قديم 01-31-2011, 02:04 PM
المشاركة 11
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم .. فذكّر إنّما أنت مُذكِّر. صدق الله العلي العظيم سورة الغاشية (21)
بسم الله الرحمن الرحيم.. فذكِّر إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى .. صدق الله العلي العظيم سورة الأعلى (9).
هي جرائم وأساليب استبدادية وهجمات عدوانية من العدو على حرية الشعب الفلسطيني
الذين تحملو الاضطهاد واستقبلوا الموت بشجاعة والمعاناة من التشرد تفضح أساليب القهر
والاضطهاد الصهيوني والاحتلال
لعل هذه القصص تشحذ الإرادة وتعزز التصميم على المقاومة والكفاح وتوقظ الضمائر النائمة



نسمتي الناعمة نحلة منابر الصديقة
أ.ناريمان

شكراً لك من القلب
تحيتي وتقديري
الغالية رقية
سلام الله عليك
تدخل إلى قلبي السعادة عندما تكونين في أي موضوع من موضوعاتي
أشكرك




تحية ... ناريمان

قديم 01-31-2011, 02:32 PM
المشاركة 12
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي




كان الوحيد من بين أخواته السبعة ..
وفي كل يوم .. كانت أمه تدهنه بالزيت وتمطّ قدميه لكي يطول وتراه رجلاً
لم يكن متفوقاً في دراسته من كثرة دلال أبويه
ولكنه كان متوقداً وطنياً .. حاد الذكاء .. عصبي المزاج قريباً إلى القلوب
فكل من كان يتعامل معه كان يحبه
كبر الصبي .. وكبر حب أخواته معه .. وكنّ يرينَ فيه الرجلَ الشهم الحازم
كان جل تفكير العائلة بأن يحصل على الثانوية العامة ليكمل الدراسة الجامعية وينتشل العائلة المعدومة من فقرها
والكل يتطلع إلى الشاب ويعطيه جرعة حماس ليتقدم
حتى وصل إلى التوجيهي ..
فصاح الجميع مرحى ... وهيئوا له كل الظروف لكي يدرس ويذاكر
وقدم الامتحان الأول والثاني وووو حتى وصل إلى آخر مادة مقررة
بعدها يتنفس الجميع الصعداء ويستعدون لانتظار النتائج ...
ولكن ..

في آخر ليلة من ليالي الامتحان ..
سهر الصبي حتى احمرت عيناه وأرهق بدنه .. فقد صار في فترة الامتحانات حريصاً
على إرضاء أبويه وأخواته .. فقد تولد لديه إحساس بالمسؤولية تجاه هذا الاهتمام .. فصار يواصل الليل مع النهار في الدراسة
وما أن طوى كتابه .. وغفت عيناه .. قامت الأم تتسلل برفق من غرفته لإطفاء الضوء حتى يهنأ الصغير بنومه ..
وعادت إلى فراشها تحيطه بكل آيات نزلت في الكتاب الكريم أن يحفظه الله ويوفقه ..

لم تمر سوى بضع دقائق .. فلم ترقأ العين بعد في غفوة هنيئة حتى كان الباب يطرق بشدة .. وجرس البيت يرن بشكل متواصل ..
صحا الجميع مفزوعاً تتقدمهم الأم .. تهز الأب ليصحو على هذا الازعاج ..
لم يعط جنود الاحتلال الذين كانوا يقفون بالباب فرصة لكي يفتح الباب .. بل دمروه برصاصهم
اقتحموا البيت وهم في كامل عتادهم وعدتهم سائلين عن الصغير ..
وبلا إذن ولا استئذان توجه أربعة منهم نحو فراشه وأيقظوه ببنادقهم ..
أنت أحمد ؟
فتح أحمد عينيه بصعوبة .. ولم يعط َفرصة للاجابة ..
هيا .. معنا ..
قيدوا يديه .. وربطوا على عينيه في سواد الليل .. وجرجروه أمامهم .. وهو خائر القوى متعب البدن والفكر .. ويردد مهلوساً آخر عبارات قرأها في كتاب التاريخ عن الثورة العربية الكبرى
في هذه الأثناء كانت البنات السبعة كل منهن تبكي بطريقتها الخاصة

أما الأم .. فهجمت عليهم حينما شاهدتهم يجرونه بشراسة تصيح :
ولدي .. أعيدوه لي .. لماذا تأخذونه مني .. غداً عليه امتحان ..........
وأجهشت بالبكاء وسلسلت أسئلتها ولم يجبها أحد
أخذوا الصبي إلى سيارة الجيب المعدة لنقله إلى جهة مجهولة .. وبدأوا يضربونه بأيديهم وبكعاب بنادقهم
وبأرجلهم ... والصبي لا يصدر عنه أي صوت خوفاً على مشاعر أمه المسكينة ...
غادرت سيارات الجنود فلم تكن واحدة فحسب .. بل كانوا أكثر من تسع سيارات وما لا يقل عن ثلاثين جندياً جاءوا كلهم لاعتقال الصبي !!!

استفاق أهل الحي على صراخ الأم وأصوات الجنود التي كسرت صمت الليل .. وجاءوا كلهم إلى بيت أبي أحمد يتشممون الأخبار بمنتهى الحذر ..
وبعد أن شقت الشمس الأفق عاد بعدها كل إلى بيته .. وبقيت عائلة أبي أحمد تكابد هم غياب ولدهم

في اليوم التالي راجع الأب الصليب الأحمر سائلاً عن ولده .. إلى أين اقتادوه .. ولماذا .. وما هي تهمته ؟
ولم يستطع أحد الاجابة على أي سؤال ...
وغاب الموضوع ستة أشهر ...
كان قد حكم عليه خلالها بالسجن الاداري .. وهذا ما يسمى بالسجن الاحترازي .. إذا كان المحكوم عليه
خطراً على دولة اسرائيل ..

عاد الصبي بعد هذه المدة غائر العينين .. مصفر الوجه .. ضعيف البنية
وبعد أن استعاد قواه شيئاً فشيئاً روى لأمه ولأخواته ما جرى معه خلال فترة غيابه
فقال :




..... يتبع

قديم 01-31-2011, 03:47 PM
المشاركة 13
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
بعد أن أخذوني من البيت وعيوني معصوبة .. كنت بلا حول ولا قوة
فلاقدماي قادرتان على المشي .. ولا بدني يستطيع النهوض على قدمي
كانوا يجروني . ولو لم يفعلوا لسقطت على الأرض ..
وكانت الضربات تأتيني من كل الجوانب شرقاً وغرباً و ...
ومع كل ضربة كنت أصرخ .. يا رب
ولما فاق الأمر عن حده لم أمسك دموعي فبدأت أبكي كما الأطفال
سرنا بالسيارة لساعتين من زمن تقريباً حتى وصلنا إلى مكان أجهله .. وفيما بعد عرفت أنه مركز تحقيق
فكوا الرباط عن عيوني فرموا بي في مكان أشبه بالبيوت المحفورة داخل الجبال
وأودعوني غرفة طولها متران ونصف وارتفاعها لا يزيد عن متر ونصف المتر .. لا أستطيع الوقوف أبداً
أما أرضيتها فكانت مليئة بالرمل والحصى .. ولمحت بعض الحشرات تسرح وتمرح ..
ولم يكن هناك فراش أريح بدني عليه
فنظفت بيدي ما تحتي من الحصى واستلقيت على الأرض .. وبدني يرتعش برداً
كان هذا القبو الذي كنت فيه أشبه بالقبر
مضت علي أيام لا أدري كم كان عددها لا أعلم ليلها من نهارها .. فلم أكن أتلق منهم سوى كوب ٍمن الماء كل ست ساعات وبعضٍ من خبز متعفن ...
كنت أضطر لأكله حتى لا أموت جوعاً

بعدها اقتادوني إلى غرفة التحقيق .. وهناك جلست على كرسي بالقرب من المحقق
وفي زاوية الغرفة رجلان مفتولا العضلات مستعدان للضرب في أية لحظة يشير بها إليهما المحقق
وبدأت أسئة لا عد لها ولا حصر .. وكأنني في أصعب امتحان لي في حياتي ..
وحتى يكتشفون كذبي من صدقي .. كانوا يعيدون السؤال علي بأكثر من صيغة
وبعد ساعات طوال من التحقيق .. يعيدوني إلى الغرفة
واستمر الحال عدة أيام ..
حتى جاءوني ذات ليلة وأنا مغمى علي في أرض الغرفة .. فأخذوني واستدعوا لي طبيب السجن
وأعطاني حبات قليلة يبدو أنها مهدئة ...
بعدها زودوني بفراش رقيق وزادوا جرعات الماء والخبز لم يعد متعفناً
استرددت شيئاً من قواي .. وأحسست بأنني يجب أن أكون رجلاً كما علمتني أمي
وفي ليلة سوداء .. جاءني ثلاثة جنود وأخذوني إلى غرفة التحقيق - وكانت هذه من أشق الليالي -
حيث أجلسوني عاري البدن مكشوف العورة بانتظار المحقق
وعاد المحقق يسألني :
من أنت ؟
فقلت : فلسطيني ..
فقال : اعترف
قلت : بماذا أعترف ؟
قال : أتنكر أنك شاركت بالمظاهرات التي مرت في شوارع المدينة قبل اعتقالك بأيام
قلت : لا والله لم أفعل
قال : انت كاذب ..
قلت : أنا لا أكذب
وفوجئت بلكمة على وجهي وأخرى من الجهة الأخرى ... لكمات وصفعات لا أعلم مصدرها
وما صحوت إلا والماء البارد ينصب فوق رأسي
ويعاد علي السؤال : مع أي جهة تعمل ؟
وكان كلما أنكرت أنني أعمل لحساب أحد كان يطفئ سيجارته في جسدي ... وصرخاتي تملأ الدنيا
ولا من أحد يأخذ بيدي
وبعد سلسلة عذاب لم تنته إلا باعترافي ..
فاعترفت لهم أني فلسطيني وأحب بلدي ورميت بأحجار عليها
عندها .. وقعوني على اعترافاتي .. ومثلت أمام المحكمة
وحكموا علي بالسجن مدة ستة أشهر

......... انتهت



تحية ... ناريمان

قديم 01-31-2011, 04:28 PM
المشاركة 14
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

أشكرك عزيزتي فاطمة
وأهلاً بك وبحكاياتك ... فقد أثرت حماسي على قراءتها
أشكرك على التثبيت الذي لم يحدث !!
ولا أدري لماذا ؟؟!
أرجو المعذرة


تحية ... ناريمان

ناريمان غاليتي...

سأكون عندما أعود بالجواب الشافي..


كل الحب..


انتظريني

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.