قديم 09-21-2010, 06:08 AM
المشاركة 191
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كلمة الدكتور : عبد الله عبد المحسن التركي - حفظه الله

كلمة الدكتور / عبد الله عبد المحسن التركي - حفظه الله - وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، محمد خاتم النبيين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد :
فإن الله عز وجل قد وهب سماحة والدنا وشيخنا العلامة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، من الصفات الحسنة ، والخلال الحميدة ، والشمائل الكريمة ؛ الشيء الكثير ، فهو - حفظه الله وبارك في عمره - في مقدمة علماء الشريعة في المملكة العربية السعودية ، بل وعلى مستوى العالم ، وهو إلى جانب ما وهبه الله من العلم الواسع تجتمع فيه خلال قلّ أن تجتمع في غيره ، فقد عرفته كما عرفه غيري عالما فاضلا ، ضرب من نفسه المثل والقدوة في التواضع والسماحة والكرم والإيثار ، والزهد والورع والتقوى ، والسعي في حاجات المسلمين أفرادا وهيئات ، والاهتمام بهم حيث كانوا .
وقد بارك الله تعالى في علمه ، فانتفع به خلق كثير ، سواء كان ذلك في حلقات التدريس ، أم في المحاضرات في الجامعات والمدارس والهيئات ؛ أم في نصحه وإرشاده في كل مناسبة ، أم في برامج الإذاعة ، أم فيما ينشر في الصحافة ، أم في منزله العامر ، أم في مقر عمله .
كما بارك الله في وقته وجهوده وجميع أموره ، لا يدخر جهدا في التوجيه والنصح والإرشاد محب لولاة الأمر ، ناصح لهم ، عون لهم على كل خير ، سالك الطريق الوسط ، لا إفراط ولا تفريط . هكذا عرفته في علمه وفضله ، وحسن تعامله وسائر صفاته ، من غير مبالغة غير مشروعة في المديح ، ولا إطراء في الثناء ، كموقفنا الوسط من علماء السلف الصالح - رحمهم الله - نجلهم ونحترمهم ، ونعرف لهم فضلهم وجهودهم ، ونفيد من علمهم ، وندعو لهم ، ولا نتجاوز ذلك .
وقد عرف ولاة أمرنا - وفقهم الله وأيدهم - لسماحته قدره ومنزلته ، ورأوا فيه العالم الفاضل الكفء فكانوا له نعم المعين والسند - بعد الله عز وجل - انطلاقا من نهجهم الكريم في العلماء وتقديرهم ، ومن عقيدتهم الإسلامية الخالصة ، والأخذ بالشريعة الإسلامية قولا وعملا ، وتحكيمهم لها في جميع شئونهم ، وقيادة الدعوة الإسلامية الصحيحة .

وقد سبق أن منح سماحته - حفظه الله - جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام تقديرا لعلمه وجهوده في هذا المجال المهم .
جزى الله سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العملية والإفتاء ، كل خير عنا وعن الإسلام والمسلمين على ما قدم وما سيقدم من جهود وخدمات ، وعلى نصحه وإخلاصه ، وضاعف له الثواب ، وجمع له بين عاجل بشرى المؤمن وآجلها ، وبارك في عمره وأعماله ، ووفق أعوانه ومن حوله من العلماء والمسئولين والعاملين ، وهدانا وإياهم الصراط المستقيم . . آمين .

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 06:08 AM
المشاركة 192
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كلمة فضيلة الشيخ : عبد الله بن إبراهيم الفنتوخ - رعاه الله

كلمة فضيلة الشيخ / عبد الله بن إبراهيم الفنتوخ - رعاه الله - مدير عام الدعوة بالداخل والجزيرة العربية سابقا -
منذ عرفته في عام 1363 هـ ، وحتى الآن وسمعته ومكانته الحسنة ، تتمدد تمدد أشعة النور النافذ ، ترتفع مع الإنجاز ، وتنزل إلى الوهاد ، لا تغلق دونها الأبواب ، وليس لها حجاب ، ولا يحرم منها هياب ، ولا يمحوها ضباب ، كأنها شمس لاتغيب ، يستضيىء بها البعيد والقريب .
- تحلى - سماحته - بصفة الأمانة في الدين ، وجمع إليها صفات نادرة ، فحاز من المكارم ما لم يحزه ذو سلطان ، ولا ذو فصاحة وبيان ، ولا ذو نسب ومال وكيان ؛ بل جمع الله له محاسن الأخلاق ، وشيما ومروءة وشمما يندر أن تجتمع لأحد ، فسبحان من يختص بفضله من يشاء .
فمن صفاته الاهتمام بعلم الحديث سندا ومتنا وحفظا ، وتكميل ذلك بالعناية بمفاهيم الصحابة وكبار الأئمة من السلف الصالح - رحمهم الله -
- ومن صفاته اليقين بما أخبر الله به ، يتجلى ذلك في صفاته العملية المنيرة لحياته .
ومن صفاته التوكل على الله ، الذي يتجلى في شجاعته وكرمه وقوة عزيمته إذا رأى الحق ؛ بيد أن هذه الشجاعة والعزيمة عنده يسبقها رأي ودراسة توجب وضع الشيء في محله ، إذ الأزمان والأحوال قد تتغير وتتبدل .
ومن صفاته الحرص على اختيار الحق في المسألة بدليله ، والعض بالنواجذ على ما كان السلف الصالح من مراعاة القواعد العامة للشريعة ومفاهيم الأئمة ومقتضيات الأحوال لواقع حدود المسألة زمانا ومكانا وحالا ، بما لا يعارض نصا من كتاب أو سنة . .
ومن صفاته الكرم ، فله مائدة مع ضيوفه صباحا ، ومائدة مع ضيوفه ظهرا ، ومائدة مع ضيوفه عشاء ، ولا تختص بفئة من الناس ولا طبقة معينة ، بل إنها مفتوحة وذلك كل يوم طيلة العام ، وتتضاعف في رمضان وأيام الحج في مكة والمشاعر المقدسة لمن قصد سماحته من كافة الطبقات ؛ ولولا أن الله قد أمده بالبركة لما كفى ما خصص له من راتب شهري - كأي موظف يماثله - فيما يصرف من مال .

ومن صفاته التواضع ، يتضح ذلك في أخلاقه وآدابه مع الضعفاء والجهال ، وصبره على الإلحاح الممل أحيانا والزحام المضايق للنفوس الضعيفة ، كما يتضح ذلك في سماعه للاعتراض في أي مسألة ، ولو من أدنى التلاميذ حتى يتضح الحق بدليله ، وهو بهذا الخلق يتحرى خلق النبي وأعني بذلك التواضع وتآلف الناس على سائر طبقاتهم .
ومن صفاته الصبر ، يتضح ذلك بالدأب الذي لا يتغير من برنامج دروسه ومحاضراته ومواعيده وأعماله الرسمية وغير الرسمية ، إلا مرض مقعد به كما يتضح من مواصلة الأعمال ليلا ونهارا إلا من ضرورات الإنسان ، فلا يترك لنفسه مجالا ولا نزهة ولا إجازة اضطرارية ولا رسمية فسبحان من أعطاه وقواه ورعاه وتولاه .
ومن صفاته حفظ المعروف ، والمجازاة عليه بأضعافه ، بل يبدأ بالمعروف ثم لا ينقطع بذله للمعروف مهما طال الزمن . ولو تغيرت الأحوال ، فهو بالمعروف سابق ولاحق .
ومن صفاته النجدة بما يستطيعه - بالمال أو بالجاه أو بغير ذلك - فيما يتمشى مع الحق ، ونفع الخلق .
ومن صفاته ملازمة الأذكار في أوقاتها ، فلا يحول دون ذلك أي شغل آخر ، ولا يجامل في ذلك أحدا مهما كان مقامه ، ولا شغل مهما كان شأنه .
- ومن صفاته تحري تطبيق السنة النبوية في كل شيء في صلة الرحم وزيارة المريض واتباع الجنازة وإجابة الدعوة وآداب اللقاء والجلوس والكلام والطعام والشراب واللباس ، والأذكار والأسفار وغير ذلك من شئون الحياة .
ومن صفاته الحرص على نشر الدعوة إلى الله بكافة الأساليب الممكنة وعدم اليأس وعلاج المدعو بما يناسب حاله وعدم اليأس من هدايته .
ومن صفاته بذل المساعي في تغيير المنكرات - ما ظهر منها وما بطن - بعلاجها المناسب بما يزيلها بالكلية أو يخفضها ، ومواصلة الصبر بتكرار المساعي المناسبة بدون يأس ولا سآمة .

ومن صفاته النادرة في الناس ، كراهية مدحه بما فيه ، وعدم إقرار ذلك إذا سمعه ، ولو أن ما أذكره من هذه الصفات فيه إجابة عن سؤال لم أفعل لعلمي بهذه الصفة فيه - حفظه الله - ومن صفاته الحميدة ، سلامة قلبه ، ومحبة الخير والهداية للناس والنصح التام لكل من سأله أو توسط به .
وأما تعامله مع إخوانه فسماحته يتعامل معهم تعامل الأخ مع إخوانه ، ويتبادل معهم البساطة ونوادر المرح الرفيع بما لا يضيع الوقت عن الأهم . وأود أن أشير هنا إلى أنه ليس للمناصب أي أثر على حياته العلمية لأن صفات الأمانة الإسلامية التي فيه لم تبنها المناصب ، وإنما بناها الله بما حباه الله من علم شرعي وأعمال صالحة وأخلاق نبيلة وهكذا علاقته مع الناس ، وأثر المناصب يتجلى في توفير الإمكانيات والنفوذ .
وأما الأساليب التي يرد بها سماحته على المغرضين فهي نابعة من تعاليم الإسلام ، فإذا كانوا يسبونه ، فهو لا يغضب لنفسه ويتركهم وحسابهم على الله ولا يحمل قلبه عليهم ، وقد اقتدى في ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما إن كان المغرضون قد انتهكوا شيئا من حرمات الله فهو يرد عليهم ردا علميا بالحجة والبرهان ، ملتمسا بذلك هدايتهم لا شقاءهم وضلالتهم ، وهذا أيضا من أخلاق الرسول .
وفي حياة سماحته مواقف كثيرة منها ما يناسب ذكره ، ومنها ما احتفظ به وهو كثير .
ومما يناسب ذكره أن ضيفا من تلاميذه الأفاضل ، أفريقي متجنس ، بات عنده ، فقام سماحة الشيخ آخر الليل للتهجد ، وكانت غرفة الضيف بعيدة عن مقر الماء ، وفي هذه الساعة يندر من يكون مستيقظا ، وهو يكره الإزعاج ، فذهب - سماحته - بنفسه إلى مقر الماء بالإبريق ، رغم أنه كريم العينين ، وملأ لإبريق وجاء به إلى مقر باب غرفة الضيف ثم أيقظه برفق لعلمه بالرغبة في ذلك .
ثم ذهب عن الباب ، حتى لا يحرج الضيف ، فخرج الضيف مسرعا ، فرأى الشيخ - حفظه الله - قد ولى وترك الإبريق عند الباب من خارجه ، والضيف من أهل العلم ، وهو من تلاميذ الشيخ - رعاه الله - أطال الله في عمر سماحته وبارك في حياته وأمده بالصحة والعافية وكثر الله من أمثاله .

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 06:08 AM
المشاركة 193
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كلمة معالي الشيخ: صالح بن عبد الله بن حميد - حفظه الله ورعاه

كلمة معالي الشيخ د / صالح بن عبد الله بن حميد - حفظه الله ورعاه - إمام وخطيب المسجد الحرام ، وعضو مجلس الشورى
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده : فإن الأجيال في كل عصر بعامة ؛ وفي هذا العصر بخاصة بحاجة ماسة إلى التعرف على الشخصيات البارزة في مجتمعهم ، المعاشة في واقعهم ، الشخصيات التي يقوم عليها - بإذن الله - البناء ، ويرتسم بسيرتها المنهج .
يحتاج النشء إلى التعرف عن قرب على هؤلاء الرجال الذين يحملون المسئولية بقوة واقتدار ، وكفاءة واصطبار ، يحملون على عواتقهم أمانة الحفاظ على دين الله ، وتربية عباد الله في جمع عجيب بين الحب لهم والغيرة عليهم منطلقهم في ذلك الدين بكل شموله الإيماني والفكري الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي ، دين الدنيا والآخرة جميعا ، الإيمان والعمل الصالح معا ؛ إنهم علماء المساجد والمنابر ، وشيوخ الميادين والعامة .
وصاحب السماحة الإمام العالم العلامة الحبر والبحر والدنا وشيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - حفظه الله وأمد في عمره على طاعته أنموذج من هؤلاء ، علم يتسنم الذروة في الرجال ، ويعلو القمة في الأفذاذ دينا وورعا وعلما وفضلا وكرما وجودا ، ولا أزكي على الله أحدا ، وما شهدنا إلا بما علمنا وعلم البواطن موكول إلى الله وحده فهو أعلم بمن اتقى ، وهو أعلم بمن هو أهدى سبيلا .
لقد عاش الشيخ حياة علمية دعوية متوازنة يتوافق فيها الفكر مع العمل ، ويقترن فيها العلم بالسلوك ، حياة تجلي في توازنها الفكر الثاقب ، والعطاء النير ، والإسهام العميق ، والمدد الغزير في ميادين الحياة كافة ، امتداد في العلم والدعوة والتربية والتوجيه ، شمل أصقاعا عريضة من العالم الفسيح من خلال أثره الفكري المقروء والمسموع ومشاركاته الميدانية في المؤتمرات والمجامع والحلقات والمنابر والمجالس واللجان ، رئاسة وأستاذية وعضوية ، إنه رجل شاء الله أن يقع على كاهله ، أعباء جسام في الدعوة والإرشاد والبحث العلمي والإفتاء ، وخدمة قضايا المسلمين كافة .
إن العطاء والتوازن والتثبت في حياة الشيخ وسيرته - علما وتعليما ودعوة - جلي بارز من خلال الرصد للقنوات التي صبغت عطاء الشيخ وأطرت أثره في إطار متميز ، ولعل ذلك يتبين من هذه القنوات الثلاث الكبرى :
الأولى : الإيمان العميق ، والعقيدة الراسخة في الله ورسوله وكتابه ودين الإسلام ، وأثر ذلك في سيرته ومسيرته ، سلوكا حسنا ، وورعا وزهدا ، وصدقا في اللهجة ، وحبا للناس ، وثقة متبادلة وعطفا ورقة ، وكرما وبذلا.
الثانية : التأصيل العلمي المبني على أصلي الدين : الكتاب والسنة فالشيخ يحفظ القرآن كله ويتدبره ، ويحفظ الكثير من السنة ويفقهها ، فهو دائم التلاوة للقرآن بتدبر ، قدير في الاستحضار للسنة بتفهم ، سريع الاستشهاد بها ، ملتزم للاسترشاد بنورهما ، مع دعوته الظاهرة في كل مجلس وناد للأخذ بهما والرجوع إليهما والحث على مداومة قراءتهما ومطالعتهما ، وحفظ المتيسر منهما .
الثالثة : روح الاجتهاد والاستنباط المنبثقة من الفقه المتين والدارسة الواعية والفهم العميق والفكر المستنير مع الإحاطة البينة بمقاصد الشريعة وأصولها وقواعدها وضوابطها . ومن يسبر ذلك ويرصده في حياة هذا الإمام يدرك وضوح الطريق عنده ، وانسجامه مع نفسه ، ومن حوله في توافق سوي وسيرة معتدلة ونهج قويم . هذا هو الشيخ الذي يزكو شكره ، ويعلو عند أهل العصر ذكره ، ويعني الأمة أمره .
الصنعية عنده واقعة موقعها ، والفضيلة إليه سالكة طريقها ، إن أوجز في الموعظة كان شافيا ، وإن أطنب كان مذكرا ، وإن نبه إلى ملاحظة فهو المؤدب المؤدب ، وإن أسهم في التوجيه فهو المفهم ، واضح البيان ، صادق الخبر ، بحر العلوم ، نزهة المتوسمين ، خصيم الباطل ، نصير الحق ، سراج يستضيء به السالكون ؛ لين العريكة ، أليف مألوف ، يرفق في أعين الناس صغر الدنيا في عينه ، لا يتطلع إلى ما لا يجد ولا يكثر إذا وجد ، متحكم في سلطان شهوته ، لا تدعوه ريبة ولا يستخفه هوى خارج من سلطان الجهالة ، لا يقدم إلا على غلبة ظن في منفعة ، لا يرى إلا متواضعا ، وإذا جد الجد فهو القوي الغيور ، لا يشارك في مراء ، ولا يلوم إذا وجد للعذر سبيلا ، لم ير متبرما ، ولا متسخطا ولا شاكيا ، ولا متشهيا ، لا يخص نفسه باهتمام دون إخوانه ، واسع الشفاعة ، طويل يد العون .
هذه إلماحات من سيرته ، وإشارات إلى ظاهر حاله ، والله ربنا وربه ، وهو حسبنا وحسبه . فعليك أيها النبيل بالأخذ بمجامع المحاسن إن أطقت ، إن عجزت ، فأخذ القليل خير من ترك الجميع ؛ ولله الحجة على خلقه أجمعين .
حفظ الله شيخنا ، وألبسه لباس الصحة والعافية ، وأبقاه ذخرا للإسلام وأهله .

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 06:08 AM
المشاركة 194
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كلمة معالي الدكتور : عبد الله بن عمر نصيف - رعاه الله -

كلمة معالي الدكتور / عبد الله بن عمر نصيف - رعاه الله - نائب رئيس مجلس الشورى

الحمد لله المنعم المتفضل ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبي الهدى ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى ؛ وبعد : فعندما طلب مني الكتابة عن شيخنا سماحة الشيخ / عبد العزيز عبد الله بن باز - حفظه الله ورعاه - انتابني شعوران : شعور المشفق الواجل الذي لا يستطيع أن يوفي هذا العالم حقه ، أو أن ينزله مكانته اللائقة به في سجل أعلام الأمة ورجالاتها ، والشعور الثاني هو الخوف من أن أكتم علما أعلمه عن جزء يسير من حياة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز وسيرته ، وقد قيض الله لي أن أعايشها وألمسها عن قرب ، وقد تغلب الشعور الثاني إدراكا مني بالواجب والأمانة التي يسألني الله عنها يوم القيامة ، وكذلك المحبة التي هي له في نفسي وفي نفوس كل من يعرفه ويقدره ويحترمه ، وهم أكثر من أن يحصوا .
لقد عرفت الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز منذ كنت طالبا في المرحلة الإعدادية عند زيارته لجدي الشيخ محمد بن حسين نصيف - رحمه الله - في منزله في جدة ، أو لقائه مع جدي في المدينة المنورة ، عندما كان الشيخ رئيسا للجامعة الإسلامية ، ثم بسماعي لبعض دروسه ومحاضراته في مراحل لاحقة .
ولقد لفت نظري علمه وتواضعه وإجماع الناس على احترامه وتقديره ؛ وقد تأثرت بحادثة وقعت عندما ألقى الشيخ / محمد متولي الشعراوي محاضرة في المدينة عام 1392 هـ ، أقيمت بمناسبة تأسيس الندوة العالمية للشباب المسلم ، وكنت مرافقا لضيوف الندوة عند زيارتهم للمدينة بعد انتهاء البرنامج الأساسي في الرياض ، فقد تحدث الشيخ الشعراوي لمدة ساعة ونصف على الأقل عن مكانة المرأة في الإسلام ، وبعد انتهائه من المحاضرة علق سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز على إحدى عشرة مسألة وردت في المحاضرة ؛ رتبها حسب موقع ورودها في المحاضرة ، وناقشها بموضوعية علمية ، وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، مما أثار إعجاب الحاضرين بكل الملكات التي مكنت الشيخ من القيام بذلك .
ولقد عايشت سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في رئاسته لعشر اجتماعات للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي ، ومثلها للمجلس الأعلى للمساجد بالرابطة ، وست اجتماعات لاجتماع المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي ، وغير ذلك من اللقاءات والندوات والمؤتمرات التي أقيمت في الرابطة أو خارجها ، خلال عقد من الزمان أو يزيد فكان حفظه الله مثاليا في مقدرته على إدارة الجلسات ضبطها والتعليق على الكلمات باقتدار وتواضع وتوجيه النقاش لكي يكون إيجابيا منتجا مع إنزال الناس مكانتهم ، وتحمل من يشتط منهم في الرأي ، أو يحتدم في النقاش ، دون تجريح أو انتقاد في غير محله ، مع احترام الآراء وإعطائها حقها من النقاش بسعة صدر وطول بال ، وإعطاء أقوال العلماء من سلف الأمة وأئمتها مكانتها اللائقة دون تعصب لمذهب دون الآخر ، بل كان يؤكد أكثر من مرة أن مجالس رابطة العالم الإسلامي تمثل المسلمين في كل مكان باختلاف مذاهبهم الفقهية ومدارسهم العلمية ، وهذا يجب أن يوضع في الاعتبار ، وإن الترجيح يجب أن يكون للرأي المدعم بالنص من الكتاب والسنة والإجماع ؛ كذلك فإني ترددت على منزله العامر عشرات المرات ، فالمنزل مفتوح للقاصي والداني ، والمائدة ممدودة باستمرار ، لكل الحاضرين والدعوة مفتوحة لكل زائر من خارج البلاد وداخلها ، كما أن أصحاب الحاجات من طلبة العلم وأبناء السبيل وغيرهم يملئون رحبات الدار ليلا ونهارا ، لا يجدون من الشيخ إلا كل رحابة صدر وحسن استقبال وسعي حثيث لتحقيق المطالب وتفريج الكربات ، والشفاعة الحسنة لدى أولي الأمر والمسئولين أو إلى رجال الأعمال والمحسنين ،
ورغم كل الزحام وكثرة الواردين فلم يتخلف الشيخ عن الرد على فتاوى الناس واستفساراتهم حضوريا وهاتفيا أو بالبريد في كل يوم ، كما أنه كان يخلو إلى نفسه للعبادة وقراءة القرآن أو الاستمرار في طلب العلم - حسب تعبيره - بقراءة الكتب والاستزادة من العلم والمعرفة ، فوقته كله لله عز وجل ، ليس له فيه لحظ نفسه نصيب ، فقد زهد في الدنيا ، وسعى لما عند الله مما هو خير وأبقى .
وبعد : فهذا قليل من كثير ، وغيض من فيض ، استطعت أن أعبر عنه في هذه الكلمة المتواضعة لقد تعلمت منه الشيء الكثير وأسأل الله عز وجل أن يجزيه خير الجزاء في الدنيا والآخرة ، وأن يمد في عمره ويجعله ذخرا للإسلام والمسلمين ، ومقصدا لطلبة العلم وأصحاب الحاجات والمكروبين ، وأن ينفع بعلمه الإسلام والمسلمين.
والله ولي التوفيق والهادي إلى سواء السبيل .

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 06:09 AM
المشاركة 195
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كلمة معالي الدكتور: راشد الراجح الشريف

كلمة معالي الدكتور : راشد الراجح الشريف عضو مجلس الشورى ورئيس النادي الأدبي بمكة

الحمد لله ولي من أطاعه واتقاه ، ومذل من خالف أمره وعصاه ، والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير ، نبينا وسيدنا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه . وبعد :
- فإن سماحة الوالد الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، مفتي عام المملكة العربية السعودية شخصية إسلامية بارزة ، ليست في حاجة إلى تعريف ، كما قيل " المعرف لا يعرف " فهو العالم العلامة ، والحبر الفهامة ، نشأ - حفظه الله - في بيئة إسلامية ملتزمة مستقيمة ، وطلب العلم صغيرا ، على أيد جهابذة فضلاء ، وأساتذة علماء ، وعلى رأسهم سماحة مفتي الديار السعودية - سابقا - الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - طيب الله ثراه - ، وغيره من الفقهاء ، والعلماء والمشايخ الأفذاذ ، المتخصصين في علوم العقائد والشريعة واللغة ، ولقد أحسن الأخذ . والفهم ، واطلع على كثير من كتب العقائد والتفاسير ، وتراجم الرجال ، وعلوم الحديث والمصطلحات ، كما تتبع أقوال العلماء والفقهاء ، في مظانها ، وخلص بذلك إلى استنباطات بديعة ، واختيارات فقهية راجحة ، مستنبطة من الكتاب والسنة ، اللذين هما المصدران الرئيسان والوحيدان لهذه البلاد ومحاكهما - حرسها الله من كل سوء - .
وسماحة الشيخ إلى جانب ذلك كله يقوم - أمده الله بعونه - برئاسة هيئة كبار العلماء ، ورئاسة مجالس الرابطة الإسلامية ، وغير ذلك من الأعمال الصالحة - جزاه الله خيرا - .
إن الشيخ عبد العزيز بن باز شيخ جليل ، وعالم فاضل ، اتسم بسعة الاطلاع ، وحسن الفهم ، وجلاء البصيرة ، رزقه الله خلقا فاق الكثير من أمثاله ، وكرم نفس عز في هذا الزمان ، بابه مفتوح للكبير والصغير ، للغريب والقريب ، لا يرد طالبا ، ولا ينهر سائلا .
تشرفت بالإنصات إلى كثير من محاضراته القيمة ، ودروسه المفيدة ، وإجاباته الشافية ، فكانت بلسما يداوي الجراح ، من يد نطاسي يشخص الأدواء ، ويصف لها الدواء الناجع ، بارك الله في حياته وأمد في عمره .
ولقد صدق ذاك حينما قال : العلم مؤنسه والله يحرسه ما كان مجلسه للقيل والقال حفظ الله شيخنا الجليل سماحة الوالد الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، وأمد في عمره ، معلما وداعية ، إلى الحق ، ومدافعا عن حياض الشريعة الغراء ، والله من وراء القصد .

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 06:09 AM
المشاركة 196
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كلمة فضيلة الشيخ: عبد الله بن حمد الشبانة

كلمة فضيلة الشيخ: عبد الله بن حمد الشبانة- حفظه الله - الوكيل المساعد لشئون الدعوة والإرشاد بوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

لقد منح الله شيخنا الجليل عددا من المزايا ، وأنعم عليه بعدد من الصفات التي قل أن تجتمع في شخص واحد ، كحسن الخلق وكرم النفس ، والتواضع الجم وأدب الحديث ، وأدب الاستماع ، والعناية بشئون المسلمين ، وقضاء حوائجهم ، والتلطف مع كل واحد - صغيرا كان أم كبيرا - ، إضافة إلى الذكاء والأريحية وغزارة العلم وكثرة الاطلاع مع الصبر وقوة الإرادة ، والتحمل وعظيم الثقة بالله تعالى ، ودوام الاعتماد والالتجاء إليه ، وحسن الظن به سبحانه .
وسماحته حريص على نفع المسلمين ، توجيها ونصحا وتعليما وإرشادا - فهو مع كبر سنه - متع الله المسلمين ببقائه دائم التدريس لعدد من العلوم النافعة في حلقات من طلبة العلم الحريصين على الاستفادة من هذا العلم الشامخ .
ولا يألوا سماحته جهدا لي تتبع أحوال المسلمين ، وملاحقة شئونهم في جميع البلدان الإسلامية فيفرح ويسر ، لما يسرهم ويحزن ويهتم لكل ما يحزنهم ويهمهم ، فكل هذه الصفات الطيبة مجتمعة في سماحته وغيرها كثير مما من الله عليه ، فأصبح بذلك نموذجا يحتذى به ، ومثالا فريدا في عصره ، ومحل ثقة جميع الناس تقريبا ومحبتهم - من رآه أحبه ومن سمع به اشتاق إلى رؤيته - .
وأما عن اهتمامه بالدعوة ، فالدعوة هاجسه في الليل والنهار ، وحيثما كان وأينما حل ، لا يفتأ يمارسها قولا وعملا ، ويدعمها ويقف بجانبها ، يحث على القيام بها ويدعو إلى إثرائها على طريقة أنبياء الله ورسله بالحكمة والموعظة الحسنة ، فهو بحق أبو الدعوة والدعاة في هذا العصر وكفى بذلك شرفا وفخرا . إنه يتابع أخبار الدعوة والدعاة ، ويعتني بشئونها وشئونهم ، ويعمل على تذليل ما قد يعترض طريق الدعوة من عقبات أو عراقيل في كل مكان .
وأما العلم قد أكرمه الله بذكاء نادر وحرص على طلب العلم شديدة فسعى إليه منذ نعومة أظفاره ، فحفظ القرآن الكريم في بداية حياته ، وأقبل على مختلف العلوم النافعة ، ينهل منها من أمهات الكتب فيها ، في حلقات علمية ، يقوم عليها علماء أجلاء من رجال الدعوة وعلمائها الأفاضل في هذه البلاد ، وكان عالمها آنذاك سماحة الشيخ / محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - مفتي البلاد ورئيس قضاتها فتتلمذ عليه سماحته زمنا ، وقد نفع الله بعلم شيخنا - أمد الله في عمره - فألف وكتب العديد من الرسائل وتتلمذ عليه عديد من طلبة العلم الحريصين على الاستفادة من علم سماحته ومواهبه ومازالوا .
وأما في الفتيا فوهبه الله عز وجل إضافة إلى العلم ورعا وتقوى ، وخوفا من الله عز وجل ، يدعو صاحبه إلى التثبت والتحقيق في كل ما يفتي به ، مع رغبة شديدة في التيسير على المسلمين فيما لا يعارض نصا قطعيا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو يخالف معلوما من الدين بالضرورة ، مما جعل كل صغير وكبير ورجل وامرأة يثق به ويعول عليه في إفتائه ويقتنع كل الاقتناع إذا كانت الفتوى صادرة عنه ومنه .
وقد ولي سماحته القضاء زمنا طويلا قارب العشرين سنة فكان فيه مثال القاضي الورع الزاهد المتعفف التقي النقي الحريص على إيصال الحقوق لأصحابها ، ومنع المظالم وتطبيق شرع الله سبحانه على عباده .
أمد الله في عمر سماحته ، ومتع المسلمين ببقائه ، وأكثر من أمثاله .
- والله ولي التوفيق .

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 06:09 AM
المشاركة 197
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كلمة فضيلة الشيخ : سليمان بن محمد المنها - حفظه الله

كلمة فضيلة الشيخ : سليمان بن محمد المنها - حفظه الله - الرئيس المساعد لمحاكم مكة المكرمة

لقد قيض الله - عز وجل - لهذه الأمة المحمدية ، في جل أعصارها ، رجالا أفذاذا ، وعلماء ربانيين ، يجددون لها ما خلق في قلوب العباد من أمور الدين ، ويعيدون فيها بناء ما اندرس من معالم الشريعة ؛ يحملون راية التوحيد والسنة ، ويكشفون عوار الشرك والضلالة والبدعة ، يحيون فيها رسالة المرسلين وميراث النبيين ، من الدعوة إلى الله ونصح المسلمين ، والقيام على حدود الله والذب عن حرمات الدين .
تخلقوا بأخلاق النبوة وتأدبوا بآداب الشريعة ، فدعوا العباد إلى الله تعالى بأقوالهم وأفعالهم ، فهم العدول حيث ورد في الحديث قوله : " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين " .
والحديث عن سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز - كما أحسبه ولا أزكي على الله أحدا - حديث عن هذا الصنف المبارك من تلك الصفوة المذكورة ، التي أرادها الله أن تكون منارا للمسترشدين ، ومثلا حيا للمتخلقين بأخلاق القرآن .
ومهما سطر اليراع من القوافي والمنثور ، في وصف حاله ، وذكر فضائله ، فهو مقصر فقلد طوفت الآفاق ، وسارت بها الركبان ، وشهد بها القاصي والداني .
فجدير بشباب الأمة ، وجمهور المتعلمين أن يستفيدوا من تلك الخلال ، ويقطفوا الثمرة من تلك الأقوال والأفعال بالملازمة والطلب ، والجثي على الركب .
وحسبنا من المكافأة على الصنيع لما أسداه سماحته في البذل لهذا الدين ، أن ندعو المولى العظيم بأن يرزقه العمل السديد في العمل الرشيد ، وخاتمة على التوحيد ثباتا على الحق حتى الممات ، إنه سميع مجيب .

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 06:09 AM
المشاركة 198
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
من سجايا شيخنا ابن باز

من سجايا شيخنا ابن باز
بقلم فضيلة الشيخ / عبد الله بن مانع الروقي محافظة الشيخ على السنة وآدابها :
شيخنا عبد العزيز بن باز - حفظه الله - يسير على منهاج السلف علما وعملا وعقيدة ، فمن سره أن ينظر إلى سلفي حقا فلينظر إلى هدى شيخنا وسمته ، فأدبه في الدرس واللباس والجلوس ودخول المسجد والخروج منه والأكل والشرب والمحادثة كله على نظام السنة حتى في لبس النعل يبدأ برجله اليمنى ويخلع مبتدئا باليسرى.
وشيخنا - حفظه الله - من أذكياء العلماء ، فله ذهن وقاد ونظر ثاقب وربما استصعب الأمر على الطلاب كلهم والمشايخ ، فيعيد ويكرر حتى يتضح الأمر ويبين أصل المسألة ويسهلها على الطالب ، أشكل علي مرة فهم بعض الأحاديث فسألته عنها فكرر علي وقال لي فهمت فقلت : نعم ، وقرئ على شيخنا مرة حديث لجرير بن عبد الله البجلي وأخذ المؤلف يسرد الأسانيد إلى جرير فقرأ القارئ الأسانيد إلى قوله عن جرير به . أي بالحديث فتصفحت على القارئ فقرأ عن جويرية فقال الشيخ عن جرير به!
علم شيخنا بالرجال :
وشيخنا معدود من المحدثين في هذا العصر ، فالصحيحان والسنن تقرأ عليه من دهور فيختم الكتاب ويعيده وهكذا وقلما يفوته حديث في الكتب الستة ، وقلما يعزب عنه اسم رجل ، وشيخنا مستحضر . لجمهور أحاديث الكتب الستة خاصة أحاديث الأحكام ، ومستحضر لجمهور - رجالها خاصة من تدور عليهم الأسانيد ، وقلما يأمر بالبحث عن اسم رجل وعن الجرح والتعديل فيه وسمعته ما لا أحصي يسأل عن أحاديث فيذكر درجتها وسبب الضعف إن كانت ضعيفة .
قوة ذاكرة الشيخ :
يقرأ على شيخنا كتب السنة وكتب أئمة الإسلام فيقف القارئ ويبتدئ الشيخ الكلام ، فربما سرد الأحاديث المقروءة وشرحها حديثا حديثا ، ويذكر كلام العلماء في الكتاب المقروء وينبه على ما فيه إن كان فيه غلط مع العلم أن هذا في بداية القراءة وقد قرأ الطالب بعدها أحيانا صفحة ، فينبه الشيخ على كلام المؤلف في أول القراءة .

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 06:09 AM
المشاركة 199
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
منهج ابن باز في التعامل مع المخالفين

هذا هو منهج ابن باز في التعامل مع المخالفين بقلم فضيلة الشيخ / فهد بن عبد الله السنيد
لقد سررت كثيرا بالتحقيق النافع الذي نشرته مجلة " الدعوة " عن دروس سماحة شيخنا عبد العزيز بن باز في العدد 1638 وأحببت أن أشارك معقبا حول هذا الموضوع فأقول :
الشيخ - حفظه الله - من بقية السلف الصالح ، فهو زاهد ورع عامل بالسنن القولية والفعلية ، من الذاكرين لله كثيرا ، محافظ على الأذكار الصباحية والمسائية وغيرها ، فقد رأيته أكثر من مرة بعدما يصلي راتبة الفجر يذكر الله حتى يقيم المؤذن لصلاة الفجر وكذلك رأيته أكثر من مرة في درس يبتدأ القارئ الدرس والشيخ - حفظه الله - في شغل مع الأذكار نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا .
رأيته كثيرا إذا أذن المؤذن أقبل على إجابة المؤذن وترك ما كان فيه , تدهشني رحابة صدر الشيخ - حفظه الله - مع السائل وغير السائل حتى إنه ليأتيه الرجل من آحاد الناس فيسأله عن حاله وحال أولاده إلى غير ذلك مع كثرة مشاغله - حفظه الله - .
جاء مرة ذكر كتاب ابن القيم " السماع " فسأل الشيخ رحمه الله - هل هو مطبوع ؟ فقلت له : نعم ، فطلب نسخة من الكتاب ، فاشتريت نسخة من الكتاب وكان الشيخ قد سافر إلى الطائف فأتيته في منزله وهو خارج يريد الصلاة فسلمت عليه وأعطيته الكتاب فسأل - حفظه الله - عن ثمنه . . فقلت له هذا هدية - حفظك الله - فأصر - حفظه الله - عن ثمنه . . فقلت له هذا هدية - حفظك الله - فأصر - حفظه الله - على معرفة ثمنه وقال لي :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها وهذا من إثابتها فأخبرته بثمنه فأمر أحد موظفيه فأعطاني الثمن .
كان الشيخ - حفظه الله - بكاء ، وكان كثيرا ما يبكي عند حادثة الإفك وعند قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه " من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حتى لا يموت " .
منهج الشيخ - حفظه الله - مع المخالف ينقسم إلى قسمين : -
1 - أن يكون المخالف قد خالف مخالفة صريحة للكتاب أو السنة أو الإجماع ، فهنا إذا رد عليه الشيخ فإنما يرد عليه بأسلوب رفيع وأدب تام مع بيان الأدلة من الكتاب والسنة المدحضة لقوله ويأتي - حفظه الله - بعبارات تنم عن خلق رفيع . كقوله " هداه الله " . و " عفا الله عنه " .
2- أن يكون المخالف قد خالف في مسألة الاجتهاد فيها مصرح ، فهذا لا يرد عليه الشيخ إنما يذكر القول الذي يرجحه بالأدلة ويضعف أدلة القول الآخر إن وجدت ولا يأتي - حفظه الله - بعبارات التعنيف والتكبيت والتشنيع ، فليت أهل العلم في عصرنا نهجوا هذا المنهج ليغلقوا بذلك بابا عظيما ولج منه الشيطان أعاذنا الله عنه وإخواننا المسلمين .

~ ويبقى الأمل ...
قديم 09-21-2010, 06:09 AM
المشاركة 200
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هذه مشاهداتي في دروس سماحة المفتي

هذه مشاهداتي في دروس سماحة المفتي بقلم الشيخ: عبد العزيز بن محمد السدحان

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فتجاوبا مع مجلة " الدعوة " المباركة ونزولا عند رغبتها في كتابة نبذة عن سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله تعالى ووفقه لما يحبه ويرضاه . . - آمين
فأقول : في عام 1397 هـ تقريبا أكرمني الله تعالى وأنعم علي بالتشرف والتتلمذ على يدي سماحة الوالد الشيخ عبد الله العزيز بن باز . فإن رأيت لم ترى إلا خيرا وإن سمعت لم تسمع إلا خيرا . تري رجلا يتمثل السنة في قوله وفعله ولباسه .
دروسه تغشاها الهيبة من حيث وقار الشيخ والإنصات من طلابه والمواظبة على المتابعة في أثناء الدرس . والإصغاء التام لكلام سماحته حتى يخيل إليك أن مجلسه كمجلس عبد الرحمن بن مهدي - شيخ الإمام أحمد - ذلك المجلس الذي وصفه أحمد بن سنان بقوله : " كان عبد الرحمن بن مهدي لا يُتحدث في مجلسه كأنهم في صلاة " . تذكرة الحفاظ ص 331 . ناهيك عن جلد الشيخ وصبره على الجلوس الطويل للطلاب . فضلا عن سعة صدره ورحابة نفسه في تحمل كثرة الأسئلة .
وكان شيخنا يلقي علينا بعض الأسئلة في الفرائض ويطلب الإجابة عليها . ومما تميز به سماحته في دروسه ومحاضراته وكتاباته تعظيمه للنصوص الشرعية والوقوف عندها والأخذ بالدليل - متى صح - وعدم الالتفات إلى ما سواه من مذهب أو عادة أو اشتهار أمر ، ولله دره . فكم أحيا الله به سننا وأمات به بدعا وأزل به جهلا .
ومما تميز به سماحة شيخنا : الحافظة العجيبة والاستحضار السريع ، وإذا أردت مصداق ذلك فاستمع إلى سرده للآيات والأحاديث التي يستشهد بها في محاضراته وندواته ، ولو أدركه الإمام الذهبي أو علم عنه لترجم له في كتابه " تذكرة الحفاظ " .
كان شيخنا ولا يزال سريع الدمعة تسبق عبراته عباراته في كثير من المواقف مما يضفي على كلامه ومجلسه شعورا روحانيا وخاصة عند مواقف السيرة النبوية على صاحبها أتم الصلاة والتسليم .
ومن صفات شيخنا أيضا سعة الصدر وعدم الضجر والسآمة من كثرة السائلين مع أن بعض الأسئلة قد يتكرر في المجلس الواحد مرارا . وخيمته في الحج خير شاهد على ذلك .
ومن صفاته التواضع الجم ، فتحسب إنك إذا جلست بجواره أو تكلمت معه كأنك أمام شخص من أمثالك . وما ذاك إلا لسمو أخلاقه وعدم ترفعه على جليسه ، بل إنك تعجب إذا قام سماحته يسأل من في المجلس من المشايخ أو طلبة العلم عن بعض الإشكاليات التي قد ترد عليه من السائلين وهكذا العلماء الربانيون .
الكرم ، صفة غالبة ، لا ، بل دائمة في الشيخ متوفرة فيه أبدا . قال صلى الله عليه وسلم : خيركم من أطعم الطعام أخرجه الإمام أحمد والحاكم ، عن صهيب رضي الله عنه . وأحسب أن إمامنا وشيخنا ابن باز ممن ضرب مثالا في الكرم أتعب به من عاصره وفاق به من قبله فيما نسمع . فلا تكاد مائدته تخلو من أحد ، بل لو حلف أحد على عدم خلو مائدته من أحد فاحسب أنه لا يحنث . . شاهد المقال أن كرم الشيخ قد زاد خيريته عند الناس .
يشعر من جالسه وقرب منه أنه أحب الناس إلى الشيخ وذلك من خلال حفاوة الشيخ بجليسه وسؤاله عن أحواله الخاصة والعامة وايم الله : كم يغبط المرء نفسه إذا أحاطه الشيخ بالسؤال والدعاء .
حرص الشيخ على الفائدة أمر عجاب . يعجب المرء من شدة حرص الشيخ على الفائدة والإنصات التام من سماحته عند سماعها وطلبه الاستزادة من القراءة فيما تعلق بها . بل قد يكلف سماحته الباحث أو القارئ بزيادة التتبع والاستقراء لأجزائها . شاهد المقال هنا أن سماحة الشيخ قد شارك بلسان الحال الإمام الشافعي بلسان المقال . عندما سئل - الشافعي - رحمه الله تعالى فقيل له : كيف شهوتك للعلم ؟ قال : أسمع بالحرف - مما لم أسمعه - فتود أعضائي أن لها أسماعا تتنعم به مثل ما تنعمت الأذنان .
فقيل له : كيف حرصك عليه ؟ فقال حرص الجموع المنوع في بلوغ لذته للمال . فقيل له : فكيف طلبك له ؟ فقال : طلب المرأة المضلة ولدها ؛ ليس لها غيره .
البركة في الوقت
يرى المرء أثر تلك البركة في برنامج الشيخ اليومي . فالأعباء العلمية والوظيفية التي يقوم بها الشيخ لو قسمت على مجموعة من الموظفين لكفتهم ، بل كفتهم ومع ذلك كله ترى وقت الشيخ مباركا فيه في تنظيمه وترتيبه ، ويزيدك عجبا إذا رأيته مع كثرة مشاغله يسعى جاهدا لإدخال السرور على المسلمين من حيث حضور الأعراس أو عيادة المرضى . ذلك الفضل من الله .
القبول الجميل عند جميع طبقات المجتمع ، بل تعدى الأمر مجتمعنا وأصبح قبول الشيخ في غالب العالم الإسلامي وهذه منقبة فريدة يكاد الشيخ أن يتفرد بها عن جميع علماء العصر ، فلا أعرف - حسب علمي وسؤالي - أن إماما وضع له القبول كما وضع لسماحة شيخنا ابن باز فسمعته ومحبته لا يشق لها غبار .
أخيرا : أوصي طلبة العلم الذين لم يحضروا حلقات الشيخ ودروسه أن يسارعوا بالتشرف والجلوس عند ركبتيه والحرص على ملازمة دروسه . ولئن كان المحدثون يشدون الرحل في طلب الإسناد العالي ، فالجلوس مع الشيخ وحضور دروسه والسماع منه مباشرة قد يكون من الإسناد العالي ، إذ الشيخ يعتبر شيخا لجميع المشايخ المعاصرين حقيقة أو حكما . فسماع اختياراته وفتاواه منه مباشرة من الظفر العلمي الذي ينبغي أن يحرص عليه طالب العلم .
ويطيب لي عند هذه الوصية أن أشكر فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك الذي ضرب مثالا يحتذى - مع تقدمه في العلم والسن - لكثير من طلبة العلم في حرصه على العلم والجلوس في حلقاته وقد أثر الشيخ عبد الرحمن بحضوره على عدد غير قليل من طلبة العلم ، فليهنك العلم والأجر يا شيخ عبد الرحمن .
من حرص الشيخ على البحث :
في عام 1398هـ أو 1399هـ كلفني سماحته ببحث حديث عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات فرضهن الله فنقلت أسانيد الحديث من عشرين مرجعا تقريبا ومن السنن والمسانيد - فلما أكملت البحث وأحضرته إلى سماحته بعد صلاة العشاء بدأت القراءة عليه بعد طعام العشاء وفي أثناء القراءة كأن يأمر بقراءة بعض التراجم من كتب الرجال فلما شارفت عقارب الساعة على الثانية عشرة تغشاني النعاس فشعر الشيخ بذلك فاستأذنته في الانصراف فأذن أثابه الله تعالى وقال لي جملة كلامية مفادها : أسهرناك هذه الليلة أو نحوها .
وأخيرا : أقول لسماحة شيخنا : لقد تعلمت فعملت وعلمت . فجزاك الله عن المسلمين خير ما جزى شيخا عن طلابه ومجتمعه وأمته .
وشكر آخر لمجلة الدعوة على هذه الطرح المبارك الذي تحيا به سير الأئمة الأعلام . والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

~ ويبقى الأمل ...

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مسيرة عطاء // الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ~
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فضيلة الشيخ محمد الشعراوي ( رحمه الله ) علي حيـدر منبر الحوارات الثقافية العامة 6 10-27-2020 05:58 PM
توضيح للمقطع المنتشر بشأن فتوى الشيخ محمد بن عثيمين ( رحمه الله ) لحكم قول اللهم صل ع حمود أحمد منبر الحوارات الثقافية العامة 0 11-14-2016 01:49 PM
ابن عطاء الله السكندري رحمه الله عبدالله باسودان منبر الحوارات الثقافية العامة 1 07-03-2013 03:58 AM
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ( رحمه الله ) علي حيـدر منبر الفنون. 12 01-20-2013 09:27 AM
|| فتاوى فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ~ أمل محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 10 02-03-2011 02:59 PM

الساعة الآن 09:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.