احصائيات

الردود
0

المشاهدات
2297
 
سمير الاسعد
من آل منابر ثقافية

سمير الاسعد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
34

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
May 2016

الاقامة

رقم العضوية
14615
05-14-2018, 11:23 AM
المشاركة 1
05-14-2018, 11:23 AM
المشاركة 1
افتراضي نكبات النكبة/ في ذكرى نكبة فلسطين
لم تعد ذكرى النكبة تقتصر على ذلك التاريخ المشئوم في اليوم الذي انتكب فيه الشعب الفلسطيني وتهجر من وطنه، بعد أن تركه مجبرا خائفا حائرا إلى المجهول مع الكثير من الدهشة والقليل من الوعي والمعرفة بحجم المأساة. لقد حصل ما حصل ولا داعي للندم أو الملامة وقد تمزق الأمل وصغر الحلم بالعودة، وسكن المهاجرون في الخيام وجربوا الحر والبرد. ومضت السنون راكضة نحو الجهة المعاكسة لحدود المجازر المرتكبة بحق المدن والقرى المهجرة والمدمرة . لقد كان شيئا مريعا لم يحلم به أو يتخيله أي فلسطيني عاقل عاش على أرضه بدعة وهدوء على مر نسيم عطر يحكي تاريخ مشرف، وينقل رائحة أناس احبّوا الأرض وحنوا عليها ورقت لها قلوبهم التي خاطوها بخيوط التراب المقدس وشدوا عليها
واعتصروها بدمائهم وعرقهم. لقد أخافوهم بقوة السلاح والجبروت تحت عناية ورعاية العدو المنتدب الذي باع شرفه الانجليزي المجيد لشرذمة من اليهود الذين يتفاخرون بأنهم سدنة للشيطان العفن في ثوبه المغموس بالخبث والرذيلة .
لقد مرت النكبة وجاءت أجيال حافظت على عهد الذكرى إلى أن انتكست وانغمست في معركة أخرى لتلملم الجراح السابقة وتستوعب الجراح الجديدة. ولم تعد النكبة كما كانت، بل تطورت إلى أن انقسمت إلى نكبات صغيرة يومية أشغلت العقل وغطت غشاوتها على البصيرة وأصبحنا نقاتل على مئات المحاور مشتتين جهودنا محتارين، فأولوياتنا لم تعد كما كانت في السابق كما ونوعا، وكلها أصبح لها أهمية تحتاج للعمل السريع الشاق المضني محتارين بمن نبدأ وكيف نبدأ. فلدينا قضايا حق العودة والمياه والحدود والدولة والأسرى والقدس والأقصى والانقسام، وتطورت الأمور وزاد على عاتقنا جبهات آنية مؤقتة تحولت إلى كفاح دائم وعلى رأسها قضايا القوت اليومي وشظف العيش والعمال والحد الأدنى للأجور، والحواجز العسكرية الإسرائيلية والمستوطنين ومياه المستوطنات العادمة وأشجار الزيتون المقطوعة والمحروقة، واختراقات الجيش الإسرائيلي لكافة المناطق التي تحت السيطرة الأمنية الفلسطينية، والحروب المستمرة على غزة وحصارها، وصحة المواطن الفلسطيني من المخدرات ومعامل وعصابات تصنيعها وتهريبها والمواد الغذائية الفاسدة، والفساد السياسي والوظيفي وإضراب النقابات والخلافات العشائرية والعائلية التي تخلف ضحايا. ومصانع الموت والأنفاق والبعد وتفتت خيوط التواصل بين القيادة والشعب، وازدياد الفقر وانحراف كثير من العائلات إلى دائرة الفقر وتشكل طبقات الغنى الفاحش وغيرها الكثير. وجديدها الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية اليها بتاريخ النكبة.
لقد انفجرت النكبة ثم انشطرت إلى نكبات يومية على مدار السنوات تزداد حدتها ويتعقد حلها وتشابكت أولوياتها وأفرزت مفاهيم جديدة وترسخت في واقع مر ومصطلحات لم يعرفها الفلسطيني من قبل، تمثلت في المخيم واللاجئ والوطني والكرت والمؤن والبقجة والزقاق ووكالة الاونروا.
النكبة هي النكبة وحضورها في قلوب الذين عاشوها أقوى من حضورها في قلوب من جاء بعدهم، ممن يتذكرونها كل عام مرة ويحيونها كأنها احتفال أو مهرجان في الوقت الذي تتزامن فيه مع ذكرى النصر والاستقلال واحتفالات المغتصبين اليهود بنفس الذكرى، حيث تتداخل
حدود الذكريات وتمتزج بظهور الألعاب النارية على كلا الجانبين وتغطي مجمل الأرض الفلسطينية. وفي نفس الوقت يصعب جدا على أي كان أن يتذكر حدثا بعد سبعين عاما وكأنه يحدث الآن، إلا أن من يعيش في نكبة دائمة ويسعى للتخلص منها.. بداية في التخلص من آثارها بالعمل على العيش ضمن الشروط التي تضمن له البقاء بالشكل الذي يمكنه من تحضير الأدوات والأسلحة اللازمة كي يتجهز للعودة الكبرى على أن ينسى أن المرحلية تقتضي التخلي عن الحلم مؤقتا والتركيز فقط على تثبيت الحق وعدم التفريط به دون تطبيقه .

النكبة الكبرى هي نكبتنا نحن فقط نعيشها كل يوم نتعايش مع إفرازاتها وأولويات هذه الإفرازات لأننا لو لم نقبل بحل إقامة الدولة على حدود 67 ولم نرفع شعارها ولم نتوجه إلى المحافل الدولية من اجلها لبقيت النكبة هي أساس الحل في أذهان العالم اجمع، ولو لم نتخلى عن الكفاح المسلح لما أصبح الحل السلمي البعيد عن المنطق هو أساس الحل لان السلطة الصهيونية الباغية لن تعطي بمزاجها سلما ما أخذته عنوة بل تكمل خطتها وأهدافها النهائية لتصل إلى الفرات مرورا بطريق مليء بالدول العربية الخانعة المتصهينة.
نكبة فلسطين التاريخية ستبقى فكرا وذكرى تتناقلها الأجيال ويصغر حجمها تدريجيا، لان الحل لن يصلها ما دامت أولويات أخرى تعترض طريقها ، ويقلل من أهميتها شراك وقعت بها قيادات الشعب الفلسطيني التي غيرت وعكست منطق اطلب الكثير لتحصل على القليل واقتصر الحلم بصرخات على أبواب هيئات العالم الظالم الذي ما زال يدفع المكافآت لدولة اليهود مقابل ما اقترفوه من جرائم وتشريد وتشتيت بحقنا وبحق أرضنا.
أطفال النكبة ماتوا أو على أبواب القبور انتظروا ما لم يأتي وتاه الأمل في عالم الغيب وصدئت مفاتيح البيوت ونفقت الحيوانات التي انتظرت طويلا من يعود لإطعامها وهم يوصون بالعهد على عدم النسيان مذكرين بأن شعار العودة اكبر من أن يتوقف الزمن به ويتجمد في سيبيريا النسيان ويجبر على التوقف على بوابات تاريخ إحيائه وذكراه فقط.
نكبة النكبات أن تصبح الذكرى مجرد أغنية ومهرجان في كل عام مرة دون شدها إلى القلوب ودون العمل من اجل جعلها كحاضر وكأولوية من الأولويات التي تشغل التفاصيل اليومية لكل فلسطيني أينما كان . والنكبة ليست كلمة تقال بل هي واقع ومأساة وحياة شعب وصلت إلى نهاية خجولة بطلبات إقامة دولة على حدود لم تتضح معالمها حتى الآن .



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: نكبات النكبة/ في ذكرى نكبة فلسطين
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النكبة رقم 72 عبدالحليم الطيطي منبر الحوارات الثقافية العامة 8 09-06-2021 11:51 AM
ألم النكبة رمزت ابراهيم عليا منبر الشعر العمودي 10 01-18-2021 11:23 AM
قراءة مقارنة لكتاب النبي لجبران وكتاب هكذا تكلم زردشت لنيتشه ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 6 05-29-2020 10:09 PM
لشعراء البوح كي لا ننسى ذكرى النكبة الفلسطينية آمنة محمود منبر البوح الهادئ 23 03-02-2013 09:38 PM
ذكرى نكبة فلسطين كي لا ننسى آمنة محمود المقهى 21 05-28-2012 01:26 PM

الساعة الآن 09:11 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.