قديم 11-02-2010, 09:55 PM
المشاركة 51
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (43)



الشَّهيد القعيد



في رثاء الشهيد
الشيخ أحمد ياسين



جَمَدَ القريضُ على فمِ الشعراءِ
لمَّا بَكوا لمصارِعِ العظماءِ

جَمَدَ القريضُ وعُطِّلتْ آياتُه
وتخضَّبتْ أشلاؤه بدمائي

فقبعتُ في ظِلِّ الخيالِ مسائِلاً
نفسي عنِ الكتابِ والأدباءِ

وبدا الشهيدُ يُطلُّ من عليائه
يختالُ بين قوافلِ الشهداءِ

قمرٌ تسربَلَ بالدماءِ مضمَّخاً
بالطيبِ يعبقُ في ذُرا الجوزاءِ

شيخٌ قعيدٌ لا يزالُ يخافُه
رُغمَ الشهادةِ سيِّدُ الجبناءِ

* * *
يا سيِّدَ الجبناءِ بُحَّةُ صوتِه
رعدٌ تُشِعُّ بروقُه بسمائي

وغداً سينهمِرُ السحابُ وترتوي
أرواحُ من عشقوا الثرى بضيائي

* * *
وصرختُ واذلَّاهُ كيف تبعثرتْ
أشلاؤه وتجمَّعتْ أشلائي

ومضتْ لتُعقَدَ قمةٌ عربيَّةٌ
فشلتْ قُبيلَ تجمُّعِ الأعضاءِ

شِلوٌ يقاطعُها ويقفِلُ عائداً
ومقامِرٌ يسعى إلى العُملاءِ

ويصولُ في بغدادَ صِلٌّ حاقدٌ
ينسلُّ للعقَباتِ تحت غِطاءِ

وتحاولُ الأشلاءُ جمْعَ شتاتِها
وتثورُ نارُ الحقدِ والبغضاءِ

يتساومون على المكاسِبِ بينَهم
قبل الدخولِ لقاعةِ الرؤساءِ

ويغيبُ سادنُهم ويَزْعُمُ أنَّه
يخشى إذا اجتمعوا من الشحناءِ

* * *
وتُطِلُّ " أمريكا " تُلوِّحُ بالعصا
وتهروِلُ الأغنامُ دون ثُغاءِ

كتَموا الثغاءَ وأجَّلوه لجلسةٍ
يصغي القطيعُ بها لسيلِ عُواءِ

وعلى جدارِ الفصلِ ينتصبُ الردى
بنُيوبهِ الزرقاءِ والحمراءِ

والحالِمون على الأسِرَّةِ نُخبةٌ
من أسرةِ الترويجِ للدخلاءِ

باعوا الشهادةَ بالحياةِ وأشركوا
باللهِ عبْرَ شريعةِ الأعداءِ

وسَعوا إلى التطبيعِ دون مُقابلٍ
إلَّا الجلوسَ بخيمةِ الغرباءِ

يضعونَ رِجلاً فوق أخرى والخَنا
تاجٌ يلِفُّ رؤوسَهم برِياءِ

والطفلُ في الأقصى يودِّعُ شيخَه
وعيونُه دَمِيتْ لفرْطِ بكاءِ

حملَ الحقيبةَ للعُلومِ وشدَّها
بحزامِه الملغومِ تحت رداءِ

ومضى يُجوِّدُ آيةً وعيونُه
ظمِئتْ إلى المِعراجِ والإسراءِ

يتلمَّسُ الأطفالُ دربَ خلاصِهم
بين الوُجومِ وقبضةِ الأُجَراءِ

غضِبوا لمصْرَعِ شيخِهم وإمامِهم
فتسابقوا للموتِ في خُيلاءِ

* * *
" شارونُ " يا وغداً تحدَّرَ نِسبةً
من سامِريِّ العِجلِ للقطاءِ

أعياكَ أطفالُ الحجارةِ فانتهى
بكَ حقدُكَ المجنونُ للعلماءِ

فقصَفتَ شيخاً بالقنابلِ مُقعَداً
يسعى لبيتِ اللهِ في الظلماءِ

ومضيْتَ مزهوَّاً بغدرِكَ هازئاً
بالعُرْبِ بعد جريمةٍ نكراءِ

والنارُ تعصفُ والخليجُ مُقيَّدٌ
بسلاسلٍ مجدولةٍ بدهاءِ

والباسطون على الدروبِ أكفَّهم
يتسوَّلون بقاءهم بغباءِ

ويُقامرون بما جَنَوه سفاهةً
فوقَ الموائدِ بين حشْدِ إماءِ

يتنافسون على المقاعدِ خِفيَةً
ويُضلِّلون الناسَ بالأنباءِ

وهناكَ من هجروا السلاحَ وقاوموا
كُتَلَ الحديدِ بعِمَّةٍ ودعاءِ

ويناقشون على الفضاءِ قضيَّةً
وحوارُهم أدنى إلى الإقياءِ

أَفتَوْا بمنزِلةِ الشهيدِ ضلالةً
فتنكَّروا لمجاهِدٍ وفدائي

وَنَسَوْا بأنَّ اللهَ بأمرُهم بما
أَمَرَ الرسولَ لنُصرةِ الضعفاءِ

صُورٌ منمَّقةٌ تُشوِّه دينَنا
فإلامَ تصمُتُ نُخبةُ الفقهاءِ

بَليتْ قوادِمُهم وطارَ عدوُّهم
وتسابقوا لتباعُدٍ وجفاءِ

* * *
إنِّي لأعجَبُ من وداعةِ أمَّةٍ
تغفو بجانبِ حيَّةٍ رقطاءِ

تنسلُّ باسمِ السلمِ تنفِثُ سُمَّها
وتُقيمُ عُرْسَ القتلِ في الأحياءِ

وتجيءُ صاحبةُ الجلالةٍ خِِلْسةً
تمشي لمصْرعِها على استحياءِ

ما كان موسى منْ سقى أغنامَها
لكنَّه " شارونُ " في استِعلاءِ

حتى إذا وصلتْ حدودَ حصارِها
ركَعتْ تُقبِّلُ نفسَها بسخاءِ

وتُقيمُ مأدُبةٌ لغاصبِ عِرْضِها
وتنامُ عاريةً بدون غطاءِ

* * *
يا حاملين رؤوسَكم بمَذلَّةٍ
تتناطحون على طريقِ فناءِ

صَحَتِ الطفولةُ والفداءُ يهُزُّها
في مهدِها ترنو إلى العلياءِ

جيْلٌ من الغضبِ الأبيِّ مُقاوِمٌ
بحجارةٍ ممهورةٍ بدماءِ

إنِّي أرى التيجانَ يومَ حصادِها
بالذلِّ تسقُطُ تحت نعلِ حذائي

* * *
يا أمَّةً تسعى لنيْلِ خلاصِها
وخلاصُها وقْفٌ على الشهداءِ

عودي إلى دربِ الهُدى وتبيَّني
دربَ الخلاصِ بعاصِفِ الأنواءِ

لا تسلُكي سُبُلَ الهوى وتدبَّري
آياتِكِ الجُّلَّى ووحيَ سماءِ

وترسَّمي دربَ الشآمِ وزمجِري
لا تركُني لمخاتِلٍ ومُرائي

هذا زمانُ الصحوِ أقبلَ فانهضي
واستنهِضي الأشبالَ من أبنائي

ودعي الرقادَ لمنْ ترهَّلَ عزْمُه
وغفا ليُوقِظَ سطوةَ السفهاءِ



13/4/2004

قديم 11-02-2010, 10:26 PM
المشاركة 52
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (44)





عِقدُ الرثاء




أُحاولُ جُهدي أن أثوبَ وأرعوي
فيجذِبُني شوقٌ إليكِ رهيبُ

وأُبصِرُ أكفاني تلوحُ لناظري
فأُعلنُ أنِّي في غدٍ سأتوبُ

وكنتُ أظنُّ الوصلَ للقلبِ شافياً
فيَهدا بطيبِ الوصلِ فيه وجيبُ

ولو كان داءُ الحُبِّ يُشفى بجُرعةٍ
لكانَ جديراً بالشفاءِ طبيبُ

ولكنَّه داءٌ وبيْلٌ محبَّبٌ
فهل ينكِرُ الداءَ الوبيلَ حيببُ

وليس عجيباً أن يُقالَ : يحبُّها
ولكنَّ لومَ العاذِلين عجيبُ

ولستُ غريباً في هواها وإنَّما
هواها بعُرْفِ العاشقين غريبُ

أتوبُ لأيامٍ وأنقُضُ توبتي
إذا رابني في البُعْدِ عنكِ مُريبُ

أُحبُّكِ لا أدري إلى أينَ ينتهي
هوايَ ولا أدري متى سأثوبُ

وتصرُخُ بي أيامُ عمْري : ألا اتئِدْ
ويهجُرُني الإلهامُ ثمَّ يؤوبُ

يُنضِّدُ وحياً من سمائكِ ساحراً
فأُكوى على جمرِ النوى وأَذوبُ

* * *
متى يا لهيبَ الشوقِ أُطفئُ غُلَّتي ؟
وأطرحُ أسمالَ الهوى وأُنيبُ ؟

وأطيبُ أيامي بقُربِكِ عشتُها
فكيفَ إذا حلَّ البُعادُ تطيبُ ؟

وأقبلَ يومُ البُعدِ وانهدَّ ما بنى
مهندِسُ أحلامي وعمَّ نحيبُ

فديتُكِ .. لا تبكي وصوني لآلئاً
لعِقْدِ رثائي فالغُروبُ قريبُ




2/7/2003

قديم 11-02-2010, 10:55 PM
المشاركة 53
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (45)





ملَّاحٌ ببحرِ الدم



سأُبحِرُ في دمي يوماً....... أُفتِّشُ في شراييني

سأُبحِرُ حامِلاً وجعي ....... وأركبُ ظهرَ تِنِّينِ

سأَبعُدُ عن بني قومي ....... لعلَّ البُعدَ يشفيني

أجوبُ بحارَ مملكتي .... ركوبُ البحرِ يُغريني

أُصارعُ موجَه العاتي ......... وأَلويه ويَلويني

وأدفعُ عن شواطئِهِ ........... وأَحملُه ويُلقيني

وأحضُنُه بأهدابي ............ وأُسعدُه ويُشقيني

وتصفعُني الفضائيَّـــــــــــــاتُ في حدْسٍ وتخمينِ

وتدخُلُ في حواراتٍ .......... مُريباتِ المضامينِ

ويدْحَضُ بعضُها بعضاً ......... بتبريدٍ وتسخينِ

فهل عمِيَتْ عيونُ الكو..... نِ عن كلِّ البراهينِ ؟

أجيبي يا فضائيَّــــــــــــــــــــــاتِ آلامي أجيبيني

* * *

سأُبحِرُ في دمي شهراً ..... أفتِّشُ عن قرابيني

سأطرحُ كلَّ أسئلتي ....... عنِ الإرهابِ والدينِ

وأسألُ كلَّ قاعدةٍ .......... من الأفغانِ للصينِ

إلامَ تنامُ في صمتٍ ........ دماءُ الشيخِ ياسينِ

إلامَ يُشيِّعُ الأطفا ........... لُ آلافَ الجثامينِ ؟

لماذا تسكُنُ الآفا .......... قَ آلافُ الشياطينِ ؟

لماذا تدخُلُ الحِملا ....... نُ أوكارَ الضَّباعينِ ؟

لماذا دجَّنَ الباغي .......... ملايينَ الملايينِ ؟

لماذا تُذعِنُ الدنيا ........... لإنذارٍ يُعاديني ؟

أجيبي يا حشودَ الصمْــــتِ في الدنيا أجيبيني

* * *

سأُبحِرُ في دمي عاماً .. " لشيكاغو " البراذينِ

وأسألُ ما هو الإرها ..... بُ يا برجَ الطواعينِ

أَطِفلٌ في حِمى الأقصى .... بمِقلاعٍ وسِكِّينِ ؟!

أمِ الأطفالُ في بغدا .... دَ في عُمْرِ الرياحينِ ؟

يموتُ الألفُ والألفا .. نِ جوعاً دونَ تَموينِ !!

أمِ المُجتثُّ أشجاراً ...... من الزيتونِ والتينِ ؟

ويُعقَدُ مجلسٌ للأمـــــــــــــنِ بينَ العُنفِ والليْنِ

ويكشِفُ عن قراراتٍ ...... ويَطويها ويَطويني

ويأمُرُ بانسحابِ الليــــــــــلِ بين الحِينِ والحِينِ

ويترُكُه على أرضي ........ ويُسكِنُهُ ويُجليني

أجيبي يا جُيوشَ الأمـــــــــــنِ يا رُعباً أجيبيني

* * *

سأُبحِرُ في دمي زَمناً .... إلى الأقصى وحِطِّينِ

وأبحثُ عن صلاحِ الديْــــــــــنِ في كلِّ الميادينِ

لأسألَ سيفَه الغافي ........ بأحضانِ المطاعينِ

لعلَّ رُفاتَه يصحو ....... على صوتي ويَهديني

إلى زَندٍ يحرِّكُه ............ ويمضي للسلاطينِ

يفجِّرُ صوتَ حادينا ......... بأجوافِ البراكينِ

ويُشعِلُها على اسمِ اللَّـــــــــــــهِ تَهْزا بالقوانينِ

وتترُكُ كلَّ خوَّارٍ ....... يغوصُ بحومةِ الطينِ

أجيبي يا شعوبَ العُر ..... بِ يا ثَكلى أجيبيني

* * *

سأُبحِرُ في دمي دهراً ...... إلى عهدِ الفراعينِ

إلى منْ أذهلوا الدنيا .......... بتحنيطٍ وتلوينِ

إلى الفينيقِ يا وطني ....... إلى ماضٍ يُعزِّيني

وأسألُ وحشَ أمريكا ..... عنِ الأخلاقِ والدينِ

لماذا تسرِقون الزيْـــــــــــتَ ياحُمْرَ السَّكاكينِ ؟

لماذا تُضْرِمونَ النا ...... رَ في حقلٍ يُغذِّيني ؟

لماذا تخنِقونَ الما......... ء في نبْعٍ يُروِّيني ؟

لماذا أيُّها الأوغا ......... د تُؤذيكم بساتيني ؟

لماذا أمركاتُ العصــــــــــــرِ بالنيرانِ تكويني ؟

أجيبي يا بُروجَ الحِقـــــــــــــدِ يا وهماً أجيبيني

* * *

سأُبحرُ حاملاً وجعي ........ إلى أملٍ يُداويني

وأرسو بعد ما أُشفى ...... على شُطآنِ تشرينِ

لأُفرِغَ جُعبتي المَلأى .......... بآلافِ العناوينِ

وأسألُ كلَّ عنوانٍ ....... متى تربو مَوازيني ؟

متى تَسري بأورِدتي ..... دماءٌ من شراييني ؟

متى تُمحى عذاباتُ الـــــــــــيتامى والمساكينِ ؟

متى تزهو غِراسُ الغا .. رِ في حقلٍ فلسطيني ؟

متى يعلو أذانُ الفجــــــــــــــرِ للجُّلَّى يناديني ؟

متى يا أُمَّتي تبلى ....... عباءاتُ السَّلاطينِ ؟

وتسقِطُ تحت أقدا ...... مِ الثَكالى والمساجينِ ؟

وماذا يفعَلُ الطاغو .. تُ إنْ دارتْ طواحيني ؟

أجيبي يا غُثاءَ الســــــــيلِ في صمتٍ أجيبيني

* * *

سأُبحِرُ تحتَ موجِ القهــــــرِ بحثاً عن ميامينِ

عنِ الأطفالِ والأحجا ....رِ عن وردٍ ونِسرينِ

أَغوصُ أُصارِعُ الحيـــتانَ في عهدِ السراطينِ

لعلَّ الغَوصَ في الأعــــماقِ يُقصيهم ويُدنيني

فأُوجِزُ كلَّ أسئلتي ......... بلا وحيٍ وتلقينِ

متى يا أُمتي نصحو ..... متى نمضي لحِطِّينِ

أجيبي يا شآمَ المجـــــــــــــدِ يا أُمِّي أجيبيني

قديم 11-02-2010, 11:41 PM
المشاركة 54
علي أحمد الحوراني
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أرجو الشفاءَ لها ممَّا تكابده
لعلَّهُ بدعائي يبْسَمُ القدرُ


أخي عبدالسلام لاأكتمك انني متابع ومعجب كثيرا بشاعرية أخينا المنجد
وهو حقا من الكبار وهذا لا يعني ان لا نتساءل:

ما المقصود بخانه القدر ؟
وهل هي خيانه ؟
اليس أجمل لو قلنا (هكذا القدر ) مثلا
فننزله منزلته التي تليق به
على ان الخاتمة على مستوى

القصيدة من الروعة والحبكة لشاعر كبير

ارجو ان اكون مخطئا دمت بخير

قديم 11-03-2010, 03:56 PM
المشاركة 55
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أرجو الشفاءَ لها ممَّا تكابده
لعلَّهُ بدعائي يبْسَمُ القدرُ


أخي عبدالسلام لاأكتمك انني متابع ومعجب كثيرا بشاعرية أخينا المنجد
وهو حقا من الكبار وهذا لا يعني ان لا نتساءل:

ما المقصود بخانه القدر ؟
وهل هي خيانه ؟
اليس أجمل لو قلنا (هكذا القدر ) مثلا
فننزله منزلته التي تليق به
على ان الخاتمة على مستوى

القصيدة من الروعة والحبكة لشاعر كبير

ارجو ان اكون مخطئا دمت بخير

السلام عليك
الأخ الحبيب علي الحوراني
هذه الدقيقة أغلقت سماعة الهاتف
مع الأستاذ العتيق المنجد
وحصلت على استثناء ... وسأغير
من (خانه القدر) إلى (هكذا القدر)
وأعلمك يا صديقي العزيز ..
من مئات القصائد التي كتبها شاعرنا
ليس هناك أكثر من عشر مفردات
غيرها الشاعر خلال خمس وستين
عاماً بناءً على آراء أساتذته وأصدقائه
صرتُ أعرفها بالكلمة ... ومن غيَّرها
ومتى .... في لقائي الأسبوعي مع الشاعر
يجلدني بقراءة العشرات من القصائد ...
والجميل أنه عندما يصل إلى إحدى هذه
الكلمات يستوقفني ليسرد لي القصة ...
صرتُ أعرف كل القصص ... والأجمل
أن علامة امتنان ترتسم على وجهه
لمن غيَّر له الكلمة التي أساء أو ما أحسن
استعمالها ... وكأنه طفلٌ للتو أهداه أحدهم
قطعة حلوى ...ويطالبني أن أجزلَ الثناء
على الأحياء أو أقرأ الفاتحة على أرواح الأموات
يوماً قلت له ممازحاً ... أستاذي أنا على وضوء
أأسجد لفلان الذي بدل لك كلمة (كذا) ..هههههه
(أستغفر الله العظيم)

على الخير نلتقي أيها الحبيب
تحياتي وتقديري


قديم 11-03-2010, 04:19 PM
المشاركة 56
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (46)




من للعراق





شُدُّوا الوَثاقَ شعوبُ الأرضِ تختنقُ
وبادِروا لاقتسامِ الربحِ واتَّفِقوا

سُدُّوا مَسامعَكم عن كلِّ هاتفةٍ
باسمِ السلامِ وخُوضوا الحربَ وانطلِقوا

فلا حياةَ لمن أَغضى على ضَعَةٍ
وراحَ ينخِرُ فيه الخوفُ والقلقُ

لا تخجلوا من شهاداتٍ مُعلَّقةٍ
على الصدورِ دمارَ الحربِ تعتنِقُ

شُدُّوا الوَثاقَ على الأعناقِ واغتَسِلوا
بأبحُرِ الدَّمِ وانقادوا لمن فَسَقوا

شُدُّوا الوَثاقَ على الأعناقِ واعتصِموا
بباسقِ النخلِ حتى يسقُطَ الورقُ

فلا يُخيفنَّكمْ شجْبٌ وحشرجةٌ
هذا احتِضارُ شُعوبٍ فيه تختنِقُ

لا تجلِدوا فاسقاً لا ترجُموا امرأةً
كلُّ الزناةِ مرايا عصرِكم عشِقوا

وإنْ تبجَّحَ قوَّادٌ بمؤتمَرٍ
وراحَ يهرِفُ في أقوالهِ فثِقوا

وساعدوهِ على حمْلِ الدمارِ إلى
شعبِ العراقِ ليَهدا عرشُهُ القَلِقُ

* * *
يا أيُّها الذاهلونَ اليومَ عن غدِكمْ
ها همْ سماسرةُ النُّخَّاسِ فانعتِقوا

مُعظَّمونَ وخوفُ الشعبِ توَّجهم
على البلادِ مُلوكاً ليتَهمْ نفَقوا

متوَّجون بتيجانٍ مُرقَّعةٍ
فكلُّ تاجٍ على هاماتِهم خِرَقُ

لا يَسمعون لصوتِ الشعبِ يلعَنُهم
فكلُّ أسماعِهم باللعنِ تُخْتَرقُ

مُمثِّلون تباهَوا في مسارِحهمْ
كلٌّ إلى رِبحِه المعلومِ يستَبِقُ

* * *
بغدادُ حاضِرةُ الدنيا تُناشدَهم
منْ للعراقِ ؟ وأينَ القادةُ الصُّدُقُ

أين الذين إذا مُسَّتْ محارِمُهم
طاروا إليها على آثارِ من سَبقوا

* * *
ويُطبِقُ الصمتُ فالأجواءُ هادئةٌ
إلَّا من الخوفِ في الأعماقِ ينطلِقُ

تَشوقُهم حاملاتُ الموتِ مُبْحِرةً
صوبَ الخليجِ وفي أشواقِهم شَبَقُ

صَفُّوا حمائمَهم باسمِ السلامِ على
مَدارجِ الذلِّ واستهواهُمُ المَلَقُ

وأَرجفوا أنهم للهِ قد نَفروا
على طريقِ الهدى يا ليتهم صَدَقوا

تسابقوا ولُهاثُ الخوفِ يسبقُهم
وأولموا للأفاعي بعدما افترقوا

ويستمرُّ سؤالُ الشعبِ عن وطنٍ
ما زال تحت لظى "شارونَ" يحترقُ

فهل يجيبونَ أم صَكَّتْ مسامعَهم
أصواتُ من حُوصروا بالقصفِ واحترقوا

وأَجفلتْ خيلُهم قبل النهوضِ إلى
ركائبٍ في تُرابِ الأرضِ تلتصِقُ

وجاءهمْ سامِريُّ العصرِ محتضِناً
عِجلاً له من خُوارِ السلمِ مُنْطَلَقُ

فآثَروا الكُفْرَ واغتالوا عقيدتَهم
وزوَّقوا شُرعةَ الطاغوتِ واعتنقوا

فلا فلسطينُ عادتْ في دفاترِهم
تَحظى بأيِّ اهتمامٍ بعدما انزلَقوا

فهلْ ببغدادَ هذا اليومَ معتصِمٌ
وهلْ بمكَّةَ سيفُ الحقِّ يُمتَشقُ

وفي العواصمِ أحلامٌ مُزركشةٌ
تلوحُ في جَفْنِ منْ للسمعِ يَستَرِقُ

والقدسُ تغرقُ في سيلِ الدماءِ على
مرأى ومَسمعِ منْ أستارُهم مِزَقُ

والصِّلُّ ينفُثُ سُمَّ الحربِ مُنتظِراً
قصْفَ الرُّعودِ ويتلو برقَها الشفقُ

لم تبقَ في جُعبةِ الأوغادِ منقَصةٌ
إلَّا وأخرجَها طاغٍ ومرتَزِقُ

شاختْ عباءاتُهم حين استبدَّ بها
قرْعُ الطبولِ على أنغامِ من مرَقوا

* * *
تحرَّكي يا جموعُ الشعبِ واعتصِمي
باللهِ لا تُرهِفي سمْعاً لمن نَعقوا

ورابِطي في عرينِ الشامِ إنَّ به
ليثاً يقودُ غطاريفاً به وَثَقوا

فواصِلِ الدَّربَ يا " بشَّارُ " منتصِراً
رُغمَ الظلامِ فأنتَ الفجرُ والألقُ

* * *
يا حاملينَ دماءً في حقائبِكم
للوالغينَ غداً يمتصُّها العَلَقُ

وتدَّعونَ بأنَّ النصحَ رائدُكم
لا تكذِبوا فادِّعاءُ النصحِ مختَلَقُ

صوغوا الشتائمَ في أرقى بذاءتِكم
لا يردَعَنَّكُمُ دينٌ ولا خُلُقُ

تاريخُكم حافلٌ بالغدرِ فاتَّفقوا
على الطريقِ إذا ما سُدَّتِ الطُّرقُ

لا تعقِدوا قمَّةً في ظِلِّ فِرقتِكم
فكلُّ أوراقِكم بالكيدِ تحترقُ

وبادِروا لاقتناصِ الوقتِ إنَّ غداً
آتٍ ليحصِدَ من خانوا ومنْ أَبَقوا

هذي الدروعُ التي جاءتْ مُعبِّرةً
عن صولةِ الحِقدِ لم تَحفِلْ بمن نهقوا

فهل يُحرِّكُ ما يجري ضمائرَكم
أمْ في دُجاها تساوى الفجرُ والغَسقُ

* * *
يا حَفنةً أنتنتْ فيها ضمائرُها
أينَ المفرُّ وَكرٌ ولا نَفَقُ

فهيِّئوا سُفُنَ الإنقاذِ تحمِلُكم
عروشُكم سقطتْ واجتاحَها الغرقُ




1/3/2003

قديم 11-03-2010, 04:43 PM
المشاركة 57
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (47)




لن يسقطَ الشَّعبُ في بغداد




خوضوا لَظى الحربِ واستعلوا بمنْ حَمَلوا
على محارمِكم يا أيُّها الهَمَلُ

ربُّوا لِحاكُم على الإذعانِ واحتَكِموا
للزاحفينَ على بغدادَ وابتهِلوا

هيا افتِلوا شارباً بالنِّفطِ مغْتسِلاً
وشارباً بدمِ الأطفالِ يغتسِلُ

واستقبِلوا الوالغينَ اليومَ في دمِكم
بذلكم في البرايا يُضرَبُ المَثلُ

هيا اقطعوا كلَّ حبْلٍ بينَكم ودَعوا
حبلَ الخيانةِ في " شارونَ " يتَّصِلُ

صلُّوا لأجلِ قوى " الماريِنزِ " واتَّحِدوا
مع الطَّغامِ وراعوا الغزوَ وامتثِلوا

وهيِّئوا لطُغاةِ الكونِ مَجزَرةً
تجتاحُ بغدادَ واختالوا بمنْ قَتلوا

وهلِّلوا للطَّواغيتِ التي نزلتْ
بدارِكم وارفعوا الأعلامَ واحتفِلوا

سيروا على جُثَثِ الأطفالِ لا تقِفوا
وواصِلوا القصفَ باسمِ السلمِ وانتقِلوا

وبارِكوا القتْلَ والتدميرَ واشتغِلوا
بلا حياءٍ لقد جافاكُمُ الخجَلُ

لا يردعَنَّكُمُ دينٌ ولا خُلُقٌ
ولا حِفظٌ على عهدٍ ولا مُثُلُ

وأفرِغوا حقدَكمْ بالكيدِ واغتسِلوا
منَ المُروءاتِ حتى يظهرَ الخَطَلُ

لا تسمعوا إنْ دعا داعٍ لوحدتِكم
ضِدَّ التتارِ ولا تخشَوا ولا تجِلوا

وزاوِجوا بينَ أعلامٍ لكم وُطِئتْ
وكلِّ بيرقِ ذُلٍّ حاكَه الدجلُ

* * *
من أينَ جئتم ومنْ ولَّاكُمُ سفَهاً
حُكْمَ الشُّعوبِ وأينَ السادةُ الأُوَلُ

أين الذين إذا حلَّ الدخيلُ بهم
طاروا إلى السَّاحِ عُقباناً وقد حَمَلوا

أين الغطاريفُ من قيْسٍ ومن مُضَرٍ
أين الذين بجيشِ الرومِ ما حَفِلوا

ثاروا وساروا على اسمِ اللهِ فانتصَروا
على الغُزاةِ وبالأرواحِ ما بَخِلوا

وأينَ أينَ صلاحُ الدينِ هل قُصِفتْ
كلُّ السيوفِ ليَطغى خطبُنا الجللُ

أينَ النواطيرُ هل طافَ النُّعاسُ بها
فللثعالبِ ما داسوا وما أَكلوا

* * *
يا أُمَّةً لم تَنَمْ فيها ضمائرُها
وما اعترى شرعَها جورٌ ولا زَلَلُ

تكلَّمي يا بقايا نخوةٍ شَمَختْ
تحدو الشآمَ على أنغامِ منْ رَحلوا

وحدِّثي عن حُروبٍ في تسْلسُلِها
نبْضُ العراقِ إلى الجولانِ ينتقِلُ

لن يسقُطَ الشعبُ في بغدادَ لو سقطَتْ
كلُّ العُروشِ سيبقى الماردُ البطلُ

عُمْرُ العراقِ طويلٌ لن يُطيحَ به
غزوُ المَغولِ وهذا سِفرُهُ فسَلوا

واستنطِقوا الرافدَينِ الحاملَيْنِ دماً
نبضُ العراقِ به للشامِ ينتقِلُ

كم حاصرتْنا الليالي السُّودُ وانكَفَأتْ
بالخِزْيِ والعارِ لمَّا أشرقَ الأملُ

شعبٌ يُقاتِلُ كي يَرضى الإلهُ به
ولا يُقاتلُ كي يَرضى به رجُلُ


23/4/2003

قديم 11-03-2010, 05:13 PM
المشاركة 58
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (48)




هَذَيانْ




في شَرْنقةِ العجزِ اللغويِّ

أُصارعُ آلافَ الثيرانْ

أُقاومُ ألسنةَ النيرانْ

أُهدِّئُ غليانَ البُركانْ

وأُحاولُ ترتيبَ القُطعانْ

على أرصفةِ الجزَّارينْ

* * *

الذئبُ يُسافِحُ جاريةً..

خرجتْ من أصلابِ الفئرانْ

خلعتْ ألبسةَ أُنوثتِها...

ومَضتْ تتكسَّرُ في هَذَيانْ

تزهو بالفارغِ والملآنْ

أعياها رقْصُ المخمورينَ...

فراحتْ تبحَثُ عن ثُعبانْ

" الحانُ " ظلامٌ وسُكارى

ودُوارٌ يركُضُ بالجدرانْ

وانسلَّتْ عازفةُ الأَنغامِ الغربيَّة

تُخفي أوراقاً نقديَّة

سرقَتْها من جيْبِ الرُّبانْ

حلَّتْ مجدولَ ضفائرِها

ركَضتْ

سقَطتْ

أَدركَها حُرَّاسُ السلطانْ

* * *

أوراقي تَرفُضُ أقلامي

تعتقِلُ مصادِرَ إلهامي

تنتظِرُ ورائي وأمامي

لتسيرَ بجُثَّةِ أحلامي

بينَ الأنقاضْ

* * *

ولولةُ ثَكالى ويَتامى ...

تخترِقُ الصمتْ

ودُعاءٌ صوفيُّ الأنغامِ ...

يُغنِّي الموتْ

وذُبالةُ مِصباحٍ يئستْ

ترمي بدُخانْ

* * *

الليلُ وأُغنيةٌ حُبلى بجنونِ العصرْ

تنتظِرُ مَخاضاً نَوعيَّاً

وَلَدَتْ ... شَهَقَتْ

نَزَفَتْ ... ماتتْ

دُفِنَتْ في مَقْبَرةِ الأحياءْ

* * *

الطفلُ رضيعٌ يستجدي ...

حلَباتِ الرقصْ

يبكي في الحانِ تُمزِّقُهُ ...

نوباتُ المغْصْ

يستلُّ النادلُ خِنجَرَهُ ...

ينقضُّ ليُسكِتَ صوتَ الطفلْ

* * *

ياعصرَ " الإيدزِ " المُتفشِّي

يا أهلَ الرقصِ المُتدنِّيْ

يا كلَّ تعاويذِ الرهبانْ

يا أهلَ السطوةِ والسلطانْ

أَتَشظَّى أبحثُ عن إنسانْ

يسمو بصياغةِ أفكاري

يبني بالحكمةِ أسواري

ويقودُ جحافلَ ثُوَّاري

ويبادِلُني نخبَ الإيمانْ

لأقاومَ أسرابَ الغِربانْ

قديم 11-03-2010, 05:23 PM
المشاركة 59
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (49)




مخاضُ النُّور




ترانيمٌ وأنغامُ

ضلالاتٌ وأوهامُ

وقرْعٌ يثقُبُ الآذانْ

وأصباغٌ على الجدرانْ

تُشوِّهُ صورةَ الإنسانْ

* * *

أسيرُ ... أسيرُ لا أدري ...

لأيِّ مكانْ

هنالكَ يولدُ التاريخُ

تحت القصفِ والنيران

هنالكَ يسقُطُ الطغيانْ

* * *

سأخرُجُ من حدودِ الأرضِ ...

أبحثُ في فضاءاتي

أُحاولُ نشْرَ آياتي

على أرواحِ منْ رحلوا

لتخفِقَ رايةُ الإيمانْ

* * *

نذيرُ الشؤمِ حاصرَني

على أسوارِ أفكاري

وحمَّلني كوابيساً

من الأوزارِ والعارِ

ليُطفِئَ ومضةَ الإشراقِ ...

في مِشكاةِ أشعاري

* * *

حملتُ مشاعلي وهْناً

أفتِّشُ عن جُذوعِ النخلِ

وأرهقَني مَخاضُ النورِ

في داري وبين الأهلْ

وخِفتُ إذا وضعتُ الحملَ ...

ترجُمني يدُ الطغيانْ

* * *

لبستُ الزهرَ معتكِفاً

بمِحرابِ المساجينِ

فأذهلَني صُراخُ الصمتِ

بين الحينِ والحينِ

حزمتُ بياضَ أكفاني

إلى ليلٍ يُعزِّيني



22/6/2004

قديم 11-03-2010, 08:20 PM
المشاركة 60
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (50)


تعالَ نُصلِّ الفجر





إلى أبي الخير الشاعر
عبد الوهاب الشيخ خليل


دعوتُ يَراعي أَستدِرُّ القوافيا
فعاتبَني وازورَّ يسألُ ما بيا

أتدخُلُ مِحرابي وتقطعُ خَلوتي
وتفضَحُ سرَّاً كان في الصدرِ خافيا

فقلتُ : صديقٌ لي أديبٌ وشاعرٌ
سَحابٌ بفصلِ الشعر يَهمي قوافيا

عرِفتُ به معنى الرجولةِ والندى
وصارَ ليَ الخِلَّ الوفيَّ المُواسيا

سهِرْنا بليلٍ نرقُبُ الفجرَ خَلسةً
فنجتازُ أعلاماً ونهبِطُ واديا

يسايِرُنا يومٌ ويعذِلُنا غدٌ
ويسخَرُ منَّا العُمْرُ حرَّانَ صاديا

يُحدِّثُني حيناً عنِ الحبِّ والهوى
ويُعرِضُ عنِّي كي يعودَ ثوانيا

ليستعْرِضَ القانونَ درساً مفصَّلاً
فأبصِرُ فيهِ قاضِياً ومُحاميا

ويسمِعننَي شِعراً رقيقاً وتارةً
يثورُ كما البركانِ غضبانُ شاكيا

وتَمضي بنا الأعوامُ تَترى ثقيلةٌ
تُحارِبُ مِقداماً تُسالمُ حابيا

إلى أنْ طعنَّا في السنينَ ولم نَزَلْ
على صهوةِ الإقدامِ نجلو المواضِيا

* * *
صديقي .. أبو الخَيْرِ الذي غازلَ الضُّحى
كبيراً وأحلامَ المُحبِّينَ هاويا

وأشعلَ قِنديلَ الليالي مُعلِّماً
وسارَ بأجيالِ المدينةِ هادِيا

وهزَّ جُذوعَ النخلِ فاسَّاقطَ الجَنى
حُروفاً منَ الإبداعِ طابتْ مَجانيا

* * *
أخي : يا احتراقَ الشمعِ في ليلِ سُهدِنا
تعالَ نُصلِّ الفجرَ واسمعْ دعائيا

أقومُ بليلِ القهْرِ أتلو قصائداً
لعلِّي بعصرِ النومِ أُوقِظُ غافيا

وأَخبرْتَني بالأمسِ أنََّك مُوجَعٌ
فسعَّرتَ أوهامي وطارَ صوابيا

أعِنِّي على الإبجارِ في هائجِ الأسى
لقد مزَّقتْ هُوجُ الهمومِ شِراعيا

وهَبْ لي زكاةً من جناحِكَ ريشةً
أُحلِّقْ بها فوقَ النجومِ تسامِيا

ودعْني أُغمِّسْها بقلبي مُكرِّماً
لأَكشِفَ سرَّاً كامناً بفؤاديا

* * *
أنا من تُراثِ الدارِ أَفدي تُرابَها
وأَفدي بها نهراً مُطيعاً وعاصِيا

أَهيمُ أُغنِّي في مواسمِ مجدِها
ولكنَّ أهلي يجهلونَ الأغانيا

أَذِلَّاءُ في جِدٍّ أَجلَّاءُ في دَدٍ
يُوالونَ هدَّاماً يُعادونَ بانيا

لَجمْتُ لساني عَنْهُمُ فتمرَّدوا
وأَبديْتُ ما يَخفى وأَخفيْتُ بادِيا

وأَطلقتُ صوتي فاستداروا وأَخلدوا
إلى النومِ واستعدوا عليَّ اللياليا

وعاتبَني بعضُ الصِّحابِ لِعِزَّةٍ
بنفسيْ تأبَّتْ أنْ أكونَ مُداجِيا

ولستُ الذي سوَّيتُ نفسي وصُغتُها
ولكنَّ من سوَّى النفوسَ إلهيا

وأَلهمَها التقوى وحيناً فُجورَها
ولستُ من الفُجَّارِ كيما أُداريا

فغادرَني منْ كنتُ أهنا بظِلِّهِ
على أملِ اللُّقيا وأَبعدَ هانيا

تُراودُني الأحلامُ في كلِّ رَفَّةٍ
فأهدابُ أجفاني تُصوِّرُ حاليا

ولمْ أَجنِ غيرَ اليأسِ والسقمِ والأسى
فضمَّدْتُ بالشعرِ الأصيلِ جِراحيا

وخلَّفتُ من أثنى عليَّ ومنْ هَجا
يَدِبُّ على عُكَّازِ وهْنٍ ورائيا

* * *
صديقي أبا الخيرِ .. استمِعْ لي فإنَّني
أُباهي بكَ الدنيا حُداءً وحاديا

وأَملا كؤوسَ الحبِّ والوِدِ بيننا
وتُتْرِعَ منْ دَنِّ المُروءةِ جاميا

كلانا يصُبُّ العطرَ والنورَ والندى
ونزرعُ أفراحاً ونجني مآسيا

كلانا على الأيامِ يَرعى برُوحِه
مواكِبَ أجيالٍ ولم نلقَ راعيا

كلانا وأَيمُ اللهِ يفدي صديقَه
ولم نلقَ إلَّانا مدى العُمرِ فاديا

* * *
أخي .. يا أبا الخيرِ الذي شقَّ صدرَه
ليحتضِنَ الأصحابَ اِسمعْ ندائيا

عملتَ بثَقبِ الجِلدِ بالمِخرزِ الذي*
طعنتَ به من كان يشنوكَ قاليا

وقلتَ له يا مِخرزَ الجِلْدِ إنَّني
رأيتُك عند النائباتِ حِياليا

أحاربُ فيكَ الفقرَ والفقرُ صامدٌ
لأكسِبَ تحتَ الليلِ قُوتَ عِِياليا

وغِبتَ لأعوامٍ تلوذُ بغُربةٍ
بعيداً عن الأوطانِ تُحييْ الأماسيا

وكنتَ " بأبها " تنتشي برسالةٍ
تُحدِّثُ عن حالي وحالِ رفاقيا

لياليَ لم يَغْمضْ بها جَفنُ عالِمٍ
خبيرٍ بما يجري وما انفكَّ جاريا

حملْنا على الأكتافِ نعْشَ طُموحِنا
وسِرنا إلى مَثْوى الطموحِ بواكيا

نصوغُ شِعاراتٍ ونُحييْ مواسماً
تموتُ قُبيلَ الفجرِ تمحو الأمانيا

وعُدْتَ إلى العاصي جريحاً ولم تجِدْ
لجُرحِك في رَهْطِ الأطبَّاءِ آسيا

وعِشتَ على الآمالِ تُنشي مزارِعاً
تُقلِّمُ أغصاناً وتقطِفُ دانيا

وتملا سِلالاً من ثمارٍ شهيَّةٍ
تُحمِّلُ صحباً قادمينَ غَواديا

ولم تخشَ نابَ الفَقرِ يوماً ولم تكُنْ
غنيَّاً ولكن كنتَ كالنبعِ صافيا

وذلك طبعٌ فيكَ مذْ كنتَ مُضْغةً
فجئتَ كريمَ الأصلِ حُرَّاً عِصاميا

* * *
أبا الخيرِ .. يا نِبراسَ جودٍ وعِزَّةٍ
تلفَّتْ تجِدْ كلَّ الجراحِ دواميا

تجِدْ صخرةَ المِعراجِ تبكي وتشتكي
وبغدادُ تستسقي ولم تلقَ ساقيا

وفي غَمرةِ الأحداثِ لم تَلقَ واحداً
يسيرُ على نهجِ الرسالةِ هاديا

ويُورونَ أحقاداً ويُذكونَ نارَها
ويُحيُونَ أمواتاً يَخيطونَ باليا

يُفَصِّلُ تُجَّارُ الحروبِ ثيابَنا
وتُستعْرَضُ الأزياءُ بَخْساً وغاليا

ونلبَسُ ما يُرضي الهوانَ ونشتري
لأفرادِ أهلِ البيتِ أحمرَ قانيا

وينضو لباسَ الحربِ في الساحِ أحمقٌ
ويختالُ باسمِ السلمِ عريانَ حافيا

* * *
أبا الخيرِ .. يا رَمزاً لكلِّ فضيلةٍ
وعوناً لمنْ وافى حِياضَكَ راجيا

أُكرِّمُ فيكَ اليومَ نفسي وكلَّ منْ
تنكَّبَ سيفَ الشعرِ وانقضَّ غازيا

يرُدُّ عنِ الأوطانِ كَيْدَ عُداتِها
ويرفعُ خلَّاقاً ويُسقِطُ باغيا

وأَعجَبُ ما في الأمرِ طبَّالُ فِرقةٍ
يُقرِّبُ زُمَّاراً ويبعِدُ شاديا

ويحتضِنُ الأنذالَ لؤماً وخِسَّةً
ويقتلُ إحساناً ويُحيي مساويا

فتخرُجُ من تحتِ النعالِ عقاربٌ
لتلْدغَ منْ بالأمسِ أردى الأفاعيا

تحيَّرتُ في هذا الزَّمانِ وأهلِه
ولمْ أكُ مغروراً ولستُ مُغاليا

سأبكي على نفسي قُبيلَ رجوعِها
إلى ربِّها أستغفِرُ اللهَ راضيا

فإنِّي قضيتُ العُمْرَ أبكي أحبَّةً
ولم ألقَ في جَمْعِ المُعزِّينَ باكيا

* * *
أخي .. يا صديقَ العُمرِ يا قصَّةَ الندى
على صَفَحاتِ الدهرِ أطلقْ لسانيا

حملْنا هُمومَ العُربِ في غَمرةِ الأسى
وسِرنا على جمْرِ النضالِ تفانيا

فصِرنا إذا ما سامَنا الخسْفَ ظالمٌ
وكشَّرَ عن نابٍ نقومُ اللياليا

نُصلِّي بإيمانٍ وندعو بحُرقةٍ
ونتلو منَ القرآنِ ما كانَ شافيا

ستبقى على التاريخِ بغدادُ كعبةً
ويبقى أذانُ القدسِ كالرعدِ داويا

ومهما أشاحُوا عنه واستمرؤوا الخَنا
ستبقى لدُنيا العُرْبِ حصناً شآميا

ستهوي شِعاراتٌ وتعلو شهادةٌ
وينطِقُ صخرُ القدسِ " صِلٌّ " ورائيا

وتنهَدُّ أحلامُ اليهودِ بدولةٍ
وتسقُطُ " أمريكا " ونهتِفُ عاليا

سلامٌ إلى بغدادَ شعباً مقاتِلاً
وسُحْقاً لمن جاءَ العراقَ مُعاديا

سلامٌ إلى الأحجارِ في كَفِّ طفلةٍ
سلامٌ إلى شِبْلٍ يقاتلُ عاريا

* * *
أخي يا نداءَ الجودِ والبذلِ إنَّنا
نُقدِّسُ عهْداً لم يزلْ بعدُ ساريا

تركْنا همومَ العيشِ خلفَ ظهورِنا
إلى أَجَلٍ ما انفكَّ يَشْغَلُ باليا

وجِئنا على حبٍّ نُباهي بشاعرٍ
كريمٍ فجاءَ الشعرُ طَوعاً مُواتيا

هنيئاً لكَ الأقلامُ تسكُبُ عطرَها
وتُزجي سَحابَ الشعرِ يَهمي لآليا



24/2/2004

* الشاعر عبد الوهاب الشيخ خليل
كان يعمل حذَّاءً .. ثم حصل على
إجازة في الحقوق وعنده عشرة
أولاد


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجامع في العروض والقوافي - أبو الحسن أحمد بن محمد العروضي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-28-2014 12:23 AM
ديوان تقي الدين السَّروجي .. ما تبقى من شعره وموشحاته - نبيل محمد رشاد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-25-2014 10:21 PM
الطُّغرائي .. حياته .. شعره .. لاميته - علي جواد الطاهر د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-17-2014 05:52 PM
|| الشاعر فهد العسكر حياته وشعره || ساره الودعاني منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 4 07-19-2011 05:59 AM
ملحمة الدموع - الشاعر محمد الحسن منجد عبد السلام بركات زريق منبر ديوان العرب 5 10-16-2010 05:21 PM

الساعة الآن 10:05 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.