قديم 06-07-2014, 06:17 PM
المشاركة 41
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
لا يوجد طريقة سهلة للبوح بما يحرك الخوف الدفين لكن حتما في نهاية المطاف قد يكون البوح لصالح تحقيق التوازن وربما ان تعلم رياضة اليوجا طريقة جيدة للسيطرة على الدماغ وإيقافه عند حده عندما يحاول التوغل اكثر فعلى الانسان ان يمتلك السيطرة على أفكاره لتكون مثل صنبور الماء يفتحه متى يشاء ويتوقف متى يشاء .

ثم لا تستعجلي اكتبي عندما يكون لديك الشجاعة الكافية لان مثل هذا التحريك يتطلب طاقة كبيرة .

اعانك الله واضح ان للأمر علاقة بالجن وكانك تريدين ان تجعلي القصر مسكونا وحتما سيضيف ذلك بعدا سحريا على السرد .

على كل حال سنكون في الانتظار وقد اضفت بتعليقك مزيدا من التشويق *

قديم 06-07-2014, 07:03 PM
المشاركة 42
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لا يوجد طريقة سهلة للبوح بما يحرك الخوف الدفين لكن حتما في نهاية المطاف قد يكون البوح لصالح تحقيق التوازن وربما ان تعلم رياضة اليوجا طريقة جيدة للسيطرة على الدماغ وإيقافه عند حده عندما يحاول التوغل اكثر فعلى الانسان ان يمتلك السيطرة على أفكاره لتكون مثل صنبور الماء يفتحه متى يشاء ويتوقف متى يشاء .

ثم لا تستعجلي اكتبي عندما يكون لديك الشجاعة الكافية لان مثل هذا التحريك يتطلب طاقة كبيرة .

اعانك الله واضح ان للأمر علاقة بالجن وكانك تريدين ان تجعلي القصر مسكونا وحتما سيضيف ذلك بعدا سحريا على السرد .

على كل حال سنكون في الانتظار وقد اضفت بتعليقك مزيدا من التشويق *
لا أسكتَ الله لك سناً أ. أيوب أضحكتني و ربي ...

الأمر يحتاج لشجاعة فقط ... إحساس أن هذا الشيء لم يعد يؤثر فيي و عليّ أن أتجاوزه هذا كل ما في الموضوع !

أنا جربت اليوغا جميلة جداً و ربي و أحلى ما في الموضوع [ صلاة الشمس ] !

ممتنّة لوجودك أستاذي الفاضل ....

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..
قديم 06-07-2014, 10:23 PM
المشاركة 43
فاتحة الخير
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أهلاً أ. أيوب ...

و اللهِ القادم ما يخيفني بصراحة ...

و أتردد قبلَ أن أبوح به .... فليعينني المولى ..

لكن عليي أن أفعل ذلك ..علني أتحرر ...

ودي الصافي لجميل متابعتِك ...
لم الخوف اخيتي
بل أرى أن لك من الشجاعة والجرأة ما ليس لكثير من الناس
لا تهتمي انت فقط احكي ( وراك رجالة ) هههههههههه
وإن شاء الله مع ردود الأستاذ صابر والاستاذ ياسر وكذا لوحات الأستاذ سليم العيسى
ستشعرين بالتحرر وكذا بالراحة
لكن قولي لي: أليس هناك مشاكل مثلا بين الوالد والوالدة حفظهما الله ههههههههههه الم تخرج مثلا الغالية في يوم من الايام غضبانة من البيت، وتركتكم في عنق الأب حتى قال ( حقي برقبتي) هههههههههه أضحك معك أختي فأنا فعلا مستمتعة بهذا السرد الرائع والأحداث المتحركة والمتغيرة
لكن لو كان البيت مسكون كما قال الأستاذ صابر فسأحزم حقائبي وأرحل

قديم 06-08-2014, 01:39 AM
المشاركة 44
احمد سليم العيسى
الشاعر الأمي العربي الغضب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[TABLETEXT="width:90%;background-color:black;"]




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[marq="6;up;1;scroll"]قصرٌ مِن جليد
[/marq]





قصرٌ رُخاميّ مُذّهب ..غُرَفٌ واسِعةٌ مُزخْرَفة .. سُلّمٌ طويل يفْصِلُ الطابق العلويّ عن الطابق السُفليّ فتح الابن البكر الباب و صرخ فرحاً …
يا الله !! ياللجمال !! فرد جناحيه و طار و هو يضحك .. سنلعبُ هُنا كثيراً يا أبي .. أليس كذلك ؟؟
:
هزّ الوالد رأسه جذِلا و هو يرى أبناءه يَعُّبُّون الفرحة عَبّاً .. يكادون منها اختناقاً ...
و لَم يفّكر أنّ هذا القصر الكبير سينوح حُزناً على ساكنيه ..و يُكسِّر أرواحَهم ...الواحد تلو الثاني ….
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
:
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- غُرفة جلوس ...!
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- جهاز تكييف ..!
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- سرير ...!!
- كُفّي يا [ جليلة ] دعي أباكِ يرينا البيت ..( تصْرُخ فيها الغالية )
- دعيها يا غالية فبراءتها قاتِلة ...!
:
ذاتِ سنواتٍ ثمان ببراءة بنت الست تركض و تقفز و تصرخ و تضحك للصدى
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- مزرعة لتلعبي فيها
- يا سلاااااااااام ( تصرخ بصوت مرتفع )
- تعالي أريك غرفتك ..
- حسناً ... حسناً ...
- ماذا تتوقعين أن يكون لونها ؟؟
- وردي !!
- شبيكِ لبيكِ .. بابا يحقق أمانيكِ …!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

- أغمضي عينيكِ ...
- ياااااه ... أبي ... غرفة جميلة ..! شكراً ..( ارتمت بين ذراعيه)
- تستحقين أكثر يا معجزتي الصغيرة ..
سجّاد ناعم وردي يغلل الغرفة بلون حالِمٍ جميل ..
ستائر عليها رسومات لتيجان حائط مدهون بلون وردي فاتِح ،
وملصقات لأميرات ديزني متناثرات هُنا و هُناك ...نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
:
- لمَ سريرين يا أبي ...
- معكِ أختكِ [ جميلة] ..
- هاه ؟؟ لكن ...
- [ جميلة ] تحبّك يا [ جليلة ]
- إنّها لا تفعل يا أبي .. تنظرُ إليّ شذراً طوال الوقت .. و تسميني غبيّة ..
- لذلك وضعتكما في ذاتِ الغرفة ربما تتوصلان لحل مع علاقتكما الغريبة
- ( اغرورقت عيناها بالدموع ) ... أبي ؟؟
- لا أريد أن أسمع أكثر عن هذا الموضوع .. لو سمحتِ ..لأجلي ..
- حاضر أبي
- ارفعي رأسك يا صغيرة أنيري البدر بابتسامتكِ هيا ...!
- ( تبتسمُ بارتجافةٍ في طرف شفتها السفلى )
- هذه ابنتي الحلوة ..!
:
جلستْ على طرف السرير تفكّر .. جلبت الخادِمة حقيبتها و شرعت ترتب ملابسها في خزانةٍ كبيرة ..
سَرَحت في الملابِس .. نعم [ جميلة] تكرهها و تنتظِر خطأها في أي شيء كي تهوّل الأمر و توصله للغالية انتظاراً لِعقاب مؤلِم لها ..
تنهّدت و رفعت بصرها
:
- هذا سريري .. ذاك سريرك يا غبيّة ..
- حسناً .. كما تريدين ...
- لا تجلسي عليه .. لا أحب أن يتسخ ..
- لستُ قذرة ..
- اصمتي .. أف منكِ لا أدري لِم وضعنا أبي في غرفة واحدة ..
- اسأليه ..
- أنا ؟؟ لا .. أبي لا يحبني بل يحبّك أنتِ يا .... يا بسبوسة ( باستهزاء)
- و أنا أحبه ..( تبدأ دموعها بالانهمار )
- كُفّي يا غبية ارتدي ملابس النوم و نامي ...
- سأفعل ما يحلو لي ..
- اذهبي إلى أبيك دعيه يهدهدك كما يفعل دائماً ..
- أنا كبيرة و عاقِلة و سأخرج ..
:
تهدج صوتها ... تدافعت الدموع إلى مقائيها شلالاً من نار ..
جسدها مشتعِل و التنهيدات تهزّها .. نزلت من الطابِق العلوي مروراً بالصالة إلى خارِج المنزل
اختارت نخلة قصيّة و بكت تحتها حتى تورمت أهدابُها ..
سمِعت صراخ الوالِد يناديها مِن بعيد فخرجت مِن مخبئها ..
:
- أنا هُنا بابا ...
- أوه ... لا تفعلي هذا يا حبيبتي ...[ و ضمّها إلى صدره ][ أمسَك جديلتها الطويلة و هو يقول] : انظري قد اتسخ شعرك ..
- أنا آسِفة بابا
- اششششش اهدئي ...
و قبل أن تشعر غطّت في نومٍ عميق ...
:
- صباحٌ جميلٌ
- صباح الخير أبي [ و هي تقبّل رأسه ]
- تعالي اجلسي و تناولي الفطور
- أريد الحليب فقط
- أين [ جميلة ] ؟
- آتيّة ...
- و كيف ليلتكما ...
- أمممم... جيدة ..!
- طيّب الحمدلله [ جميلة ] .. يا [ جميلة ]...
- نعم يا أبي
- تعالي و كُلي شيئاً يا ابنتي السائق ينتظر ...
- حسناً ...
:
تقف و تتجه إلى الباب .. تفتحه و تتنفّس بعمق و تنظُر جيداً إلى هذا القصر الكبير ...
مزرعة بألوانٍ خلابة سرقها الربيع و أسكنها هُنا و رحل ... أرجوحة .. لعبة حِبال ..
و الكثير مِن العصافير ..
- صباح الخير شمس الدين ..!
- هلا لولو هل أشغل السيارة ؟؟
- لا ..لا ... سأنظر إلى الحديقة
- يهزّ رأسه أن نعم .. افعلي ما يطيب لكِ ..
تجلِس على الدرج تتأمّل و لا تلاحِظ أن هْناكَ مَن يراقِبها مِن بعيد و يحصي تحركاتها ...
و يبتسِم بخُبثٍ لا تملكه هذه الطاهِرة الصغيرة .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[ ذَاتْ ]- سيرةٌ ذاتيّة



[marq="6;right;1;scroll"]جليلة ماجِد
[/marq]


[/TABLETEXT]

قديم 06-10-2014, 12:45 AM
المشاركة 45
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أتتبع الخطوات ، أنصت إلى تقاسيم المعزوفة ، أرى شلال الجمال .

و مع محبي الأدب نسافر مع الأستاذة جليلة في رحلة العمر .

بورك الإبداع

و بوركت العائلة الكريمة .

قديم 06-11-2014, 06:51 PM
المشاركة 46
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لم الخوف اخيتي
بل أرى أن لك من الشجاعة والجرأة ما ليس لكثير من الناس
لا تهتمي انت فقط احكي ( وراك رجالة ) هههههههههه
وإن شاء الله مع ردود الأستاذ صابر والاستاذ ياسر وكذا لوحات الأستاذ سليم العيسى
ستشعرين بالتحرر وكذا بالراحة
لكن قولي لي: أليس هناك مشاكل مثلا بين الوالد والوالدة حفظهما الله ههههههههههه الم تخرج مثلا الغالية في يوم من الايام غضبانة من البيت، وتركتكم في عنق الأب حتى قال ( حقي برقبتي) هههههههههه أضحك معك أختي فأنا فعلا مستمتعة بهذا السرد الرائع والأحداث المتحركة والمتغيرة
لكن لو كان البيت مسكون كما قال الأستاذ صابر فسأحزم حقائبي وأرحل
كم أنتِ جميلة يا فاتحة !

عِندما أفكّر لا أشاهِد إلا طفولتنا العارية فوق الأسوار .. فوق المنازِل .. بين الأزقة الطينية الملوثة بروث البقر ... الغالية دائماً في تضج بالحياة .. ندور حولها و هي تلقمنا أسس الدنيا .. و الغالي العزيز يعلمنا كيف نكون بشر بقلوب نابضة بالحب ... لَم يتأففوا يوماً منّا كأننا سعادتهم الأبديّة .. و لا تخافي البيت غير مسكون فأنا أشعر بالأشتات أشتوت .. كأنني بوصلة ..!

صافي الود لروحك فاتحة ...

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..
قديم 06-11-2014, 06:52 PM
المشاركة 47
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكراً أ. أحمد على إبداعِك الذي لا نظير له ...

أرفعُ لك قبعتي ...!

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..
قديم 06-11-2014, 06:54 PM
المشاركة 48
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أتتبع الخطوات ، أنصت إلى تقاسيم المعزوفة ، أرى شلال الجمال .

و مع محبي الأدب نسافر مع الأستاذة جليلة في رحلة العمر .

بورك الإبداع

و بوركت العائلة الكريمة .
أشكرك أ. ياسر ...

بورِك وجودك الأجمل ...

عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..
قديم 06-17-2014, 04:51 PM
المشاركة 49
جليلة ماجد
كاتبة وأديبـة إماراتيـة

اوسمتي

  • غير موجود
Exclamation
انْتِهاك ...!

أصواتُ صلاةٍ و دعاء .. خشوعٌ يملأ المكان .. قد تقّدس الجو .. فهذا رمضان ..! رمضان الرحمة .. رمضان المغفِرة ... الحي في حالةِ نشاط ، صحنٌ يأتي وآخر يخرج ، الوالِدة تأمُر رئيس الطباخين بما لا يُطاق .. و الخادمات .. نحلات لا يتوقفن عن الطنين و العمل ، و الصغيرة مدهوشة بهذا كله ...
:
:

- كُلي شيئاً لا يصح ما تفعلينه ..
-لا ... أريد أن أصوم ...!
-صومي صوم العصافير حتى العصر فقط ..
-لا ... أريد أن أكون مثلكم ...!
-[ جليلة ] اسمعي الكلام ...
-أريد أن أحصُل على الأجر ..
-ستحصلين يا ابنتي بالنيّة ...
-نية ؟؟ لم أفهم ...!
-يعني برغبتك ربي يعطيكِ الأجر ...
-هااااه .. فهمت ..[ رضيّة ]..[ رضيّة ] ...
-لماذا تنادين الخادِمة دعيها ستذهب إلى بيتِ أبي يعقوب ..
-سأذهبُ معها أمي ...
-لا ... اجلسي في المنزل .. يكاد يغزونا الليل ...
-أرجوك ..ماما .. حبيبتي .. قلبي .. روحي .. ماما .. ألا تحبينني ؟؟
-بلى .. بلى ... إذهبي . [رضيّة ] انتبهي لها .. هذه طِفلة لا تفقه شيئاً ..
-حاضِر ماما تعالي لولو...
:
:
تقفز فرِحةَ جذلى .. تسأل رضية عن الصحن الذي تحمل .. فتوضح لها أنه هريس * تصّر أن تحمله هي .. ترفض لكبر حجم الصحن مقارنة بضآلتها ..لكنها تصر و تأخذه مِن يدها .. تنشغِل [ رضيّة ] مع إحدى الخادِمات في المنزل المُقابل ، تمشي الصغيرة إلى بيت أبي يعقوب بابتسامة عريضة على وجهها البريء و هي تفكّر أن أم يعقوب ستعطيها الحلوى ..و إذا به يعترِض طريقها صبيٌّ في الحادية عشرة من عمره حليق الرأس بابتسامة خبيثة على وجهه عادت أدراجها .. لكنّه سحبها مِن جديلتها الطويلة و التصق بها :
-تعالي يا حلوة ..!
لمسها بطريقة لم تفقهها و عِندما حاولت الصراخ أطبق عليها بشفتيه اللتين ضاعت في حلقه صرختها ..أصدر صوتاً غريباً : كـ : أمممم...
أوقعت الهريس على الأرض .. فتركها و هرب و هو ينظر إليها بمكر و يقول : لذيذة ..!
نظرت إلى التراب الذي كساها .. و بكت .. ما هذا الكائن الذي يستعذِب ألمي و يستلّذّ بآهاتي .. ستقتلني أمي .. سيذبحني أبي .. لِم أنا فتاة ؟؟ لا أريدُ أن أكون !
مسكينةٌ هي .. لا تعلم أن هذا الكائن – دائما- سيستمتع بألمها و آهاتِها ..!
:
:
-لولو ؟؟ يا ربي ...! لولو ؟؟
-... صوت بُكاء ...!
-يا الله لولو ...؟؟
-وقع الهريس مِن يدي [ رضيّة] ..!
-لا مُشكلة .. دعينا نعود للمنزِل ...
-ليتني لَم أخرج من البيت ... لو تنفع ليت ..!
:
:
:
[youtube]https://:
:
:
تُدخلها الخادمة من الباب الخلفي .. تُحممها بسرعة و تدعها في الصالة و تذهب برنامجها المفضل [ جزيرة الكنز ] قد بدأ لكنها لا تحسّ بشيء .. كلّ ما تفكّر فيه كيف سكتت ؟؟ كيف سمحت للقذر بلمسها ؟؟ و تقبيلها ؟؟ تمرر يدها على شفتيها فتحس بتورّم خفيف ، و ألم عظيم .. كيف لَم ترفسه ؟؟ كيف لم تضربه بصحن

الهريس ؟؟ لابُدّ أن هذا خطؤها .. هي المخطئة .. ربما لأنها لوحدها ؟؟ نعم هذا هو السبب يجب ألا تخرج لوحدها أبداً ... أبداً .. تشْعُرُ أن شفتيها ثقيلة .. و مشوّهة كنفسها التي لَم تعد كما كانت ..
- [ جليلة] تعالي و افطري يا ماما .. قد أذن المغرب
بِصَمت تتجه لكرسيها و بعيون زجاجية تأكل ببطء ...
- ما بالها ؟؟
- لا أدري يا حبيبي ..
- ربما هي مُتعبة مِن الصيام ..
- ربما ...!
- لستُ مرتاحاً لهدوئها هذا ...!
دع عنك وساوس الشيطان و افطر يا رجل ...
:
:
تتجه لغرفتها على غير عادتها .. تطفئ النور .. تسجي جسدها على فِراشها و تلتحِف بملاءتها ..
تحشر الملاءة في فمها و تبكي بصوتٍ عالٍ .. لعلّ المطر ينسيها ما حصل ..
مطر ..مطر .. مطر .. حتى النوم ...!
تستيقظ في الساعة الرابِعة على فِراش مبلول .. يا إلهي !! لأول مرّة تبلل فراشها ..! تبكي بصمت .. و تجلس على حافة السرير .. تضع يدها على رأسها مفكّرة ما الحل ؟؟ أمها ستذبحها .. لأن وسواس النظافة يجري في دمها ... تدخل الحمام تستحِم بسرعة تلبس منامتها و....
- [ جليلة ] ؟؟ ما بِك ؟؟
- لا شيء ... أنا بخير ...
- ما هذه الرائحة ؟؟؟ هل بللت فراشِك ؟؟
- [ تهزّ رأسها باكية ]
- يا إلهي [ جليلة ] ! لَم تفعليها قط ماذا حدث ؟؟ أهناك شيء ؟؟
- لا شيء [ جميلة] لا شيء ...!
- حبيبتي الصغيرة تعالي نامي بجانبي الليلة و لا تهتمي ..
في تِلك الليلة فهمت أختها جيداً هذه اليد المشوهة تمسّد رأسها و توشوشها بأن كل شيء في الصباح سيتغيّر و أن الفراش المبلول سرهما مع [ رضيّة ] عرفت [ جليلة] أن الأخت أهم ما في الوجود .. فهي الحضن اللامشروط و الكتف الممدود و الظهر المسنود .. و نامت و هي فرحة بحدائق [جميلة ]التي تفتّحت في قلبها ...!
:
:
:
تحضن مخدتها و تنظر للجدار الوردي .. و تفكّر .. تهلع من الخروج من غرفتها و اللعب في الحديقة المشتهاة ... يطرق الباب عليها أخوها الأكبر الأحب إلى قلبها: - مرحبا يا حلو ..!
- هلا [ خالد ]
- هلا يا حلو ماذا تفعلين و أين قبلتي ؟؟
- [ تقبله على خديه ] و تجلس أمامه ..بابتسامةٍ كبيرة ...
- لم لم أعد أراك في الحديقة ؟
- لا أحبها ..
- ماذا ؟ و الألعاب التي في التراب تكرهينها أيضاً ؟
- [ تهزّ رأسها أن نعم ]
- ينظر لها بعمق قائلا : أحيانا يا [ جليلة ] نحتاج أن نبقى لوحدنا
- نعم أعرف ...
- خذي .. حاولي أن تقرئيه ..
- [ نظرت إلى الكتاب بين أصابعها الصغيرة [ قصص الأنبياء ] ]
- اقرئي يا حلو القراءة تفتح العقل و تريح البال
- شكراً أخي
- العفو يا حلو ...!
:
:
:

- قيح .. لا أشعرُ إلا بالقيح يجري في دمائها ..
- تعوّذ من الله يا رجل ما بالها هاهي كالوردة ..!
- أي وردة ؟؟ انظري إلى البنت شاحبة ..ساكتة .. هادئة .. تدفن رأسها في الكتب و لا تخرج من المنزل و لا الحديقة .. أين الفراشات التي كانت تزغرد في دمها .. أين الشمس التي كانت تشرِق في جبينها .. لا ..لا أنا خائفٌ عليها ...
- لا تخف يا أبي
- [ جليلة ] ؟؟
- أنا بخير .. حقّاً ..[ بابتسامة صفراء ]
- يمسك وجهها و يمطرها بقبلات صغيرة على جبهتها .. فتجفل ..:
صغيرتي الحلوة إن كنت أستطيع أن أخفف عليكِ ما تشعرين ..
- لي طلبان ..!
- آمريني ...
- شعرٌ قصير ... ملابِس ولاّدّية ...
:
---------------------------------
· الهريس : أكلة شعبية إماراتية قوامها لزج ، مكونة من اللحم و القمح و الماء و المِلح و هي الأكثر غلاءً و مضرِب إكرام الضيف .


عند المطر ..تعلم أن ترفع رأسك ..
قديم 06-18-2014, 01:00 AM
المشاركة 50
فاتحة الخير
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله


شكرا أختي جليلة على هذه الصراحة، فدائما سيرة المرأة الذاتية تكون مشوبة بالحذر والخوف من قول أشياء ربما تنعكس بالسلب على الكاتبة نفسها، فمهما أخذنا من حقوق أختي، يظل المجتمع العربي مجتمعا ذكوريا بامتياز، فلو كان صاحب السيرة الذاتية رجلا فمن حقه الغوص في الصراحة لأبعد الحدود، لكن أنا وأنت والأخرى والأخريات يجب أن يعدن قراءة ماضيهن على ضوء نظرة الأخر لهن.
بالنسبة لما جاء في هذا الفصل، أراه عاديا جدا، أفعال صبيانية نظرا لحداثة السن خاصة أن هذا السن تبدأ الغرائز في الظهور ويبدأ الطفل من سن العاشرة إلى سن المراهقة يحاول إخراج ما أحس به من مكبوتات ورغبات
وما أدهشني أختي (وحتى أساندك فيما صرحت به) أنني أنا أيضا حصل لي مثل ما حصل لك، أنا أيضا التصق بي أحدهم، كنت بنت 6 سنوات لكن طبعا من غير ( قبل) ههههههههه مما جعلني أصرخ حتى هرب، وكان هو أيضا صغير السن يااااااااااه زمان جدا، وأنا أيضا لم أخبر أحدا عن الواقعة.
شيء آخر أنا أيضا كنت أحب جزيرة الكنز، الظاهر أن لنا نفس السن، لكن اسمعي يجب أن تقفي عند الثلاثين وإلا انا لست هنا ههههههههههههه
ما أعجبني أيضا في هذا الفصل هو رجوع الأخوة بينك وبين ( جميلة) فرحت جدا لتصرفاتها معك، لأن الأخت الكائن الأقرب إلينا، فهي الصندوق الأسود لكل الأسرار.
ماذا بقي؟ مممممممم بقي أن أقول لك أنني استمتعت جدا بهذا الفصل، ولو أنني مندهشة قليلا، لأننا في المغرب ارتداء الطفلة أو البنت للباس ( ولادي) وكذا قصها لشعرها قصة قصيرة كالولد يعتبر عاديا جدا من دون أن يكون هناك تأثر من انتهاك يؤدي بالرفض من كون البنت خلقت أنثى.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:26 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.