احصائيات

الردود
19

المشاهدات
9394
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
12-21-2010, 09:10 PM
المشاركة 1
12-21-2010, 09:10 PM
المشاركة 1
افتراضي خورخي لويس بورخيس Jorge Luis Borges


خورخي لويس بورخيس Jorge Luis Borges




24 – أغسطس 1899 – 14 يونيو 1986



24 - آب 1899- ولد خورخي لويس بورخيس في بيونس آيرس، في منزل جده لأبيه قرب مركز المدينة 1901- انتقلت العائلة إلى باليرمو حيث ولدت أخته نورا.

1908 - انتسب إلى مدرسة الصبيان، ثم ترجم "الأمير السعيد" لأوسكار وايلد وهو في التاسعة من عمره.

1914 - انتقل الأب شبه الأعمى مع عائلته إلى جنيف، حيث عاشوا مع الجدة من جهة الأم حتى 1918. مع اندلاع الحرب الأولى دخل بورخيس مدرسة "كالفن" في جنيف حيث تعرّف إلى اللغة الفرنسية.


1918 - أمضت العائلة السنة في لوغانو حيث درس بورخيس الألمانية وقرأ هاينه، شوبنهاور، نيتشه، والتعبيرية الألمانية.

1919-انتقلت العائلة إلى إسبانيا، حيث قرأ بورخيس والت وايتمان وأعجب به لما تبقى منحياته، وتعرّف إلى أحد "معلّميه" رافاييل كانسينوس آسنس.

1923- ظهور أول مؤلفله هو "جميل بيونس آيرس" الذي طبعه والده على نفقته الخاصة، بعد عودة العائلة إلى الأرجنتين.

1925- بعد جولة في أوروبا، ظهر له "أبحاث" والكتاب الشعري "القمر مواجهةً". تعرّف إلى الأختين أوكامبو اللتين ستصبحان صديقتيه.

1930- ظهورالكتاب الشعري "كاديرنو سان مارتان" و"إيفاريستو كارييغو" وهو عبارة عن سيرة للشاعر كارييغو صديق الوالد.

1931 – 1932 - مشاركة بورخيس في تحرير مجلة "سور" أهم المجلات الأدبية في أميركا اللاتينية. تعرّفه إلى صديقه "التوأم" أدولفو بيوي كاسارس.

1935- 1937- أدار الملحق الأدبي لجريدة "كريتيكا"، ترجمة فيرجينيا وولف، ظهور "أنطولوجيا الأدب الأرجنتيني الكلاسيكي" بالاشتراك مع دومينيكان آرينا.

1938- 1940 - تدهوّر حالته الصحية إثر موت والده، ظهور كتاب "بيار مينار، كاتب كيشوت"، و"أنطولوجيا الأدب الفانتازي" بالاشتراك مع سيلفينا أوكامبو وكاسارس.

1941- 1942- صدور المجموعة القصصية "حديقة الممرات المتشعّبة"، ترجمة "بربريفي آسيا" لهنري ميشو، و"بستان النخل المتوحّش" لفوكنر. إختراع شخصية الكاتب بوستسدوميك الوهمية مع صديقه كاسارس.

1943- 1946- صدور "قصائد" الذي يجمع إنتاجه الشعري كله، و"قصص خيالية". ومع وصول بيرون إلى السلطة عيّن في وظيفة وضيعة، وأصبح رمزاً لمقاومة النظام التوتاليتاري.

1949- 1953 - ظهور "الألف" وأنطولوجيا "الآداب الجرمانية القديمة" مع ديليا إنييروس، "الأبحاث الجديدة" و"مارتن فييرو" مع ماغريتا غيّريو.

1955- ظهور "شقيقة إيلويز" مع لويزا مرسيديس ليفنسون. سقوط نظام بيرون وتعيينه مديراً للمكتبة الوطنية في بيونس آيرس ثم فقدانه البصر.

1957 1968 - صدور "معجم علم الحيوان الوهمي" مع غيّريو، و"الكتاب" و"أنطولوجيا شخصية" و"كتاب المخلوقات الوهمية" مع غيّريو. نيله جائزة "فورمينتور" وتدريسه في جامعة تكساس الأميركية.

1969 – 1978- صدور "مديح الظل" وزيارته إلى إسرائيل. حصوله على دكتوراه فخرية من جامعتي أوكسفورد وكولومبيا. صدور "كتاب الرمل" و"الوردة العميقة" و"كتاب الأحلام" و"قصة الليل" و"أنطولوجيا أنغلوسكسونية موجزة" مع مارياكوداما. حصوله على دكتوراه فخرية من السوربون.

1979- نيله جائزة ثرفانتس الإسبانية.

1981 - 1983- صدور "تسعة أبحاث حول دانتي" و"الرقم". نيل بورخيس دكتوراه فخرية من جامعتي بورتوريكو وهارفرد، وجائزتي "أولين يوزلتلي" المكسيكية، ووسام جوقة الشرف الفرنسي من رتبة فارس.

1985- صدور "لوس كونجورادوس"، ونيله جائزة "إيتريرياس" في إيطاليا.

1986- تدهوّر حالته الصحية. زواجه من مارياكوداما في 26 نيسان. موته في جنيف في 14 تموز حيث دفن في مدافن بلونبالي كما جاء في وصيّته.




عدد القصائد 55


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-21-2010, 09:17 PM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السعادة




هذا الذي يحضن المرأة هو آدم.. والمرأة هي حواء


وكل شيء يحدث للمرة الأولى


رأيتُ شيئا أبيض في السماء.. يقولون لي أنه


القمر، لكن ما عليّ أن أفعله بهذه الكلمة، بهذه


الميثولوجيا كلها


الأشجار تثير خوفا فيّ.. إنها بمثل هذا الجمال


الحيوانات الهادئة تقترب مني كي أسّميها بأسمائها


ليس ثمة حروف في كتب المكتبة.. لكن حين


أفتحها تبرز الحروف


وحين أتصفح الأطلس أختلق شكل سومطره


وهذا الذي يشعل عود ثقاب في الظلام، يكون من اكتشف النار


في أعماق المرآة شخص آخر، متربص


وهذا الذي ينظر إلى البحر يرى إنكلترا


وهذا الذي يُلقي أبيات ليلينكرون *


يبدأ المعركة


حلمتُ بقرطاجنة، بفرق الرومان التي


أذاقتها العذاب


حلمتُ بالسيف والميزان


مُبارك هو الحب الذي ليس فيه طرف مالك


وآخر مملوك، فكل منهما مخلص للآخر


مُباركة كوابيس النوم، فبفضلها نصدّق


بوجود الجحيم


هذا الذي ينزل النهر يغطس في نهر الغانغيس


هذا الذي ينظر في الساعة الرملية يرى كيف


تتقوض الإمبراطورية


هذا الذي يلهو بالخنجر يتوجس موت القيصر


هذا الذي ينام هو الناس أجمعين


في الصحراء رأيتُ أبا الهول فتياً انتهى نحت هيئته قبل قليل


لا قديم تحت الشمس


كل شيء يحدث للمرة الأولى لكن وفق نموذج الأبدية


والذي يقرأني يخلق كلماتي



____________





* ديتليف ليلينكورن DetlevLiliencorn واسمه الحقيقي فردريك أدولف أكسيل، شاعر غنائي ألماني (1844 - 1900) اشتهر بقصيدته الملحمية بوغفريد Poggfred.




ترجمة: عدنان المبارك








ترجمة أخرى




السعادة




أياً كانَ من يحتضنُ امرأةً فهوَ آدمُ، والمرأةُ حواءُ


كلُ شئٍ يحدثُ للمرةِ الأولى


أنا رأيتُ شيئاً أبيضَ في السماء.. أخبروني أنهُ القمرُ، ولكن


ماذا يمكنني أن أفعلَ بكلمةٍ وأسطورة


الأشجارُ تخيفني قليلاً.. يا لجمالهنّ


الحيواناتُ الوديعةُ تقتربُ مني كي أخبرَها بأسمائها


الكتبُ في المكتبةِ لا تمتلكُ حروفاً.. بل تنبثقُ عندما


أفتحهنّ


أتصفحُ الأطلسَ فينبعثُ شكلَ سومطرا


أياً كانَ من يُشعلُ ثقاباً وسطَ الظلمةِ، هوَ من اختلقَ النارَ


داخلَ المرآةِ هناكَ آخرٌ يتربص


أياً كانَ من حدّق في المحيط، هو سيرى إنجلترا


أنا حلِمتُ بقرطاجة، وبالكتائبِ التي دمرت قرطاجة


أنا حلمتُ بالسيفِ وبالميزان


مباركٌ هو العشقُ الذي لا يوجدُ فيهِ مالكٌ أو مملوك، وإنما


إثنانِ مسلّمان


مباركٌ هو الكابوسُ الذي يُظهِرُ لنا


أنّ بمقدورِنا اختلاقَ جهنّم


أياً كانَ من يقصدُ نهراً، هوَ يقصدُ الجانجي


أياً كانَ من تطلعَ في ساعةِ الرملِ، هو يرى انحلال إمبراطورية


أياً كانَ من يلعبُ بخنجرٍ، هوَ يخبرُ مُسبقاً بمقتلِ قيصر


أياً كانَ من يحلمُ، هو الإنسان الحيّ


وسطَ الصحراء، رأيتُ أبا الهولِ صغيراً، منحوتاً للتوّ


لا يوجدُ شيئ أقدم تحتَ الشمس


كلُ شئٍ يحصلُ للمرةِ الأولى، ولكن بطريقةٍ أبدية


أياً كانَ من يقرأُ كلماتي، هو يختلقها بنفسِه



ترجمة: عدي حربش

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-21-2010, 09:21 PM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الإسكندرية، 641 بعد الميلاد




منذُ أولِ آدمَ، ذاكَ الذي تلقى الليلَ


والنهارَ وتعرّفَ على شكلِ يدِه


والرجالُ يختلقونَ القصصَ، و ينقشونَ


على الصخرِ، والمعدنِ، والأوراقِ


كلُ ما يحويه العالمُ أو تختلقهُ الأحلامُ


ها هنا ثمرةُ جهدِهم: المكتبة


يُقالُ أنَّ ثروةَ المجلداتِ التي تحويها


تفوقُ عددَ النجومِ وحباتِ


الرملِ في الصحراء، وأنَّ الرجلَ الذي


يحاولُ قراءتها جميعاً، سوفَ يفقدُ


عقلَهُ، ويفقدُ فائدةَ عينيهِ الجريئتين


ها هُنا ذاكرةُ القرونِ العظيمةُ


ذاكرة السيوفِ والأبطالِ


رموز الحسابِ المُختصرةُ


المعرفةُ التي تتخيلُ الكواكبَ


وتحكمُ القدرَ، قوى


الأعشابِ، والنقوشاتُ الطلسميةُ


الشِعرُ الذي يُخلّدُ لمساتِ العشقِ


العلمُ الذي يفكُ شفرةَ


المتاهةَ الوحيدةَ لله، الدينُ


والخيمياءُ التي تطمحُ إلى تحويلِ الصلصالَ ذهباً


وكلُ رموزِ الوثنيةِ


يقولُ الكافرونَ أنها لو احترقتْ


فسيحترقُ التاريخَ معَها، هم مخطئون


عملُ البشرِ غير المتوقفِ أثمرَ عن هذه


اللانهائيةِ من الكتبِ.. ولو أنها كلها


لم يبقَ منها أيّ كتابٍ، لاستطاعَ الانسانُ


أن يتلقى كلَ صفحةٍ منها وكلَ سطر


كلَ عملٍ، وكل عشقٍ لهرقلَ


وكلَ درسٍ في كلِ مسوّدة


في القرنِ الأولِ من الهجرة


أنا، عمرُ الذي أخضعَ الفرسَ


والذي فرضَ الاسلامَ على طولِ الأرضِ


آمرُ جنودي أن يحرقوا


بالنارِ تلك المكتبةِ الغزيرة


التي لن تفنى.. كلُ الحمدِ مذخورٌ


للهِ الذي لا ينامُ، والصلاةُ على الرسولِ محمد



ترجمة: عدي حربش





إلى قطعة نقد



باردةٌ وعاصفة، تلكَ الليلةُ التي أبحرتُ فيها من "مونتفيديو".


وأثناءَ دوراننا حولَ "سيرو"


رميتُ من مقدمةِ السفينةِ


قطعةَ نقدٍ معدنية، لمعتْ وغمزتْ وسطَ المياهِ العكرة


وميضَ ضوءٍ ابتلعهُ الوقتُ والظلمة


أحسستُ أني ارتكبتُ عملاً غيرَ قابلٍ للنقضِ


مُضيفاً إلى تاريخِ الكوكبِ


سلسلتينِ غيرِ نهائيتينِ، متوازيتين، يُحتملُ أنهما أبديتانِ:


قدري الخاص، مصنوعاً من قلقي، عشقي، وانزعاجاتي العقيمة


وقدرَ تلك الدائرة المعدنية


محمولةً بعيداً بواسطةِ الماءِ إلى الأعماقِ الهادئة


أو إلى بحارٍ قصيّة لا تزالُ تعبثُ


بمخلفاتِ الساكسون والفايكنج


كل لحظةٍ تخصني، نائماً أو يقظاناً


توازي لحظةً تخصُ القطعةَ النقديةَ العمياء


أحياناً أشعرُ بالشفقة


وأحياناً أخرى، بالحقدِ


تجاهكِ، يا مَن تتواجدين، مثلَنا، وسطَ الوقتِ ومتاهاته


و لكن من دونِ أن تدركي ذلك




ترجمة: عدي حربش

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-21-2010, 09:27 PM
المشاركة 4
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نشيد





في ذاك الصباح رائحة لاتصَّدق


تضوع في الهواء، رائحة الزهور المتفتحة في الجنة


على ضفاف الفرات


يكتشف آدم زفير الماء العذب


المطر الذهبي يسقط من السماء :


إنه ُحب زيوس


من البحر تتقافز السمكة


في حين أن الإنسان من أغريجنتو Agrigento* يتذكر


أنه كان في الماضي سمكة


وفي المغارة المسماة التاميرا Altamira**


ترسم يدٌ بلا وجه، قوس ظهر الثور


يد فرجيل البطيئة تمرعلى الحرير الذي


جاءت به من دولة الإمبراطور الأصفر


القوافلُ والسفن


العندليب الأول يغني في المجر


المسيح يرى عملة ً تحمل صورة القيصر الجانبية


فيثاغورس يكشف أمام يونانييه


بأن شكل الزمن هو الدائرة


وفي جزيرة ما وسط المحيط


تطارد كلاب السلوقي الفضيّة عبيداً ذهبيين


على السندان يطرقون السيف الذي


سيخدم، بوفاء، زيغورد Sigurd. ***


ويتمان يكتب الأشعار في منهاتن


هوميروس يولد في مدن سبع

عذراءٌ ما قبضت قبل لحظة


على وحيد ِ قرن ٍ أبيضَ


الماضي كله يعود موجة ً


وكل هذه الأمور البالغة القدم تحدث من جديد


ولأن امرأة معيّنة قبّلتك




__________________



* إسم مدينة في صقلية تعود آثارها إلى عصور ما قبل الميلاد.
**المغارة المشهورة في إسبانيا والتي عثر فيها على رسومات الإنسان القديم.
***بطل أسطورة جرمانية ترمز إلى الصراع الدائر آنذاك بين روح الوثنية الجرمانية والرسالة الإنجيلية. ويسمى البطل زيغفريد أيضاً.



ترجمة: عدنان المبارك






الشريك في الذنب





هم يصلبوني.. وعليّ أن أكون الصليب والمسامير


يقدّمون لي الكأس، وعليّ أن أكون السمّ الزعاف


يخدعوني، وعليّ أن أكون كذبا ً


يحرقوني، وعليّ أن أكون جحيماً


عليّ أن اقدم المديح والشكر في كل لحظة


أنا أحيا بكل شيء ومهما كان الشيء


بعبء الكون، بالإذلال، بالحبور


عليّ أن أبرر الأمر الذي يجرح فيّ


ليست بالحسبان سعادتي وشقاءي


إني شاعر




ترجمة: عدنان المبارك






كتبي




كتبي (وهي لاتعرف أني موجود)


هي جزء مني مثل الوجه


بصدغيه الأشيبين وزوج من عيون رمادية


أبحث عنهما، عبثا ً، في عمق المرآة


وألمسهما بتقعّر راحة اليد


وليس بدون منطق مرّ


أظن أن الكلمات الجوهر التي تعبّر عني


تختبيء بين الصفحات التي لاتعرف من أنا


وليس الأخرى من صفحات كتبي


وهذا أفضل الأمور


أما أصوات الموتى فتقول عني هذا كله على الدوام





ترجمة: عدنان المبارك



هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-21-2010, 09:38 PM
المشاركة 5
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المنتحر




في الليل لا تبقى حتى نجمة واحدة


لايبقى الليل


أموت ومعي الثقل كله


ثقل الكون الذي يصعب حمله


أدمّر الأهرام والنقود القديمة


والقارات والوجوه


أدمرُ طبقات الماضي


أحيلُ التاريخ إلى رماد، والغبار إلى غبار


أنظرُ إلى آخر غروب للشمس الأخيرة


أستمعُ إلى الطير الأخير


وأسّجلُ العدم لكن لغير أحد




ترجمة: عدنان المبارك





المسيح على الصليب




المسيح على الصليب.. تلمس القدمان الأرضَ


ثلاثة أعمدة من خشب ولها الطول نفسه


المسيح ليس في الوسط.. إنه الثالث


اللحية السوداء تكنس صدره


وجهه ليس ذاك الوجه من الصور القديمة


قسماته حادة.. قسمات يهودية، لكني لا أراه


سأظل أبحث عنه حتى اليوم الأخير من خطواتي على الأرض


الإنسان المحطم يتعذب، إنه باق في الصمت


يخزه تاج الشوك


لاتطاله سخرية العوام الذين يرون مرات كثيرة


كيف يموت.. هو أو امرؤ آخر.. لافرق


المسيح على الصليب، يفكر وهو مشوش الذهن


بالملكوت الذي قد يكون بانتظاره


يفكر بالمرأة التي لم تكن له


لم ُيكتب له أن يرى اللاهوت


أن يفقه الثالوث المقدس والغنوصيين *


والكاتدرائيات وموسى أوكيم **


وتغيير العقيدة بسيف غوتروم ***


ومحاكم التفتيش ودم الشهداء


والحروب الصليبية العاتية وجان دارك


والفاتيكان ومانح البركة للجيوش


وهو يعرف أنه ليس ربّا ً وأنه إنسان


يموت كاليوم.. وليس هذا ما ينهكه


بل الحديد القاسي، حديد هذه المسامير


وهو ليس بروماني ولا يونانياً.. إنه يئن


وأبقى لنا مجازات رائعة


ومعرفة عن المغفرة (هذه الكلمات


كتبها إيرلندي في السجن)


الروح وصلت نهايتها، وهي تلهث


الذبابة تدّب على الجسد المنتفخ


وأين العزاء في أن ذاك الإنسان


قد تعذب كثيرا ًوحين أتعذب أنا الآن ؟



_____________



* يسّمون أيضا بالعارفين. ومذهبهم جمعٌ وتركيبٌ لشتى الأنظمة الدينيةالفلسفية. ويعود هذا المذهب إلى القرنين الثاني والثالث في زمن الرومان، وقد جمع أيضا عناصراً من الديانات الشرقية والمسيحية وأخرى من العبادة اليونانية القديمة، واعتمد على مبدأ تدرجية.
** يقصد بموسى أوكيم المبدأ القائل بعدم مضاعفة أحوال الوجود، ومعناه رفض الحالات التي لانصل إليها عن طريق التجربة. وهذا المبدأ صاغه اللاهوتي الإنكليزي وليم أوكيم W. Occam من القرن الرابع عشر.
*** قد يكون المقصود هنا غوتفريد (1061 – 1100) الأمير الجرماني أحد قادة الحرب الصليبية الأولى.



ترجمة: عدنان المبارك






العادلون




إنسان ما يعمل في حديقته كما أراد فولتير


هذا الذي هو شاكر لأن على الأرض توجد الموسيقى


هذا الذي يرى المسّرة في اكتشاف الأثيمولوجيا *


الموظفان لاعبا الشطرنج في مقهى صغيرة


في (شارع الجنوب)


الفنان – صانع السيراميك الذي يرى اللون


والشكل في تصميمه


المطبعي الذي يعرف كيف يرتب هذه الصفحة


رغم أنها قد لا تعجبه البتة


المرأة والرجل قارئا الفقرات الأخيرة


من أنشودة معيّنة


هذا الذي يربت على الحيوان المُنوَّم


هذا الذي يبرر الظلم الذي لحقه أو يريد تبريره


هذا الذي هو شاكر لأن على الأرض كان ستيفنسن


هذا الذي يفضل أن يكون الآخرون محقين


جميع هؤلاء الأشخاص الذين لا يعرف أحدهم


الآخر، هم من ينقذ العالم



_________


* علم الإشتقاق، مبحث أصول الكلمات ومصادرها.



ترجمة: عدنان المبارك

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-21-2010, 09:44 PM
المشاركة 6
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الرجل الثالث




أوجّه هذا البيت من الشعر (ولنأخذ الآن بهذه


الكلمة حسب)


إلى الرجل الثالث الذي عبر أمامي الطريق أمس


ولم يكن أقل غموضاً من الآخر لدى أرسطو


في يوم السبت خرجتُ من البيت


الليل كان ممتلئاً بالناس


أكيد أن هذا الرجل الثالث قد اجتازني


تماماً كما اجتازني الأول والرابع


دخل هو (شارع باراغواي).. أنا توجهت صوب


(شارع قرطبة)


وعلى وجه التقريب ولدته كلماتي


ولن أعرف أن هناك نكهة معيّنة، نكهته المفضلة


أنا أعرف بأنه حدّق طويلا في القمر


وليس بالأمرغير الممكن أنه مات


ويقرأ كلماتي، وسوف لن يعرف


أنني أكتب الآن وأفكاري صوبه


وفي المستقبل المبهم


قد نكون خصمين يحترم أحدنا الآخر


أو صديقين يعزّ أحدنا الآخر


لقد فعلتُ شيئا لا رجعة عنه :


خلقتُ وشيجة مع شخص آخر


وفي هذا العالم اليومي


الشبيه للغاية بكتاب ألف ليلة وليلة


ليس هناك من فعل لا يصير


عملية سحرية


وكل حقيقةِ الفرصةِ في أن تكون الأولى


وفي صفٍ لا ينتهي


أنا أسأل، هل هناك ظلال


لم تنبذها هذه الأبيات غير العَجلِة




_________



* علم الإشتقاق، مبحث أصول الكلمات ومصادرها.




ترجمة: عدنان المبارك






عصا الخيزران





كانت ماريا كوداما * من اكتشفها


إنها خفيفة بشكل غريب لكنها متسلطة


ولاتخيب الآمال.. وكل من يراها لن ينساها


ولكي ترسم المنطقة السحرية أنظر إليها، وأحس أنها فلذة


من تلك الإمبراطورية غير المنتهية التي بنت جدارها


كي ترسم المنطقة السحرية


أنظرُ إليها.. أفكرُ بتشوانغ – تسي الذي


حلمَ بأنه فراشة وحين استيقظ لم يعرف أنه


كان رجلا قد حلم َ وأنه فراشة حلمت وأنه


إنسان


أنظرُ إليها.. وأفكرُ بالحِرَفي الذي عمل في


الخيزران ولواه بالشكل الذي يمكن يدي اليمنى


من مسك المقبض


لا أعرف أما زال حيّاً هذا الحرفي أم مات


لا أعرف هل هو(تاويّ) أم بوذي أم


يبحث عن المشورة في الكتاب في النجوم السداسية الأضلاع


لن نلتقي نحن الإثنين أبداً


لقد ضاع هو بين الملايين التسعمائة والثلاثين


لكن هناك شيئا – يجذبنا إليه


وليس بالأمر غيرالممكن أن أحدهم فكرَ


بهذه الصلة منذ قديم الزمان


وليس بالأمر غيرالممكن أن يكون الكون بحاجة إلى هذه الصلة




_____________



* زوجة بورخيس




ترجمة: عدنان المبارك






الوداع





بيني وبين حبي تقف


ثلاثمائة ليلة كثلاثمائة جدار


وسيكون البحر كسحر بيننا


لن يكون لي إلا ذكريات


يا مساءات بجهدٍ مستحقة


أن أنظر إليك، أمل الليالي


حقل دروبي، سماءٌ


أستعيدها وأفقدها


نهائيٌ كرخامٍ


غيابك سيحزن مساءات أخرى





ترجمة : أنطوان جوكي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-21-2010, 09:47 PM
المشاركة 7
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





تطريق



كضرير بأيدٍ ممهّدة


تفتح الجدران، تشاهد السماوات


ببطء مضطرب وخائف أسير متلمساً


في شقوق الليل


قصائد المستقبل


عليّ حرق ظل مكروه


بشعلتها الصافية


على ظهر الزمن المجلود


سأولد كلمات أرجوانية


سأحصر بكاء المساءات


في جوهر القصيدة الصلب


لا يهمني أن ترحل النفس


عارية فارغة كالريح


لو أن عالم قبلة مجيدة


ما يزال يفهم حياتي


تتحول الليلة إلى حقل حراثة


لزرع بيوت شعر فيها




ترجمة : أنطوان جوكي




سبت




لا حب فيك


لكن جمالك


يسدّ الزمن بأعجوبته


السعادة فيك


كما الربيع في الورقة الجديدة


لستُ شيئاً تقريباً


فقط تلك الرغبة


التي تضيع في المساء


اللذة تكمن فيك


ككُمون القسوة في السيوف




ترجمة : أنطوان جوكي





العودة



في نهاية سنوات المنفى


أعود إلى دار طفولتي


وأشعر بأني ما زلتُ في بلد غريب


لمست يداي الشجر


كملامسة شخص نائم


وكررتُ دروباً قديمة


كما لو أني أستعيد من النسيان بيتاً من الشعر


وحين انتشر الظل


رأيتُ القمر الجديد النحيل


يأوي إلى أحضان


نخلة ذات أوراق عالية


كما يأوي الطير إلى عشه


....


أي حشد سماوات


عليه معانقة الدار بين جدرانها


كم من غروبٍ بطولي


سيناضل في عمق الشارع


كم من قمر جديد هش


سيلقي بحنانه في الحديقة


قبل أن تعرفني الدار من جديد


وتصبح مألوفة!


ليلة مار يوحنا


روعة الغروب الشديدة


عند حد السيف حطّمت المسافات


رقيقة هي الليلة كباقة صفصاف


نيران الفرح المباغتة


تزفر في حمرتها، خشب أضحية


ينزف حتى الموت في لهبه العالي


راية حيّة، كياسة عمياء


الظل ساكن كنظرة نحو البعيد


اليوم يتذكر الشارع


ماضيه الريفي


طوال الليلة المقدسة تُسبِّح الوحدة


نجومها المتناثرة




ترجمة : أنطوان جوكي






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-21-2010, 09:53 PM
المشاركة 8
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الحارس





يدخل الضوء فأستيقظ؛ إنه هنا


يبدأ بقول اسمه لي، الذي هو طبعاً اسمي


أخضع لهذه التبعية التي دامت أكثر من سبعين عاماً


يفرض عليّ ذاكرته


يفرض صغائر كل يوم، الوضع البشري


أنا ممرضه العجوز: يجبرني على غسل رجليه


يراقبني في المرايا وفي أثاث الأكاجو وفي زجاج الدكاكين


لو صدّته هذه المرأة أو تلك، عليّ مشاركته شقاءه


يملي الآن عليّ قصيدته، التي لا تعجبني


يتطلّب مني أن أتعلّم عناد الأنغلو سكسوني


هداني إلى عبادة جنودٍ موتى ربما لا يمكنني أن أتبادل معهم


كلمة واحدة


نهاية الساحل تقترب ولا زلتُ أشعر به


إنه في خطواتي، في صوتي


أكرهه بدقة


ألاحظ بمتعة بأنه بالكاد يرى


أنا في غرفة مستديرة والجدار اللا متناهي يضيق


لا أحد منا يخدع الآخر، ولكن كلٍّ منا يكذب على الآخر


كلانا يعرف الآخر جيداً، يا أخي الذي لا فراق معك


تشرب الماء من كأسي وتلتهم خبزي


باب الانتحار دائماً مفتوح


لكن علماء اللاهوت يؤكدون


بأنه في الظلال قادم من المملكة الأخرى


سأكون هنا، في انتظار ذاتي




من “ذهب النمور"




ترجمة : أنطوان جوكي





المتاهة




حتى زويس غير قادر على كسر زردة واحدة


من هذه الشباك الحجرية، قدري إلى الأبد


الرجال الذين كُنتُ يتلاشون في البعيد


بلا توقف أسير بمحاذاة سورٍ


رتيب ومكروه.. مفترقات طرق كاذبة


أروقة يفسّرها نظري المشوِّه


كدوران بطيء وسرّي


حواجز متصدّعة بفعل الزمن


أحياناً أكتشفُ في الغبار الشاحب


وجوهاً قديمة مُفزعة.. أحياناً يأتيني


المساء المقعَّر بصوت يأسٍ


نزير هلاكٍ، صدى حشرجة عميق


أعرف أن الظل يخفي آخرَ، قدره


الإنكباب على دراسة جهنم


بلا كلل، إغاظة وحدتي


اشتهاء دمي، التهام موتي


محتّماً، يبحث واحدهما عن الآخر مغرياً إياه


فليكن اليوم آخر يوم انتظار


أسطر كان ممكن أن أكتبها وأضيعها نحو عام 1922


معارك الغروب الصامتة


عند الضواحي الأخيرة


هزائم أبداً قديمة لحربٍ في السماء


فجر هدّام يأتينا


من العمق القاحل للفضاء


ومن عمق الزمن


حدائق المطر السوداء، لغز كتاب


كنتُ أخاف فتحه


ترجع صورته في أحلامي


الفساد والصدى الذي سنكونه


القمر والرخام


أشجار ترتفع وتدوم


كآلهة مطمئنّة


الليل المتبادل والمساء المرجو


والت ويتمان الذي اسمه بحجم العالم


السيف الباسل لملكٍ


في المجرى الصامت من نهرٍ


السكسونيون والعرب والغوطيون


الذين أنجبوني بدون أن يدروا


هل أنا هذه الأشياء وتلك


أم أنها مفاتيح سريّة ومعادلات عسيرة


لما لن ندركه أبداً ؟



من “مديح الظلام” هـ. و



الدرب القديم أصبح محظوراً


الباب، الرقم، الجرس


ماذا تبقّى في نفسي المهزومة؟


طعم فردوس مفقود


عملي منجَز، حين يتجوّف الأفق


ينتظرني صوت لطالما انتظرته


في تشتت اليوم السرّي


وفي سلام ليلة العشق


هذه الأشياء غير موجودة.. آخر قدري:


الأيام الغامضة والذاكرة الملوّثة


الإسراف الطويل في الأدب


وذلك اللغز قبل الموت، الموت


لا أريد سواه، وأريده كاملاً


مطلقاً.. مع التاريخَين على قطعة الرخام




ترجمة : أنطوان جوكي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-21-2010, 10:11 PM
المشاركة 9
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





حنا 1421



لن تكون هذه الصفحة أقل غموضاً


من صفحات كتبي المقدّسة


أو الكتب التي ترددها


الأفواه الجاهلة


معتبريها من عمل الإنسان، وليس مرايا


معتمة للروح


أنا الكائن الذي كان وسيكون


ما زلتُ أتنازل وأستخدم اللغة


التي هي زمن متوال وشعار


من يلعب مع طفلٍ يلعب مع شيء


مألوف وغامض


لطالما أردتُ اللعب مع أطفالي


كنتُ بينهم بدهشة وحنان


بفعلِ سحرٍ


وُلدتُ بغرابة من أحشاء


عشتُ مسحوراً، مسجوناً في جسدٍ


وفي تواضع نفس


عرفتُ الذاكرة


تلك العملة المتغيرة دوماً


عرفتُ الأمل والخوف


وجهيّ المستقبل الحائر


عرفتُ السهر والنوم والأحلام


والجهل والشهوة


ومتاهات العقل الفظة


وصداقة الإنسان


وإخلاص الكلاب الغريب


أُحببتُ وفُهمتُ ومُدحتُ وسُمّرتُ على صليب


شربتُ الكأس حتى مرّها


رأيتُ بعينيّ ما لم أره من قبل:


الليل ونجومه


عرفتُ الأملس والرملي والمتفاوت واللاذع


وطعم العسل والتفاحة


والماء في حلق العطش


ووزن معدن في الكف


والصوت البشري، ووقع أقدامٍ على العشب


ورائحة المطر في الجليل


وصراخ العصافير


عرفتُ أيضاً المرارة


اقترفتُ هذه الكتابة لرجل عادي


لن تكون أبداً ما أريد أن أقوله


ولن تسمح أن تكون انعكاسه


أبديتي توقع هذه العلامات


فليكتب القصيدة شخص آخر


غير الذي يخط رموزها الآن


غداً سأكون نمراً بين النمور


مبشراً بشريعتي في غابته


أو شجرة كبيرة في آسيا


أحياناً أستحضر بحنين


رائحة محترف ذلك النجار


الهبة التي لا نهاية لها


رسامٌ وعدنا بلوحة


أُعلمتُ اليوم، في نيو إنغلاند، بوفاته


مرة أخرى، شعرتُ بحزن منيفهم


أن جوهرنا يشبه قليلاً جوهر الأحلام


فكّرتُ بفقدان الرجل واللوحة


(فقط الآلهة قادرة على الوعد، لأنها خالدة)


فكّرتُ للوحة بمكانٍ مقرر سلف لن تحتله


ثم فكّرتُ: لو كانت هنا لأصبحت مع السنين شيئاً إضافياً


شيئاً مألوفاً في المنزل؛ الآن لا حدود لها، إنها دائمة الحضور


قابلة لأي شكل ولأي لونوغير مربوطة بأي منهما


موجودة بشكل ما.. ستعيش وتنمو كموسيقى


ستبقى معي حتى النهاية.. شكراً،جورجي لاركو


الناس أيضاً قادرون على الوعد، لأن في الوعد شيئاً من الأبدية




ترجمة : أنطوان جوكي





إلى الإبن



أنا لستُ من يُنجبك، إنهم الموتى


إنه أبي وأبوه، سلسلة طويلة


من الآباء، متاهة حبٍّ


متلهفة.. تنطلق من آدم، من الندم الأخوي


من الصباحات الأولى التي سيخضع لها الإنسان


والتي أصبحت أساطير لدرجة قدمها، حتى يبلغ


دماً ولبّاً، ذلك اليوم من المستقبل


الثانية الآنية التي أنجبك فيها يا بنيّ


هذا الحشد، أشعر به بقربي


إنه نحن جميعاً، إنه أسلافي وأنت


وأطفالك وأطفال آدم الأحمر


هؤلاء هم أنا أيضاً.. إنها إرادة الطقس


الأبوي.. الأبدية هي لأشياء الزمن


في ذلك الذي يُسرع ويعبر ويتحرك


من “الآخر”، ذاته





ترجمة : أنطوان جوكي




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-21-2010, 10:15 PM
المشاركة 10
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





جندي



طلقة تصيبه في جبهته.. لن يعرف


اسم مجرى الماء الذي كان يسير بمحاذاته


(القصة حقيقية، وأكثر من شخص كان هو)


سقط على وجهه فاتحاً ذراعيه


يتأرجح الهواء الذهبي عند أوراق


غابة الصنوبر.. تميل الشمس بنصفها


الساعة رقيقة.. بدقة تتسلق النملة


على الوجه الخليّ.. ستصعد الزغردات


كل شيء يتحوّل ويتحول


حتى ذلك اليوم من المستقبل الذي سأناديك فيه


أنت وحدك، لم يسهر عليك أحد ولم تعرف حظوة


الدموع، سقطتَ كما يسقط الرجل الميت


لن يحفظ ذاكرتك أي رخام


ست أقدام من الأرض هي كل مجدك القاتم




ترجمة : أنطوان جوكي





النوم




لو كان النوم هدنة


استراحة بسيطة


لماذا تشعر، حين تستيقظ فجأة


بأنه سُرق لك ثروة؟


لماذا نكره النهوض عند الصباح؟


لأننا نخسر سحراً خارقاً


حميماً لدرجة لا يمكن فيها تلقّيه


إلا مستتر تحت ذهب الأحلام


المحيّر، هبة الليالي، ربما البرهان


الغامض لفلكٍ غير زمني وليس له


ما يُسمّي سحره، فضيلة قصوى


يشوّهها الصحو في مراياها


حين يفتح النوم لك جداره الأسود،


ماذا ترى؟ من ستكون هذا المساء؟




ترجمة : أنطوان جوكي





الألغاز




إذاً سأكون غداً الموت واللغز


أنا الذي أسير مبتهجاً اليوم


لن يكون لي قبل ولا بعد، مقيماً


أبدياً في مدارٍ سحري ومنعزل


إنه شرط التزهّد.. لا أظن أني


أهل بالجحيم ولا موعود بالمجد


لكني أشك في عدم قدرتي على التنبؤ.. قصتنا


تتغير مثل بروتيوس وتخفي قوانينها


من يدري أي متاهة تائهة، أي حرق


أعمى من البياض سيُدهش قدري


حين تُعلِمُني تجربة الموت الغريبة


عن نهاية المغامرة؟


لو يمكنني عندها أن أشرب من نهر “ليتي” الصافي


أن أكون دوماً، وما كنتُ




ترجمة : أنطوان جوكي





لحظات




لو عشتُ حياتي من جديد


فسأُجرّبُ في الثانيةِ


أن أَستزيدَ من الخطايا


لن أُجرّبَ أن أتكامَل


سأَرتاحُ أكثَر


سأتَشَبَعُ أكثر.. مما أنا عليهِ الآنَ


سأَخذُ الأمورَ بجدّيةٍ أقَلّ


وأَلتزمُ أقلّ بعاداتي الصحيّةِ


سأُغامرُ أكثرَ


سأكثرُ من أسفاري


سأَشهَدُ لحظاتِ غروبٍ أكثَر


سأَصعدُ مرتفعاتٍ أكثَر


سأسبحُ في أنهارٍ أكثَر


سأزور من الآيس كريمِ أكثَر


وأغرقُ في خيالاتٍ أقَّل


فقد كنتُ ممّن يعيشُ


حياةٌ حصيفةً، حياةً خصيبةً


في كلّ لحظةٍ من حياتي


عشتُ، طبعاً، أوقات سعادةٍ .لكن


لو قُدّر لي أن أعودَ


فسأُجرّبُ اللحظاتِ الحُلوةَ فقط


إن لم تعرف ما تدلُّ عليهِ الحياةُ


فلا تخسَرِ الآنيةَ !


كنتُ ممّن لا ينطلقون إلى مكانٍ


من غيرِ ميزانِ حرارةٍ


من غيرِ زُجاجةِ ماءٍ حار


من غيرِ شمسيّةٍ أو مِظلَّةٍ جوّيةٍ


لو قُدّرَ أَن أعيشَ من جديدٍ


فسأُجرّبُ العمَل بقدمينِ حافيتينِ


من خفقةِ الربيعِ حتى مُنتهى الخريفِ


سأركبُ عرباتِ خيولٍ أكثَر


وأُلاعبُ أولاداً أكثَر


سأقتنصُ حياتي


مع أني الآن بالخامسةِ والثمانين


وأعلمُ أنّي ميتٌ




من ديوان "نمور الحلم"




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: خورخي لويس بورخيس Jorge Luis Borges
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لويس داجير أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 12-18-2016 09:42 PM
الأسطوانة /خورخي لويس بورخيس ريم بدر الدين منبر الآداب العالمية. 2 04-30-2016 06:40 PM
لويس شيفروليه أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 2 04-17-2016 07:16 PM
جورجي آمادو Jorge Amado رقية صالح منبر الآداب العالمية. 3 04-14-2011 11:11 PM
خورخي لويس بورخيس ريم بدر الدين منبر الآداب العالمية. 1 08-31-2010 04:40 PM

الساعة الآن 10:10 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.