قديم 02-22-2011, 10:44 PM
المشاركة 11
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



فلنؤمنْ بحلول الفصل البارد


(ج 4)




قلت لأمي: أخيراً انتهى


قلت: دائماً قبل أن تفكري يقع الحادث.‏


يجب أن نبعث التعازي إلى الصحيفة‏


الإنسان الأجوف‏


الإنسان الأجوف ممتلئ بالثقة


أنظرْ، كيف، عند المضغ، أسنانه تقرأ النشيد


وعيناه، حين يحدّق تمزّقان


أما ذلك، فهو يعبر من جنب الأشجار‏


صبوراً‏


وقوراً‏


حيران‏


في الساعة الرابعة‏


في اللحظة التي كانت حبال شرايينه‏


كالأفاعي الميتة من طرفي حلقومه إلى الأعلى


وبصدغيه الهائجين يكرر ذلك اللفظ المدمى:‏


ـ سلاماً‎‏


ـ سلاماً‎‏


وأنت...‏


ترى هل شممتَ يوماً‏


الشقائق الأربع الزرقاء...؟‏


مضى الزمن‏


مضى الزمن وأرخى الليل سدوله

على أغصانِ‏ الأكاسيا العارية


الليل يتزحلق على زجاج النافذة


وبلسانه البارد‏


يمتص إلى داخله ما تبقى من اليوم الذاهب‏


من أين أتيت أنا؟‏


من أين أتيت أنا؟‏


هكذا مدهونة برائحة الليل؟‏


لمْ يزلْ تراب ضريحه طريّاً‏


أعني ضريح تينك اليدين الخضراوين الفتيتين


كم كنتَ رحيماً أيها الحبيب ـ يا حبيبي الأوحد


كم كنتَ رحيماً عندما تكذب‏


كم كنتَ رحيماً عندما تغلق جفون المرايا‏


وتقتلع القناديل من سيقانها السلكية‏


وفي الظلام الظالم تأخذني إلى مراتع الحب‏


إلى أن يجلس ذلك البخار الدائخ من حريق العطش‏


على مرج النوم


تلك النجوم الورقية‏


تدور على اللامنتهى‏


لماذا قالوا الكلام بالصوت؟‏


لماذا استظافوا النظر ببيت الملتقى؟‏


لماذا أخذوا الرغبة إلى حياء الضفائر العذرية؟‏


انظرْ‏


كيف يحيا ذلك الشخص الذي يتكلم بالكلام‏


ويعزف بالنظر‏


وبرغبة الرهبة نام مصلوباً على أعمدة الوهم‏


وكيف بقي على خدّه‏


أثر أغصان أناملك الخمس‏


التي تشبه الحروف الخمسة للحقيقة‏





يتبع
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-22-2011, 10:49 PM
المشاركة 12
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



فلنؤمنْ بحلول الفصل البارد


(ج 5)




ما هو الصمت، ما هو، ما هو يا حبيبي الأوحد؟‏


ما الصمت سوى كلام لم يُتَكلّمْ به


أنا أتأخر عن الكلام، لكنْ لغة العصافير


لغة الحياة، جُمَل فرح الطبيعة الجارية


لغة العصافير، تعني: الربيع، الأوراق، الربيع


لغة العصافير، تعني: النسيم، العطر، النسيم


لغة العصافير، تموت في المصنع


مَنْ هذا، هذا السائر على جادّة الأبدية‏


نحو لحظة التوحيد‏


يوقّتُ ساعة الأزلية

مع منطق رياضيات التكامل والتفاضل؟‏


مَنْ هذا‏


هذا الذي لا يرى في صياح الديكة‏


بداية قلب اليوم‏


بل بداية رائحة الإفطار؟‏


من هذا الذي على رأس تاج الحب‏


يتفسخ في ثياب الزفاف؟‏


وأخيراً لم تشرق الشمس

على القطبين اليائسيين‏


في زمن واحد


أنت خلوتَ من إيقاع البلاط الأزرق‏


وأنا ـ لفرط امتلائي ـ

على صوتي يصلّون


الجنائز السعيدة‏


الجنائز الملول‏


الجنائز الصامتة المتأملة‏


الجنائز المرخيِّة، الأنيقة

الأكولة في‏ محطات الأوقات المحددة


وفي قاع الأنوار المقرَّرة الضبابية‏


وشهوة شراء فاكهة اللاجدوى العفنة


آه....‏


كمْ من الناس في تقاطعات الطرق‏


تقلقهم الحوادث‏


وأصوات صفارات الوقوف‏


في اللحظـة الـتي يجب‏


يجب‏


يجب‏


أن يُسحق رجل تحت عجلات الزمن


ذلك الرجل العابر من جنب الأشجار الرطبة


من أين أتيتُ أنا؟‏





يتبع

.

.




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-22-2011, 10:52 PM
المشاركة 13
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



فلنؤمنْ بحلول الفصل البارد


(ج 6)




قلتُ لأمي: لقد انتهى


قلت: دائماً قبل أن تفكري، يقع الحادث


يجب أن نبعث التعازي إلى الصحيفة


سلاماً يا غرابة العزلة


أستودعك الغرفةَ


لأن الغمام القاتم رسول آيات‏


التطهير الجديدة


وفي استشهاد الشمعة‏


سرٌّ مضيء يعرف أنها آخر وأطول شعلة


بعدك التجأنا إلى المقابر‏


والموت يتشمم تحت عباءة جدتي‏


الموت ـ هذه الشجرة العظيمة‏


الأحياء ـ في المبتدأ-

يستغيثون بأغصانها الملولة‏


والأموات ـ في المنتهى ـ

يتشبثون بجذورها الفسفورية


والموت جالس على الضريح المقدس‏


في زواياه الأربع، وفي لحظة واحدة‏


أضاءت أربع شقائق زرق...‏


فلنؤمنْ‏


فلنؤمنْ بحلول الفصل البارد‏


فلنؤمنْ بحطام حدائق التخيّل‏


وبالمناجل المقلوبة العاطلة‏


والبذور السجينة‏


أنظر... يا للثلج الهاطل‏


لعلّ الحقيقة كانت تينك اليدين الفتيتين


تينك اليدين الفتيتين‏


اللتين دُفنتا تحت هطول الثلج المديد


في العام القادم‏


حين يضاجع الربيعُ السماءَ‏


وراء النافذة‏


ويغليان ملتحمين


النوافير الخضر ـ السيقان الخفيفة‏


سوف تزهر يا حبيبي‏


يا حبيبي الأوحد


فلنؤمن بحلول الفصل البارد




________





ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: - عمدني بنبيذ الأمواج

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-22-2011, 10:58 PM
المشاركة 14
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



ولادة أخــرى



وجودي كلّه آية مظلمة‏


تكررك دائماً في نفسها‏


ستأخذك إلى سَحَر الدهشة‏


والعود الأبدي‏


أنا تأوهتك في هذه الآية: آه...‏


أنا، بهذه الأية، ربطتك بالشجر‏


والماء‏


والنار


لعلّ الحياة شارع طويل تجتازه امرأة كل يوم بزنبيل‏


لعلّ الحياة حبل يعلّق به رجل نفسه من غصن


لعلّ الحياة طفل يعود من المدرسة


لعلّ الحياة‏


إشعال سيجارة في برهة ارتخاء متعانقين‏


أو مرور عابر سبيل دائخ‏


يرفع قبعة عن رأسه‏


قائلاً لعابر آخر بابتسامة فارغة:‏


صباح الخير


لعلّ الحياة‏


تلك اللحظة المغلقة‏


التي تحطم نظرتي نفسها‏


في امتناع عينيك‏


وفي هذا الشعور الذي سأمزجه‏


بفهم القمر‏


وإدراك الظلام


في غرفة بحجم عزلة‏


قلبي‏


الذي بحجم الحب‏


ينظر لأعذار السعادة البسيطة‏


لزوال جمال الزهور في المزهرية‏


للشتلة التي غرستها أنت في حديقة بيتنا‏


ولغناء الكناري‏


المغرد بحجم نافذة


آه...‏


هذا نصيبي‏


هذا نصيبي‏


نصيبي سماء أخذت مني إسدال ستارتها‏


نصيبي نزول من سلّم مهجور‏


والوصول إلى شيء في التفسخ والغربة


نصيبي نزهة ملوثة حزناً‏


في حديقة الذكريات‏


وفي حزن صوت محتضر‏


يقول لي: "أحب يديك"


أغرس يدي في الحديقة‏


أخضر، أعرف، أعرف، أعرف


بأن السنونوات ستضع بيضها‏


وفي خُفَر أناملي المصبوغة بالحبر‏


أعلّق على أذنيّ قرطين‏


من كرزتين حمراوين توأمين


وألصق على أظافري‏


أوراق زهرة داليا


ثمة زقاق‏


صبيانه هناك كانوا مغرمين بي‏


ما زالوا بالشعر المشعث ذاته والأعناق النحيفة‏


والأرجل العجفاء يفكرون بابتسامات الفتاة البريئة‏


التي، في ليلة ما، أخذتها الريح معها


ثمة زقاق سرقه قلبي‏


من حارات طفولتي‏


سفرُ حجم من خط الزمان‏


وبالحجم الذي لّقح خطَّ الزمان الجاف‏


حجم من صورة عارفة‏


ترجع من ضيافة المرآة


وعلى هذا النحو‏


أحدٌ ما يموت‏


أحدٌ ما يبقى‏


ليس هنالك صياد يصطاد اللؤلؤ‏


من جدول صغير‏


يصب في حفرة‏


أنا أعرف ملاكاً صغيراً حزيناً‏


مسكنه المحيط‏


وقلبه يعزف بهدوء... بهدوء‏


وفي ناي صغير


ملاك صغير حزين


يموت بسبب قبلة في الليل


ويولد، بقبلة، وقت السحر




ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: - عمدني بنبيذ الأمواج

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000



هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-22-2011, 11:01 PM
المشاركة 15
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


الطائر كان طائراً فقط



الطائر قال: يا للعطر، يا للشمس‏


آه... لقد أتى الربيع‏


وأنا ذاهب لأبحث عن زوجتي‏


على شفا الإيوان‏


طار الطائر‏


قفز كالرسالة وغادر‏


كان الطائر صغيراً‏


الطائر لا يفكر‏


الطائر لا يقرأ الجريدة‏


الطائر ليس عليه ديون‏


الطائر لا يعرف الناس‏


الطائر على الهواء‏


يحلّق فوق إشارات الخطر الضوئية‏


يسأل عن ارتفاع المجهول‏


ويجرّب اللحظات الزرقاء بجنون‏


الطائر، آه، كان طائراً.. فقط




ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: -عمدني بنبيذ الأمواج

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-22-2011, 11:03 PM
المشاركة 16
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



هديــة



أنا أتكلم عن نهاية الليل‏


أتكلم عن نهاية الظلام‏


وعن نهاية الليل أتكلم


إذا ما جئت إلى بيتي‏


أيها العطوف‏


فهات مصباحاً ونافذة‏


لأرى ازدحام الزقاق السعيد




_________


وضعت القصيدة بعد وفاة الشاعرة على شاهدها قبرها




ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: - عمدني بنبيذ الأمواج -

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-22-2011, 11:07 PM
المشاركة 17
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



غروب أبدي


(ج 1)




ـ نهار أم ليل؟‏


ـ لا يا صديقي، أنه الغروب الأبدي


مع عبور طائرين كتابوتين أبيضين‏


أصوات بعيدة من هذا السهل الغريب‏


قلقة‏


وتائهة مثل دوران الريح


يجب أن نقول شيئاً‏


يجب أن نقول شيئاً‏


قلبي يريد أن يقترن بالظلام‏


يجب أن نتكلم


كم هو ثقيل هذا النسيان


تفاحة تسقط من الغصن


بذور الكتان الصفراء تتكسر‏


تحت مناقير الكناري التي‏


تحبني‏


زهرة الباقلاء‏


أعصابها اللازوردية في سكر النسيم‏


دعها تتحرر من القلق الأخرس المتغير


وهنا‏


في


في رأسي...‏


آه


لا شيء في رأسي سوى دورة الكريات الحمر‏


الغليظة


ونظرتي، مثل حرف كاذب


تنحني خجلاً


ـ أنا أفكر بقمر


ـ وأنا بحرف في قصيدة


ـ أنا أفكر بينبوع‏


ـ وأنا بوهم في الأرض‏


ـ أنا أفكر برائحة الحنطة الوفيرة‏


ـ وأنا بأسطورة الخبز


ـ أنا أفكر ببراءة اللعب


وبذلك الزقاق الطويل‏


المليء بأشجار الأكاسيا


ـ وأنا بمرارة الاستيقاظ من اللعب‏


وبالفجاءة في نهاية الزقاق‏


وبالفراغ الطويل بعد انقضاء عطر الأكاسيا‏




يتبع

.

.




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-22-2011, 11:11 PM
المشاركة 18
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



غروب أبدي


(ج 2)




ـ بطولات؟؟‏


ـ آه.. لقد هرمت الخيول


ـ حب؟؟‏


ـ وحيداً، من خلال نافذة صغير‏


يرنو إلى صحارى بلا مجنون (*)‏


وإلى ممرّ‏


مع ذكرى مضببة‏


من تبختر الساق النحيلة بالخلخال


ـ أمنيات؟؟‏


ـ خسرت نفسها في مؤامرة آلاف‏


الأبواب الظالمة


ـ موصدة؟؟‏


ـ نعم...، بامتداد، مغلقة... مغلقة


سوف تتعب


أنا أفكر ببيت‏


فيه أنفاس لبلاب مرتخية


مصابيحه مضاءة أبداً مثل ناي العين‏


مع راعيها


وبمفكر كسول، بدون ضوضاء‏


وبطفل مع ابتسامته اللانهائية‏


مثل دائرة تتسع على الماء


وبجسد مترع بالدم كعنقود عنب


أنا أفكر بالهجرة


وبهجمة الريح السوداء‏


وبالضياء المشكوك به الذي‏


يتجسس في الليالي من النافذة


وبقبر صغير‏


صغير مثل جسد الوليد


ـ العمل.. العمل؟؟‏


ـ نعم


لكن على تلك الطاولة الكبيرة‏


تسكن البغضاء الخفية التي‏


تمضغك بهدوء.. بهدوء‏


مثلك مثل الخشب والدفتر‏


وآلاف الأشياء التافهة الأخرى


ثم أخيراً ستغرق في فنجان شاي‏


كزورق في سورة الماء


وفي أعماق الأفق لن ترى شيئاً‏


سوى دخان السيجارة الغليظ‏


وخطوط مبهمة


ـ نجمة واحدة؟؟‏


ـ بل المئات.. المئات، ولكن


كلهن مركونات في تلك الزاوية‏


من الليل


ـ طائر واحد؟؟‏


ـ بل المئات.. المئات، ولكن‏


كلهن مع الغرور العابث


يخبطن بأجنحتهن


في الذكريات البعيدة‏


ـ أنا أفكر بصراخ في زقاق‏


ـ وأنا بفأر لا يؤذي‏


يعبر من الحائط، أحياناً


يجب أن نقول شيئاً‏


يجب أن نتكلم‏


في ساعة السحر‏


في لحظة ترتجف‏


فضاؤها ـ مثل الإحساس بالبلوغ ـ‏


يختلط، فجأة، مع شيء غامض


ـ أنا قلبي يريد أن أستسلم للطغيان


ـ أنا قلبي يريد أن أمطر من هذه الغيمة


ـ أنا قلبي يريدني أن أقول


لا، لا، لا، لا


ـ فلنذهب‏


يجب أن نقول شيئاً‏


ـ كأس، أم فراش، أم عزلة


أم حلم


ـ فلنذهب‏



__________


(*) مجنون: كذا وردت في النص، والمقصود هنا قيس، مجنون ليلى.


ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: عمدني بنبيذ الأمواج

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-22-2011, 11:13 PM
المشاركة 19
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



الطائر ميت لا محالة




قلبي منقبض‏


قلبي منقبض‏


أذهبُ إلى الإيوان‏


وبأناملي أمسح بشرة الليل المديد‏


مصابيح العلاقات مطفأة‏


مصابيح العلاقات مطفأة‏


لا أحد سَيُعِّرِفَني على الشمس‏


لا أحد سيأخذني إلى ضيافة العصافير‏


ضع الطيران في خاطرك‏


فالطائر ميت لا محالة





ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: عمدني بنبيذ الأمواج

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-22-2011, 11:15 PM
المشاركة 20
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



الجمعة




الجمعة الصامتة‏


الجمعة المتروكة‏


الجمعة ـ كالأزقة العتيقة ـ حزينة‏


الجمعة أفكار كسلى مريضة‏


الجمعة تثاؤبات مؤذية ومديدة‏


الجمعة ـ لا انتظار‏


الجمعة استسلام


البيت خال‏


البيت موحش‏


البيت بابه موصد على هجوم الفتوة‏


بيت الظلام وفكرة الشمس‏


بيت العزلة والتفاؤل والترديد


البيت: ستارة، كتاب، صندوق، صور


آه...، كم هو هادئ، عَبَرَ ممتلئاً بالغرور‏


عمري مثل ساقية غريبة‏


في قلب هذه الجُمَع الصامتة المتروكة‏


في قلب هذه البيوت الخالية الموحشة‏


آه، كم هو هادئ‏


عَبَرَ‏


ممتلئاً بالغرور





ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: عمدني بنبيذ الأمواج

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:52 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.