احصائيات

الردود
68

المشاهدات
29417
 
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي


عماد تريسي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
556

+التقييم
0.09

تاريخ التسجيل
Mar 2008

الاقامة

رقم العضوية
4597
10-28-2013, 03:00 AM
المشاركة 1
10-28-2013, 03:00 AM
المشاركة 1
Arrow ديوان / محمد حسن فقي


محمد حسن فقي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

محمد حسن بن محمد حسين الفقي .

مولده ونشأته:
ولد الشاعر محمد حسن فقي بمدينة مكة المكرمة في (27) ذي القعدة عام 1331هـ،
تلقى علومه بمدرستي الفلاح بمكة المكرمة، وجدة، وتخرج من مدرسة الفلاح بمكة المكرمة.
من أعماله: عمل أستاذًا للأدب العربي فترة قصيرة بمدرسة الفلاح، ثم عين رئيسًا لتحرير جريدة (صوت الحجاز)، ثم انتقل للعمل بوزارة المالية والاقتصاد الوطني فقضى شطرًا كبيرًا من حياته متنقلًا في وظائفها، إلى أن عين مديرًا عامًا بها، وبعد ذلك عين سفيرًا للملكة في أندونيسيا أيام مؤتمر (باندونج)، فنائبًا لرئيس ديوان المراقبة العامة بالرياض، ثم طلب الإحالة للتقاعد للتفرغ لأعماله الخاصة.

مؤلفاته:
له مؤلفات منها ( نظرات وأفكار في المجتمع والحياة " في جزئين " ) ، و ( و هذه هي مصر ) ، و ( فيلسوف ) ، و ( مذكرات وأفكار حول الحياة والأجيال ) ، و ( مجموعة قصصية ) ، و ( بحوث إسلامية ) ،
و ( ملحمة شعرية في رحاب الأولمب ) .
صدرت أعماله الكاملة في ثمانية مجلدات عام 1985 .



.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....
قديم 10-28-2013, 03:01 AM
المشاركة 2
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
.
عُدْتُ بلا حِسَّ ولا خاطِرِ..=كأنًّني عُشٌ بلا طائِرِ!
عُشٌّ كَثيبٌ نالَ منه الِبلَى=يَفِيضُ بالبؤسِ على الناظِر!
واهٍ على ماضٍ قطفتُ المُنَى=ريَّانَةً مِن رَوْضِهِ النَّاضِرِ!
وَلَّى فلم يَبْقَ سوى مُهْجَةٍ=.. غابِرُها يَبْكِي على الحاضِرِ.. !
يَبْكي عليه.. ثم يَرْضى البِلى=كلاهما.. من أَلَمٍ صاهِرِ!
ولا يَضيقانِ بَلاُوائِهِ=ولا يًثُورانِ على الواتِِرِ!
فرُبَّما كانتْ بِطَيَّاتهِ=نُعْمى تُعيدُ الرِّبْحَ للخاسِرِ!
مُضاعَفاً يَنْسى بآلائِهِ=ما كانَ من ناهٍ.. ومن آمِر!
ورُبَّ حَظِّ عاثِرٍ يَنْتَهي=بِرَبِّهِ لِلأَمَلِ الزَّاهِرِ!
خواطِرٌ هذي جَلاها الأَسى=بعد الدُّجى الحالِكِ للشّاَعِرِ!
لكنَّهُ صابَرَ حتى اسْتَوَتْ=وضَّاءَةَ الباطِنِ والظَّاهِرِ!
حقائِقاً عادَ بِها ناعِماً=باللاَّبِنِ المُغْدِقِ والتَّامِرِ!
يا ذاتَ أَمْسى.. يا جَلاَل الهوى=يا ذاتَ حُبِّي الوامقِ الطاَّهِرِ!
يا رّبَّةَ السِّحْر الذي قادني=إلى الذُّرى ذاتِ السَّنا الباهِرِ!
ثُمَّ إلى الدّرْكِ.. إلى شِقْوَةٍ=أوَّلُها يَعْثُرُ بِالآخِر!
كيف طَوى ذاك الجمالَ الرَّدى=وانْقَلَبَ السِّحْرُ عَلى السَّاحِرِ؟!
عاد به المَهْجُورُ في جَنّةٍ=ولَيْسَ بالباكي ولا السَّاخِرِ
وليس بالتَّاعِسِ من جَوْرِهِ=وليس بالآسِي على الجائِرِ!
وأَنْتِ ما عُدْتِ سوى لِلأسَى=بعد الخَنى. بعد الضُّحى العابِرِ!
ما أَرْوَعَ القِصَّة هذي الَّتي=تَرْوِي عن المَهْجُورِ والهَاجِرِ!
وسأَلْتُ نَفْسي. ما الذي يُجْدي الهوى=في حالّتيْه.. بِوَصْلِهِ وبِصَدِّهِ؟!
هل لو سَعِدْتُ بِقُرْبِهِ ونَوالِهِ=أغدْو الرَّفِيعَ بِمَجْدِهِ. وبِرَغْدِهِ؟!
أغْدو أَسيرُ وما أخافُ من الرَّدى=ولو استطال بِبَرقِهِ. وبِرَعْدِهِ؟!
أم أَنَّني أغْدُو الهَلُوعَ لأنَّني=بِعْتُ الحياةَ على الحَبِيبِ ورِفِدِهِ؟!
فَغَدَوْتُ مَمْلوكاً يُفَزّعُهُ النَّوى=فيَوَدُّ أن يَبْقى الحُسامُ بِغِمْدِه؟!
لَنَجَوْتُ مِن طَيْشِ الغَرامِ وهَزْلهِِ=وخَرَجْتُ منه بِصَدِّه.. وبِجِدِّه!
لو أَنَّني اسْترسَلْتُ فيه لَرَدَّني=بِحُسامِهِ عن مَطْمَحي.. وبِجُنْدِهِ!
وّلكُنْتُ في يَوْمي الأَسيرَ.. وبِئْسَما=يَلْقى الأسِيرُ من الهوانِ بِوَجْدِهِ!
وأنا الطَّلِيقُ بما اسْتَخْرَتُ. أنا الذي=ناوَأْتُهُ.. فَنَجا الكريمُ بجِلدِه!
ولقد يُحَلِّقُ عاشِقٌ بِتَرَفُّع=عن دَعْدِهِ.. وتَمَنُّع عن هِنْدِه!
ولقد يَظَلُّ بسَفْحِهِ. ولو أنَّهُ=شَحَذَ العَزِيمةَ لاسْتَوى في نَجْدِهِ!
الحُرَّ لا يَرْضَى بِرَغْمِ شُجُونِهِ=حتى ولو نَخَرَتْ حَشاهُ بِقيْدِهِ!
شَتَّانَ بَيْنَ مُنافِحٍ عن حُبِّهِ=يهْوِي بهِ.. ومُنافِحٍ عن مَجْدِهِ!
مُدِّي يَدَيْكِ.. فَإنَّني من عَنْصُرٍ=زاكٍ. وشافٍ صَدْرَهُ مِنْ حُقْدِهِ!
ما إنْ شَمِتُّ بٍفاخرٍ مُتَنفِّجٍ=بالحُسْنِ.. بعد سُقُوطِهِ في لَحْدِهِ!
فلقد بَرِئْتُ من الشَّماتِ وعَسْفِهِ=ولقد بَرِئْتُ من الغَرُورِ وكَيْدِهِ!
ليْتَ الجمالَ إذا اسْتوى في عَرْشِهِ=لم يَسْتَبِدَّ على ضراغِمَ أُسْدِهِ!
أَوْ يَطْغَ.. فالعُشَّاقُ في حُسْبانِهِ=كحِجارةٍ يَلهوَ بهمْ في نَرْدِهِ!
فلقد يَوَدَّ إذا هَوى عن عَرْشِهِ=أنْ لو أَنالَ بِجَزْرِهِ وبِمَدِّهِ!
لو أنَّه جَذَبَ المشَاعِرَ والنُّهيَ=المُسْتَهامَةَ. لاسْتَعَزَّ بِخَلْدِهِ!
دُنْيا.. فهذا رابِحُ من غَيِّهِ=فاعْجَبْ. وهذا خاسِرٌ مِن رُشْدِهِ!
.
.

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....
قديم 10-28-2013, 03:03 AM
المشاركة 3
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
.
اسْمِعيني - لا أَسْمَعَ الله أُذْنَيْكِ=حديثَ الصِّبا. ونَجْوى الشَّباب!
يَوْمَ كُنَّا طيرين نمرح في=العُشِّ.. ثمالى من خَمْرةٍ ورُضابِ!
يَوْمَ كنَّا عَفَّيْنِ ما نَعْرفُ العِهْرَ=ونُفْضي عَمَّا وراءَ الثِّيابِ!
لا نُبالي بالقَوْلِ يَجْرَحُ..=والنَّظْرَةِ تُدْمِي. ولا بِسُوءِ الحِساب!
فَلَنا مِن رَفارِفِ الطُّهْرِ مأوى=ليس يَخْشى نَقاؤُه من عِقابِ!
وتعالى العُواءُ حَوْلي فما ارْتَعْتُ=ولا أَنْتِ مِن عُواءِ الذّئابِ!
كيف يَرْتاعُ عاشِقانِ=طَهُورانِ بَرِيئانِ مِن خَنًى ومَعابِ؟!
هكذا هكذا دَرَجْنا على=الحُبِّ خَلِيّاً من شِقْوةٍ وعَذابِ!
وتَخيَّلْتُ أَنَّني العاشقُ الفَرْدُ=وأَنّي أختْالُ فَوْق السّحابِ!
وتَبَدَّيْتِ لي حصاناً رَزَاناً=فهي ماءٌ.. وغَيْرُها من سرابِ!
كَمَلاكٍ مِن الفرادِيسِ لا=عَيْبَ به غَيْرُ فِتْنَةِ الألْبابِ!
والورى حَوْلَه نِشاوى=فمن حُسْنٍ وَضِيءٍ: ومن عَبِيرِ مَلابِ!
وتَخَيَّرتِني فلاقيتِ مِنِّي=غيْرَ ذي مَخْلَبٍ.. وذي أَنْيابِ..
غَيْرَ ذي شَهْوةٍ يَطِيحُ بها=الجِسْمُ عَشِيقاً مُزَعْزِعاً.. للتُّرابِ!
هو قَلْبٌ من الحنانِ رقيقٌ=وهو عَقْلٌ مُلاَلِىءً كالشِّهابِ!
واسْتَويْنا نِدَّيْنِ يَحْسِدُنا الخَلْقُ=فمن واثِقٍ.. ومن مُرْتابِ!
فَحَسِبْنا. والأَمْرُ غَيْرُ الذي نَحْسبُ=والعيشُ كلُّه ذُو اضْطِرابِ!
أنَّ هذا الهوى سيمْتَدُّ مُخْضَراً=مدى عُمْرِنا.. مدى الأحقابِ!
يا لها من سذاجةٍ وغباءٍ=هَوَّنا بالكِذابِ كلَّ الصِّعابَ!
وأنا دُونَكِ الأحْمقُ الغِرُّ=فقد كنْتِ نِقْمةً في إِهاب!
نِقْمةً تَخْتَفي وَراءَ حِجابٍ=هو أَعْتى من الصُّخُورِ الصِّلابِ!
يا لَرُوحي مِمَّا اعْتَرَاها من الغَفْلةِ=دَهْراً.. ويا له من عُجابِ!
ضَرَّجَتْني لكنَّها أَنقْذتني=من خِداعٍ مَضَلِّلٍ.. وكِذابِ!
ربَّما كان خَيْرُنا في عَذابٍ=مُنْضج. صارِفٍ عن الأَوْشابِ!
وأراني أَراهُ يعد تماديَّ سِفاهاً=وبعد فَصْلِ الخِطابِ!
واضِحاً.. واضِحاً.. جَلِيّاً .. جَلِيّاً=في كِليْنا من رِفْعَةٍ وتَبابِ!
لم تَعُودِي يا بُلْبُلي الصَّادِحَ=بالمَطْرِباتِ.. غَيْرَ غُرابِ!
فارْقُبي يَوْمَكِ وقُولي=يا لَنَفْسي من وَحْشَةٍ وخَرابِ!
كيف يَحْبو وما لَهُ من سناءٍ=يَتَصَبَّى.. وما لَهُ مِن رِحابِ؟!
فَلَعلَّ المتابَ كفَّارَةُ العُمْرِ=ورَضْوى تِلكَ القُلوبِ الغِضابِ!
هل تُطيِقينه؟ عَسى أن تُطِيقيهِ=وأَن تَدْخُلي إلى المِحْرابِ
.

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....
قديم 10-28-2013, 03:06 AM
المشاركة 4
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
.
أعاني وما يَدْرِي الورى عن مُعاناتي=ولم يَسْمَعِ النَّشْجَ الأليمَ وآهاتي!
وكيف وبَوْحُ الحُرِّ يَجْرَحُ رُوحَهُ=فيَطوِي على الدَّامي المُؤَرِّقِ.. والعاتي!
ويُسْعِدَه الكِتْمانُ حتى كأّنَّهُ=ضَرِيحٌ يُوارِي بُؤْسَه في الغَياباتِ!
ويَبْتسِمُ والأَضْلاعُ مِن وَقْدة الحَشا=تُحِسُّ بِإزميلٍ يَقُدُّ لِنَحَّاتِ!
ويَحْسَبُني الرَّاؤون شَخْصاً مُرَفَّها=سعيداً بِماضِيَّ الحفيلِ.. وبالآتي!
يَظُنُّونَ أن المالَ والمجْدَ جَنَّةٌ=وأَنَّهما مِرْقاتُنا للسَّماواتِ!
وأنَّهما لُبُّ السَّعادِةِ.. والمُنى=لِطُلاَّبها تَأْتِي على غَيْرِ مِيقاتِ!
شَجاني الأَسى مِمَّا يَظُنُّونَ جَهْرَةً=وقد هَتَفوا من جَهْلِهِمْ بِالعَداوات!
ولو عَلِموا أَنِّي الشَّقِيُّ بِكُلِّ ما=يَظُنُّونَهُ سعْداً يُضِيءُ بِمِشْكاةِ!
لَكَفُّوا عن اللَّغْوِ المَقِيتِ. وأَقْلَعوا=عن الظَّنِّ يُلْقي رَهْطَهُ في المَتَاهاتِ!
فما السَّعْدَ إلاَّ في الرّضا فهو نِعْمَةٌ=مُبَرَّأَةٌ تٌفْضِي بِنا لِلْمسَرَّاتِ!
فما مالُ قارُونِ.. ولا مَجْدُ قَيْصّرٍ=بِمُغْنٍ عن الباغي – إذا طاش – والعاتي!
ولن يَضَعا في البالِ ذَرّةَ راحةٍ=سوى راحةِ الذِّئْبِ المُتَيَّم بالشاةِ!
ولو أَنَّني خُيِّرتُ لاخْتَرت فاقتيْ=إذا منَحَتْني بالرِّضا.. رِفْعَةَ الذَّاتِ!
فما المالُ والمجْدُ لِلْورى=إذا اسْتَأْذَبَا واسْتَشْريا غَيْرُ آفاتِ!
ألا لَيْتَ أَهْلي الأقْرَبِينَ ورُفْقَتي=بَصائِرُ تسْتهْدي بِرُشْدٍ وإخْباتِ!
فلا تَنْحَني إلاَّ إلى الله وَحْدَهُ=ولِلْمَجْدِ مَجْلُوّاً بأَصْدَقِ آياتِ!
فقد تٌهْلِكُ الأطماعُ مَن شُغِفوا بها=وتَهوِي لٍلْقاع مِن دون أَقْوَاتِ!
أّنِلْني الرِّضا – يا رَبِّ – غَيْرَ مُبارحٍ=حَنايايَ إنّي بالرَِضا خَيْرُ مُقْتاتِ!
وبارِكُه بالإِلهامِ يَهْدى قَريحتي=إلى قممٍ شُمٍّ تَضُوعُ بأَبْياتي!
قَصائِدُ غُرُّ ليس فيها تَمَلُّقٌ=ولا جَشَعٌ يُفْضِي بِها لِلْغوايات!
فما الشِّعْرُ إلاَّ حِكْمةٌ وتَرَفُّعٌ=وإلاَّ سُمُوٌّ ما يَجِشُ بِسَوْءاتِ!
ولكنَّه يَهْدي ويُعْلي ويَرْتَقي=إلى ذُرْوَةٍ تَشْفي الورى بالمُناجاةِ!
إلى ذُرْوَةِ تَشْدو بِشِعْري وتَنْتَشِي=وتَهْتِفُ بالمُصْغِينَ والصَّخَراتِ
.

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....
قديم 10-28-2013, 03:08 AM
المشاركة 5
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
"مَنازِلُ أَياتٍ خَلَتْ من تِلاوَةٍ=ومَنْزِلُ أُنْسٍ مُقْفِرُ العرصَاتِ!"
وَقَفْتُ بِها أسْتَنْشِدُ الرَّبْعَ ماضِياً=كئيباً.. فلم أَسْمَعْ سوى الزَّفَراتِ!
فقلتُ له.. يا رَبْعَ مالَكَ مُوحِشاً..=شَجِيّاً .. فلم أُبْصِر سوى العَبَراتِ!
فقال.. وكَلاَّ لم يَقُلْ.. إنَّهُ احَتَمى=بِصَمتِ بَلِيغ غامِضِ النَّبرَاتِ!
ويا رُبَّ صَمْتِ كانَ أَسمَعَ للورى=من الصَّوْتِ يَعْلُو.. أو من الهَمَسَاتِ!
لقد كانَ لي أَهْلَونَ شَوسٌ تَرحَّلوا=وأَبْقَوْا صَدّى يَهْوِي إلى الدَّرَكاتِ!
فما تَمَّ لي مِن مُتْعَةٍ أَسْتطيبُها..=ولا ثَمَّ لي حُلْوٌ مِن الضَّحِكاتِ!
شَجاني الأَسى مِن بَعْدِهم. وتَأَلَّبَتْ=عَلََيَّ الرَّزايا.. من نَوًى وشَتاتِ!
وكيف.. وقد كانوا البُطُولَةَ والنَّدى=وكنْتُ بهم في أّرْفَعِ الدَّرَجاتِ..!
يَخافُ الخُصومُ اللٌّدُ مِن سَطَواتهم=فَيَنأَوْنَ عنِ حَيْفٍ بهم.. وأذاةٍ!
ويَهْفو إلى ساحاتِِهم كُلُّ بائِسٍ=ضَعِيفٍ. فَيْلقى يانِعَ الشَّجَراتِ!
يلُوذُ بها طَعْماً وظلاًّ.. ويَرتوي=من العَذْبِ يُطفىء لاعِجَ الجَمَراتِ!
وقد رَحَلوا عَنِّي.. إلى غَيْرِ رَجْعَةٍ..=ولم يبق مِمَّا كان عَيْرُ فُتاتِ!
أتَعْجَبُ منِّي.. مِن دُمُوعي ولَهْفَتي..=على ذلك الماضِي.. ومِن حَسَراتي؟!
فَقُلْتُ له.. يا رَبْعُ ما أنا لائِمٌ=ولكنَّني راثٍ لِكَسْر قَناةِ!
فما أنا إلاَّ مِنْكِ بضعٌ يرُوعُني=ويُفْزِعُني رَوْضٌ غدا كَفَلاةِ!
به العذبُ مِلْحٌ بَعْدما كانَ جارياً=زُلالاً كَنِيل سائِغٍ.. وفُراتِ!
يُدِلُّ ويَزْهو بالكُماةِ وَ.. وأَيْنَهُمْ؟!=فما عَزَّتِ الدُّنيا بِغَيْرِ كُماةِ!
وما طابَ عَيْشٌ يَحْتمي بِظَلامِهِ=ولا ضاءَ إلاّ مِن شُمُوسِ حُماةِ!
وها هو يُقَِْصيهِ السُّباتُ عن العُلا=فهل سوف يَصْحُو بَعْد طُولِ سُباتِ؟!
لٍيفَتَرعَ الأَوْجَ الرَّفيعَ. ويَسْتَوِي=عليه كريماً دُونَ خَوْفِ جُناةِ!
لقد كانت الأَسْلافُ مِنَّا أماجِداً..=ولكنَّهم بِالْمْجدِ غَيْرُ عُتَاةِ!
جَنى غَيْرُهم. واسْتَأسَدوا بِسُيُوفِهمْ=بما حَصَدَتْ من سُوقَةٍ وسَراةِ!
وما وَجَدَ النَّاسُ الأمانَ بِقُرْبِهِمْ=ولا أَخْصَبت المَرْعى بِشرِّ رُعاةِ!
وهم أَخْصَبوا الإجْدابَ دُونَ تَطاولٍ=ولا طمع في طَيِّبِ الثَّمراتِ!
فَطَابَ الجَنَى.. واسْتَمْتَعَ النَّاس بالْغِنَى=وعادَتْ سُفُوحُ الأرْضِ كالسَّروَاتِ!
لَشَتَّانَ ما بَيْن الفَرِيقيْن.. راشدٌ=وآخَرُ غادٍ عاثِرُ الخَطَواتِ!
وحَدَّجَني الرَبْعُ الحَزينُ بِنظْرَةٍ=تفيض أسىً أَعْيا بَليغَ لُغاتِ!
وقال. لقد واسَيْتَني وَتَرَكْتَني..=على غِبطَةٍ مِن مُقْبِلِ السَّنَواتِ!
كِلانا يُريدُ الخَيْرَ.. لا أنا يائِسٌ=ولا أَنْتَ مِن بُشْرى بِما هو آتى!
شَكاتُكَ ما تُجْدِي عَلَيْكَ بِلا صَدًى=مُجِيبٍ ولا تجدي عَلَيَّ شَكاتي!
سأَصْبِر حتَّى أطمَئنَّ بصَحْوةٍ=تُبَلِّلُ بالعَذْبِ الفُراتِ لَهاتي!
فقد أَيبَسَتْها الحادثات فَأَصْبَحَتْ=كَشَنِّ.. وما يَلْقى حَنانَ أُساةِ!
عَسانا نَرى مِن مُقْبِلِ الدَّهْر آتياً=كماضٍ مُخصِبِ الجَنَباتِ!
أيا صَبْوَةً أَدْمَتْ حَشاي.َ وأَرَّقَتْ=عُيُوني.. وكانَتْ أَكْرَمَ الصَّبواتِ!
لقد أَجَّجَتْ مِنِّي الشُّعُورَ فَألْهَمَتْ=وقد أَيقَظَتْني مِن عَميقِ سُباتي
.

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....
قديم 10-28-2013, 03:12 AM
المشاركة 6
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
يا ابْنَتي. يا ابْنَتي أبوكِ سَقِيمٌ=نالَ مِن رُوحِه عذابٌ أليمُ
كانَ يَمْضي إلى العظائِمِ ما يَلْقى=لُغُوباً.. وخَطُّه مُسْتَقيمُ
فَتَهاوى الصُّلْبُ الحديدُ من الدَّهْرِ=وأَمْسى في القاعِ وهو هَشِيمُ
فَذَريهِ يَنامُ في قاعِهِ الرَّطْبِ=فما يَنْفَعُ الحَبِيبَ الرَّميمُ
يا ابْنَتي .. يا ابْنَتي أَبُوكِ غَرِيبٌ=وهو في دَارهِ وبَينَ لِداتِهْ
جامِدُ الحِسِّ. والهُمومُ تُناغِيه=وتُقْصِيهِ عن لَذِيذِ سُباتِهُ
ساهمُ الفِكْرِ تَسْتَبِدُّ به الخِيـ=فةُ من دّرْبِهِ. ومن ظُلُماتِهُ
فهو يَمْشي به كئيباً فَيُعييهِ=ويُدْمي الكَسُولَ من خَطَواتِهْ
يا ابْنَتي يا ابْنَتي. أبُوك جَدِيبٌ=بَعْد أنْ كان مُخْصِباً فَيْنانا..!
جفَّ يَنُبوعُهُ. وقد كَان يَرْوي=وارِديه . فما جفا ظَمآنا!
لِلطَّوى . والصَّدى مِنْهُ ما شاءَا=لمن كانَ صادياً .. جَوْعانا!
فاسْتحلَى الرَّوْضُ الأَغَنُّ إلى قَفْرٍ=فَخَلِّيهِ عانِياً غَصَّانا!
يا ابْنَتي .. يا ابْنَتي. أَبُوكِ غَرِيمٌ=لِعَديدٍ من الورى دُونَ ذَنْبِ!
يَنْقُمون الأَفْكارَ مِنِّي على الظُّلْمِ=وما أَسْتَطيعُ غَيْرَ التَّأَبِّي!
فأَنا مِنْهموا الغَرِيمُ ومالي=عِنْدهمُ – يا لَشَقْوتي – غَيْرُ حَرْبِ!
يا ابْنَتي . يا ابْنَتي. أبُوكِ لَهِيبٌ=جَمَراتٌ قد اسْتَحَلْنَ رمَادا!
ولقد كُنْتُ عَبْقرِيَّ شَبابٍ=وشَدِيدَ القُوى أَرُدُّ الكِيادا!
ومَضى الدَّهْر راكِضاً فَتَحوَّلْتُ=أَسيراً يُجَرِّرُ الأَصْفاد!
يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي . أَبُوكِ حَرِيبٌ=شَفَّهُ الحُبُّ مِن سُعادٍ وهِنْد!
ولقد يَمْلأُ الغُرورُ حَناياهُ=فَيُشْقي قُلُوبَهُنَّ بِبُعْدِ!
يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي . أَبُوكِ حَسِيبٌ=يَنْتَمي عِرْقُهُ لأَكْرَم عِرْقِ!
مازَها. غَيْرَ أَنّه لَقِي الزَّهْوَ=من المُنْتَمِي لأَوْضَعِ رِقِّ!
وعَجِيبُ أَمْرُ الصَّفاقةِ هذي=غَيْرَ أَنِّي أَشَحْتُ عن كُلِّ مَذْقِ!
حَسَبُ المَرْءِ في تقاه وإِنْ=كنْتُ فَخُوراً أَشْدو بِآباءِ صِدْقِ!
يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي . أَبُوكِ نَجِيبٌ=لم يُلاقِ الحَظَّ الذي يَسْتَحِقُّ !
وشَأهُ مَنْ دَونَهُ فَتَغاضى=وتَسامى فَلِلضَّفادِعِ نَقُّ!
إنَّهم كالجهامِ ما فيه دَفْقُ وفيه=كالسَحاب الجون ارْتِفاعُ ودَفْقُ!
أَيُّها الغَرْبُ ما أَضَأْتَ الدَّياجِيرَ=فإِنَّ الضِّياء للنَّاسِ. شَرْقُ!
يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي . أَبُوكِ ضَرِيبٌ=لِذَكاءِ الوَضِيئَةِ. النَّفَّاعَهْ!
وأَنا قد أَطَلقْتُهُ وتَغَافَلْتُ=وقد يُؤْثِرُ الحُسامُ الْتِماعَهْ!
يا ابْنَتي.. يا ابْنَتي . أَبُوكِ عَجُوزٌ=شاخَ فاسْتَلْهِمي الهُدى من مَقالِهْ!
وتَعالَيْ إليه قَبْلَ تَوَلِّيهِ=وطُلِّي إلى كرِيمِ فِعالهْ
.

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....
قديم 10-28-2013, 03:13 AM
المشاركة 7
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اتَيْتُ إلى الدُّنيا وما كنْتُ مُختْارا=ولو أَنَّني خُيَّرتُ ما اخْتَرْتُها دارا!
ولا ابْتَهَجَتْ نَفْسي بما كان مُخْزِياً=ولا انْفَجَعتْ نَفْسي بما كانَ قَهَّارا!
فقد عِشْتُ فيها ماجِناً مُتهافِتاً=على مُتَع عادتْ هُموماً وأَوْزارا..!
شقاءٌ طُفُولِيٌّ.. شقاءٌ مُراهِقٌ=شقاءُ شبابٍ كانَ قَصْفاً وإعْصارا!
وشَيْخُوخةٌ ناءتْ بأفْدَحِ شِقْوَةٍ=فلم تَلْق إلاَّ ما يُلَطِّخُها قارا!
ولو أَنَّني لم آتِ.. كنْتُ هَباءةً=فلا تَبْتَغي أَهْلاً. ولا تَبْتَغي دارا!
ولا تَبْتَغي المَجْدَ المُؤَثَّل رافِعاً=مكانَتَها.. يَشْدُو به النَّاسُ أَشْعارا!
ولا تَبْتَغي المالَ الذي يُسْكِرُ النُّهى=فما تَجْتَوِي خزياً.. ولا تَجْتَوي عارا!
مُبَرَّأَةً مِن كلِّ عَيْبٍ لأَنَّها=سَدِيمٌ. فما لاقى هَواناً.. ولا جارا!
ولو كُنْتُهُ.. ما كانَ لي من ظُلامَةٍ=عَلَيَّ. ولا مِنِّي. ولا كنْتُ غَدَّارا!
وها أنا في هذي الحياةِ مُرَزَّأٌ=أُغادِرُ أَنجاداً.. وأَسْكُنُ أَغْوارا!
ويَصْحَبُني الأَخْيارُ حِيناً فأَسْتَوِي=على مَلَلٍ مِنْهم. وأَصْحَبُ أشْرارا!
أَبِيتُ على هَمٍّ بِهِ. يَلْتَوي الحَشا=وهُم جُثَّمٌ صَرْعى. عَشِيّاً وإِبِكارا!
يَعيشُونَ صُبْحاً كالبَهائِمِ رُتَّعاً=بلا زَاجِرٍ يَلْوِي. ويُمْسُونَ فُجَّارا!
على أنَّ حَوْلي مَعْشَراً مُتَرَفِّعاً=عن اللَّهْوِ أطْهاراً كَرُمْنَ. وأَبْرارا!
تمنيت أَنِّي مِثْلَهم فَتَعَثَّرَتْ=خُطايَ. فأجْريْتُ المَدامِعَ مِدْرارا!
ألا لَيْتَ أَقْدارِي سَخَوْنَ كما سَخَتْ=عليهم.. وأعْطَتْني فكنْتُ لهم جارا!
وعُدْتُ فآثَرْتُ اصْطِباري فَرُبَّما=وَجَدْتُ بإيمانِي.. على الوِزْرِ أَعْذارا!
فقد كان يُشْقِيني. وإنْ كنْتُ أَشْتَهي=به ثَمَراً يَحْلو مَذاقاً.. وأزْهارا!
وقد كنت لا أرضى به ثم انثنى=إليه عَمِيّاً.. يَحْسَبُ الآلَ أَنْهارا!
ولَمَّا يَجِدْ ماءً يَبُلُّ به الصَّدى=ولا وَشْلاً. ما أَرْخَصَ الخُسْرَ مِقْدارا!
أرى عَدَمي خَيْراً مِن العَيشِ خِاضِعاً=لأَهْوائِهِ. جَهْراً صَفِيقاً وإشرارا!
تَمَنَّيْتهُ.. لكنَّني جِئْتُ لِلدُّنى=فَحُمِّلْتُ أَوْزاراً. وحُمِّلْتُ أوْضارا!
وحاوَلْتُ أَنْ أَحْيا بَرِيئاً من الخَنى=فما اسْطَعْتُ عنه. وهو يُهْلِكُ إدْبارا!
بَلى.. رُحْتُ أَدْعُوه فَيُقْبِلُ تارَةً=ويُعْرِضُ أُخْرى.. شادِياً ثم زَآرا..!
ونَفْسِيَ مِعْوانٌ له.. وهو عارِفٌ=بِهذا. وما يُرْضِ على اللَّهْو أَسْتارا!
أَلَسْتُ إذا ما لَم أَكُنْ.. كنْتُ ناجِياً=وكَيْنُونَتي هذى سَتُورِدُني النَّارا؟!
فكيْفَ نَجَاتِي مِنْهُ وهو مسيطرٌ=عليَّ وإنْ كانَ المُسَيْطِرُ جزَّارا؟!
ويا مَنْ هَداني بَعْدَ غَيِّي تبارَكَتْ=أيادِيكَ واسْتَعْلَتْ.. فقد كُنْتَ غَفَّارا!
فما أتمنّى اليوم أنْ لو تَحوَّلَتْ=حياتي هباءً.. بَعْدَ أنْ صِرْتُ مِغْوارا!
بلى.. أتمنَّاها حياةً قَرِيْرَةً=تجوب الذُّرى حتى تُكَلِّلُها الغارا!
سأُعْرِضُ عمَّا لا أَوَدُّ وقد بدَا=لِيَ النُّورُ غَيْثاً بالهدايَةَ دَرَّارا!
وكلاَّ. فإنِّي أتَّقيها بِصَحْوَةٍ..=تَبَيَّنْتْ منها أَنَّني كنْتُ كفَّارا..!
وكانَ أَمامي الرُّشُدُ والْغَيُّ فانْبَرى=إلى الغَيِّ رُوحِي يَنْشُدُ اللَّهْوَ والبارا!
فَناءَ بِما يُدْمِي الحشَا مُتَرَنحِّاً..=بِسُكْرَيْهِما حتى هَوى الرَّوحُ مُنْهارا!
فيا صَحْوَةً قد أَسْعَدتْني بِرَجْعَةٍ=إلى الرُّشْدِ.. وِرْداً كَوْثرِياً وإِصدارا!
تباركتِ. إنَّ الرُّشْدَ كانَ بِشارَةً=لِنَفْسي. وإِنَّ الغَيَّ قد كان إنْذارا!
وها أنا في يَوْمي أُهَلِّلُ بالمُنى=تَحَقَّقْنَ بعد اليَأْسِ تَبْزُغُ أَقْمارا
.

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....
قديم 10-28-2013, 03:15 AM
المشاركة 8
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قلْتُ لِرُوحي .. أيُّهذا الشَّرِيدْ=ماذا تُلاقي بعد هذى الحياةْ؟!
عِشْتَ – وما تَهْدَأُ – عَيْشَ الحَرِيدْ=لم تَرْضَ بالرَّوْضِ . ولا بالفُلاةْ!
حارَبَكَ النَّاسُ فكُنْتَ العَنِيدْ=ولم تَلُذْ مِن حَرْبِهمْ بالنَّجاةْ!
أَنِفْتَ أَنْ تَحْيا حَياةَ العَبيدْ=ولو تَحَدَّتْك الخُطُوبُ العُتاةْ!
لم تَجْنِ مِمَّا قد بَذّرْتَ الحَصِيدْ=كأنَّما أَرْضُكَ كانت رُفاتْ!
وكم شَرَعْتَ القَلَمَ الصَّارِما=وما تَخاذَلْتَ فَعَزَّ المِدادْ!
فَعُدْتَ تَرْثِي رَبْعَكَ النَّائِما=لا باليراعِ الفَذِّ بل بالفؤادْ
هذا الفؤادُ المنزوي راغماً=يَنْشُدُ في العُزْلَةِ بَعْضَ الضِّمادْ!
يَنْشُدُ لكنْ يَسْتَوي قائِماً.. رَغْمَ=الشجا.. رَغْمَ النَّوى والبعادْ!
لأَنَّه يَأْبَى لَذيذَ الكرى..=وَيرْتَضِي مُنْتَشِياً بالسُّهادْ!
العالَمُ اسْتَشْرَى سوى بَعْضهِ=واسْتَسْلَم الأَرْنَبُ للضَّيْغَم..!
واسْتَيْقَظَ النائمُ من غمْضِهِ=على زئِيرٍ ظامِىءٍ للدَّمِ..!
يَخْشاهُ لا يقُوى على رَفْضِهِ=فهو وسيفٌ غَيْرُ مُسْتَعصِمَ!
يُمْعِنُ منْ بلْواهُ في رَكْضِهِ=من جَنَفَ يَرْميهِ في مأتَمِ
رَنا بِتَهْيامٍ إلى أَرْضِهِ=ثم جلا من خَشْيَةِ الأَرْقَمِ
فهل سأَجْلو أَنا. أم أنْبَري=بِكُلِّ ظَلاَّم شَدِيد المِراسْ؟!
بالقَلَمَ الجبَّارِ.. بالمِنبرِ=حتى أرى الأَجمةَ مِثْلَ الكِناسْ؟!
لا أَرْهَبُ البَغْيَ. ولا أَمْتَرِي=فيه ولو لاقَيْتُ كُلَّ ابْتِئاسْ؟!
يا لَيْتَني هذا.. فما اشتري=مَجْدِي بِذُلٍّ مُتْرَفٍ. وانْتِكاسْ؟!
بل أُنْقِذُ المِنْقارَ مِن مِنْسَرٍ=فلا يَخافُ الضَّعْفُ أيَّ افْتِراس؟!
إنَّ جِراحي نازِفاتٌ على=عَجْزي أَنا الطَّامِحُ لِلمكْرماتْ!
أَرْجو فلا أَقْوى.. فأَصْبُو إلى=أَنْ أُصْبحَ الأَقْوى على النَّائِباتْ!
أَنْ أُصَبِّحَ الرَّوْضَ. فإنَّ الفلا=تَبْخَلُ.. أمَّا الرَّوْضُ فهو الهِباتُ!
يُعْطي. ولا يَبْخَلُ.. مِمَّا حَلا=من ثَمَرٍ يُرْضِي الطَّوى. أو فُراتْ!
ومِن زَهُورٍ نَفْحُها كالطِّلى=لِكن بلا غَوْلٍ بِها .. أُوْشَكاة!
يا آهَتي .. لو كنْتِ .. دُوَن اليدِ=دُوَن الفَمِ المِنْطيق . دُوَن القَلَمْ!
بَلْسَم يَوْمٍ نازِفٍ .. أَوْغَدِ=يشفيه مما مَسَّهُ مِن أَلَمْ!
نُصْرَةَ مَظْلومٍ .. على المُعْتَدَى=صَفْعَةَ مَوْثُورٍ على ما اجْتَرمْ!
يَبُوءُ بالخِزْيِ بها.. يفتدي=هَوانَهُ منها.. يُطِيلُ النَّدَمْ
لَكُنْتُ ذا فَضْلٍ وذا سُؤددِ=وكنْتُ أَجْنِي الوَرْدَ بَعد السَّلَمْ!
وكانتِ الدُّنْيا.. وكانَ الورى=أَدْنَى إلى السَّعْدَ بما يَفْعَلُون!
لا يَسْتَوِي الطُّغْيانُ فوق الثَّرى=إِلاَّ قَليلاً.. ثم يَلْقَى المَنُون!
ما نحن إلاَّ عالَمٌ مُفْتَرى=عليهِ من رَهْطٍ شَدِيدِ الجُنُونْ!
لكنْ سَيَطْوِيهِ رَهِيبُ السُّرى=طيّاً.. ويَبْقى عِبْرةً لِلْقُرون
.

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....
قديم 10-28-2013, 03:16 AM
المشاركة 9
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أحِسُّ بأنّي كنْتُ في غابِرِ الدَّهْرِ=هِزازاً يُغَنِّي للثِّمارِ وللزَّهْرِ!
وللنَّاسِ كانوا الطِّيِّبِينَ بِلا هَوىً=يُضِلُّ وكانُوا الأوْفِياءَ بلا غَدْرِ!
وللنَّهْرِ يجْرِي بالعُذُوبَةِ صافِياً=نَميراً ولِلَّيْلِ البَهيمِ.. ولِلْبَدْرِ!
ولِلْبَحْرِ والشَّمْسِ المُنِيرَةِ في الضُّحى=وحِينَ الأَصيلِ الحُلْوِ. والأَنْجُمِ الزُّهْرِ!
وعِشْتُ كذا حِيناً من الدَّهْرِ شادِياً=ولكنَّني طُورِدْتُ من جَارحِ الطَّيْرِ!
فخفت من الصقر المحلق ضاريا..=فَقُلْتُ أَلا يا لَيْتَني كنْتُ كالصَّقْرِ!
فأمْسَيْتُ صقرا يَسْتَبِيحُ فرائِساً=ويَفْتِكُ بالمِنْقار منه وبالظُّفْرِ!
ولا يَنْثَنِي حتى عن الأُمِّ طُورِدَتْ=فلاذَتْ بأَفْراخ وزُغْبٍ إلى الوَكْرِ!
وأَزْعَجَني صَوْتُ الضَّمِير فَشَدَّني=إلى الحِسَّ يَهْفو للْحنَانِ ولِلْفِكْرِ!
فَحَوَّلَني دَهْري. وبُورِكَ صنْعُهُ من=الطَّيْرِ للوَحْشِِ البَرِيءِ من الوِزْرِ!
إلى الظَّبْي ذي الحُسْنِ المُضوِّىء والرِّضى=وذِي الرَّكْضِ يُنْجبه من الخَتْل والغَدْرِ!
فَطارَدني لَيْثٌ وذِئْبٌ فَأَخْفَقا=ولم يُخْفِقِ السَّهُمُ المُسَدَّدُ لِلصَّدْرِ!
فأَخْطَأني.. لكنَّني صِرْتُ راجِفاً=ويا رُبَّ فَتْكٍ كانَ خَيْراً من الذُّعْرِ!
أَخافُ على نَفْسي وظِئْرِي فَأَنْزَوِي=عن النَّاسِ حتَّى لو تَرَدَّيْتُ في بِئْرِ!
أَهِيمُ على وَجْهي فما أَنا مُنْتَم=إلى الرَّوضينِ مِثْلَ الآمِنَينَ ولا الَقفْرِ!
ويُسْلِمني خَوْفي إلى السُّهْدِ تارَةً..=وأُخْرى إلى النَّوْمِ المُفزَّعِ بالشَّرِّ!
وقُلْتُ لِنَفْسي ما الذي تَرْتَجِينَهُ=من البَرِّ يُخْفي القاتِليك أَوِ البَحْرِ؟!
من الوَحْشِ.. والطَّيْر الجَوارح.. والورَى=فما شِمْتِ مِمَّا عِشْتِ فيه سِوى الخُسْرِا
فقلتْ لقد أَسْلمْتُ أَمْرِيَ لِلَّذي=يقَيني من اليُسْرِ المُبرِّحِ. والعُسْرِا
كِلانا ضَنِينٌ بالحَياةِ. ولو سَطَتْ=عَلَيْنا.. فما لِلْمَرْءِ فيها سِوى الصَّبْرِ
.

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....
قديم 10-28-2013, 03:24 AM
المشاركة 10
عماد تريسي
من ملوك الأدب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
يهدِّدني الماضي بِأَشْباحِ أغوالِ=فأشْقى بِسيَّاف . وأشْقى بِنَبَّالِ!
وأَنْظُر للماضِيَ فأطْوِي على القَذى=ضُلوعي وأَخْزى من غُدُوِّي وآصالي!
مَضَتْ كلُّها بالمُخْزياتِ . وخَلَّفَتْ=على غَيْرِ ما أَهْوى.. غَرِيقاً بأَوْحالِ!
لقد كنْتُ أَيَّامَ الشَّبابِ مُغامِراً=أَتِيهُ بأقْوالٍ سُكارى. وأَفْعالِ!
وما زِلْتُ حتَّى اليَوْم أُصْغي لِصَبْوَتي=وإِن كنْتُ لا أَلْقى لَدَيْها سوى الآلِ!
ولو جَرَفَتْني لِلْحَضيض لما ارْعَوَتْ=ولو كبَّلَتْني مِن قَذاها بِأَغلالِ!
فحّتَّى متى أنْساقُ للإثْمِ خَلْفها=ولِلْعارِ يُشْفيني لَدى الصَّحْبِ والألِ؟!
أَبِيتُ بِهَمٍّ في لَيالِيَّ مُعْضِلٍ=وأَصْحُو على خِزْيٍ يُجَلِّلُ سِربالي!
ويَحْسَبُني صَحْبي النَّقِيَّ من الخنى=فَأَبْكي بِسِرِّي مِن حَقارَة أَعمالي!
أَأَبْدُو أنا المِفْضال في أَعْيُنِ الورى=وما كنْتُ يَوْماً في الخَفاءِ بِمِفْضالِ؟!
يعَفُّ السَّراةُ النَّابِهُونَ وَأنْطَوِي=على نَفسِ مَوْتُورٍ مِن الطُّهْرِ مُغْتالٍ؟!
ويُسْدُونَ آياتٍ من الخَيْرِ والنَّدى=إلى النَّاسِ تَطْوِي كُلَّ ضِيقٍ وإقْلالِ!
وأُسْدِي . وما أُغْضِي إِليْهِمْ جَوارِحاً=تُخَدِّشُ مِن شَوْكٍ عَتِيٍّ ومن ضالِ!
تباركْتَ رَبِّي إنَّني مَتَطَلِّعٌ=إلى مَجْدِكَ، السَّامي.. إلى عَطْفِكَ الغالي!
لعلِّي أنالُ الصَّفْحَ منك واسْتوِي=على الدرب لا المُسْتَرِيبِ. ولا القالي!
أسِيرُ به مُسْتَيْقِناً غَيْرَ صادِفٍ=عن الرُّشْدِ في حِلِّي الأمين.. وتَرْحالي!
وقال أُصَيْحابي وقد شَفَّني السُّرى=إِلى غايةٍ شمَّاءَ في الأُفُقِ العالي!
إلى غايةٍ لم تَحْلُ يوماُ لخاطري=ولم يَسْتَطِبْها لا ضَميري ولا بالي!
ولم يَسْتَطِيبُوها – كَمِثْلي – فَعَطْعَطُوا=عَلَيَّ. وقالوا هل تَهيمُ بأَطْلالِ؟!
وكُنْتَ وكُنَّا من الفَرادِيسِ نَجْتَني=بها الزَّهَرَ المِعْطارَ.. والثَّمَرَ الحالي!
لقد كُنْتَ في الدِّيباج تَخْطُرُ في الحِمى=فكيف تَبَدَّلْتَ الحَرِيرَ بأَسمال ؟!
فقلت لهم كُفُّوا الملام فإنَّني..=تَباعَدْتُ عن نارِي فَلَسْتُ بها الصَّالي!
تَحَوَّلْتُ عن تلكَ الحفائِر للذُّرى=فطابت بكوري بالمُقامِ وآصالي..!
وما عُدْتُ بالدَّنِّ المُعتَق لاهِجاً=ولا بفتاةٍ بَضَّةٍ ذاتِ خِلْخالِ!
فَما مِنْهما جَدْوى ولا بِهِما غِنًى=وما اخْتَلَبا إلاَّ مَعاشِرَ جُهَّالِ!
ولكنَّني أصبو لِمَجْدٍ مُؤَثَّلٍ=على قِمَمٍ لا تَصْطَفي غَيْرَ رِئْبالِ!
وغَادَرْتُهُمْ مُسْتَوْحِياً من زَهادَتي=بِما كانَ وحْياً فيه طبِّي وإبْلالي!
وكم من ضَلالٍ في الحياةِ يُذيِقُنا=أُجاجاً.. فَيخْلُو في اللَّهاةِ كسَلْسالِ!
ولكنَّه يُذْوِي النُّهى ويُذيبُها=فيا رُبَّ مَعْسولٍ مِن العَيْشِ. قَتَّالِ!
وقد ينتهي بالنَّهْرِ جاش نَمِيرُهُ=وأَرْوى. فما يُبْقِي به غَيْرَ أَوْشالِ!
أَرى من حَياتي عِبْرَةً أَسْتَعِيدُها=فأُجْفِلُ من سَوْءاتِها شَرَّ إِجْفالِ!
وأَطْوِي على جَمْرٍ ضُلُوعاً مَهِيضةً=تَئِنُّ بآلامٍ . وتَشْقى بآمالِ!
وأَعْقُدُ عَزْمي أَنَّني لن أُثيرَها=فَحَسْبي رَزايايَ الجِسام وبَلْبالي!
ولكنَّها السَّوْطُ الذي يُلْهبُ الحَشا=ويَجْلِدُني جَلْداً يُمَزِّقُ أَوْصالي!
ويُلْهِمُني رُشْدي وقد عِشْتُ طائِشاً=ويصرفني عن حَمأَةِ الزَّمَنِ الخالي!
لقد عاد إِيلامي عَلَيَّ بِلَذَّةٍ=وأَخْصَبَني – يا للغرابةِ – إِمْحالي!
تَمَجَّدْتَ كم مِن نِعْمَةٍ بَعْد نِقْمَةٍ=أَطَلَّتْ. وكم من عِزةٍ بَعْدَ إِذْلالِ
.

.
.


لأنَّ الحزن هو أبو الوحي , فإنَّني لا زلتُ أبرّه !

فإن ذوتْ سنابله يوماً, رويتُه باستذكار جرحٍ آخر .

.....

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ديوان / محمد حسن فقي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ديوان المعتمد بن عباد - جمع وتحقيق: أحمد أحمد بدوي وحامد عبد المجيد د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 1 04-25-2016 02:00 PM
ديوان الشيخ أحمد سحنون د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 06-13-2014 10:10 PM
لغة شعر ديوان الهذليين - علي كاظم محمد علي المصلاوي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-28-2014 09:22 PM
ديوان ابن عساكر - جمع وشرح: محمد عبد الرحيم د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-28-2014 12:31 AM
ديوان سيد قطب - جمع: عبد الباقي محمد حسين د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-25-2014 10:44 PM

الساعة الآن 05:43 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.