قديم 05-23-2014, 10:59 AM
المشاركة 1801
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

يجمع علماء الدماغ اننا لا نستخدم سوى 5٪ من قدراتنا الدماغية والبعض يرفع النسبة الى 10٪ ، المهم تخيلوا معي لو اننا تمكنا من جمع القدرات على التخيل في عقول كل الناس جميعا ، وتمكنا من وضعها في دماغ واحد ، ليكون هذا الدماغ قادر على التخيل بقوة تعادل قدرة كل العقول مجتمعه على التخيل، لما تمكن هذا الدماغ من تخيل قدرة العقل المطلقة لو انه عمل بقوته الكاملة اي بنسبة100٪ من قدرته. عقول الأيتام فقط تعمل بنسب تتجاوز النسب المعروفة عن قدرات الدماغ ودليل ذلك يكمن في مخرجات عقولهم السحرية والمذهلة احيانا.

وتذكر دائماً ...

ان افضل استثمار يمكن ان يقوم به الانسان هو الاستثمار في عقل يتيم ، وهذه هي الطريقة الأقصر والأنجع لزيادة فهمنا لعمل الدماغ وبالتالي زيادة قدرته على الأداء وسيأتي هذا الفهم اما عن طريق الأيتام او عن فهم الطريقة التي تعمل بها أدمغة الأيتام وسيتحقق ذلك على يدي ايتام حتما ، وسيتم ذلك في اقل من ربع قرن...
...
*

قديم 05-25-2014, 02:25 PM
المشاركة 1802
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

اكفل يتيم تصنع عظيم ....فالايتام هم عظماء المستقبل وصناع الحياة اذا ما تم الاهتمام بهم وكفالتهم ومنح أدمغتهم الفرصة لتفكر وتبدع وتولد مخرجات عبقرية، فادمغة الأيتام ارض خصبة تنبت فيها اعظم الأفكار ...

قديم 05-26-2014, 11:08 AM
المشاركة 1803
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

الجمهورية الوحيدة القابلة للحياة والاستمرار والابداع والتميز والمنافسة والانتصار والتفوق وتحقيق انجازات اعجازية وتسجيل اختراقات فذة ومهولة واستثنائية والتوسع في كل الاتجاهات بمقاييس فلكية والسفر عبر الزمن هي جمهورية الأيتام ...لكن لا بد اولا من تأهيل جيل كامل من الأيتام لهذه المهمة انطلاقا من مبدا الأيتام مشاريع العظماء ونقطة البداية تكون دائماً في كفالتهم ورعايتهم وحسن معاملتهم ....
*

قديم 05-26-2014, 05:02 PM
المشاركة 1804
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

الجمهورية الوحيدة التي تستحق اسم امبراطورية وهي الامبراطورية الوحيدة التي لا تخضع لقانون صعود وسقوط الحضارات هي امبراطورية الأيتام فهي تظل في صعود دائم ما دام الأيتام يشكلون نسبة مهمة من سكانها وتظل عقولهم قادرة على الإبداع وتوليد مخرجات عبقرية في كل المجالات خاصة في مجال القيادة الفذة والانتاج الفكري المميز.والاهم طالما ظل لهم دور اساسي و رئيسي في إدارتها وتسير شؤونها..*

قديم 05-26-2014, 05:26 PM
المشاركة 1805
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

ان كنت تبحث عن أشخاص لديهم قدرات مذهلة وخارقة واستثنائية فابحث عنها لدى الأيتام ، فعقولهم فقط هي القادرة عن توليد مخرجات من هذه الأصناف*

قديم 05-26-2014, 11:53 PM
المشاركة 1806
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
بن جونسون هذا الكاتب الانجليزي يتيم قبل الولادة بشهر او شهرين كما تقول سيرته باللغة الانجليزية وسيكون واحدا من بين مجموعة من الأدباء سنخضعهم لدراسة نحاول فيها التعرف على خصائص أدب الأيتام من سن مبكرة جداً وتحديدا قبل الولادة .
Ben
Jonson

بن جونسون Ben Jonson أو Benjamin Jonson؛ (ح. 11 يونيو 1572 - ت. 6 أغسطس 1637)، هو كاتب مسرحيات وشاعر وممثل إنگليزي معاصر لشكسبير، وناقد فني. ترك أثراً باقياً في الشعر الإنگليزي والمسرح الكوميدي. اشتهر بمسرحياته الساخرة كل رجل في مزحه (1598)، ڤولپون أو الثعلب (1605)، الخيميائي (عام 1610)، التي استلهم أحداثها من فترة الطاعون في لندن، بارتولوميو فير: كوميديا (1614). كما شاتهر بشعر الغنائي. يعتبر أعظم مسرحيي الأدب الإنگليزي بعد شكسبير.[1]

النشأة

المعلم في مدرسة وستمنستر، وليام كامدن زرع النبوغ الفني في بن جونسون.

الشاعر الاسكتلندي وليام درموند، من هوثورن‌دن، كان صديقاً مقرباً من جونسون.
وُلد في وستمنستر بعد وفاة أبيه بشهر واحد، وعمد تحت اسم بنيامين جونسون. وأسقط من اسمه حرف الهاء تمييزاً لشخصه، ولكن دور الطباعة ظلت تستخدمه، ولو أنه مات، حتى 1840، ولا زال يظهر على لوحة معلنة على جدران كنيسة وستمنستر. وكان الزوج الأول لأمه قسيساً. وكان زوجها الثاني بناء بالأجر. وكانت الأسرة فقيرة معدمة. وكان على بن أن يشق طريقه إلى التعليم بصعوبة بالغة. وما كانت إلا الشفقة التي ملأت قلب صديق بصير لتزوده بالمال ليلتحق بمدرسة وستمنستر، وساق.ه حظه إلى الوقوع تحت إشراف "وكيلها" المؤرخ العالم الأثري وليام كامدن، وانصرف إلى الدراسات القديمة، مع عداء أقل من العادي، وأحب شيشرون وسنكا، وليڤي وتاكيتوس، وكونتليان، وزعم بعد ذلك، واضح أنه على حق- " أنه يعرف من اليونانية واللاتينية أكثر من شعراء إنجلترا جميعهم " على أن "مرحه" السريع الاهتياج والإثارة، وعالم لندن الخشن العنيف بلا حدود، هما اللذان حالا دون أن يدمر تعليمه فنه.[2]
وبعد تخرجه في وستمنستر التحق بكمبردج حيث "بقي- كما يقول أول مؤرخ لحياته- أسابيع قليلة، لحاجته إلى مورد رزق آخر "، وأراد له زوج أمه أن يكون صبي بناء، وقد نتخيل بن جونسون وهو يتصبب عرقاً ويضطرب لمدة سبع سنين دأباً، وهو يرص الطوب ويفكر في الشعر. ثم فجأة خرج إلى الحرب، وانساق في تيارها، واندفع إليها بنشاط وحيوية أكثر منه إلى صناعة البناء. وخدم في الأراضي الوطيئة، وبارز جندياً من الأعداء، فصرعه، وسلبه ما معه، وعاد إلى الوطن يروي قصصاً مفصلة. وتزوج وأنجب أطفالاً، وارى منهم التراب ثلاثة أو أكثر. ووقع الشجار بينه وبين زوجته فهجرها لمدة خمس سنوات، ثم عاد وعاش معاً عيشة ينقصها الوفاق والانسجام حتى ماتت. ولا تعرف كليو نفسها كيف كان بن جونسون- زوجها- يدبر معاش الأسرة.
ويكون السر أعمق حين نعلم أنه أصبح ممثلاً عام 1597، ولكن تفجرت منه أفكار مشرقة وأشعار لبقة. واهتز فرحاً حين دعاه توم للمشاركة في رواية جزيرة الكلاب ولا شك في أنه حمل نصيبه من المسئولية في "المادة المثيرة للفتنة والتي تتضمن قذفاً وتشويهاً للسمعة "التي وجدها مجلس الشورى في الرواية. وأمر المجلس بوقف التمثيل وإغلاق المسرح والقبض على المؤلفين. أما ناش الذي كان خبيراً عتيقاً بمثل هذه المآزق، فقد قضى نحبه في بارموث. ووجد جونسون نفسه في السجن، ولما كان نظام السجن يقتضيه أن يدفع نفقة طعامه وإقامته وأصفاده فقد اقترض أربعة جنيهات من فيليب هنسلو، فلما أطلق سراحه انضم إلى فرقة هنسلو (وشكسبير) المسرحية عام 1597.
صعوده
وبعد سنة كتب ملهاته الهامة الأولى: كل رجل في مزحه ورأى شكسبير يمثل فيها المسرح "الجلوب". ومن الجائز أن المؤلف المسرحي العظيم (شكسبير) لم يستسغ مقدمة الرواية التي اقترحت- على الرغم من النموذج السائد- إتباع الوحدات الكلاسيكية، أو التقليدية القديمة، وحدة العمل والزمان والمكان، لا أن:
تجعل طفلاً، ملفوفاً الآن في قماطه، ينهض حتى يستوي رجلاً ويطوي، بلحية وملابس حداد، ستين عاماً مضت، إنك سوف تسر اليوم إذ تشهد رواية يجب أن تحتذي مثالها كل الروايات، رواية ليس فيها كورس ينطلق بك فيما وراء البحار، ولا عرش ينهار، مما يفرح له الأولاد... بل فيها أعمال، ولغة مثل تلك التي يستخدمها الناس، وأشخاص ممن يجب أن تنتقيهم الملهاة، إذ كان لها أن تصور الزمان، وتسلي الناس بحماقات الإنسان لا بالجرائم.
وهكذا أدار جونسون ظهره للمزاح أو الهزل الأرستقراطي في ملهيات شكسبير الأولى، وللجغرافيا والكرونولوجيا وتعيين تواريخ الأحداث وترتيبها وفقاً لتسلسلها الزمني الخارقتين في المسرحية "الرومانتيكية"، وأتى بأكواخ لندن إلى المسرح، وتخلى عن ثقافته ومعرفته الواسعتين الخارقتين ليبرز إبرازاً مشهوداً لهجات الطبقات الدنيا وأساليبها. وكان أبطال الرواية رسوماً كاريكاتورية أكثر منها ابتكارات فلسفية معقدة، ولكنهم يعيشون، وكانوا تافهين لا قيمة لهم، ولكنهم من بني الإنسان، ولم يكونوا معقولين ولا مهذبين، ولكنهم لم يكونوا قتلة ولا سفاحين.
وكان اللاتينيون قد استخدموا لفظة Umore لتعني "الرطوبة" أو السائل، كما استخدمت تقاليد أبقراط الطبية لفظة Humor لتدل على أربعة سوائل في الجسم- الدم، البلغم، الصفراء السوداء، والصفراء الصفراء. وتبعاً لغلبة الواحدة أو الأخرى من هذه المواد في جسم الإنسان، كان يقال إنه ذو "مزاج" دموي، (متفائل)، أو بلغمي (بارد)، أو سوداوي (مكتئب)، أو صفراوي (سريع الغضب) أما جونسون فقد حدد تفسيره لهذا الاصطلاح:
عندما تتملك إنساناً صفة بعينها، وتسيطر على كل أحاسيسه وأنشطته وقواه، حتى تسير كلها في اتجاه واحد- فهذا ما يمكن أن يقال عنه بحق "المزاج" (Humour) وظهرت الكلمة في التصوير المرح للكابتن بوباديل، وهو تحدر مباشر من رواية باريس "المحاربون الأمجاد"، ولكنه يمور موراً "بمزاجه" الخاص به المميز له، ومرحه غير الواعي- فهو دوماً شجاع إلا عند الخطر، مندفع إلى القتال إلا عندما يتحداه أحد، فهو رب السيف المكنون في غمده.
واستقبلت الرواية استقبالاً حسناً، وكان في مقدور بن الآن أن ينغمس في حماقات السباب وشهواته على نطاق أوسع، وكان فرجاً بالثقة، مزهواً بأنه شاعر يتحدث إلى اللوردات في أنفة وكبرياء، ويقف راسخ القدمين، يتعجل التمتع ويستسيغ الصراحة والمرح الصاخب، ويغوي النساء من آن لآن، ولكنه أخيراً (كما قال لدروموند) "آثر جور الزوجة على خفر الخليلة "- وهجر التمثيل، وعاش عيشة طائشة على قلمه، وازدهر لبعض الوقت بتأليف التمثيليات التنكرية للبلاط، وتلاءمت الأشعار الخيالية التي نظمها مع المناظر التي صممها جونز، ولكن بن كان حاد الطبع، فكثرت مشاجراته. ففي عام نجاحه الأول اشتبك مع أحد الممثلين، وهو جبرييل سبنسر، وبارزه وقتله، فأودع السجن بتهمة القتل عام 1598. ومما زاد الطين بلة، أنه ارتد إلى الكاثوليكية في السجن، ولكنه مع ذلك حوكم محاكمة عادلة، وأجيز له أن يدفع "بالحصانة الأكليريكية" لأنه تلا "المزامير" باللاتينية "كما يفعل رجال الدين". وأطلق سراحه بعد أن وشم إبهامه بحديد محمي بحرف T، حتى يمكن في الحال اكتشاف أنه مجرد عائد، إذا ارتكب جريمة القتل مرة ثانية، وظل بقية حياته مدموغاً بأنه مجرم.
وبعد سنة قضاها مطلق السراح أعيد إلى السجن من أجلي دين عليه لم يسدده. ومرة أخرى أطلق سراحه بكفالة هنسلو. وفي 1600 سعى جونسون وراء تسديد ديونه بكتابة رواية كل رجل خارج مزحه. وأثقل الملهاة باقتباسات زخرفية كلاسيكية، وأضاف إلى أشخاص المسرحية ثلاث شخصيات استخدمت كفرقة للتعليق على الأحداث، وأمطر بوابل من المذمة والقدح، البيوريتانيين الذين "كان الدين بين طيات ثيابهم، والذين حلقوا شعر رءوسهم أقصر من شعر حواجبهم" ولوح بمعرفته وعلمه للكتاب المسرحيين الذين كانوا يحطمون "وحدات أرسطو". وبدلاً من الروايات الرومانتيكية المستحيلة الحدوث حول اللوردات الذين لا يصدق وجودهم، عرض جونسون أن يكشف للندن عن ذاتها بلا هوادة ولا رحمة:
فليواجهوا مرآة كبيرة قدر كبر المسرح الذي نمثل عليه، ولسوف يرون فيها علل العصر ونقائضه. مشرحة تشريحاً دقيقاً مفصلاً في كل ناحية فيها، في شجاعة لا تلين ولا تفتر، وفي ازدراء لأي خوف.
وصنعت الرواية من العداوات أكثر مما جلبت من أموال. وليس من يوصي اليوم بقراءتها. ولما لم يكن جونسون راضياً عن جمهوره الصاخب في مسرح الجلوب، فإنه كتب ملهاته الثانية عربدة سينثيا (1601) لفرقة من الممثلين الشبان ونخبة صغيرة من الجمهور في مسرح "Black Friars"، وأحس دكرو مارسون أن الرواية تناولتهما بالهجاء. ولما استشاطت فرقة تسمبرلين غضباً لمنافسة أولاد مسرح "Black Friars" لها، أخرجت في 1602 رواية دكر "Satiromastix" (ضرب المؤلف الهجاء بالسياط) وفيها تشهير بجونسون أنه سفاح وبناء تلفه مغرور متحذلق، جسمه مليء بالبثور. وانتهى الشجار بتبادل المديح وتقارض الثناء. وابتسم الحظ لبعض الوقت. واستضاف أحد المحامين النابهين بن جونسون في بيته وأرسل ارل بمبروك إلى الشاعر عشرين جنيهاً "ليشتري بها كتباً". وما أن أصبح في أمان من الفقر والحاجة حتى أمسك بالقلم محاولاً تأليف "مسرحية مأساوية"، موضوعها "سيجانوس" الصديق الشرير الأثير لدى تيبريوس. واعتمد في روايته بدقة على كتابات تاكيتوس وسوتونيوس وديو كاسياس وجوفينال، وأخرج تحفة رائعة ثقافية فيها بعض مناظرها مؤثرة (الفصل الخامس- 10 مثلاً) وأبيات من الشعر الرائع. ولكن جمهور المشاهدين كره الخطب الطويلة والتوجيه الأخلاقي الممل الصادر عن شخصيات تعوزها الحيوية. وسرعان ما سحبت الرواية من المسرح. وطبع جونسون النص، وأورد على الهامش مراجعه القديمة مع بعض ملاحظات باللاتينية. وتأثر لورد أوبيني Aubigny، فهيأ للمؤلف المخزون مأوى آمناً لمدة خمس سنوات.


صفحة العنوان في أعمال بنيامين يونسون The Workes of Beniamin Ionson (1616)، أول مطبوعة بمقاس فوليو تضم مسرحيات
وعاد جونسون إلى الحلبة في 1605 بأعظم رواية له ڤولپون أو الثعلب، هاجم فيها، في هجاء مقذع شهوة المال التي اجتاحت لندن. وكما هو مألوف في الملهاة- من عهد بلوتس إلى رواية The Admirable Crichton- فإن محور الرواية هو خادم ماهر. ويحضر الخادم موسكا (ذبابة بالإيطالية) إلى سيده البخيل فولبون (الثعلب) الذي يدعى أنه مرض مرضاً شديداً، مجموعة من صيادي الميراث بالوصية- فولتوز: نسر، ثم كورباتشيو: غراب، ثم كورفينو: غراب أسحم- وكل منهم يترك للسيد المريض (الثعلب) هدية ثمينة، على أمل أن يسمى وريثاً له. ويتقبل "الثعلب كل هدية بتمنع جشع، إلى حد استعاره زوجة كورباتشيو لليلة واحدة. وينتهي الأمر بأن يخدع الخادم موسكا سيده فولبون حتى يعينه هو وريثاً وحيداً له، ولكن بناريو (الطبيعة الطيبة)، يكشف الحيلة، ويرسل مجلس السناتو في البندقية كل الممثلين تقريباً إلى السجن. وجعلت هذه المسرحية، آخر الأمر، راود مسرح الجلوب يركعون بين يدي جونسون.
الانحدار
وسرعان ما انتقل من نجاح إلى محنة، فقد اشترك مع مارستون وتشابمان في مسرحية إيستوارد هو، (1605) واعتقلت الحكومة المؤلفين على أساس أن الملهاة أساءت إلى الاسكتلنديين. وهدد المعتقلون بقطع أنوفهم وآذانهم، ولكن أفرج عنهم دون أن يمسوا بأذى، واشترك بعض ذوي المقامات الرفيعة- مثل كامدون وسلدن- في المأدبة التي أقامها الثالوث الذي استرد حريته. ثم، في 7 نوفمبر 1605، استدعى جونسون إلى مجلس الشورى، باعتباره كاثوليكياً يمكن أن يكون لديه معلومات عن مؤامرة البارود. وعلى الرغم من أنه كان قد تناول العشاء مع المدبر الرئيسي كاتسبي، قبل ذلك بشهر، فإنه تفادى كل تورط في المسألة. ولكن في 9 يناير 1606 دعي إلى المحكمة بوصفه متمرداً مخالفاً للقانون. ولما كان فقيراً معدماً إلى حد لا يستطيع معه دفع غرامة مجزية، فإن المحكمة لم تتشدد في الاتهام. وفي 1610 ارتد إلى المذهب الأنجليكاني، في حماسة بالغة إلى حد أنه أتى على كل ما في كأس النبيذ حين جلس إلى "العشاء الرباني".
وفي تلك السنة أخرج أشهر مسرحياته الخيميائي، وهجا فيها، لا مجرد الخيمياء (محاولة تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب)، وهذه مسألة تافهة، بل هجا كذاك ألواناً كثيرة من الدجل والخداع التي غزت لندن بالشعوذة. إن سير أبيقور مأمون واثق من أنه وقف على سير الكيمياء القديمة فيقول:
"الليلة سأحول كل ما في بيتي من معدن إلى ذهب، وفي الصباح الباكر أرسل إلى كل المشتغلين بالقصدير والرصاص ليبيعوني ما لديهم من هذا وذاك، وأرسل إلى لوثبري من أجل كل ما فيها من نحاس.... ولسوف أشتري ديڤونشاير وكورنوال، وأجعلهما مثل جزر الهند الشرقية تماماً. فإني أريد أن أكون لي من الزوجات والخليلات مثل ما كان لسليمان، الذي كان عنده خاتم مثل ما عندي. وسيكون لي بفضل إكسير الحياة ظهر قوي صلب مثل هركيوليز، فأصرع من الأعداء خمسين في الليلة الواحدة. أما المتملقون لي فسيكونون من الكهنة، الأطهار الوقورين، الذي يمكن أن أستحوذ عليهم بمالي.... وسيقدم لي اللحم في أصداف هندية وأطباق مصنوعة من الذهب ومرصعة بالعقيق والزمرد والصفير والياقوت الأزرق والأحمر. أما ألسنة الشبوط (سمك نهري)، والسنجاب، وكعوب الأبل... والفطر العتيق، والصدور المكسوة بالدهن لخنزيرة سمينة حامل، والتي قطعت لتوها.... فسأقول عنها لطباخي "هاك الذهب" فتقدم، ولتكن فارساً.
وقلّما كان سير أبيقور تافهاً، ولكن بقية أشخاص الرواية كانوا حثالة، وكان كلامهم بغيضاً بما احتوى من معالجة موضوعات الدعارة القذرة، وإنه لما يدعو إلى الأسى والحسرة أن نرى بن المثقف خبيراً بهذا الغثاء وتلك النفاية، وبلغة الأكواخ واللصوص المتشردين. وهاجم البيوريتانيون مثل هذه الروايات تجاوزاً، فانتقم منهم جونسون بتصويرهم في صور كاريكاتورية ساخرة في رواية بارثولوميو العادل عام 1614.
وأخرج مسرحيات هزلية أخرى كثيرة مفعمة بالحياة ممتلئة بالعكارات. وتمرد هو نفسه في بعض الأحيان على واقعيته الخشنة، في مسرحية "الراعي الحزين" وأطلق لخياله العنان ليسرح دون مبالاة:
إن وطء أقدامها لا يثني ورقة عشب،
أو يهز الطائر الأزغب في عشه
ولكنها مثل الرياح الغربية الخفيفة انطلقت مسرعة
وحيثما ذهبت تعمقت جذور الأزهار
وكأنما زرعتها بأقدامها العطرة.
ولكنه ترك الرواية دون أن يكملها، وقصر رومانتيكيته، (أو خياله وعواطفه)، بقية حياته، على أن أغنيات رقيقة تأثرت في ملهواته، مثل الجواهر وسط القاذورات، من ذلك أنه في ملهاة الشيطان حمار (1616)، يغني فجأة:
هل شهدت إلا سوسنة متألقة تنمو
قبل أن تمسها الأيدي الخشنة؟
هل شاهدت إلا تساقط الثلوج
قبل أن تلطخها التربة؟
أو لم تلمس فراء السمور
أو ريش البجعة قط؟
وهل نشقت رائحة براعم الورد البري
أو رائحة الناردين وهو يحترق؟
وهلا تذوقت شهد النحلة؟
أوه! يا لبياضها، أوه! يا لرقتها، أوه! يا لحلاوتها؟

وأجمل من هذا بالطبع، أغنية "إلى سليا To Celia" التي سرقها من اليونانية من فيلوستراتوس، وحولها بدقة وبراعة إلى "اشربي من أجلي أنا وحدي بعينيك".
وبعد موت شكسبير أصبح جونسون الرئيس المعترف به لجماعة الشعراء. وأصبح شاعر البلاط غير المتوج في إنجلترا- ولو أنه لم يعين رسمياً، ولكن الحكومة اعترفت به في معظم الأحوال، ومنحه معاشاً سنوياً قدره مائة قطعة ذهبية. وأدرك الأصدقاء الذين التفوا حوله في حانة مرميد أن طبيعته الطيبة الجافة تختفي وراء مزاجه الحاد ولسانه السليط، فأفادوا من حديثه المثمر، وهيأوا له أن يلعب دور الزعامة كما كان الحال مع سميه في القرن التالي.
وكان بن آنذاك بديناً، كما سيكون الحال مع سميه صمويل جونسون فيما بعد، وما كان أكثر وسامة ولا رشاقة، وكم حزن على "كرشه الفظيع" ووجهه المتجعد المملوء بالبثور نتيجة الأسقربوط. وقل أن زار صديقاً دون أن يكسر كرسياً. وفي 1624 نقل الندوة إلى "حانة الشيطان Devil Tavern" في شارع فليت، وهناك التقى بنظام مع جماعة نادي أپولو الذي كان قد أسسه هو من قبل، ليتزودوا بالطعام والشراب والدعابة وثمار الفكر، وكان لجونسون مقعد مرتفع في أحد طرفي الغرفة له درابزين يؤدي بجسمه الضخم إلى العرش. وجرى العرف على تسمية أتباعه "قبيلة بن"، وكان من بينهم جيمس شيرلي وتوماس كارو وروبرت هرك، الذين سموه القديس بن".
الوفاة
وكان جونسون في حاجة إلى صبر أيوب، وهو غير مفطور على الصبر، ليحتمل الفقر والمرض في السنين التي كان يتحطم فيها. وقدر أن كل رواياته لم تدر عليه إلا مبلغاً يقل عن مائتي جنيه كان ينفقها بسرعة، ويتضور جوعاً طيلة الأيام التي لا يعمل فيها. وكان يفتقر إلى شيء من الحاسة أو الخبرة المالية التي جعلت شكسبير خبيراً في اقتناء الأملاك الثابتة أو العقار، وتابع شارل الأول صرف المعاش المخصص لجونسون، ولكن عندما خفض البرلمان المخصصات الملكية. لم يكن المعاش يدفع دائماً. على أن شارل أرسل إليه مائة جنيه في 1629 وقرر رئيس كهنة وستمنستر وجماعة الرهبان فيها خمسة جنيهات "لمستر بنيامين" جونسون في أيام مرضه وفاقته ولم تصب رواياته الأخيرة أي نجاح، وذبلت شهرته، واختفى أصدقاؤه، وقضت زوجته وأولاده نحبهم، وما جاءت ستة 1629 حتى عاش وحيداً قعيداً، ملازماً الفراش بسبب الشلل، مع سيدة عجوز تتولى العناية بأمره. وظل يعاني من المرض والفقر ثماني سنوات أخرى، ودفن في وستمنستر، ونقش جون يونج على حجر يواجه القبر. العبارة المشهورة:
"أي بن جونسون الفذ"
ولم يبق منها إلا الكلمتان الأوليتان. ولكن أي إنجليزي مثقف متعلم يستطيع أن يكمل العبارة.
-
الستارة: بن جونسن تحت ظلال شكسبير ..يان دونالدسون يدون حياة بن جونس
*

*
*

ترجمة: أحمد هاشم
عن: ساتردي أيج*
ولد بن جونسن في عام 1572 ، عاصر شكسبير وكان من أهم الكتاب في تلك الحقبة، كتب مسرحيات مهمة مثل فولبن والخيميائي، تلك الأعمال كانت تجمع بين الكوميديا وحصافة العقل،


*هجائية وذات سخرية لاذعة بشكل ذكي تختلف عن أعمال شكسبير.* وكان جونسن كاتبا موسيقيا مرموقا ايضا، تتسم أعماله بالوضوح والبساطة التي تحدث تأثيرا عالي النبرة. فيما يخص الشعر، فقصيدته التي كانت مرثية الى طفله الأول الذي توفي مبكرا تعتبر من أهم القصائد وخاصة على مستوى اللغة حيث ان جونسن وضع أفضل ما لديه.” خطيئتي أنني أحببت أكثر من طاقتي/ هذا الطفل المحبوب “ وكما أشار دونالدسون في كتاب السيرة الذي صدر مؤخرا، ان جونسن سعى لإدخال نوع من الأدب الجليل الى نصه. ويرى الناقد جون دراين، ان بين جونسن هو أكثر الشعراء صوابا، رغم انه – يضيف – شكسبير كان الأكثر ذكاءً، لكن جونسن حقا رائع، شاعر حواري بامكانه ترتيب عبارات حول حفلة عشاء أو بيوت ريفية بصيغة سجع نثري وبشكل جيد لا تبدو مملة. وجونسن صور ببلاغة وبشكل هائل وحاد التجربة الذاتيه، وايضا استطاع فرض شخصيته كمبدع على الأوساط الأدبية في عصره. علما انه كان غير معني بالأضواء وليس له ذاك الشغف في الظهور وكان يقول او يسمي ذلك “ استنكار خشبة المسرح “ على عكس مجايله شكسبير الذي كان يعد ويتابع أكثر من عمل في وقت واحد عندما كان المسرح يمثل شاشة التلفاز في وقتنا الحاضر.
كل تلك الخواص وغيرها ستكون في كتاب السيرة الذي قام باعداده وعقب عليه الكاتب يان* دونالدسون تحت عنوان ( حياة بين جونسن ). وقد وضعه بصورة منسقة ورائعة ذات معلومات قيمة حيث ثمة اقتباسات واستشهادات في كل نقطة مهمة او منعطف في حياة بين جونسن. دونالدسون كان رائعا في تتبع والتقاط الأحداث الجوهرية خاصة في حياة بين جونسن الأبداعية وفي طريقة ما ربما بغموض في بعض المواقع وكأنه ينوه أو يرى ان
جونسن هو أهم كاتب انكليزي على الأطلاق، وهنا لابد من القول، أي شخص معني أو يريد تتبع حياة بين جونسن عليه ان لا يفوت قراءة هذا الكتاب. صدر عن أكسفورد يونيفرسيتي بريس بسعر 94. 48 $.*

----
من أقواله :
- لدى الفن عدو اسمه الجهل.

- ليست السعادة الحقة في تعدد الأصدقاء، بل في قيمتهم واختيارهم.

- أكبر جحيم أن يكون المرء سجينا للخوف.

- لا تخجل من فضائلك، فالشرف حلية يلبسها الرجل الخيِّر في كل الأوقات.

- لا يعرف قُوَّته من لم يتعرض للمِحَن.

قديم 05-27-2014, 12:22 AM
المشاركة 1807
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

اليتم راس سنام الإبداع

قديم 05-28-2014, 01:08 PM
المشاركة 1808
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

المحن تفجر الطاقات في العقل الباطن الذي يتولى زمام الامور في فترة ما قبل الوعي ويكون تأثيرها في اعظم درجاته اثناء التكوين وما قبل الولادة حيث يكون نشاط العقل الباطن في قمته، وكلما تقدم العمر بالإنسان يقل اثر المحن على العقل الباطن لان السيطرة تتحول تدريجيا ومع الايام للعقل الواعي بينما يصل العقل الباطن الى حالة من الكمون عند البلوغ لكن طاقاته المهولة واللامحدودة تظل مخزونة ويمكن ان تشكل مصدرا مهولا للمخرجات الابداعية، وكلما كان الاعتماد في توليد النصوص الابداعية لاحقا على العقل الباطن كلما كانت المخرجات مذهلة وسحرية وخارقة وكل الشواهد تشير الى دور مهم للمحن في هذه العملية.
المشكلة ان البعض ما يزال يعتقد بان تأثير المحن يقع على العقل الواعي ولذلك يفترضون ان يكون تاثيرها اكبر كلما كان الانسان اكبر سنا واكثر وعيا، ويستمر هذا الخطء الشائع رغم وجود شواهد ان اعظم الناس في كل مجالات المعرفة هم الأيتام قبل الولادة .

قديم 05-29-2014, 06:54 PM
المشاركة 1809
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

تكرار المحن يترك ندوب في العقل الباطن مثل الندوب التي تتركها الجروح على الجسد وهذه الندوب هي التي تفجر الطاقات في العقل الباطن مصدر كل إبداع وكلما تكررت المحن كلما تزايد عدد الندوب وارتفع منسوب الطاقة الابداعية واتسعت مجالات الإبداع، وهذا الإبداع الذي يولد من الدماغ يخفف من منسوب الطاقة الدماغية المتدفقة ويحقق التوازن واذا ما ارتفع منسوب الطاقة ولم يجد صاحب الدماغ وسيلة ابداعية لتفريغ تلك الطاقة عن طريق مخرجات ابداعية تلقى القبول والتصفيق وتحقق شعورا بالرضا خاصة في بدايات المشروع الابداعي تصبح تلك الطاقة تشكل خطرا على الدماغ ويمكن ان تؤدي الى فقدان التوازن الذي يمكن ان يأتي على عدة اشكال وانماط بعضها مدمر...

قديم 05-30-2014, 12:14 PM
المشاركة 1810
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقولة ساخنة

قدراتنا الذهنية الكامنة اعظم بكثير مما نستطيع ان نتخيله، وهي مصدر لكل مخرجات ابداعية، بعضنا يدرك ذلك ويستثمر هذه الطاقات بعدة اساليب وطرق ، والكثير يموت قبل ان يكتشف طاقاته الكامنة هناك في راسه ، وقبل ان يهتدى للطريقة المثلى التي يمكنه من خلالها استثمار هذه الطاقات وتحويلها الى مخرجات ابداعية...الأيتام هم الأعظم حظا لان يتمهم يحرك تلك الطاقات ويدفعها الى السطح ويدفعهم للتعرف على وجودها وبالتالي استثمارها وتحويلها الى مخرجات ابداعية قبل فوات الأوان .
*


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 31 ( الأعضاء 0 والزوار 31)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية. ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 1499 11-11-2017 11:55 PM
ما الذي يصنع القائد العسكري الفذ؟؟!! دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 108 12-09-2015 01:17 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 01:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.