قديم 03-11-2011, 10:38 AM
المشاركة 81
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



الرجل والبحر




أيها الإنسان الحر ستحب البحر دائماً


فالبحر مرآتك تتأمل نفسك


في انبساط أمواجه غير المتناهية


في حين أن روحك هاوية


لا يقل عنه مرارة


ومن دواعي سرورك


أن تغوص في أعماق صورتك


وتضمها بعينيك وذراعيك


وقلبك يلهو أحياناً بخفقانه


وبصخب هذه الشكوى الوحشية المتمردة


فأنتما غتمضان لا تبوحان


فيا أيها الرجل


لم يستطع أحد أن يسبر أغوار نفسك


ويا أيها البحر


لم يستطع أحد أن يعرف مقدار ثروتك


الدفينة في أعماقك


لحرصكما الشديد على كتمان أسراركما


ومع ذلك فإنكما تحتربان بلا شفقة ولا ندم


لأنكما تحبان كثيراً الموت والمجازر


يا أيها المتحاربان الأزليان


والأخوان اللذان لا يعرفان الهدوء


- - - - -






العدوّ




شبابي لم يكن سوى زوبعة قاتمة


اخترقته هنا وهناك الشموس اللامعة


فقد عبث المطر والرعد ببستاني


فلم يبقيا فيه إلا القليل من الثمار الذهبية


وها إن أفكاري قد بلغت خريفها


ولا بد لي من استعمال الرفش والمسلفة


لأعيد تنظيم هذه المزارع


التي غمرتها المياه


وحفرت فيها حفراً واسعة كالقبور


من يدري إذا كانت هذه الأزهار الجديدة


التي كنت بها أحلم


ستجد في التربة المغسولة كالرمل


الغذاء الرمزي الذي يبعث فيها النشاط


أيها الألم إن الزمن يُبلي الحياة


والعدوّ الغامض الذي ينهش قلوبنا


على دمنا المسفوح ينمو ويقوى




ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار -جورجيت الطيّار




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-11-2011, 10:40 AM
المشاركة 82
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



الراهب الردئ




كانت الأديرة القديمة


تعرض على أسوارها الضخمة


الحقيقة المقدسة في لوحات


وكان لتلك اللوحات أثرها


في إيصال الدفء إلى النفوس النقية


فتخفف من قسوتها المتزمتة


في تلك الأزمنة التي كانت تنمو


فيها بذور المسيحية


كان أكثر من راهب مشهور


ونادراً ما يذكر اليوم


يتخذ من مسرح المآتم محفلاً


يمجد فيه الموت بكل بساطة


إن نفسي قبر أطوّف فيه


وأقيم منذ الأزل


بثياب راهب ضال


ولا من يجّمل جدران


هذا الدير البشع


أيها الراهب الكسول متى أعرف


أن أصنع من حاضر حياتي البائسة


عملاً ليديّ وحباً لعينيّ





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-11-2011, 10:42 AM
المشاركة 83
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



الممسوس


(( le possede ))




الشمس تتلفع بغلالة رقيقة


فاتشحْ مثلها يا قمر حياتي بالظلال


نامي أو فدخّني على هواك


وكوني خرساء وكوني غامضة


واغرقي بكلّيتك في لجة السأم


فأنا أحبك هكذا


ولكن إذا أردت اليوم


أن تختالي في الأماكن


التي يزدحم فيها الجنون


كما يختال نجم خرج من كسوفه


فلا بأس عليك


أيها الخنجر الفاتن


اخرجْ من غمدك


أشعلي أحداقكِ


على لهب الثريات


وأوقدي الرغبة


في عيون غلاظ القلوب


فكل ما يصدر عنك


من نَزَق واعتلال


هو مصدر للذتي


كوني كما تريدين ليلاً حالكاً


أو صباحاً وردياً


فليس في جسدي المرتجف


كله عصب واحد


لا يصرخ: آه يا عزيزي


(بيلزيبوت) أعبدك





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار- جورجيت الطيّار





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-11-2011, 10:45 AM
المشاركة 84
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



سمو




أنت يا نفسي تندفعين


بخفة فوق المستنقعات


والأودية والجبال والغابات


فوق الغيوم والبحار


وراء الشموس والأثير


وتشقين كالمحراث


وكسبّاح ماهر تطربه الأمواج


الفضاء الواسع العميق


بنشوة عارمة لا توصف


طيري يا نفسي بعيداً


عن هذه الروائح الكريهة


واذهبي وتطهّري


في الفضاء الواسع العالي


وليكن شرابك الإلهي النقي


هذا الضياء اللامع


الذي يملأ أجواز الفضاء الصافية


ما أسعد من يستطيع بجناح جبّار


أن ينطلق إلى الحقول المضيئة الصافية


تاركاً وراءه السأم والأحزان الكبيرة


التي تهيمن بثقلها على هذا الوجود الغامض


ما أسعد من كانت أفكاره كطيور القبّر


تنطلق في الصباح لتتابع


طيرانها حرة إلى السموات


وما أسعد من يحلق فوق الوجود


ويفهم دون كبير عناء


لغة الزهور والأشياء الصامتة





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-11-2011, 10:47 AM
المشاركة 85
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




القطرس




غالباً ما يصطاد البحارة طلباً للتسلية


طيور القطرس.. هذه الطيور البحرية الكبيرة


التي تتبع بغير مبالاة السفينة المنسابة


فوق اللجج كأنها رفاق السفر


وما إنْ يضع البحارة ملك الفضاء هذا


على ألواح السفينة


حتى يتحول إلى أخرق خجل


يترك جناحيه الكبيرين الناصعين


يجرجران إلى جانبه كالمجاديف


بصورة تدعو للرثاء


يا له من أخرق تافه مضحك وبشع


هذا المسافر المجنح


الذي كان في غاية الجمال


فواحد يزعج منقاره بغليونه


وآخر يقلد وهو يعرج


هذا المريض الذي كان يحلق


ما أشبه الشاعر بأمير الفضاء هذا


الذي كان يرود العاصفة


ويهزأ بالرّماة


إنه على الأرض


منفيّ بين الغوغاء


وأجنحته الجبارة تعوقه


عن مواصلة المسير





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار- جورجيت الطيّار






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-11-2011, 10:52 AM
المشاركة 86
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



مباركة




عندما يظهر الشاعر


في هذا العالم الملول


بقرار من القوى العلوية


تلوّح أمه المذعورة


بقبضتيها المتشنجتين


في وجه الله الراثي لحالها هائجة


وتقول: ليتني وضعت وكراً من الأفاعي


بدلاً من أن أرضع هذا الطفل التافه


ملعونة هي ليلة المتعة الزائلة


التي حملته فيها


ليكن هذا الحمل كفارةً


عن كل ما ارتكبته من آثام


بما أنك يا رب اخترتني


من بين النساء جميعاً


لأكون موضع قرفٍ لزوجي البائس


إنني لا أستطيع أن ألقي


بهذا المسخ المخيف


كما تلقى رسالة الحب في اللهب


سأقصف عمر هذه الشجرة


لكي لا تنمو براعمها الوبيلة


وهكذا تجرَّعَتِ المرأة زَبَدَ حقدها


وهي تجهل أن القدر المحتوم


جعلها تعدّ بنفسها


في قصر الجحيم


المحرقة المهيأة لجرائم الأمومة


لكن ملاكاً خفياً بيسط حمايته


على الولد المحروم


فيسكر بالضياء


وفي كل ما يأكل ويشرب


يجد الرحيق وشراب الآلهة


يلهو مع الريح ويتحدث إلى الغيوم


ويمشي على درب الآلام وهو يغني


والروح التي ترافقه في حَجِّه المقدس


تبكي لرؤيته فرحاً كعصفور الغابة


ويراقبه بخوف كل الذين


يرغب في محبتهم


أو يغتنمون هدوءه


ليبحثوا عمن يستطيع


أن ينتزع منه شكوى


ويجرون عليه تجارب وحشيتهم


ويخلطون خبزه وخمره


بالرماد والبصاق


ويلقون جانباً, برياء


بكل ما تمرُّ عليه يده


ويعاتبون أنفسهم


لأنهم ساروا على


هدي خطاه


وزوجته تصرخ في الساحات العامة قائلة:


بما أنه يجدني جميلة حتى العبادة


لذلك سأفعل ما فعلته الأوثان القديمة


سأجعله يعيد طلائي بالذهب


وسأسكر بعطر الناردين والبخور


والمّر والخمور والسجود واللحوم


لأعرف إن كنت أستطيع


أن أزاحم الولاء الإلهي


في قلبه المعجب وعندما أسأم هذا التهريج


سوف أمد يدي القوية الهشة إلى قلبه


وأظافري الشبيهة ببراثن الجوارح


تستطيع أن تمهّد الطريق إليه


وكالعصفور المرتعش


سأقتلع هذا القلب المدمّى


وألقيه أرضاً باحتقار


لأشبع في داخلي


وحشي المفضل


لكن الشاعر الهادئ


يرفع ذراعيه الخاشعتين


إلى السماء إلى حيث تلمح عيناه


عريشاً رائعاً


وومضات روحه الكبيرة الصافية


تحجب عنه مشاهد الشعوب الغاضبة


فلتكن مباركاً يا الله يا من تمنح الآلام


كأنها دواء سماوي لأوزارنا


والرحيق الطاهر الذي يعدّ الأقوياء


لتلتقي المتع المقدسة


أنا أعرف يا إلهي أنك تحتفظ للشاعر


بمكان في صفوف السعداء


وتدعوه للمشاركة في الأعياد الخالدة


للعروش والفضائل والانتصار على الرغبات


أنا أعرف أن الألم هو الشرف الوحيد


الذي لا ترقى إليه أرض ولا جحيم


وأن صناعة تاجي الرمزي


تقوم به جهود الأكوان والأزمان


وأن كل جواهر تدمر القديمة المفقودة


والمعادن المجهولة ولآلئ البحار


التي استخرجتها يداك


لن تكون كافية لتزيين هذا التاج الباهر المضيء


لأنه من صنع الأشعة النقية


النابعة من موطن الأضواء الأصيلة المقدسة


وأن العيون الغافية على أشراقها


ليست إلا مرايا مظلمة وشاكية


بالنسبة إليها




ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-11-2011, 10:56 AM
المشاركة 87
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



إلى القارئ




الحمق والضلال والإثم والشّح


تحتل نفوسنا وتجهد جسومنا


ونحن نغذي النّدم فينا


كما يغذي المتسوّل الطفيليات


التي تتغذى من دمه


آثامنا عنيدة وندمنا جبان


ونحن ندفع غالياً ثمن اعترافاتنا


ونخوض طريق الوحل مغتبطين


ونعتقد أننا بالدموع ندفع ثمن أخطائنا


وعلى وسادة الشر


يهدهد الشيطان روحنا المسحورة


ويجتث من نفوسنا


معدن الإرادة النفيس


ويمسك بالخيوط التي تحركنا نحو ما يُعاف


من المغريات


وفي كل يوم نهبط


لنقترب خطوة من جهنم دون تقزّز


عبر ظلمات نتنة


وكالفاسق المسكين الذي يلثم ويلتهم


النهد المعذب لعاهرة محترفة


تختلس المتع الخفيّة


ونحن نعبر الحياة


ونعتصرها عصر برتقالة ذابلة


وتعربد بأدمغتنا حشود الشياطين


كالملايين من الديدان المتراصّة


وعندما نستنشق الهواء


يتسلل الموت إلى صدورنا


كنهر خفيّ يطلق أنّاته المجنونة


فإذا كان الاغتصاب والسم والحرائق


والخنجر لم تنسج بعد شبكة مصائرنا


برسومها المستحبة المثيرة


فلأننا واأسفاه


لم نبلغ من الجرأة ما يكفي


وبين كل الفهود والعقارب


والسعادين وبنات آوى


والعقبان والأفاعي والكلاب


وكل الوحوش التي تزمجر


وتدمدم وتزحف


داخل نفوسنا الآسنة الوضيعة


هناك واحد هو أشدّها دمامة


وخبثاً ونجاسة وهو وإنْ كان

قليل الحراك ضعيف الصوت


مستعدّ بجولة واحدة


أن يصنع من الأرض أنقاضاً


وبتثاؤبة واحدة أن يبتلع العالم


إنه الضجر الذي يحلم بالمشنقة


وهو يدخّن نرجيلته


وفي عينيه تلتمع دمعة لا إرادية


أنت تعرفه أيها القارئ


هذا الغول الناعم


أيها القارئ المرائي


ـ يا شبيهي ـ يا أخي





ترجمة عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-11-2011, 11:00 AM
المشاركة 88
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



الشرفة


((le balcon))




يا مصدر الذكريات وسيدة الخليلات


يا أنت يا كل ملاذيْ


يا أنت يا كل واجباتي


سوف تذكرين روعة المداعبة


وحلاوة الموقد وسحر الأمسيات


يا مصدر الذكريات وسيدة الخليلات


في الأماسي المضاءة بأوار الموقد


والتي قضيناها في الشرفة


المجللة بالضباب الوردي


كم كان صدرك حلواً وقلبك طيباً


فكثيراً ما تحدثنا بأشياء خالدة


ما أجمل الشموس


في الأمسيات الدافئة


وأعمق الفضاء .. وأجرأ القلوب


عندما كنت أنعطف نحوك


يا ملكة المعبودين


كنت أخالني أشمّ رائحة دمك


كان الليل يدلهمُّ


كأنه الجدار الفاصل


ولكن عينيّ في حلكته


كانتا تستشفان حدقتيك


وكنت أتجرع أنفاسك


أيتها السمّ والحلاوة


وقدماك بين راحتيّ الأخويتين


كانتا تستسلمان لنوم هادئ


إني أعرف فنّ إثارة


اللحظات السعيدة


وأعرف فنّ إحياء ماضيّ


المتكور عند ركبتيك


ماذا يفيدني أن أفتش


عن مفاتنك الناعسة


في مكان غير جسدك العزيز وقلبك الطيب


لأني أعرف فنّ إثارة اللحظات السعيدة


هذه العهود والعطور والقبلات بلا عدد


هل ستصعد من هوة لا قرار له


كما ترتفع في السماء الشموس المشرقة


بعد أن اغتسلت في أعماق البحار السحيقة


أيتها العهود والعطور أيتها القبلات بلا عدد






ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار




انتهى


المصدر: الموسوعة الشعرية للآداب العالمية




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-11-2011, 09:21 PM
المشاركة 89
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
من حياة شارل بودلير " شارل بودلير Charles Baudelaire شاعر فرنسي، ولد في باريس، وكان في السادسة من العمر حين توفي والده الثري جوزيف فرانسوا الذي كان يمارس الرسم هاوياً، وغالباً بحضور طفله. وتزوجت أمه كارولين، بعد وقت قصير، من ضابط كبير اسمه جاك أوبيك أضحى في ما بعد سفيراً لبلاده. وخلَّف هذا الزواج في نفس الطفل شرخاً عميقاً لم يبرأ منه قط، وظلَّ يعد أوبيك دخيلاً، ولاسيما بعد أن وُضِع في مدرسة داخلية.


ولعل حرمان الطفل المرهف الحس من حدب أمه قد ولَّد عنده تمرداً وعناداً، وانصرافاً إلى المطالعة، فلما أضحى شاباً، مال إلى الشعر وبرّز فيه بين أقرانه، غير أنه كان متلافاً، مسرفاً في عبثه وتبذيره، وحاولت أسرته أن تثنيه عن مغريات باريس، فحملته على الرحيل من دون رغبة منه، في باخرة إلى الهند، ولكن الحنين إلى باريس لجَ بالشاعر، فآب إليها ليستأنف مجونه ولهوه، مما حمل أسرته، بتوجيه من زوج أمه، على أن تحد من استهتاره وتجعل أمر الإنفاق عليه من الثروة الطائلة التي آلت إليه من أبيه منوطاً بموافقة وصي شرعي، وكان هذا بخيلاً لم يهتم بمشاعر الشاب الشاعر الأنيق المعلق القلب بغانية خلاسيةٍ تدعى جان دوفال أرهقته بنزواتها.

وعاش الشاعر حياةً مترعةً بالأسى، فقد أصيب بالزهري، ومني بالحرمان والعسر حتى وفاته. من هذه الحياة المضطربة بين الحب المشبوب الخائب، والمرض، استوحى بودلير قصائده الرائعة التي تنتظم كّلها في ديوان وحيد، سماه «أزهار الشر» LesFleursduMal أحدث عند نشره في عام 1857 جدلاً عنيفاً بين بعض فئات المجتمع الفرنسي المحافظة، وأقيمت على الشاعر وناشره دعوى، بحجة أن بعض قصائد الديوان تنافي الخلق القويم وتصدمه، بما تضَمنت من جرأة فاضحة في وصف الشهوة ومفاتن الجسد، وحكمت المحكمة على الشاعر بدفع ثلاثمئة فرنك، ودانت ستّ قصائد من الديوان، محرمة إعادة نشرها".





-----------



الدراسة المعمقة حول أكثر العوامل أثراً في نفس الطفل سوف تظهر حتماً أن زواج الأم بعد موت الأب وعزل الطفل في مدرسة داخلية هو الأكثر ألماً وأثر كما هو حال الشاعر هنا.. وكل تصرفاته وسلوكياته وأشعاره هي انعكاس مباشر لذلك الألم.... فـ"أزهار الشر" هي في الواقع صرخات ألم مهول يعتمل في ثنايا دماغه...



كآبة(2)

spleen

كثيرة هي ذكرياتي كأني عشت ألف عام
إنها خزانة ضخمة مزدحمة الأدراج
بأوراق الجرد والأشعار
والبطاقات الرقيقة
والدّعاوى والأغاني العاطفية
وخصلات الشعر الكثيفة
الملفوفة بالبراءات
إن ما تخفيه من الأسرار
أقل مما يخفيه وجداني الحزين
إنها كهف وهرم واسع يحوي من الجثث
فوق ما تحويه الحفرة الجماعية
أنا مقبرة عافها القمر, يسعى فيها
كما يسعى الندم
دود طويل ينقضّ دائماً بنهم
على الأعزاء من أمواتي
أنا بهو قديم تملؤه الزهور الذابلة
تسكنه أكداس من الأزياء
التي فات زمانها
وتستنشق فيه عبير حق مفتوح
رسوم الباستيل الشاكية
ولوحات (بوشيه) الشاحبة
لا شيء يعادل في الطول
الأيام المتعثرة
عندما يرزح تحت ركام ثقيل
من ثلوج السنين
الضجر تلك الثمرة المُرّة
لللامبالاة الكئيبة
ليأخذ أبعاداً تجعله أبدياً
فيا أيتها المادة الحية لم تعودي
سوى صخرة يحيطها رُعب غامض
تنام في قلب صحراء مغبرّة
كأبي هول تجاهله عالم غافل
وأزيل عن الخريطة
فبات مزاجه سوداوياً
ولم يعد يغني إلا على الضوء الشاحب
لأشعة الشمس الغاربة



ترجمها عن الفرنسية
حنّا الطيّار- جورجيت الطيّار

قديم 04-02-2011, 09:30 PM
المشاركة 90
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




سلام الله على الأديب القدير
صاحب النظرية الإبداعية
المبدع أ.أيوب صابر


أنيق الحرف والنقد الهادف
شكراًً على حضورك ومتابعتك الدائمة
ونقدك الأدبي الثري
الذي لا بد منه على الدوام
دمت بحفظ الله ورعايته
تحية وتقدير
بعطر الجوري والياسمين





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: شارل بودلير .. Charles Baudelaire
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأعمال الشعرية الكاملة - شارل بودلير د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-17-2014 09:57 PM
ll~ شارل بودلير / Charles Baudelaire ~ أغنية الخريف أمل محمد منبر الآداب العالمية. 6 09-18-2013 08:36 PM
||~ Charles Baudelaire / شارل بودلير أمل محمد منبر الآداب العالمية. 11 05-11-2012 06:47 PM
شارل بودلير عبدالله باسودان منبر الآداب العالمية. 0 12-12-2011 06:37 AM

الساعة الآن 07:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.