قديم 10-02-2013, 01:13 AM
المشاركة 11
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أستاذي الكبير

أرى في النص عملا محترفا ، أقصد أن لا مجال فيه للعشوائية أو العفوية ، أرى التوظيف المقصود للمفردة ، وبناء الجمل وفق معايير تكاد تكون دقيقة ، مدخل النص فيه انطلاقة قوية مليئة بالحركية حتى أنه أحالني على قصيدة امرئ القيس في حصانه ، مقدمة نجحت في الإمساك بالقارئ ليستعلم عن هذا البطل دون أن يغفل أن هناك سقوطا مروعا مدويا في الانتظار .
بناء شخصية البطل كانت مدروسة بتعرف علاقته بالراوي و معرفة سنه و ماضيه و بعض سلوكاته المرتبطة أساسا بنفسيته القوية و هيئته و ملامحه و قبل الصدح باسمه هناك إشارة إلى مدرسته وذلك لربط فاروق باستحضار علم من أعلام التاريخ الإسلامي وما يحمله اسمه من قوة وتحدي وانضباط و صرامة ، يواصل الراوي إعجابه بهذا الفتى و يتوقع له النجاح و التميز و الوصول إلى القمة والمجد و النجومية ، و بذكاء خارق لم ينس الكاتب زرع سلبية أو عنصرا مشوشا إذ يبدي الراوي امتعاضه وعدم قبوله لإدمان البطل على التبغ وبشراهة غريبة تكاد توازي إقباله على الحياة . هنا يستحضر القارئ مرة أخرى العنوان أيكون السقوط مرتبطا بهذه السلبية .
يذكر الكاتب تدرجات نجاحات البطل بالتوالي و يختار له الجندية وما تمثله من صلابة الشخصية و الانضباط والقدرة على التحدي والتحمل ، بكونها مدرسة من مدارس العظماء و في نفس الوقت واحدة من أكثر المجالات خطورة في ارتباط مع العنوان ليدخل على الخط توقع آخر من توقعات القارئ أتكون نهايته هنا نهاية مؤلمة ، رغم أن الكاتب طمأن القارئ نسبيا بأنه يواصل نجاحاته ويحصد الرتب المشرفة .
يبدأ السقوط الذي لم يستطع الراوي تقبله فاشتغل الكاتب بمهارة كبيرة على المشاعر و الأحاسيس و الصراع المحتدم في نفسية الراوي من جهة لعلاقة إعجاب و رسوخ رابطة قوية بين الراوي و البطل و من جهة أخرى لخيبة توقعاته التي يرى في تحقق مجد فاروق نجاحا معنويا و راحة نفسية ، حتى ليكاد السقوط يتجسد في ردود الراوي .
يقدم الكاتب لقطة إنسانية غاية في التأثير وهي لحظة سقوط البطل و انتشاله من طرف الراوي و هنا يكاد النص ينتهي لولا عبقرية الكاتب الذي حول البطولة إلى الراوي و حالة الارتباك التي عاشها و هو يستمع إلى الخطبة وذهنه مشغول بما ألم به ، وهو يتجرع ويلات سقوطه المروع في بحر الألم .

لست أدري إن كنت قدمت إضافة للنص

لكن طريقة كتابة النص فيها مجهود كبير حتى أنني ظننت أن النص تمت كتابته من الجزء إلى الكل ، إذ يكاد يكون مستحيلا استحضار هذا الكم الهائل من المحسنات دفعة واحدة . أتساءل إن كانت عقلية الناقد حاضرة وبقوة أثناء كتابة النص أستاذي ايوب .
لكن المثير في نفس الوقت هو أن هذا العمل التقني لم يؤثر على انسيابية النص و هنا تظهر كفاءة الكاتب .

دمت مبدعا على الدوام

احترامي سيدي

قديم 10-02-2013, 06:11 PM
المشاركة 12
آية أحمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
قصة هادفة ألقاها رحم الواقع، لذا فهي تدعو للكثير من التأمل والاعتبار...
جاءت صياغتها بطريقة متقنة محكمة، فكانت وتيرة السرد المتسارعة مناسبة تماما لأحداث القصة وبخاصة في جزئها الأول حيث كان مجالا لوصف البطل فاروق الممتلئ حيوية وعنفوانا وذكاء مما جعله يرتقي عتبات الحياة صعودا نحو القمة بكل قوة وجسارة ودون هيبة، الأمر الذي جعل الراوي ينتبه لكل ذلك ويتابع البطل بإعجاب لا نظير له، لكن القاص لا يفوته ذكر إحدى الصفات الذميمة لهذا البطل ألا وهي إدمانه على التدخين، ثم يعقبها باستمساكه بهذه العادة رغم علمه بمضارها ورغم نصح الناصحين، كل ذلك توثيقا في اعتزاز البطل برأيه وبقوته، بل إن الكاتب يحاول التلاعب على نفسية القاريء لإقناعه بمدى قوة هذا البطل حتى من خلال الألفاظ غير المباشرة كاسم البطل بـ: فاروق، الذي يحيل الاذهان مباشرة إلى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله والمعروف عنه بالقوة خاصة،ثم وبذكاء يحاول مساعدة القاريء تذكر الفاروق عمر من خلال تسمية المدرسة بمدرسة عمر ابن الخطاب، كي تتكون لدى القاريء صورة نفسية لهذا البطل الذي أراد القاص أن يرفعه إلى القمة في ذهن القاريء لكي يكون السقوط -في ذهنه أيضا- مروّعا، وهذا ما نجح فيه القاص ببراعة، ولكن بعد أن هدّأ الأوضاع، وبطّأ من وتيرة السرد كي يعطي للقاريء متنفسا ليشحنه بطاقة أخرى لاستقبال النهاية المروّعة، ولقد لعب الراوي دورا مهما في تحريك الأحداث والانتقال بها من طور لآخر، فبعد تصعيدها نجدنا أمام البؤرة غير المتوقعة والصدمة التي تلقاها الراوي ومن ثمّ القاريء بهذا المُقعد على كرسي المرض وقد فقد كل شيء كان يدل على قوته بما في ذلك المنصب العسكري، والذي استبدله بتردد البطل على المسجد، وهو الذي كان لا يكاد يُرى في حيّه لانشغاله بمنصبه الراقي ، والمسجد كما نعلم مكان يوحي بانكسار النفس و تذللها، وهي صورة استعان بها القاص ليضاعف من قوة الأزمة ويعزز من صورة السقوط المروّع الذي كللّه بلقطة مباشرة ملموسة كانت في غاية الروعة، الا وهي سقوطه الحقيقي بينما كان يرتقي الرصيف، فهذا الذي ارتقى أعلى المراتب في المجتمع، صارت قدمه عاجزة على نقله بضع سنتيمترات إلى أعلى، لتأتي النهاية هادئة حزينة تلمّ الاحتدام الحاصل في نفس القاريء من خلال الراوي الذي جلس مفكرا وقد اختزل حياة هذا البطل والتي مرت خاطفة كالحلم ما بين القوة والوهن في لحظات من التفكير، تماما كتلك اللحظة الزمنية من خطبة الإمام والتي لا يعرف أكانت طويلة أم قصيرة.

كانت هذه قراءتي المتواضعة لهذا النص المليء بالدلالات التي تحتاج إلى المزيد من الوقوف عندها والنظر في معانيها...

رائع ما قرأت هنا...
بوركت أستاذ أيوب ...

أعطر التحايا...

قديم 10-03-2013, 12:21 AM
المشاركة 13
أسامة نوفل
مصمم فني وكاتـب مصري
  • غير موجود
افتراضي
الوقع السريع.. والنبض اللاهث.. والوصف الجامح أسروا عيني فلم تغادر
بورك القلم ومن بيده


أنا دوما في المكان ما بين عينيك والورق.
أنا دوما في الزمان ما بين الضمة والسكون.
أنا في السطور ما بين السطور.

http://throughthepen.blogspot.com/

قديم 10-03-2013, 12:13 PM
المشاركة 14
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
استاذ ياسر

قراءة رائعة استاذ ياسر كأنك كنت معي وانا اكتب النص. فقد قصدت ان ابني نصا محترفا يتضمن كافة عناصر التشويق والتأثير ويكون له وقع مدوي وبالغ الاثر.

اتصور انه عندما يجلس الكاتب لابداع قصة قصيرة عليه ان يستحضر في ذهنه كافة العناصر التي تجعل للنص وقعا هائلا، وان لا يكون النص مجرد فضفضة او تنفيس لما يتحشد في النفس او الذهن بغض النظر عن الاثر الذي سيتركه على المتلقي.

حتما في البدايات يحتاج القاص ان يبذل مجهودا كبيرا عند الكتابة ليصبح نصه ذا قيمة ابداعية عالية ويمتلك عناصر التأثير والخلود ، وربما عليه ان يضع قائمة بالعناصر الواجب ان يتضمها النص ولكن مع تكرار الكتابة يصبح استحضار هذه المحسنات عملية تلقائية وسهلة ..

يقول القاص الجزائري الضيف حمراوي "ان الحركة في النص تمنحه الحياة وكذلك الصراع" ...وانا اتفق مع هذا القول وارى انه لا يجوز ان يخلو نص قصصي من عنصري الحركة والصراع...وكلما برزا في النص اصبح اقرب الى الحياة.

شكرا لهذا الجهد الرائع. قلت لك عندما قرأت لك لاول مرة ان في داخلك يسكن كاتبا عظيما ولكنك ادهشتني مع مرور الايام وغزارة الانتاج والقراءات الجميلة فانت كاتب متعدد المواهب.

قديم 10-05-2013, 02:26 PM
المشاركة 15
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
اجمل التحايا واعطرها لك يا استاذة اية احمد وشكرا لك على مرورك الكريم وجهدك الذي اضاف للنص الكثير وكشف فيه ابعاد ربما حتى غابت عني وانا اكتبه. في الحقيقة وجدت قراءتك رائعة كما لاحظت قمت بالاشتغال على الشخصية الرئيسية في القصة شخصية البطل وجعلتها شخصية ديناميكية وهذه ايضا من اهم عناصر الكتابة القصصية ويسرني قولك بأنني كنت ناجحا في رسم شخصية البطل بصورة مؤثرة.

ايضا كما لاحظت من عناصر التأثير المهمة في كتابة القصة هي الاشتغال على الاستحضار للتراث والتاريخ في ذهن المتلقي من خلال استخدام كلمات محددة تؤدي هذا الغرض فيكتسب النص عبقا تاريخا وتراثيا مهما ويصبح وزنه اعظم واثره اكبر وذلك يحدث عادة بصورة غيرو اعية عند المتلقي.

ثم العنصر الثالث الذي تمكنت من رصده هنا هو تسخير التضاد لزيادة وقع النص على ذهن المتلقي ولا شك ان ذلك تم في عدة مواقع في النص لكن كما قلت الاهم هو جعل حياة البطل صعود مبهر ثم سقوط مريع حتى ان الراوي سقط هو ايضا على اثر سقوط البطل.

ايضا حيث ان القصة ولدت من رحم الواقع كما تقولين وهي كذلك فلا بد من جعل الراوي عليم ومن هنا تم اختيار ضمير المتكلم وهو ما يزيد من حجم التأثير على دماغ المتلقي.
استاذة اية احمد

بل هذه قراءة رائعة وعميقة. شكرا لك.

قديم 10-06-2013, 08:17 PM
المشاركة 16
أسرار أحمد
( سارة )
  • غير موجود
افتراضي
سلام الله عليك استاذ ايوب
طبعا أنا عندما أكتب ردا أكتب بعين القارئ و ليس بعين الخبير و المتمرس
كما بقية الركب
القصة جميلة من حيث سبكها و مضمونها و لكن طغى عليها الطابع
التوجيهي فمن العنوان بعد أن قرات السطور الاولى عرفت النتيجة
طبعا مغزاها كبير و لكن سامحك الله
أستاذ ايوب عندنا من الشجن ما يكفي لإهلاك أمة
نريد قصص تنسينا الواقع المرير
بعيد عن الشجن

قديم 10-08-2013, 12:50 AM
المشاركة 17
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاستاذ أسامه نوفل

كل الشكر على مرورك الرائع . كلماتك منحتني العزم لكي اجرب كتابة المزيد من القصص القصيره
شكرًا *

قديم 10-08-2013, 07:55 AM
المشاركة 18
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
سقوط مروّع فعلاً
سلمت يمناك أيها الرائع


تحية ... ناريمان الشريف

قديم 10-08-2013, 01:10 PM
المشاركة 19
هند طاهر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سرد مشوق لقصه اظنها حقيقيه .. وحسك الانساني فيها مميز

دمت ودام المدااد

المـرء ضيف في الحــــياة وانني ضيف


كـــــــــذلك تنقــــــضي الأعمـــــــــار،


فإذا أقمــــــــت فإن شخصي بينكــــم




وإذا رحلت

فكلمــــــــتي تذكـــــــــــار
قديم 10-10-2013, 12:36 PM
المشاركة 20
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
اشكرك استاذة سارة

يعني هل شعرت من خلال قراءتك وكأن الكاتب مراسل صحفي او مرشد اجتماعي؟

يبدو ان 99% من الادب عبارة عن تسجيل للمآسي التي تمر بها البشرية سواء على المستوى الفردي او الجماعي..

ساحاول تجريب الكتابة ضمن ما يعرف بالخيال السحري وعلى شاكلة سلام وضرغام.

شكرا لك على المرور واغناء الصفحة.



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: السقوط المروع
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السقوط لأعلى محمد بوثران منبر القصص والروايات والمسرح . 4 11-19-2020 01:44 AM
السقوط من فوق البرج الدكتور سمير المليجى منبر القصص والروايات والمسرح . 6 03-07-2020 06:33 PM
السقوط المتواصل للسياسة العربية في إسرائيل نبيل عودة منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 0 01-27-2015 07:00 AM
ثلاثيّة السقوط مامد شيخو منبر القصص والروايات والمسرح . 4 11-03-2012 01:06 AM
عبقرية السقوط لانا أحمد منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 6 08-25-2012 06:38 PM

الساعة الآن 04:11 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.