قديم 11-10-2013, 10:56 AM
المشاركة 11
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي

الفصل الخامس
قرار



مد موشيه يده لديان كى تنهض..نظرت إليهمن خلف غيمة دموعها ..تجاهلت يده...نهضت وهى تنفض الرمل من بنطالهاويدها..مستاءة من منظرها الفوضوى كما بدا لها فى انعكاسة الشمس على نظارةموشيه الرمادية

كانت الشمس قد بدأت فعلياً فى الرحيل تاركة اخر اشعتها الباهتة على وجه ديان المتورم من البكاء
غمم موشيه فى تعاطف
تثيرين الرثاء ديان بما تفعلينه بنفسك
زمت ديان شفتيها
لاتقلق نفسك بشأنى ..انا فى حالة جيدة ..اعرف ان ثمة حياة جديدةتنتظرنى..مازلت شابة ولدى الكثير لأفعله..لن تتوقف حياتى بسبب خالد..كما لمتتوقف بسبب ابى وامى..لايعنى هذا انى ساكملها مع هذا الرؤوال الذى وضعتموهفى طريقى ...ولا فى عرضكم لأزور اسرة ابى فى القاهرة
لست بحاجة لكل هذا..قدمت لأسرائيل زوجى هدية ..فقط من أجل اسرائيل
وانا راضية تماما عما قدمته
هم موشيه بقول شيئاً ما
فلوحت له باصبعها محذرة
ولا انوى تقديم المزيد سوى فى عملى الذى اجيده..كمبرمجة كومبوتير
قهقه موشيه بصوت عالى وهو يصفق بيده بينما هبت رياح مفاجئة لتعبث بشعر ديان القصير وتثير كثير من الرمال التى دخلت عينيها
رفت عينيها بقوة من الم شذرات الرمال ..أعطاها منديل ورقى ..مسحت عينيها وقد زاد المها
دفعها موشيه برقه كى تسير معه نحو مقهى الفندق
بعدما انتهت من غسل وجهها واستعادت شيئاً من رباطة جاشها
وجدت موشية يجلس على الطاولة ويده تعبث بهاتفه فى حركات دائرية لانهائية
اشار اليها
تعالى ديان
احضرت لك قهوة بالحليب
تعالى عزيزتى ستنعشك كثيرا
فى الحقيقة كانت بحاجة شديدة لقهوة الذكريات هذه..ومع برودة الجو فى المقهى المفتوح رشفت قهوتها بنهم
كانت تجلس فى مكان منعزل من المقهى وحيدة مع موشيه حيث فضل النزلاء الاخرون الجلوس فى الداخل اتقاءاً للبرودة
تنهدت برضى وهى تغلق سترتها
شكرا لك موشيه على القهوة
امسكها من رسغها
لم أنهى حديثى ديان
همت بالاعتراض فاشار لها ان تجلس هامساً
رأتنى ليلى خارجاً من المبنى بالأمس وهى ستربط الخيوط ببعضها فماذا ستفعلين ديان
عقدت حاجبيها فى غضب وما ادرى ليلى بزيارتك لى ..المبنى واسع وقد تكون فى زيارة اى شخص أخر
ضحك بتملل:-
هذه اسرار مهنة لا ينبغى الكشف عنها ولكن ليلى فى طريقها لكشف علاقتك بالقبض عن ابنها
لم يخبرها عن علاقته السابقة بليلى ولا اتصالاتها المتكررة وطلبها لقاؤه
جلست وهى لا تدرى ماذا تفعل..لا تريد خسارة ليلى بعد ان خسرت خالد
ليلى لن تتفهم ابداً ما دفعها لذلك
وضع امامها موشيه ظرف متوسط الحجم
سالته فى شك
ما هذا
اجاب دون مدارة
صور عائلتك فى القاهرة
تعلمين ان لك اخوة
غممت
اعرف انى لى اخ او اخت
بل اخ واخت عامر وندى
ازاحت الظرف تجاهه وهى تقول بعصبية وما شأنى بهم
انا ابنة اسرائيل و........ز
قاطعها فى نفاذ صبر
استمعى الى ديان..اخذت من وقتى الكثير
اننالن نرسلك للقاهرة للتجسس كما تخشين..لن ترتادى اماكن عسكرية للتصوير ولنترتبطى بعلاقة عاطفية مع احدهم لاجل اسرار الجيش او ما خلافه
هىفقط زيارة لن تأخذ من وقتك اكثر من عدة اشهر ..نريد ان تعيشى وسط المصريين ..نريد معرفة اتجاه تفكيرهم بعد فشل حصار الاتحادية ..اين يتجهالمصريون..بالطبع لن تفعلى هذا بمفردك
هناك لجنة من الخبراء سيتم وضعك تحت اشرافها لعدة اسابيع لتلقينك كيفية القاء الاسئلة وتجميع الاراء وعمل تقرير
قاطعته ديان فى حدة
ومن قال انى اوافق ..هل خدعت نفسك بخوفى من ليلى او خسارتى لها
كان خالد جزء من نفسى وضحيت به..فلماذا تعول على على نفسك ان الم خسارة ليلى سيكون اقسى من الم فراق خالد
ابتسم موشيه بخبث
فى الحقيقة الذى اخبرتك به هو شق من الامر ولكن هناك شق اخر لا يقلاهمية عن التقرير ..امر يتعلق بداليا
اتسعت عينا ديانوهم تغمم
داليا..هل عرفتم من هى
انفرجت اسارير موشيهوتراجع فى كرسيه وهو يرقب الاهتمام المفاجئ على وجهها وقد تحفز جسدها
وضحك سخرية الانثى هى الانثى
افتحى المظروف ستعرفين من هى داليا
وقبل ان تمسكه بيدها امسكه بخفة
وهى تنظر له فى غضب
فتحه وهو يتلذذ بفضولها
وضع صورة امامها لرجل فى اواخر الستينات
احمد الليثى عجوز فى الستينات من عمره ..يملك الشركة المصرية للحواسب
وصورة لشاب فى اوئل العشرينات
عامر احمد الليثى فى اوئل العشرينات ..يدرس فى هندسة الالكترونيات
وصورة لفتاة رقيقة لا تكاد تتخطى مرحلة المراهقة
ندى احمد الليثى
ثم صورة لضابط بالقوات المسلحة
حاتم محمد الليثى رائد بالقوات الجوية المصرية
وهو بالمناسبة ابن عمك ان فاتك الامر ويقطن مع ابيك نفس المنزل بعد وفاة والده وهو صغير
اما الصورة الاخيرة فهى لشقيقته وابنة عمك
تعمد موشية ان ينظر اليها كثيرا ثم ينظر لوجه ديان
ابنة عمك
داليا احمد الليثى
نظرت اليه بشك ولكن شكها تضاعف لذهول وحيرة
فالصورة التى وضعها امامها اثارتها بشكل مخيف وحدقت فيها بانهيار
تذكرت لقاؤها الاول بخالد
تذكرينى بشخص ما
فابنةعمها تكاد ان تكون نسخة كربونية منها فقط مايختلف بينهما هو اللون والفمالقوى الممتلئ الذى تملكه داليا والنمش الذى يغطى وجه ديان
جاءها صوت موشيه سحيقا
رغمكل ما فعلناه بخالد واستخدمنا وسائل شتى من التعذيب رفض الافصاح عن دالياتماما..لقد كانت مفاجئة ان نجد ابنة عمك بهذا الاسم والمفاجأة الاكبر هىالشبه الشديد بينكما
لا معلومات لدينا عن لقائها بخالد..كل مانعرفه انها كانت تعمل بالخدمة الارضية لمصر للطيران..لاى مدى تعرفت بخالد ..لا توجد معلومات مؤكدة
كل ما نعرفه انها ترفض ان تتزوج رغم بلوغها الثامنة والعشرون..يهمس البعض بقصة حب فاشلة.
لكنلا يخفى علىأحد طبيعية عملنا شديدة الحساسية هناك شيئاً يربط داليا هذهبالذات بخالد..لا نبنى عملنا على المصادفات..هناك شيئا يربطها بشبكة ماتخطط لعمليات داخل اسرائيل
يرجح ان خالد لم يرتبط بك عبثا وانالامر كان مخططاً..قبل ابلاغك عنه رصدنا معلومات تخص الامن القومىالاسرائيلى واتعرفين ما مصدرها ديان
اتسعت عينيها من الصدمة وهو يلقى بالكلمة شديدة على سمعها

الحاسوب خاصتك ديان


قادت ديان سيارتها ببطء فى شوارع تل ابيب

تركها موشيه بجملة اخيرة ..ننتظر درك خلال اربع وعشرين ساعة..والا اعتبرى لقاؤنا لم يتم..ثم اردف وهو يضع بعض الشيكلات على الطاولة
على حساب اسرائيل
عدل سترته وهو يقول انت محظوظة يا فتاة اذا لم تقع رقبتك تحت المقصلة ..كنت المشتبه الاول وليس خالد
خبطت بيدها ع المقود..كانت اعصابها مثارة وخفقات قلبها متزايدة ..والغيظ يكاد يقتلها وهى تردد
وهم كل ما عشت فيه وهم
لكن لماذا
كان صوت موشيه جيات يندفع باغنية شرقية ذاعت شهرتها كثيرا فى السنوات الاخيرة
لطالما احبت صوته ..يتحدث عن الحب والخيانة والشوق
طفرت الدموع من عينيها فاوقفت السيارة
وجدت نفسها فى ميدان رابين.. كيكار مالشى سابقا حثتها الزحمة ان تسير مجددا
هتفت فى حنق حقا انك المدينة التى لا تنام
نظرت لساعة يدها انها الثامنة مساءا..انها تقود منذ اكثر من ساعتين بلا هدف
وجدت نفسها تسير فى منطقة الميناء حيث اكبر تجمع للنوادى والحانات
تبحث عنها بلهفة..بصديقة طفولتها..يائيل عزارئيلى
وجدتها بجانب احد البارات تجاذب اطراف الحديث مع احدهم
ناداتها يائيل..يائيل
تمايلت يائيل بفستانها القصير الفاضح ووجها المصبوغ وهى تمضع علكة بكل اريحية واتكئت على نافذة سيارة ديان
هتفت
ديان ..ايتها الشقية لم ارك منذ سنوات
اشارت لها ديان وسط الصخب والهرج
اركبى
يائيل..لدى عمل

زفرت ديان فى غضب ..اركبى سادفع لك


قديم 11-10-2013, 12:12 PM
المشاركة 12
عبدالحكيم مصلح
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
متابع أنا بإنصات ،

تحيتي وأحترامي ،

قديم 11-10-2013, 03:13 PM
المشاركة 13
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
متابع أنا بإنصات ،

تحيتي وأحترامي ،
يسعدنى الق وجودك فى صفحتى

قديم 11-11-2013, 11:39 AM
المشاركة 14
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
الفصل السادس
لما ارك منذ زمن ديان العزيزة
نظرت لها ديان نظرة جانبية دون ان تجيب ..بدأ الهواء البارد يغزو سيارتها
تمتت يائيل بتافف:-
هل اغلقت النافذة ديان..يكاد البرد يأكلنى
حينما لم تجب ديان واستمرت فى القيادةمتجاهلة يائيل وغارقة فى افكارها
صرخت يائيل :-
اوقفى السيارة ايتها الحمقاء..تغيبين سنوات ثم تغرقينى فى الصمت والبرد

اوقفت ديان السيارة على احد الطرق المؤدية لاحدالشواطئ الخالية فى هذا الوقت من السنة
نزلت يائيل تتمايل وقد خلعت حذائهاوهى تدندن بلحن شرقى ذائع الصيت لزوهير ارجوف:-


الينور كم انت جميلة- العالم يراك جميلة- انى تعيس تماما- لا اعرف نهاية لهذا الحب سوى الحزن


اتكئت ديان على السيارة وهى تشعل سيجارتها التى عابثها الهواء كثيرا.ترقب رفيقة طفولتها وهى تتمايل وتطوح شعرها الطويل فى الهواء

قالت بتسلية:-
مازلت تعشيق الاغانى الشرقية يائيل
ضحكت يائيل ضحكة عبثية
اننا يهود شرقيون يا عزيزتى – اننا السفارديم مواطنوا الدرجة الثانية
اقتربت منها وهى تتطوح ..ورغم ذلك كنت تعاملين معاملة افضل منى يا ديان فى الكيبوتس ..لعلها اموال امك التى كانت ترسلها من امريكا
هزت ديان راسها نفيا وهى تأخذ نفسا عميقاً
انت مخطئة تماما يا عزيزتى كم تخطئين ..اسمى يكشف عن نصفى الشرقى.اخذت نصيبى الكافى من الصفعات والركلات ....لكن يائيل من ذرع لديك وهم كونك شرقية
ضحكت يائيل بخفة
تربيت فى الكيبوتس منذ الولادة – تخلت عن امى وكنت اسمع دائما
-
امها ليست يهودية
ثم رفعت يديها فى الهواء
انا ابنة الخطيئة وضحكت بهستريا

العرب يهربون من خطيئتهم اما اليهود فيتفاخرون بها ثم عادت للغناء مرة اخرى وديان تسمعها صامتة


حينما قاربت سيجارة ديان على الانتهاء دفنتهابقدمها فى الرمال

هيا يائيل – سأعيدك مكانك
- ماذا...هل هذا كل شئ

- اه بالطبع سأدفع لك


ابتسمتوهى تنظر اليها فى استهزاء--ركلتالموج والرمل المبلل بقدمها العارية ثمجلست وبعدها نامت بكل كسل على الرمال وهى ترقب سماء تل ابيب المظلمةوتغمض عينيها وتتنهد بخفوت

تعالى ديان ..اتذكرين كم غفونا على الشاطئ بعد خروجنا من الكيبوبتس اللعين..اديت انت الخدمة العسكرية وهربت انا وحبست ستة اشهر
جلست ديان بجانبها وهى تتكئ بمرفيقها على ركبتها لم تكن أيامه كلها سيئة يائيل
تقلبت يائيل على جانبها
بل كانت كلها شقاء بالنسبة لى..وانتهت بكارثة
- مازلت تذكرين هذا الحادث حبيبتى يائيل
- سأتذكره حتى أخر أيامى ديان
- أخبرتك الا تذهبى معهم لهذه الحفلة اللعينة لم تكن مجموعة تثقين فهم
- تنهدتيائيل بخفوت لم تكن فجيعتى فى اغتصابى ولا انتهاك ادميتى بل تلك الثورةعلى من قبل قادة الكيوبتس اتهمونى بالكذب وتلفيق الامر-وانتهت بطردى منهناك..من هذه الحشرة التى تلطخ سمعة الكيبوتس الذى اخرج النخبة فى اسرائيل- حتى انت ديان وقفت صامتة
- لقد بحثت عنك يائيل ولم اترك – طلبت منك مررا ان تسكنى معها وان تكملى تعليمك الجامعى..وعرضت عليك ليلى نفس العرض تكرارا
- قامت يائيل واعتدلت ..اه تلك العربية الحمقاء ...افضل مهنتى كفتاة متعة ديان ثم قهقهت بصوت عالى
- قاطعتنى ايتها الجاحدة حينما تزوجت ابنها..اين اميرك العربى
انفصلنا يائيل- لم نكن مناسبين
- صعقت يائيل- لا تنسى ديان انى حذرتك- هكذا هم العرب خائنون..ربت على يدها يا حبيبتى المسكينة ديان كنت هائمة به
- لا عليك يائيل فقد تجاوزت كل هذا – بل لدى صديق – صديق اسمه راؤول
- هزت يائيل – اه هنيئا لك – قالت وهى تنفض الرمل عن ثوبها القصير هل اعدتنى مكانى عزيزتى – لم اجنى الكثير الليلة

- هتفتديان وهى تغالب الدمع لا عليك يائيل سأدفع وقتك كما وعدتك- لقد اشتقت اليك بعد سنوات- منعنى هو ان ارك فيها


غمزت يائيل بعينها – دعينا ننسى اننا اليوم يهود وتغاضى عن الدفع ..انا ايضا اشتقت اليك ديان كثيرا

حينما تركتها ديان وقادت سيارتها بعيدا ..دمعت يائيل وغصة فى حلقها واعماقها تفور بغيظ
حمقاء ديان جمقاء وغبية
لم تذكر لديان ابدا..ان خالد كان يعطيها المال كى لا تبيع جسدها..لم تفهم ابدا اصراره على هذا كانت تلقى المال فى وجهه وتشتمه
انصرف ايها العربى القذر
فلا يرد اهانتها ابدا
بل يجمعه ويضعه فى يدها
لم يطلب منها شيئاً
وحينما انقطعت زيارته منذ اشهر شعرت انه يأس منها
هتفت فى اعمقاها

اين انت يا خالد؟


فتحت ديان باب شقتها بسرعة ثم تجاهلت جرس الباب الملح لليلى

اطفئتكل الانوار بعد ان هاتفت حاييم ..كانت زيارتها لرفيقتها يائيل اخر خيوطتمردها ..لم يحب خالد يائيل مطلقاً ..طردها فى اول زيارة لها عندهم حينماعرف بكونها فتاة ليل0 ولم تشفع لها دموع ليلى
انها فتاة مسكينة وينبغى مساعدتها
اغمضتعينيها ونامت بعمق فهى لم تنم منذ البارحة متجاهلة تماما ليلى التى جلستعند بابها تنوح ثم جرت جسدها جرا الى شقتها والحيرة تأكل صدرها----

######




فى مطار جى اف كيندى وقفت ديان ترقب المرأة.. الانيقة الطويلة- امريكية غنية حتى النخاع..وبجانبها تلك الصبية الشقراء تقف فى دعة ..هؤلاء لا علاقة لهم ابداً بحياة التقشف التى عاشتها فى الكيبوتس
لم تتقدم خطوة منهما وانتظرت
تقدمت سامنتا بتردد وهى تقول بشك
ديان..
هزت راسها بنعم
سامنتا
لم يكن ثمة عاطفة تجمعهما ولم يقطع الصمت بينهما سوى تأفف ويندى الواضح
هل ذهبنا سام لدى موعد بعد ساعة
نظرت اليها ديان نظرة صاعقة وهى تحمل حقيبتها وسامنتا تهتف
دعيها حبيبتى سيحملها احدهم
ويندى هل صافحت شقيقتك

قديم 11-13-2013, 12:40 AM
المشاركة 15
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
سامنتا

فى مطار جى اف كيندى وقفت ديانترقب المرأة.. الانيقة الطويلة- امريكية غنية حتى النخاع..وبجانبها تلكالصبية الشقراء تقف فى دعة ..هؤلاء لا علاقة لهم ابداً بحياة التقشف التىعاشتها فى الكيبوتس
لم تتقدم خطوة منهما وانتظرت
تقدمت سامنتا بتردد وهى تقول بشك
ديان..
هزت راسها بنعم
سامنتا
لم يكن ثمة عاطفة تجمعها ولم يقطع الصمت بينهما سوى تأفف ويندى الواضح
-هلا ذهبنا سام لدى موعد بعد ساعة
نظرت اليها ديان نظرة صاعقة وهى تحمل حقيبتها وسامنتا تهتف
دعيها حبيبتى سيحملها احدهما
ويندى هل صافحت شقيقتك
-------------
نظرت ديان بخفة لويندى التى مدتيدها ..بلحظة جمعت تفاصيلها- شقراء بلهاء مترفة –تنفق الكثير على نعومةبشرتها والكثير على ثياب لاتحتاجها فى الاغلب ..ترتدى معطف من الفراءالاسود وتنورة قصيرة من نفس اللون وقد تركت شعرها فى انسدالة عابثة ..زمتديان شفتيها وهى تفكر فى ازدراء ترتدى الصغيرة ما لايناسبها مطلقاً .. ولكنماجعل عينيى ديان تضيقان وتنفر من ويندى اكثر تلك النظرة التى لم تفهم لهاتفسير
انزلت ويندى يدها الممتدة دونبادرة ترحيب من شقيقتها الكبرى وهى تلقى نظرة هازئة على ملابسها وعلى سروالالجينز القديم وسترتها القصيرة.
هذه الاسرائيلية ذات الشعر القصير الباهت اللون والنمش العابث لن تروق لها نيويورك ابدا
ادارت نفسها نصف استدارة وهى تهتف بعصبية
هيا سام..قلت لك لدى موعدا
- سام ..هيا يا فتيات
تبعتهم ديان واعماقها تربض فىغضب..تمنى نفسها بالصبر ..لن تمكث هنا اكثر من اسبوع ..هى محطة لا اكثرلهدفها..يستحق الليثى ان تعرف المزيد عنه من سامنتا.. وان تسافر بعدها مننيويورك للقاهرة بجواز سفرها الامريكى
..تمنت لو كسرت رقبة هذه الباربىالمسماة ويندى وهى تمشى امامها كاوزة منتشاة ..ابتسمت وهى معجبة لهذاالخاطر..قد تعود يوماً وتفعلها..بينما نظرت ويندى نظرة ذات مغزى للسائقتوماس..اخذ الحقائب من الحمال.
اطبق الصمت على ثلاثتهم فىالسيارة ..التفت ديان من نافذة السيارةلنيويورك الغارقة فى البرودة .والزحام الشديد والانارات القوية والاعلانات الضخمة..شعرت بضألتها وفكرتفى مدينتها التى لا تنام التى لا تتعدى الخمسين كيلو متراً واشتاقتاليها..ودعتها منذ عشرون ساعة فقط ..عبست لحنينها هذا ..وتنهدت وهى تتذكرشقتها وتتذكر خالد..ندت عنها صيحة غاضبة
تباً قالتها بالعبرية
- ويندى- ماذا قلت
- ديان لا شئ
ضحكت ويندى فى جزل ..نطق تمثالك الصامت سام..يبدو ان المدينة لا تروقها
زجرتها سامنتا
ويندى كفى عن العبث
ارتمت ويندى فى احضان سامنتا فربتت عليها بكل حب وقبلت وجنتها
كفى شقاوة ويندى حبيبتى
نظرت ويندى بخبث ولم يفوتها تلكالنظرة اللامعة فى عينى ديان..نظرة حملت بحرأ من الدموع..دموع طفلة وحيدةمهجورة قضت طفولتها وصباها فى مكان لا عاطفة فيه سوى لوطن يحملها فوقطاقتها
دلفت مع سامنتا للشقة المترفة فى افخم بنايات نيويورك
نظر توماس نظرة ازداء للحقيبة الصغيرة المهترئة
- قالت
بالعبرية
حتى انت ايها الاسود
- انعقد حاجبى توماس فى غضب فضحكت سامنتا وهى تقول
- اهدئىديان ..توماس هو خادمى وسائقىوطباخ المنزل وهو يهودى من يهود الفلاشاوقد قضى بضعة سنوات فى اسرائيل لذا فهو يفهم العبرية جيدا
- انبسطت اسارير ديان فقد نجحت فى جرح احدهم والقت نظرة عابثة على الخادم الغاضب..
- ارجو الا يسمم لى الطعام ..او يطبخ لنا لحم البشر..اخبرنى ايها التوماس هل تأكل لحم البشر
- تجاهلتوماس سخرية ديان التى انهالت عليه بغضبها المكتوم من حياة سامنتا المرهفةبينما قاست هى الامرين فى الكيبوتس فحتى الاموال التى كانت تبعث بها كانتتوزع على الكيبوبتس باكمله ..وتكمل هى مع اقرانها حياة التقشف.. انما شكلتلها هذه الاموال بعضا من الحظوة والمديحلا اكثر.بكت حتىارهقهاالبكاء..وحزنت حتى اصبح الحزن وطنا بداخلها..حتى فرحها القصير بخالد لميكتمل
اه ثم الف اه عادت بافكارها لخالد مرة اخرى
لم تفق الا صوت سامنتا وهى تقول
- اذهب توماس بحقيبة ديان لحجرتى ..ساعطيها حجرتى
نظرت اليها ديان نظرة خاوية..مازلت جميلة سامنتا فى اوائل الخمسينات ولكنك جميلة لعلها اموال زوجك الامريكى
اقتربت منها سامنتا بهدوء وهىترفع خصلة من شعرها..نفرت ديان وازاحت يدها..غصت سامنتا وادارت ظهرها لهاوهى تنظر عبر الزجاج لنيويورك المبتهجة تستمد منها قوة لهذه الابنة النافرة
التى تلقت منها رسالة فى رغبتها بزيارتها..تلك الزيارة التى الحت هى عليها ورفضتها ديان مرارا
همست فى ضعف
ديان..اعرف انك تعانين كثيرا ياحبيبتى..حاولى ان تتفهمى موقفى..كنت صغيرة اذلتنى حياة الكيبوتس كثيرا..مكثتهناك خمس سنوات..اعمل كالدابة ليل نهار..لولا ظهور جيفرى ذلك المليونيرالامريكى فى
زيارة سياحية للكيبوبتس ما كنت خرجت من هناك ..عدت ديان لنيويورك التى اعشقها وكلى امل ان استعيدك يوما
نظرت لها ديان باستخفاف
اخذ منك الامر عشر سنوات سامنتا..تذكرت ان لك ابنة بعد عشر سنوات
نظرت لها سامنتا باستعطاف ..بعد عشر سنوات تطلقت واصبحت حرة من جديدة
ضحكت ديان
ومع صك حريتك نصف ثروة جيفرى..
-لكنى جئت اليك ديان ..كنت فى الخامسة عشر..يومها خدشتنى باظافرك ورفضت وجودى وطردتنى وانت تصرخين
لم أياس منك ابدا ديان..رغم ان زفافك علمت به من بعض الرفاق
مسحت سامنتا دمعة فرت من عينيها..اين هو زوجك ..لماذا لم يأت
قالت ديان ببرودة
انفصلنا
- حقا هل تركته ام تركك..العرب واليهود لا يتفقون ابدا
- اه نسيت ان لك تجربة مع مصرى ..هذا المصرى الذى انجبتنى منه
- لا تتكلمى عنه هكذا ديان
رفعت ديان حاجبيها فى دهشة
- مازلت تحبينه
- لم اكف عن هذا الحب يوماً..لم تعرفى حباً كهذا ...انه يعصف بكيانك ويورثك حزنا لا ينتهى وحقدا لا يكل ولا يمل
- كيف يجتمع الحب والحقد سامنتا
- غمزت سامنتا بدلال فقط اذا كان لك قلب يهودية
- امازلت بعد كل تلك السنوات تحبينه سامنتا ..وتدافعين عن خسته معك
- لالالالم يكن احمد الليثى خسيسا ابدا معى..مازلت اذكر ايامى معه كأنهاالبارحة..حنونا رقيقا..يدرس الهندسة فى جامعة ميتشجن حيث اعملنادلة..تزوجته سريعا وخشيت دائما ان اخبره انى يهودية..لم يعرف الا بعداشهر ديان..لم يعرف الا لدى ولادتك..حينما اشارت ابنة عمى على وجوب ذهابىللكنيس اليهودى.. مازلت اذكر الحسرة فى عينيه وصدمته الشديدة ..كان يكرهاليهود بشدة
- هتفت ديان لماذا
- جلما اعرفه ان اباه اسر فى حرب ال1967 وعذب فى السجون الاسرائيلية حتىالموت..انهارت كل الروابط بيننا فى لحظة ..طلقنى بلا رجعة ..ثم عاد بعداسابيع..عرض على اموالا كثير كى اتنازل عنك ديان..هربت الى اسرائيل
- اذن انت ترين ان كرهه لليهود هو ما جعله يهرب منك..انت عار على قومنا سامنتا
رفت عينا سامنتا بالدموع وهى تنظر لوجه ديان الغاضب وقد وقفت تفرد وتقبض راحة يدها
تملكها الذعر للحظات ولم يخرجها من هذا سوى توماس
العشاء جاهز سيدتى
نظرت اليها مرة اخرى..ماذا تخفين بداخلك ديان..ماذا تنوين ايتها الشقية..انهم يستخدمونك كطعما لشئ ما..شئ يثير الخوف باعماقى

قديم 11-14-2013, 01:30 PM
المشاركة 16
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
الفصل العاشر بعد قليل


9-
خائنة بالفطرة
انها الخامسة صباحاً بتوقيتنيويورك- مسحت ديان الزجاج الغارقفى المطر وهى تتأمل المدينة الصاخبة ..ترقب بفتور فوران المياه المتساقطة على الاعمدة والاسفلت اللامع وقدانعكست عليه الاضواء بفرح ..حينما توقفت الامطاراردات ان تشم رائحة مابعد التدفق
عالجت النافذة بخفة ..لفح الهواءالبارد وجهها بشدة وتطاير شعرها الناعم بثورة عارمة ..اضطرت لاغماض عينهاوالتفت ذراعيها حول جسدها اتقاءً للبرودة المؤلمة..اغلقت النافذةبسرعةواطلقت سبة قبيحة..مدينة لاتورث سوى السأم..خمس ايام قضتها هنا ..خمس ايامتكاد تبلغ عصبيتها مداها فكل شئ يثير اشمئززاها من الطعام للشراب لسمانتالويندى للخادم توماسحتى ذلك القط الاسود الاليف ذو الشعر الكثيف الذىاستيقظ ينظر اليها نظرات مرتابة
تجاهلته وهى تدلفالى المطبخالفاخر تعد لنفسها كوباً من القهوة بالحليب وضعت كثير من السكر الذى كانت ويندى وسامنتا تشهقان من الكمية التى تضعها ...زفرت بعمق وهى تتذكر
كم ابغض البلهاء وابنتها
بحثت فى البراد عن شئ تأكله..لميعجبها اى شئ فضربت الباب بعنف ..لوهلة شعرت انها ليست وحيدة..وجدت القطمعاها ينظر نفس النظرة المرتابة..ركلته بعنف وغلظة
عادت للصالة حيث وضعت حاسوبها الشخصى..فتحت على صور تل ابيب الحبيبة..تذكرت انها حذفت كل صور خالد لديها
شعرت بحركة من يفتح الباب..دخلت ويندى بصحبة شاب اسمر خشن الشعر وقد تنهدت ويندى فى دلال
شاكر هل تبقى معى قليلا
يرد عليها الاسمر
معذرة يا جميلة ..لدى عمل الغدويضحك اقصد اليوم ..تأخرنا كثيرا ويندى فى سهرة الليلة..تعلقت ويندى برقبتهوهى تقول فى غنج لا ترحل ..لا ترحل
تعلقت نظرة الشاب وهو يحاول انتزاع ذراعى ويندى من رقبته بنظرة ديان المتفحصة
قال بفتور ..لدينا مراقبة ما
ارتبكت ويندى للحظة وهى تنظر لديان وقد تسمرت نظرتها عليها وقد امالت راسها وضاقت عينها ثم فتحتهما فى تسلية وويندى تقدم رفيقها
شاكر بن عمار ..احد اشهر مغنى الراب فى نيويورك..شقيقتى ديان
عربى ..سألت ديانبلغة عربية سليمة وهى ترفع حاجبيها
اجاب فى أدب وقد تعجب من تحدثها العربية
نعم انستى ..عربى من الجزائر
صفقت ديان بيدها بجزل واغلقت الحاسب امامها..ثم وقفت واخذت كوب القهوة وهى ترتشفها ببطء وتقيس شاكر بنظرات وقحة
نمت عن ويندى زفرة غاضبة واقتربت من ديان ووضعت يدها عليها
ماذا تفعلين ايتها الحمقاء
ازاحت ديان يد ويندىببرود وقد راقها تحفز شاكر لنظرتها
قال فى حيرة
هل هناك ما يزعجك انستى فى مظهرى
قهقهت ديان بصوت عالى وهى تردد كلمة انستى
كان الحديث يدور بالعربية التى لا تفقه منها ويندى شيئاً الا اسارير شاكر المنعقدة وتوتره الظاهر اخبرها بشر تنتويه ديان
التى وقفت ترمق شاكر بنظرة جانبية وهى ترتشف القهوة ببطء وتتلذذ
سألها فى برود تتحدثين العربية ببراعة ..اين تعلمتيها
ردت بلؤم وقد حانت اللحظة للانتقام من ويندى المدللة
ندرسها فى الصفوف الاولى بجانب اللغة الاساسية العبرية
ردد فى عدم تصديق—العبرية
قلدته ديان هازئة وهى تضع الكوب جانبا- العبرية..الم تخبرك ويندى انها لها شقيقة اسرائيلية
اتسعت عينى شاكر كمن لسعه عقرب وديان تكمل
اوه ..ربما نسيت ان تخبرك ان امها يهودية ايضا
لم ينبس شاكر باى كلمة استدار وفتح الباب لحقته ويندى وتشبست بذراعه..انتزعها بعنف مما اوقعها ارضا
ذهلت ويندى وطفرت الدموع من عينيها وقد تلاشى شاكر كالسراب
نهضت من مكانها وهى تتألم ماذا فعلت له ايها اللعينة
قالت ديان ببساطة وهى مسترخية تماما
اخبرته اننا يهود...ثم قهقهت بصوت عالى هؤلاء العرب عنصريون
لطمتها ويندى على وجهها
- من انت ايتها الحشرة حتى تتدخلين بحياتى
كان غضب ديان قد وصل مداها امسكت ويندى كالعصفورة ولكمتها بعنف فى وجهها عدة مرات..انكسرت بعض اسنانها وامتلئ فمها بالدماء
استيقظت سامنتا وتوماس على صراخ ويندى المذعورة
ولم تصدق سامنتا ان تتعرض ويندى لهذا الاعتداء الوحشى فى منزلها
صرخت فى جنون توماس اطلب الشرطة لهذه الكلبة
رددت ديان فى ذهول وصدرها يعلو ويهبط جراء المشاجرة
شرطة
نظر لها توماس بتشفى
احضر حقيبتها وملابسها المبعثرة .القاها خارج الشقة وامر ديان صارخا اخرجى..بينما انشغلت سامنتا فى ويندىالفاقدة الوعى وهى تصرخ توماس احضر الاسعاف
لملمت ديان ملابسها القليلة ..خرجت من البناية..انبئها البرد القارص انها نسيت سترتها بالشقة ..نظرتللبناية نظرة خاوية..ثم مضت لا تلوى على شئ
بكت بشدة وقد ارهقها السير ..جلست على الرصيف واخرجت هاتفها..بحثت عن الرقم الذى تركه لها حاييم موفاز للتحدث اليه للضرورة القصوى
رد الصوت القوى ..ديان هل من خطب ما
- لقد طردتنى سامنتا وهى ستطلب الشرطة ..ضربت ويندى بشدة..ارهقوا اعصابى حاييم
- اين انت ردد بعد وهلة قصيرة
نظرت للمكان حولها
- شارع دينزل
- حسنا ديان ابقى حيث انت..نصف ساعة سيكون عندك احدهم
بقيت ترمق السيارات المارة والبرد يكاد يفتك بها فى هذه الساعة المبكرة..سعدت الصوت الذى انبعث من الفراغ
- ديان
كان طويل القامة قمحى الملامح..ضيقت نظرتها قبل ان يهتف
- رافى عومير
دلفت للشقة الصغيرة التى يسكنها رافى ...كانت ترتعش من البرد
هتفت رافى يا لا ديان المسكينة ..كيف تخرجين هكذا فى البرد
احتضنها برقة وهو يدلك ذراعها العارية ..شعرت ديان بشئ من الطمأنينة وهى تلقى برأسها على صدر رافى وصوته الحنون يردد
اهدئى يا صغيرتى .. لاذت به اكثر..كانت تشعر بالضياع..حينما بدأ فى مداعبتها وتقبيلها ..نفرت ديان وازاحته بعنف
هتف بدهشة اهدئي ..فقط كنت اساعدك ثم قال بمرح ما رأيك فى افطار من ارض الوطن ..ردت بخمول
لا بأس
امضت بقية النهار فى الاستماعلمحاضرة رافى فى كيفية الهدوء ومسك الاعصاب بعد ان تلقت مكاملة توبيخية منحاييم..ان الامر فى القاهرة لن يمضى على هذا النوع..المصريون لايرحمون..فلاتجربى هذا العنف مرة اخرى.
فى المساء كانت قد هدأت تماما ورافى يدخل من الباب
لقد سويت الامر مع سامنتا..احضرت لك جواز سفرك الامريكى
تسافرين على طائرة الغد عصراً.
اخذت جواز السفر..ورافى ينظر لها بشهوانية ..هل اطلب للك بيتزا معى ديان
- نعم افعل

قديم 11-14-2013, 04:14 PM
المشاركة 17
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
بقية الفصل
استمتعت بالعشاء برفقة رافى وقد ضحكت كثيرا لاسلوبه الظريف وصوته الرخيم يردد اغانيها المفضلة
قبل ان تذهب للنوم جاءها صوته من خلفها..انتظرى ..احضرت لك سترة جديدة
نظرت له بامتنان وهو يلمس وجنتها برقة ..هيا اذهبى ..نامى فلديك سفر شاق غداً
تقلبت ديان على فراشها كالجمر..لماذا لم تقبل دعوة رافى..انه يروق لها ..عاد خالد يحتل افكارها ..نهضت وهى تلقى الفراش ارضاً
فتحت الباب..طرقت على غرفة رافى ..نظر اليها بتسلية وهى تردد
اريد الحديث معك قليلا..لم يدع لها فرصة للتردد وهو يجذبها من ذراعها لاحضانه ..دعى الحديث للصباح يا اميرتى
فى الصباح لم تستطع البكاء ولم تستطع التفسير لماذا تفعل هذا
جاءها صوت رافى من خلفها..دعى عنك ديان..نفرت من ذراعه حولها
ضحكوهو يقول انسى يا اميرة
نظرت اليه بحنق وهو ينظر لساعته لا وقت لدينا.. لديك نصف ساعة لاعداد نفسك للسفر

قديم 11-16-2013, 10:54 AM
المشاركة 18
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي

10 القاهرة

الخامسة صباحأ نظرت للقاهرة والطائرة تهبط وتهبط..متسعة كاتساع الهوة بين هويتها اليهودية وهوية عائلتها المصرية
داعبت رياح اواخر فبراير الباردة الرقيقة وجنتها الناعسة فقد بلغ التوتر بها مداه ولم تنم لحظة واحدة
حينما سألها التاكسى الذى استقلته عن وجهتهااجابته بعربية سليمة:-
وسط البلد..طلعت حرب- فندق الكوزموبوليتان
انشغلت بالطريق بالقاهرة التىكانت حلما زراتها منذ سنوات..تكاد تكون خالية من المارة فى السادسةصباحأً..سجلت بعينيها عبارات عديدة كتبت على الجدران
يسقط حكم المرشد..انا مش كافر انا مش ملحد يسقط يسقط حكم المرشد
يالا العار يالا العار الفلول بقوا ثوار
جيكا فى الجنة اساحبى
مصر اسلامية ...مصر اسلاميةرغم انف الحرامية
فين حق الشهداء يا مرسى؟
جبهة الانقاذ نحمل الخراب لمصر
حملقت بذهول وخوف ..كم تغيرتالقاهرة ..كل هذه الثورية ترعبها..كل هذا الاختلاف يذهلها.. شعرت بالذعر انتوجهت كل هذه الطاقة الثورية يوماً ضد اسرائيل...نظرت مرة اخرى للشوارعوتساءلت بخفوت وكأن عينيها تخدعها
هل هذه القاهرة العجوز الخانعةالكسولة ..مالها تحقد على نفسها..تصارع ابنائها ..شيئاً فى الهواء يستبيحالدماء ويطلب المزيد من القتلى
سألت السائق بفضول
مازالت الثورة تشتعل..هناك مؤيد للاخوان المسلمون ومعارضون ....لأى صف تنتمى
اجابها كم من لدغته حيةوهو يرقب ملامحها الاجنبية فى شك وقد وجل للكنة الغريبة فى لغتها العربية
ان شاء الله خير..ربنا يكتب الاصلح لمصر
نقدته مبلغاً زهيدا فلم ينبس ببنت شفة ..انزلها سريعاً وغادر كالريح
حملت حقيبتها الصغيرة على كتفها وعدلت من كوفيتها الفلسطينة..تسمرت فجأة على الصورة الجدارية الصغيرة المرسومة على الحائط
جيكا شهيد محمد محمود- رفعت حاجبيها فى استهانة
لا يكف العرب عن التضحية بصغارهم فى اتون المعارك..اى ثائر هذا الذى لم يبدأ حتى مرحلة المراهقة
حينما دلفت للفندق نظر الحارس شذرا للكوفيه الفلسطينية.. اخرجت جواز سفرها الامريكى فسمح لها بالدخول بكل ترحاب
هذا الترحاب الذى اقترن بالتوجس من عامل الاستقبال..اعطاها حجرة جيدة التهوية ..للحق الفندق يحمل الطابع الانجليزى تماماً
خلعت ديان سترتها ووضعت راسها على السرير المريح تحملق فى السقف المرتفع وترءات لها الالاف الخيالات تتصارع هناك
انسحبت ببطء لبحر النوم العميقوفى اغواره رأت نفسها تقف وحيدة على جسر طبرية والموج يرتفع ويرتفع حتى غطىنصف قدميها وصار كدوامة عاتية تصارعها وهى تدور معها حتى غاصت كلياً فىالظلمة حيث لا ينيرهاسوى عينى خالد المضيئان وهو مسجى على ظهره فىالاعماق يجذبها اليه بعنف
صرخت وهى تستيقظ وصدرها ينتفض وينتفض وقد تصبب جبينها بعرق غزير رغم برودة الجو
تركت فراشها بصعوبة وهى تجر جسدها جراً تجاه الحمام حيث وضعت نفسها بملابسها تحت المياه الباردة
بعد ساعة كانت قد استعادتنشاطها وجلست فى استرخاء تام على المقهى المقابل للفندق..تعجبها فكرةالمقاهى فى الهواء الطلق ..اكلت بعض شطائر الفلافل على الاقل تتشابه فيماتجده فى اسرائيل الا انها فى القاهرة افضل كثيرا..استلذت طعم الشاى المعطربالنعناع فطلبت واحدً اخر وهى ترتشفه ببطء واستمتاع غير واعية للأعينالفضولية لمجموعة من الشباب والشابات التى تحدق بها ..بالاخص كوفيتهاالفلسطينة
اقتربت منها فتاة تبدو فى اوائل العشرينات
مرحبا ثم سألتهابفضول
عربية
اجابت ديان وقد وجلت للحظة من جراءتها
امريكية
نظرت لها الفتاة بشك اكبر
تتحدثين العربية بلهجة فلسطينة
اجابت وقد غص حلقها من انكشاف امرها
استاذى فى الجامعة الذى علمنى العربية من اصول شامية
لم ترق اجابتها للفتاة التى ترتدى جينز مقطوع عند الركبة وسترة ضيقة ..اومأت لها هلا جلست ومدت يدها لتصافحها
اسمى ديان
اجابت الفتاة
ماريان ..كان بودى الجلوس معك لكن لدى مجموعة هناك تنتظرنى
برقت عينى ديان وهى تفهم
وهم من بعثوك لتتعرفى على هويتى ..ترى على تتعرفون على الاجانب بنفس الطريقة ام شيئاً يزعجك فى مظهرى
ارتبكت ماريان وهى تفرك يديها
فى الحقيقة هم يشكون فيك كونك من حماس تراقبيهم
ضحكت ديان للفكرة
حماس ولماذا اراقبكم..وما الذى وضع هذه الفكرة فى ادمغتكم
اشارت للكوفية حول رقبتها
فضحكت ديان اكثر
شعر افراد المجموعة بتوتر ماريان الشديد فقاموا فى اتجاه ديان
كانت مجموعة من شابين وفتاة اخرى
قالت ماريان بهدوء وهى ترى النظرات المتحفزة على وجوههم
ليست كما تظنون ..هى امريكية تجيد العربية ولها اسبابها والكوفية مجرد لبس
غممت الفتاة الاخرىواسمها سارة وهى ترتدى حجاباً على الطريقة الاسبانية ولبس لايقل ضيقاً عن صاحبتها
اخبرتكم حماس لا ترسل نساء
نظروا لها باعتذار ...كانت فرصة لديان لتقترب لمجموعة من المصريين
هبت بحماس وهى تمسك بذراع سارة
هلا جلستم رجاء ..هذه اول ليلة لى فى القاهرة ولى رفقة لدى ..اعتذروا بأدب ولكنها تمسكت بفرصتها بالحاح
اعزمكم على كوب من الشاى المصرىبالنعناع فهو يعجبنى كثيرا ..يبدو كل شئ مصرى مبهج... نظرت للفتاة الاخرىباسطعتاف..وقد تساعدونى فى امر شخصى..لم يجدوا مناصا من الجلوس معها


قديم 11-16-2013, 10:55 AM
المشاركة 19
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
بقية الفصل
ووسط اكواب الشاى الساخنة واوراق النعناع الندية وحبيبات السكر البيضاء جلس قبالتها وائل وهو يعرفها بنفسه
وائل محمود حركة ستة ابريل محاسبوبجانبه الاخر سامح تقلاالتيار الشعبى اعمل بالسياحة ومتوقف حالياواخيرا الفتاة ماريان ماكسيموس خطيبة سامح
اما سارة فأجابت بفخر اعمل فى ادى بى دى مذيعة تلفزيونية
لم تفهم ديان لوهلة هل تتعارض اتجاهتهم ام تتقارب وأجلت أسئلتها حتى لا ثير شكوكهم
ديان الليثى ..ما ان قالت اسمها حتى غصت وجوهمم واكفهرت
سارعت امريكية مصرية فى الحقيقة اتيت للبحث عن عائلتى المصرية
حينما ساعدت سارة ديان فى الوصوللفيلا الندى بمدينة الرحاب شكرتها كثيرا هتفت سارة لا عليك فانا اسكن فىالشارع المقابل ولكن الا تعتقدين
ان الثانية عشرة مساءا توقيت غير ملائم للتعرف على عائلتك التى تبحثين عنها..قالت ديان بمكر
مطلقاً فكما ترين الفيلا مضاءة وثمة حفلة صاخبة بداخلها

قديم 11-17-2013, 03:40 AM
المشاركة 20
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

الكاتبة روان عبد الكريم ، عمل محترف .
متابع لهذا الإبداع
تحياتي


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: حافية على جسر طبرية -رواية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية كوخ العم توم عبد الكريم الزين منبر الآداب العالمية. 4 04-17-2021 05:14 PM
حافية في جنة شعري محمد حمدي غانم منبر شعر التفعيلة 5 04-25-2020 05:18 AM
رواية رديئة محمد عبدالرازق عمران منبر مختارات من الشتات. 4 02-24-2012 05:49 PM
إمرأة حافية محمد عبدالرازق عمران منبر مختارات من الشتات. 2 07-24-2011 05:11 PM

الساعة الآن 10:21 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.