قديم 12-02-2013, 12:55 AM
المشاركة 31
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي


بداية الصياغة و التسلسل وتوالي الأحداث و تسلسلها وبناء الشخصيات موفق جدا و هو صلب العمل الروائي ، تبقى الرواية السياسية عملا شاقا ، وهي سلاح ذو حدين ، يمكن أن تكون ناجحة للغاية حين يتم وضع الأفكار يشيء من الحيادية أقصد حيادية الراوي و ترك الشخص الافتراضي يعبر فالراوي يصف الوضع ويعرض البضاعة كما هي دون أن يقدم على وضع تصور ما في النص ، مع بعض الدهاء في تناول حديث المؤامرة ، فالمؤامرة ليست أكثر من التقاء فرقاء على مشروع معين ، ضدا على التوجه العام للثقافة السائدة و المشروع المرجعي المتصور و الراسخ في الذاكرة الجماعية . و يمكن أن تعصف بالنص الروائي فلا يبقى في الذهن غير تصورات سياسية تتصارع كمقالات سياسية .
حقيقة النص يعد بالكثير من التشويق وحين قرأت بداياته لم يتبادر لذهني أن موضوعه سينحو هذا المنحى السياسي الصرف .
على كل أتمنى التوفيق لهذا العمل الذي يمكن أن يكون بصمة في أدب الثورة . و أتمنى أن أن لا تطول تلك الصفحات التي تناقش بحدة التوجهات السياسية و أن يتم تفادي هذا الإشكال بتناول بعض هوامش حياة شخصيات النص ، لأن التركيز الشديد على الظاهرة السياسية وطول صفحاتها تصيب النص بجفاف أدبي و تغرقه في اللغة التقريرية ، والمباشرة الصرفة ، إذ يمكن لأحداث بسيطة في حارة و دون أن تتوغل في المؤسسات أن تتناول الكم الوافر من جزئيات الصراع السياسي كما عبرت عنه في بيت الليثي . .

مزيدا من التوفيق بإذن الله .



استاذ ياسر على شكرا لمروك
الظاهرة السياسية لن تطول اعدك..

هذه الرواية بالذات كتبت نفسها ..كلما اردت الذهاب بها فى طريق اخذتنى لطريق اخر

حتى من بدايتها اردت كتابة رواية عن اخر ايام الاندلس وعن يهودى اخر موشية هالفى او موسى اللاوى ..فظهرت لى ديان

كنت اتوق للتخلص من ديان وابطال القصة بشدة ..ارهقتنى ولم احب موضوع الحيادية ..رغم ذلك ..وان لم تعبر الرواية عن موقفى الحقيقى فهو اقوى بكثير مما اكتب

اسعدتنى مرة اخرى بتعليقك وانتظر تعليق منك بعد النهاية

قديم 12-02-2013, 12:05 PM
المشاركة 32
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
18

كانت الساعة تشير للحادية عشر مساءا ..استقل احمد الليثى سيارته مرة اخرى بعد ان طلب سائقه فتحى..عصفت اعماقة بقلق مبهم..وهو يطلب منه التوجه لفندق الكوزمبوليتان فى القاهرة..وعد عامر وندى بزيارة ديان..وعدهما وهو لا يخلف وعداً

رن جرس التليفون فى حجرة ديان التى جافها النوم بعد حلمها المرعب
اهتز كيانها وهى تعلم اسم من يطلب لقائها..قاربت الساعة منتصف الليل ارتدت سترة خفيفة فبرد القاهرة محبب للنفس غير قاسى

كان الليثى يجلس هادئ فى احد اركان الفندق
هتفت ديان بارتعاش مرحباً
اشار لها بالجلوس
وهو يقول فى تؤدة
لا اكن لك ضغينة ديان..لكن كيف يطلب منى ان اتقبل ابنة يهودية
ارتعشت اكثر وهو يقول
على ان اخبر ندى وعامر لن يتقبلا هذا الامر مطلقا
لمعت عينى ديان لوهلة واحمد الليثى يخط رقما على احدى شيكاته
اظن هذا المبلغ يجعلك تبتعدين كلياً عن حياتنا
كان المبلغ كبيرا بالفعل
قالت وهى ترفع حاجبيها
كل هذا كونى يهودية..انت عنصرى
نظر اليها بعمق..ديان ..انا لا اصدق هذا الحنين والاشتياق العائلى المفاجئ ..رايتك منذ عشر سنوات..مازلت اتذكر تلك النظرة الكارهة فى عينيك ديان..كنت غضة تفضحك عيونك..الان لا اجد سوى نظرة ثلجية ..اعلم ان الكره مازال بداخلك اضعاف اضعافه..رفع حاجبيه
ترى ماذا وراءك ديان...لماذا تركت اسرائيل واتي هنا
ارتج على ديان كيف عرف
اتعلمين ماذا يمعنى من ابلاغ السلطات بشانك
غمزت بعينها بسخرية ود تمالكت نفسها بعض الشئ ولاح فى كلامه شئ من الطمأنينة
ابوة دافئة
ضحك بنصف ابتسامة
هى ابوة دافئة من اجل ندى وعامر ..لن اخسرهما لبعض الوقت من اجل امرا كهذا..لكن ان لم ترحلى فاسضطر مكرهاً..ارسل لك باكرا تذكرة للرحيل لليونان ومن هناك ارحلى حيما تشائين . الرحلة فى السابعة مساءا..لا اريد ان اسمع منك مرة اخرى .. فى مقابل هذا وقعى على هذه الورقة
قرأتها ديان بخفوت
اقر انا ديان الليثى هو انه ما يجمعنى بعائلة الليثى هو مجرد تشابه اسماء
اعطاها القلم واعماق ديان تموج بشتى الانفعالات
هل منحتنى بعض الوقت للتفكير
تنهد فى ارتياح..كنت اعلم
نظرت اليه ماذا
ليس الامر فقط كونك اسرائلية..انك سترجعين لمن بعثوك هنا
قالت بذعر
لالا ليس الامر كما تظن
اذن هى حنين لابوة دافئة
همست بغباء لم تسطع اخفاؤه
مطلقا
ضحك الليثى مرة اخرى بمكر
كنت اعلم
امضى ديان امضى على الورقة وردى الكلمات لانى ساصورها بفيديوالموبيل
رضخت ديان والدموع تتألق فى عينيها واعماقها تموج بغيظ وغضب يخالطه الخوف
كم كرهت احمد الليثى لحظتها
بعد انصرافه هرعت لحجرتها
خطت رسالة بنفس طريقتها السابقة لحاييم موفاز
اتاها رد موفاز السريع على الموبيل
صرخت وهى تسمع صوته
حاييم
لماذا لم تخبرنى هذا الرجل ليس فقط مهندس.. اسلوبه يدل انه تلقى تدريبا ..تدريبا يشبه بعض الشئ التدريب الذى تلقيته
غمم حاييم ..اهدئى ديان
سيتم التعامل
كانت لديهم بعض الشكوك فى احمد الليثى ولكنهم اعدوا العدة تماما..لن يتركوا شيئا يوقف مخططهم
تلقى فتحى سائق احمد الليثى اتصال ما ثم وضع الموبيل جانبا هو ينظر للاحمد الليثى يجلس منهكا مغمضا عينيه فى الكرسى الخلفى للسيارة ..وضع كمامة على انفه وعدل من وضع نظارته ثم اطلق رذاز عطر السيارة ..لم يكن عطر ع الاطلاق
فتح الليثى عينيه بصعوبة والغاز المخدر ينطلق فى السيارة
نظربارتياع لفتحى وهمس بضعف ندى
اوقف فتحى السيارة على جانب الطريق ودس فى فم الليثى الذى فقد وعيه تماما الدواء الذى يرفع نبضات قلبه الضعيف لاقصى درجة.
@@@@@@@
استيقظت سلمى على رنين للموبيل..صوت ندى يصرخ ..سلمى ..بابا .لم تفهم شيئاً..ثمة خطب ما..عاودت الاتصال بندى ولم تجيب وبحاتم وعامر نفس الشئ
ارتدت معطفا على ملابسها وغطاء للراس ..قابلها والدها على السلم
سلمى ما الخطب..قالت ونبضها يتزايد ثمة شئ لدى ندى كانت تصرخ ..شئ يتعلق باحمد الليثى
انتظرى ساتى معك..اغير ملابسى
قالت سلمى ساذهب الان ..واضح الان الامر لا يحتمل انهم بجانبا ساخذ السيارة
اذن ساتى معك هكذا
وصلت سلمى ..وحاتم وعامر يخرجون جسد احمد الليثى من السيارة
همست بضعف وقد المتها النظرة الباكية فى عينى حاتم
كان الليثى مسجى على ظهره وسلمى تقيس النبض ..لم تكن فى حاجة للقياس فالرجل ميت منذ فترة بالفعل
صرخت ندى..هل سيفيق..اجيبى سلمى ..لم تسطع مواجهة صرخات ندى ولا داليا التى وقفت بلا حراك..لم تفق الا وعامر يختضن جسد والده وهو يقرأ القرأن الكريم ويبكى ..يبكى بحرقة..بينما حاتم يحتضن قدمى عمه الباردتين وقد اعتصر الحزن الشديد قلبه.حينها وقعت ندى على الارض لا تدير بالعالم شيئا ..انهارت داليا بجانبها تحاول لمسها ولم تسطع فقد ارتخت يدها بجانبها
@@@@@@@@@@
كيف هى سأل عامر سلمى وداليا عن اخته ندى
اجابت سلمى اعطيتها حقنة مهدئة ..لم تحتمل اعصابها
همست داليا ومن يحتمل ..تذكرت احداث الامس وكأنها كابوس
قالت سلمى اخلدى قليلا للراحة انت وعامر سيقام سرادق العزاء فى السادسة ابى سيشرف على كل شئ
غص حلق عامر وهو يمسح دموعه ساذهب معه
حينما غاب ..قامت داليا بدورها سانم قليلا ..اين حاتم
ذعرت سلمى فقد تناست امره تماما منذ البارحة
وضعت همها فى داليا وندى وعامر ..تساءلت بدورها
داليا ..اظن رأيته فى غرفته
طرقت الباب فلم يجب ..وجدته مفتوحا فدخلت على استحياء
كان ينام ع الارض على ظهره يحدق فى السقف بينما تنهمر دموعه
شهقت سلمى وهى تجلس على ركبيتها بجانبه
حاتم
اقتربت منه وهى وجله.. لم تلمسه قبلا..حبيبها وزوجها ..مسحت وجنته باناملها
نظر اليها بضعف..احتوت وجهه بين راحتيها.نهض بعض الشئ فاخذت رأسه فى حضنها وهى تردد فى أذنه ايات الذكر الحكيم
++++++++++++++
تلقت ديان رسالة عاجلة من حاييم
مبارك وفاة البابا مع ضحكة ساخرة .. فى المساء ارتدت بلوزة سوداء وبنطلون اسود ..حينما وصلت فيلا الندى..دخلت على الصغيرة ندى وهى تبكى بحرقة ..ولم تغب عن عينيها تلك تقف على رأسها وتشبها كثيرا


قديم 12-02-2013, 12:06 PM
المشاركة 33
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي

19
..خطة مزدوجة

رتبت داليا حجرتها بعناية..كان قد مضى شهرين على رحيل عمها احمد الليثى ..طفرت عينيها بالدموع وكأنها تريد حزناً فوق حزن.. ترامت اليها ضحكة ندى وصياحها..تنهدت ..لا بأس ..للبعض القدرة على تجاوز الاحزان ..اما هى فتتعايش معها حتى تصبح جزء من كيانها..ارتدت زى مضيفات الطيران لديها رحلة الليلة لبرلين..تعشق هذه المدينة التى تنام منذ الثامنة مساءا..لتستيقظ فى السادسة صباحاً ..اخذتها الذكرى لسنوات ماضية لشتاء برلين الثلجى فى زيارة لها مع عمها احمد الليثى مكافأة لها على تخرجها بامتياز من الجامعة...جلست
على احد الدببة الخشبية التى تشتهر بها المدينة بينما نظرات الاستهجان تلاحقها
.رنت ضحكته العابثة ..دببة برلين للمشاهدة وليست للجلوس ..غضبت وهى تقوم
منتفضة يبدو انها ارتكبت خطأ ما..سارت مبتعدة عنه.. لكنه تابعها وهو يمد لها
كوب ملئ بالقهوة الساخنة..
تفضلى ..اعتذر
..انتبهت لحظتها انه قالها بعربية واضحة..خرجت من
افكارها مرة اخرى على صوت ندى المشاكس يخالطه صوت ديان..كانت قد جاءت
للأقامة معهم ..لم تحب ديان ابداً..شيئاً بها يثير الريبة..خرجت وهى تسحب حقيبة
سفرها خلفها..نظرت لندى
ندى ..الم يكن لديك محاضرات اليوم
اجابت ندى وهى تجعد انفها
بلى..ولكن لدى وديان بعض اللقاءات فى كافيه الاوبرا
رفعت داليا حاجبيها بتعجب:
لقاءات!!
شعت نظرة ديان لها بالكراهية..النفور بينهما متبادل.لكنها اكملت
نعمل على مساندة حركة جديدة اسمها تمرد لسحب الثقة من محمد مرسى
ردت داليا بهدوء دكتور محمد مرسى
تدخلت ندى فى الحديث .داليا من مساندى وهى تكرر الكلمة بسخرية الدكتور محمد مرسى..رغم انها لا تنتمى للاهل والعشيرة
تجاهلت داليا مشاكسة ندى..لا تريد مزيد من التوتر
القت ندى نظرة على ملابس داليا
هل لديك رحلة
نعم هذه المرة لبرلين ..التمعت عينيها بشئ من الدموع..تعلم ندى ماذا تعنى هذه المدينة لداليا..احتضنتها.. وهى تقول
ترجعى بالسلامة
ضحكت داليا كى تدارى دموعها ..فقط دون الواح الشيكولاتة والعطور
ضحكت ندى بمرح..ندى كبرت يا ابلة داليا
قرصت ندى من وجنتها واصطدمت نظرتها بنظرة كراهية تشع دوما من عيينى ديان نجحت بسرعة فى تغيرها..هتفت داليا فى اعماقها ..هذه الفتاة لا تؤتمن
دخل عامر فى تلك اللحظة ..نظر لاخته وابنة عمه
هل انت مسافرة ..هل اوصلك للمطار..قالت داليا ..مع انى سيارة الشركة ستمر ..لكن لا بأس من عرضك
نادته ندى فلم يجب..عقدت داليا حاجبيها..المشاجرات بين ندى وعامر اصبحت رهيبة ..وعامر غاضب من شقيقته ويخاصمها
خرج مسرعا من باب الفيلا وهو يسحب حقيقبة داليا
فى الطريق
داليا ..عامر ..حاول ان تجد حلا لك مع ندى.. لااحب ان اراكما هكذا
تنهد عامر و يقود السيارة..اصبحت ندى هجومية وعنيفة
اومأت داليا..الاعلام مجند بشكل غريب ..اشعر اننا أمام خطة ممنهجة لتشويه التيار السياسى الاسلامى..لا اعرف سبب لهذه الحملة الشعواء..اشعر بأن شيئاً سيئاً سيحدث..لا اثق فى تلميعهم فى صورة احمد شفيق..تعلم بحكم عملى فى مصر للطيران انى اعرف الكثير عن مصائبه..من تفتتيه للشركة لثلاثة عشر شركة وتعين اذياله الى بيع الطائرات الى عمل كوبرى خاص يصل المطار الى منزله.. يؤلمنى ان دكتور مرسى لا يتخذ ردود فعل قوية مع هذه الحملة ضده..يسمح بأهانته ويتغاضى عن حقه
اومأ عامر
الرجل يعمل بجدية ..لديه هدف يريد الوصول اليه
ردت داليا هذا حقيقى لى صديقة ..زوجها يعمل بالحرس الجمهورى
يقول ان الرجل شعلة ..وانه لا يستطيعون ملاحقته..تخيل فى زياراته الخارجية لابيت ليلة زيادة توفيراً للنفقات..وانه يعامل حراسه ببساطة ويعطى لهم حقوق لم يحصلوا عليها قبلا
كانوا قد وصلوا صالة السفر الدولى
انزل الحقيبة ..حينما ادرات داليا ظهرها
ناداها فعادت..ترجعى بالسلامة..ضحكت وهى توصيه بندى
لم تعتبر ندى وعامر اولاد عمها بل اخوتها الصغار.
عاد عامر للمنزل عازماً على مصالحة ندى ..لم يجد احد فى المنزل سوى الصمت الذى احتل اركانه..حانت منه التفاته لصورة والده ..لمعت عينية بالدموع..ثم احتلت صورة ديان افكاره ..وانقبض قلبه بشدة ..لا يعرف لماذا صدقها بأن ابيه طلب منها الاقامة منها لديهم..لكنها اخته قبل اى شئ..صحيح انه لا يشعر تجاهها بهذا الشعور ..لكنه امر يقره الواقع..طلب ندى على الموبيل فلم ترد
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الكافيه بصحبة ديان سالتها ديان بخفة
لماذا لم تجيبى
هزت ندى كتفيها
انه عامر..لم يجبنى فى المنزل فلما اجيبه
ودت ديان لو اعتصرت عنق هذه المدللة بيديها لكنها رسمت ابتسامة صفراء وهى ترتشف العصير
لماذا بكت داليا اليوم..سافرت عدة مرات ولم ارها فى مثل هذه الحالة
همست ندى بحزن
تثير برلين حزن لداليا فهناك التقت زوجها وهناك فقدته
رددت ديان ...زوجها..اعرف انها مخطوبة فقط
قالت ندى باستغراب تعرفين من من انها مخطوبة فقط ..هل اخبرك حاتم
اومأت ديان وقد جف ريقها لهذه الغلطة الغبية
نعم حاتم
تنهدت ندا ..لم يوافق حاتم او والدى على زواجها ..ووضعا العراقيل امامهما..وافقا امام الحاح داليا على خطوبة ..يوم سمعت داليا الحديث بالصدفة بين حاتم وأبى باعتزامهم فض هذه الخطوبة باى شكل
قررت داليا ان تتزوجه..كتبت كتابها ..وعادت لتخبرهم..كانت فى الثالثة والعشرين من عمرها وعاد هو لبرلين هل تركها تواجه الامر وحدها
- مطلقاً..اتى معها ..وقد تلقى من حاتم اللطمات واللكمات ..كان رجل حقيقى ..مازلت اذكر طرد والدى له ..كانت فضيحة فى الحى كله ..ظن الجميع انها خطوبة فقط اضطر للعودة لبرلين لأن اقامته انتهت ..عمل حاتم ووالدى على طرده بأى طريقة ولكنه لم ييأس استطاع عن طريق احد اقاربه اخراج داليا والسفر بها الى برلين..حتى الان لا نعرف ماذا حدث ..هى لا تحكى ابدا ..فقط تقول انها فقدته هناك
- ديان ولماذا كل هذا التعنت
- بسبب جنسيته
- جنسيته ؟
- نعم يحمل الجنسية الفلسطنية
- ولكن كيف يعيش فى المانيا ..
- يحمل اقامة مدى الحياة لانه كان متزوج من المانية سابقاً..تغيرت داليا بعدها تماما..التحقت بعدها بطاقم الضيافة..فى كل زيارة لبرلين ..اشعر ان ورائها شيئاً ما
ارتشفت ديان العصير ببطء وقد اكل الحقد قلبها
ابحثى ما بدا لك داليا الحزينة..حبيبك يقبع فى اقذر سجون تل ابيب..عقدت حاجبيها ببطء..يجب الا تحزنى كثيراً داليا على هذا النذل فقد باعك منذ سنوات ..بينما انت تبحثيت وتبحثين كان هو يقبع فى احضانى..شيئأ غير خططه يا داليا ..شيئاً اتى به لاسرائيل
انه يستحق انتقامى..اخذت نفسا عميقاً يستحقه بكل تأكيد..رددت العبارة الاخيرة بالعبرية..نست ندى التى تجلس امامها
اى لغة تتحدثين
انتبهت بذعر هذه الغلطة الثانية لها..ضحكت بعمق..الايرلندية
لم تكمل ندى كلامها فقد ستة افراد من الحملة..حملة تمرد
@@@@@@
جلس سالم الجارحى والدها لسلمى فى الاجتماع المغلق الذى جمعه برجال عمال اخرين هذه الوجوه يألفها جيدا منذ اجتماعات الحزب الوطنى..وصل المسؤل الكبير..وجل لوهلة..انه احد الوجوه المميزة واحد اخطر الوزرات فى الحكومة الحالية
شدد على الجميع بالسرية التامة..ووضع الخطة..خطة شل مصر..واختلاق ازمات البنزين
@@@@@@@@@@@@@@@@@@
وقف رجل ادارة الازمات فى الدولة العظمى امام رئيسه
روبرت ..تقريرك رائع..سفيرتنا تقوم بمهمتها على اكمل وجه..تساعدها مخابرات واجهزة دول عربية عدة
ضحك رئيسه
هؤلاء العرب بلهاء يتكالبون لحماية عروشهم
يظنون ان الخطة هى القضاء على الاخوان فى العالم
بل الخطة مزدوجة
الم نفعلها قبلا فى الجيش السورى حينما زج به فى حرب لبنان..ثم الحرب فى سورية الان..وقبلها الجيش العراقى
غمم روبرت فى سخرية
ان خطتنا رائعة ولن نجد فرصة مثلها ابدا
ضرب جيشهم الاسطورة..وضرب جماعتهم الاسطورة
ترك تقريره وهو يمضى عبر الباب بينما تعلقت عينى رئيسه بعبارة كتابة منمقة
خطة تحطيم الجيش المصرى والاخوان فى ضربة واحدة
تنهدت فى رضى يلهو بميدالية مفاتحيه التى حملت نجمة دواود

قديم 12-03-2013, 08:25 PM
المشاركة 34
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
20

مازلت الثلوج تغطى شوارع برلين حتى فى ابريل...همست داليا بحزن وهى تنظر من خلف زجاج غرفتها الكائنة باحد فنادق برلين... ودت لو تعالج مزللاج الشباك الثقبل وتغوص بجسدها فى الثلج..مضت سنوات على فراقه ومازال قلبها على عهده ..امسكت جوالها..ضربت رقمها..تريد الاطمئنان عليها
جاء الصوت الصوت النائم الرقيق مرددا ..هالوا
ودت لو اغلقت الموبيل فليس هذا صوت رئيفة الناغى
همست بألمانية ضعيفة ..هل لى التحدث برئيفة الناغى من فضلك
ثمة صمت على الجهة الاخرى ثم تساؤل
داليا!! لم تجب داليا فردد الصوت اكثر داليا انا لينا ..لينا الناغى همت باغلاق الخط ..فعلاقتها بلينا الناغى لم تكن بالجيدة قط ..كانت فى الثامنة عشر حين التقتها منذ خمس سنوات..مدللة محمد الناغى وابنته من زوجته الالمانية التى تركته ورحلت ليتزوج من رئيفة التى حملت لقبه بعد ذلك..سورية دمشقية ..تزوجها الناغى لترعى ابنته ..ولتجد من ينفق ايضاً على ابنها الوحيد من زواج سابق..احبت داليا رئيفة كثيرا فقد كانت امرأة صبور غير متكلفة..طيبة وحنون..ظنت فى البداية ان لينا ابنتها..لكن غيرة لينا الواضحة وافتعالها المشاكل معها ..خرجت من افكارها على صوت لينا مجددا
داليا
همست نعم
جاء صوت لينا فرحأ..داليا انت فى برلين
نعم ...هل لى التحدث مع رئيفة
تنهدت لينا للأسف داليا تعرضت رئيفة لحادث
حادث اى حادث
تعرضت للانزلاق فى المنزل .انها بحالة جيدة الآن ..لم تسألى داليا عنها منذ اعوام..هى نائمة الان
مسحت داليا دموعها .سأتى لزيارتها
لكنها لا تقيم فى منزل الناغى الآن وكذلك انا ..اعطتها لينا العنوان..مقاطعة البوندزاليه- 56 ناخود شتراسه
طلبت داليا تاكسى بالتليفون..كان المكان قريب منها..بناية متعدد الطوابق لكنها لا تحمل بالتأكيد طلاف بناية محمد الناغى..فتحت لها بالباب ..لينا الناغى ..ترتدى ملابس بسيطة وقد قصت شعرها الاشقر الطويل الذى كانت تعتز به..مازلت جميلة يا لينا ..خليط من الشرق والغرب..احتضنتها لينا ببساطة وطبعت على وجهها قبلة وقالت تفضلى
اخذها ترحيب لينا الودود..وهى تقودها للجلوس على اريكة بسيطة وتجلب لها كوب القهوة الغنية بالكريمة والسكر
قالت بود اتذكر انك كنت تحبيها هكذا
اجابت داليا بلؤم واتذكر انك وضعت ملحاً يومها بدل السكر
ضحكت لينا ببساطة..انسى لينا القديمة فهناك الكثير من التغيرات..لحظات وساوفيك برئيفة فعلى ان اعدها لتاتى
ذهبت لينا وسط استغراب داليا..ارتشفت قليل من القهوة التى اعجبتها..تجول..ببصرها فى الشقة انها استديو صغير
سمعت كرسى عجل يتحرك ..انتفضت داليا وهى تجد وجه رئيفة الحبيب ولينا الكرسى المتحرك..احتضنت الوجه الغائر بخطوط الزمن بيديها ..قبعت للحظات فى حضنها ولم تجرؤ على الكلام..فى وجه رئيفة رأت كل ملامح زوجها الحبيب ..قالت لينا بصوت مرح وهى تعد الطعام
ماذا ترغبين للا فطار داليا..يوجد بيض وجبن وبعض البسكويت
اتسعت عينى داليا بتعجب ..التى تقف امامها بعيدة كل البعد عن لينا المدللة ..ردت رئيفة على ملامح داليا المتعجبة
لم تعد لينا المدللة ..تغيرات الصغيرة الحبيبة كثيرا..فلحت سنوات صبرى وحبى لها..نظرت داليا ليعنى لينا المرحة وهى تققدم لها طبقاً مملؤاً بالبيض الشهى ثم جلست وهى تطعم رئيفة بيديها وتدللها..
لن ارضى الا باكلك للطبق كله .ماما ..ثم نظرت لداليا وهى تقول بحزم وكذلك انت
كان الجو كله يبعث فى داليا الامل..عرفت ان لينا تركت منزل والدها منذ ثلاث سنوات وانها تعمل مراسلة صحفية لمجلة دير شبيجل..قالت لينا.. لااجنى الكثير لكنه بساعد على المعيشة..ثم اردفت بحزن اصبح البيت لا يطاق..اصبح محمد الناغى صعباً ..ضربه رحيل خالد فى مقتل ..مسحت يدها بمنديل
رددت داليا رحيل خالد مفهموما للجميع ..ان يعود لاسرائيل بهذه الصورة ..امر مؤلم..كان عليه الوقوف بجانبكم ..غصت بحلقها خاصة بعد اختفاء رائد
ربتت رئيفة بصوت رخيم
لا تسئ الظن بخالد فقد مكث معنا عشر سنوات ..لم يكن شقيق لينا فقط ..بل كان يعتبر رائد ابنى اكثر من شقيقه
دمعت داليا لدى ذكر اسم رائد الجارحى زوجها وحبيها ..مازلت تتذكر صوته الحنون وهو يحكى لها عن ذكرياته فى دمشق بعد وفاة والده ذو الاصول الفلسطنية ..اتى لالمانيا وهو فى نحو العاشرة من عمره مع امه التى تزوجت محمد الناغى لترعى طلفته ذات الثلاثة اعوام .. كان يعتبر لينا شقيقته ويتدخل كثيرا لحل المشاكل بينها وبين خالد شقيقها..يحكى لها فى البداية انه لم يتقبل خالد الذى جاء اليهم وهو فى الثامنة عشر..الا انه سرعان ما جمعتههم الصداقةس ..كان يصغر خالد باعوام قليلة ويعمل مثله فى اللوفتهانزا.. مازلت تتذكر صوت رائد الهامس وهو شبه نائم..الى اين؟؟
ساشترى بضعة اشياء من المتجر المقابل..لدينا شئ للطعام..كان قد مر على زواجهم عدة ايام..حينما عادت وجدت الشقة فى حالة مزرية وثمة دماء تلطخ الارضية ..لم يعرف ابدأ احد اين اختفى زوجها رائد الجارحى وماذا حدث له
افاقت من ذكرياتها المريرة ولينا تمد لها يدها بالموبيل جاءت لى هذه الرسالة منذ عدة اشهر
لينا عليك بالبحث عن داليا بأى طريقة ..لدى معلومات عن مكان رائد
اتسعت عينى داليا وهى تصرخ
هل مازال حى..رائد حى
لينا اخبرينى
همست لينا بضعف وصوتها اقرب للبكاء
الرسالة منذ عدة اشهر..حاولت الاتصال بعدها بخالد دون جدوى
داليا وهى تغوص فى كرسيها .مؤكد ان محمد الناغى يعرف عنوانه
ربتت لينا على ظهر داليا بحنان
عرفت منذ عدة اسابيع سر اختفاء خالد..اعتقله اليهود فى سجونهم ولا نعرف التهمة..حاولت ماما رئيفة ان تحثه على السفر لاسرائيل بعدها..لكنه رفض..تعرفين ان بابا استاء كثيرا من خالد بعد رحيله وزواجه من يهودية ايضا..تدخلت رئيفة
الناغى يحاول الهروب من ماضيه وكينوته..ينسى انه يحمل دماء فلسطنيه ..تعرضت بعد ذلك لحادث السقوط..وخرجت من المشفى للاقامة مع لينا,....حبيبتى لينا
دق جرس الباب..اتى الصوت من اسفل ..لينا هل فتحت الباب
همست فى تعجب
بابا
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جلس حاتم على الاريكة ..لا يوجد احد فى المنزل سوى ديان التى اختفت فى غرفتها..همس
احسن..يشعر تجاه ديان بنفور لايعرف له سبباً..شعر باختناق..اتصل بسلمى..لا يوجد احد بالعالم يستمع له
مثل سلمى
اين انت يا حبيتى
فى نوبطشية حاتم
تنهد بعمق..انت ابنة احد اغنى اغنياء البترول لما تعملين ولا تجلسى فى المنزل هادئة وديعة تشذبين اظافرك وترتدين اجمل ما لديك واخف لاستقبال زوجك العزيز
ضحكت سلمى وقد احمر وجهها
نفس الامر الذى يجعلك ترفض اموال والدى وعمك وتصر على اكمال الشقة بتفسك
كان يحب بساطة سلمى ..تلك البساطة التى جعلتها تقبل بشقته البسيطة فى زهراء مدينة نصر
طال صمته
فقالت فى حنو
ما بك حبيى
يحب سماع هذه الكامة منها
لا شئ ..قدمت الجهاز الذى صرفت كثيرا عليه..احد قطع غيارات الطائرات الخربية التى نستوردها ب 700 الف دولار وتكلفته لاتتعدى ال 700 جنيه
هتفت سلمى انت عبقرى
قال بحزن وهذا العبقرى لم يستمر طويلا معيدا فى الفنية العسكرية..كنت اتوقع مكافأة سخيىة..لكنها لم تتعدى الفين جنيه.ضحك بفتور وقد صرفت على الابحاث وحدها نحو خمسة الالاف جنيه
لم تسطع سلمى ان ترد عليه..تعلم ان حاتم مجتهد..هذا ما تحبه فيه..ولا تفهم ابدا كيف لا يقدرون جهوده
اكمل وما زاد حزنى انى وجدت موبيل عمى ..سلمه لى حارسه فتحى قبل ان يترك العمل..تعلمين ان عمى كان مولع بعمل بتصورينا فى افطار الجمعة الذى يجمعنا
قالت بهمس لدى ساعة لانهاء عملى ..هل مررت على لنخرج قليلا
قال بهمس هل نذهب لشقة الزهراء
ردت سلمى مطلقا وهى تضحك كف عن العبث
تنهد بخوفت ..كنت ظننت ان قلبك قد رق لحاتم المسكين..اين انت
فى مسشتفى رابعة العدوية
حسنا ساكون عندك بعد ساعة
@@@@@@@@@@@@@
تقلبت ديان فى فراشها..لم تخرج اليوم..تشعر بوعكة ما..انها مكتئبة قليلا..لم تعد ذكرياتها مع خالد تؤلمها
بل تزايدت بداخلها رغبة الانتقام من هذا الوغد..نزوجها لانها تشبه داليا كثيراً...شعرت ببعض الجوع..نزلت حافية وهى ترتدى شورت قصير وتى شيرات يكاد يغطى خاصرتها
سمعت همس ..انه حاتم يتحدث فى الموبيل ..اصغت السمع..تعجبت الم يخبروها انه يعمل فى القوات الجوية..ظنت انه طيار فاذا به تكتشف انه مهندس طيران..همت بالرجوع الى غرفتها حتى اتى حاتم على ذكر الموبيل
شهقت بخوف..كيف فاتها هذه..كيف نسيت..ان الليثى صورها وهى تقول انها لاعلاقة لها بهذه العائلة وانه تشابه اسماء..حتما حاتم لم يشاهد الفيديو بعد..انسحبت بهدوء ..دخلت غرفة حاتم بهدوء ..بحثت عن الموبيل حتى وجدته انه مميز للغاية ..وضعته فى جيبها واعادت ترتيب الاشياء حينما همت بالانصراف اصدم ظهرها بحاتم الذى ظهر فجأة
غمم بذهول
ماذا تفعلين فى غرفتى
وجلت للحظة وتملك الرعب قلبها..غرفتك ..ظننت انها غرفة عامر
القى نظرة على ثيابها ثم اشاح ببصره عنها واعطاه ظهره
وماذا تفعلين فى الغرفة التى ظننت انها غرفة عامر
قالت بصوت اقرب للعنج والدلال بعد لاحظت تأثره بها
ابحث عن شاحن للموبيل..هذا هذه جريمة
حسناً هل خرجت رجاء
لم تخرج ديان بل مضت تجاهه وهى تطوق خصره بحنان وتلقى برأسها على كتفه

قديم 12-06-2013, 11:00 AM
المشاركة 35
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
21

لقد تأخرت ..هتفت سلمى بغيظ
رد حاتم بغيظ ربع ساعة لا يعتبر تأخير واغلق باب السيارة
اعادت سلمى كنت اظن ان العسكرية تعنى انضابط المواعيد
قال وهو يجتز على اسنانه دعك من العسكرية الآن كان مؤشر السيارة يتجه الى المائة وعشرون
هل خففت السرعة قليلا ..اوقف السيارة فى طريق مظلم هادئ ..نظر لوجهها البرئ ثم جذبها اليه وقبلها بعنف لم يفق الا على دموع سلمى وشهيقها..ذهل من نفسه ..ترك السيارة واخذ علبه سجائره ..اشعل واحدة ..لا يعرف ماذا اعتراه ..تلك الديان حركت غريزته ..لقد لفظها بعنف وسبها آمرا إياها ان تخرج من غرفته وحينما لم ترضخ جرها من شعرها لخارج الغرفة ..لم ينسى انها ابنة عمه وان هذا بيت عمه
لكن لماذا على سلمى المسكينة ان تدفع ثمن ضعفه ..لماذا عليها ان تدفع ثمن احباطه واعتلال مزاجه ..انه يحبها ولكنه يشعر انه يخدعها بتمسكه بشقة الزهراء الصغيرة ..هو لم يعتد هذه النمط من الحياة والارجح ان سلمى لن تعتاده وهو يتحجج بضيق ذات اليد كثيرا حتى تعرض هى عليه الاقامة فى الفيلا..يريد ان يكون العرض بالضغط عليه ولكن الى متى يحتمل ..تذكر امر سلمى ..اطفأ سيجارته وعاد للسيارة وجدها تنتحب بصمت وقد اشاحت بوجهها ..لم ينبس سوى ..لماذا كل هذا البؤس ..لاتنسى انى زوجك...نظرت له نظرة مؤنبة
زوجى لا يأخذنى عنوة على جانب طريق مظلم..حينما اوصلها لمنزلها هتفت بصوت غاضب
انت لاتؤتمن ثم صكت باب السيارة خلفها
لم ينتظر حتى تدلف للمنزل ..كان غاضباً منها ومن نفسه
عاد لفيلا الندى وجد ديان تنظر من شرفة الفيلا وتدندن بلحن ما وقد اضاء القمر جسدها المثير وكأنها تنتظر فريسة ما..ادار سيارته مرة اخرى وهو يغمم تباً لك من افعى..يبدو انى على ان اجرب حياة شقة الزهراء منذ الآن
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
تثائب حاييم موفاز وهو ينتظر احدهم فى الحى القديم ..كانت الساعة تشير لنحو الرابعة صباحاً بتوقيت تل ابيب..تقدم منه احدهم ..اشقر الشعر نحيل للغاية دلت عينيه الزرقاوين على برودة متناهية برودة قاتل محترف ..تسلم منه المظروف صورتين احدهم لامرأة عربية عجوز وصورة اخرى لفتاة شابة بملامح مختلطة..همس ينفض غبارا وهمياً عن سترته..عليك بقتل العجوز اولاً ثم الفتاة ثم ..
اكمل النحيل بنفس البرود
ان اجعل ان الامر تم كجريمة ثم انتحار
غمز حاييم بعينيه بخبث وهو يعطيه بعض المال
هذا الجزء الاول والجزء الثانى بعد التنفيذ..اذا حدث خطأ ما ..انا لم التقيك مفهوم
اومأ براسه تفهماً وهو يتجه بخطى ثابته حيث تقيم ليلى ويائيل
بينما مضى حاييم موفاز وهو يصفر فى مرح..ستنجح خطته للتخلص من ليلى وتهديداتها وبالمرة من يائيل لم يغفر لنفسه قط ان يكون له طفله من عربية ..مهما كان ولاءها لهم تظل عربية قذرة تستحق الابادة
+++++++++++++++++++++++++++++++++++
اغلقت يائيل التلفاز نحو الرابعة والنصف صباحاً..شعرت بملل رهيب..لماذا تفعل بنفسها هذا ..هل تخاف بشدة من حاييم موفاز..اعتادت حياة الليل ولم تشتكِ..لم تظفر بشئ من مراقبة ليلى ..فهى تقريباً لا تخرج الا المرة الوحيدة التى عادت تبكى سمعت نحيبها من الشرفة المجاورة..هناك شئ غريب بشأن اقامتها ..حاييم لا يطلب منها اى شئ ولا يجبرها على شيء لا اتصالات ولا غيرها
اطفأت نور الشقة .وذهب للتأكد من اغلاق الباب ولم تنس ان تلقى نظرة من العين السحرية ابتسمت فهى تفعلها كل ليلة لتؤكد لنفسها انها تراقب جيدا..فركت عبينها لتتأكد مما ترى..ذلك المتشح يعالج شقة ليلى بمهارة ويفتحها ..يدخل بهدوء خلفه ثم ارتطام وصرخة خافتة من فوهة الباب المفتوح ظهر وجهه ليلى المرتاع ..وقدمى المقتحم فتحت يائيل الباب..انبت نفسها غبية..ما الذى يقحمك فى المشاكل اشارت لها ليلى فخرجت من شقتها ودلفت من باب شقة ليلى
كان ملقى على الارض شاب نحيل يحمل الملامح السلافية ..ارتعشت يائيل
امسكتها ليلى من رسغها واجلستها
جست نبضه
فارق الحياة
اشارت يائيل كيف
شعرت بشئ مريب عند الباب..عادة احمل هذا الصاعق .يبدو انى صعقته فى قلبه فتوفى على الفور
فتشت جيوبه فلم تجد سوى العنوان وصورتين لها وليائيل
ماذا كان ينوى سألت يائيل بخوف
هزت رأسها بخفة
صورتين لامرأتين ومبلغ من المال وورقة اخرى مدون عليها بقية المبلغ..امسكت موبيله
الوغد صور بطريقة ما لقائه بحاييم موفاز يبدو انه كان ينتوى ابتزازه لاحقاً
ارتعشت يائيل اكثر وهى تدرك ما يحدث
انتفضت على الذهاب .امسكتها ليلى من رسغها ..حياتك فى خطر اى هروب سيجعلك هدف سهل
فاضت دموع يائيل اللعنة كم اكرهكم جميعا..كم اكره هذه البلد رضيت ان اعيش على الهامش..فقط اريد ان اعيش
همست ليلى ستعيشين يا يائيل اعدك انك ستعيشين حياة تستحقينها..حياة كريمة وفى بلد اخر ..انت ضحيتى الكبرى يائيل كما هو خالد ابنى ضحيتى ..يوما ما ساخبرك من تكونى بالنسبة لى
مسحت يائيل دموعها وهى تلقى نظرة على المسجى ارضاً لا تتعبى ذاتك ..اعلم من انت اخبرنى حاييم
وهل اخبرك انه والدك
همست يائيل هذا الوغد لا يصلح ابا كما لا تصلحين اما..علينا ان نعالج امر هذا واشارت الى الجثة الملقاة يجمعنا خطر واحد..ثم تساعدينى على الخروج من هذه البلد ..اخرجت النقود بخفة من سترة القتيل ووضعتها فى جيبها لن يضرنى ماله
ثم استعادت رباطة جأشها
ماذا نفعل بهذا
احمليه فقط معى لمغطس الحمام..قالتها وهى تفكر فى يائيل انتهازية تحمل جينات حاييم ولا شك
ما ان ألقته يائيل معها فى المغطس
والآن
قالت ليلى دون ان تلتفت اليها ..اذهبى واخلدى للنوم وهى تنتزع سترة التمريض من المشجب ولا تنسى ان تغلقى باب شقتك جيدا
ارتعدت يائيل وليلى تنتزع ملابس القتيل بمهارة وبمشرط حاد..همست لنفسها هذه المرأة قاتلة محترفة..لا اصدق قصة انها صعقته فى القلب بالصدفة
همست ليلى لنفسها ستأخذ الكثير من حمض الكبرتيك المركز ايها الوغد..فرغت الحمض ببطء ثم ملأت المغطس بالماء ليعمل المحلول على التحلل ثم غطست قدميه ..رأته يذوب ..غمغمت تحتاج عدة ساعات وبعدها افرغ المغطس بشدة واحدة من هذه السلسلة ..احتاج انا للنوم..اتوق للنوم بشدة..علي بقتلك اكون كفرت عن شئ من اثامى ..فهى لم تكن بالممرضة العادية اطلاقاً بل امرأة قاسية القلب قادت عمليات التعذيب بمهارة للأسرى العرب ..تذكرت كم صعقت من اعضاء وقطعت من اطراف..بكت وهى تتذكر ان خالد حبيبها سيتعرض لنفس المصير ..مصير قررته هى لمئات من الأسرى
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++=
دلفت سلمى من باب الفيلا باكية..كان سالم الجارحى يجلس يفكر فىما يفعله بأومر من الوزير واتباعه لايجرؤ على مخالفتهم فهو جزء من منظومتهم ..يملكون عليه العشرات من الادلة التى تضع القيد فى يده...مازلوا يملكون قوة القضاء .مرت سلمى امامه ..ناداها سلمى ..الا تلقين تحية المساء على بابا
اختنق صوت سلمى بالبكاء وهى ترتمى فى احضانه..تروى خجلة ما فعله حاتم لم تعتد اخفاء شئ عن والدها
همس وجنتها برفق
بريئة انت سلمى مثل امك ..ربت على كتفها ..ساتكلم مع حاتم
همست سلمى لا بابا
ضحك ابوها لا حبيتى ..ساتعجل الزفاف ..عليه ان يتقبل الزفاف فى الفيلا لدينا
سيرفض بابا
قرصها بخفة من وجنتها لدى بابا وسائل تجعله يقبل
همست سلمى فى تأكيد لن يقبل ..قبلت يدى والدها وتساءلت هل يقبل حاتم هذا ..هزت رأسها نفياً مهما كان حنقها على حاتم فهى تعلم عزة نفسه وانه سيصر على الزفاف فى شقته البسيطة وعفش بسيط وضحكت وهى ستقبل
صلت العشاء وشربت كوب اللبن الدافئ الذى تحبه..اضاء جوالها برقم حاتم
اجابت :نعم
همس سلمى هل انت بخير
اجابت بخير تام ..يريد ابى التحدث معك غداً
عن ماذا
اسأله ..تصبح على خير واغلقت الخط بهدوء ثم الهاتف كله ونامت وعلى وجهها ابتسامة
رن موبيل حاتم ..رقم عامر
حاتم اين انت
لا شئ فى شقة الزهراء
لماذا
لاشئ على الاعتياد لانى ساتزوج بها قريبا ..اراك غدا
لم يفهم عامر حديث حاتم المقتضب لكن نزول ديان بملابسها افهمه الوضع بكل روية ..اعتصر قلبه الحزن وندى تخرج من المطبخ تحمل شطائر لتأكلها فى التراس ولم تكلف نفسها ان تسأله هل اكلت ..بل نادت ديان وتجاهلته تماماً
+++++++++++++++++++++++++++++++++
ارتمت لينا فى احضان والدها ..غمغم ابنة قاسية..ثم قبل رأس رئيفة بمودة
تعرف داليا ان الناغى يبدو قوى الشكيمة تعرف ان هذه الرجل ارهقته الحروب والقتل فى فلسطين ..جاء هنا ليبحث عن ذاته بعد تجربة زواج فاشلة وزوجة خائنة..ليتزوج تلك الالمانية الثرية التى تركته بعد عامين وتلقى حتفها تاركة ثروتها لابنته لينا..لم يتزوج رئيفة عن حب ..بل واجب نحو صديقه ووجد فى ابنها تعويض ضئيل عن ابنه..تخلى عن جنسيته واحتفظ بالجنسية الالمانية كان يريد حياة جديدة بعيد عن كل صراعات الماضى ..حتى عاد خالد...رفض عودة ابن الخائنة وطرده من منزله..صار خالد بالنسبة له ماضً يتهرب منه وخيانة لامرأة ضربت شره بمقتل..لولا رئيقة واخلاصها واصرارها على ضم خالد لاسرتهم...تقبل الامر واعتبر خالد امتداد له حتى اختفى رائد وقرر خالد العودة لاسرائيل يومها ضربه فى وجهه
اذهب يا ابن ليلى..اذهب لتنتزع امك من احضان عشاقها اليهود
لم يتسامح مع ترك خالد ابدا وصار عصبياً يثور حتى طرد لينا هى الاخرى..كان يزداد بؤساً واكتائباً ..لولا وقوف رئيفة بجانبه لقتل نفسه من زمن بعيد ..
اتسعت عينيه وهو يتبين وجود داليا
ابنتى الحبيبة..لم ارك منذ زمن..كيف حال الليثى ..طفرت عينى داليا بالدموع ..مات عمى منذ نحو شهرين
جلس الناغى وهو يتمتم
كان رجلا طيباً ..قوى الشكيمة عملنا فترة طويلة معاً..لم يفرقنا سوى رفضه زواجك من رائد ..معه حق من يتزوج فلسطينى
قالت لينا بغضب
بابا كلنا نحمل الدم الفلسطينى
همس بضعف ..اباك متعب لينا ..متعب لا يعرف ما يقول ..ثم نظر لرئيفة ..ورفيقة عمره تركته..رفت عينى رئيفة بالدمع ومن يجرؤ على تركك يا محمد يا ناغى ..نهض متعباً وهو يقبل رأسها
ارتدت لينا سترتها واحضرت لداليا سترتها
علينا تركهما الان يصفيان الخلاف بينهما..ثم ضحكت لم اعرف لأبى قلباً يبدو انه يحب هذه الصابرة عليه وقد ابتلت به وبابنائه
كانت الثلوج تغطى الشوارع بطبقة خفيفة..وقد وقفت عربة صغيرة على جانب الطريق فى مدخل المترو تبيع البطاطس المحمرة والمايونيز .اشترت لينا لها واحدة و لداليا واحدة ..لم تأكلى طعامك ..هذا يفى بالغرض
ضحكت داليا لبساطة لينا كم تغيرت هذه الصبية
اتكأت على احدى الدبب الخشبية
والان ماذا سنفعل
قالت لينا وهى تأكل بنهم اصابع البطاطس ..الاسبوع القادم ساغطى مؤتمر طبى هام ..يستمر اسبوع
أين
فى تل ابيب نفسها..وفرصة لامر على ليلى امه لخالد..قد احصل على بعض المعلومات..تقيم فى شقتها كنت احادثها واحادث خالد..فى الفترة الاخيرة ردت على الهاتف ثم اغلقته..وراءها شئ مريب
وضعت داليا نصيبها فى يد لينا .اكملى هذا..اخذته منها بأمتنان سأعود غدأ للقاهرة ..كيف ساظل على اتصال بك
امر سهل..الانترنت لم يترك مجالا لعدم التعارف
ضحكت داليا بمرارة ..لاتعرف ماذا تخبئ الايام لها..هل ستعود مرة اخرى يا رائد..تذكرت حاتم شقيقها..فاكتئبت بصمت

قديم 12-08-2013, 11:14 PM
المشاركة 36
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
22

نظرت ديان لسيارة حاتم الصغيرة التى توقفت لبرهة ثم مضت..ضحكت باستهزاء..اشعلت سيجارة ثم شغلت اللاب لتكتب تقرير اليوم..الامور تسير بطريقة طيبة..حركة تمرد يشتد عودها..ندى تنشط نشاط ملحوظ بين طلاب الجامعة وسارة تتقبل كثير من الافكار وتنشرها بكل براعة فى برانامجها الشهير ..ختمت رسالتها نحن ملوك السخرية.
انهت عملها واطفئت سيجارتها..ثم نزلت على صوت ندى..نظرت لعامر الذى جلس يقلب فى التلفاز ثم دخلت مع سارة الى التراس
هتفت شطائر لذيذة شكرا ندى..تحتاج لقليل من البيرة للهضم
غص حلق ندى
بيرة
ضحكت ديان واشعلت سيجارة وقدمت واحدة لندى جربيها خفيفة
رفضت ندى بضعف مضرة بالصحة
غمزت ديان بمكر وكذلك الهواء..وكذلك عامر المجلب للنكد
غممت نعم ثم اخذت السيجارة
ديان :-
هل فكرت بعرض سارة للعمل بالقناة التى تعمل بها يحتاجون مراسلة فى الجامعة
اومأت ندى وهى تأخذ نفساً عميقا من السيجارة
نعم وساذهب معها غدا للقاء مديرها
نظرت لها ديان بمكر
هذه ليست اول سيجارة
احمر وجه ندى فضحكت ديان وهى تبتسم ابتسامة صفراء واعماقها تهمس .ليتنى اسقيك السم ايتها الدلوعة
################################################## #
دخلت سارة مكتب اشرف العنتيل
ابتسمت وهو يقول تعالى يا سارة
فتح غرفة جانبية بزر
هتفت سارة بانبهار للغرفة الفندقية الضخمة المترفة وكأنها لاتمت بصلة تماما للمكتب بل اشبه بشقة صغيرة ملحقة به
جلست سارة على الاريكة وهو يحضر دفتر شيكاته ..خط لها مبلغ كبير
هتفت سارة فى انبهار ..هذا كثير
قال وهو يستلذذ بالسيجار ويجلس بقربها..انت متميزة.. برنامجك يحظى بجماهيرية واسعة لفظة خرفان على لسان كل شخص الان بفضلك سارة
وضع السيجار جانباً ..قبلها على خدها ويده تربت على ظهرها فلم تمانع . لكنها .ارتعشت داخليا وهى تنظر للباب الذى اغلق وصوته كالفحيح فى اذنيها ..لا تلقلقى الغرفة مصمتة لن يسعمنا احد

جلست سارة فى سيارتها على جانب الطريق ورقم وائل يرن بتواصل..اغلفت الهاتف..نظرت الى مرأة السيارة ثم بصقت على نفسها ..قادت سيارتها حيث تسكن فى الرحاب لم تسمع صوت امها..بل دخلت الى الحمام وضعت نفسها تحت الدش الساخن لعلها تخلص جسدها من درن خطيئتها دون جدوى
وهى تمشط شعرها سألتها امها
سارة انت بخير
نظرت لها بتعجب
بخير . نعم بخير.ساذهب للنوم..حينما وضعت راسها على الوسادة ترددت كلمة الحارس فى الصباح
صباح الخير انسة سارة

عادت سلمى من دوامها النهارى فى مستشفى رابعة حوالى السابعة مساءاً لتفاجأ بحاتم يجلس مع والدها..مازالت تشعر بالخجل والغضب منه..ناداها والدها امراً
سلمى ..اقتربت بهدوء وهى تصافح يد حاتم وقد ضغط بمكر على يدها وعيناه تنظر لوجها المحمر فى تسلية ..
يحب حاتم هذا الاحمرار الذى يشوب وجه سلمى...ربما احبها لهذا..ولكنه لم يفهم ابدأ هذا الغضب الشديد الذى ارتسم على وجهه ونظرة التأنيب فى عينيها ووالدها يخبرها بوافقته حاتم بعد الحاح على الزواج الاسبوع القادم والاقامة فى فيلا سالم الجارحى..لم يفهم وقوفها بعصبية وهى تقول
لا اعتفد انى ساتزوج الاسبوع القادم..اذا اتفقت مع حاتم على الاقامة هنا فباحثوا عن عروس اخرى..القت عليه نظرة غاضبة ..فنظر اليها نظرة اشد غضبا وهو يصرخ فى وجهها

من تظنين نفسك...انفجر الوضع فجأة وهى تهتف
وهل تظن انى اغفل عما تفعله وتبدلت نظرتها لاحتقار شملت حاتم من راسه لاخمص قدمية..التفت لوالدها الذى وقف مشدوهاً وحاتم يمضى مبتعداً
صرخ سالم الجارحى
سلمى هل جننتى
التفت سلمى الى طيف حاتم وقد تلاشى من امامها والباب يغلق بعنف خلفه..تسمرت قدماها واطنان من الرمل تسمرها مكانها وهدير سيارته يشق سكون مدينة الرحاب
نظرت لوجه والدها الغاضب ثم للباب مرة اخرى..همست لنفسها اذا فعلت..غممت حقاء يا سلمى حمقاء.. انطلقت فى اثر حاتم لفيلا الندى التى تبعد شارعين عن فيلا الجارحى على قدميها وصوت ابيها يأتيها من بعيد سلمى

اوقف حاتم سيارته..كان غاضباً ..توجه لفيلا الندى..اتصل بعامر الذى اخبره ان فى الطريق ثم اتصل بندى فاخبرته انها فى مقابلة مع قناة تلفزوينة ..لم يتوقع ان يجد احد ولكنها كانت هناك ديان
فى الصالة لم يجد سوى ديان ..حين هم بالصعود لغرفته نادته ديان باستعطاف
حاتم..انى اعتذر
نظر اليها ملياً عن ماذا ..عن ما حدث بالامس
اقترب منها وانا ايضا اعتذر ..اقترب منها وشدها لاحضانها..اندهشت ديان فى البداية ..الانها بخبرتها عرفت انه غاضب وانه ينفس عن غضبه وهذه فرصتها..قبلته فاستجاب لها ..نسى عامر نسى عمه وهو يغوص فى احضان ديان ويستجيب لها ويصعد معها غرفته.

وقفت داليا تبحث عن مفتاحها بعد وصلت لفيلا الندى ..رأت سلمى مقبلة عليها والدموع فى عينها..
ماذا حدث ..
تشاجرت مع حاتم
نظرت لسيارته خارج الفيلا.زوهى تفتح الباب غالبا هو فى غرفته..اصعدى اليه وربتت ع كتفها بحنو مبتمسة ان اساء الادب نادى فقط داليا
لم يستمع حاتم لطرقات الباب الخافتة وقد القى سترته وديان تفك ازار قميصه وتمطره بقبلاتها
لم ينتبه على فتح الباب وصرخة ملتاعة تشق اذنه ووجهه سلمى غير مصدق لما ترى وقد اسرعت داليا فى اثرها واتسعت عينها على اخرهما
تحجرت الدموع فى عيون سلمى وطارت كالريح..جرى فى اثرها اوقفها فى منتصف الشارع وهو يلهث ويتلعثم..يصرخ بداخله لالا لا لا لن يفقدها..نظرت له بجمود وصفعته على وجهه ..حينما تجمع المارة بفضول تركها تمضى وورائها ندم شديد يعتصر قلبه ويلقيه فى الف متاهة
نظرت ديان باستفزاز لنظرات داليا المحتقرة ولم تحاول ان تغلق ازارا بلوزتها المفتوحة
قالت داليا بين اسنانها بغيظ
حقيرة
حينما رأت حاتم بالاسفل يصعد السلم متحاشيا نظرتها يصعد السلم يلملم ملابسه على عجل ويخرج من فيلا الندى لم تحاول منعه
كبت دموعها
يا لك من شقى يا حاتم قضيت على اخر ما تبقى لك من رصيد عندى
####
خطت يائيل هركابى خطوات واثقة نحو مكتب حاييم موفاز..استقبلها بابتسامة مزيفة وهو يكظم غيظه
جلست وهى تضع ساقاً فوق ساق
ابى العزيز
ردد كلمتها ابى العزيز..
قالت فى مرح ..لا عليك فلم اتى من اجل هذا..بل من اجل هذا
نظر للفيديو المصور له مع القاتل
هل هذا تهديد يائيل الجميلة
بل ابتزاز يا عزيزى.التكنولوجيا جعلت امر نشر اى فيديو سهل بضغط زر بسيطة
ضحك بغل وبالطبع اتخذت تدابير لهذ فى حالة اختفائك
همست اذا لم اخرج من هنا خلال 15 دقيقة ع الاكثر
رفع حاجبيه
والمطلوب
قليل من المال لن يضيرك بل سيؤمن لى حياة اخرى خارج هذا البلد
وضعت يائيل رقم ما امامه وحسابها البنكى
نظر لها بذهول
وهى تمتم على ان يكون الرقم بالدولار
مضت وهم برفع مسدسه على ظهرها لكنه تراجع وفمه يزبد من الغضب

23

قديم 12-08-2013, 11:15 PM
المشاركة 37
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي

23

جلس محاولا الاستناد على جزء من جسده المثخن بالجراح..فى حجرته المظلمة ..ينزف فى صمت..يتذكر لماذا هو هنا..من البداية هو ضدهم..ضد كل خيانات امه..منذ كان فى الثالثة عشر من عمره وهو على اتصال بالمقاومة الفليسطنية..يساعدهم فى كثير من العمليات الاستشهادية داخل اسرائيل..قهره خيانة امه وتخاذل ابيه...كلاهما باع الحلم بثمن بخس..هو يدفع الثمن لعله يتطهر ..تذكر ديان..ديان ضحية مثله..كان يأمل يوماً ان يخرج بها من هذه البلد العفنة فرغم ما زرعوه فى عقلها بها جزء يستجيب..كان سينفذ عملية الضفة ويخرج برائد من هنا..هو من ورط رائد بكل هذا.عاش عيشة اللاهى لم يجذب له الانظار ابدا..وانشغل فى دراسة الطيران فى المانيا..عرّف رجال المقاومة على رائد دون ان يظهر هو فى االصورة..كان يحتفظ باسراره لنفسه..هز رأسه مؤنباً يعرف ان رائد كان شديد الحب لوطنه وان المانيا لم تمثل له ابدا وطناً بديلا ..تذكر داليا ..وعدها ان يعرف مكان رائد ..خمس سنوات وهو يعمل على هذا وهو لا يستطيع الان انقاذ نفسه..عادت ديان لذهنه بقوة..فى البداية تزوجها لانها تمنحه غطاءً ..تذكر رغبتها فى انجاب طفل..ورفضه الدائم ..كان يؤجل كل هذا حينما يخرج من هنا ويعرف ديان على عائلتها المصرية. يريد ان يتصل بها بأى طريقة يعتذر لها ..تذكر أمه هز رأسه نفياً فهو لايثق بها وقد تكون هى من وشت به..برقت فى ذهنه فكرة ما..ابتسم..لعلها تكون حلاً
اعتادت عينيه الظلمة ..ابتسم مرة اخرى لن تكون أسوأ من ظلمة القبر يا خالد..اعتدل ليصلى ..الصلاة هى الشئ الوحيد الذى يريح آلام جسده ونفسه
======================================
نظرت يائيل باستغراب لتلك الشقراء الاجنبية التى تدق جرس باب شقة ديان من اسفل البناية..تساءلت من؟؟؟
فاجابت الشقراء ..ديان...انا لينا الناغى شقيقة خالد..هل انت ديان..فتحت لها يائيل الباب ثم باب الشقة
تفحصت يائيل لينا الناغى ببنطالها الجينز الازرق وسترتها البيضاء الخفيفة..اواخر ابريل فى تل ابيب يناسبه تماما هذا الملبس الذى بدا ملائماً تماما للشقراء الجميلة..تأملتها لينا بدورها.. بشرة زيتونية.. وعيون واسعة مع فم رقيق..همست
ديان
افسحت لها يائيل الباب
تفضلى ..انا صديقة ديان..دخلت لينا بتوجس وقد انفتح الباب المقابل فهتفت يائيل شهقة ..ان ليلى تراقب كل حركة
ليلى ..هذه لينا الناغى اخته لخالد.. اغلفت ليلى شقتها وذهبت لشقة خالد وديان
تفحصت لينا المرأة التى سببت عذاباً لابنها وزوجها..حدجتها ليلى بنظرة منكسرة وهى تقول فى نفسها ترى ما اخبرك خالد عنى ..تعرفها من صورتها ..لا بأس ان تنهال علىّ الاف السياط فأنا استحقها
تقبلت عدم مودة لينا ..التى جلست بهدوء
اغطى مؤتمر طبى هنا ..ثم سألت بتوجس ..اين خالد انقطعت اخباره عنى منذ شهور ..ألمتها تلك الدموع فى عينى ليلى وذلك الاحباط فى عينى يائيل..شئ ما يخيف فى القصة ألقت نظرة على صورة خالد الضاحكة ثم لفت نظرها صورة اخرى .لخالد وزوجته امسكت الصورة بتساؤل ويائيل تقول:-
بالطبع هذه ديان..سكتت لينا ولم تحر جوابا ديان تكاد صورة مطابقة لداليا الليثى
استغربت الشبه

قالت ليلى فى فتور هل جئت لشقتى ..لنتحدث قليلاً..أومأت لينا بتفهم وهى تعتذر ليائيل التى شعرت بالحرج
وهى تهتف اذهبى معها ولكنى لست اكثر خطرا على خالد من امه وزوجته. صعقت لينا للرد وليلى تعقد حاجبيها فى غضب
اكملت يائيل بتردد
ديان هى من سلمته ليلى ..هى من سلمت خالد للشين بيت
جزعت ليلى وهى تسقط على الاريكة :-
مستحيل.. كاذبة ..ديان من صدمتها سافرت لامها..

ضحكت يائيل بتشفى :-
الم تذكر لك صديقها راؤول ..الم تنتبهى ايتها الغبية ..
نظرت لينا بتساؤل وقلبها يخفق هلعاً
هل قبضوا على خالد..بأى تهمة ثم نظرت ليائيل بتساؤل وليلى تغمض عينيها وتبكى ..امسكتها يائيل بعنف
لسنوات وسنوات عرفت ان بيننا رابطة ما..نسيت كيف تغيرت معاملته بعد طردى ..جاء كمن يعتذر ..كمن اكتشف سرا ما
ابعدتها لينا برفق عن ليلى
اهدئى ..انتم تتسببون فى ارتباكى
اولا القبض على خالد - زوجته هى من سلمته..ما العلاقة التى تربطك بأخى
قالت يائيل بخفوت وكأنها تخشى ان تسمعها الجدران
نفس ما يربطك به هو اخى ايضاً
######

جلست لينا تلهو بعد حبيبات الارز فى طبقها وهى تتناول وجبتها فى الفندق..انتبهت على رنين الهاتف
جاءها صوت مديرها مارك
تغطية جيدة لينا ..اريدك ان تجرى حوار مع بروفسير ادوارد فيتزبرج
قالت نعم بفتور
تساءل مارك
هل من خطب ما
شرحت الامر ببساطة لمارك
انتظرى منى رد لينا ..ينتهى المؤتمر فى الخامسة مساء غد..لديك يوم اضافى ..سارسل لك من تسطيعين الاتصال به فى تل ابيب لمعرفة مكان اخيك..
كانت مصدومة من موضوع يائيل ..تساءلت فى مرارة كيف احتملت كل هذا يا خالد..تذكرت شخصيته التى كانت تميل للمرح واللهو ..تعجبت من تحوله ومن ثورته يوم اختطاف رائد فقد عاش بصورة الشخصية اللامبالية بقضية فلسطين على منوال ابوهما محمد الناغى..ظل على اتصال بها بعد رحيله لسنوات..وذلك ا الشبه الذى يربط زوجته بداليا يحيرها ..كم حنقت زواجه منها. تنهدت كيف لك ان تثق بهذه اليهودية يا اخى
=================================
قرأ حاييم موفاز الرسالة التى وضعت امامه..صحفية المانية تدعى لينا الناغى ..تجرى اتصالات واسعة فى تل ابيب ..وتتهم ادارة الامن بخطف شقيقها خالد الناغى وشخص اخر منذ خمس سنوات اسمه رائد الجارحى
ابتسم ابتسامة صفراء ..بقى عدوه القديم ليأتى بنفسه محمد الناغى
هز رأسه لكنه لن يفعلها ..ان فلسطين تعنى له ليلى بكل خياناتها
خط بضع كلمات لمساعدته
يسمح لها بزيارة رائد الجارحى..انتهينا منه ولن يضيرنا ان نفرج عنه قريباً..فعاجز مصاب بالشلل يكلف اسرائيل اكثر ما يفيدها..قهقه بسخرية
#####
استيقظت داليا على رنين الهاتف فى السادسة ..طالعها رقم غريب من خارج مصر..حينما اتاها صوت لينا عبر الاثير شعرت انها تنتقل لعالم اخر ..لم تصدق نفسها
لقد وجدته داليا ..وجدته..لكن تقلع طائرتى الان من تل ابيب لبرلين..لن اتركه حتى اخرجه من هنا..سيرسل ابى وفد من امهر المحامين الدولين له ولخالد
داليا هل تسمعينى
اومأت داليا وهى تبكى
هل هو بخير
سارعت لينا
على الرحيل الان ..اتصل لاحقاً
-------------------------------------------------------------------------------------
استيقظت ندى على صوت بكاء داليا
هل هناك شئ ..قالت فى وجوم هل حاتم بخير
همست داليا
وجدوه
قالت فى دهشة من
رائد,احتضنتها ندى بفرح وبكت معها ثم نظرت للساعة
مازال الوقت مبكرا لكنها فرصة لبعض المذاكرة فقد اقتربت الامتحانات
هل ترغبين بشئ معين للافطار
ربتت داليا على يدها
سانام قليلا فعندى رحلة بعد الغد
تركتها ندى بعد ان اخذت دوش سريع لتعد لنفسها شئ للافطار واصطحبت كتبها معها
كانت ما تزال نائمة..رشفت قليل من الشاى بلبن وهى تجلس فى التراث..لم تحضر غيره بعد وجبة الافطار العامرة النى يحضرها والدها
جففت دموعها ببطء ويد تمتد لها ببضعة شطائر من الجبن والبيض والمربى
نظرت بفرح لليد الممدوة ثم غصت وهى ترى عامر ..تجاهلته وهى تتظاهر بالتركيز فى كتابها ..ضحك عامر وهو يترشف كوبها..غضبت ثم ضحكت لانه كان هكذا دائماً يصحو متاًخرا واول ما يفعله هو شرب كوبها
تناولت الشطائر بمرح وهى تشعر بارتياح ..تساءلت ديان التى وقفت على باب الشرفة وهى تخرج دخان سيجارتها
ارى انكما تصالحتما..نظر لها عامر نظر غاضبة
ديان ..اخبرتك مرارا انى اكره رائحة السجائر واننا لسنا عائلة مدخنة ..نظرت ديان نظرة جانبية ماكرة لندى التى احمرت وجنتاها وهى تطفئ سيجارتها..توقعت منه حاضرة رجل شرقى لكنه لم يفعل..ربما لم يعتبرها اخته حقاً..ينصب كل اهتمامه على ندى التى وجه لها كلامه
ندى هل لديك محاضرة اليوم..ساذهب للجامعة الثامنة
اعتذرت ندى ..لدى فقط موعد مع حركة تمرد فى الثانية ظهرا فى الاوبرا
تنهد فى خفوت ..ساحضر معك..انهى محاضرة لى فى الثانية تماما اوفيك هناك. وضع باقى مشروب الشاى بلبن امامها وهو يبتسم
نظرت له ديان بكره وهو ينصرف ونظرت لندى بكره اكبر وهى تعاود التهام الشطائر بنهم وتشرب بقية المشروب
شعرت بالقرف والحسد
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++
نظرت ماريان لسارة وهى تخطو باتجاهها..صارت اكثر اهتماما بملبسها ترقبها العيون باهتمام فقد استطاعت خلال اسابيع قليلة خطف الابصار ببرنامجها ..حينما جلست رأت تلك النظرة المنكسرة فى عينيها ولم تفهمها..ابتسمت لها وديان وندى تقتربان وفى اثرهمها وائل
جلس وائل وهو يركز ببصره على سارة التى تحاشت النظر اليه وهو يردد بعض الهتافات فى وقفات البلاك بلوك
يسقط يسقط حكم المرشد..انا مش كافر انا مش ملحد
قال عامر وهو يقف خلف ظهره
من كفرك
انتفض وائل كمن لدغته عقربة ..نهايتكم 30 يونيو
ضحك عامر فى خفوت
وجه كلامك للاخوان
احتد وائل اكثر
دم بدم. دم بدم ..رئيسك فاقد شرعيته بدم جيكا وكريستى والجندى وابو ضيف
صعق عامر وندى لعبارة دم بدم
محمد مرسى لم بقتل احدا ..ووقف الاسطوانة المحفوظة
تدخلت ندى بحدة عامر هل لنا ان ننصرف
كانت عبارة دم بدم تدوى فى اذنها ..نظرت لديان ساذهب وقد وقف عامر بعيدا..همست ديان بغيظ
عامر يفسد كل شئ كالعادة ..ردت ندى
ليست هذه المرة ..نظرت نظرة خاوية لوائل كله الا الدم..ثم اكملت حديثها لسارة
اعتذرى لمستر اشرف ..ومضت فى اتجاه شقيقها تلاحقها نظرات ديان المغتاظة وهى تشاهدها تحلق بعيدا عن السرب
ابتسمت بمرارة وهى توجه نظرها للحضور
هيا للتخطيط لمظاهرات 30 يونيو ونشر استمارة تمرد
######
لم تتوقع سلمى ان تجده امام مستشفى رابعة يتكئ على سيارته ويدخن سيجارته بهدوء..لم يكن قد غير بدلته العسكرية
..نادى عليها..تجاهلته وهى تسير بخطوات واسعة بطريق شارع النصر ..هرع وارءها وهو يلهث
سلمى
قالت بفتور
دكتورة سلمى
تنهد سلمى ..انها الثانية عشر ليلاً..كيف تتأخرين هكذا
قالت بغيظ وما شأنك انت
رد بهدوء لا تنسى انى زوجك
ضحكت سلمى بفتور
الم يطلبك والدى مراراً للطلاق
وقلت له انى لن اطلق
زفرت سلمى بعمق وهى تقول
انت لا تطاق ..حاولت الاشارة لتاكسى
امسك يدها وهو يحاول ايلامها
ساطلق بعد ان اتزوج ديان ..المته الدمعة التى التمعت فى عينها بقدر ما اسعدته
مسحت دموعها بسرعة بعد ان اطلق يدها وتوقف تاكسى لتغيب بداخله ويغيب طيفها
غمم بهدوء وهو يعود لسيارته ليتبع التاكسى الذى اقلها..اطمأن على وصولها والتقت عينيه بعينها وهى تدلف للفيلا
مازالت تبكى..أنب نفسه ..انت غبى يا حاتم.. لكنك تحبها ايها الغبى ولن تتركها
قاد سيارته لشقته فى زهراء مدينة نصر بهدوء
24

سلمى
جاء صوت ابيها ليزيد بؤسها..التفتت اليه والدموع تغرق وجهها البرئ..حدق بها لبرهة ثم احتواها وهو يربت على ظهرها..حاتم ..مرة اخرى..لم ينتظر اجابة منها...نظر اليها ملياً
سلمى....
هل اسعى للصلح معه..واضح انه مازال يحبك وانت كذلك يا ابنتى
قاطعته فى هدوء ومازلت عينيها تلمع بالدموع فتزيد المه...
ستظل حياتى مع حاتم مزيد من الألم ..لاشئ سوى الالم...
ربت على وجنتها فى حنان يؤلمه وضع سلمى..هو مشغول بما وضع نفسه فيه..ورطوه لانهم يملكون ضده الكثير..لا حيلة له فى لعب دوره مع بقية رجال الاعمال..سينفذ دوره..لكنه بحاجة للابتعاد حتى تنتهى الامور..فاذا فشلت المؤامرة ..سيخسر كل شئ..من سيحمى سلمى ساعتها
لاحظت سلمى شروده وهمست ابى
اجاب بابتسامة
ما رأيك فى السفر معى لفرنسا الاسبوع المقبل ..عشرة ايام..وبعدها اخلصك من هذا الغبى ان اردت للابد
قالت فى اصرار وقلبها يرتجف بداخلها
لا ابى فقد اتخذت قرارى ..عدنى فقط عندما تعود ان اخلص من حاتم للابد
ربت على يدها ..انت ابنتى الملاك يا سلمى..فقط اشيرى باصبعك ..الان ماذا تطلب اميرتى للعشاء
ابتسمت بود ..اكلت لا رغبة لى بالمزيد..استأذنته لأنها مرهقة..القت بحقيبتها على سريرها..حانت منها التفاتة لصورة حاتم..مسحت بيدها على وجهه الوسيم..تنهدت وهى تغالب مزيد من الدموع
كيف فعلت هذا بى
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
استيقظت يائيل على صوت الهاتف.. جاء صوت حاييم موفاز
تم تحويل المبلغ..ودعت النوم وهى تغمم
حياة جديدة..بلد جديدة ..بعيدة عن كل هذا..ضحكت اين.. نظرت للمرآة لا يهم.. اترك هذه البلد اولا ثم اقرر..استدارت لترتطم بصورة خالد وكأنه يراقبها..ابتسمت
على الاقل شئ تريده سيتحقق ..ساودع حياة الليل
اما حاييم موفاز فقد ترك الهاتف من يده وقد ارتسمت على وجهه كل ايات الشر..عاود الاتصال بالبنك..
هل كل شئ على ما يرام
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
زفرت ندى فى حنق وهى ترد على عامر
اين انت
فى طابور البنزين..فشل..رئيس فاشل..وزارة فاشلة
اهدئ
سانزل ضده يا عامر انتهى
غمم عامر وهو يرقب ديان التى تشاهد التلفاز.. نظرت له بعيون نصف مغمضة
هذه البلد تسير فى طريق مظلم ..مضت ساعة قبل ان تدخل ندى...كان. الحر والارهاق يكاد يقتلها..اشارت باصبعها محذرة ..سانزل الاتحادية يوم 30 يونيو..لم يرد فقد رن جواله مرة اخرى
داليا
عامر انا فى المطار..لدى رحلة تغادر بعد ساعة و نصف.. للأسف نسيت حافظتى وبها اوراق مهمة وندى لا ترد على الموبيل هل تسطيع احضارها رجاء.
نظر لندى وقد ارتمت على الاريكة شرح الامر ببساطة فطالما ندى هنا فهى اولى باحضار الحافظة
قالت ندى باستعطاف
ديان هل فعلت لى معروفا ..ستجدينها فى درج الكومودينو الخاص بداليا
ومضت عينى ديان وهمت بنشاط
كانت حجرة داليا بلون زهرى ..غممت ديان هازئة لونك المفضل يا خالد
وجدت الحافظة وفتحتها بسرعة تبحث عما بها ..اتسعت عينى ديان على الصورة التى تجمع بين داليا وشخص اخر ..شخص لا يشبه خالد ابدا
..افاقت على صوت عامر
نزلت بسرعة وهى تعطى عامر الحافظة
التفت عامر لندى.. هل اعطتينى مفاتيح سيارتك ..فقد اوشك البنزين فى سيارتى على النفاد
نظرت له بغيظ
قل انك ستنزل معى يوم 30 يونية
اجابها بسرعة
اكيد لن اتركك تذهبين وحدك
القت له بمفاتيح سيارتها
بعد ان غاب ..كان شيئا يكاد يفتك بديان
همست ندى
جائعة
تجاهلت ديان الامر وهى تقلب التلفاز وهى تقول فى حذر
هل ارتبطت داليا بعد اختفاء زوجها
فتحت ندى عينها
لالا
ثم عادت تسأل ماذا لدينا للطعام اليوم..ثم مضت باتجاه المطبخ وهى تتفقد الاوانى..مضت ديان فى اثرها..هل متاكدة انها لم ترتبط بعد زوجها خالد..
وضعت ندى امامها طبقا مملؤاً بالطعام
طبعا متأكدة وزوجها لم يكن اسمه خالد.. نظرت الى ديان ثم عاودت الاكل
من اين اتيت باسم خالد هذا
قالت ديان بارتباك
ذكر احدهم هنا اسم خالد الناغى
وضعت ندى معلقتها وهى تنظر لديان باهتمام..الناغى الذى اعرفه كان شريكا لوالدى وقد اختلف معه فى موضوع زواج رائد لداليا ..لكنى لم اعرف ان له ابن اسمه خالد..رائد كان ابن لزوجته على حد علمى..عادت لطبقها
لما كل هذه الاسئلة..هل اخبرتك داليا شيئا..لاتكادين تتحدثين معها
ضاع صوت ندى وديان تتركها..ارادت ان تتحدث الى حاييم موفاز لكنها.. تراجعت..هل تم خداعها..ترقرقت الدموع فى عينيها..وعاد خالد يحتل رأسها بقوة والم
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
ارتدت ندى تى شيرت بالوان علم مصر ..كانت الساعة تشير الى الرابعة عصرا
سألها عامر
هل مازلت على رأيك
اجابت بتصميم
رئيسك فاشل يا عامر..انى افعلها من اجل مصر..لا يستحق ان يكون رئيسها...هل تذهب معى
غمم سافعل..ثم سأل اين ديان
اجابت فى حجرتها تقول انها مريضة..لا ترتاع ..هى مكتئبة قليلا
سأل فى خفوت ألن تنزل
لالا لن تنزل
فى الاتحادية وقفت ماريان ووائل ولدهشة حاتم وجد سامر هناك نظر له متعجبا..بادله سامر نفس النظرة
رفع عامر يده
لا لم افعل ..هنا من اجل شقيقتى
سخر سامر ..ظننت انك هنا بسبب ازمة البنزين
ضحك عامر ابتدت فى الحل اليوم..هل انت هنا من اجل البنزين
اجابه .. لا فقط نوع من النزهة..الجميع خرج للفسحة..هل هذه ثورة والجميع يتسابق على شرب الكولا والعصائر..ثورة ما بعد السادسة..ضحك عامر واخته تحضر له بعض العصائر وهى تهتف بفرح
الشرطة يحملوها على الاعناق ..يثورون معنا.. نظرة الم اكتست عينيه قابلتها نفس النظرة فى عينى سامر
------------

قديم 12-08-2013, 11:16 PM
المشاركة 38
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
25

سألت ماريان بدهشة ندى التى كانت تجلس فى مكانها المعتاد
اين ديان
فى المنزل لا تكاد تبرحه
جلست ماريان وهى تطلب لنفسها بعض المرطبات
انها الثانية باقى ساعتين وينتهى انذار الجيش
نظرت لها ماريان وهى تهز رأسها فى فتور سينتهى الامر بانتخابات رئاسية مبكرة
راقبتها ندى باستغراب لا يبدو عليك الحماسة
هزت كتفيها ..لا شئ ..تعلمين انى و سامح شاركنا فى مظاهرات 25 يناير وماسبيرو ومظاهرات ضد العسكر لذا لدينا دائما حساسية من تدخل الجيش
مطت ندى شفتها اى شئ نقبل به مقابل ان نخلص من هؤلاء الفشلة ..لكن اين سارة ..لم تعد تحضر اى لقاء
غممت ماريان .. نصيحة انسى سارة ثم ارتشفت مشروبها بعمق وبعدها اكلمت بابتسامة وودة
كان قرار جيد انك رفضت العمل فى تلك القناة
نهضت ماريان فجأة سامح هناك يشير الى هو مكتئب بعض الشئ
هزت ندى كتفيها لا عليك.. رن موبيل ندى
عامر اين انت
فى دار الاوبرا ..لاشئ افعله اقابلك فى المنزل
كان عامر فى المنزل وديان كعادتها فى الأونة الاخيرة تجلس باكتئاب تقلب قنوات التىلفزيون دون اكتراث..بها شئ من الحزن لا يعرف له سبباً
نظر لها بعطف وهو يأخذ الريموت من يدها
ديان ..ما بك
نظرت اليه بدهشة..له نفس النظرة الحنون التى يرمقها بها خالد..نظرة طالما اشعرتها ان العالم بأمان ..نظرة افتقدتها فى دموع طفولتها القاسية ..بقدر ما اسعدتها مزقتها ..بكت بحرقة والم وجسدها يهتز بعنف ..بكاء هستيرى لا يتوقف وعامر يحاول ان يهدئها وقد فاجأته عاصفة البكاء وجلوس ديان على الارض ولم يشعر بدخول داليا التى عادت من السفر وتسمرت وهى ترى الانهيار الذى تعانى منه ديان..القت حقيبتها بسرعة وهى تحاول اسناد ديان التى نامت فى وضع جنينى..مسحت دموعها برقة وازاحت الشعر المبتل عن جبينهاثم مسدت جبينها بقليل من العطر رقبتها بسرعةثم وضعتها هى وعامر على الاريكة فى التراس لتستنشق قليل من الهواء ..تركت عامر معها وهو يمسك بيدها لتحضر لها كوبا من الينسون..وضعته بين يدها :-
اشربيه ..مفيد..
نظرت لها ديان بامتنان..لم تشعر بمثل هذا الاهتمام من بعد خالد..تنهدت وسكين يخترق قلبها..نظرت لندى التى دخلت متسائلة
ماذا يجرى هنا
تمتمت ديان
انا بخير لاعليكم..فقط تلقيت خبر محزن عن احد الاصدقاء
همست داليا
يبدو انه صديق عزيز وقريب لك
تنهدت ديان بحزن
اقرب مما تتصورين
رن موبيل داليا
داليا انا لينا وصلت الان مطار القاهرة ..لم اخبرك قبلا ..لكن رائد سيخرج غدا وساستقبله غدا اخر اليوم من منفذ طابا ..
ردت داليا بفرح ساتى لاخذك من المطار
بل صفى لى المنزل وساخد تاكسى
هتفت داليا بمرح رائد سيعود..سيعود يا ندى..سيعود يا عامر
نظرت لها ديان بأسى وهل ستعود يا خالد..هل ستعود لمن باعتك ..لكنك بعت وطنى يا خالد فلما يقتلنى الحزن عليك..هل جلب الوطن السعادة كما فعلت انت ..صراع رهيب يدور بداخلها وهى شاردة عمن حولها ..لم تشعر بالعيون التى تعلقت بها وهى تهذى لم تشعر حتى بيدى ندى وداليا يسنداها ولم تشعر بنفسها وهى تغوص فى السرير لتنام بعمق.

حينما استيقظت على الاصوات باسفل كانت الساعة تشير للعاشرة مساءاً..اغتسلت بسرعة وارتدت ملابسها لتتريض قليلا لعل النزهة تفيدها بعض الشئ
حينما نزلت
لاحظت وجود تلك الاجنبية الشقراء التى بدت لها مألوفة للغاية..كان صوت عامر مرتفع وغاضب:-

لقد وضع مصر فى مأزق ..لم يلتفت لفصيل اخر..وضع الجميع على المحك
ردت ندى
لم نتوقع هذا ..ابسطه استفتاء ولكن العزل !! ربنا يستر على البلد
قاطعتهم الشقراء بعربية واضحة
هذا وأد واضح للتجربة الديمقراطية فى مصر
نزلت ديان على السلم
وقد التفت الجميع صوبها
قامت ندى لتساعدها
ديان
همست لينا بصدمة ديان..كانت قد نسيت امر الشبه بداليا واعتبرته صدفة
تعالى حبيبتى تابعت ندى وهى تمسك بيدها وتقدم لينا..لينا الناغى.. ديان اختى
قالت لينا بقسوة اختك واطبقت فى رقبة ديان بعنف وسط دهشة داليا وندى وعامر
خلصوا رقبة ديان بصعوبة
هى تعر ف من هى ..تعرف لانها اخته لخالد
قامت ديان بسرعة وخرجت من الباب هاربة وسط صيحات لينا لا تتركوها
تعلم ديان ماذا تفعله فى حالة كشفها ..هناك منزل امن قريب وشخصية اخرى وجواز سفر اخر لفتاة شقراء
انجزت الامر فى دقائق واتجهت للمطار لتستقل اول طائرة تغادر مصر
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
لم يستوعب حاتم الامر ولينا تحكى امامه من هى ديان الليثى اليهودية الديانة الاسرائيلية الجنسية التى غدرت بأخيها خالد الناغى..بينما انتابت ندى حالة من الذهول وعدم التصديق
اخذه عامر جانباً
حاتم علينا ابلاغ السلطات
قال حاتم بخفوت
امر كهذا سيضر بمستقبلى ..لن استطيع
هتف عامر ..ماذا
ربت حاتم على كتفه البلد فى حالة غير مستقرة الان سنبحث الموضوع لاحقاً
غادر المنزل وهو يتجه لمنزل سلمى
كانت داليا فى حالة غريبة من الحيرة فهى تجمع ملابسها لتذهب لطابا ومنها لشرم الشيخ والرحيل لالمانيا مع رائد اخبرت حاتم فمط شفتيه بعدم اكتراث ..تؤلمها حالة ندى وصدمتها فى ديان..هى لم ترتاح لديان منذ البداية وان تعاطفت معها اليوم..لكن ان يظهر انها يهودية واسرائيلية فالامر فوق استعيابها
كانت ممزقة بين رغبتها فى لقاء رائد زوجها وبين تركها لندى
وضعت اخر شئ بالحقيبة ولينا تربت على كتفيها
هناك شئ لابد ان تعلميه
رائد تعرض لتعذيب رهيب ..
دمعت عينى داليا
تعذيب
نعم داليا ..انه يعانى شلل كلى
هتفت داليا فى ارتياع
وحوش
احتضنتها لينا وهى تبكى ..نحمد الله على عودته..استطعت الوصول اليه لكن خالد لم استطع حتى الان لكنى لن ايأس ..لن ايأس ابداً
@@@@@@@@@@@@@@@@
اوقف حاتم سيارته بجانب فيلا سالم الجارحى..كانت سلمى تجلس فى الشرفة تشرب عصيرا ما..حينما رأت سيارته دخلت واغلقت النافذة ..دخن سيجارته بهدوء وهو يغمم
عنيدة ولكنك لى ..ستظلين لى شئت ام ابيت سيعود ابيك فى السادس من هذا الشهر بعد ثلاثة ايام ..علينا ان نحسم امر عملك فى مستشفى رابعة فقد صار الخطر كبيراً.حينما احس بحركتها وهى تفتح النافذة ثم تغلقها ضحك وقاد سيارته الى شقته فى زهراء مدينة نصر
---------------------------------------------------

قديم 12-08-2013, 11:17 PM
المشاركة 39
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
---------------------------------------------------
26

كانت نحو التاسعة مساءا حينما انهى حاتم اتصاله مع موظفة الاستعلامات بمستشفى رابعة العدوية..اخبرته ان دكتورة سلمى ستنهى عملها فى العاشرة مساء..اصبح يفعل هذا كل مساء ..يعرف موعد خروجها .ينتظرها..تتجاهله.. تركب تاكسى فيمضى فى اثرها حتى تصل المنزل..لا يعرف سبب القلق الذى يأكل صدره..سيعود والدها غدا عليه ان يحسم الامور..لا يرتاح ابدا لهذا الوضع..هو لن يطلق..وهى تعلم هذا..غير عملها فى هذه المستشفى الذى يعتصم امامه انصار مرسى ..لا يعرف كيف تتطور الامور اذا ماعلموا ان الطبيبة التى تقسم ا ونهارها وليلها بين مستشفى رابعة والمستشفى الميدانى ..زوجة ظابط جيش
حاول ان يسير بجانب التاكسى حانت منه التفاته لها ..بادلته النظرة ثم ولت وجهها تجاه الجههة الاخرى
حينما وصلت اطفأ نور سيارته..نزلت وهى تسير بقامتها الهشة صوب المنزل ..المظلم..لايعرف ما الذى يحبه بها ..شيئاً تملكه سلمى ولا تملكه غيرها..طالما من نفسه ان يتزوج ملكة ..لا هم لها سوى جماله..لكنه اختار سلمى ...ابتسم بحزن فرغم انها قريبة منه للغاية الا انه بينه وبينها اميال ..صنعها غبائه..حينما اضاء المنزل .. هم بشتغيل السيارة..دوت صرخة من داخل المنزل..اختلج قلبه رعبا ..تذكر السلاح الذى تسلمه ..
سمع صراع من الداخل ضرب رتاج الباب برصاصة سريعة
كانت سلمى ملقاه على الارض وذلك الملثم يحاول تكبيلها
استقرت رصاصة حاتم الثانية فى فخذه
بينما هرعت سلمى بوجهها الباكى تلوذ به ازاحها برفق كى يكبل اللص
####
بعد ان انهى الامر مع الشرطة
عاد اليها ..مسح برفق على شفتيها يعالج الجرح الذى اصابها من ضرب اللص
تنهدت سلمى للمسة اصابعه..برقت عينه..مازالت تحبه
خرج من افكاره على صوتها ..انها الثانية صباحا عليك الرحيل
قال بتسلية .الباب لا يغلق
نظرت برعب وقد تذكرت ما حدث لها منذ ساعات
اقترب منها ..تراجعت عنه..شدها بقوة اليه
تملصت وهى تقول لا تفعل
قال بتلسية اكثر لا افعل ماذا
لم استطع الافلات من ذراعيه وهو يهمس فى اذنها
اليس هذا من حقى ..الست زوجك..هل ما افعله يخالف الشرع
ترقرقت الدموع فى عينيها
حاتم ارجوك
حملها كالريشة ..ستسامحينى سلمى ..ستفعلين حبيتى
قالت بيأس لن اسامحك ابداً
ضاع صوتها وحاتم يقترب من غرفتها..لم يستمع لتوسلها..ولا لدموعها..هو يريدها..لا يستوعب ابدا ان تبقى بعيداً عنه..خاصة بعد حادثة الليلة سيظل بقربها مهما حدث
استيقظت سلمى على صوت زقزقة العصافير فى السادسة صباحاً..تتساءل بذهول عما حدث لها..كان حاتم ينام بوداعة بجانبها عارى الصدر ..عضت اناملها ..تمتم بأسمها..تعلم انه يحبها..هذا الحب الذى تكره..
نزلت بخفة وارتدت ملابسها على عجل..قبل ان يستيقظ..لن تبقى معه..كانت تمضى بلا هدف مرت بفيلا الندى..ارادت ان تدخل..خجلت من نفسها ..ركبت للمسشتفى..كان تتصارع بداخلها هى لم تفعل شئ لا يقره الشرع..هو اجبرها..هزت رأسها لم يجبرها ...كانت متعبة وبحاجة للراحة..لم يأتى موعد دوامها بعد..نامت فى استراحت الطبيبات
#####################
وصلت ديان تل ابيب بعد معاناة..بعثت لحاييم برسالة مقتضبة..حينما وصلت شقتها فوجئت بيائيل تجلس هناك
قالت ببرود
لا اتذكر انى اجرت الشقة قبل رحيلى
غمزت يائيل بعينها ..حاييم فعل
جلست متعبة
اه حاييم
حانت منها التفاتة لصورة خالد..نظرت له بأسى
ضحكت يائيل بخفة..جلست بجانبها..حينما كنا صغار..كانوا يرفهون عنا بالذهاب الى طبرية ..هل تتذكرين كيف كنا نلهو هناك..كنت اصر ان اخلع حذائى على جسر طبرية قبل الدخول للشاطئ حتى لا يبلى لم يكن لدى سوى حذاء واحد بينما تنتعلين انت حذاءك الثمين.
نظرت ديان باستهزاء ..كانت سامنتا تبعث لى الكثير من الاحذية ..الكثير من الثياب

القت يائيل بظهرها لتسترخى اكثر ..كنت اسير حافية ..حتى اطلق احدهم على يوماً حافية على جسر طبرية
حافية على جسر طبرية..يومها خلعت انت حذاءك..حتى تحظين باللقب الذى اطلقه (اورى) هل تتذكرين اورى..ذلك الفتى الوسيم الاشقر ذو العيون الزرقاء وضعه ابوه يعد وفاة امه هناك..وترك اسرائيل
قالت ديان بنفاذ صبر وهى تشعل سيجارتها
نعم اتذكر اورى وقالت باستهزاء ولكنى لم انافسك على اللقب..انت الحافية الاشهر على جسر طبرية هل ارتحت
ضحكت يائيل بأسى
لكنك نافستنى على اورى
اطفأت ديان سيجارتها بعصبية
ماذا تريدن يائيل ..تسكنين شقتى..وتذكرين احداث مرت ونحن فى الثالثة عشر من عمرنا
دمعت عينى يائيل..تعلمين ما حدث لاورى بعد حادثة اغتصابى ..انتحر اورى ..ظل سنوات يتحمل القهر والفقر فى الكيبوتس..حتى اخبرته انت قبل ان اخبره بما حدث لى ..كانت لدينا احلام ديان..ان نخرج من هنا ..نعود لبولندا ارض اجداده..شعر اورى بالعجز ديان..هل تعلمني ماهو شعور بالعجز
دمعت عينى لوهلة وقد بدأت تفهم ما ترمى له يائيل وهى تكمل
خرجنا انا وانت من الكيوبتس انا كائن مهترئ ضعيف لا يجذب غير ذباب الليل..بينما انت بحذائك الثمين تسيرين وتنجحين وحصلت على اورى اخر ...اعنى شخص يختارك ويحبك ..اعنى به خالد..
دمعت عينى ديان وهى ترتجف .سيخرج يائيل ساعمل على يخرج..سيعود لى ..سنترك هذ البلد
ضحكت يائيل باستهزاء
هذا الخطاب وصل اليوم..يخبرونك بوفاة زوجك وتعجيل استلام جثته
نظرت ديان بذهول للورقة التى القتها يائيل وجرس الباب يرن وبشدة
فتحت يائيل الباب وهى تقول
ليلى مرحب بالماما
&&&&&&&
استيقظ حاتم فى الحادية عشر ..لم يجد سلمى..كان شء من شعرها الاسود على الوسادة ..شئ منها فى كل مكان..تمطأ بكسل ..لديه نبطشية فى دار الحرس الجمهورى تبدأ فى السادسة مساءاً..اخذ دوشا سريعا واتجه لشقته لتغير ملابسه..اتصل بمستشفى رابعة ليطمئن على وصول سلمى هناك..بعد ان حاول مررار الاتصال على هاتفها دون ان تجيب.

انتهت سلمى عملها فى الثالثة عصراً..ثم جلست فى المستشفى الميدانى..تستقبل حالات الاغماء وارتفاع ضغط الدم من قبل المعتصمات والمعتصمين ..كان اعتصام رابعة يزداد بقوة ..ترى الطبيب والمهندس والعالم والفلاح والتاجر ..تتعاطف معهم بشدة ..تكره تدخل الجيش فى السياسة ..لكنها تثق ان الجيش سيصل بحل للأمور يرضى الجميع..تذكرت حاتم الم تثق به قبلاً
كانت تراجع الادوية الناقصة وهى تستمتع للترتيل النورانى للقرأن الكريم من احد المعتصمين القريبين
دمعت عينها وهى تقول
اللهم عدلك ورضاك
&&&&&&&
حاول حاتم مرارا الاتصال بسلمى ..يعرف الاوامر المشددة بالا يخرج..يعلم انها مازالت فى رابعة..كلم عامر ان يذهب لاحضارها..اخبره عامر انه بالفعل هناك وسيحاول ان يصل اليها
ثم عاد واخبره انها مازالت فى المستشفى الميدانى وستنهى عملها فى العاشرة مساءاً لكن لديها نبطشية مرة اخرى فى مسشتفى رابعة تنتهى صباحا
غمم حاتم قى سخط منذ متى تبتين يا سلمى خارج المنزل
كانت نحو العاشرة مساءا استلقى بهدوء وسرعان ما غلبه النعاس
لا يعرف من اين يأتى هذا الصوت
ايقظه احدهم
قام بذهول
ماذا يحدث
اجاب زميله بهدوء وتشفى
انهم يقتلون بعض الخرفان التى تجرأت واعتصمت امام الحرس الجمهورى
ابتسم حاتم ثم خبت ابتسامته سريعاً
تذكر سلمى وعامر
اتصل برقمها بسرعة
جاء صوتها صارخا ودوى الطلقات حولها يدوى وصوت طائرة فى أذنه
لماذا يا حاتم
صرخت حاتم .حاتم
ثم انقطع الصوت بغتة بينما مازال دوى ضرب النيران وهدير الطائرة يدوى فى اذنه
قام بسرعة وهو يقطع المسافة من مكتبه الى البوابة الرئيسية
كان كل شئ انتهى ..الامن المركزى يحيط بالمكان والجنود يذهبون لخلف عمارات العبور
لم يستوعب شئ
اتصل بارتعاش بعامر ..جاء صوته باكياً ثم انقطع الاتصال
حاول الدخول لرابعة وقد احاطها الجيش من كل اتجاه
جاء صوته باكيا للظابط المسئول زوجتى هناك تعمل طبيبة
اخبره بوجوم..ذهابهك خطر كبير ببدلتك العسكرية
نظر لبدلته العسكرية فى أسى
عاد مسرعا لسيارته ليبدل ملابسه فى شقته
تمكن اخيرا من دخول رابعة
لم يكن الاعتصام يحوط المستشفى بل حولها
اذهله كم الجرحى والموتى
سأل على سلمى لم يعطه احدهم جوابا
فقد تحولت المستشفى لساحة من الصراخ والعويل وهرولة اللاطباء لانقاذ ما يمكن انقاذه
الدماء تغرق كل شئ
حينما وصل لاحد الادوار ..وجده هناك عامر يرتكن على احد الجدران ويبقى فى صمت
قال حاتم وهو يسأله فى خوف
هل اصيبت سلمى
هل اصابتها خطيرة
هزه من كتفه
اخبرنى عامر
اين هى
نظر له عامر والدموع تغرق وجههه
هزه حاتم بعنف
ايها الاحمق
كل لحظة تضيع معناها حياتها
اين هى دعنى انقذها
ضربه حاتم بعنف على وجهه وعامر لايرد
صرخ وصرخ وهو يشير له للحجرة المجاورة..استراحة الطبيبات
وقف على الباب وهو ينظر للجسد المسجى وقد احاطه الكفن الابيض وغطى الوجه
التفت لعامر..لا يوجد احد هنا..سوى جثة هناك
قال بارتعاش ..عامر
اين هى ..رفعه بخفه..والدموع تتساقط من عينيه اخبرنى يا عامر..اخبرنى
نزع عامر يده برفق
وهو يربت بقوة على كتفه
شهيدة يأذن الله
اقترب ببطء غير مصدق..رفع الغطاء..مازالت هناك بعض الدماء المتخثرة عند عنقها..المه ذلك الثقب وقد انغرست فيه الرصاصة غرساً
كان بعض شعرها يلتصق بجبينها
نظر غير مصدق لوجهاا البرئ
اه يا سلمى لم اعرف ابدا انك بمثل هذا الجمال
كان جسدها مازال دافئاً..طار لبه
اصمدى يا حبيتى
هو جرح بسيط
ستتعافين يا سلمى
صار يهذى
سلمى هل سامحتنى
هل استحق ان تسامحينى
قبل عيونها المغمضة
استيقظى يا سلمى
استيقظى يا دكتورة سلمى
تحبين لقب دكتورة
ساناديك لبقية عمرى حبيتى الدكتورة
هيا يا سلمى..كفاك دلاًلا
انت تعاقبينى..كفاك انا لا احتمل هذا العقاب..اضعف من أن احتمل هذا العقاب
امسك يدها وعامر ينظر اليه
كان عامر ينظر اليه ويبكى
قال غاضباً لا تنظر لشعر سلمى المكشوف ساغطيه ..تعرف انها لن تسامحنى
لكن ساعدنى يا عامر ارجوك فى ن اوقظها
جلس عامر على الارض مرة اخرى وهو يضع رأسه على ركبته
لا يعرف ماذا يصنع ..لم يهتز هكذا يوم وفاة والده..رفع رأسه على صوت الطبيب والممرضة ينتزعون حاتم نزعاً هو يصرخ بهستريا
سلمى مازالت حية ..سلمى لم تمت
--------------------------------------

قديم 12-08-2013, 11:17 PM
المشاركة 40
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
27 والاخيرة

طرقت ندى الباب عدة مرات وقد وقف بجانبها عامر
جائهم صوت حاتم صارخا
اتركونى
ارتعبت ندى لصوته بينما نظر لها عامر فى يأس
قالت بارتعاش حاتم افتح ارجوك الامر مهم يتعلق بسلمى
جاوبهم الصوت المطبق ..فتح حاتم الباب وهو يفسح لهما الطريق
لم يبدل ملابسه منذ حادث سلمى ..نمت ذقنه قليلا بينما دلت جفونه المحمرة انه لم ينم ابداً
جلس فى هدوء وهو يشعل سيجارته..بينما ذهبت ندى لفتح الستائر ..قال بضعف اتركيها رجاء
دمعت عينى عامر وامسك ندى من يدها يستمد منها بعض الشجاعة وحاتم ينفس الدخان فى الهواء وهو يقول بتخاذل..لن احتمل ان اجلس فى عزاء سلمى ثم اكمل وبدنه كله يرتعش كما لم احتمل ان ادفنها بيدى..اعلم ان والدها قد وصل .حاول ان تسانده عامر رجاء انت وندى..اعتبرنى ميت منذ ماتت سلمى
مسحت ندى دموعها وهى تقول بتشنج لم تدفن سلمى حتى الان يا حاتم..انها فى منزل والدها
نظر غير مصدق وعامر يقول بغيظ
يصرون فى المشرحة على اعطاء تقرير حادث انتحار ..ذهب والدها بجثامنها مرتين وفشل معهم
الامر يحتاج تدخل منك يا حاتم
لم ينظر اليهم حاتم بل طار عبر السلم الى الشارع حافى القدمين حتى حبيبته..دق الجرس بعنف
وجده هناك سالم الجارحى وقد اكتست عينيه نظرة غريبة اشبه بالذهول ..نكس رأسه حينما رأى حاتم
لم ينبس بشئ اشار لحجرتها
كان اللون الازرق بدأ يزحف على اطرافها رويداً رويدا ..واثر جرح صغير على شفتيها..تذكر ليلة اللص ..حاول ان يمد يده ليلمسها فتوقفت فى الهواء ..انهار على الارض وهو يطلق اه قوية ..امسكه عامر الذى هرع فى اثره بقوة وهو يهتف به..انها تحتاجك يا حاتم ...تحتاجك بشدة..لن تتركها هكذا..انت زوجها اقبل التقرير ...هم لن يعطونا وساماً فى الدنيا ..اجعل ابوها يفهم هذا بدلا من اصراره الغبى ..نظر له حاتم نظرة خاوية ثم قال فى قوة
اخرج
تلعثم عامر من التبدل الغريب لا بن عمه فقد استعاد رباطة جأشه سريعاً...صرخ فيه حاتم مرة اخرى
اخرج..اطلب من ندى ان تحضر لى بدلتى العسكرية..ستدفن سلمى وسيخرج التقرير بالحالة الفعلية.
ارتدى حاتم بدلته العسكرية وحمل سلمى بين ذراعيه وقد وقفت عربة اسعاف بالخارج..فى المشرحة رفض الطبيب فى البداية لكن امام اصرار حاتم نفذ التقرير ..قتل نتيجة رصاصة فى العنق ولكنه لم يكتب ابداً انها تحمل اسم ج م ع ولم ينسى ان يبعث اسم حاتم الليثى للمخابرات الحربية...حاتم الذى عاد لانهياره بعدما وارها التراب
&&&
كانت ندى تقلب كوب الشاى الذى برد عدة مرات فى المقهى بدار الاوبرا ..اقتربت منها ماريان وسامح
جلست ماريان بهدوء وندى فى عالم اخر..امسكت بيدها ..ندى
ارتعشت ندى ..اهلا ماريان كيف انت
بخير حبيبتى ..كيف عامر ..وحاتم ابن عمك
تنهدت ندى ..حاتم قبضت عليه الشرطة العسكرية ..لا نعلم اين هو بالتحديد ..يحاول عامر جاهداً الاتصال بكل معارفنا
زفر سامح فى غيظ ..قتلوا زوجته ويحبسونه
ردت ندى ..قانون العسكرية اذا تغيب اى ظابط مدة ثمانى واربعون ساعة يتم القبض عليه..لست قلقه عليه فاحد معارفنا اخبرنى انه سيخضع لتأهيل نفسى ثم يخرج ..حاتم تخصص نادر لهم
ردت ماريان...تقولين لهم!!
زمت ندى شفتيها اعنى الجيش
تراجع سامح فى كرسيه الجيش ليس لهم ولنا يا ندى..الجيش ملكنا جميعا
تركت ندى المعلقة بعصبية ..لا تمسك على كلمة
ربتت ماريان على يدها اهدئي حبيبتى .. ليس معنى ان جراتسى بنظارته السوداء اعطى صكاً وتفويضاً بالدم ان نقسم الجيش
تساءلت ندى بخفوت من جراتسى
ضحك سامح بهدوء الا تشاهدين الافلام..جنرال جراتسى فى عمر المختار ونظارته الشهير وحركة فمه الجانبية
فهمت ندى من يقصدان قالت وهى تشهق انتما
همست ماريان نعم..نذهب لرابعة ونساندها بكل قوة..نختلف مع الاخوان لكن جراتسى لا يقبل مبدأ الخلاف
انا وقبلى المقصلة ..المقصلة دارت قبلاً فى ماسبيرو
نظرت ندى فى ارتياع وقد تذكرت سلمى ..ليتنى لى نفس شجاعتكم
همس سامح وهو يقول درس تعلمناه هناك
هى موتة ولا اكثر..تكة ولن تشعر بشئ
&&&&&&&&&&
دخلت ندى منزلها وجدت عامر يقلب قنوات التلفزيون بفتور
قال بسخرية وهو يراقب شقيقته التى جلست بخمول
لو جلست امام التلفزيون يا ندى ستخرجين بيقين ان سلمى قتلت نفسها ..اخذت منه ندى الريموت واغلقت التلفزيون بهدوء
عامر الا تفكر فى الرحيل
قال بفضول الرحيل.
ردت نعم نبيع كل شئ ..نرحل إلى بلد اخرى
بالمناسبة اتصلت داليا ..استقرت فى بيت الناغى ..تقول ان محمد الناغى تعرض لانتكاسة صحية شديدة بعد ان علم بامر ابنه..لكن حماتها ترعاه وترعى معها رائد وان هناك امل كبير فى الشفاء لرائد وانها ستستقر فى المانيا ..لذا طرأت فكرة الهجرة..ما رأيك
ضحك عامر وهو يعاود فتح التلفزيون
السفارات كلها مغلقة..ثم عاود التعليق على صريخ احد المذيعين وبنر مصر تحارب الارهاب مكتوب باللغة الانجليزية والعربية هل سمعتى عن مشروب جديد اسمه ميرندا برسيم
&&&&&&&&&&&&&&&
دخلت ليلى بهدوء
قالت بصوت هادئ
ديان قد عدت ..مدت ديان يدها لها وعيونها مغرقة بالدموع
لقد مات يا ليلى
تجاهلت ليلى يدها وذهبت لصورة خالد
اتعنين خالد وردت بهدوء اكثر ..اه بعثوا لى بخطاب مثلك
جلست قبالتها
ويائيل تنظر لها غير مصدقة
ألست حزينة ليلى
ردت ليلى
حزنى سيدنس خالد..انه اطهر ان تبكيه اماً مثلى او زوجة مثلها ..نظرت لها ديان بارتياع
ليلى ..لم اكن اعرف ما افعله..انا غبية حمقاء..قد يكون خبر موته اكذوبة
نظرت لها ليلى نظرة خاوية بل كلانا يعرف ما نفعله ديان
نظرت لهما يائيل بغيظ
ديان تركت شريحة هاتفك هنا..فتحتها من باب الفضول..هناك رسالة وصلت منذ اسبوع لك ارسلها خالد عن طريق احدهم
مدت ديان يدها لها
وهى تردف ساصنع لكما بعض العصير ..اعتبراه هدية منى فأنى راحلة بعدها
مسحت ديان دموعها بسرعة وهى تقرأ الرسالة
ديان حبيبتى..لا اعرف كيف انت..احبك ديان..تمنيت ان يكون لنا طفل..سنفعل ديان..بعض السجناء هنا نجحوا فى اخراج نطفة منهم ..العملية شديدة التعقيد ولن احكى التفاصيل.. المهم ان عملية نقل النطفات وزرعها فى ارحام اربع زوجات نجحت.....اتمنى ان نفعلها ديان وان تحملى طفلى .ساعود يوما ديان..لاجد ابنى قد كبر..وان لم اعد اتركى هذا البلد..اذهبى به لابى ..هو رجل طيب رغم كل شئ..من حقك ان تعيشى عيشة افضل من هذه ديان..ساعاود الاتصال بك
القت ديان الموبيل وهى تصرخ وتتكور على نفسها..اه يا خالد
اتت يائيل على صراخها
وهى تضربها على وجهها عدة ضربات
اهدئي ديان ..لن يعيد شئ خالد..كما لن يعيد شئ اورى تألمى ديان وابقى واقتصى من روحك بقية عمرك..نظرت لليلى ستعيشين سواداً تلو سواد
توقفت دموع ديان فجأة وهى تنظر لليلى التى جلست بصمت..تناولت من يد يائيل العصير وهى ترقب بخوف ليلى التى اخذت هى الاخرى العصير ..شمته اولا ..قالت يائيل بحبور
كنت اود ان اضع لكما السم فيه..لكنما تستحقان اكثر من هذا..الافاعى تعيش حتى التعاسة ..سيخفف من كرهى لكما قليلا ان اتمنى لكما ميتة شارون
اشربى ديان اشربى ..

والان سارحل .وداعاً ديان..وداعاً اسرائيل ..وداعا كل دنس فى حياتى ..حملت حقيبة خفيفة لتذهب فى اتجاه المطار..
شربت ليلى العصير بعمق وهى تقهقه
الدماء العربية تجرى فى جسد هذه الفتاة..ميتة شارون يا لها من شريرة
وضعت ديان الكوب بعد ان شربته وهى تهمس
ليتها وضعت بعض السم لنا ..ميتة شارون يا لها من شريرة
سمعت صوت صرير سيارة بالاسفل وصوت يصرخ.. نظرت من النافذة وجسد يائيل قد تهشم تماماً والسيارة الفان الكبيرة التى لا تحمل اى ارقام تبتعد
صرخت فى ليلى ..قتلوا يائيل..قتلوها ..قتلوها
قهقت ليلى وهى تغنى وترقص ببطء وترسم دوائر بيدها وتمزق بعض من شعرها ثم تطيره فى الهواء
قتلوا الصبية ..قتلو الصبى ..والافاعى احياء
ثم توقفت وقد عاد اليها شئ من عقلها
اتعلمين ديان..ان الافعى حينما تلد تترك صغارها لمصيرهم..ثم اردفت والزبد يتطاير من فمها لكنى افعى شريرة اعدت ولدى ليتذوق سمى ..انا افعى شريرة وعادت لرقصها وتمزيق شعرها
صرخت ديان وهى ترقب يائيل بدمائها اسفل البناية..وليلى التى فقدت عقلها..نظرت لصورة خالد ورسالته الاخيرة..مرت يدها على بطنها وصرخت الماً..لقد وضعت لى يائيل السم لى انا ..وقفت بصعوبة وليلى مازالت فى صخبها ..امسكت الستائر ..شعرت ان صدرها يتمزق وان النار تأكله ..كان خالد يترائ لها من بعيد بابتسامته الرائعة وسنته الجانبية المكسورة..نادت خالد..لكنه تجاهلها وهو يمسك يدى يائيل ويتلاشى كالسراب.
&&&&&
تمت بحمد الله


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: حافية على جسر طبرية -رواية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية كوخ العم توم عبد الكريم الزين منبر الآداب العالمية. 4 04-17-2021 05:14 PM
حافية في جنة شعري محمد حمدي غانم منبر شعر التفعيلة 5 04-25-2020 05:18 AM
رواية رديئة محمد عبدالرازق عمران منبر مختارات من الشتات. 4 02-24-2012 05:49 PM
إمرأة حافية محمد عبدالرازق عمران منبر مختارات من الشتات. 2 07-24-2011 05:11 PM

الساعة الآن 11:32 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.