قديم 03-08-2014, 05:29 PM
المشاركة 11
مباركة بشير أحمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أسلوب أدبي راق في تصوير ظاهرة تؤرق المجتمع وتعكس الأثار النفسية التي تتلجلج في طيات حياة المطلقة والظلم والظلام والضلال الذي ينتظر أطراف الموقف : المطلقة والزوج والأبناء ولا ننسى الأفراد الآخرين وبخاصة والد المطلقة ووالدتها والمعاناة لدي هذه الأطراف . قصة قصيرة تناولت كثيرا ممن يلعب أدوارا في هذه الظاهرة المقلقة والمدمرة للمجتمع .
تمنياتي لك بالتوفيق والتميز .
وكم ذا تُكابد المرأة في المجتمعات ،التي تنتقص إلى فهم ،وإدراك.
الشكر لقلمك الذي زرع الياسمين في قفار متصفحي،
والتقدير لك ،أستاذ أحمد فضول.
وأسمى تحاياي.

قديم 03-10-2014, 01:19 PM
المشاركة 12
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
قراءة اولية في نص "انت طالق "


ثلاث أدوات أساسية من أدوات السرد الجميل استخدمت هنا بكثافة فجعلته نصا مذهلا في وقعه على المتلقي...

الأداة الأولى ...النص تملؤه الحركة وذلك من خلال حشد كلمات توحي بالحركة حتى من الكلمة الأولى وفي الفقرة الأولى فقط تم حشد كل هذه الكلمات التي توحي بالحركة بشكل أو بأخر ( حملت، راحت، تنفض، شربت، ووشمت، توزع، خطواتها، شارع، طفقت، تتفحص، نسفتها، تقلب، تبحث، ثورة)...والحركة تجعل النص ينبض بالحياة وهذا النص اقل ما يقال عنه انه ينبض بالحياة.

الأداة الثانية التجسيد والتشخيص وهي أداة أخرى مهمة تم استخدامها هنا بكثافة وهي من أدوات التأثير المهمة حيث تصبح الأشياء الجامدة كأنها كائنات حية ناطقة ومتحركة وما إلى ذلك من سمات الكائن الحي فجعلت الكاتبة مثلا الحقائب مثقلة بأوجاع السنين وهذا الوصف ينطبق على الإنسان، وجعلت للرجاء أبوابا تدق، وللحسرة غبار ، وجعلت الطلاق وكأنه خمره تشرب فيكون لها مفعول الشراب المسكر، وجعلت الحيرة مثل الغراب الذي يستفرد في المخيلة وجعلت للزمن أفواه واسعة ، وجعلت للواقع حجارة، وجعلت لثورة العشق أنفاس وصهيل، وجعلت للهوان منعطفات...هذا كله في الفقرة الأولى فقط ويا لهول ما يترك هذا التشخيص من اثر ووقع على دماغ المتلقي.

الأداة الثالثة ..أيضا النص مليء بالصور والتشبيه وكأن الكاتبة كانت ترسم برشتها هنا ولا تكتب بقلمها ومثال ذلك صورة " ووشمت حروف اسمها في لائحة المطلقات" ، وصورة " وهي توزع خطواتها على شارع المجهول" وصورة " وقد استفردت بمخيلتها الهشة غربان الحيرة تنعب في قفارها "وصورة" لوحة قديمة جردت من الألوان" وصورة"وما نسفتها أفواه الزمن الواسعة"...وكل تلك الصور التي أشار إليها الأستاذ ياسر التي تنتشر في النص من أوله إلى آخره...

طبعا النص يحتوي على الكثير من عناصر التأثير الأخرى التي جعلته نصا بديعا مميزا بالغ التأثير مثل استخدام التضاد والتكثيف والألوان والحوار وكلمات توقظ في المتلقي الحواس فيتضخم وقع العمل الفني عليه هنا... وقد أجادت القاصة رسم الشخوص والزمكانية واللغة مكثفة والحبكة متينة وجعلت النهاية مفتوحة ..

كنت أفضل أن يتم استخدام عنوان آخر للنص لا يشي بمحتواه لان العنوان الحالي " أنت طالق" يقول كل الذي أرادت أن تقوله القاصة واثر سلبا على التشويق و الادهاش ...وقد يتردد المتلقي في متابعة القراءة لأنه عرف من البداية النهاية لكن الذي يلج النص يجد بأن الكاتبة نجحت بشكل مذهل في نقل صورة واقعية للمعاناة التي يمكن أن تعيشها فتاة في رحلة حياتها حينما يذبح الحبيب ويفرض عليها الزواج من شخص آخر كبير السن فتتحول حياتها إلى كابوس لتنتهي من ذلك الكابوس بوشم الطلاق...أقول نجحت القاصة في نقل تلك الصورة الواقعية بأسلوب سردي بديع بالغ التأثير، ومن خلال حشد عدد كبير من الادوات الفنية التي تترك اثرا واضحا على المتلقي وتصنع الروعة...علما بأنني كنت افضل لو ان النص انتهى عند كلمة الالم في هذه الجملة " المنبثق من لدن صدر مزقته خناجرالألم " ...وتم الاستغناء عن هذه الجملة الاقرب الى التقريرية رغم جمالية الصورة التي تشتمل عليها" مجتمع غرست شياطين التخلف أنيابها في ذاكرته المتهدلة، وعششت على أعرافة عناكب الجهالة".

هذه مجرد قراءة أولية للنص وأتصور أن التعرف على خصائص النص ومميزاته وعناصر القوة والتأثير فيه وقد رأيته نصا بديعا وعناصر الضعف أن وجدت يحتاج منا إلى ورشة عمل هنا يدلى كل منا بدلوه فيها ولعلنا نتمكن من سبر أغواره بصورة متكاملة وتفصيلية.

ولا ننسى بأن عبقرية هذا النص تشي بأن خلايا دماغ القاصة كانت في لحظة ما قد تعرضت للكثير من الالم كنتيجة لتجربة مأساوية ما ربما في الطفولة المبكرة... ويبدو انه تم ايقاظ ذلك الالم من جديد في وقت لاحق لان هذه الخلايا صارت على ما يبدو تعمل بطاقة هائلة جعلت من ولادة هذا النص البديع ولادة ممكنة.

شكرا لك أستاذة مباركة على هذه النص البديع بل هذه اللوحة الفنية الغنية بعناصر التأثير..

قديم 03-10-2014, 10:12 PM
المشاركة 13
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
لغة انسيابية عذبة رغم مأسوية الحدث - تموج بحركة دافقة تشترك فيها المشاعر الانسانية المختلطة القوية حتى الجماد تألف معها

اعجبتنى حد الجنون

قديم 03-11-2014, 12:18 PM
المشاركة 14
مباركة بشير أحمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
قراءتك لسطوري ،واقتناص الأجمل فيها ،شرف لي يا أستاذ أيوب صابر
وبالتأكيد بحاجة قصتي إلى الكثير من التنقيح ،لأنني للأسف لستُ متفرغة للقص ،،إنما اهتماماتي متشعبة.
وافر شكري وتقديري لك
وأسمى تحية من الجزائر.

قديم 03-11-2014, 12:23 PM
المشاركة 15
مباركة بشير أحمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأديبة القديدرة / روان عبد الكريم
تلك شهادة منك أنبتت زهور الفخر ،في نفسي
فكل الشكر لك أيتها الراقية
وأسمى تحية جزائرية ،،،بلون الورود.

قديم 03-11-2014, 05:20 PM
المشاركة 16
فاتحة الخير
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله


صراحة دهشت من بذخ هذا النص واناقته، أسلوب ماتع ومصطلحات في قمة الرقي الادبي، شكرا لك أختي استمتعت بحق بمعزوفة ناي حزين.
امرأة جعلت منها الظروف ارجوحة تتمايل بين هبات غطرسة الرجل وتملكه، وكأنها مجرد شيء خلق فقط لإظهار سيطرة الرجل بل سيطرة الذكر عليها، لأنه ليس كل الذكور رجالا.
امرأة عاشت الصورة المقلوبة، بكل حيثياتها بكت في ليلة عرسها، وابتسمت لسماع طلاقها.
رغم أنها عادت من نفس الطريق التي غادرت منها و لنفس النخاس الذي باعها يوما.
متنمياتي لها بالتوفيق راجية أن تكون تلك السنوات الثلاث قد أوقدت فيها شعلة من تمرد و ثورة على طغيان الآخر، ساعتها تستطيع إكمال ابتسامتها بل وتحويلها لضحكة مجلجلة تنسى فيها الماضي وتبدأ معها من جديد

قديم 03-12-2014, 12:25 AM
المشاركة 17
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي

ورشة عمل لسبر اغوار قصة " انت طالق"

يبدو ان هناك إجماع بان القصة متفوقة واكثر من رائعة ولا شك ان الاسلوب السردي هو الذي يجعلها كذلك وهي تستحق ان تعقد لها ورشة عمل ... سأحاول إدراج بعض الأسئلة للمساعدة في تفعيل المشاركات لكننا سنبقي المجال مفتوح للمشاركات وعلى ان نستمع لراي اكبر عدد من النقاد وكتاب القصة تحديدا في جوانب القوة والضعف في القصة ....

- رايكم في عنوان القصة ؟
- هل أحسنت مباركة اختيار العنوان ؟
*

قديم 03-12-2014, 03:03 AM
المشاركة 18
فاتحة الخير
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله



قرات تحليلك لقصة أختنا مباركة والتي عنونتها ب" أنت طالق" وقد قمت طبعا بسبر أغوارها وفتح المقفل منها، وما قلته عن العنوان كان فعلا في محله، لأنني أنا فهمت مغزى القصة من العنوان، لكن هذا لا يبخسها حقها، بل أن رغم انفتاح المضمون أمامنا منذ الوهلة الأولى، إلا اننا استمتعنا بالأسلوب الذي حاكته أختنا امباركة بدقة متناهية وزركشته بالوان زاهية وتفننت في تصوير حالة إنسانية معقدة، صحيح أن القصة ظهرت من العنوان، لكن ليس كل طلاق كآخر، فكل طلاق وراءه حكاية وعبرة ونهاية طبعا.
فكم من طلاق كان بداية لحياة أخرى أكثر آدمية، أما طلاق صديقتنا الصغيرة فكانت غرقا في متاهات أخرى تتلو الطلاق، خاصة في بعض البيئات العربية التي مازالت تعتبر الطلاق وصمة عار على جبين الأسرة باكملها.
شكرا لهذا الأختيار سيدي، فالقصة تستحق فعلا التثبيت، وتستحق عقد مناقشات حولها...

قديم 03-12-2014, 10:17 AM
المشاركة 19
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مرحبا استاذة فاتحة الخير

لك من اسمك نصيب..ها انت تفتتحين النقاش في ورشة العمل هذه من خلال هذه المداخلة التي تنم عن دراية بادوات السرد الجميل.

اتفق معك فيما ذهبت اليه حول العنوان وكنت مثلا افضل لو انها استخدمت الكلمات " خناجر الالم " كعنوان بديل ، ولو انها فعلت لكان النص اقل انكشافا ولساهم ذلك في زيادة حدة التشويق والجذب والاثارة المتوقعة من النص...في انتظار ان نستمع للمزيد عن العنوان نسأل :

- جملة البداية..اي مدخل القصة...

أنت طالق...!!
" حملت حقائبها المثقلة بأوجاع السنين، وراحت تدقُ أبواب الرّجاء، وتنفضُ عنها غبار الحسرة جاهدة، بعدما شَربت نخب طلاقها، ووشمت حُروف اسمها في لائحة المطلقات، وهي توزع خطواتها على شارع المجهول، وقد استفردت بمخيلتها الهشة غربان الحيرة، تنعب في قفارها، فطفقت تتفحص معالم الحاضر، لوحة قديمة جرّدت من الألوان، بعد ما نسفتها أفواه الزمن الواسعة، وتُقلَب حجارة الواقع...كأنما تبحث خلف جمودها عن ثورة عشق كتمت أنفاسها، وتاه صهيلها عند منعطفات الهوان.!"

- هل وفقت الاستاذة مباركة في صياغة وبناء جملة البداية؟
- هل كان بالامكان تضمين النص ( جملة البداية ) ما يوحي بحالة صراع وهو الذي يجعل النص اقرب الى الحياة؟
- ام ان الكلمات الدالة على الحركة كانت كافية لجعل النص حيويا ينبض بالحياة؟
- وما هي المحسنات البديعية التي استخدمتها الاستاذة مباركة هنا؟
- وهل كان بالامكان عمل المزيد؟
- هل هناك اي مآخذ على هذه البداية وما هي ان وجدت؟
- هل كان من الافضل جعل جملة البداية جملة وصفية لمحت فيها الى الصراع وما ينتج عنه كتهيئة للموضوع واخرت الحديث عن البطلة للجملة الثانية ؟

قديم 03-12-2014, 11:56 AM
المشاركة 20
مباركة بشير أحمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أولا: أشكرك لاهتمامك بقصتي المتواضعة أستاذ أيوب صابر . أسلوب في النقد متحضر ،موضوعي ،يستحق الإشادة.

ثانيا : ربما لايجوز لي التدخل في الحوار ،ووجب لي الإستمتاع بالنقد عن بعد ،لستُ أدري ماهي قوانين المنتدى بعد .
بيد أن الأفكار لما تهاجمنا على حين غرَة ،أنَى لنا بالتريث ،يلجم ثورتها هههه
تقول ،العنوان يفضح المكنونات ، والستر ضرورة كيما نجلب القارئ ،لكن اختيارنا للعنوان الذي يستقطب كل المشاهد في بؤرته ،ومنه تتحرك المفاهيم ،يُعتبر بمثابة الفانوس الذي به تتوضح الرؤى شيئا فشيئا ،والعنوان الخارج عن نطاق الفكرة العامة للنص ،ماهو في الحقيقة إلا بداية لدوامة تستحوذ على ذهن القارئ ،فلا يعرف سبيلا للخلاص من التشتت ." خناجر الألم " ،عنوان في منتهى الروعة ،لكن أيضا يصلح كعنوان لحالة " خيانة" ، " يتم" ، " فراق" ...الخ ،و " أنت طالق" ، مباشرة ،ولمجرد تمرير الأجفان على حروفه السوداء ،ينغرس في تلافيف الدماغ ،أن القصة تتحدث عن امرأة مطلقة .لكن كيف تم الطلاق ،ولماذا ؟ ومانهايته ؟ هذا ما سيكتشفه القارئ بعد قراءته الكاملة للقصة .فليس كل طلاق بالضرورة شبيه لما سواه .لا أتحدث من باب التعصب للرأي ، إنَما هذا ما يغشى اعتقادي ،في هذه المرحلة الوقتية ، أكيد لو اقتنعتُ بغير ما يثير خاطري الآن ، فسأبصم عليه بالعشرة .


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أنت طالق...!!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
* أنت طالق * محمد أبو الفضل سحبان منبر القصص والروايات والمسرح . 6 12-17-2021 04:40 PM
طالق بالثلاثة ناريمان الشريف منبر القصص والروايات والمسرح . 20 08-28-2021 02:32 AM

الساعة الآن 01:03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.