قديم 05-22-2012, 08:06 PM
المشاركة 651
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السنديانة الحمراء تكرم كاتبها واحد جذورها البارزين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة الكاتب/ lcparty 17/12/2009
كاترين ضاهر– "النّداء"
استكمالاً لاحتفالات الذكرى الـ85 لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني، واحتفاءً باضاءة الشمعة الثمانين من النضال والابداع. اقام الحزب الشيوعي اللبناني حفلاً تكريمياً للاديب، الناقد، الكاتب، محمد دكروب، في 3 الجاري، في قاعة توفيق طبارة. وذلك بحضور الامين العام للحزب د.خالد حدادة واعضاء من المكتب السياسي واللجنة المركزية في الحزب، وفعاليات سياسية وثقافية وفنية وإعلامية..

القاعة اكتظت بالحضور الحاشد الذي انتظر ذلك الشاب "المشاكس" الثائر دوماً والرافض للاستسلام والتخاذل، داعياً دون ملل الى التغيير والغَرْف من كنوز الثقافة بكافة انواعها.
ما أن دخل دكروب القاعة تراه يوزع نظرات الشكر، الشوق والمحبة لأصدقاء الدرب وللجيل الجديد الذي يحثه دوماً على الثقافة. وسرعان ما وقع نظره على الفنان مارسيل خليفة فاتجه اليه فاتحاً ذراعيه معاتباً له معاتبة الأب لغياب ولده، ومبتسماً ابتسامة الحنين الى ايام الثورة الفكرية، الثقافية والفنية التي أطلقها الحزب منذ تأسيسه.
بعد النشيدين الوطني اللبناني والحزب الشيوعي اللبناني، قدّم عريف الحفل د.حسن إسماعيل كلمة تناول فيها مسيرة دكروب الثقافية وكتاباته.

صيداوي
أما رفيق الدرب، الأخ والرفيق.. الأديب جواد صيداوي، تكلّم عن صديقه دكروب قائلاً: "على أيّ جانب من جوانب هذا الانسان الكبير اتحدث؟ أعلى نشأته وعصاميته وانتصاره على قدره؟ أم على بداياته الأدبية المبكرة والناضجة؟ أم على أبحاثه ودراساته الأدبية والنقدية، وعمارته التاريخية، وجذور السنديانة الحمراء؟
أم على وفائه النبيل للنهج الفكري والسياسي الذي اختاره بمحض ارادته وقناعاته غير مدفوع باليأس ولا بالاحباط؟ أم على جَلدِه الأسطوري في العمل الثقافي وهو على قمة الثمانين غير مبالٍ بوطأة السنين على كاهله؟
فحين يكون النعاس قد ملأ الدور والمخادع، ينصرف هذا الأرق المجافيه النوم الى اوراقه والوثائق، ينقب، ويدقق، ويقارن، ويستنتج، ويخبو، لينهال علينا، ومن ثم، مُصنفاً إثر مصنف..."
وتابع "لقد سبق ان تكلمت على بعض هذه الجوانب، عبر الصحافة وعبر إذاعة صوت الشعب، فلكي لا اقع في التكرار، سأقف عند عبارة وردت على لسان دكروب، قبل سنوات قليلة، في مقابلة اذاعية او صحفية، جاء فيها قوله "يا ريتني بقيت سمكري".هل قال صديقنا هذه العبارة مازحاً؟ هذا ما يدل عليه ظاهرها. ولاسيما ان هذا الشيخ، الوقور جداً، شغوف بالفكاهة في مجالس الأنس، دون تبذل في القول او تجريح، وانما هو تلاعب ذكي بالمتناقضات الكلامية، وقد يضحك جالسه وهو يهجوه. اما باطن العبارة فشيء آخر...".
تساءل صيداوي "أهي ضآلة المردود المادي لجهد الباحث او الكاتب او الشاعر، التي جعلت صاحبنا يعبّر عن ندمه لتخليه عن مهنة السمكرة؟ ان دخل السمكري، في الشهر يفوق بكثير دخل استاذ الجامعة، فلو استمر سمكرياً لغدا من اصحاب الثروات ولعاش ايامه الزائدة في دعة واسترخاء... ان نفس دكروب تأبى ذلك لان نسخ سنديانته الحمراء يخالط منه الدم والعصب...".

وأشار بأن دكروب محكوم في دراسته النقدية والتاريخية بعاملين اساسيين هما العقل والعاطفة، و"لكنه لا يضع عاطفته حيث ينبغي ان يتوسل العقل، ولا يسلّط عقله حيث ينبغي ان يمتشق العاطفة، لذا لا يتخبط في الحيرة والارتباك..". مشيراً الى ان عاطفية دكروب، كانتسبباً لتماهيه مع بعض الشخصيات التي تشملها دراساته، في حالات الألم أو الإحباط أواليأس أو الحزن، وتأثره بعذابات من كتب عنهم من رفاق العمر والدرب.. أو بما عاينهوتابعه حول واقع الثقافة والمثقفين في العالم العربي، ولربما كان ذلك ما دفع دكروبليقول ذات يوم: يا ريتني بقيت سمكرياً!".
وختم صيداوي مداخلته شاكراً الحزب الشيوعي اللبناني "على بادرته الجليلة لأن تكريمه شيخ أدبائنا تكريماً لجميع المثقفين اللبنانيين الاحرار، سواء أمن يغرد منهم داخل خيمة الحزب الشيوعي او من يغرّد خارجها...
وتحية من القلب الى محمد دكروب وهو على قمة الثمانين الشماء، وسوف نُحيّيه، آملين له ولنا، في تسعينياته وفي مئته. وسلام عليه طفلاً يقظاً، مع اترابه، اشجار البرتقال في بساتين صور، وفتى سمكرياً فخوراً باسوداد يديه وانفه، وشاباً أديباً قصيصاً، وكهلاً باحثاً وناقداً ومؤرخاً، وشيخاً مواظباً في الظروف والعطاء، ومحباً للحياة وللاحباء، ومعتصماً في عزلة تنبت في تويجها، في كل ساعة، بتلة من نور"

قديم 05-22-2012, 08:16 PM
المشاركة 652
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اشي بحزن جدا. واحد من اصحاب واحدة من افضل 100 رواية عربية ولا يوجد له سيرة ذاتية. المعلومات حول نشأة هذا الكاتب الفذ قليله جدا. وهو ما يؤكد اهمية تأسيس واطلاق اداة بحث عربية تضم السيرة الذاتية الكاملة والتفصيلية للمبدعين العرب.

مجهول الطفولة.

قديم 05-23-2012, 11:35 AM
المشاركة 653
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
86- ايام الرماد محمد عز الدين التازي المغرب
أيام الرماد


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1992. "خرجت من الوقت وسافرت. طائر الرخ يرى كل سفره قبل أن يتجه نحو أي مكان. من الطريق يخرج إلى الطريق. المسافة تعقبها المسافة. وهذه هي الأرض والسماء وهذا هو جنان يلتوي هابطا بين المنخفضات، والسفر لا أراضيُّ ولا سماويّ. لا حدود ولا موانئ. لا حراس ولا قراصنة ولا لصوص، ويمكن لطائر الرخ أن يختلق كل تلك الأشياء إذا ما أراد فيدخل أحد الموانئ ويركب البحر أو يدخل أحد المطارات ويركب السماء أو يخرج من أرض إلى أرض ومن حدود إلى حدود وهو يركب الأرض. لم يكن يسري أو يزحف أو يمشي أو يطير. الحركة كائنة وهو لا يدخل ميناء أو مطارا ولا يعبر الحدود، وكأنه يبقى في مكانه وهو يتحرك. يتحدد المكان الذي يريد الوصول إليه بشجرة ضخمة متفرعة العروش وهي تنمو وحدها في العراء. شجرة سبق لطائر الرخ أن رآها في المنام أو التقط حولها بعض الوصف من حكاية أمه عن سيدنا الخضر، أو هي تلك الشجرة التي يوجد فيها الوكر. يغشى عينيه نور الشمس دون أن يرى الشمس في إحدى جهات السماء الواسعة. ولسوف ينقر زجاج النافذة بمنقاره الحاد. والنقرة الواحدة يمكن أن تكسر الزجاج فيتسلل طائر الرخ إلى المكتب ويفتح الدرج بالمفتاح الذي انتشله من جيب البذلة العسكرية المعلقة على المشجب، ويعيد جناحيه المفقودين إلى مكانيهما. كل شيء جاهز لهذا السفر البعيد، حيث سيطوف طائر الرخ بالجبال السبع سبع طوفات، ويبلل جناحيه من مياه سبعة أنهار وينقر سبع حبات من ثمار تشبه ثمار الجوز الهندي، ثم يطير مسافة سبعة فراسخ في اتجاه واحد دون أن يميل يمينا أو يسارا. يتذكر أن في جيبه كل ما يملك: القرطاس والقصبة المشحوذة الرأس ودواة الصمغ وبعض أوراق العملة الأجنبية التي تم تحويلها بمساعدة الرمضاني عند أحد التجار العملة. وكأنه طائر وسط ماء، فقد كان يرى في سمائه الأسماك والحيتان وأحراج القيعان البحرية. الأوراق لا تبتل. الماء في العينين. في جيب سروال القطيفة الأزرق مفتاح، وفي تلك الطريق المائية السماوية السالكة نحو الشجرة الضخمة المتعرشة الأغصان تفحص طائر الرخ ما في جيوبه مخافة أن يخضع للتفتيش من قبل حراس عتاة أشداء، فوجد المفتاح، وأخذ يفكر فيما سوف يفتح بهذا المفتاح، باب الدار أو خزانة الحي الجامعي؟ هل هو مفتاح الصندوق الذي تركه الوالد؟ هل هو مفتاح درج مكتب القائد؟ مفتاح باب غرفة الفندق؟ حاول طائر الرخ أن يتذكر عدد المرات التي فتح فيها بابا أو أغلق بابا فلم يتذكر. ثم تذكر المرات التي أغلقت دونه فيها بعض الأبواب. وبعدها ظهرت له الأبواب". يقول عنها الباحث حسن سرحان: "يتحقق "تقعير الشفرة" في رواية "أيام الرماد" من خلال مجموعة من الملفوظات الميطاسردية المنتشرة في طولية النص. وتتحدد الوظيفة المركزية لهذه الملفوظات في تلك القراءة الخاصة والنوعية التي تقدمها الشخصية- المؤلف (حامد العسلي) للرواية. فحامد العسلي يضطلع بعدة أدوار في هذا النص. فهو شخصية وسارد ومؤلف وقارئ في الوقت نفسه: هو شخصية باعتباره مشاركة في أحداث الحكاية، وسارد باعتباره يؤدي الوظيفة السردية والتنظيمية للمحكي، ومؤلف لأنه يحكي "سيرة" روايته، وقارئ لأنه يمارس الوظيفة التأويلية التي تتمثل في تعليقاته وتنظيراته لسيرة الرواية: روايته. تتكون رواية "أيام الرماد" من ثلاثة أجزاء موزعة في الشكل التالي: الجزء الأول (من ص:9 إلى ص : 64). غير معنون. الجزء الثاني (من ص:65 إلى ص: 105). يحمل عنوان: (أغوتني الرواية، الرواية غواية). الجزء الثالث (من ص: 107 إلى ص: 304). يحمل عنوان: نوار الدفلى في العينين العوسج البنفسج. ويضم كل جزء مقطعا أو مقاطع ميطاسردية بصوت الشخصية- المؤلف (حامد العسلي) أو إحدى الشخصيات، تعكس طرائق اشتغال العناصر التركيبية المكونة للنص الروائي. وتخضع هذه المقاطع الميطاسردية لتوزيع خاص يتحقق في أربعة أشكال: - الأول يرد فيه المقطع موضوعا ين قوسين، ويملأ حيزا خاصا، أي يكون عبارة عن مقطع كامل يفصله عن باقي المقاطع بياض. - والثاني يرد فيه هذا المقطع موضوعا بين قوسين، لكنه لا يشغل حيزا خاصا بل يدمج في سياق المقاطع السردية التي تضطلع بدور نقل أحداث العالم السردي. - والثالث يتلخص فيه من القوسين ويشغل حيزا خاصا. - والرابع يتلخص فيه من القوسين ويدمج في سياق المقاطع السردية الأخرى. انطلاقا من التوزيع السابق، تصبح هذه المقاطع الميطا سردية مرايا داخلية تعكس إستراتيجية الكتابة الروائية كما يتصورها مؤلفها التخييلي (حامد العسلي). أي تعكس شفرة النص الروائي. ودون تحديد وضبط هذه الشفرة، لا يمكن تقديم قراءة ملائمة ومنسجمة للنص. فحامد العسلي يكتب الرواية وينظر لها في الوقت نفسه. ويتحقق هذا بطريقة لا تفصل بين النظرية والتطبيق. فهو ينظر لرواية يكتبها هنا والآن. وهذا الشكل في الكتابة الروائية يتجاوز فنيا ونظريا ما يسمى "الرواية داخل الرواية"، لأن الأمر لا يتعلق برواية- إطار تضم روايات تخييلية، بل برواية يكتبها "مؤلفها" ويحدد لها إطارها النظري الذي "يجب" أن تقرأ في ضوئه.".





http://www.mohamedazeddinetazi.com/std3.pdf


قديم 05-23-2012, 11:38 AM
المشاركة 654
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
محمد عز الدين التازي في ضيافة مختبر السرديات

من مختبر السرديات/المغرب
أكتب..
كما يحفر النهر مجراه

خلال يوم كامل، وبمشاركة أربعة عشر ناقدا مغربيا، انعقدت ندوة ( اللغة والمجتمع وغياب اليقين في روايات محمد عز الدين التازي ) يوم الجمعة 29 مايو 2009 برحاب كلية الآداب بنمسيك بالدارالبيضاء ، جامعة الحسن الثاني المحمدية ، في ضيافة مختبر السرديات الذي دأب على الاحتفاء بالثقافة المغربية والعربية في لقاءات علمية. وقد عرفت الجلسة الافتتاحية كلمة شعيب حليفي التي سجل فيها المقاصد الكبرى من هذه الندوة وأهمية الروائي المغربي التازي في المشهد الثقافي. كما تحدث محمد عز الدين التازي عن بعض الملامح والآفاق في مسار الكتابة عنده .
• جماليات التجريب والتخييل
انطلقت الجلسة الأولى والتي ترأس أشغالها جواد بنيس ، بمداخلة عبد الفتاح الحجمري(روايات التازي : كتابة منذورة للبقاء ) حيث تحدث بتفصبل عن حياة محمد عز الدين التازي الثقافية ومسيرته الابداعية متوقفا عند أهم المحطات الابداعية بدءا من أول رواية "أبراج المدينة" إلى "أبنية الفراغ" وقد عمل وهو يرصد نصوص التجربة إلى توصيفها جماليا ودلاليا وأيديولوجيا. مع تركيزه على خصوصياتها الموضوعاتية والفنية قياسا إلى تجارب مغربية مناظرة..
وفي مداخلة بعنوان ( الواقعي والتخييلي في رواية أبراج المدينة ) تدخل محمد بطل متحدثاعن القوة الإنجازية للرواية وهي تُحرض خيال المتلقي. وقد أطر الباحث ورقته بتناول محاور منها شبق الكتابة وتمفصل الحكي عن الخطاب ، لينتقل إلى مقاربة تمفصل الدلالة الرمزية للمدينة وأبراجها ،التماهي السخري من الواقع ، وصولا إلى البحث في الاوضاع الخطابية من ترهينات ولغات، خاتما تحليله بالتوقف عند التخيييلية باعتبارها بُعدا جماليا في رواية أبراج المدينة.
أما مداخلة عبد الرحيم جيران فكانت بعنوان"البلاغي الأسطوري في (زهرة الآس) أو تقابل العوالم" وقد انصبت على معالجة العلاقة بين الأسطوري والكتابة الروائية. وقد تطرق الباحث في البداية إلى العلاقة الماثلة بين الأسطورة والبلاغة، وضبط اشتراكهما معا تجسيم العالم انطلاقا من التنافر بوصفه مظهرا دالا على بنية تستقطب عبر التوسط أشكال الكتابة في رواية زهرة الأس. ثم انتقل بعد ذلك فحص هذا التوسط في الرواية، حيث بين الحدود التي يتحرك ضمنها. وهكذا عمل الباحث على مقاربة توسط الأسطوري الكتابة الروائية والتاريخ في علاقتهما بالموضوع الروائي "فاس"، بما يعنيه ذلك من ضبط المبدإ الكلي الذي يتخفى بوصفه منطلقا وتوقا وراء الصياغة السردية للرواية، هذا فضلا عن ضبط الانبثاق السردي في ارتباطه بأسلوب الورطة، وتجسيمه الأسطوري في بناء التقابل البلاغي، مع ما يقتضيه ذلك من ضرورة خلق تجسير بين هذا التقابل متطلبات الرواية بوصفها جنسا أدبيا له شروطه الخاصة، الشيء الذي أفضى إلى ضرورة تبين تدخل العجيب في بناء التعالق بين الأسطورى وممكن الرواية.
رشيد الإدريسي في ورقة نقدية بعنوان ( انعدام الحقيقة وهشاشة الكائن: مفاتيح لفهم المنطق الحكائي لدى عز الدين التازي) اعتبر المدونة السردية للكاتب من أكثر المدونات ارتيادا للتجريب، ونتيجة لهذه الخاصية التي تطبع أغلب إبداعاته، يجد القارئ نفسه إزاء عوالم حكائية غير مألوفة لديه. وهذا ما ينطبق على رواياتي "مهاوي الحلم" و"ضحكة زرقاء"، ففيهما معا تتجلى كل خصائص تصور الكاتب للإبداع وطريقة صوغ الأفكار والعوالم التي يريد تبليغها للقارئ. ويعتبر المحور النصي المتمثل في انعدام الحقيقة وهشاشة الكائن، من أكثر المفاتيح قدرة على سبر أغوار هذين الروايتين، والتي يعتبر الغموض أحد مكوناتها وثوابتها الأساسية، مما يستدعي الرفع من درجة مشاركة القارئ التأويلية، وعدم الاكتفاء بالتفسير الحرفي التاريخي الذي يجب البناء عليه لإنجاز تأويلات عميقة تتوافق مع طبيعة هذا النوع من الإبداع.
أما مداخلة عبد الإله رابحي الموسومة ب" التخييل الليلي في رواية الخفافيش " فقد انطلق فيها من توصيف ثنائية الظلمة والنور في الرواية بكل ملحقاتها أو سيماتها التي يعجز منطق الترادف على الإحاطة بها ، وذلك عبر اقتران الكتابة الإبداعية بالحلم كسياق ليلي تتجلى من خلاله الثنائية الأصل :الواقعي والمحتمل التي تجعل من الكتابة سؤالا مؤرقا، ثم انتقل إلى توضيح كيف أن الكتابة تتأرجح بين العالمين:عالم الظلمة -الحلم- وعالم النور- الواقع- ،عالم "الحاجة لالة زهور "كعالم يعج بالأشباح ،كتخييل ليلي يعجز حرفيو الكتابة إدراك أسراره ، وعالم "كنزة" الغارق في تفاصيل اليومي العابر. ومؤكدا أن حيرة الكتابة بين العالمين تفسح المجال للقارئ لكي يرتق خيوط الحكاية الليلية المتناثرة، ويكمل سيرة الحاجة وسيرة الكتابة بما تراكم لديه من متخيل ليلي، وهو المتخيل الذي ينقل الوقائع من التاريخي إلى الروحي، موضحا أن هذا الانتقال مناظر لما عبر عنه ريكور بالانتقال من العبودية إلى الحرية أي إلى حالة الخلاص.
وحول ( لعبة الحكي وتراجيديا التحول في رواية مغارات) قارب عبد الغاني عارف النص الروائي من خلال أربعة محاور وهي أولا : المكان باعتباره موضوعة في الرواية وبؤرة تستقطب إلى مركزها مجموع وقائع الرواية.ثانيا: لعبة الحكي ضمن اختيار سردي ينزع نحو التجريب وعبر لعبة حكي تتعالى عن الواقع بالإيهام الفني .ثالثا : شخصيات الرواية المحكومة بمواجهة أقدار عابثة رغم وعيها الحاد المشرئب إلى واقع خارج الانهيار.رابعا اللغة وماهية الكتابة ، والأبعاد الترميزية التي تفتح للتأويل منافذ جديدة وتفصح مرآويا عن عنف التحول المتحقق في طنجة المدينة وفي الشخصيات .
• اللغة ، المجتمع ، غياب اليقين
في الجلسة الزوالية التي نسق أشغالها عبد اللطيف محفوظ ، تدخل بوشعيب الساوري في موضوع ( ترميم الذات والمكان في رواية امرأة الماء ) من خلال محورين اثنين .الأول بخصوص السفر في الذات والمكان حيث تتأسس روائية الرواية بغية القبض على العطب ، وكذلك الكشف عن التحولات انطلاقا من الحوار بين الماضي والحاضر . المحور الثاني حول التنويع السردي انطلاقا من سرد تفقد المكان والتذكر والاسترجاع ، ثم الرسائل وشطحات الحلم .
أما مداخلة سلمى براهمة فقد كانت بعنوان "من تصدع البناء إلى تصدق الأسطورة"، حيث حاولت أن تكشف من خلالها أن تصدع البناء وتشظيه كان له دور دلالي قوي تمثل في إسقاط الأسطورة اليهودية. لذلك وقفت الباحثة عند الحكاية الأساسية في الرواية، والتي تتصل بالهيلولة (احتفال ديني سنوي لليهود المغاربة) حيث توقفت عند كشف الخطاب الروائي لكل الأقنعة عن الخطاب الديني..
وقد انتهت الباحثة إلى تأكيد أن رواية " فوق القبور تحت القمر" ذات بعد أطروحي وبعد جمالي أيضا. الشيء الذي جعلها تكتسب تميزا وتفردا على مستوى المحتوى وطرائق السرد.
ثم تدخل جمال بندحمان بموضوع( مدارج اللغة وحكي القيامة الدنيوية: دراسة في رواية " خفق أجنحة" )وانطلق من التساؤل عما يميز لغة الحكي عن غيرها؟ وهل يتحكم مضمون الخطاب الحكائي في نوع لغته؟ و ما الذي يفعله القارئ أمام خطاب متشعب اللغة ؟ أي علاقة بين مقاصد الخطاب والمبدع والمتلقي؟ وهل تتمرد اللغة على مستعملها؟ وما مسوغ الجمع بين لغات داخل اللغة وبين حكايات داخل الحكاية؟ وهل يكفي رصد المعجم لتعليل أنماط الحكي وتموجاته؟ أي دور تلعبه التراكيب في بلورة الموقف المفترض للقوى الفاعلة؟ وما الدلالات التي تقدمها لنا اختيارات الأسماء والأماكن؟ وإلى أي حد تتراجع اعتباطيتها لتصبح اختيارات مقصودة؟ كيف نبلور خطابا عن الحكي من خلال اعتماد الأفعال الكلامية وصيغ السؤال المفتوح؟
انطلاقا من هذه الأسئلة، وغيرها، قارب الباحث رواية خفق أجنحة استنادا إلى مقاربة تعتبر أن للغة سلطتها في بعض المقامات الحكائية التي تتوسل بها لتبليغ مضامين ذات التباس دلالي كبير، يقود إلى جعل تشاكلاتها الدلالية أكثر إيغالا في جعل التعايش ممكنا بين المتناقضات، وفق تصور يعيد صياغة الإشكالات الفكرية والمجتمعية والتاريخية، ويضعها في مأزق يكسر ثوابتها،ويجعل اليقينيات أكثر عرضة للتشكي..
أما محمد خفيفي فقد كانت مداخلته بعنوان "تعدد الأصوات وانهيار القيم في رواية حكاية غراب" وقد استهل المداخلة بالكشف عن النصوص الغائبة التي قد تفرض ذاتها على المتلقين تبعا لقدراتهم الإدراكية، لينتقل إلى وصف خصوصيات الغراب في الرواية، حيث لاحظ أنه ملتبس مختلف عما تقدمه المعاجم عن هذا الطائر العجيب والغريب الذي يتبدى جراء ذلك ممتلكا لصفات تجعله متعدد الهوية.. وهو متعدد بتعدد المواقف والوضعيات التي تتأرجح بين حضور واقعي وآخر رمزي يؤشر على شيء آخر تراهن الرواية على فطنة القارئ لتوصيفه وفك طلاسيمه. كما لاحظ أن الرواية تتجاوز البناء التركيبي التقليدي، وتعتمد تقنية تعدد الأصوات التي تساعد على تشخيص أنواع الوعي الإيديولوجي..
وانتهى الباحث إلى أن الرواية تحقق التناغم بين الذات وأفعالها، فهي انطوائية منعزلة تفكر كثيرا في الموت لكن عزاءها الكبير في توهج الحكاية وقدرتها على هزمه.
في الجلسة الرابعة والختامية خلال هذه الندوة والتي نسق أشغالها شعيب حليفي تدخل شريشي لمعاشي بورقة نقدية حول رواية المباءة (الرواية واللايقين ..يقين الجنون ) معتبرا أن هذه الرواية هي سرد يولد من متاهة اللايقين وتتشكل من مفصلين كبيرين ، الأول تخييلي والثاني شبه واقعي ، وعبرهما سيتوقف الباحث عند عدد من القضايا المحركة للنص ، منها أبعاد الرموز ، لغة التصوف ، الجنون ، التفاوت بين عمق الوعي وعمق الإحساس .
أما إبراهيم أزوغ فقد قارب موضوع (صوغ المتناقضات والأوهام والمواقف في رواية بطن الحوت ) باحثا عن تيمة غياب اليقين المفضي إلى العجائبي باعتباره وسيلة تعبيرية لتصريف المواقف والرؤى حول المجتمع الصغير والكبير .كما توقف الباحث عند مستوى توظيف الرواية لتقنية السؤال في بناء النص ، أو صيغة البحث دون جواب.
وتدحل بعد ذلك المصطفى مويقن بموضوع "دم الوعول: بين المسخ والبوح" حيث عمل على مقاربة الرواية من خلال دلالة المسخ، وقد طال الشخصية المحورية "عبد الرحيم" الذي مسخ في هيئة قزم. موضحا أن هذا التحويل استدعى بوح كل الشخصيات ذات العلاقة بالذات موضوع المسخ، ومن ثمة تحول المسخ إلى ذريعة للبوح وتعرية الكائن، تبدى معه أن كل شخصيات الرواية تعاني المسخ..
وانتهى إلى تأكيد أن الرواية تعكس من خلال لغة متشظية انكسار الشخصيات المحطمة، كما تشخص المسخ الذي أصاب الواقع نفسه.
وكانت آخر مداخلة لعبد اللطيف محفوظ، تحت عنوان "بناء المعنى في رواية أبنية الفراغ" حيث عالج المعنى انطلاقا أولا من شكل توظيف اللغة الموسوم بالبساطة والشفافية في التعبير عن الموضوعات، وثانيا من خلال سجلات الكلام التي تتركب من ثلاثة مستويات، مستوى عام ومجرد يتصل بالموقف من العالم والقيم والأنساق المنظمة للسلوك الرمزي المتحكم في أشكال الفعل والتفكير فيه وتقييمه، ومستوى ثقافي اجتماعي يمس العلاقات الإنسانية، ومستوى ثالث يتصل بالفردي والخاص، ملاحظا أن بناء المعنى يقتضي أخد المستويات وعلاقاتها بعين الاعتبار، وثالثا من خلال مضمرات السرد والكتابة والتي حددها في مجموعة من الأدلة وصفها بالأيقونية، وهي العلاقة الفضائية بين الفصول والمحكيات الصغرى، والتي تعوض وتنوب عن العلاقات السببية، وعلاقة المسارات السردية بدلالات أسماء المتكلمين في الرواية، وعلاقة الحريقين الذين تنفتح الرواية على أحدهما بالبيضاء وتنتهي بثانيهما بطنجة بالدلالات الرمزية للحريق في الأنساق الرمزية


• المجرى والمسار
في نهاية اللقاء تحدث عز الدين التازي عن تجربته الروائية الممتدة في مساحات التخييل الروائي من خلال الورقة التالية :
" ما الذي يتغير في الإنسان وهو يغير جلدته كما تفعل الثعابين ، أو وهو يغير لسانه ليتكلم بلغة الوقت وبأصوات الآخرين ،أو وهو يغير ما كان يقوله لنفسه في سرائه وضرائه بقول آخر يتكيف فيه مع الآخرين ؟
من غير شك فإن الجوهري في ذات الإنسان يتغير بفعل تلك التغيرات، وحيث تتعرض الذات للتهتيك وفقدان مقوماتها كذات .
وإذا كان الإنسان روائيا ، فإنه يحتمي بالكتابة من فراغ المعنى ومن المسخ والتشيئ، ومن ابتذال القيم ، لأن ثمة ما يكمن أصيلا في ذات الكاتب ، يحميها من التزلف والزيف والنفاق .
الأسرار التي تحفل بها الحياة لا يحاول الكشف عنها شيء سوى الكتابة .
في الكتابة الروائية تتجدد علاقة الكائن بذاته وبمحيطة الاجتماعي ، وبنظرته للناس وللوقائع والتحولات .
هكذا يمكن أن يعلل الكاتب الروائي شرط وجوده بالكتابة الروائية قبل أن يعلله بأي تعليل آخر. وقد لا يفهم كثير من الناس معنى أن يربط إنسان ما حياته اليومية ولسنوات طويلة، تمتد إلى عقود من الزمن.. لعل المسألة في غاية البساطة ،فذلك الارتباط لم يتحقق طوعا أو قسرا ، وإنما جاء كما يحفر النهر مجراه .
في خصوبة عوالم الكتابة ، وتجددها واستمراريتها، ما يهيئ لجرأة خاصة على اقتحام الموضوعات التي تبدو محرمة ، أو تبدو وكأنها من قبيل المسكوت عنه ،وتلك الجرأة لا تتحقق إلا من خلال دخول الكتابة في عوالمها التي تنهض على محكيات الشخصيات التي تختلف عن بعضها في التجربة والمسار في دروب الحياة.
الوجود في الكتابة الروائية يضاعف الوجود ، ذلك أن ما تحياه الشخصيات من أحداث ومواقف ، على تعددها هو السبيل الوحيد لمضاعفة الوجود ، وتعدد أوجهه وملابساته ومستويات صعوده وانحداره.
هكذا لا توجد في الكتابة الروائية يقينيات ، لأن كل يقين تحمله شخصية روائية هو معرض لزلزلة الشك والحيرة والبحث عن السراب .معنى ذلك أن قلق الشخصيات الروائية هو قلق إنساني ، يتمازج فيه تاريخ الأسطورة بتاريخ العلم ، كما يتمازج فيه تاريخ الذات وتواريخ أخرى مشوشة ولا تصل إلى الحقيقة .
بهذا المعنى تصبح الكتابة الروائية سؤالا عن الوجود ، في تضعيفاته وتحييناته في الأزمنة ، في توسيع للزمن الروائي الذي يستوعب كل الأزمنة.
وبهذا المعنى أيضا لا تغدو الرواية وثيقة ، لأنها تخون البحث عن حقيقة الإنسان ، تلك الحقيقة التي جاءت الأساطير وبعدها الأديان ، لمحاولة توضيحها ، ثم جاء العلم أيضا لمحاولة توضيحها، وهي ما تزال مستعصية عن أن تتجلى بكامل الوضوح .
في هذا الغموض الذي يكتنف الوجود الإنساني ، يكون لا بد للرواية من أن تشتغل على الغموض، فإذا كان عالم الرواية غير مكتمل ، ولا نهائي ، فانه يكون مضطرا إلى التنويع في مقترباته من لحظات إنسانية دالة على الزمن والفضاء في أوضاع مجتمعية قابلة للتبدل والتحول حتى وان كان يثوي في صلبها ما هو ثابت وجوهري .
بهذا المعنى كذلك ، تخوض الكتابة الروائية مغامرة تشخيص الأفكار والمبادئ والأسئلة في التشخيص الروائي ، وهو ما يحول الأفكار والمبادئ والأسئلة إلى وقائع وتوقعات، أي إلى سرد روائي يعتمد الحكاية ، وما التاريخ الإنساني ، وتواريخ الشعوب ، سوى حكاية تتردد على الألسنة بروايات شديدة الاختلاف .
ربما ، ومن هنا تكتسب الكتابة الروائية مشروعيتها من إنتاج خطابات متعددة ومتنوعة ، ولا تكون تلك الخطابات منتمية إلى غير الخطاب الروائي نفسه ، الذي ينظم العوالم ويبني الأشكال.
أما الروائي فهو في أوقات الكتابة يتحرر من أفكاره وتجاربه في الحياة ونظرته للعالم ،لأنه يجعل من ذاته مرصدا لصيرورة وتحول العالم ، دون ان يعني ذلك أن الذات التي تتحول الى مرصد ، تنكر ذاتها .
كيف يمكن إذن ، للواقع السياسي والاجتماعي ، وللأساطير المعاصرة ، أن تتسلل إلى جسد الرواية ، وكيف يمكن للذوات المتشظية أن تصبح" أبطالا "روائيين ، وكيف يمكن للفضاءات بتاريخها المنسي أن تستعيد ذاكرتها في الرواية ؟
هي كتابة روائية تشتغل على تعدد هذه المستويات ، لتصهرها في صوغ أدبي تخييلي.
أليس هذا هو المهم في الكتابة الروائية ، وهي تلتقط تفاصيل الواقع ، وتجعل منه أسطورة واقع ؟
لعل هذا هو المهم .
أما تقنيات الكتابة فهي تنتمي إلى التصنيع الروائي الذي يحفل ببناء إستراتيجية للأشكال ، ويعني ذلك كل ما يجعل من الكتابة الروائية لعبا على مساحة الفراغ التي هي الصفحة البيضاء .
حتما ، إن هذا الغليل لا يُشفِي غليلا أكثر غلة ، لتأمل كتابة روائية لها متسعها الذي لا يحد بحدود .
وعودة إلى الكاتب الروائي ، فهو ليس ناطقا باسمه ، ولا يأكل الثوم بأفواه الآخرين ، إنه لايغير جدلته كما تفعل الثعابين، كما هو لا يغير لغته ليتكلم بلغة الآخرين ، كما أنه لا يكيف لغته لكي تتكيف مع لغة الآخرين .
إنه هو من يشتغل على السرد وأصواته السردية ، وهو من يجعل من ذاته مرصدا ترصد الكلية المجتمعية .
وهو ليس هنا وهناك .
إنه لا يوجد إلا ككاتب روائي ، وبهذه الصفة يجب أن يُعَرَّف.

قديم 05-23-2012, 11:39 AM
المشاركة 655
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ملحقــــــــــــــــــــــــــ
التازي وسيرة الإبداع
ولد محمد عز الدين التازي بفاس سنة 1948. حصل على الدكتوراه في الأدب الحديث. يعمل أستاذا للتعليم العالي بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان.
صاحب أكبر كم روائي وقصصي نشره مغربي لحد الآن، فهو يواظب على الكتابة والنشر منذ أربعين عاما. نشر أول نص قصصي له سنة 1966 بالملحق الثقافي لجريدة الأنباء المغربية، بعنوان مربك هو: "تموء كالقطط"، ليواصل نشر قصصه القصيرة في جريدة "العلم"، ولينشر قصصه في المجلات العربية كالأقلام العراقية، والآداب البيروتية، وفي منابر عربية أخرى.
كتب الرواية والقصة القصيرة والمسرحية وقصص الأطفال وسيناريوهات بعض الأفلام والنقد الأدبي. نشر ثمانية عشر رواية لدى دور النشر في المغرب والجزائر وسورية ومصر لبنان، قبل أن تَضُمَّ أغلبَها ثلاثُ مجلدات صادرة عن وزارة الثقافة المغربية، تقع في 1785 صفحة، إضافة إلى روايته الثلاثية: "زهرة الآس" التي صدرت في ثلاثة أجزاء، والتي لم تُتَضمن في أعماله الكاملة، وإلى رواياته الصادرة بعد صدور أعماله الكاملة، ما ينتظر الصدور من أعمال.
في مجال القصة القصيرة كان قد نشر أضمومته القصصية الأولى سنة 1975، بعنوان: "أوصال الشجر المقطوعة"، وكان أن قَدَّمَ لها الناقد محمد برادة، ثم توالى صدور مجاميعه القصصية، فصارت تسع مجموعات، صدرت في مجلدين من753 صفحة، يحتويان على 134 قصة قصيرة .
صدرت له أزيد من عشرين قصة للأطفال، وتفوق كتبه المنشورة، الخمسين كتابا. تحولت روايته "رحيل البحر" إلى شريط أنجزته التلفزة المغربية. قررت وزارة التربية الوطنية روايته "المَبَاءَة" على تلاميذ الجذع المشترك ثانوي. كرمته عدة كليات وجمعيات ثقافية، وعقدت عدة ندوات حول أعماله. كرس حياته للكتابة، وهو يقضي ليله ونهاره يكتب ويمحو ما كتب، باحثا عن اقتناص لحظة إبداعية من خلالها يبني عالما أو قيم معنى أو يشذب حديقة نص، أو يخاتل ما يسميه إستراتيجية الأشكال.
ترجمت بعض قصصه القصيرة إلى الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والألمانية والسلوفانية، كما ترجمت روايته "مغارات" إلى الفرنسية. اختيرت روايته "أيام الرماد" من بين أفضل 105 رواية عربية نشرت في القرن الماضي، ضمن استقراء نشرته جريدة الأهرام القاهرية.
حاصل على عدة جوائز من أهمها جائزة فاس للثقافة والإعلام لسنة 1976، وجائزة المغرب للكتاب لسنة 1977. و 2009 عن روايته الأخيرة "أبنية الفراغ". كما حائز على وسام العرش من درجة فارس .
عضو اتحاد كتاب المغرب واتحاد الكتاب العرب، وجمعيات ثقافية منحته عضويتها الشرفية، وأخرى منحته شهادات تقديرية.
المؤلفات
• الأعمال الروائية
1- أبراج المدينة، اتحاد كتاب المغرب بتعاون مع اتحاد الكتـاب في العراق، دار آفاق عربية ، 1978 . 104 ص .
2- رحيل البحر، طبعة أولى، المؤسسة العربية للدراسات والنشـر، بـيروت، 1983 . طبعة ثانية، مؤسسة منتدى أصيلة 2002 . 320 ص.
3- المباءة، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، طبعة أولى 1989، طبعة ثانية 2000 . 198 ص . طبعة جديدة صادرة عن مكتبة الأمة بالدار البيضاء، أكتوبر 2005، مخصصة لتلاميذ الثانوي.
4- فوق القبور/ تحت القمر، منشورات عيون، الدار البيضاء 1988 . 69 ص .
5- أيها الرائي، دار الأمان، الرباط، 1990 . 79 ص .
6- أيام الرماد، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1994 . 305 ص .
7- مغارات، الطبعة الأولى، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1992 الطبعة الثانية، مطبعة الساحل، الرباط ، 1994 . 158 ص .
8- عيوشة امرأة الشمس والقمر، رواية للفتيان، دفاتر المدرسة العليا للأساتذة بتطوان، نوفمبر 1996.
9- مهاوي الحلم، البوكيلي للطباعة و النشر، القنيطرة، 1998 . 100 ص .
10- ضحكة زرقاء، منشورات الزمن، الرباط، يوليوز 2000 . 155 ص .
11- خفق أجنحة، مطبعة طوب بريس، الرباط2002 .
12- كائنات محتملة، مطبعة طوب بريس، الرباط 2002 . الطبعة الثانية: روايات الهلال، القاهرة، فبراير 2003.
13- الخفافيش، وكالة الصحافة العربية، القاهرة2002 .
14- زهرة الآس، رواية في ثلاثة أجزاء : ( واد رشاشة / شم النسيم في جنان السبيل / دار الدبيبغ ) ، عن منشورات السليكي، طنجة، بدعم من وزارة الثقافة والاتصال، 2003.
15- دم الوعول، منشورات سليكي، طنجة، بدعم من وزارة الثقافة، 2005 .
16- امرأة من ماء، منشورات سليكي إخوان، طنجة، بدعم من وزارة الثقافة، 2005.
17- بطن الحوت، منشورات سليكي إخوان، طنجة، بدعم من وزارة الثقافة، 2006.
18- حكاية غراب، منشورات سليكي إخوان، طنجة، 2007بدعم من وزارة الثقافة.
19- أبنية الفراغ، منشورات سليكي إخوان، طنجة، 2008بدعم من وزارة الثقافة.

ـ الأعمال الروائية والقصصية الكاملة في خمسة مجلدات، عن وزارة الثقافة، وتشمل: الأعمال الروائية في ثلاثة مجلدات، (13 رواية). والأعمال القصصية في مجلدين، (9 مجموعات قصصية).
• الأعمال القصصية
1- أوصال الشجر المقطوعة، دار النشر المغربية، الدار البيضاء 1975 .
2- النداء بالأسماء، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1981.
3- منزل اليمام، مطبعة برانت ديفزيون، سلا، 1995
4- ) الشبابيك، البوكيلي للطباعة والنشر، القنيطرة، 1996.
5- يتعرى القلب، وكالة شراع، طنجة، يونيه 1998 .
6- شيء من رائحته، منشورات عكاظ، الرباط، أكتوبر 1999.
7- شمس سوداء، دار توبقال، الدار البيضاء، 2000.
8- باب العين، متضمة في الأعمال القصصية الكاملة، الصادرة عن وزارة الثقافة.
9- جهة الماء، متضمة في الأعمال القصصية الكاملة، الصادرة عن وزارة الثقافة.
• الأعمال المسرحية:
1- تحفة النظار ( عن رحلة ابن بطوطة )، دفاتر المدرسة العليا للأساتـذة بتطوان ، يونيه 1999 .
2- شجرة الأحلام / الـمَحَّاء / الغريب في الميناء (نصـوص مسرحية)، المركز المغربي للإعلام، يوليوز2001.
• قصص الأطفال:
1 ـ الأقفاص والعصافير، ( بالعربية الإسبانية)، الناشر : جمعية العمال والمهاجرين المغاربة بإسبانيا (أتيمي)، مطبعة سيربيفار، الترجمة إلى الإسبانية : سعاد الزواق، رسوم الفنان السوداني عبد الله ميرغني، 1997
2 ـ اللقلاق الأعرج، (بالعربية والفرنسية)، منشورات مرسم، رسوم عبد القادر الأعرج، الرباط، 2002.
3 ـ سمكتي الرائعة، منشورات صوت الطفل، 2006 (صدرت في طبعتين).
ــــــــــــــــــــــــــ
منشورات وزارة الثقافة :
4 ـ جدتي صيحة، رسوم عبد الله درقاوي، 1999.
5 ـ النمر الذي أراد أن يفترس النهر، رسوم نبيل الدادسي، 2000.
6 ـ جوقة الفئران، رسوم عبد المجيد أوليد، 2000.
7 ـ التاجر عبد الأحد والقراصنة، رسوم عبد الله ميرغني، 2004.
8 ـ الفراشة الحائرة، رسوم عزيز السيد، 2004.
9 ـ النرجسة والذئاب، رسوم عزيز السيد، 2004.
10 ـالطاووس المختال، رسوم عزيز السيد، 2004.
11 ـ الذئب والقنفذ، رسوم عزيز السيد، 2004 .
12 ـ الفيل والحطاب، 2007.
13 ـ الثعبان الماكر، 2007.
14 ـ فم الأسد، 2007.
15 ـ النسر والقرد والحمامة، 2007.
16 ـ القرد الفنان، 2007.
ــــــــــــــــــــــ
منشورات دار الكتب الحديثة بلبنان:
17 ـ حومة الأقزام.
18 ـ القرد الفنان.
19 ـ الغراب ألأبيض.
20 ـ الحمامة الحنون.
21 ـ الأقفاص والعصافير.
22 ـ البجع والبحيرة.
23 ـ القنفذ الأملس.
• الأعمال النقدية:
1- الكتابة الروائية في (رفقة السلاح و القمر)، دار النشر المغربية، الـدار البيضاء، 1984.
2- السرد في روايات محمد زفزاف، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، 1985.
3- الكاتب الخفي والكتابة المقنـعة، وكالة شراع، طنجة، يونيه 2000.
4- تنويعات الخطاب الروائي العربي، التشخيص والاستعارة، قراءة في أعمال.
5- الرواية العربية الجديدة، تنويعات الشكل والخطاب.
6- المرايا المهشمة (قراءات في أعمال روائية مغربية)
7- أسئلة الثقافة والإبداع في المغرب.
المذكرات:
ـ محمد شكري كاتب من زماننا، منشورات سليكي إخوان، طنجة، 2003.
ـ مبدعون عرفتهم.
الحوار:
ـ حوار مع الفنان أحمد العمراني (حدائق اللون وحرائق الجسد) ، طوب بريس، الرباط، 2003.
ـ حوار مع الشاعر محمد السرغيني (جذور في الحياة، جذور في القصيدة).

قديم 05-23-2012, 11:40 AM
المشاركة 656
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أدب فن: القاص والروائي المغربي محمد عز الدين التازي

القاص والروائي المغربي محمد عز الدين التازي
================================================== ==============================
محمد سعيد الريحاني on 11/ 9/ 2008

"قليلون هم الذي وصلوا إلى تحقيق القيمة
الأدبية بعمل واحد، إن الكَمَّ هو الطريق
للوصول إلى النوع"
الروائي المغربي محمد عز الدين التازى من
مواليد سنة 1948 بمدينة بفاس ، حاصل على
الدكتوراه في الأدب الحديث، يعمل أستاذا
للتعليم العالي بالمدرسة العليا للأساتذة
بتطوان، عضو عدة جمعيات وهيئات ثقافية. ترجمت
بعض مجاميعه القصصية القصيرة إلى الفرنسية
والإنجليزية والإسبانية والألمانية
والسلوفانية، وترجمت روايته "مغارات" إلى
الفرنسية. اختيرت روايته "أيام الرماد" من بين
أفضل 105رواية عربية نشرت فى القرن الماضي.
جمعنا اللقاء به فكان هدا الحوار.
- محمد سعيد الريحاني: إذا طُلِبَ من الأديب
محمد عز الدين التازي إكمال صورته الإبداعية
المرسومة في دهن القراء، فكيف يقدم مسيرته
وكيف يسترجع بداياته ويستحضر صداقاته
الإبداعية؟
* محمد عز الدين التازي: في مطلع الستينات من
القرن الماضي، بدأت أحاول الكتابة وأنا تلميذ
في الثانوي. حاولت أن أكتب الشعر تحت تأثري
بمقروءاتي في الشعر العربي القديم والحديث،
لكني أدركت أن طريق الكتابة الشعرية لن
يوصلني، فقد أدركت بحس خاص أن الرداءة هي ميسم
ما كنت أكتب. كانت الرغبة في الكتابة تراودني
بقوة، بدوافع داخلية وأخرى خارجية. الدوافع
الداخلية غير مفسرة، والدوافع الخارجية تعود
إلى أنني كنت أحيا وحيدا، أستشعر فراغا كبيرا
في حياتي، لا أملكه إلا بالقراءة، والقراءة
في هذه المرحلة لم تكن موجهة من قبل أحد، لذلك
كنت أقرأ كل ما يصل إلى يدي من كتب.
بدء من منتصف الستينات، تعرفت على مجلة
الآداب ومجلة شعر البيروتيتين، وبدأت
قراءاتي تتوجه نحو التراث الأدبي والفكري
العربي، والأدب العربي الحديث، ومترجمات
الأدب العالمي. أعجبت بقصص يحيا حقي ويوسف
الشاروني ويوسف إدريس وقرأت كل أعمال نجيب
محفوظ التي كان قد نشرها، وما كتب حولها من
نقد، وخاصة كتابات صبري حافظ. كما قرأت
الأدبيات الوجودية والماركسية والكثير من
مترجمات الأدب العالمي. وفي هذه المرحلة،
كتبت قصصا قصيرة وبدأت النشر سنة 1966 في الملحق
الثقافي لجريدة الأنباء ثم في صفحة أصوات وفي
الملحق الثقافي لجريد العلم. كنت ما أزال
تلميذا في ثانوية القرويين بفاس، ومقروءاتي
ولدت لدي صدمة كبيرة بالمقارنة مع ما كنا
ندرسه. في نفس الثانوية وجد معي، وفي نفس
المرحلة، القاص أحمد بوزفور، والشاعران عبد
العلي الودغيري وأحمد مفدي، لكني سبقتهم إلى
النشر، إن لم أكن قد سبقتهم إلى الكتابة. كما
تعرفت على الشاعر محمد بنيس في نفس المرحلة،
وقبل أن ننتقل إلى كلية الآداب بفاس، وتعرفت
على الشاعر محمد السرغيني الذي مدني بالكثير
من الرعاية الأدبية.
في كلية الآداب، التي التحقت بها سنة 1967،
تعرفت على الكثير من الكتاب والشعراء الشباب:
أحمد المديني، محمد بنطلحة، المهدي أخريف،
إدريس الملياني، إدريس الناقوري، أحمد
زيادي، وكثيرين، كانوا مهووسين مثلي بأسئلة
الكتابة. تعرفت أيضا على أساتذة تشغلهم قضايا
النقد والإبداع، وهم: محمد برادة، حسن
المنيعي، محمد الخمار الكنوني، أحمد
المجاطي، وأحمد اليابوري، وإبراهيم
السولامي. وهؤلاء الأساتذة، أصبحوا بسماحتهم
وتواضعهم أساتذة وأصدقاء، فتحوا لي بيوتهم،
وحبوا كتاباتي بالكثير من التشجيع. في سنة 1968
نلت جائزة جمعية البعث الثقافي بمكناس، التي
كان الأستاذ حسن المنيعي هو المشرف عليها،
وفي سنة 1969 نلت جائزة القصة القصيرة، التي
نظمها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، فرع فاس،
وكان في لجنتها الأساتذة: برادة واليابوري
والمجاطي. علمتني هذه الوضعية: الاسترشاد
بمقروءاتي، رفقة الأدباء الشباب، نيل
جائزتين، الإصغاء إلى أسئلة الأدب والنقد
التي كان يصوغها أساتذتنا من الغليان السياسي
للمرحلة ومن الثقافة الطلائعية الجديدة التي
كان يعرفها العالم.
لذلك أقول إنني قد أتيت إلى الكتابة من
القراءة، وبعبارة أخرى، لقد تعلمت الكتابة من
القراءة.
- محمد سعيد الريحاني: من بين الكتاب من جيل
الرواد، يبدو أن محمد عز الدين التازي من
القلائل الذين نالوا نصيبهم من المواكبة
النقدية والتكريم والاعتراف في حياتهم. إلى
ماذا تعزون ذلك؟
* محمد عز الدين التازي: ليس من حقي أن أفسر ما
قام به الآخرون تجاه أعمالي من مواكبة نقدية،
أو احتفاء بشخصي، فهم الأجدر بأن يجيبوا عن
هذا السؤال. أما من جانبي، فأنا لم أحرض أحدا
على أن يكتب عن عمل من أعمالي، ولم أسع إلى
الجوائز، إيمانا مني بأن الجوائز هي التي
تأتي إلى الكاتب وليس هو من يسعى إليها، ولم
أدفع بجهة من الجهات التي كرمتني، وهي كثيرة،
إلى أن تقوم بهذا التكريم. إنني بالمناسبة،
أشكر تلك الجهات مبادرتها التي هي محل تقدير
مني، لكني غارق في مشاريعي الأدبية، ولست ممن
يكتبون ويروجون بالدعاية لأعمالهم.
- محمد سعيد الريحاني: الراحل، الشاعر الكبير
محمد الخمار الكنوني، صاحب الديوان الشعري
الوحيد: "رماد هسبريس" الصادر سنة 1987، في أحد
حواراته نصح الشعراء الشباب بأن يكونوا مقلين
في إنتاجاتهم. بالنسبة لمحمد عز الدين التازي
صاحب أزيد من خمسين عملا إبداعيا في شتى
الألوان الأدبية، من القصة القصيرة مرورا
بالرواية والمذكرات ووصولا إلى أدب الأطفال،
بماذا تنصح الكتاب الشباب؟
* محمد عز الدين التازي: كان المرحوم الشاعر
الكبير محمد الخمار الكنوني قد وجه إلي نصيحة
من نوع آخر، وهي أن أكتب باستمرار، وألا أنتظر
نشر عمل حتى أكتب آخر. والمرحوم محمد الخمار
كان قد حدثني عن رواية شرع في كتابتها، فهو
نفسه، كسعدي يوسف، وغيرهما من الشعراء، وجدوا
في الكتابة السردية ما يغري بارتيادها. وحقا،
فلقد كان محمد الخمار، إلى جانب أحمد
المجاطي، شاعرين مقلين، يُقَطِّرَان
قصائدهما ويعتصران معانيها وصورها ولغتها من
تكثيف شعري دال وموح ورامز. ذلك كان توجههما
في الكتابة الشعرية. أما بالنسبة إلي، وإلى
كتاب وشعراء مغاربة آخرين، فالكم ليس دليلا
على القيمة الأدبية للكاتب أو الشاعر، ومع
ذلك، قليلون هم الذي وصلوا إلى تحقيق القيمة
الأدبية بعمل واحد، كما حدث مع رامبو على سبيل
المثال. إن الكَمَّ هو الطريق في رأيي، للوصول
إلى النوع، أي إلى التنويع في الأشكال
والمضامين. إن روائيا كنجيب محفوظ، وقد نشر
أزيد من أربعين رواية، ما كان بإمكانه أن
يُوَسِّعَ من عوالمه ومن بنائه للأشكال،
وكذلك الأمر بالنسبة لروائيين عرب، كإدوار
الخراط ،إلياس خوري، نبيل سليمان، ومغاربيين
كواسيني الأعرج، أحلام مستغانمي، صلاح الدين
بوجاه، محمود طرشونة، ومغاربة كمبارك ربيع،
أحمد المديني، والميلودي شغموم.
أنصح الكتاب الشباب بألا يستمعوا إلى نصيحة
أحد، ففي مجال الكتابة الأدبية، لا شيء ينير
الطريق غير تلك النصائح التي يوجهها الكاتب
لنفسه، وهو يحفز وعيه النقدي، المرافق
للكتابة، على التوجيه نحو يخفف من غلواء
المغامرة، وما يُبْقِي للكتابة قوتها
الدلالية والجمالية. إن من يستحضر هذا الضمير
لا يحتاج إلى نصيحة أحد، كما أن من يسترخص
الكتابة هو الآخر، لا يحتاج إلى نصيحة أحد.
- محمد سعيد الريحاني: كنتم من رواد الكتابة
القصصية في المغرب، لكن سرعان ما تحولتم إلى
الرواية، وقطعتم صلتكم بكتابة القصة القصيرة.
هل القصة القصيرة مجرد عتبة لدخول عوالم
السرد المطول؟
* محمد عز الدين التازي: ليس صحيحا أنني قد
قطعت صلتي بكتابة القصة القصيرة، فهذا الجنس
الأدبي القائم على اللحظة، والتكثيف،
والشاعرية، يظل دوما، جنسا أدبيا له قدرته
على التقاط تفاصيل دالة من اليومي، وقدرته
على ربط الصلة بالقارئ، من خلال النشر في
الجرائد والمجلات. لم أعد أداوم على نشر قصصي
القصيرة بالكثافة التي كانت في السابق، لكني
ما زلت أجد في كتابة القصة القصيرة ذلك
الافتنان القديم، وما زلت أخبر إمكاناتها
التعبيرية والجمالي، كشأن صديقي، الروائيين
مبارك ربيع وأحمد المديني، اللذين رغم
انشغالهما بكتابة الرواية وبكتابات أخرى، ما
يزلان على نفس الوفاء القديم لكتابة القصة
القصيرة، وكشأن كتاب عالميين كإرنست همنغواي
وأرسكين كالدويل، جمعوا بين الكتابة في
الجنسين. الأمر ليس مفاضلة بينهما، فلكل
منهما حدوده ووسائطه في التعبير. في أعمالي
الكاملة، تسع مجموعات قصصية، اثنتان منهما لم
يسبق نشرهما، ولدي مجموعة قصصية هي العاشرة،
تنتظر النشر.
- محمد سعيد الريحاني: يعرف المغرب حاليا
حركية غير عادية تهم جنس القصة القصيرة،
يقودها في الغالب قصاصون شباب. هل ترتبط القصة
القصيرة دائما بفترة الشباب، أم أن ثمة وعيا
جديدا لدي القصاصين المغاربة بأهمية جنس
القصة القصيرة؟
* محمد عز الدين التازي: أتابع باهتمام ما
يكتبه جيل جديد من الكتاب المغاربة، وفي كل
الأجناس الأدبية، فللشعر طفرته الجديدة،
وللقصية القصيرة أقلامها التي أشرقت بالكثير
من النصوص الجميلة، ومن هذه الأقلام ما انضم
إلى جمعيات فاعلة في تخصيب الكتابة القصصية،
ك"مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب"،
التي احتضنت الكثير من الأقلام المبدعة،
وأصدرت العديد من المجموعات القصصية
المطبوعة بطابع التجديد، فضلا عن الكتب
النقدية التي واكبت هذا الجنس الأدبي،
ومجموعة" الكوليزيوم القصصي" التي نظمت عدة
ندوات ولقاءات حول الكتابة القصصية، ونشرت
كتابها الأول.
لكني لا أربط بين هذه الحركة وبين فترة
الشباب، بل أربط بينها وبين الإشراقات
السردية الجميلة التي يقدمها هذا الجنس
الأدبي، وطاقاته الإبداعية في خلق اللحظة
الاجتماعية والجمالية، وهو ما يشكل نوعا من
الإغراء الذي يستقطب الكتاب والمبدعين.
- محمد سعيد الريحاني: هل يمكن اعتبار المغرب
عاصمة مغاربية للقصة القصيرة، على غرار تونس
كعاصمة للشعر، والجزائر عاصمة للرواية؟
* محمد عز الدين التازي: الإبداع الأدبي، شعرا
وقصة قصيرة ورواية، لا عاصمة له، فهو كوني،
لأن خطابه يتجه نحو الإنسان أينما كان. ومع
ذلك، فقد وجدت بعض الجهات الثقافية، في
البلدان المغاربة، وفي المشرق العربي، اهتمت
بالإبداع القصصي والشعري والرواية ونظمت له
عدة لقاءات وندوات. وإذا كنت تسمي تونس عاصمة
للشعر، فقد نظمت بها ندوات ولقاءات اهتمت
بالكتابة الروائية العربية، وفي مدينة قابس
خصوصا، التي أصبح لها تقليد عقد الندوات حول
الكتابة الروائية العربية. وإذا كنت تسمي
الجزائر عاصمة للرواية، فبها توجد جمعية
"الجاحظية"، التي يرأسها الروائي الجزائري
الكبير الطاهر وطار، وهذه الجمعية تنظم جائزة
للشعر باسم الشاعر الجزائري الكبير مفدي
زكريا، وقد نالها مؤخرا الشاعر المغربي إدريس
علوش. أما وأنت تسمي المغرب عاصمة للقصة
القصيرة، فقد نظمت بالمغرب عدة ندوات حول
الرواية.
إن البلدان المغاربية الثلاثة، وبلدانا
عربية أخرى على رأسها مصر، تعرف التفاتا خاصا
نحو الإبداع الأدبي، وفي كل الأجناس، كما في
الكتابة النقدية، بعد أن ظهرت حركة أدبية
تجديدية وتحديثية، شملت كل الأجناس، كما شملت
النقد الأدبي، أسس لها وعي جديد بماهية
الأدب، وتصويره لتحولات المجتمع، واشتغاله
على بناء الأشكال.
- محمد سعيد الريحاني: الأدب والنقد وجهان
لعملة واحدة، لكنهما يظلان يتناوبان على
القيادة، فمنذ أرسطو حتى القرن التاسع عشر،
سيطر النقد الأرسطي وظل متحكما في الإبداع
الأدبي والقراءة تحكما شبه مطلق، إلى أن
انتفض الإبداع مع الثورة الرومانسية. هل
تعتقدون أن الإبداع الأدبي في المغرب يقود
النقد أم العكس، أم أن ثقافة حوار الصم هي
السائدة؟
* محمد عز الدين التازي: ظل النقد الأرسطي
مؤثرا في كل النظريات النقدية التي جاءت
بعده، سواء في الخطاب النقدي العربي القديم،
أو حتى في النقد الجديد الفرنسي
والأنجلوساكسوني. والأمر يرجع إلى التنظيرات
الهامة التي جاءت مع كتابي أرسطو: "فن الشعر"
و"فن الخطابة"، أو المفاهيم التي أحدثها
كالمحاكاة والتطهير والباروديا وتقسيماته
لأنواع الأدب. وهي تنظيرات ومفاهيم استفاد
منها النقد الجديد وطورها وأضاف إليها. كذلك
كان النقد الأدبي يبني ذاته وامتداده على
الأسس النقدية التي جاءت مع النقد الأرسطي،
فقد ظلت الأعمال الأدبية في حاجة إلى الوصف،
والتقييم، والتفسير، لأنها لا تغتني إلا بما
يمارسه الناقد عليها من فعل للقراءة، وهذا
الفعل القرائي، عندما يتجاوز الانطباعية،
والاعتماد على البلاغة القديمة، في مواجهة
نصوص تأسيسية لقيم وجماليات أدبية جديدة،
فإنه يستفيد من الخلفيات والمرجعيات
النظرية، وهو أيضا، يكتشف في تلك الأعمال
صَوْغَهَا الجديد لمعنى الذات ومعنى العالم
وبناء الأشكال، ليؤسس على ذلك خطابا نقديا
يتجدد في تنظيراته ومفاهيمه ومصطلحاته.
مسألة تبادل التأثر والتأثير بين النقد
والإبداع الأدبي تشبه علاقة البيضة
بالدجاجة، أيهما أسبق، وهي تشبه الأدوار
المتبادلة التي يقوم بها الممثلون على خشبة
المسرح الواحد. مع ذلك، فإن هيمنة النقد على
الإبداع، أو ما سمي بسلطة النقد والناقد، ظل
ينتمي إلى مرحلة في تاريخ النقد الأدبي، هي
التي ارتبطت بالحكم على الآثار الأدبية
وتقييمها بأحكام القيمة، انطلاقا من الذوق
الأدبي للناقد وثقافته. وكرد فعل على هذه
الوضعية، ظهرت سلطة الإبداع، التي اخترقت
سلطة النقد، وفي وضع ثالث عرفته أوربا
استعادت العلاقة بين النقد والإبداع
توازنها، فقد جاءت الحركات الرومانسية
والسريالية بتنظيراتها التي اجتمع فيها نقاد
ومبدعون، وكتب الشاعر بودلير عن مدام بوفاري
لفلوبير، وجاءت الرواية الجديدة في فرنسا
بنقاد روائيين جمعوا بين الكتابة والتنظير.
مع ظهور النقد الجديد، باتجاهاته النقدية، لم
تعد ثمة من خصومة بين المبدع والناقد،
فالتنظيرات والمفاهيم أصبحت ذات صلة وثيقة
بالمَدِّ الإبداعي وإنجازاته النصية.
أما في المغرب، فقد كَوَّنَ النقد الأدبي
تاريخيته من المراحل التي عاشها، وهي مراحل
ارتبطت بالتحولات التي عرفها النقد الأدبي في
أوربا، فمن النقد الإيديولوجي الذي ظل يحاكم
الأعمال الأدبية بمواقع كتابها إلى نظرية
الانعكاس التي جاء بها لوكاتش، إلى البنيوية
والبنيوية التكوينية والنقد الباختيني
والنقد السيميائي والتفكيكي والهرمينوتيقي
والتأويلي الخ... هو مشهد نقدي ساهم في تكوينه
نقاد مغاربة تكثر أسماؤهم كما تكثر أسماء
المبدعين الذين تعرضت أعمالهم لهذا النقد،
والذين كتبوا الشعر والرواية والقصة القصيرة.
فمن المشرحة التي تعرضت إليها النصوص، إلى
الغلواء في ربط الكتابة بنخبوية وبورجوازية
الكاتب، إلى الوصف البنيوي، إلى المقاربة
السيميائية، الخ...
في هذا المشهد النقدي، الذي عرف تاريخيته
وتطوره وتقاطعاته، نجد أن النقد المغربي الذي
ارتادته أقلام نقدية مغربية كثيرة، اجترجت
نصوصا مغربية وعربية، كان وما يزال يبحث عن
نفسه، مستلهما، أو متكئا على بعض الصنافات
النقدية التي تنتمي إلى إنجازات نقاد غربيين
أقاموها على نماذج من الأدب الغربي. لكن نظرية
الأدب، بشقها الذي ينتمي إلى الشعرية، وهي
تبحث في المبادئ العامة للأدب، وفي
الأدبية،تردم هذه الهوة بين نص كتبه مغربي أو
غير مغربي، كما أن علم السرد، بما أرساه من
قواعد لدراسة السرد الأدبي، لا يميز بين نص
كتبه مغربي أو غير مغربي. لذلك، فقد وجد في
المغرب نقد أدبي يقترب من الدقة العلمية،
المبنية على قواعد هذا النقد، كعلم، ومن
احترام خصوصية الأعمال الأدبية، على سبيل
الكشف عن هذه الخصوصية.
ليس ثمة من حوار للصم بين النقد الأدبي، وبين
الإبداع الأدبي في المغرب، بل ثمة تحاور بين
النص والقراءة. هذه هي القمة التي وصلت إليها
العلاقة بين النقد والأدب، وهي لحظة أدبية
مشتركة بين النقاد والمبدعين، فكما أن النقد
يبحث عن سبيل لتطوير أدواته وآليات اشتغاله،
فالإبداع الأدبي يشتغل أيضا، بتطوير توسيعه
للقاعدة الاجتماعية التي تشكل موادا بانية
لأعماله، كما يشتغل على تطوير التقنيات
الأدبية، والاشتغال على إستراتيجية الأشكال،
التي منها يكتسب أدبيته.
- محمد سعيد الريحاني: إذا طلب منكم رسم
جغرافية الرواية عربيا وجغرافية الرواية
مغربيا، ما هو سلم التصاميم الذي سوف
تستعملونه؟
* محمد عز الدين التازي: الرواية العربية،
ومنها الرواية المغربية، تعرف تواترا كبيرا
في النمو، واطرادا في نشر نصوص متميزة، وهذا
ما يلفت النظر إليها، فالتحولات الكبرى جارية
في الإنجازات الروائية العربية والمغربية،
بتدفق نصوص قوية على مستوى الاشتغال الذات،
وتحولات المجتمع، والذاكرة الجمعية،
والمنسي، والتاريخي المستعاد عبر الكتابة. إن
ما يكتبه الروائيون العرب، والمغاربيون،
والمغاربة، من أعمال روائية، وفي إنجازاته
المتميزة، هو رهان على اشتغال روائي يجترح
الذات ومجتمع الذات، ويوسع من آفاق الممكن
والمحتمل والمتخيل، ولعل هذه الإنجازات لا
تتميز بكونها طفرة أو موجة لها توقيتها الذي
تتراجع فيه، بل إنها تتميز بأنها اشتغال على
الكتابة الروائية، يعي تحولات المجتمع،
وبالتاريخ الذي صنع هذه التحولات، ويعي أيضا
بأن الرواية هي كتابة تكتب ذلك عبر اللغة،
والمتخيل، وعبر اللعبة السردية. هذا الرهان،
هو استعادة للذات العربية، والهوية العربية،
من خلال تشكيل لحظاتها الصعبة والاستثنائية،
من خلال التخييل الروائي. بالمناسبة، أذكر
أعمال بعض أعمال الروائيين العرب
والمغاربيين والمغاربة، قد أسست لمعنى الحفر
في أركيولوجية مجتمع عربي له نداءات الذاكرة
الخصبة، وجراح التاريخ وجراح الذات و الجسد،
ولمتخيله الشعبي.
إن الرواية العربية اليوم، ومن ضمنها الرواية
المغاربية، والمغربية، تتجه نحو اشتغال أساس
على المجتمع ومجتمع الذات، وعلى الكتابة،
باعتبارها وعيا شقيا بالمجتمع ومجتمع الذات،
كما تشتغل على الكتابة باعتبارها صنعة روائية
وبناء لإستراتيجية الأشكال. إذا كان هذا
التصور لا ينسحب على كل الأعمال المنشورة،
فهو ينسحب على الأعمال التي اكتسبت هذه
الخواص الاجتماعية والجمالية، وهي كثيرة،
والأسماء التي أنجزت أعمالا روائية بكل هذا
البهاء، كثيرة، عربيا، ومغاربيا، ومغربيا.
- محمد سعيد الريحاني: ما هو أقرب أعمالكم إلى
وجدانكم، وما هو العمل الذي تمنيتم لو عاد
الزمن إلى الوراء، لتعيدوا كتابته وتنسيقه؟
* محمد عز الدين التازي: في العشرين رواية التي
كتبتها لحد الآن (ثمانية عشر رواية منها
منشورة، وروايتان بصدد النشر)، لا أجد سبيلا
للجواب عن هذا السؤال. لست أتعامل مع رواياتي
بوجدان يشدني إلى إحداها، وإنما أتعامل مع
الرواية التي أنجزتها على أنها تجريب لاختراق
عوالم وتجريب لتقنيات سردية لا يمكن أن تتكرر
في رواية لاحقة. هاجسي هو التجاوز. تجاوز ما
أنجزته في اتجاه ما سوف أنجزه. في مختبري
السردي لا توجد هذه الأفضلية بين كيمياء نص
وكيمياء نص آخر. الروايات التي كتبتها
ونشرتها أنساها عادة، ولا أتذكرها إلا حينما
أريد أن أتجاوز عوالمها في اتجاه عوالم أخرى
مبكرة، وأن أتجاوز تقنياتها السردية لبناء
تقنيات أخرى، حتى لا يكون لي نص روائي يشبه
الآخر. انظر مثلا: إن "رحيل البحر" لا تشبه
"أيها الرائي"، و"مغارات" لا تشبه " خفق أجنحة"،
و"أيام الرماد" لا تشبه "زهرة الآس"، و"امرأة من
ماء" لا تشبه "حكاية غراب". إني أنسى ما كتبت
ونشرت من أعمال، ولا أستحضرها إلا وأنا أبجث
في مختبري السردي عن مغايرة في تفاصيل
المحكي، وطرائق البناء، وتشكيل العوالم،
والاشتغال على الكتابة نفسها من حيث هي لغة
وتخييل.
إن توسيع العوالم، والاشتغال على الأشكال، هو
يشغلني، ولا يشغلني تمجيد عمل من أعمالي، أو
حتى أعمالي كلها. أنا مغامر بالكتابة
والمغامرون من الرحالة ما كانوا يمجدون مكانا
على حساب آخر، بل كانت لهم في كل مكان
يرتادونه جراح حكاية. هكذا أنا أغامر بالترحل
من نص روائي إلى آخر. أجد اللذة في الترحل عبر
الكتابة، دون أن أقع في أسر عمل معين، أسقط في
تمجيده، فذلك يعوق تجاوزه في اتجاه كتابة عمل
آخر مغاير.
أما عن العمل الذي عاد الزمن إلى الأمام، وبعد
نشره، وقمت بإعادة صياغته ومراجعته وتنسيقه
من جديد، فهي أعمال كثيرة قمت بإعادة
الاشتغال عليها، بمناسبة طبعة جديدة، أو
بمناسبة نشر "أعمالي الكاملة" فكنت أتدخل
بالتنقيح اللغوي تارة وتارة أخرى بإعادة
البناء والتشكيل وتارة ثالثة بأعادة صياغة
العمل صوغا جديدا. حدث ذلك مع الطبعة الثانية
من "رحيل البحر" فمن يقارن بين طبعتها الأولى
التي صدرت من بيروت عن المؤسسة العربية
للدراسات والنشر في بيروت وطبعتها الثانية
التي صدرت عن منتدى أصيلة بالمغرب، سيجد أن
تشذيبا لحديقة السرد الروائي قد وقع. وحدث مع
"المباءة"، فمن يقرأ نصها الذي نشرته إفريقيا
الشرق ونصها الذي نشرته مكتبة الأمة سيجد أن
تعديلا كبيرا قد طرأ على النص، وكان ذلك
بمناسبة تقرير الرواية على تلاميذ الثانوي.
التعديلات التي أجريتها على بعض أعمالي، لم
تمس من كيان العمل ومضمونه وروحه، بل هي صوغ
أدبي جديد له، يحافظ على خصوصيته ومعناه،
ولكنه يعمل على تقديمه في حلة أكثر اقتصادا
وبهاء، ربما! لم أكن أخون رواياتي التي مارست
عليها هذا النوع من التعديل، بل كنت أبحث لها
عن شكل أكثر ملاءمة، حتى وقد كانت قد صدرت في
طبعة سابقة، واحتفى بها القراء والنقاد. لا
أجد غضاضة في هذا الأمر، ولست خجولا من
الرواية التي نشرتها، وكما هي، في طبعتها
الأولى، بل أنا، ولقد استشرت العديد من
النقاد في هذه المسألة، أملك الحق في إجراء
مثل هذه التعديلات على النص بمناسبة طبعة
جديدة.
هنا، ومن هذه المكابدة، أقول إنني لست أميل
بحنين خاص إلى واحد من أعمالي، لكي أسميه،
ربما لأن ما سبق أن كتبته من أعمال، لا يشدني
أكثر من مما تشدني الأعمال الروائية التي أنا
بصدد كتابتها، أو الأعمال التي استشرف
كتابتها.
- محمد سعيد الريحاني: ما هو السؤال الذي
تمنيتم لو طرح عليكم، ولم يطرح في هذا اللقاء
الحواري؟
* محمد عز الدين التازي: هو سؤال أنا الذي هو
أنا، والذي ليس هو أنا، في أعمالي الروائية

قديم 05-23-2012, 11:51 AM
المشاركة 657
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

محمـد عز الدين التازي
المصدر : اتحاد الكتاب المغاربة
ولد سنة 1948 بفاس, تلقى تعليمه الابتدائي بالمدارس الحرة, ثم التحق بالقرويين, حيث تابع دراسته الثانوية, تابع تعليمه العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس, حيث حصل على دبلوم الدراسات العليا سنة 1986, يشتغل أستاذا بالمدرسة العاليا للأساتذة بتطوان.
بدأ النشر سنة 1966، وذلك بظهور قصته القصيرة «تموء كالقطط» بملحق الأنباء الثقافي, له كتابات بمجموعة من الصحف والمجلات: العلم, أنوال. الاتحاد الاشتراكي, الآداب, الطريق, الكرمل, آفاق, الثقافة الجديدة, مواقف. يتوزع إنتاجه بين الكتابة الروائية والقصصية والنقد الأدبي.
التحق باتحاد كتاب المغرب سنة 1969.
أصدر مجموعة من الأعمال القصصية والروائية:
- أوصال الشجر المقطوعة: قصص, دار النشر المغربية، البيضاء, 1975.
- أبراج المدينة: رواية, دار آفاق عربية، بغداد, 1978.
- النداء بالأسماء: قصص, دار الآفاق الجديدة, 1981.
- رجل البحر: رواية, المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت, 1983.
- المباءة: رواية, إفريقيا الشرق، اليضاء، 1988.
- فوق القبور، تحت القمر: رواية, عيون، البيضاء, 1989.

- أيها الرائي: رواية, دار الأمان، الرباط، 1990. - يتعرى القلب: منشورات شراع.

قديم 05-23-2012, 11:52 AM
المشاركة 658
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الكتابة غاية الغايات


هكذا تكلم محمد عز الدين التازي

إعداد عزيز الحاكم

_ 1 _ الكتابة مختبر للإشغال، تتخلق فيه المواد الحكائية وتتنظم، وبهذا المعنى فهي ليست مجالا تعويضيا عن خسارات الكاتب، أو موردا يطفئ فيه غلة العطش. هي ممارسة شاقة تسعى إلى خلق العالم وبناء الشخصيات بما فيها من مواقف وأمزجة وطبائع. والشخصيات هي التي تحيا حالات القلق والفرح والاكتئاب والاغتباط. الكاتب هو الآخر يحيا معها هذه اللحظات الانفعالية وغيرها. لكن قلق الكتابة السردية يكمن فيها قبل الكتابة وخلالها، كتأمل لإضفاء طابع التنظيم والبناء على مكونات العمل، وملاعبته باستمرار، ملاعبة لذيذة وقاسية في نفس الآن.

_ 2 _ ليست كتابة الرواية ككتابة القصيدة الشعرية، يمكن أن تستثمر لحظة الانفعال بمشهد أو بلحظة معاناة عابرة، للقبض عليها. بل إنها تحتاج إلى حياد الكاتب، فهو يترك للسارد أن يروي الأحداث ويصور المواقف ويخلق لحظات المفارقة والصراع. لذلك لا أكتب وأنا في حالة انفعال، وغالبا ما تدعوني الكتابة إلى كبح انفعالاتي الخاصة، حتى أتمكن من إكساب انفعالات الشخصيات معنى محددا من خلال المواقف التي تحياها.

_ 3 _ الكتابة شهادة على زوال اللحظات التاريخية وموت الأمكنة. شهادة على ربيع قادم قد نحيا فيه كل فصول الربيع التي مضت. ومأساوية الإنسان التي تعبر عنها الكتابة لا تلغي فرحه بالحياة. الكتابة شهادة على تحول الإنسان والمجتمع والتاريخ، وبهذا المعنى فهي شهادة تخييلية ، غير تاريخية، على التاريخ.

_ 4 _ ليست الكتابة مشروعا تجاريا ولا تبشيريا بأفكار أو إيديولوجيات. ولا هي نزوة، لأن النزوات غالبا ما تنتهي بلحظة الندم. الكاتب الذي يرهن حياته من أجل الكتابة، لا ينبغي عليه أن يندم على خسرانها. وهي ليست منذورة للخلود، بل إنها تمارس سطوتها وإغراءها في زمن / أزمنة القراءة الممكنة على قراء منتظرين هم الذين يبعثونها من النسيان.

_ 5 _ يجد المرء نفسه كاتبا، من غير أن يكون قد تدبر أمره أو اختار، إلا من حيث يكون الاختيار موقفا عقلانيا لتوجهات الحياة. هي صيرورة تعرفها حياة الكاتب، منذ تَشَكُّلِ لحظاتها الأولى. فهناك من يكتب من أجل أن يكتب، وهناك من يكتب من أجل أن يجعل الكتابة مطية لبلوغ منصب أو موقع للوجاهة في مجتمعه، وهناك من يكتب تحت الطلب، أو طمعا في ارتزاق. في الحالة الأولى تصبح الكتابة غاية في حد ذاتها، وهي بالمعنى الصوفي غاية الغايات.

_ 6 _ في الكتابة الروائية يمكن أن نتحدث عن زمن رابع، هو الذي تحضر فيه الأزمنة الثلاثة، ولا أحتاج هنا لأن أتحدث عن الزمن الذي يقع داخل الكتابة، والزمن الذي يقع خارجها. قوة الأشياء هي التي تجعل الكتابة داخل زمنها تتمثل الأزمنة وتستحضرها، وتعيد تنظيم العلاقة بينها عبر تشظيات الزمن وتمزقاته، بفعل الذاكرة أو بفعل الاستشراف، أو بفعل تحيين الماضي، أو بفعل سديمية زمن ما أو صيرورته. ذلك أن زمن الكتابة هو زمن لكل الأزمنة، له إيقاعاته الداخلية التي تنظمها أزمنة الحكي وتزميناته. أما الكاتب فهو يكتب بإيقاعه الخاص وبالطاقة التي يمتلكها.

_ 7 _ بالرغم من التلقائية التي تتميز بها لحظة الإبداع فإن إستراتيجية الاشتغال هي التي توجه العمل وتضبط مقاطعه وتمفصلاته وبناءه العام. وعلى مستوى التأمل المصاحب للكتابة، في تشكلاتها وتكويناتها، فإن بعض الصدف قد تغير من مجرى النص أو اتجاهه، وقد تمنحه حبكة معينة أو بناء ممهورا بشكل من الأشكال.

_ 8 _ تتحقق خطط الكتابة على مستويين: مستوى النص المفرد، بحيث تبحث له عن خصوصية ونكهة وتميز عن الأعمال السابقة عليه، ومستوى التجربة في عموميتها، حيث يتم الاحتفاء بأشكال التنويع في مواد المحكي، أو في بعض المقتربات من توظيف التاريخ والتراث والثقافة الشعبية والمسموع والمرئي. ولعل هذه الخطط هي التي تعمل على توفير الغنائية والهندسية باصطلاح الفن التشكيلي.

_ 9 _ كل الموضوعات صالحة لأن نكتب فيها، فهي لا تكتسب إغراءها وسحرها الخاص إلا من فعل الكتابة نفسه. لأن فعل الكتابة هو الذي يضفي على القبح جمالية، ويخلق التوازن بين العناصر المتنافرة والمفارقة لبعضها. ليس ثمة من موضوع جاهز، بل الكتابة هي التي تراود الموضوع وتستدرجه إلى مختبرها السري.

قديم 05-23-2012, 12:06 PM
المشاركة 659
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لقاء مفتوح مع الروائي محمد عز الدين التازي

بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان
٦ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨بقلم محمد العناز

نظمت شعبة اللغة العربية مؤخرا بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان، في إطار سلسلة " تجارب إبداعية – الحلقة الثانية " لقاء مفتوحا مع الروائي المغربي د. محمد عز الدين التازي بقاعة المحاضرات، في بداية اللقاء قدمت الباحثة والشاعرة لبنى الفقيهي الروائي لجمهور الكتاب والأساتذة والطلبة الحاضرين، بوصفه علامة مضيئة في مسار الرواية العربية الحديثة ..علامة فرضت نفسها منذ أن فوجئ القارئ بروايته الأولى فأدهشتهم لما تنطوي عليه من تقنيات جديدة و خصائص روائية مميَِّزة غير معهودةٍ و لا مسبوقة، مؤكدة على أن هذه الدهشة سرعان ما تحولت إلى إعجاب وفتنة صار المتخيل معهما يرتاد آفاق الحلم و الصورة بما يفضيان إليه من إعادة وصف العلاقة بالعالم وتجديدها.
وعندما اطلع القارئ على أعماله اللاحقة شعر بأن فتحا لأفق جديد على مستويات السرد القصصي قد دشن أمام الرواية المغربية والعربية بل إن هذا الفتح جعل من الرواية العربية تبني أسئلتها الجمالية في ضوء المنجز الروائي الجديد.ثم تحدث بعد ذلك الروائي محمد عز الدين التازي عن تجربته في الكتابة، فتساءل عن معنى أن تستغرق تلك التجربة أكثر من أربعين عاما، أنجز خلالها كتابات متنوعة في الرواية والقصة القصيرة والمسرحية وقصص الأطفال ودراسات في النقد الأدبي. تساؤل قاد الروائي أن يقدم تأنله الخاص، لمعنى كتابته في أجناس متعددة، ومعنى الكم الروائي الذي أنجزه (ثمانية عشر رواية، والكم القصصي (تسع مجموعات قصصية، معبرا عن أنه عندما كتب في عدة أجناس، كان يبحث للموضوعات عن الجنس الذي يستوعبها، وأنه عندما كتب كل ذلك الكم الروائي، لم يكن يراهن على الكم، بل إن ذلك الكم جاء نتيجة اشتغال يومي على الكتابة من جهة، ومن جهة أخرى كبحث مُضْنٍ، عن نص روائي لا يكرر ما سبق أن كتبه روائيون آخرون، أو حتى ما كتبه الروائي نفسه.
عَرَّفَ كتابة الرواية بأنها اشتغال على بناء التفاصيل، واللغة، وممكنات التخييل.
أَكَّدَ على أن رؤية الشخصيات الروائية للعالم، بما فيها من تعدد، ومغايرة، تجعل الرواية في قلب المجتمع، ودافع عن أن هذه النظرة، بتعددها، تمارس نوعا من النقد للذات وللمجتمع، وللسلطة والأحزاب، ومن ثمة فالرواية تتحرر من الروائي، لأنها بتعدد مواقف شخصياتها ورؤيتها للعالم، تنظر إلى العالم بعدة عيون، لا بعين واحدة. كما أن خطاب الرواية، التخييلي، هو خطاب يختلف عن خطاب السياسي والسوسيولوجي والمحلل الاقتصادي، من حيث احتواؤه لعالم أوسع، تقيم فيه الذات الفردية والجماعية بهواجسها وأحلامها وتطلعاتها وإحباطاتها، وهو عالم يشمل زخم اليومي، كما يشمل التاريخي والأسطوري والحلمي.
تحدث عن رواياته الثمانية عشر المنشورة، محاولا القبض على مختبراتها السردية، ومحكياتها الذاتية، والتالريخية، والحلمية، والأسطورية، وتحدث عن محكي الذاكرة وأهميته حضوره في كتاباته، موضحا أن الذاكرة في كتاباته فردية وجماعية، وهي في الحالتين معا، مثخنة بالكثير من الجراح.
اعتبر أن الكتابة الروائية قلق مضاعف، فمن جهة هو قلق أفراد تمثلهم الشخصيات، ومجتمع يتحول، ومن جهة ثانية فهو قلق الرواية وهي تسعى إلى التعبير عن مجتمعها، من خلال الاشتغال على الكتابة، والشكل، واللغة، والرمز، والدلالة.
وقف عند فضاءات المدن التي حضرت في رواياته، وخاصة منها فاس وطنجة، واصفا تجربته مع كتابة الفضاء بأنها لم تقف عند مجرد إدارة أحداث الرواية في خرائط الأمكنة، كما أن المكان ليس مجرد خشبة للمسرح تدور فيها الأحداث، بل إن تجربته تعيد تشكيل الأمكنة بعمقها التاريخي وحياتها الخاصة وما تزخر به من حياة وما تعيشه من موت في الحياة.
رأى أن الرواية لا تنتج خطابا أخلاقيا ولا تتجه نحو كتابة "الأدب الرفيع" و"الأدب الخالص" ولا تسعى نحو توجيه رسالة دينية أو أخلاقية أو سياسية، فرسالتها تكمن في شهادتها على المجتمع الذي تُصَوِّرُه، بكل تناقضاته وتعدد خطاباته. كما أن الروائي لا يوجد كصوت في الرواية، لأن الأصوات المتعددة فيها هي أصوات الشخصيات. ونفى أن يكون قد كتب سيرته في رواياته، معتبرا أنه لو كان قد استمد عوالم رواياته من حياته الخاصة، لكان قد استنفد ما لديه من تجارب في الحياة، وصفها بأنها عادية، ومحدودة، ولا شيء فيها خاص واستثنائي، بينما تستمد رواياتها وجود أحداثها وشخصياتها من قليل من المعايشة، وكثير من التخييل. وذكر أنه يتعجب لشخصيات هو من خلقها من الخيال، وكيف أصبحت مقنعة بواقعيتها.
قال إنه قد ترك العمل السياسي منذ منتصف السبعينات، بعد أن انتبه إلى أن الكتابة الروائية يمكنها أن تمارس نقد الذات ونقد المجتمع ونقد السلطة والأحزاب.
قال أيضا، إنه لا يحب العيش في الزحام. لا يطمح إلى منصب ولا يتاجر بما يكتب، وهاجسه الأساس في حياته هو الحياة التي تحياها الشخصيات في متخيل الكتابة.
تحدث بشفافية عن علاقته بالنشر، وبالمال القليل جدا، الذي جناه مما كتب من أعمال، وبقرائه وأصدقائه الروائيين، واعتبر أن علاقته اليومية بالكتابة، على ما فيها مغامرة شاقة، تملأ حياته اليومية، وتُخْرِجُهُ من العزلة والصمت، ليتحدث مع كائنات رواياته، المحتملة.
وقال: ثمة أمل لكلكامش، ليتصالح مع أنديكو، ليقفا معا ضد الآلهة، ولكن، ليس ثمة أمل لقابيل، وهو يُجَدِّدُ يوميا، من قتله لهابيل.

قديم 05-24-2012, 01:35 PM
المشاركة 660
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ما الذي صنع ابداع الاديب محمد عز الدين التازي؟
- في مطلع الستينات من القرن الماضي، بدأت أحاول الكتابة وأنا تلميذ في الثانوي. حاولت أن أكتب الشعر تحت تأثري بمقروءاتي في الشعر العربي القديم والحديث، لكني أدركت أن طريق الكتابة الشعرية لن يوصلني، فقد أدركت بحس خاص أن الرداءة هي ميسم ما كنت أكتب. كانت الرغبة في الكتابة تراودني بقوة، بدوافع داخلية وأخرى خارجية. الدوافع الداخلية غير مفسرة، والدوافع الخارجية تعود إلى أنني كنت أحيا وحيدا، أستشعر فراغا كبيرا في حياتي، لا أملكه إلا بالقراءة، والقراءة في هذه المرحلة لم تكن موجهة من قبل أحد، لذلك كنت أقرأ كل ما يصل إلى يدي من كتب.
- الكتابة شهادة على زوال اللحظات التاريخية وموت الأمكنة. شهادة على ربيع قادم قد نحيا فيه كل فصول الربيع التي مضت. ومأساوية الإنسان التي تعبر عنها الكتابة لا تلغي فرحه بالحياة. الكتابة شهادة على تحول الإنسان والمجتمع والتاريخ، وبهذا المعنى فهي شهادة تخييلية ، غير تاريخية، على التاريخز
- رأى أن الرواية لا تنتج خطابا أخلاقيا ولا تتجه نحو كتابة "الأدب الرفيع" و"الأدب الخالص" ولا تسعى نحو توجيه رسالة دينية أو أخلاقية أو سياسية، فرسالتها تكمن في شهادتها على المجتمع الذي تُصَوِّرُه، بكل تناقضاته وتعدد خطاباته. كما أن الروائي لا يوجد كصوت في الرواية، لأن الأصوات المتعددة فيها هي أصوات الشخصيات. ونفى أن يكون قد كتب سيرته في رواياته، معتبرا أنه لو كان قد استمد عوالم رواياته من حياته الخاصة، لكان قد استنفد ما لديه من تجارب في الحياة، وصفها بأنها عادية، ومحدودة، ولا شيء فيها خاص واستثنائي، بينما تستمد رواياتها وجود أحداثها وشخصياتها من قليل من المعايشة، وكثير من التخييل. وذكر أنه يتعجب لشخصيات هو من خلقها من الخيال، وكيف أصبحت مقنعة بواقعيتها..
- قال أيضا، إنه لا يحب العيش في الزحام. لا يطمح إلى منصب ولا يتاجر بما يكتب، وهاجسه الأساس في حياته هو الحياة التي تحياها الشخصيات في متخيل الكتابة.
تحدث بشفافية عن علاقته بالنشر، وبالمال القليل جدا، الذي جناه مما كتب من أعمال، وبقرائه وأصدقائه الروائيين، واعتبر أن علاقته اليومية بالكتابة، على ما فيها مغامرة شاقة، تملأ حياته اليومية، وتُخْرِجُهُ من العزلة والصمت، ليتحدث مع كائنات رواياته، المحتملة.

هناك مؤشرات على حياة ازمة لكن لا يمكن الجزم بذلك.

طفولة مجهولة.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 32 ( الأعضاء 0 والزوار 32)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 11:20 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.