قديم 10-07-2013, 07:35 PM
المشاركة 11
هند طاهر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

عمره 125 عام وله 300 حفيد وعاصر خمس حكومات على فلسطين:الفلسطيني "رجب التوم" اكبر معمر في العالم.. لم يزر طبيبا ويفطر على الزيتون وغداؤه نصف أرنب يوميا ..


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

غزة- دنيا الوطن-اسامة الكحلوت
رغم أن رجب التوم تجاوز الـ 125 عاما من العمر، إلا أنه ينبض بالحيوية والصحة عندما يتحدث عن حياته ومغامراته ومعاصرته للحكومات التي توالت على فلسطين منذ عام 1900 حتى الان ، ويستذكرها بأدق التفاصيل .

ولد الحاج رجب التوم في جباليا شمال قطاع غزة ، والتحق بالعمل بارض والده كمزارع ثم انتقل للعمل في حيفا مع مهندس المانى كمشرف على العمال منذ صغره ، وذلك لعدم وجود مدارس في تلك الايام التي اضطر فيها للعمل في جباليا وحيفا.

عاصر الحاج رجب التوم، الذي يبلغ من العمر 125 عاما ، ثلاثة قرون، فقد ولد في العقد التاسع من القرن التاسع عشر، وعاش القرن العشرين بأكمله، ومازال يعيش في القرن الواحد والعشرين. و عاصر التوم خمس حكومات تعاقبت على فلسطين، والتي بدأت بالعهد العثماني في فلسطين ومن ثم عهد الانتداب البريطاني على فلسطين وبعد ذلك لدى احتلال اليهود للأرض ومن ثم عهد ضم غزة للمصريين والضفة للأردنيين، وأخيراً عهد السلطة الوطنية الفلسطينية. وبحسب أحفاده فهم يملكون شهادة ميلاد له وشهادة انهائه الخدمة العسكرية في الجيش التركي، ويسعون لإدراجه كأكبر معمر في العالم حيث توثق الأوراق التي لديهم ذلك، والتي تشير إلى أنه من مواليد عام 1885 ميلادية.

ويجلس الحاج رجب متحوطاً بأولاده وأحفاده وأولاد أحفاده الذين يبلغ عددهم الثلاثمائة أو أكثر قليلا، مفتخراً بهم وبعائلته الكبيرة التي رآها تتوسع يوماً بعد يوم وراقب أفرادها يكبرون سنة تلو الأخرى على مدار ثلاثة قرون متتالية .

وشهد الحاج التوم اول مراحل الحكم العسكري على فلسطين قائلا "اول حكم كان موجود في فلسطين هو الحكم العثماني ، وعملت حنديا في صفوفها منذ الثامنة عشر من عمرى ، وكنا نتنقل مع الجنود على الجمال ، ولم تكن في تلك الايام لا سيارات ولا دبابات ولا أي وسيلة مواصلات ".

ويتابع " وبعد سنوات طويلة احتل الانجليز بلادنا وقامت حرب بينهم وبين العثمانيين ، وهرب الاتراك الى بلادهم وسيطر الانجليز على بلادنا بعدما توافدوا عليها في البواخر ، وكانوا يتنقلوا داخل فلسطين بالخيل ، ويحمل كل جندي بارودة".

والحاج رجب الذي يبدو بكامل قوته بالرغم من تقاسيم السنين البادية في وجهه ليس إلا شيخاً عادياً ذو ذاكرة تؤرخ أعواماً وأعواماً من الحروب التي مرت على الشعب الفلسطيني؛ فمن الحرب العالمية الأولى التي شاركت فيها الدولة العثمانية الذي كان يعمل جندياً في صفوفها إلى حرب عام 1948 التي شهدت تشريد الآلاف من الفلسطينيين ولجوئهم في منافي المخيمات مروراً بحرب ال1967 وغيرها من الحروب وصولاً للحرب الأخيرة على غزة التي شهدت أبشع وأعنف أشكال العدوان والقتل.

يتحدث التوم اللغتين التركية والعربية بطلاقة، ويحفظ بعض الجمل من اللغة الألمانية والعبرية والانجليزية، له من الأولاد والأحفاد ما يزيد على الثلاثمائة من أولاده البنين والبنات.

ومن قبل 40 عاما احفاده يقولون لجدتهم " يا ستي روحي لستك".

وكان يغيب عن بيته وأهله في جباليا سنة كاملة يعمل وكيلاً على مال وأراضي الألماني، وكان يصون الأمانة ولم يخنها أبداً وقد سافر إلى تركيا ولبنان وسوريا وليبيا والاردن. وفي سن العشرين تزوج بفتاة من قريته لكنه تركها بعد سنة من الزواج، ولم يشعر معها بالسعادة كما كان يحلم، وبعد أن كان عائداً من عمله مع الألماني مدخراً مبلغا كبيراً من النقود عمر بيتاً له وتزوج بأخرى من أقاربه وهي التي توفيت قبل عشر سنوات تقريبا.

ويسرد التوم تفاصيل بداية الثورة الفلسطينية قائلا لدنيا الوطن " حارب الحاج امين الحسيني والقاوقجى مع المصريين الانجليز وقام بهدم الجسور والسكة ، واقام حكومة فلسطينية بمشاركة المصريين ، وحذرنا الحسيني من بيع اراضينا لأى شخص ليس فلسطيني ، وأمر رب كل بيت فلسطيني بشراء بارودة خاصة له للدفاع عن وطنه ، وبالفعل اشترينا سلاح من تجار الجملة ".

وأضاف " كان مقر الحسيني في القدس واستمر حكمه قرابة ال 15 عاما ، اقام خلالها دولة فلسطينية بمشاركة المصريين ".

ويستذكر ايام الثوار الفلسطينيين حينما كانوا يربطون الكلب بحبل طويل ثم يجرون خلفه عتاد مليء بالبنزين ثم يوقدون البنزين في العتاد، فينطلق الكلب مسرعا في الاحراش القريبة من نقاطع تجمع اليهود هربا من النار فتأتى النار على الارض المحيطة بنقاط تجمع اليهود وصولا اليهم .

وبعدما حرق هتلر اليهود في المانيا بدأوا يتوافدوا على فلسطين كوطن قومي لهم ، وبدات الحروب والتهجير ونكبة 48 وكانوا يخبئون الجنود المصريين في بيوتهم .

ويتابع لحظات النكبة لمراسلنا " اول النكبة هاجروا كل شعبنا وما كان معهم سلاح هاجروا علينا على غزة ،وحسب علمهم انه يومين ويرجعوا لأنه كل واحد معو مفاتيح بيتوا واغراضوا وسكنوا عنا بغزة بدون مقابل وكانوا يرجعوا يسقوا اراضيهم في بلادهم ".

ويستدرك حجم المعاناة " حينما كان يعود اللاجئين لأرضهم ليسقوها كان اليهود يقتلوهم في ارضهم ، وبعدها قتلهم يضعوا الغام تحت ظهروهم وهم ميتين ، حتى ينفجر اللغم في الميت وفى قريبه حين يأتي لتفقده وحمله والعودة به فيموت الثاني ويلتحق بالأول ، حتى استدرك اللاجئين هذه الخطة وبدأوا بسحب اقاربهم عن طريق حبل من بعيد للتأكد من عدم وجود الغام تحته، ثم يحملونه على الاكتاف من بلادهم الى غزة ".

ثم اشترى اليهود 7 طيارات من بريطانيا بداية النكبة وبدأوا بالقصف والنسف طوال فترة الليل ، وقتل العديد من القادة الفلسطينيين ايام النكبة .

وأضاف لدنيا الوطن " كنت في وضع مادى جيد فكنت ادعم الثوار بالمال ليشتروا السلاح والعتاد لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي ، واعطيهم الاكل والشرب ".

واستقر التوم في 20 دونم في غزة كان قد اشتراها بداية استقراره في جباليا ، ويقوموا بحرث الارض على البغال والجمال و يزرع القمح والشعير والذرة الى ان اشترى بابور لحراثة الارض .

وتابع " تزوجت وانا عمرى 20 عاما وكنت قد جهزت غرفة الزفاف بفرشتين جدد واربع وسادات ، ودفعت مهر زوجتي 40 ليرة ، ومن ثم وضعت زوجتى على الجمل وانا امشى جنب الجمل ، وكانت تمشى كل البلد خلفي تزف العروس حتى تصل البيت ، وترتدى قلادة الذهب وبدلة الزفاف هي تنورة وفستان جديد ، وكعادة الناس يطعمها ابوها لمدة 14 يوم عند زوجها لأنه يأخذ نصف حقها من المهر ".

"وزوجتي كانت رائعة جدا ولا عمرها أزعلتني وكانت تروح عالارض تشرف على العمال اللي بيسقوها وما يهون عليها تنبيهى خلال نومى حتى اخذ قسط من الراحة " حسب قوله .
وقد اعتاد الحاج رجب الذي يبدو بصحة جيدة على المأكولات الطبيعية والخضروات الطازجة وزيت الزيتون والسمن البلدي؛ فهو لا يعرف المعلبات والزيوت المصنعة ولا الأكلات الجاهزة وإنما يعيش على “أكلات زمان” التي تحفظ له صحته وتبقيه بكامل قوته، ففطوره زيت زيتون وغذائه نصف ارنب يوميا ويكره المأكولات التي يدخل في عملها زيت القلي.

ولم يزور "التوم" طوال حياته أي دكتور من اجل المتابعة او الشكوى من أي امراض ، سواء اجراء عملية ازالة الحصوة عن الكلى ، ويصلى كافة الصلوات بالإضافة لقيام الليل باستمرار وينبه ابنائه في اوقات الصلوات الخمس .

وتمنى في نهاية حديثه الرحمة من الله وحسن الختام ، وان يعيش ابنائه في سعادة وان ينصر شعبنا على الظالمين ، وان يحل السلام في بلادنا .

وكان كان طلب الزواج من ابنائه قبل فترة طويلة ، ولكنه تراجع عن ذلك بعد وفاء ابنائه بخدماته وتلبية كافة طلباته والمحافظة عليه.

وختم في نهاية اللقاء ببعض الاشعار التي يحفظها

يا رب انا عبدك ولا لي جاه الا انت يا رب ومحمد على الجاه

وان وقعت بين ايدين الظالم استعين بالله

يا قلب ما تختشى الاصل فعل الله

الله يضرك زمان غدار على الصاحب

وايام عزى كل الناس لي صاحب

لما غدرني زمان ما ضل لي صاحب

والصاحب الشين خليه ينقلع ويروح

والصاحب الزين ما تغلى عليه الروح

يمكن يعود الاله ونعاتب الصاحب
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سمحت لنفسي بعبور صفحتك ومشاركتك بهذه القصه الحقيقيه من بلدي

تحياتي

المـرء ضيف في الحــــياة وانني ضيف


كـــــــــذلك تنقــــــضي الأعمـــــــــار،


فإذا أقمــــــــت فإن شخصي بينكــــم




وإذا رحلت

فكلمــــــــتي تذكـــــــــــار
قديم 10-09-2013, 12:06 AM
المشاركة 12
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


مرحبا بالأستاذة هند طاهر

و مرحبا بالسيد رجب التوم ، أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية حتى يرى فلسطين حرة يسودها الأمن السلام .

مشكورة جدا على مرورك المثمر
كل التقدير




قديم 10-09-2013, 08:03 PM
المشاركة 13
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....
قديم 10-17-2013, 05:19 PM
المشاركة 14
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


ما أحوجنا إلى الحكم و الحكماء في زمان يروج لكل شيء سوى الحكمة

الشكر للأستاذة فاطمة جلال





قديم 10-17-2013, 05:23 PM
المشاركة 15
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

ما أحوجنا إلى الحكم و الحكماء في زمان يروج لكل شيء سوى الحكمة

الشكر للأستاذة فاطمة جلال




سلام الله عليك
الشكر موصول لك أديبنا القدير ياسر

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....
قديم 10-17-2013, 10:50 PM
المشاركة 16
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....
قديم 12-29-2013, 06:42 PM
المشاركة 17
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
التطفل

من الناس من لا يكبح فضوله فيتطفل رغبة في إرضاء نزوة فضوله الزائد ، أو رغبة في إخفاء عقدة نقص ، فلا يخضع كلامه لميزان الصلاح و العلم والمعرفة بل يتشدق بما يجري على لسانه من أهواء ، لا تخضع لسلطان العقل فيؤمن بأن الأهم هو المشاركة ، و قديما كانت قرية تستقبل عالما عارفا ، ولكون شيخها له من الفطنة ما به يعلم أن التجمعات و الندوات والمحاضرات يضيع جل وقتها في مناقشات جانبية ، فتتشعب السبل في المرافعات دون ضوابط ، خطب في قومه في اجتماع تحضيري لاستقبال العالم قائلا : " أحبتي ، من كان منكم يحسن القول و يملك من العلم ما يجعل العالم يتوسع في عروضه ، و قال فأحسن القول فله مني قرشين ، و من لا يملك علما و لا يحسن قولا و صمت فله أربعة قروش جزاء له على احترامه للعالم والعلم و المجلس و أكثر من ذلك لنفسه . "
ترى الناس يمتلكون الجرأة و يحدون من التطفل على ما لا يحسنون ؟ و يجتهدون في إتقان أعمالهم ؟ أم أن حضارة اليوم تؤمن بالسواسية مع وجود الفارق ، أم أن التواصل أضحى لعنة العصر فترى الناس يمتهنون الطب و السياسة والهندسة والقانون والدين و كل التخصصات في مجالسهم . أينك ياشيخ تسكت فينا الفضول ؟ و تقمع فينا هذه الميوعة التواصلية ! نكتة اليوم لن تخرج عن هذا الإطار .



أسرة ضحوكة ، تزغرد ألسن أبنائها نكاتا ، يتنفسون المستملحات ، يبدعون فنون الكلم ، يزرعون البسمة في الحروف ، و يزاوجون اللفظة بالدعابة ، يحيكون الجمل بخيط من سرور ، و لما غزر إبداعهم دونوه في مجلد يحمل أرقاما للأبواب والفصول والمواد ، فكان يكفيهم أن يذكروا رقما لتتوالى القهقهات ، فنقلوا سحر الحروف إلى الأرقام .
جاءهم ضيف فتعجب من هذا الذي يضحكهم ، مجرد أرقام تولد في نفوسهم الانشراح ، و في غفلة منهم صدح لسانه برقم اعتباطيا ، فساد الصمت الرهيب و أخفت النساء وجوههن بين أيديهن ، و حنحن الرجال ، و هرب الأطفال و الخجل يعتصر وجوههم .

قديم 01-19-2014, 03:08 PM
المشاركة 18
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفعالية

لا تستقيم الفعالية و أنت ترجو ما لم تكدّ من أجله ، فكثيرا ما نحس نشوة و نحن نحصل على مراد جاءنا عطية و هبة . بل تكاد هذه الظاهرة تستوطن أفكارنا في غياب العطايا ، فكم شخصا أهمل نفسه و مستقبله و حياته و تجده مرتاح الضمير ، مؤمنا بالغد الأفضل ، فإن لمّحت له بسوء فعلته ساق لك من التبريرات الكثير ، بأن حالته ستتغير لا محالة ، وأنه فقط ينتظر الوقت الملائم ، والظرف المناسب ، والفرصة المواتية . و كلها تبريرات جوفاء لا أساس لها فالظرف و الوقت والفرصة نحن من يصنعها و لا تأتي من فراغ ، فما أمطرت السماء يوما ذهبا و لافضة .
كم مرة يحس الإنسان أنه يصلح أخطاء ماضيه و يستهلك الكثير من وقته وجهده في سبيل إصلاح ما أفسده بعجزه و تكاسله في حينه ، و كم مرة تحس أنك تدفع ثمن أخطاء أبيك وربما جدك وهكذا ، فتستهلك الكثير من قدراتك و مقدراتك لإصلاح هفوات الماضي . لا أعتقد أن التخلف خارج عن نطاق الاستهتار والتسويف و القبول بالترقيع تجنبا للاجتهاد المضني و استلطافا للراحة والجمود . أحيانا أعجب لدولنا التي تقترض قروضا طائلة دون أن يكون مجال استثمارها لتوليد الثروة ، بل فقط لإهدار المال أو حفاظا على السير العادي الأعرج الذي تتبناه الحكومات المعتمدة كلها على سياسة الترقيع ، والتي ينتشر في مخططاتها اقتصاد الريع و إخماد التنافسية و التربية على التقاعس . فتكون بأفعالها تلك لا تفسد الحاضر فحسب بل ترتهن مستقبل الأجيال القادمة .

مستملحة اليوم ستكون على منوال هذا الطرح


تقدم واحد من هؤلاء جالسا على كرسي في مطعم يقدم ما لذ و طاب من الأطعمة ، فأكل مسرفا في ملء بطنه و مستمتعا بشراب يذهب آخر ما تبقى من فطنته التي ذهبت بها البطنة .
غسل يديه و هو يمشي بخيلاء باتجاه الباب ، فأوقفه النادل مستفسرا عن النقود ، تعجب من هذا الذي يحدث ، فذكره بمحتوى اللافتة على باب المطعم : " ادفع فاتورتك ، و إن كنت لا تملك فلا بأس ، أبناؤك سيدفعون عندما يرشدون "
نظر إليه النادل مبتسما :" أنا لم أسألك عن دفع فاتورتك بل فاتورة والدك ."

قديم 07-13-2016, 05:24 PM
المشاركة 19
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سكّرهم و سكّرنا


ذات يوم قال الطّبيب لجدي رحمة الله عليه "طاح سكّرك" أي أن مقدار السكّر في دمه قد تضاءل ، جاءني جدّي و الخيبة تعلوه ، يا بنّي ، بيني و بين السّكر أحقاب يا ولدي ، ما سقطت منّي و لو قطعة ، و لا كسرت قالبا منذ زمان لتصيبني لعنة السّكر ، حاولت أن أشرح لجدّي ما يعنيه الطبيب فردّ، أنت أيضا لا تصدّقني كما الطبيب رغم أنّني حلفت له ، و الله يا بنيّ لم تسقط منّي قطعة سكر واحدة ، وأنت تعلم هذا .
في الغالب المصابون بالسّكري تزداد عصبيتهم كثيرا ، إلى درجة أنّهم لا يتحكمون في غضبهم ، يوما دافعت عن أحدهم و قلت لغريمه ، لا تأخذ كلّ ما يقول على محمل الجدّ فصاحبك فيه سكّر ، ردّ عليّ بغضب ، أنا بي شاي و نعانع ، فآن الآوان لتشرب كأسا معتّقة . هي العصبية موضة العصر ، كما السخرية و السّكري ، صديقي جاء من بلاد الغرب ومن إيطاليا تحديدا ، وضعت أمامنا صينية الشاي ، فاجأني ، أريده بلا سكّر ، كنت أعتقد أنّ الأمراض هناك لن تجد إلى أجسادهم سبيلا ، كما اعتقدت أن سكّرهم لن يشبه سكّرنا ، فلربّما تحولت عصبيّتهم إلى ضحك مجنون ، من يدري ، و ربما تعلّموا التّحكّم بأعصابهم كما نسبة سكّرهم ، لكنّ صديقي هذا ، لم تتغير طباعه ، فلا يزال عصبيّا كما كان و ربّما ، أضيفت إلى عصبيّته بعض رفعة تثير عصبيّتي و ما أحبت لواحد من أصدقائي أن تتسلل إلى شخصه ، يحكي صديقي عن خصام حدث له مع أحد الزبناء مثله و هما يسرعان نحو التّاكسي ، تحاورا وتناقشا . هناك في الغرب يتصايح النّاس و يقولون ما في جعباتهم دون تحرّج ثم يذهب كلّ إلى حال سبيله و لا يستعمل أي منهما شرع يديه ، هكذا فعل مع زميله في التّاكسي لكنّه تفاجأ بنزول لكمة غريمه على أنفه فغاب عن الوجود و ما كان ليستفيق لولا أن عطّره أحدهم بالرّيحة ، كاد الضّحك يغلبني عندما قصّ عليّ مصابه ، فعرفت أن الغرب علّم صديقي بعض السذاجة أيضا ممزوجة بالسّكر .
عافانا الله و إياكم من شرور الحلاوة ، و يومكم سكّر على سكّر .


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: حكمة و فرجة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فرحة العمر ياسَمِين الْحُمود منبر القصص والروايات والمسرح . 7 02-22-2021 11:38 PM
فرحة عبدالحكيم ياسين منبر الشعر العمودي 0 03-11-2018 05:21 PM
ليَ رغبةٌ _طلابَنا _ في فرحة أشرف حشيش منبر الشعر العمودي 0 07-15-2014 01:06 PM
فرحة المُشتاق سلمى الغانمي منبر البوح الهادئ 14 08-03-2011 02:31 AM
فرحة وطن!! منال الشايع منبر البوح الهادئ 10 03-17-2011 11:24 PM

الساعة الآن 03:18 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.