احصائيات

الردود
7

المشاهدات
3051
 
خالد الزهراني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


خالد الزهراني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,398

+التقييم
0.28

تاريخ التسجيل
Aug 2010

الاقامة

رقم العضوية
9490
05-06-2020, 04:07 AM
المشاركة 1
05-06-2020, 04:07 AM
المشاركة 1
افتراضي كُورونا في فَلسَفة "الخَوْف"
كُورونا في فَلسَفة "الخَوْف"

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الأسئلة الكبيرة
في كل مفصل تاريخي مأسوي كانت الكتابة ترافق ذلك بإعادة النظر في شكلها وفي أسئلتها .. في كل منعطف تاريخي يلبس "الخوف" الإنساني لبوساً جديداً (بيكسباي)
الأسئلة الكبرى والجديدة في الفلسفة والآداب والفنون والطب، تطرح بعد المحن الكبرى التي يعبرها الإنسان، محن الخراب والموت والدمار والخوف والألم.
وفي جوهر تلك الأسئلة الكبرى كانت فكرتا "الموت" و"الخوف" من الأسئلة الكبرى التي صاحبت الإنسان في رحلته التاريخية، رحلة قائمة بين البناء والهدم وإعادة البناء.

وفي كل منعطف حاد كبير تتأسس مقولات جديدة، تتأسس جماليات وسرديات جديدة، وتتأسس بلدان، وتُمحى بلدان وجغرافيات وتختفي لغات وتنكمش ديانات وتتوسع أخرى., في كل محنة تاريخية كبرى، يتوجه الإنسان بخطابه العاقل أو الروحاني إلى أمرين أساسيين:

الأمر الأول هو السماء
(الدين والقوى الغيبية)، حيث على الرغم من كل الممتلكات العلمية والعقلية التي اكتسبها الإنسان إلا أن السماء تظل حاضرة في وعيه لاوعيه على حد سواء، وهو ما يسمى ب "الدعاء"،

والأمر الثاني هو: العلم
(البحوث والمخابر)، وهو ما نسميه بمعركة العقل في اكتشاف الغموض الذي يحيط بحياتنا، ومن هذين الأمرين تتولد القوة، أو الطاقة التي تعيد إنتاج الحياة، بعد كل محنة كبرى، وعبر هذين الأمرين، ومن خلالهما، يريد الإنسان، وهو في لحظة صراع ضد وحشية نفسه (وحشية الإنسان المتوحش) أو ضد الطبيعة (توحش الطبيعة)، التغلب على فكرة "الخوف" ومواجهتها.

منذ الأزل، كل تفكير الإنسان هو لردع فكرة "الخوف"، الخوف الذي يسكنه حيال حالات "اللافهم" و"العجز" المادي أو المعنوي للعالم الغامض، وفكرة "ردع الخوف" هي عملية بحث عن "الاطمئنان"، أي الاستمتاع بـ "شهوة الحياة" من دون التفكير في "خطر الموت"!
في كل منعطف تاريخي يلبس "الخوف" الإنساني لبوساً جديداً بحسب المحيط الاجتماعي والسياسي والطبي والاقتصادي والطبيعي، لذا تظل مقاومة "الخوف" هي هاجس الإنسان، كلما أراد مطاردته، عاد إليه في هيئة أخرى. فالإنسان كثيراً ما يصنع الخوف ثم يحاربه، كلما اعتقد الإنسان أن سقف بيته أصبح يحميه، اكتشف بأن شيئاً آخر يهدد الأرضية التي يقوم عليها البيت برمته ومن أساساته، كلما اعتقد بأن سلاحاً جديداً يحميه اكتشف أن هناك سلاحاً أشرس منه في يد خصمه. كلما اعتقد أن دواء أوقف هذا المرض نهائياً، ظهر وباء آخر يهدد انتصاره وفرحته. كلما اعتقد بأنه اكتشف شيئاً فاجأته الطبيعة بشيء أفدح، فالحرب مفتوحة من كل الجهات وعلى كل الجبهات، والموت في كل ركن، لذا فالخوف قائم، والبحث عن مقاومة الخوف قائمة، وصناعة "الخوف" قائمة أيضاً.

وتختلف فكرة "الخوف" من الموت ومن الفناء بحسب مصدرها:
فكرة الخوف من الحروب: الحروب قتلت ولا تزال تقتل، أثارت الخوف والهلع ولا تزال تزرعها شرقاً وغرباً جنوباً وشمالاً، الحروب الكلاسيكية، حروب الفروسية بالسيف، وحروب البارود وحروب الرصاص والحروب التكنولوجية الجراحية كما يقال!
كل هذه الحروب زرعت الخوف، خوف الكبار والصغار والنساء والرجال، خوف الحروب عرفه وجربه الإنسان في كل القارات، وكانت عِبر التاريخ هي الأكثر شراسة في الفتك بالإنسانية وبالإنسان.

خوف المجاعات: هي حرب أخرى قتلت الملايين، وروّعت الملايين، من مجاعات خلدتها نصوص دينية أو أدبية أو تاريخية قديمة، إلى أخرى كابدها الإنسان في القرن التاسع عشر والعشرين، حرب دفعت بالإنسان إلى أكل كل أنواع الحيوانات والحشرات والدود وجذور النباتات، وأكل جثث بعضهم البعض، حدث هذا في كل مكان في إفريقيا وفي آسيا وفي أوروبا وفي أميركا، لكن هذا الخوف كان في غالب الأحيان موسمياً وعابراً.

الخوف من الكوارث الطبيعية الشرسة، وتذكرنا الكتب المقدسة من التوراة مروراً بالإنجيل والقرآن بكوارث طبيعية مهولة كما هي في قصة نوح، وقصة لوط. وقبلها تذكرنا ملحمة جلجامش بالطوفان، واليوم لا تزال صور التسونامي المرعبة حاضرة في أذهاننا، ولا تزال الطبيعة تفاجئنا بغضبها في كل لحظة، وأعتقد أن "الخلل الإيكولوجي" وارتفاع حرارة الأرض وما ينتج عنه من ذوبان الجليد في القطبين، سيكون كارثة أخرى وبخوف آخر.

الخوف من التكنولوجيا المتوحشة، وتضم ما يسمى بالحرب البكتيرية القادرة على مسح "الحياة" من على وجه الأرض. فالإنسان المعاصر أصبح يخترع أشياء تصبح في لحظات معينة أكثر منه ذكاء، فلا يستطيع التحكم فيها، ولذا يدعو فلاسفة الأخلاق إلى "أخلاق للتكنولوجيا" التي هي الطريق الوحيد لتخليصها من "التوحش" الذي ستكون نهاية الحياة على يديه.

اليوم، والإنسان أمام "هلع" وباء فيروس-كورونا، كوفيد 19، يشعر بـ"خوف" جديد، يختلف عن "خوف" الحروب و"خوف" المجاعات و"خوف" الكوارث الطبيعية، إنه خوف من "توحش" الإنسان نفسه، خوف من "عقل" الإنسان المتوحش، إنها "الوحشية" المعاصرة.
في كل مفصل تاريخي مأسوي كانت الكتابة ترافق ذلك بإعادة النظر في شكلها وفي أسئلتها. في مواجهة "فلسفة الخوف"، طرح الأدب والفلسفة والسينما والعلم أسئلة جديدة عقب الحربين الكونيتين الأولى والثانية، وطرحت أسئلة أخرى بعد وصول الإنسان إلى سطح القمر، وأخرى بعد زرع أول قلب صناعي للإنسان. واليوم وأمام فيروس كورونا، كوفيد 19، وفي ظل هذا الحجْر الذي يدخله الإنسان وهو في ذلك يشبه "الفأر" المروع في جُحره المظلم، فإن الإنسان سيطرح أسئلة جديدة في الفلسفة والطب والآداب والشعر. ستدخل الكتابة، كما السينما والطب، منطقة جديدة لمساءلة الطبيعة والعالم والحياة؟

أمام وباء فيروس كورونا، كوفيد 19، يأخذ الخوف شكلاً آخر، لأن الصور المجسدة له تتجلى في الشوارع والساحات الفارغة المخيفة في كبريات المدن، والتي كانت بالأمس ضجيجاً وهرجاً وصخباً، تتجلى في صور أماكن العبادة التي لطالما كانت "بيوتاً" للآلهة، إليها يلتجئ المؤمن هرباً من "الخوف"، فإذا هي مغلقة، خالية، مهجورة، وقد كانت بالأمس دعاءً وصلوات وطوافاً وبخوراً وأنواراً، وهذه الصور لا تتوقف عن شاشاتنا، وتصلنا على "المباشر"، إنه "الخوف" على "المباشر"، فيلم "رعب" حيث الواقع أكبر من الخيال.

أمام كورونا التي تعد منعطفاً خطيراً على وجود "الحياة" على كوكب الأرض، فمؤكد أن أسئلة جديدة ستطرح غداً أمام الفيلسوف والأديب والفنان، وأنها ستكون ظلاً على الإبداع في العشر سنوات القادمة، تفتح "الأمل" وتسائل "الخوف" مرة أخرى، بحثاً دائماً عن "طمأنينة" مفقودة، وسعياً الى خلود محلوم أو موهوم.

أمين الزاوي : كاتب ومفكر


و إذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقـم عليهـم مأتما و عويلا
قديم 05-07-2020, 01:50 AM
المشاركة 2
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: كُورونا في فَلسَفة "الخَوْف"
كُورونا في فَلسَفة "الخَوْف"

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الأسئلة الكبيرة

أمام وباء فيروس كورونا، كوفيد 19، يأخذ الخوف شكلاً آخر، لأن الصور المجسدة له تتجلى في الشوارع والساحات الفارغة المخيفة في كبريات المدن، والتي كانت بالأمس ضجيجاً وهرجاً وصخباً، تتجلى في صور أماكن العبادة التي لطالما كانت "بيوتاً" للآلهة، إليها يلتجئ المؤمن هرباً من "الخوف"، فإذا هي مغلقة، خالية، مهجورة، وقد كانت بالأمس دعاءً وصلوات وطوافاً وبخوراً وأنواراً، وهذه الصور لا تتوقف عن شاشاتنا، وتصلنا على "المباشر"، إنه "الخوف" على "المباشر"، فيلم "رعب" حيث الواقع أكبر من الخيال.



أمين الزاوي : كاتب ومفكر

لا شك أن كورونا أغرقتنا خوفاً .. وأجمل ما في هذا الخوف أننا تذكّرنا أنه علينا أن نخاف الله خالقها وخالقنا ..
مقالة رائعة
شكراً للكاتب أمين الزاوي
وشكراً لك أخي خالد على اختيارك الذائق
تحية

قديم 05-07-2020, 05:37 AM
المشاركة 3
هيثم المري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: كُورونا في فَلسَفة "الخَوْف"
أعتقد أن بعض الأسقام النفسية تحتاج للمعالجة بالخوف
ولكن بحذر وسلاسة حتى لا يفقد الطرف الآخر رغبته بالمواجهة
لا ننكر الهلع الذي أصابنا مع تفشي الجائحة ورغم الخوف اكتشفنا
إيجابيات كثيرة للعزلة أو الحجر .. أهمها التقرب إلى الله في الصلوات
والأذكار والنوافل , وأيضا التقرب من أهلك أو أسرتك أو حتى نفسك
شكرآ كاتبنا خالد على المنقول الرائع .. تحيتي لك

قديم 05-08-2020, 04:20 AM
المشاركة 4
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: كُورونا في فَلسَفة "الخَوْف"
الإنفعال الناجم عن الخوف عادة ما يعتبر رد فعل طبيعي للإنسان ومن الفطرة التي حباها عليه خالقه , وعلى مستوى الثوابت الشرعية قد يُعرف الخوف على أنه نوع من التأديب الإلهي أو الإبتلاء النفسي الذي يقوم المسلم بعد أن يدفع ثمنه بالتمحيص وتكفير الخطايا كما قال عز وجل :
( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )
شكرا أستاذ خالد لمنقولك الفلسفي الجميل .. مع فائق التقدير

وحيدة كالقمر
قديم 05-08-2020, 11:14 PM
المشاركة 5
تركي خلف
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: كُورونا في فَلسَفة "الخَوْف"
[justify]الخوف من التكنولوجيا المتوحشة، وتضم ما يسمى بالحرب البكتيرية القادرة على مسح "الحياة" من على وجه الأرض. فالإنسان المعاصر أصبح يخترع أشياء تصبح في لحظات معينة أكثر منه ذكاء، فلا يستطيع التحكم فيها، ولذا يدعو فلاسفة الأخلاق إلى "أخلاق للتكنولوجيا" التي هي الطريق الوحيد لتخليصها من "التوحش" الذي ستكون نهاية الحياة على يديه.[/justify]
لهذا في زمن الكورونا ذهب بعض قادة العالم إلى تبادل الإتهام بدلا من التعاون لدحض كل خطر للفيروس .. بعدما يحدث الآن سيكون تطبيق ما يسمى بأخلاق التكنولوجيا أمر أشبه بالخيال العلمي الذي يحيق بنا سرابه من كل جانب مع عدد ضحايا المرض ما جعل الأرقام لا قيمة لها إلا في مجال الإقتصاد والثراء العالمي .. مشكور سيدي على الموضوع القيم ربي يحفظك ويكتبلك الأجر

الابتسامة هي قوس قزح الدموع

قديم 05-16-2020, 04:48 AM
المشاركة 6
فيصل الغامدي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: كُورونا في فَلسَفة "الخَوْف"
أعتقد أن النهاية قريبة جدا

وكل ما يلفظ من قول كان غريب

تحياتي أخي الفاضل

قديم 05-26-2020, 11:50 PM
المشاركة 7
مها عبدالله
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: كُورونا في فَلسَفة "الخَوْف"
الخوف يعتبر من الإبتلاء المحمود الذي يؤجر عليه الإنسان في الحياة الدنيا إن تعامل معه بالصبر والتحمل .. لذلك قال تعالى : (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ).. والبشارة هنا جاءت غيبية , لكنها بشرى مختلفة وعظيمة لأنها جاءت من رب العالمين .. شكرا سيدي على الموضوع الرائع
لك مني أطيب المنى وكل عام وأت بخير

قديم 06-02-2020, 09:00 AM
المشاركة 8
خالد الزهراني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: كُورونا في فَلسَفة "الخَوْف"

لا شك أن كورونا أغرقتنا خوفاً .. وأجمل ما في هذا الخوف أننا تذكّرنا أنه علينا أن نخاف الله خالقها وخالقنا ..
مقالة رائعة
شكراً للكاتب أمين الزاوي
وشكراً لك أخي خالد على اختيارك الذائق
تحية
كورونا ما أُرسلت سيدتي إلا لتكون درسا ونذيرا
والشكر لمرورك الكريم أستاذة ناريمان بارك الله فيكِ
تقبلي الاحترام
خالد الزهراني

و إذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقـم عليهـم مأتما و عويلا

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: كُورونا في فَلسَفة "الخَوْف"
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين كلّ من "البِشْر" و"الهشاشة" و"البشاشة" : ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 4 04-11-2022 08:23 PM
الفرق بين " الوَقـْر " بالفتح . و" الوِقْـر " بالكسر " دكتور محمد نور ربيع العلي منبر الحوارات الثقافية العامة 19 05-15-2021 07:12 PM
مَا قيلَ عَنْ كُورونا مُسْتحيل : " مُخْتبَر الخَفَافيش " هيثم المري المقهى 6 05-15-2020 03:27 AM
التحليل الأدبي لقصيدة"ملاكي" للأديبة "فيروز محاميد" بقلم: ماجد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 09-04-2012 11:11 PM

الساعة الآن 11:41 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.