احصائيات

الردود
0

المشاهدات
307
 
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي


أحمد فؤاد صوفي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,731

+التقييم
0.31

تاريخ التسجيل
Feb 2009

الاقامة

رقم العضوية
6386
06-08-2023, 07:51 AM
المشاركة 1
06-08-2023, 07:51 AM
المشاركة 1
افتراضي *مبحث عن القصة القصيرة جداً*
*مبحث أدبي حول القصة القصيرة جداً*

درجت الأقلام العربية منذ فترة قصيرة من الزمن على كتابة القصص القصيرة جدا واختصارها (ق.ق.ج) ، واختلطت المفاهيم التي تتكلم عن الأنواع الأدبية المختلفة ، وتشكلت فرق تتكلم كل منها عن تعريفات (ضرورية ولازمة) للفصل بين الأنواع الأدبية المختلفة ،وقد وجدت أن من المنطقي أن نقدم تنظيراً صحيحاً لهذه الظاهرة ، ووضع النقاط على الحروف في تبيان ماهية القصة القصيرة جداً ، وتوضيح أنها لاتماثل الخبر الصحفي ، كما أنها لا تماثل الفن الأدبي الجديد "الومضة".
التعريفات المختلفة المنتشرة لهذا النوع الأدبي:
اختلاف الأدباء حول مسمى هذا النوع الأدبي هو شيء ليس له أهمية حسب رأيي ، ولكن للأسف نجد كل أديب يحارب ويبالغ في اهتمامه لإطلاق تسمية يراها مناسبة أكثر ، وقد أطلقت العديد من التسميات حتى الآن ، نذكر بعضاً منها فقط للاطلاع:
التعريفات العربية: الأقصوصة – القصة الخاطفة – الميكرو بورتريه – السرد القصير – الأدب الوجيز – القصة الصغيرة – القصة القصيرة جداً – القصة الصغيرة جداً .
وقد قام بعض الأدباء بإضافة "الومضة" إلى نفس المفهوم ، وهذا خطأ كبير، فالومضة شيء آخر تماماً لا يشبه القصة القصيرة جداً في شيء.
التعريفات الأجنبية والأوروبية: قصص السطور الثلاثة - قصص بحجم راحة اليد - قصص ما بعد الحداثة – القصص السريعة – القصص المجهرية – النثر المصغر – المنمنمة. وقد عرض في كثير من الأحيان ، أن القصة القصيرة جداً (يجب) ألا

يتجاوز طولها النصف صفحة أو الصفحة أو خمسين أو مائة كلمة . . ! ! والموضوع لا يجوز عرضه بهذه الطريقة أبداً ، والإبداع لا يقبل هذا الفكر الضعيف ، فأنت لا تعد الكلمات وترتبها لتشكل منها قصة !! بل أنت لك تجربة ثرية في الحياة . . ولك عين صقر تقتفي بها المشاهد والأحوال التي تصادفك . . وأنت لديك موهبة . . صاغها الله فيك . . فتفرز ما تشاء بين ذلك كله . . وتقوم بصياغة القصة بعد ذلك . . لتخرج قصة صحيحة.
وكما نعلم فإن الإبداع وحرية الكاتب يظهران من خلال ما يبدعه ، والأدب لا يقبل القيد ، فعندما يكتب كاتب موهوب قصة قصيرة جداً "مثلاً" فلو كانت قصته جيدة فسوف تحوي بشكل تلقائي أغلب السمات المطلوبة.
الخصائص العامة للقصص القصيرة جداً
تتسم القصة القصيرة جداً بالوحدة المستقلة والتكثيف والمفارقة والسخرية ، وطرافة اللقطة ، والإدهاش، ويمكن فيها استخدام الرمز والإيماء والتلميح كما يجب أن تظهر الفجاءة في خاتمتها ، ومن اللازم بالضرورة أن يكون عنوان القصة متناغماً مع قفلة النهاية وأن تكون هذه القفلة صادمة أو مفاجئة أو غير متوقعة للقارئ ، وأبين أيضاً ضرورة الاهتمام بالموسيقى الداخلية للقصة (الموسيقى الناتجة عن استخدام حرف معين لتأكيد وتشديد معنى معين أو العكس) ، ويكون ذلك باستخدام الكلمات المناسبة وقوة الحرف فيها ، ومدى تناسب الكلمة المستخدمة مع الحدث ، والاهتمام باستخدام المترادفات المناسبة كي تعطي المعنى الدقيق لكل فعل ، وفي هذا النوع الأدبي فقد تظهر كل هذه السمات أو أن يظهر كثير منها ، وأرى أن على الأديب ألا يستعجل في تقديم منتجه ، بل أن يهتم بتحسين هذا المنتج حتى تكتنفه تلك السمات فتخرج قصته برداء متقن يستسيغه القارئ المتمرس ذو البصيرة.

وفيما يلي ، تجدون السمات العامة للقصة القصيرة جداً :
1-العنصر القصصي : أي أن توجد القصة كقصة متكاملة ، وليس كخبر في صحيفة ، وليس كجزء من منظر كلي .
2-أن يوجد لها بداية واضحة وقفلة نهاية .
أن تبنى على التكثيف والإيجاز المقنع الراقي : لا مكان للشرح أو للتكرار ، ولنتذكر هنا أن اختيار المرادف المناسب للحدث يعتبر تكثيفاً محبباً لا يضايق القارئ ويرفع من مستوى العمل ، ولا يمكن في القصة القصيرة جداً أن نحذف كلمة واحدة ، وهذا هو معنى التكثيف ، الذي قد يفهمه البعض أنه يجب تقليل عدد الكلمات المستخدمة ، وهذا مفهوم خاطىء.
ومن الضروري في هذا النوع من القص ، استخدام المرادف المناسب للمعنى المراد الوصول إليه ، وهذا ما يقتضيه التكثيف تماماً ، فكما نعلم يوجد مرادفات متعددة في لغتنا العربية للحدث الواحد ، وفي نفس الوقت فلا يوجد في العربية كلمتان متماثلتان تماماً في المعنى أبداً ، فكلمتي التراب والثرى مثلاً تعنيان الأرض التي نمشي عليها ، أما التراب فهو للأرض الجافة الصلبة ، وعندما نقول "سأرغم وجهه في التراب" فلأنه جاف وقاسٍ ، ولا يمكن أن نقول "سأرغم وجهه في الثرى" فهذا غير منطقي من ناحية دقة المعنى ، لأن الثرى طري وهش وهكذا . .
وهذه الفروقات باستخدامها الصحيح فهي ترفع من قيمة العمل للمتذوق عالي الفهم ، وهو شيء كلنا يطمح إليه.
3-المفارقة : تفاجئ القارئ وتدفعه للمحاورة الذهنية .
4-الإسقاط : أي استخدام رمز أو أكثر ، لإيضاح فكرة ما .
5-وجود لذعة سخرية ( سخرية عادية أو سخرية سوداء) .

*وحتى لا يختلط الأمر علينا للتفريق بين القصة القصيرة جدا ، والقصة القصيرة ، وفن الومضة ، فأقول في البداية أن القصة القصيرة جداً لا يمكن شرحها وتنظيرها إلا بالتداخل الكامل مع ما يريده مؤلفها ، فهي لا تنفك عنه أبداً ، وهي لا يكون لها إلا بعد زمني واحد ، ومشهد واحد تدور الأحداث حوله ، مع ملاحظة أنه لا مانع من الدخول في أكثر من مشهد للوصول إلى النتيجة التي يبحث عنها المؤلف ، كما أنه لا يوجد لكاتب هذا النوع من القص أن يلتزم بعدد معين من الكلمات ، ولكن لا ننسى أن الكاتب لو رغب بكتابة قصة قصيرة جداً واستغرق الأمر صفحات عدة مثلاً ، فسوف نجد بأن قصته في هذه الحالة لن تكون قصة قصيرة جداً ، بل ستنتقل تلقائياً إلى النوع الأدبي الآخر وهو القصة القصيرة.
بعد زيادة انتشار الفن الجديد ( الومضة ) فإن الفرق الأساسي بينها وبين القصة القصيرة جداً هو أن القصة القصيرة جداً تعطي العقل صورة ذهنية مادية ليتصورها ، وهذه الصورة تشكلت كانعكاس مباشر للقصة ، أما الومضة فهي لا تعطي صورة مادية ثابتة أبداً ، بل تعطي صورة ذهنية للتفكير ، ومن ثم الخروج بنتائج تتناسب مع تفكير ومزاج القارئ (وليس مع رؤية وتفكير الكاتب).
وكما أسلفت بالفقرة الأولى فالقصة القصيرة جداً تتمسك بفكر صاحبها تماماً ، على عكس الومضة التي يقوم كل قارئ بتنظيرها كما يرغب ، وهذا لا يزعج مؤلفها لأن هذه الصفة تحديداً هي التي شكلت ومضته.
سأعرض فيما يلي ، نموذجين للقصة القصيرة جداً (من تأليفي)، ونماذج من فن الومضة (لأدباء آخرين) لأجل زيادة المعرفة بهذا النوع من الأدب:
*القصص القصيرة جداً*
القصة الأولى:

+ القصر الحقير+

صرصــارٌ امتلك قصراً ،
في اليوم الأول لانتقاله
أسرعَ كبيرُ الخدم
بتجهيز طعامٍ فخمٍ لذيذٍ لهُ ،
صعـدَ الصرصارُ
ورأى الطعـــــامَ ،
حملهُ
وانتقل به ليأكلَهُ
قربَ البالوعـــة
الشرح: في تعليقي على القصة نبدأ بالعنوان :
1- القصر الحقير : القصر المبني من حجر لا يكون - حقيراً- فهذه الصفة لا تطلق إلا على الأحياء بالطبع ، وبالتالي يكون القصر حقيراً بحقارة صاحبه .
2- استخدام كلمة - صرصار - لتعريف بطل القصة : هو مسؤول ذو منصب رفيع ، استخدم منصبه في السرقة والظلم ، وجمع الأموال الطائلة عن طريق استخدامه للسلطة الممنوحة له بدون وجه حق ، مما سمح له بشراء قصر كبير فيه الخدم والحشم ، وكلمة صرصار هنا هي كلمة مناسبة لإعطاء المعنى المقصود بدقة وهو حقارة الموصوف (أعتذر من الصرصار
أظنه حزن كثيراً بسبب التشبيه) لإعطاء المعنى المقصود بدقة وهو حقارة الموصوف (أعتذر من الصرصار أظنه حزن كثيراً بسبب التشبيه).- 3-استخدام كلمة – صعد الصرصار- وحيث أن الطعام موجود على

المائدة فإن الشخص الواقف قربه سيراه مباشرة ، ولن يحتاج أن يصعد بالطبع ، وإنما لأن صاحب القصر حقير – من بيئة وضيعة – فما كان له أن يتجرأ على الانتقال إلى أعلى فئة في المجتمع ، لولا ظروف معينة سمحت له بذلك، فهو إذن - يصعد – ليطالع الطعام ، يصعد من بيئة وضيعة إلى بيئة عالية ، وهذا هو بالتحديد سبب استخدام كلمة "صعد".
4- استخدام كلمة – حمله – فقد كان بإمكانه أن يطلب من كبير الخدم أن يفرش الطعام من البداية قرب البالوعة ، فهذا قصره وهذا خادمه ، ولكن كلا ، هو يريد أن يتصرف في الظاهر فقط بمستوى البيئة الجديدة ، وها هو قد صرف الخادم ، وبقي مع الأكل وحيداً .
5- استخدام كلمة – قرب البالوعة – بالطبع فهو (الحقير) من بيئة وضيعة ، وهذا هو مستواه ، وهذا ما تعود عليه ، ولم يستطع حين خلا إلى نفسه ، أن يتصرف إلا استناداً لبيئته الأصلية التي خرج منها .
6- ولا بد لنا من التنويه بأن من حق القارئ أن يفهم القصة بإحساسه ضمن نفس سياقها ، وهذا ما تسمح به سمات هذا الفن الجديد.
القصة الثانية:
+في المكان المناسب+
ارتكب في عمله أخطاء كثيرة . . وخسرت الشركة بســـببه صفقات كبيرة . . اقترب موعد الاجتماع السنوي لمجلـس الإدارة . . خـــاف أن يفصـل من عملـه . . ظهـرت القرارات الجـديـدة . . لقد تمت ترقيته إلــى منصـب المـدير العـام . . .


*أعتقد أنه لاداعي لأي تعليق أو شرح لهذا النموذج.

وبعد . . فالقصة القصيرة جداً تعتبر فناً جديدا من الفنون الأدبية بدأت سماته بالظهور ، وكادت أن تأخذ صفة – السمات القياسية وظهر بعدها


فن أدبي أطلقوا عليه – الومضة – وهي قصة أقصر من القصة القصيرة جداً ، ولكنها لا تشبهها في البناء والمقصد.

*نماذج عن فن الومضة ، فقط للاطلاع*
*النموذج الأول*
الأديب: أحمد طه "مكاشفة" (صارحته بحملها، صارحها بعقمه)
*النموذج الثاني*
الأديب: أحمد طه "ضياع" (فقد سمعته ، وجدها على كل لسان)
*النموذج الثالث*
الأديب: أيمن خليل "عقاب" (برأه القضاء ، سجنه ضميره)

الأحبة الكرام ،، أرجو أن تكونوا قد استمتعتم بهذا العرض الأدبي المختصر وأدعوكم إلى محاولة كتابة قصة قصيرة جداً من بنات أفكاركم ، تشجعوا وحاولوا .. والله الموفق.




أحمد فؤاد صوفي – اللاذقية - سوريا



التعديل الأخير تم بواسطة أحمد فؤاد صوفي ; 06-08-2023 الساعة 07:52 AM سبب آخر: الخط

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: *مبحث عن القصة القصيرة جداً*
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نضال........ ( مجموعة من القصص القصيرة جداً) عمرو مصطفى منبر القصص والروايات والمسرح . 2 11-25-2015 12:37 PM
ألقصة القصيرة جداً.. بدايات وأسس عمر مصلح منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 12 04-10-2015 11:17 PM
ما القصة القصيرة ؟ مصطفى الطاهري منبر القصص والروايات والمسرح . 2 12-25-2014 10:19 PM
أبو القصة القصيرة عبدالله باسودان منبر الآداب العالمية. 4 11-18-2011 12:46 AM
القطة القصيرة جداً .. دنيا العطار منبر القصص والروايات والمسرح . 5 09-30-2010 06:37 PM

الساعة الآن 12:09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.