احصائيات

الردود
11

المشاهدات
5142
 
سعاد الأمين
من آل منابر ثقافية

سعاد الأمين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
176

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
May 2012

الاقامة

رقم العضوية
11181
08-11-2014, 03:05 PM
المشاركة 1
08-11-2014, 03:05 PM
المشاركة 1
افتراضي تلاش
أقصوصة
تلاشي


يقف أمام المرآة المثبتة على الخزانة الخشبية المتهالكة، التي تشاركه الحجرة الفارغة المعتمة لا يجد ضوء الشمس طريقه إليها، المرآة قد شرخ صفاؤها، فتلاصقت قطعا صغيرة تحتمي ببعضها من التناثر..ينظر إلى هيئته ثم يتحسس قسمات وجهه المتعدد، نزولا عند جسده المقسم، حتي أسفل قدميه. يعتريه الهلع فينخرط فى بكاءٍ طويل:
ــــ لمن كل هذه الوجوه والأقدام؟!
كلما أفل النهار وهدأ الكون، عند راحة البدن تعتريه هواجس العدمية، يحيط جانبي فمه بيديه وينادى اسمه بأعلى صوته:
ـــ تيرنا...تيرنا...
فترجٍع الجدران صدى صوته:
ـــــ ت ت ي ي رررن ن آآ..
تنفرج أساريره ..فيتمتم
ــ هذا اسمى! أذن أنا موجود.....
يصمت محدقا فى الفراغ:
ـــــ ولكن! من الذى يناديني؟
ثم يقفز متجها نحو المرآة...ويبدأ فى التلاشي.نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



قديم 08-14-2014, 05:47 PM
المشاركة 2
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إنها تيمة الضياع ...

عِندما لا تعكسنا المرايا ...

نتشوّه ... نتحطّم ... نتلاشى !

فائقة الحُسْن: سعاد الأمين

عبقرية نص .. و جمال عِبارة .. و روعة فِكر...

بورِكتِ

محبّتي ..

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..
قديم 08-15-2014, 09:19 AM
المشاركة 3
فاتحة الخير
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله
نعم أيتها الجليلة إنها ثيمة الضياع
ليس فقط عند تلاشي الصور من المرآة، بل أيضا عند تلاشي الذاكرة
ليصبح الإنسان مجرد شبح
نص ماتع سعاد، واختيار جد موفق للعنوان
شكرا لك

قديم 08-15-2014, 11:04 AM
المشاركة 4
سعاد الأمين
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأديبة جليلة
تحية عطرة
تغمرني أناقة حرفك فى التعبير إزدان النص بعبورك
شكرا جميلا سعدت بذلك بوركت

قديم 08-15-2014, 11:06 AM
المشاركة 5
سعاد الأمين
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
فاتحة الخير مرحبا بك نورت المتصفح
سرني ماتفضلت به من تحليل سبر غور النص
كل الشكر والتقدير
دمت بخير

قديم 08-15-2014, 04:43 PM
المشاركة 6
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
أعجبني النفس السردي في هذه الاقصوصه ولو ان سعاد كتبت بهذا النفس حكايات أطول لحصلنا على قصص وروايات جميلة للغاية .

كما اجد ان الأستاذة سعاد ابدعت في وصف المشهد وهذا الوصف هو الذي صنع القصة رغم انها محورت الحبكة حول شخصية محورية نجدها ديناميكية على الرغم من قصر النص.

ويلاحظ المتلقي المتفحص ان الأستاذة سعاد حشدت مجموعة من المحسنات الفنية التي عملت لصالح النص وجعلته ماتعا جميلا .

فنجدها مثلا تستخدم عنوان من كلمة واحدة لكنها توحي بالحركة ( تلاشي ) والحركة تمنح النص حيوية وحياة وتبدأ في الحديث عن مرآة مثبتة وفي ذلك استثمار للنقائض والذي له وقع كبير على عقل المتلقي .

وفي جملة البداية تشخصن سعاد المرآة وتجعلها كانها امراة تشارك الشخصية الرئيسية الغرفة التي تبدع سعاد في وصفها فتنجح في جعل المتلقي يتلمس جو النص.

وعلى نقيض بطل القصة نجد ان قطع المرآة المشروخة قطعا صغيرة قد تلاصقت لتحمي بعضها بعضا من التناثر وهو نقيض ما نجده يحصل مع البطل الذي ينتهي بالتلاشي وفي ذلك استثمار ذكي للنقائض من جديد والذي يترك أثرا كبير على دماغ المتلقي .

وباستخدام كلمة ( ينظر ) توقظ الاستاذة سعاد فينا حاسة البصر فنجد انفسنا مشدودين للنص ننظر مع البطل في المرآة مثله ، بينما توقظ كلمة ( يتحسس ) فينا حاسة اللمس والنص الذي يثير فينا الحواس يكون له وقع عظيم على ذهننا وإدراكنا .

وعلى الرغم من ان الوصف ( يعتريه الهلع ) له اثر كبير على المتلقي لانه يحرك المشاعر لكنني لم اجد مبررا في ان ينخرط البطل في البكاء في هذا الموقف خاصة ان البكاء عملية تفريغ نفسي ستؤدي الي التحسن في المشاعر على الاغلب وربما كان الافضل استبدال ذلك بوصف حالة من التجهم والضياع تهيئ لشعوره بالعدمية بصورة اكثر منطقية، وهي الملاحظة الوحيدة التي وجدتها لم تعمل لصالح النص .

ولا شك ان الحوار الذي يجريه البطل مع نفسه يزيد من حيوية النص .
وفي هذا المقطع الحواري الاخير ايضا صورة تصويرية مؤثرة للغاية وفيها استثمار للنقائض واستثارة للحواس عند المتلقي .

ونجد ان انفراج اسارير البطل وشعوره بالوجود تمثل لحظة انقلاب حادة لكن القصة ما تلبث ان تنتهي بصورة مزلزلة وهي التلاشي .

وفي القفز نحو المرآة حركة عنيفة وفي الحركة حيوية .

نص محبوك بمهنية وارى بان كاتبته نجحت في حشد مجموعة من عناصر التأثير رغم قصره النسبي مما جعله نصا ناجحا ومؤثرا وبليغا وماتعا بامتياز .



قديم 08-16-2014, 01:53 PM
المشاركة 7
سعاد الأمين
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأخ أيوب
تحية وتقدير
تجدني فى غاية السعادة عندما طالعت مانثرت من حرفك الأنيق حول نص تلاش الذى أثار كثيرا من التعليقات ولفت الأنظار كتب فيى المغربى عبد العزير انزاغ نقد ميكروسردى مطول ولقد سررت عندما تناولته أنت أيضا هذا وسام وشرف لى شكرا جميلا على وقتك الثمين وعبورك البهي وتعليقك المبهر
دمت وسلم قلمك

قديم 08-16-2014, 03:33 PM
المشاركة 8
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مرحباً استاذة سعاد
اود الاطلاع على ما قاله الناقد المغربي عبد العزيز إنزاغ حول هذا النص الرائع فهل لك ان تنسخيه لنا هنا لنطلع عليه، وسرني ان هناك إجماع على ما يبدو حول روعة النص .


قديم 08-18-2014, 10:47 PM
المشاركة 9
سعاد الأمين
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأخ الأديب أيوب
كان ماكتبة أنزاغ فى الرابطة العربية للق.ق.ج..وحدث خطأ وأختفت كل المواضيع وأعتذروا عن ذلك ولسوء حظي لم احتفظ به..ولكن ه قد يكون محفوظ لدية سوف اطلبه منه وانسخها هنا شكر لأهتمامك.. اليك أميز التعليقات
لاستاذ مصطفى حمزة
لماذاّ ؟
لأنّها توقف لحظةً من حياة إتسان لا يُبالي به أحد .. منبوذ .. فقير ... يبحثُ عن ذاته الموجودة فيه وحده !
سرد بحوار ووصف وبتكثيف رائع وومضة من أمضّ الومضات !
هذا النصّ هديّة تزيد في عمر القارئ الإنسان
ألف تحية وتقديري.

الأديب بهجت الرشيد
نص عبقرية لا تصوغه إلا يد متمكنة من أدواتها ، وروح شفافة رقيقة ، تعرف كيف تصل إلى لحظة إنسانية بحق ، إنسانية لا تعرف حدود الزمان والمكان ..

نعم قصيرة هي قصتك أديبتنا ، لكنها كبيرة بحجم حياتنا
نص ينضح فلسفة ووجعاً ..

دمت بخير وألق



تحياتي وتقديري ..
الأديب أحمد عيسى

نعم هذا نصٌ قصير جداً
هذه قصة قصيرة جداً لكل كتاب هذا الفن أقول لهم دون أدنى مجاملة : اقرؤوها ، وتعلموا منها كما تعلمت أنا ..
كان البعض ينزعج مني حين أرد على بعض ما يسمى قصص قصيرة جداً ، حين يختلط مفهوم : الغموض والترميز ، بمفهوم الضباب والفوضى ، لتكون القصة القصيرة جداً مجرد كلمات ليس لها تفسير الا في ذهن صاحبها ، ان وجد هذا التفسير أساساً ..
أما هنا ، فهذه مساحة من الغموض ، ومن الاغراق في التفاصيل الصغيرة في ذات البطل ، تجعلنا نشعر كهو ، نرى من خلاله ، نستشعر صوته وقسمات وجهه ، لتجدنا نشعر بغربته كما يشعر بها ، ونتيه مع صرخته كلما صرخ ، ثم نهتف / من هو ؟ ، وكيف صار وهو يسكن كل منا ...؟

النص أنموذج للقصة القصيرة جداً أهنئ الكاتبة على روعتها في طرحه
تحيتي أستاذة سعاد محمود الأمين
وتهنئتي بهذا المنجز القصير في عدد سطوره الكبير في قيمته .
هذه بعض التعليقات..ولكن ماكتبته أنت وعبدالعزيز انزاغ قمة فى الابداع

قديم 09-01-2014, 02:56 PM
المشاركة 10
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة سعاد الأمين

هذه أقصوصة ناجحة متينة ، لعل البناء ما جعلها تكون على هذا القدر الهائل من الإثارة والشد ، فنلاحظ أن حدث البداية ـ موقف الانطلاق ، هو نفسه حدث النهاية وضعية النهاية أو المخرج . فمطلع النص يتوافق مع نهايته توافقا كليا . من حيث المضمون رغم اختلاف طريقة تناول البداية والنهاية سرديا وتعبيريا ، و لو أن الكاتبة لعبت على الزمان لتفصل بين الحدثين و لتؤكد أن البطل نهارا كما ليلا يدور في نفس الحلقة المفرغة ، و هي البحث عن ذاته المفقودة ، وعن جوهر وجوده الذي أضاعه من خلال التقوقع والانغلاق ، النص من حيث المضمون يتناول الوحشة والوحدة ، فسلوكات البطل تبين أنه يبحث عن رفقة وعن مؤنس من خلاله يرى نفسه - الآخر والتعرف على الذات عند سارتر ـ و من خلاله أيضا يجد علة الاستمرارية .
لو أرادت الكاتبة سعاد الأمين أن تكتب قصة عادية لبدأت النص منطقيا من الفقرة الثانية لتوحد الخاتمة الفعلية ـ حدث البداية و النهاية ـ لكنها تريد موضعة حدث النهاية في المقدمة ثم تعود إليه من جديد في الخاتمة و هذا ما يعطي قيمة للحدث ، لأن البداية تعني الرفع من قيمة الشيء ـ la mise en valeur .

بدأت الكاتبة سعاد الأمين النص بمقطع وصفي ركزت فيه على المكان وتقديم شخصيتها الوحيدة في النص ، واستطاعت أن تجسد حالة البطل في المكان لتنقل لنا بشكل أدق و بتفصيل معاناة البطل ، حجرة فارغة معتمة لا تزورها الشمس ، خزانة متهالكة ، مرآة مشروخة ، و بطل يبكي بعد مشاهدة روحه المتشظية و يتساءل عن كل هذه الوجوه التي تمثله ، وهو لا شعوريا يتقزز من حالته المزاجية والعصبية التي لا تستقر على حال بل تعتريها فصول كثيرة في لحظة واحدة ، خزانة متهالكة ، وفراغ الغرفة دليل على لامبلاة البطل بالتجديد ، مرآة مشرخة دليل على عصبيته التي أدت به إلى كسرها ، لكونها تعطيه فكرة مغلوطة عن ذاته . والآن يرتعب منها لأنها تعطيه صورته الحقيقية .

انتقلت الأستاذة سعاد في الفقرة الثانية إلى الحوار سواء أكان حقيقيا أو مجرد هواجس وتساؤلات ، فاستثمرت الصدى للتعبير عن وجود الاستجابة ، في نفس الآن لم تكتف بحوار جاف بل قرنان بسرد مقتضب يبين تصرفات البطل و حالته ، وهذا بعد أن هيأت للفقرة بتقريب الزمن والحمولة الثقيلة لليل .

الملمح العام للنص يبين قدرة على التعبير بتركيز شديد و تكثيف عميق ، مما قوى من بلاغة النص رغم توظيفه للغة في المتناول وخالية من الصور الشعرية ، فالنص هنا لا يستنجد باللغة لتمنحه تأشيرة جمالية ، بل البناء و الصياغة و القدرة على استثمار الفكرة بإيجاز كان له الأثر العظيم في تقديم نص غني جدا .

نص يستحق النجوم الخمسة
تشكراتي


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:25 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.