احصائيات

الردود
10

المشاهدات
8910
 
علي مدحت علي زيدان
من آل منابر ثقافية

علي مدحت علي زيدان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
130

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Nov 2011

الاقامة

رقم العضوية
10587
07-15-2013, 07:56 PM
المشاركة 1
07-15-2013, 07:56 PM
المشاركة 1
Lightbulb هتلر عظيم أم مجنون ؟!
أودلف هتلر ذلك الجندي الذي قلب موازين الحياة وبذكاءه أسس عددا من الأحزاب حتى أسس الحزب النازي وقبله حزب القميص الأسود الذي كان تمهيدا للحزب النازي.
هتلر كان معروف بفصاحته وتأثيره على العامة بشكل قوي
وبعض السياسيين بالغوا وقالوا عنه أعظم خطيب في البشرية لكني كما قرأت عنه أنه أباد ثلث سكان العالم وحادثة الهولوكوست التي من ضمن الذي أستعمل فيها مكابس الحديد لدى شركة مرسيدس بدلا من أن يكبس الحديد كان يكبس اليهود في حادثة الهولوكوست وعندما كان يتحدث عن حرق اليهود في كتابه كفاحي قال: (( كان بأمكاني أن أحرق يهود العالم أجمع ولكني أبقيت منهم قليلا لكي تعلموا لماذا أحرقتهم ))
أنا أرى أنه رجل له مبادئ وصمم على تطبيقها ولكنه تهور في سنواته الأخيرة.
فما رأيك أنت؟
علي زيدان


( اللهم اعنا على اسرائيل ; ووحد كلمة المسلمين )

( وزود العلماء ورجال الدين ; وحرر فلسطين)

التعديل الأخير تم بواسطة ايوب صابر ; 07-15-2013 الساعة 09:00 PM
قديم 07-15-2013, 10:26 PM
المشاركة 2
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تعجبني قوة شخصيته ...

كل عظيم به خلل و خلل هتلر كان تعصبه لبني جنسه ...

ليس مجنوناً لكن عرشه من جماجم و دم ...


هتلر عظيم و مجنون أستاذي الفاضل ....

ودي تقديري

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..
قديم 07-16-2013, 05:07 AM
المشاركة 3
علي مدحت علي زيدان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
شكرا لمشاركتك في موضوعي أستاذة جليلة وأتشرف بحضورك ومن المؤكد أن هتلر شخصيته وقوية وأنه كان متعصب لبني قومه ووجهة نظرك تحترم أنه عظيم ومجنون وشكرا لمشاركتك.

( اللهم اعنا على اسرائيل ; ووحد كلمة المسلمين )

( وزود العلماء ورجال الدين ; وحرر فلسطين)
قديم 07-16-2013, 12:28 PM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ علي مدحت

موضوع مثير ومهم ويثير حوارا حول تيمة شغلت علماء النفس منذ ولادته... فرويد مثلا يقول ان العبقرية والجنون لهما نفس المصدر...فحسب نظريته كل عظيم فيه شيء من الجنون... او ان العقل الباطن الذي يكبت التجارب الصعبة يقذف احيانا بالابداع واحيانا اخرى يقذف بالجنون.

ولو انك وضعت مقياس لقياس العظمة من حيث مثلا التأثير في الاحداث كما فعل مايكل هارث صاحب كتاب اعظم 100 شخصية في التاريخ ومن حيث مجموعة من السمات الشخصية كالكرزما والقدرة على الخطابة المؤثرة والقدرة على التحشيد والتنظيم وما الى ذلك من صفات القائد المؤثر لقلت ان هتلر امتلك مثل هذه الصفات حتما فهو عظيم كقائد ....فقد ترك بصمة قوية في التاريخ ولو ان تلك البصمة كانت سلبية ودموية.

ولا شك ان هذه الصفات والسمات تتوفر عند البعض لسبب معين وحسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية تتوفر هذه الصفات عند البعض نتيجة لارتفاع نسبة الطاقة الذهنية وذلك ناتج بدوره عن مرور الشخص في ظروف مأساوية traumatic experiences وعلى رأسها اليتم...وهتلر يتيم الاب والام قبل سن النضوج.

واحيانا تكون نسبة الطاقة المتولدة هائلة ولا يمكن تفريغها من خلال اعمال ابداعية لتحقيق التوازن النفسي لتظل تصرفات هذه الشخص ضمن ما هو مقبول اجتماعيا فينظر اليه على انه مجنون بالمقياس المجتمعي...

ولا شك ان وفرة الطاقة ينعكس على الشخصية وقد يتصرف مثل هذا الشخص تصرفات توصف بالجنونية لانها تتجاوز قدرة الانسان العادي على الاستيعاب والفهم وتكون خارجة عن الاطر المتعارف عليها اجتماعيا...ومن ذلك جنون العظمة وهي حالة نفسية يصبح الانسان المصاب بها يرى الامور بمنظار ذاته المتعالية والمتفردة في النظر الى الامور ولسان حاله (ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشاد) على شاكلة فرعون..وهو لا يدرك انه لا يسمع ولا يرى الا بمنظار ذاته...

ولا شك ان هتلر كان مصابا بمرض جنون العظمة وهو في تصوري حالة نفسية تحدث نتيجة لارتفاع حاد في نسبة الطاقة الذهنية بحيث تصبح نظرة الانسان المريض بجنون العظمة الى الاشياء مختلفة عن نظرة الانسان العادي ..

واذا ما اقترن وفرة الطاقة بذكريات سلبية مؤلمة حول ظروف النشأة فقد يؤدي ذلك الى تصرفات حادة وانتقامية ضد المجتمع..anti social ومنها الدموية المفرطة عند القائد اليتيم...فتكون تصرفات جنونية بالمقياس المجتمعي.

وقد وجدت ان معظم القادة الدمويين امثال هتلر وستالين ولينيين ونابليون والاكسندر كانوا ايتام في سن المراهقة؟!... ولا يمكن الا ان يكون هناك ارتباط بين الامريين...

وربما ان حدوث صدمة اليتم في تلك السن يؤدي الى حدوث اثر على اركان معينة من الدماغ مما يدفع اليتيم خلال هذه السن الى التصرف ضمن نمط معين من السلوك غير الاجتماعي او خارج الاطر المتعارف عليها وغير المقبولة اجتماعيا...فيكون تصرفه جنوني بمنظار المجتمع.

ومن ناحية هتلر فلا شك انه كان يمتلك طاقات هائلة ومن مذكراته يعرف المهتم انه جرب نفسه في الفن ( الرسم ) لكنه كان فنانا فاشلا وربما ان ذلك كان سببا في عدم تمكنه من تحقيق مستوى معين من التوازن وتفريغ الطاقة مما جعله يحاول تحقيق ذاتة المصابة بجنون العظمة من وفرة الطاقة التي تعتمل في ذهنه من خلال القيادة المتطرفة...ومن هنا تحول الى شخصية دموية عنصرية وارتكب فظاعات وجرائم ضد الانسانية لانه لم يكن يرى الامور الا بمقياس ذاته...

وخلاصة القول..هتلر كان يتيم في سن المراهقة وحتما امتلك طاقات ذهنية هائلة..ولو انه استثمر تلك الطاقات بصورة ايجابية لحقق منجزات عظيمة...وقد ترك بصمة لا تمحى في التاريخ وعلى الرغم انها سبلية وشديدة القتامة لكنها مؤشر على عبقريته في مجال القيادة....لكن مجموع ظروف النشأة وربما توقيت اليتم جعلته انسان حاقد على المجتمع ، في الغالب دون ان يدري، وقد اصابته وفرة الطاقة الذهنية بجنون العظمة ...فكان سلوكه غير اجتماعي وخارج اطر السلوك الانساني المقبول اجتماعيا وانسانيا وعليه يمكن القول بأنه كان مجنونا ايضا.

قديم 07-16-2013, 01:06 PM
المشاركة 5
هند طاهر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هتلر مجنوون بدليل انه انتحر

فلم يكن يوما عظيماا

المـرء ضيف في الحــــياة وانني ضيف


كـــــــــذلك تنقــــــضي الأعمـــــــــار،


فإذا أقمــــــــت فإن شخصي بينكــــم




وإذا رحلت

فكلمــــــــتي تذكـــــــــــار
قديم 07-16-2013, 02:31 PM
المشاركة 6
علي مدحت علي زيدان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أستاذ أيوب صابر شكرا لحضورك و كما تعودنا على أسلوبك المتميز في تقديم المعلومة صحيح يا سيدي فألبرت أنشتاين كانت حالته مشابهة لحالة هتلر ومن المؤكد أن سن المراهقة فيه كمية طاقة فكرية حول عالمه وحياته وعندما يكون يتيم فالتفكير والذكاء يصبح حاد و هو فعلا عنده جنون العظمة وأن العظمة والجنون على حسب قولك بينهما قواسم مشتركة
أستاذي القدير شكرا لطرحك وجهة نظرك ومشاركتك في موضوعي.

( اللهم اعنا على اسرائيل ; ووحد كلمة المسلمين )

( وزود العلماء ورجال الدين ; وحرر فلسطين)
قديم 07-16-2013, 02:33 PM
المشاركة 7
علي مدحت علي زيدان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أستاذة هند أتشرف بحضورك في موضوعي ووجهة نظرك تحترم أنه مجنونا وأنتحر لذلك فهو ليس عظيم هذه وجهة نظرك وتحترم وشكرا للمشاركة.

( اللهم اعنا على اسرائيل ; ووحد كلمة المسلمين )

( وزود العلماء ورجال الدين ; وحرر فلسطين)
قديم 07-16-2013, 03:47 PM
المشاركة 8
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
طبعا هذا الموضوع يدعو للتساؤل ما هو الجنون ومتى نطلق على انسان انه مجنون ومن مخول لاطلاق تلك الصفة؟

في هذا المقال وصف لتصرفات القذافي والذي يعتبره احمد الفقية سيكوباثي..ويظهر الوصف لما قام به القذافي وما تميز به من صفات بأنه كان يعيش جنون عظمة وحالة ذهان استثنائية...

=======

احمد ابراهيم الفقيه في ‘القذافي البداية والنهاية’: بحث عن الزمن المفقود في ركام دمار القائد الاوحد

ابراهيم درويش
July 15, 2013
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وصف الكاتب الليبي المعروف احمد ابراهيم الفقيه مرة مدينة طرابلس في روايته ‘نفق تضيئه امرأة واحدة’ وهي الجزء الثالث من ثلاثيته المعروفة بالمدينة الحائرة التي لم تعد قرية ولم تصبح مدينة، لا هي شرقية او غربية، لا تعيش في الماضي او في الحاضر.
طرابلس كما قال هي مدينة معلقة بين البحر والصحراء. طرابلس مدينة تعيش مأزقها التاريخي منذ ان تخلت عن طبيعتها القروية وفشلت في اكتساب طبيعة جديدة. وقد شرد الكاتب كثيرا في ذكرياته ونواحه على مدينته- العاصمة التي كانت عاصمة ولا عاصمة، وقال انها فقدت رونقها او افقدت هويتها بعد ‘ان انتهى الزمن القديم بأفراحه البدوية وحلقاته الشعبية التي تعقد في الاسواق وموالد الاولياء وحفلات ختانه واعراسه وبيوته المتداخلة المندمجة في بعضها البعض، وقد اكتظت بسكانها الذين يصنعون لكل مناسبة عيدا، وباغتها زمن جديد لم تكن مهيأة له او راغبة في اساليب حياته العصرية، فرفضت الانتماء اليه وظلت معلقة بين ماضيها وحاضرها لا تجد شيئا تنتمي اليه او ينتمي اليها، تنظر بريبة وخوف الى العالم الذي يحيط بها، اخذت من العصر الجديد شبكات الطرق الاسفلتية التي تحرقها الشمس وصناديق العمارات التي تسفعها الريح وتتكدس حولها الاتربة ويسكنها بشر خرجوا من خباء القبيلة ولا يعرفون التعامل مع جيرانهم الذين جاءوا من قبيلة اخرى الا بمنطق النظرات المذعورة االتي تطل من وجه انسان مشنوق، ثم ركام هائل من الحديد الذي يقذف به البحر على شواطئها كل يوم، في شكل سيارات ومصاعد ومطابخ ومدافع واسياخ،تصنع منها منصات الخطابة ومع ذلك فقد ظل هذا الجديد شيئا لا تقوى على الاقتراب منه حتى ادركت ان بعضه ضروري لاستكمال شكلها الحضاري، فان قلبها البدوي يرتعد عندما يأتي ذكر الاندية والمسارح والملاهي والحانات والمكتبات وقاعات الرقص ومدن الالعاب ومراجيح الاطفال ودكاكين الورود وجمعيات الرفق بالاطفال والاشجار والطيور ومستشفيات القطط والكلاب…’، يستعيد الفقيه هذه التعويذة او المناحة عن المدينة المسروقة من زمنها وتاريخها في كتابه الجديد ‘القدافي من البداية الى النهاية’.

وليد اللحظة
وعلى ما يبدو فالكتاب وليد ظروف الثورة الليبية اذ انه يتميز بدفقة عالية من الغضب والتكرار احيانا، الغضب على ما حل ليس بمدينة طرابلس التي يقول ان العقيد القذافي كان يكن لها الكراهية الشديدة بل على ما حدث من تشويه على نفسية الليبيين. وعبارة كراهية القذافي لطرابلس او اية مدينة اخرى سمعناها من اهل بنغازي الذين قالوا ان القذافي لم يكن يحب مدينتهم، وترك شوارعها كما كانت عليه منذ اربعين عاما، بل ان احد المعارضين الذين عادوا اليها بعد الثورة قال ان الشارع امام بيته لا يزال على حاله كما كان منذ 30 عاما حيث ترك ليبيا مهاجرا الى بريطانيا كلاجىء سياسي. ولعل الاثر الاكثر سوءا الذي تركه القذافي على الشعب الليبي انه لم يدمر المكان ولم يصحر الشعب الليبي او ‘يبدونه’ بل دمره نفسيا. وتركت العقود الاربعة الاخيرة على الشعب الليبي اثارها العميقة، فهذا الشعب الذي ارتبط ذكره بالزوايا الصوفية المجاهدة والمقاومة للاستعمار الايطالي، والذي ارتبط تاريخه بالقوافل القادمة من قلب افريقيا الى البحر المتوسط وكونه حلقة وصل بين المشرق العربي والمغربي العربي تحول في العقود الاربعة الى حطام ومختبر تجارب مارس من خلالها الزعيم الذي قدم نفسه على انه سادن القومية العربية، والمفكر العالمي وصاحب النظرية الثالثة والذي يملك الحل الاقتصادي لمشاكل البشرية، صاحب الطريق الثالث، وحكيم افريقيا في اخر ايامه وملك ملوكها، دمر هوية الشعب الليبي واطاحت ممارساته المزاجية بصورتهم حيث كان الليبي المفاخر بتاريخه يشعر بالخجل من نفسه عندما يربط وطنه بهذا الشخص المتقلب النزاعات. حتى من كانوا يمثلون هذا الوطن المتماهي مع البحر والصحراء والتاريح الممتد الى عصور سحيقة والذي اخرج اباطرة وابطال ملاحم في التاريح كانوا يرون كيف دمر العقيد ما تركته الانسانية له باسم العودة للصحراء التي جاء منها حافيا وعاد اليها حافيا وخائفا ومرعوبا عندما وقع في ايدي الاجيال التي درست في مدارسه وتعلمت اغنية واحدة طوال عمرها ‘يا معمر يا الغالي’.

البحث عن الاصيل

ومن هنا فكتاب الفقيه هو مديح للزمن المفقود في ليبيا ونواح على الاطلال التي دمرها العقيد في نزعاته الغريبة تحت مقولة ‘اكره المدينة’، فصاحب الخيمة الكبيرة،اراد ان يبعد طرابلس عن البحر ويحجزها عنه بأفكار لم تجد قبولا من اي معماري عاقل كي ينفذها، ودمر باسم الحرب على الاثار الامبريالية معالم تاريخية واثارا من العهد الملكي وما بناه الطليان من صروح جميلة اصبحت بعد كفاح الليبيين ملكهم وارثهم التاريخي لان الطليان اقاموا هذه الصروح بسواعد وتراب الليبيين. كما دمر زوايا تؤشر لانفتاح المدينة على القادمين اليها من الشرق والغرب والجنوب ومن البحر من العلماء والاولياء الصالحين، مثل زاوية الكتاني ومسجد مولاي محمد التي دمرها واقام مكانها كتلا من الاسمنت لم تكن بصورة ما دمرته البلدوزارات التي كانت تحل ضيفة بدون ‘احم او دستور’ وتهدم تاركة الما في القلوب ودموعا في العيون. كان الزعيم كما يشير كتاب الفقيه يكره كل شيء الرياضة او كرة القدم التي كان يراها لعبة المغفلين حيث ارسل مرة حرسه لاطلاق النار على مباراة كانت بين ناديين سيطر عليهما ابناه، محمد والساعدي حيث حار الليبيون دائما ماذا يفعلون ولكن الزعيم قرر حسم الامر بطريقته فقتل من قتل من الحضور وبهذا اغلق نوادي الرياضة، وحرب القذافي لم تكن على الرياضة بل على الفن والادب حيث اغلق النوادي السينمائية او قل صادر بعضها وحولها الى مؤسسات حكومية، اما المسارح ودور السينما والمكتبات العامة فلم تكن في وارد او انشغالات الزعيم طالما لم تصب في رؤية تمجيد البطل او تأكيد هوية البطل المعبود من الجماهير. كما وخسرت ليبيا التي شهدت ميلاد صحافة ثرية منذ العهد العثماني وفي ايام الملكية منجزاتها التاريخية في سياق الانجاز الصحافي العربي عندما صادر العقيد ممتلكات هذه المؤسسات الصحافية ودمجها في مؤسسة واحدة. ولان ليبيا لم تكن تصدر سوى عن شخص واحد فقد حرّم ‘النجومية’، ومن هنا فلم يكن متاحا امام فنانين او مغنين، فقد اضطر اصحاب الحناجر الجميلة وفي ظل حرب العقيد على النجومية الموت صمتا والتلاشي في ضوضاء وغبار الحياة التي صنعها العقيد لنفسه، احدهم مات بالسكري واخر بالمرض الخبيث دون ان يكون قادرا على تمويل العلاج، واضطر احدهم للعمل كسائق شاحنة واخر كمؤذن. بل كان بعض اصحاب المواهب يجدون انفسهم اسرى في سراديب لاسباب لا يعرفونها كما حدث لكاتب الاغاني مسعود القبلاوي الذي سجن عامين ثم اعتذر له بان سجنه كان خطأ وانه سجن لمجرد وشاية كاذبة، كما ورط النظام الفنان محمد الزواوي بالسجن في تونس حيث حشرت اجهزة الامن الليبية اسمه في قضيه واتهمته بتهديد الامن التونسي. ولعل جناية القدافي على الادب والثقافة في لبييا جاءت كما يشير الكاتب من فكرة عدم السماح لاي صوت بالبروز وكراهية العقيد لاي نوع من انواع الادب تحت ذريعة انه امبريالي او غربي حيث الغى عند مجيئه للحكم مشروع مجمع ثقافي كان تحت الانشاء يشبه مركز بومبيدو في باريس . ويقول ان احد المثقفين الليبيين عاش حياته وهو يطارد حلما ببناء مركز ثقافي في العاصمة، وطاف الاستاذ الطاهر الشويدي كل المراكز المهمة في العالم كي يستفيد منها في بناء خطط المركز، وكلما كان يقترب من حلمه كانت يد خفية تلغي المشروع. وهي نفس اليد التي كانت لا تحب صعود الليبيين على المستوى الدولي وحضورهم في المؤسسات الثقافية العالمية مثل اليونسكو او العربية مثل الاليسكو، حيث كان يجد المرشح الليبي وهو الاحق بالمنصب نفسه امام قرار من طرابلس يحيله عن عمله او ينقله الى مركز اخر.. وفي الوقت الذي حارب فيه المسرح والسينما والفن لدرجة انه لم يظهر في ليبيا اي فنان حقيقي من الداخل باستثناء من فروا بروحهم للخارج وواصلوا ابداعهم ومع ذلك لم يسلموا من شره باعتبارهم من الكلاب الضالة حيث لاحقتهم كلاب مخابراته فانه حول ليبيا كلها لمسرح عبثي يشهد الليبيون كل يوم مشهدا هزليا منها سواء اكانوا في الشوارع او يلاحقهم في ارزاقهم باعتبارهم مندسين او يدمر بيوتهم ومراكز معايشهم. بل وحرم عليهم البهجة والمتعة، فمن مشاهده الهزلية عام 1989 عندما حرم 30 الف متفرج احتشدوا في الملعب البلدي لمشاهدة تصفيات كأس العالم بين المنتخب الليبي والجزائري ليطلع عليهم صوت المذيع يخبرهم الغاء المباراة لان ‘الاخ العقيد’ وانطلاقا من مبادئه القومية قرر الغاء المباراة لانه يرى انه لا يصح للعرب التنافس في المباريات واهدى المباراة للمنتخب الجزائري، وبنفس السياق كان المتفرجون يجدون انفسهم احيانا تحت رحمة كتائبه التي كان يرسلها للملاعب لشحن المتفرجين عنوة في واحدة من نزوات عسكرة المجتمع الليبي، وينقل الكاتب عن احد اصدقائه ان العقيد ارسل كتائبه للاذاعة والتلفزيون وقاموا بضرب المذيعين والمذيعات بالهراوات.

محاربة المكان

يضيء الفقيه الكثير من الجوانب التي لم تكن معروفة عن الحرب التي شنها نظام العقيد على الثقافة والمثقفين وعلى الفضاء الليبي بشكل عام، فطرابلس مثلا التي بدأنا بالاشارة اليها ظلت عاصمة ولا عاصمة، فهو اي الزعيم حاول نقل العاصمة اكثر من مرة الى الجفرة او سرت التي بني فيها مركزا ضخما ‘واجادوجو’ والذي لم يكن يستخدم سوى مرة واحدة لاجتماع القمة الافريقية وانفق عليه الملايين بدون جدوى. وما اجبر القذافي على البقاء في المدن التي يكرهها هو رفض البعثات الدبلوماسية الانتقال لانها تريد ان يستقر العقيد على رأي ويضع مخططا مقرونا بخطة زمنية، وتريد ان تكون قريبة من المطار الدولي والميناء كي تتحرك ويتنقل موظفوها. ولا بد من الاشارة هنا الى ان مقولة القذافي عن كراهية المدن تعني ‘ الهدم والتخريب’، فمن ضمن جرائمه هدم مقر المصرف العقاري الليبي الذي يقول الكاتب ان المهندسين المعماريين تفننوا في جعله تحفة فنية، واستعاروا له لوحات فسيفسائية من المتحف الليبي وانفقت الملايين على صيانته، وتحسين مرافقه ووضعت كل الملفات والكتب على رفوفها، وكما هو الحال بدون انذار ارسل الحاكم الناهي الجرافات وهدمت المكان على ما فيه وضاعت قطعة من تاريخ ليبيا، ولم يقف مسلسل الهدم عند الاثار الدينية مثل مسجد مولاي محمد بل حاول هدم مدينة طرابلس القديمة التي تعتبر من ضمن التراث الانساني والمسجل في اليونسكو، وجاءت عملية الهدم او ‘التطوير’ تحت ذريعة ضيق الازقة وعدم استطاعة سيارات الاسعاف دخولها، ولولا هبة مثقفي ليبيا وصرخاتهم لضاعت المدينة القديمة، وتوقف معاول الهدم لكن المدينة آلت للاهمال والتفسخ. جاء القذافي للحكم وعاصمة البلاد تعتبر من انظف مدن العالم وتركها خرابا بعد ان شن حربا على اهلها وقتل الالاف. وكتاب الفقيه يحتوي على صور اكثر فداحة لكنني اجد نفسي مسوقا للحديث عن جنابة القدافي على الحياة الثقافية في ليببا حيث كانت العاصمة والمدن الاخرى تحتوي على مراكز ثقافية لكن ‘ الحاكم الذي عهد الى نفسه ان يكون هادم اللذات ومفرق الجماعات وميتم المسرحيين والمسرحيات والفنانين والقنانات لم يحارب الفن فقط بحجب الميزانية عن ادارات السينما والمسرح والموسيقى ولكن طارد هذا التراث المعماري’ من المسارح ودور السينما، فقد احال مسرح الغزالة الى مخزن للتربية والتعليم، ثم هدمه قبل ان يزول حكمه، ونفس الامر فعل مع المجمع الترفيهي الذي اراده صاحبه ان يكون متنفسا للحياة في طرابس فحوله الى مركز لاجتماعاته العسكرية وحوله الى ‘قاعة الشعب’، وواجه مقر مجلس الوزراء الذي كان تحفة فنية بما فيه من فسيفساء وجدرايات ولوحات، وهدم فنادق مثل المهاري وغراند هوتيل والوديان، ومكتبة الاوقاف وقاعة المطالعة العامة، ولم تقف جنابة القدافي على الفضاء بل لاحق كل كتاب يتحدث عن الحزبية او يناصر الرأسمالية او نظم اوروبا السياسية وحرم دواوين نزار قباني وروايات احسان عبدالقدوس واقيمت تلال من هذه الكتب واحرقت في الميادين العامة،وطال سوء الطالع الفيلسوف المعروف عبدالرحمن بدوي الذي كان يدرس في الجامعة الليبية في بنغازي حيث اخذت كتبه للمحرقة واقتيد هو للسجن ولم يخرج الا بوساطة من السادات حيث كان كل طلب بدوي هو استعادة جوازه ونقله للمطار مباشرة متنازلا عن محتويات بيته وكل ما لديه من حقوق لدى الجامعة. وكان بدوي ضحية ثورة القذافي الثقافية وهي واحدة من ثوراته الادارية واعلانه الجماهيرية ‘العظمى’ الذي كان ممثلوه يجدون حرجا عندما يتم توقيع اتفاقيات دولية مع دول عظمى حيث يتساءل مسؤولو هذه البلاد عن مدى عظمة ليبيا وموقعها من الاعراب.

مات مصعوقا
يصدر الكاتب في تحليله لحقبة القذافي الطويلة من تاريخ ليبيا المعاصر عن محاولة لفهم ابعاد الشخصية النفسية للقذافي والطاغية المستبد السايكوباتي ويلح في ربط تصرفات العقيد الميالة نحو التدمير والقتل والاعتماد على الحثالة من ابناء شعبه، ولهذا هناك ارتباط واضح بين الفساد والقمع، فالطاغية يحتاج الى شعب كالعاهرة المستسلمة لزبونها مقابل ثمن زهيد، ولعل ما يفرح الزعيم هو ان يجعل الشعب يفرح لهزائمه، ويستعين الديكتاتور المريض نفسيا على البقاء بكاريزما عالية تجعل الناس يسيرون نحو حتفهم على الرغم من ان طغاة اوروبا في بداية القرن العشرين كانوا اكثر جاذبية لجماهيرهم من حكام عرب كما يرى كاتبنا، ويخدم الديكتاتور شلة من الكتبة والمؤلفين واصحاب الاقلام المأجورة الذين يتقاضون اثمانهم على اعمالهم التي يقومون فيها وفي حالة الزعيم الليبي هناك من وصفه برسول الصحراء واخر وصفه بالاسطورة الحية كما في العمل الاوبرالي الذي قدمته الاوبرا الانكليزية وحصل كاتبه الهندي على ملايين الدولارات مقابل هذا العمل. وعلى العموم فالقذافي في سيرته كحاكم لبس قناعا اخاف من خلاله شعبه، وطلع عليهم خلف البهرجة والالبسة والوجوه المتعددة من اجل مواصلة سيطرته على عقل الناس وعندما تعرى الطاغية من ملابسه وكهنوته العالي بدا عاريا امام شعبه بدون حام. ومن هنا لا يهم الكاتب الطريقة التي قتل بها القذافي وان تأثر الكثيرون بمشهده المدمي وطالبوا بالتحقيق فكما يقول ‘ولكن ثوار ليبيا لم تكن تهمهم حقيقة كيف يموت ومتى سيموت لانهم كانوا فعلا يؤدون مهمة ويقومون بتقديم رسالة لهذا الطاغية مرسلة من مئات الاف الضحايا، وكان لا بد من ان تصل اليه وبقوة ودون تأخير’، كان على القذافي كما يقول الفقيه ان ‘يموت مصعوقا بالدهشة قبل الموت من اثر الرصاصة لانه لاول مرة يرى دمه وليس دم ضحاياه هو المسفوك هذه المرة، ونهايته وليست نهاية خصومه هي التي ترتسم بحروف من دم امام عينيه’، وهنا لا بد من التذكير ان الفقيه يقدم جردا لحالات وتطورات العقيد وانقلابه الذي يرى انه مدبر من السي اي ايه، وان عمالة سادن القومية العربية واضحة، وينقل ان القذافي منذ ولادته كان مسكونا بروح الشر لدرجة ان وليا صالحا لم يكن راغبا برؤيته، كما يشير الى ان الجدل حول اصول القذافي، وان والد العقيد لم يكن مجاهدا ضد الطليان بل كان رجلا قد حاله وعمل مع الطليان او البريطانيين طوال حياته ‘طوبجي’. في تشريح طبائع الاستبداد عند القذافي يقدم الفقيه اكثر ما يقدم كم قتل القذافي من شعب ليبيا في ادغال اوغندا وجنوب السودان وفي النبطية في لبنان عندما كان يوزع عربة تموين على عائلات ضحاياه ممن سقطوا في الواجب الوطني لاقامة العزاء، وكم بذر من اموال على كل قضية خاسرة وحركة ثورة لا ناق له فيها ولا بعير، وكم خسر من اراضي ليبيا عندما احرق مكتب السجلات القومي وبهذا اضاع حقوق الشعب والوطن خاصة ما حدث في الخلاف مع تشاد والنزاع على اقليم اوزو . وتبدو ليبيا في عهد القذافي مثل مسلخ للبشر، وقتل يومي واعدامات في الساحات العامة، وبلد يتحول فيه المخبر والمراسل الى مدير جامعة، واللافت ان عملية الهندسة المشوهة على البشر والمؤسسات طالت كل شيء الا صناعة النفط التي من خلالها قام القذافي بالسيطرة على ليبيا والليبيين. ومهما يكن من امر فقد اضاع القذافي خلال اربعين عاما من ثورة الفاتح امة، وقتل وحرق في السجون واسقط طائرات وحول البلاد الى سجن كبير، وليبيا الخارجة من زمن القذافي وان اكدت على الانتقام من الزعيم فهي لا تزال تعيش حيرتها بين الماضي والحاضر، وعندما تختفي البنادق من الشوارع ويرمي الثوار السلاح ويعودون للحقول او المدارس ويصبحون اناسا عاديين ويعلمون ابناءهم الحب والغفران فستتوقف ليبيا عن ربط اللون الاخضر بالكتاب الاخضر بالراية الخضراء التي كانت ترمز لجماهيرية لم تكن، وتنسى كل شيء مرتبط بالعظيم المزيف لانها تعرف ان هناك عظيما واحدا واعظم وهو الله.

القذافي البداية والنهاية
احمد ابراهيم الفقيه
بيروت- 2013

قديم 07-18-2013, 09:02 PM
المشاركة 9
علي مدحت علي زيدان
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أستاذ أيوب شكرا لنقلك وجهدك في توصيل فكرة أحمد الفقيه وجنون العظمة كان واضحة لدى معمر القذافي ولكن كيف كان يحارب الفن والرياضة وهو كان أيام الثورة الليبية الحديثة أنه كان يلعب الشطرنج مع رئيس الأتحاد الدولي للطرنج غير مكترث بأوضاع البلاد وجنون العظمة الذي كان فيه كان ليس على أي مبدأ فقط أنه الرئيس ولكن هتلر كان له مبرر أن يصدق نفسه فمثلا كتاب كفاحي وهو مذكرات هتلر فيه من الأشياء الرائعة والمخذلة أحيانا للتي فعلها ولكنه لاشك ناضل في حكم ألمانيا وصول ألى هدفه وتنفيذ مبادئه وشكرا أستاذ أيوب على حضورك الدائم في موضوعي وعلى جهدك في نقل المعلومة

( اللهم اعنا على اسرائيل ; ووحد كلمة المسلمين )

( وزود العلماء ورجال الدين ; وحرر فلسطين)
قديم 07-19-2013, 01:15 AM
المشاركة 10
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


هتلر هل كان مجنونا ؟

لا أعتقد أن شخصا بنى دولة بعد انهيارها في الحرب العالمية الأولى و بناها في عز أزمة اقتصادية لم يشهد التاريخ مثيلا لها ، وفي ظرف قياسي يمكن أن نطلق عليه مجنونا .

هتلر قائد مندفع ، فاته أن ينشر إديولوجيته بنفس طويل و كياسة و لو فعل لتغير تاريخ أوربا على ماهو عليه ، فهو رجل حارب الدول (الديمقراطية ) أو بالأصح الإمبريالية (فرنسا وانجلترا) في أوربا الغربية و حارب الدول الشيوعية (روسيا) في أوربا الشرقية ، ولا أظن أن شخصا حاربه العالم بأسره ، تمت محاربته لأنه مجنون بل لقوة مشروعه و لتهديده لمصالح الدول الأكثر نفوذا يومها .

إن كانت أمريكا تدخلت وحسمت الحرب ضد مشروع هتلر بعد ان أنهكته كثرة الحروب وتشتت قواته عبر عدة جبهات فلأنها رأتها فرصة لا تعوض بعد أن قضى على الامبراطوريتين الفرنسية والانجليزية ، و أضعف المشروع البلشفي ، فجاءت أمريكا لتحتل موقع هذه الامبراطوريات ، وتكون الرابح الوحيد في هذه الحروب و خاصة أن مجالها الحيوي بعيد عن متناول جيوش هتلر .

أظن أن هتلر كان من بين أهم الفاعلين في القرن العشرين وله الفضل في الخريطة العالمية لهذا القرن .
يبقى فقط هل نجح في مشروعه ، أكيد الجواب هو لا

أما مشروعه فتعرض لكثير من التشويه و تمت محاربة النازية ليس لأنها عنصرية كما يقال ، بل لخطورة مشروعه المؤمن بالتوسع و الاستقلالية والتحكم في مفاصل العالم .

ولعل ما يظهر خوف أسياد العالم من هذا المشروع تلك الضجة الكبرى التي رافقت تصويت النمساويين على هيدر هيدر ، وتلك الضغوط الكبيرة لقبر هذا المشروع أينما ظهر ، ولو كان مجرد أفكار كما عند حالقي الرؤوس .

فهل يمكن اعتبار هتلر مجنونا ؟

أم هو رجل منهزم يمكن لكل من حاربه أن يلصق به ما شاء من الأوصاف .



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: هتلر عظيم أم مجنون ؟!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هلمّوا لخير عظيم منى الحريزي منبر الحوارات الثقافية العامة 10 05-31-2021 02:00 AM
لِنَحمدِ الله على عظيم آلائه... آية أحمد منبر الحوارات الثقافية العامة 122 09-04-2019 06:23 PM
هل نحن على وشك مشاهدة انبعاث عراق عظيم من الرماد...ي؟؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 28 10-12-2014 05:52 PM
بريشتي ( أدولف هتلر ) علي حيـدر منبر الفنون. 10 05-22-2013 04:41 PM
دموعٌ على سلام هتلر.. مشعل بن عبدالله منبر البوح الهادئ 8 03-05-2013 05:49 PM

الساعة الآن 05:00 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.