ( 25 )
وخلاصة الحديث ان الشر هو الاصل عند الانسان بدون شك؟!! وهو بالمعني الفلسفي موازي للخير وربما يسبقه لكنه الشق الاخر من ثنائية الخير والشر. ويبدو انه من الاهمية بمكان فلولا الشر لما ود الخير. اي اننا لم نكن لنحتاج الخير لولا الشر فهو ضرورة وجودية

هذا ما تزعمه أنت
فأثبت قولك بما يؤيده من الأدلة المقبولة فى مواجهة القرآن والسنة ..
ولعلك لم تنس ما طرحناه .. وبرر لنا كيف يمكن أن يكون الشر هو الأصل فى الإنسان بينما أنكر رب العزة على الملائكة عندما وصفت استخلاف الإنسان فى الأرض بذلك
يقول تعالى :
[وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ] {البقرة:30}
وأخبرنا ..
لو أن الأصل فى الإنسان هو الشر فكيف كان أول إنسان هو نبي الله آدم عليه السلام ؟!
وكيف مع أنه من الشر أمر الله تعالى الملائكة بالسجود له ؟!
فهل يأمر الله تعالى ــ فى ظنك ــ بالسجود للشر
وسؤال آخر :
لو كان الأصل فى الإنسان هو الشر وأنزله الله إلى الأرض فلماذا أتبعه إبليس وهو ممثل للشر المطلق , وما الحاجة لإبليس ما دام ممثل الشر على الأرض موجودا ؟!
وسؤال ثالث هو الحاسم فى القضية :
كيف يكون الأصل فى الإنسان هو الشر بينما يقول النبي عليه الصلاة والسلام أن الأصل فى الإنسان هو الخير ..
فقد قال عليه الصلاة والسلام فى الحديث الصحيح
( كل إنسان يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )
فكيف يولد الإنسان على الفطرة وهى الخير ثم يطرأ عليه الشر ــ إن طرأ ــ وتقول أنت بعكس ذلك ؟!
يكفيك هذه الأسئلة كبداية ..
ولا تتأخر علينا فى الجواب ..


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ايهما الاصل : الخير ام الشر ؟ ..
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الاسم ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 10 11-28-2019 05:52 PM
أقسام الاسم أميرة الشمري منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 5 05-24-2012 08:49 PM
للتاريخ حصتان واحدة لآلهة الخير وواحدة لآلهة الشر. بقلم / أ هاني جودة . ابو حاتم جودة منبر الحوارات الثقافية العامة 1 02-06-2011 04:22 AM

الساعة الآن 08:35 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.