قديم 09-30-2014, 12:45 AM
المشاركة 1201
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع....والان العناصر التي صنعت الروعة في رواية 60- دعاء الكروان طه حسين مصر

- كاد أن يرتبط اسم الكروان ودعاؤه باسم عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ارتباطا أبديا.
- وهي رواية تتكون من خمسة وعشرين فصلاتظهر فصولها مرقمة بدون عناوين وهو ما كان سائدا في تلك المرحلة حيث لم تكنكتابة الرواية تعتمد على ((العتبات النصية )) أو ((عناوين الفصول)).
_ يعتمدالدكتور طه حسين على المكان أكثر من الزمان في تحريك شخصياته..وهي دلالة رمزية على الشلل في الحراك الزمني في تلك الحقبة الزمنية وهو مما يعطي شيئا من النقد المبطن للأوضاع السياسية في تلك المرحلة من التاريخ المصري....في الثلاثينات على الأقل كما يشير إلى ذلك التاريخ الذي ذيلت به الرواية في الفصل الأخير...
- لم تظهر الخلفية السياسية واضحة في الرواية ولكن الكاتب اعتمد على إشارة عكسية في الرواية وهو الاشارة الى التفكك الاجتماعي في الطبقات الفقيرة والأقل حظا من التعليم والحياة الرغيدة....
- ونقدا مبطناأيضا لطبقة كبار القوم في مرحلة الثلاثينات حيث كان المجتمع المصري يمر بمرحلةأفول نجم الباشوية وازدياد النقمة على الضغط النفسي والاقتصادي على عموم الناس بسبب ازدياد الطموح السياسي والاقتصادي لأفراد تلك الطبقةالبرجوازية...
- تتحرك الشخصيات في نطاق جغرافي ضيق.. وهي محاولةللاشارة الى تشابه المأساة وان بأساليب أخرى في انحاء مصر بل والعالم العربي....فورد قرى ومدن بدون اسماء...
- لم يكن يعتمد الدكتور طه في روايته على الوصف الدقيق للمكان ولا حتى للايحاء بكثرة بتفاصيل المكان...بل كان معظم طوافه هو في نفسيات الشخصيات في الرواية ووصف علائق بعضها ببعض ...

-وكأنه كان يوفر على القارىء جهد البحث في العلاقات الداخلية..

- وبطبيعة الحال فهذامن سمة الروايات ذات الطابع الكلاسيكي .
- تبدو الرواية مبتعدة عن التركيب والايحاء اللغوي المكثف والترميز .
- .وان كان فيها شيء غير قليل من التأمل لذلك تكون الرواية بداية جيدة لكل من يريد ولولج عالما لرواية..

قديم 10-01-2014, 11:19 PM
المشاركة 1202
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع....والان العناصر التي صنعت الروعة في رواية 60- دعاء الكروان طه حسين مصر

من دراسة أية احمد حول الرواية

- ملخص الرواية:*تحكي الرواية عن (آمنة) التي انتقلت مع أختها و أمها الى المدينة عقب وفاة أبيها، و عملن كخادمات. لكن اختها (هنادي) وقعت ضحية للمهندس الذي كانت تعمل لديه،حيث اعتدى عليها و حطم حياتها. ثم قتلت (هنادي) أمام أعين أختها على يد خالهما. فقررت (آمنة) الانتقام لأختها، فعملت لدى المهندس، الا أنها لم تقوى على ذاك الانتقام، حيث أغرم كل منهما بالاخر. و لكن طيف (هنادي) كان يقف حائلا بينهما. فصارحته (آمنة) بكل شىء، ولكن رغم هذا لم تتغير مشاعر أي منهما تجاه الاخر، و عجزا عن الفراق.*

- الشخصيات:الرئيسية: الأم (زهرة) - آمنة - هنادي – المهندس.ا
- الثانوية: المأمور- زوجته - ابنته (خديجة) – العمدة - النسوة في دار العمدة ( زنوبة – خضرة – نفيسة ) – الخال- سكينة - البستاني.*
- الكروان: الكروان بمثابة بطل غير منظور من أبطال الرواية، حيث يتكرر دعاؤه و تتكرر مناجاة (آمنة) له.*
- شخصية الأم:هي شخصية نمطية لأم من أهل البادية، تعيش حياة متواضعة مع زوجها وابنتيها. يسهل فهم ضعفها و قلة حيلتها *خلال حديث امنة عنها:"و انها لفي ما هي فيه من اشفاق وغيرة وفزع، إذ جاءها النبأ بأن زوجها قد صرع...فإذا الرجل قد ذهب ضحية شهوة من شهواته الاثمة...و إنما هو العار كل العار قد ألم بهذه المرأة البائسة".و يتوالى ظهور ضعفها مع تطور الأحداث، فبعد هذا العار تترك القرية مع ابنتيها و تذهب الى المدينة و يعملن كخادمات. ثم بعد تعرض هنادي للخداع من قبل المهندس تترك المدينة بغير هدف محدد و تستعين بأخيها، الذي ظنت أنه سيساعدها، الا أنه يقتل ابنتها و تظل هي فيما هي فيه من ضعف الحيلة لا تتحرك ولا تفعل شيئا.*
- شخصية آمنة: هي شخصية واضحة يسهل فهمها من خلال حديثها عن نفسها حيث تقول: "كنت صبية بائسة يائسة قد شوه البؤس و اليأس شكلها" ، كما تقول: "و كنت أتكلم لغة فجة خشنة غليظة هي لغة أهل الريف" ، وأيضا: "و إذا أنا أختلف مع الصبية الى الكتاب فأتعلم كما تتعلم". فهي ليست تلك الشخصية الثابتة وانما هي شخصية تتطور و تتغير مع توالي الأحداث، حيث كانت في البداية فتاة ريفية ساذجة ، و لكنها شغفت بالعلم و حرصت عليه و نالت منه ما تريد. كما أنها عرفت حياة الترف و الرخاء بعد كل ما لقيته من البؤس و الشقاء، فأصبحت سيدة منزل ولديها العديد من الخدم ،بعد أن كانت هي التي تخدم الآخرين.كما أننا لا نستطيع تجاهل الجانب العاطفي ، فبعد أن كانت تود الانتقام من المهندس و تراه آثما شغفت به و أحبته ولم تحتمل فراقه.وهي لا تعد شخصية نمطية فهي في الواقع حالة فردية. فليست كل فتاة ريفية تذهب الى المدينة تستطيع مواكبة نمط الحياة هناك و تستطيع أن تثقف نفسها رغم عملها كخادمة و تستطيع أن تصل الى ما وصلت اليه آمنة.أما فيما يتعلق بعلاقتها مع الآخرين فقد كانت تحنو على أمها و أختها و تحبهن و تشفق عليهن. و لم يتعرف عليها أحد الا و أحبها ابتداءا من خديجة، التي كانت آمنة تعمل لديها ثم أصبحتا صديقتين و انتهاءا بالمهندس ، الذي أحبها و تغير من أجلها.*

- شخصية هنادي:هي شخصية نمطية لفتاة ريفية ساذجة ، تأتي الى المدينة فتنبهر بما ترى، ولكنها لا تغير من نفسها لتساير تلك الحياة الجديدة، حيث تقول عنها آمنة: "و لكنها ظلت كما أقبلت..ريفية بدوية لا تقرأ و لا تكتب* كما كنت أقرأ و أكتب، ولا تحسن من أمور الترف شيئا". الا أنها تتعرض للخداع من قبل فتى المدينة -المهندس- الذي استغل برائتها و سذاجتها و أدى الى موتها على يد خالها.

- شخصية المهندس:*تتضح تلك الشخصية من خلال حديث آمنة عنها، حيث تقول عنه في البداية: "ذلك الشاب الرشيق الأنيق ذو الوجه الوسيم" ، ثم تقول بعد حادثة هنادي: "إنما هو صائد يحتبل الفتيات احتبالا و يختلبهن اختلابا....إذن فقد خان هنادي ولم يحفظ لها عهدا....و هو يضيف اثم الخيانة الى اثم الغواية". إذن فهو ذلك الشاب العازب الذي يتقرب الى الفتيات، يسحرهن بحديثه، يقوم بغوايتهن حتى ينال مبتغاه. ولكن هذه الشخصية لم تظل كذلك ، فقد تغير تغييرا جذريا بعد أن عرف آمنة وأحبها. فبعد أن كان يراها صيدا ثمينا يود افتراسه،أصبح يحترمها و يقدر تلك اللحظات القليلة التي يتحدث فيها معها، وحتى بعد معرفته حقيقة الأمر لم يقو على فراقها.و تعتبر شخصية المهندس حالة فردية ، فليس كل شاب يعيش في المدينة يتربص بالفتيات و يعمد الى إيذائهن.*

- *الراوى:تتم رواية الأحداث هنا على لسان المتكلم. فتتولى (آمنة) مهمة سرد الوقائع و التعليق عليها. وقد انتقد البعض الكاتب لاختياره فتاة ريفية لم تنل قسطا كافيا من التعليم-امنة- لكي تقوم بدور الراوي.و البعض الاخر رأى أن الكاتب قد جعل هذا منطقيا، حينما تحدث عن ملازمة (آمنة) لـ (خديجة) و مشاركتها لها في القراءة و الدرس. و في رأيي أن ما يجعل الأمر منطقيا أكثر هو أن (آمنة) تحكي القصة بعد مرور أكثر من عشرين عاما على حدوثها. فهي تحكي بشخصية جديدة و اسم جديد، فقد أصبح اسمها(سعاد) و أصبحت تعيش في رغد من العيش، يؤهلها للحصول على القسط الذي تريد من العلم و الثقافة. و هذا الأسلوب في الحكي هو ما يعرف بالاسترجاع أو (الفلاش باك)، أي أن تبدأ البطلة القصة من النقطة التي انتهى اليها مصيرها.*

- المكان:يعكس المكان في بداية الرواية المستوى الاجتماعي الذي انتهت اليه حياة آمنة. فالكاتب يصف بيتها وصفا تفصيليا يجعلنا ندرك مدى الرخاء الذي وصلت اليه، ويتضح ذلك في قولها: "و أنا أمد عيني الى المرآة أمامي و أثبتها في أديمها الصافي الصقيل"، ثم تقول: "و أقف عند ما يملأ هذه الغرفة من أدوات الترف و النعمة فأطيل النظر اليه". ثم يوضح الكاتب من خلال وصفه للمكان التباين بين حياة الريف و حياة المدينة ، كما يوضح المستوى الاجتماعي الجديد الذي انتقلت اليه أسرة آمنة. فبعد أن أن وصف القرية الصغيرة التي عاشت فيها آمنة مع أسرتها، انتقل بنا الى وصف المدينة: "حتى ينتهين الى هذه المدينة الواسعة ذات الأطراف البعيدة و السكان الكثيرين، و التي تشقها الطريق الحديدية نصفين..."، ثم يوظف الكاتب المكان بعد ذلك لتصوير الحياة الشاقة التي عاشتها تلك الأسرة في المدينة ، فبالرغم من اتساع المدينة و جمالها ، الا أن آمنة كانت تعيش مع أسرتها في حجرة ضيقة قذرة، كما وصفتها، و كانت تضيق بهذه الحجرة و تكرهها. ثم يصور بعد ذلك دار الضيافة في بيت العمدة و اتساعها و حجراتها الكبيرة وكثرة من يسكنون بها ، كي ينقل لنا مدى اغتراب تلك الأسرة داخل ذلك المكان الكبير الذي لا يعرفون به أحد.**

- الفترة الزمنية التي تغطيها أحداث الرواية:تبدأ الرواية من اللحظة التي انتهى اليها مصير البطلة ، فيما يعرف باسم الفلاش باك. وتتحدث البطلة عن فترة شبابها منذ انتقالها من الريف الى المدينة، وما واجهته مع أسرتها وصولا الى حياتها المترفة. ولم يكن طه حسين يقفز بالأحداث أو يختصر بأي شكل من الأشكال ، فلم يقل مثلا: و بعد مرور عدة شهور أو حتى عدة أيام . الا أنه لم يكن أيضا يعطي الحدث أكثر من الوقت الذي استغرقه، فقد كان هناك توازن الى حد ما بين فترة استمرار الحدث و الفترة التي استغرقها الكاتب في الحديث عنه.**

- الأسلوب:اعتمد د/ طه حسين على الوصف التفصيلي الدقيق للشخصيات و الأماكن و الأحداث، حتى أن القاريء يكاد يشعر أنه يرى كل ذلك و يعايشه. فهو يصف دار الضيافة في بيت العمدة، و لحظة اقبال النسوة على الطعام و طريقتهن في الأكل. كما أسهب في وصف شخصيات مثل (زنوبة) و (خضرة) و (نفيسة) و غيرهن. ويلاحظ القاريء أيضا قلة الحوار، و أحيانا يفضل الكاتب العدول عن الحوار تماما و الاكتفاء بسرد مضمونه مثل حديث (آمنة) مع أختها: "فأنبأتها بمقدم خالنا، و بأننا مرتحلات في أكبر الظن، إذا أسفر الصبح، و جعلت أزين لها الرحيل". وأحيانا أخري يمنح طه حسين القاريء استراحة من توالي الأحداث فيقف معلقا عليها مثل قوله : "و أي قلب لا يخاف على فتاة غرة لم تتجاوز الصبا تسعى وحدها في الطريق العامة إلى غير غاية.....لك الله أيتها الفتاة الناشئة! إلى أين تذهبين؟". أما الأسلوب اللغوي فلا يخلو من وضوح و جلال وفخامة هذا الى جانب الحرص على سلامة التركيب ، فرغم استخدامه لهذه اللغة الرصينة، الا أن القارىء لا يكاد يشعر بأي صعوبة في فهم الكلمات . كما يتميز الأسلوب أيضا بخصائص الاستحضار والتأكيد وكلاهما ينبع من حرصه على التأثير في القارئ واقناعه بما يقول.

- تحليل المضمون:تقوم الرواية على ثلاثية (الخطيئة والثأر والحب) ، ومن ثم فهي رواية عاطفية ، مع ذلك تمثل الرواية *صورة من كفاح الطبقة الفقيرة الكادحة في محاولة للتغلب على تعاستها. حيث وظف الكاتب الشخصيات القادمة من الريف الى المدينة لينقل تصور هؤلاء عن المدينة و كيفية الحياة بها وما وجدوه من واقع تلك الحياة. ومن المنطلق العاطفي نرى أن العاطفة هي لب هذه الرواية ، بداية من الفزع و التمرد على مصرع هنادي، ثم الكراهية و الاصرار على الثأر من المهندس ، وصولا الى الحب الذي يصبح قدرا لا مفر منه. و من المنطلق الأخلاقي نجد الكاتب يشجب المأساة و يدينها ، لأنها جريمة فقط لا غير ، لأنها قبل كل شيء عدوان أثيم على روح آدمية و اراقة لدم بريء.

قديم 10-02-2014, 06:07 AM
المشاركة 1203
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع....والان العناصر التي صنعت الروعة في رواية 60- دعاء الكروان طه حسين مصر

من دراسة يسري عبد الغني عبد الله
باحث ومحاضر في الدراسات العربية والإسلامية

- دعاء الكروان عمل روائي ، يجمع بين التركيب والبساطة ، ففيه من الرواية : هيكلها العام ، ونسيج الأحداث ، وصور الشخصيات .
- وفيه من النثر الفني تلك المباشرة في تحديد الهدف الأخلاقي أو الاجتماعي ، والقصد إليه دون مواربة أو غموض .
- وفيه منه كذلك : أسلوب أنيق رقيق ، يمزج الفخامة بالوضوح ،
- وفيه من الشعر : روحه ، ونبرته الذاتية ، واسترسالاته الغنائية .
- وفيه إلى جانب ذلك كله طعم المأساة حين يعصف الثأر بزهرة غضة لم تكد تستقبل إشراقة الصبح ، وإطلالة الندى .
- أما البساطة فتتجلى في المضمون الروائي ، وفي قلة الأحداث ، والميل إلى التجريد ، والتجافي عن الانفعالات المبالغ فيها ، والمشاهد الميلو درامية الصارخة التي لا جدوى منها .
- إن دعامة المأساة في رواية دعاء الكروان ، تنهض على دعامتين أساسيتين : الأولى : الثأر الثانية : الحب .
- وتسهم العادات والتقاليد والأعراف والبيئة ، أي : ثقافة المجتمع بكل مفرداتها ، تسهم بوجه عام في التمهيد لهذه المأساة ، وتخطيط مسارها .
- والبيئة هنا هي صعيد مصر بكل موروثه في الحفاظ على العرض ، وتطهيره بالدم إذا شابته أقل شائبة .
- وأما الضحية فهي (هنادي) التي هاجرت مع أختها (آمنة) ، وأمها (زُهرة) من قريتهم (بني وركان) إثر مصرع رب العائلة في حادثة أخلاقية ، وفي مهجرهن بإحدى مدن الأقليم يقدر لهنادي أن تعمل في خدمة مهندس شاب يعيش بمفرده ، بينما تخدم آمنة في بيت مأمور المركز ، وتستقر الأم في بيت موظف من موظفي الدائرة السنية .
-فجيعة أخرى تتسرب في أعماق آمنة لتزيدها إصراراً على الثأر لأختها من ذلك المهندس الشاب الذي أغواها ثم غدر بها .
- موضوع هذه الرواية إذن هو: (الخطيئة والثأر والحب) ، ومن ثم فهي رواية عاطفية / تحليلية بالدرجة الأولى .
- ولقد تمثل رواية دعاء الكروان لعميد الأدب العربي الدكتور / طه حسين مع ذلك صورة من كفاح الطبقة الفقيرة الكادحة في محاولة للتغلب على تعاستها .
- ولنا أن نميز بين جزئين ، الجزء الأول من الرواية نرى فيه فتاة تسعى إلى التحرر بلا وعي ولا تفكير مرسوم ، وإنما هو مجرد صدام عريان غير متكافئ مع قوى الظلم ، ينتهي إلى النتيجة المنتظرة أو المتوقعة ، وهي موت هنادي بيد خالها .
- والجزء الثاني نرى فيه فتاة أخرى (آمنة) قد تسلحت بنور المعرفة وقوة العقل ، وعملت على تفادي الصراع الدموي مع المجتمع ، وتحويل هذا الصراع نفسه إلى صراع نفسي وفكري .
- غير أن لب الرواية ومحركها الأول يظل ـ قبل ذلك وبعده ـ محكوماً بمنطق تحليل العاطفة ، ويعقبها فزعاً وتمرداً على مصرع هنادي الضحية البريئة .ثم نقمة وكراهية وإصرار على الثأر من المهندس الجاني ، ثم حباً ينمو على استحياء متأرجحاً بين ذكرى الأخت (هنادي) وكبرياء الأنثى (آمنة) ، ولكنه لا يلبث أن يصبح قدراً لا مفر منه ، وإذعاناً لا ثورة بعده ، واستسلاماً لا رجوع فيه .

- إلى جانب هذا المنهج في التحليل العاطفي ، تبدو في الرواية نزعة كلاسيكية أو فلنقل : ملامح ومظاهر كلاسيكية ، تتمثل في اختيار موقف روائي أثير لدى أقطاب الكلاسيكية الأوربية ألا وهو : موضوع حب الأعداء .
- كما تتمثل في حضور سلطة العقل (تحكم العقل وانتصاره ) في وعي البطلة (آمنة) بذاتها حتى في أحرج اللحظات وأكثرها صعوبة ، وهل ثمة ما هو أوضح في الدلالة على هذا من مسلكها ساعة يعرض عليها المهندس فكرة الزواج .
- في رائعة الدكتور / طه حسين (دعاء الكروان ) ، أناك جانب نقدي يشجب المأساة ويدينها ، وهو يدينها لأنها جريمة فقط لا غير ، ولا لأنها نتاج التقاليد البالية فحسب ، بل لأنها أولاً وقبل كل شيء عدوان أثيم على روح آدمية ، وإراقة لدم بريء . أي أن المنطلق النقدي في التحليل الأخير هو منطلق أخلاقي صرف ، وإنساني بحت بالدرجة الأولى .
- وهنا أيضاً لا تخون الكاتب نزعته الكلاسيكية في التصوير ، حتى في تلك المشاهد العنيفة بطبيعتها ، مثل مشهد مصرع هنادي على يد خالها ، نرى الدكتور / طه حسين يلجأ إلى ماكان يلجأ إليه أعلام المدرسة الكلاسيكية في فترة ازدهارها ، من رفق في التناول ، وقصد في إثارة الانفعالات والمشاعر ، وحرص عام على ذكر ما يليق دون أدنى توتر ، أو أقل تصعيد لا مبرر له ، إلى حد أن مجرد عرض منديل (ديدمونة) على خشبة المسرح كان كافياً لأزعاج الهدوء الكلاسيكي عند مشاهدي مسرحية (عطيل ) للشاعر والمسرحي الإنجليزي / وليم شكسبير .

- نلمس في الرواية عزوفاً عن إثارة القارئ المتلقي بالتفاصيل الفاجعة واللقطات الدرامية الصارخة أو فلنقل اللقطات المليودرامية ، حتى أن مصرع هنادي يتم إبلاغه لنا في جملة إخبارية واحدة وهي : "وإذا أختي قد صرعت ، وإذا خالنا هو الذي صرعها " .
- كما نلمس عنصر النقد في الرواية من منطلق أخلاقي وإنساني بحت ، وهذا العنصر يتجلى في صورة حكم قاطع بالإدانة ، فالحدث جريمة منكرة ، والخال مجرم أثيم ، والقتيلة هنادي ضحية بريئة .
- ربما لا حظنا مع ذلك أهمية الدور الذي يلعبه طائر الكروان لا في ذلك المشهد الذي عرضنا له آنفاً وحده ، بل وفي كل فصل من فصول الرواية .
- فالكروان بمثابة بطل غير منظور من أبطال الرواية ، ويتكرر دعاؤه ، وتتردد مناجاة البطلة آمنة له في صدر كل حدث ، وفي خاتمته .
- حتى لك أنه اللازمة اللحنية التي تتردد بين فواصل النغم فتزيد عناصره وحدة ، أو لكأنه الاستجابة النفسية يفيض بها صدر البطلة فتعقب على كل ذكرى وصدى وجدانياً لكل واقعة تحدث لها ، أو تعايشها .
- وبذا يمكن القول بأن رواية دعاء الكروان يتم على مستويين : 1 ـ المستوى الأول : مستوى النسيج الخارجي للأحداث أو الإطار الخارجي لها .2 ـ المستوى الثاني : المستوى الداخلي ، المتمثل في علاقة آمنة بطلة الرواية بطائر الكروان ، باعتبار هذا الأخير رمزاً لغناء التأثر من ناحية ، ولذكرى هنادي الأخت الصريعة من ناحية أخرى - إذا كان الكاتب الروسي الشهير / تشيخوف قد سمي أحد مسرحياته الشهيرة (طائر النورس ) .، كما أطلق الأستاذ / توفيق الحكيم (عصفور من الشرق ) عنواناً لواحد من أهم كتبه ، والذي صدر سنة 1938 م ، وأقام الأستاذ / عباس محمود العقاد للكروان ديواناً في الشعر العربي الحديث ، إلا أنه سوف يظل للدكتور / طه حسين أنه أول من جعل الكروان بطلاً من أبطال الرواية المصرية والعربية الحديثة .
- تتم رواية الأحداث في رواية (دعاء الكروان) على لسان المتكلم ، والمتكلم هنا هو آمنة الشخصية المحورية أو الرئيسية في الرواية .
- وآمنة تتولى سرد الوقائع ، والتعليق عليها ، وتقدم لنا زاوية الرؤية الأساسية في الرواية ، بطريقة تشعرنا بأنها تحمل وجهة نظر المؤلف (الدكتور / طه حسين) ذاته .
- وقد كانت هذه الطريقة في إدارة الرواية أو القالب الروائي ، على لسان بطلة لم تنل حظاً وافراً من التعليم ، مبعث نقد عنيف من قبل بعض الباحثين ، الذين لا حظوا اتساع الهوة بين شخصية الرواية ، ومستوى الأفكار التي تعبر عنها ، والأسلوب الذي تترجم به عن هذه الأفكار .
- تقوم الرواية على ما يعرف في النقد القصصي باسم الاسترجاع أو الفلاش باك ، أي أنها تبدأ من تلك النقطة التي انتهى إليها مصير البطلة بعد أن تزوجت من المهندس الشاب الثري ، وأصبحت آمنة سيدة تحيطها آيات الترف والنعمة ، وترمقها العيون بمزيد من الحسد والإعجاب .ثم لا تلبث آمنة أن تشعر بشيء من الكبرياء الغريب ، حين تتذكر صورتها منذ أكثر من عشرين عاماً ، وهي ما تزال صبية بائسة يائسة ، وتسير المقارنة في وجدانها ذكرى هنادي أختها التي قتلت على يد خالها ، فلا يلبث الحزن العميق أن يغمر جوانحها ، ولا تلبث خيوط المأساة أن تتجمع في خواطرها من جديد ، فتعقب على الأثر بقولها : "إن في أحداث الحياة وخطوبها لعظات وعبراً " .ثم تسرع آمنة في حكاية قصتها من أولها ، وبمعنى آخر تبدأ في حكاية الماضي منذ البداية .
- كل حدث فرعي يسهم في رسم بيئة الرواية أو يلقي الضوء الكاشف على ملامح أبطالها .
- وكل شخصية رئيسية كانتأو فرعية في الرواية تشترك في دفع حركة الرواية إلى الأمام قدماً ، وتقوم بدورها ، مهما قل حجمه في تطور الأحداث خلال الرواية ، وهذا رأي الدكتور / علي الراعي .
- فإذا التمسنا معاً سبباً لما عساه أن يلاحظ أحياناً من فضفضة في قالب رواية (دعاء الكروان ) ، فسوف لا نعثر عليه في الأحداث الروائية ، أو الشخصيات ، بل سنجده في تلك الاسترسالات ، التي يمكن أن نطلق عليها : استرسالات غنائية ، التي تقطع ديناميكية أو استمرارية الفعل الروائي ، وتفسد تدفقه ، دون أن يكون لها مع ذلك كبير صلة بالموقف الذي تساق .
- يلاحظ براعة الدكتور / طه حسين في رسم شخصياته الثانوية ، واستخدامه لهذا الغرض التفصيلات الواقعية الدالة والمعبرة ، وكذلك الأوصاف الدقيقة التي تعبر لنا بخلاء ووضوح عن هذه الشخصيات الثانوية .
- على الرغم من صغر دور الشخصيات الثانوية لكننا نجد بان طه حسين رسمها بدقة متناهية ، جاعلاً إياها تنبض بالحياة والحركة ، وتسهم في رسم البيئة العامة المحيطة بها ، والتي يجري فيها الحدث الروائي .
- على حين يستخدم المؤلف التفصيلات الواقعية في رسم الشخصيات الثانوية خلال الرواية ، نراه يلجأ إلى الوصف الشاعري ، واللمسات التقريرية في تحديد الشخصيات الرئيسية في العمل الروائي .
- كثيراًما يلجأ طه حسين في روايته إلى التحليل النفسي ، واستبار الشعور ، أي اختبار المشاعر بغية إضاءة الجانب الشعوري والعاطفي في الشخصيات ، وتخطيط ملامحها النفسية .
- بل أنه قد يعمق هذا التحليل النفسي أحياناً ، وتنهار فيه حواجز المنطق والتفكير العاقل المرتب حتى ليتحول إلى ما يعرف في النقد الأدبي بوجه عام ، والقصصي بوجه خاص باسم : تيار الوعي أو التداعي الحر .
- يلاحظ مدى انعكاس اللحظة النفسية على درجة شاعرية الأسلوب ، وغناه بالمشاعر والانفعالات الفياضة المعبرة .
-ربما كانت هذه الروح الشاعرة التي تظلل الأسلوب في الرواية ، بالإضافة إلى قلة الأحداث ، وغلبة لحظات الاستبطان النفسي ، والاسترسالات الغنائية ، ربما كان هذا جميعه وراء تركيز المؤلف الدكتور / طه حسين ، على السرد القصصي ، وقلة الاحتفاء أو الاهتمام بالحوار . فالحوار في دعاء الكروان قليل ، وهو مع قلته لا ينسجم تماماً مع طبيعة الشخصية التي تشترك في الحوار ، لعلو نبرته ، وكثافة محتواه الفكري .
وقد تطول الجملة الحوارية أحياناً طولاً غير مألوف ، حتى يفقد الموقف الذي نتابعه حيويته وحرارته .
- وأحياناً يفضل أستاذنا العميد / طه حسين العدول عن الحوار تماماً ، والاكتفاء بسرد مضمونه .
- أما أسلوب الرواية وطريقتها اللغوية فلا يختلفان كثيراً عما تعودناه من طه حسين من فخامة ، ووضوح ، وجلال ، وهو أسلوب نحس فيه دائماً إنعكاس الموروث الأصيل الجميل ، وأصالة المعاصرة .
- وأسلوب العميد يعتمد اعتماداً كلياً على : استقصاء المعنى ، وإشباع الفكرة ، وتشقيق التعبير بشتى الطرق والوسائل .
- كما يتميز أسلوبه المتفرد بخصائص الاستحضار أو الحيوية ، والتأكيد ، وكلاهما نابعاً من حرص العميد على التأثير في القارئ أو المتلقي ، وإقناعه بما يقوله .
.

قديم 10-02-2014, 06:08 AM
المشاركة 1204
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع....والان العناصر التي صنعت الروعة في رواية 60- دعاء الكروان طه حسين مصر

- ومن وسائل الأستاذ العميد / طه حسين في استقصاء المعنى ، وإشباع محتوى الجملة ، تركيزه على كل من التشبيه و الكناية بمختلف أنواعهما ، وكذلك استخدام أسلوب العطف ، وتعاقب النعوت والأوصاف ، حتى لا يكاد يخلو تركيب من إحدى الخصائص المذكورة .

- فالنتأمل معاً ـ على سبيل المثال ـ كيف تقترب آمنة بطلة القصة من أختها هنادي الذاهلة ، مواسية ومصبرة لها ، ولنتأمل رحلة الأسلوب الطويلة من أجل تغذية هذه اللقطة السريعة .

- يمكن ملاحظة ام لديه تلك الركائز الأسلوبية المتفردة التي عرف بها عميد الأدب العربي الدكتور / طه حسين ومنها عنايته البالغة بتصفية لغة الرواية وصقلها ، هذا إلى جانب الحرص على سلامة التركيب ، وأناقة في اختيار المعجم الروائي دون أدنى معاظلة أو ابتذال .

- فالرجل يدرك تماماً أن المضمون العظيم يستتبع بالضرورة شكل عظيم ، بعيداً عن التقريرية المباشرة أو الدعائية الممجوجة التي لا تنتج أدباً جميلاً عظيماً ، أدباً يعبر عن واقعنا ، في نفس الوقت الذي لا يهمل فيه مقاييس الفن الجميل الذي يثري الوجدان ، ويرتقي بالمشاعر والأحاسيس .

قديم 10-09-2014, 11:56 AM
المشاركة 1205
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية 61- فساد الامكنة صبري موسي مصر

- «فساد الأمكنة» رواية مصرية تنفرد في أجوائها الغريبة

- ينطبق على رواية «فساد الأمكنة» القول تماماً بأنها علامة فارقة في الرواية العربية.

- فهي لا تُحيلنا الى عمل سابق او لاحق من أعمال مؤلفها صبري موسى، ولا الى الرواية العربية عموماً.
- ومقارنة هذه الرواية، مع «حادث النصف متر»، الرواية الأولى والسابقة للمؤلف، تشي بأن موسى شاء ان يسلك سبيلاً في القصة مختلفاً عما اختطه في عمله الأول.

- اما مقارنتها بما سبقها من أعمال روائية مصرية وعربية عموماً، فأنه ليدل على سعي الى إنشاء سرد جديد ومناطق خيال غير مطروقة من قبل.

- بيد ان ما أتى به الكاتب وغيره من كتّاب القصة والرواية يدل على ان «فساد الأمكنة»، وعلى رغم أثرها في نفس القارئ، لم تُرس نمطاً من الرواية مختلفاً-

- الرواية كانت قد كُتبت عام 1970 متسلسلة اولاً في مجلة «صباح الخير»، ثم أعيد إصدارها في كتاب بعد اربعة اعوام على ذلك.
- وما هذا في الحقيقة الاّ لأن الرواية تبدو ثمرة لقاء نادر او اجتماع عناصر لا يمكن لها ان تجتمع أكثر من مرة واحدة.

- بل ان هذه الفكرة بالتحديد، اي اللقاء النادر او اجتماع ما لا يمكن اجتماعه غير مرة واحدة، تكاد تلازم كل بُعد من أبعاد هذه الرواية.

- وعلى ما يخبرنا الكاتب في المقدمة فإن فكرة الرواية تعود الى ليلة قضاها في «جبل الدرهيب» بالصحراء الشرقية قرب حدود السودان، اي انها ثمرة لقاء غير مدبر بالجبل الذي سيكون مسرح حوادث القصة بل وأحد شخوصها الأساسيين.

- فإذا ما جئنا الى بطل الرواية نفسه، اي نيكولا، ألفيناه مزدوج الندرة من حيث حضوره في مثل هذا المكان وفي السرد العربي عموماً.

- فهو المهاجر من مدينة روسية صغيرة، مقيماً في تركيا تارة وفي إيطاليا تارة أخرى، لا يُقرّ بوطن أصلي وبما يجعله أبعد ما يكون عن الشخصية الاوروبية (الخواجة) في القصص العربي.
- وحضور نيكولا شأن حضور ماريو المهندس الايطالي والباشا المصري والخواجة انطون وإيليا، ابنة نيكولا، ولاحقاً حضور صاحب العرش وحاشيته الباحثون عن ضرب من اللهو واللذة مختلف يستجيب الى شهواتهم الجامحة، لهو حضور إنساني دخيل، غير محتمل، ولا يؤدي في النهاية الى ولادة ما هو جديد، وانما الى صراع قدري ومأساة.

- لعل في مثل هذه النهاية دلالة غنية ليس على طبيعة هذا الاجتماع الدخيل ولكن ايضاً على طبيعة السرد الروائي الذي بقي يتيماً في القصة العربية.

- والصراع الذي يقع ليس ذلك الصراع الأزلي ما بين الطبيعة والانسان، وإنما بين الأهواء والنوازع والمعاني المنسوبة الى كل من يلعب دوراً في هذه الحكاية ـ ما بين الاتحاد والانفصال والتفكك، ما بين البراءة والفساد، وما بين العطاء المنظم والجشع.

- بيد ان تضارب هذه المعاني والقيم لا يتولد عن حكاية رمزية او أمثولة ساذجة، حيث يكون هناك من الشخصيات ما يمثل البراءة من جهة وما يمثل الفساد، من جهة ثانية.

- فالصراع المعني قدرياً ومأسوي النهاية على وجه ما يكون في المأساة الإغريقية، ليس بين قوى الخير والشر وإنما بين قوى متكافئة، إن في الصلاح او الإثم، وهو ما يجعله مأسوياً اصلاً.
- فنيكولا وإيليا وكيرشاب وإيسا ضحايا المأساة، يظهرون من جانب البراءة والاتحاد والعطاء، وفي الوقت نفسه هم ليسوا ابرياء تماماً من المشاركة في الفساد والجشع، من الشهوات المحرمة والكبرياء المسرفة والادعاء.

- نيكولا، مثلاً، يحاول الاخلاص لتلك الوحدة الطبيعية التي يمثلها الجبل والمقيمون بجواره منذ البدء. وهو يحاول الذوبان فيها واتخاذها موطناً وأصلاً، غير ان وجوده هناك انما هو تواطؤ في عملية انتهاك هذه الوحدة وافشاء اسرارها واستنزاف ثرواتها.

- وتواطؤ نيكولا هذا لا يقتصر على قيادة حفر أنفاق في الجبل واستخراج ما في جوفه من معادن، في اطار عملية لا غرض لها سوى الكسب الخالص، ولكن ايضاً في الشهوة المحرمة التي تراوده تجاه ايليا.

- فهو وان لم يثر او يُشبع شهوته، فإنه لا يختلف كثيراً عن الخواجة انطون او حاشية السلطان ممن يتخذون الطبيعة وسيلة للثراء المجرد من اية قيمة او معنى، او موضوع اشباع رغباتهم المحرمة والشاذة.

- ولئن وقع فريسة إحساس مطبق بالخطيئة، وهو ما يدفعه في النهاية الى الفتك بإبنته ووليدها، بإعتبارهما مظهريّ الخطيئة، فليس نتيجة الالتباس العقلي الذي يُلمّ به.

- على العكس من ذلك، فإن الالتباس العقلي لهو نتيجة إحساس دفين بالخطيئة يتعاظم ويظهر على سطح وعيه بما يؤدي الى الالتباس المذكور. ففي دخيلة نفسه يدرك انه قد أخل بالعلاقة الطبيعية التي تربطه بإبنته وبالمكان نفسه.

- فالشهوة التي تراوده تجاه ايليا لهي خيانة للعلاقة الطبيعية التي تربط الأب بالابنة.

- وهو من خلال تواطئه مع أمثال الخواجة انطون قد انتهك العلاقة الطبيعية القائمة ما بين الجبل واولئك الذين يأتون طالبين ما يحتاجونه من خيرات، ومن ثم فإنه يخون المكان الذي شاء ان يتخذه موطناً.

- وإذا ما كان هذا الاجتماع غير المألوف لشخصيات وعوامل مختلفة الأصل والطبيعة قد كشف عن منطقة خيال جديدة في القصة العربية، فلقد أملى لغة سرد مفارقة للغات السردية السابقة، سواء تلك التي أرسى كاتب شأن نجيب محفوظ أسسها، ام تلك التي اشتغل عليها وابتكرها كتّاب شأن يوسف ادريس، ومن بعده يحيى الطاهر عبد الله ومحمد البساطي وابراهيم أصلان وجمال الغيطاني وغيرهم من كتّاب جيل الستينات الذي ينتمي صبري موسى اليهم أصلاً.


- فليست مرجعية المخيلة القائمة خلف «فساد الأمكنة» مألوفة او مشتركة مع أعمال سابقة بما يجعل الإحالة واضحة والدلالات والمعاني الواردة محددة.

- ومن هنا كان لا بد من سرد ذي طاقة مجازية عالية يفي غرض وصف وجود غير مألوف واخبار حوادث تاريخية وراهنة نادراً ما ترد الاحالة اليها في اللغات السردية والمتداولة، فضلاً عن غرض الإحاطة بمعانٍ شأن البدء والبراءة والاتحاد والفساد والخطيئة والجشع بوصفها معانٍ كبرى ومطلقة.

- يحاول المؤلف الاستعانة بأساطير ادبية عريقة وخرافات شعبية ومحلية، شأن حكاية عروس البحر، بيد ان الجهد الأكبر في استيفاء اغراض السرد انما يقع على عاتق اللغة المجازية نفسها.

- فعلى هذا النحو يسوق لنا الراوي صورة المكان: «لو أتيح للملمح ان يكون مرئياً لطائر يحلق عالياً، محاذراً في دورانه المغرور ان تصطدم رأسه المريشة بقمم الصخور ونتوءاتها، لرأى جبل الدرهيب هلالاً عظيم الحجم، لا بد انه هوى من مكانه بالسماء في زمن ما، وجثم على الارض منهاراً متحجراً، يحتضن بذراعيه الضخمتين الهلاليتين شبه وادٍ غير ذي زرع، أشجاره نتوءات صخرية وتجاويف، احدثتها الرياح وعوامل التعرية خلال آلاف السنين».

- فالرائي المفترض (الطائر) ومنطلق الرؤية (من أعلى) واللغة المجازية المستخدمة في وصف ما يمكن رؤيته، تتضافر جميعاً لتضعنا ازاء عالم ناء، بل أسطوري الطبيعة بحيث يستحيل عقلنة ما يجري فيه من خلال الاستناد الى معاني حياة الاجتماع الانساني المتداولة.

- ولا غرابة اذا ما بدا السرد في بعض الأحيان «توراتي» الصدى وتجريدي الطابع.

- فحيال صورة البدء الاسطورية وما تنطوي عليه من بُعد وفراغ، يواجه المخيلة، لا مناص في النهاية من لغة استعارية تنبري لملئ المسافة الفاصلة ما بين المتلقي والصورة: «أيليا شهوة جامحة.. كما ان الجبل شهوة جامحة، كما ان تلك الصحراء من حوله، بسكونها الصوفي، شهوة كبرى جامحة».

- مثل هذا التعويل على المجاز يدل على ان لغات السرد السابقة على ظهور هذه الرواية ما كانت لتستوفي شروط ولادة القصة.

- بيد ان هذا التعويل بالذات يدل على ان هذه اللغة ما كانت لتصلح لأي عمل آخر ما عدا هذه الرواية الفريدة اليتيمة.

قديم 10-10-2014, 08:42 PM
المشاركة 1206
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ...
والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية 61- فساد الامكنة صبري موسي مصر

- إننا، مع «فساد الأمكنة»، إزاء نص نادر، رغم سهولة البحث له عن أصول ووشائج تصله بمرحلة الستينات، في الرواية المصرية.

- ويبدو أن إيقاع «الموال» هو الأنسب للتعامل مع رواية تجمع بين الأغراض الإنسانية الكبرى، وبناء «النشيد» الذي يبقى حكرا على كتابات الشرق القديم، وما تناسل منها من مدونات تحاورها أو تتعامل معها،

- لهذا، ولسواه، من السهل جدا أن نقع في هوى هذه الشخصيات التي تتحرك وسط ديكور بدائي، يحيل على العالم قبل ظهور الخليقة، وصور شخصيات مستعارة من الواقع والأسطورة في آن واحد، ويتناول أحداثا يعسر تخيلها خارج هذا الإطار.

- والرواية تبطن أشتاتا من العجائبية السحرية النابعة من تراث عشائر الجنوب.

- فالبناء الداخلي ينسجم مع المرجع الخارجي واللغة، ليصهرهما ضمن رؤية واحدة تولد واقعا جديدا مختلفا: إنه عالم الرواية، حيث يعيد المبدع تنظيم الكائنات وتصنيفها، حيث يشوش الوجود ليبتدعه من جديد!

- لهذا يبدو أن الصحراء تستحضر البداية والنهاية، تستدعى المدينة والبيداء،

- يقول صبري موسى: في الصحراء حياة كاملة تجمع بين البدو والمناجم ومشروعات التعدين. لأنها منطقة ثرية للغاية. كان يخيل إليّ أنني أول من يضع قدمه على ترابها..!

- النص يصور المرحلة الأخيرة من نفوذ الأسرة المالكة في مصر، قبيل الثورة الناصرية، حيث كان من السهل أن ينقض الخواجات الأجانب على أحد المناجم المتناثرة في الجنوب المصري، يشتغلون ويساومون ويداورون ويبتزون!

- ومن الواضح أن منطق السرد في هذه الرواية يعتمد الحذف والاستبدال والتكثيف والإشارة والتضمين، لكنه يستعمل فنيات «الإرجاء» بلا منازع، لذلك يبدو مبدأ التصريح والإعلان ضامرا إذا ما قورن بمبدأ الإهمال والتغاضي!

- تستهل الرواية بفصل افتتاحي موسوم بعنوان «الدرهيب، ملمح شبه نهائي» يوحي بالبداية والنهاية، بالفتح والإغلاق، في وقت واحد.

- تتوالى المقاطع في شكل تبرير تدريجي للمشهد الافتتاحي، حتى ندرك الفصل الأخير الموسوم بـ«فصل ختامي» فنجد أنفسنا، عودا على بدء، إزاء الملمح نفسه: ثلج وخراب.. و«نيكولا يتأمل البيوت الخشبية حيث كانوا يروحون ويجيئون، يعملون ويأكلون ويلعبون». ونحن لا نشك في أن الأسطورة والحلم يدعمان هذه البنية القائمة على التفكك والعود الأبدي.

- والملاحظ أن «فساد الأمكنة» رواية توغل في اعتماد لغة شعرية صافية.

- ومما يسمح بمثل هذا التكثيف الشعري ذي السمات الأسطورية استخدام الكاتب عدة فنيات وصياغتها ضمن قوالب تجعل من الجبال والصحارى، والإنسان والمعادن، عناصر تتفاعل في فضاء غير نهائي، في أرض «لا يحكمها أهلها.. وينزح إليها كل راغب فينقب ويستخرج ترخيصا بالحفر، فيصبح مالكا لواحد من هذه الجبال التي لا يملكها أحد حتى الآن..!»

- إننا إزاء مشاهد خارقة ترى فيها المسموعات وتسمع المحسوسات والملموسات. فقد ولدت اللقيا بين البحر والجبل والمدينة والصحراء والسماء والأرض وأعماق المناجم فضاء جديدا خارج الحدود والأطوار، هو فضاء الرواية، الذي تقام فيه الطقوس والشعائر البدائية وتنذر القرابين. ويبدو أن رحلة الصيد التي يصحب فيها الملك الصغيرة «إيليا»، يلوثها وينتهك براءتها ويدفع بوالدها نحو الجنون، تمثل أوج هذا النص الفاجع.

- فالدرهيب تملأه كائنات تهيمن على الجبال والوهاد والبحر، وعبد الله كريشاب يضاجع عروس البحر تحت أنظار ملك مصر وحاشيته، وجسم الملك نفسه يمسخ في نظر إيليا ليكون كائنا بدائيا مثل السمكة المتوحشة! أما إيسا فيصبح شبيها بإبراهيم يدخل النار دون أن يمسه سوء! لقد كان إيسا- سارق السبيكة- يدرك أنه قد أخذ حقه، وأنه لم يغتصب شيئا من أحد! «بل لعله وقتها كان ينظر بغريزته الصافية في أغوار الزمن القديم، فيرى النمرود يدفع إبراهيم إلى اللهب فيخرج منه سليما معافى، أو يرى معجزة بابل القديم، حين ألقى «نبوخذ نصر» بثلاثة من رعاياه في النار موثقين فخرجوا منها محلولي الوثاق، ثم لم تمس النار حتى ثيابهم».

-إنها تركيبة تبتعد عن المعتاد لتجعلنا إزاء «غذاء جبلي لا يعرفه حقا سكان المدينة!»

-إزاء رواية تقول في لغتها الراقية ما يعسر أن تقوله رواية أخرى!

- هنا يتحول الإنسان إلى كائن ملحمي، وتصبو الحياة إلى منطق الفن، فنتجاوز قوانين العقل والوضوح لمجابهة الحضارة الحديثة بكامل عدتها وعتادها!

- ينبغي أن نقر بأننا إزاء نص تحدث فيه الأفعال وتوجد الأشياء لحظة تسميتها، فتتحد حقيقة المبدع المرجع للإقرار بأن الرواية تتوسل بالشعر لتقول اختلافها، واختلاف صاحبها.. وبحثه عن نص مغاير نابع من رؤية مغايرة!

من مقال *د. صلاح الدين بوجاه*
كاتب وناقد تونسي.

قديم 10-11-2014, 01:45 PM
المشاركة 1207
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ... والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية 61- فساد الامكنة صبري موسي مصر

- من لم يقرأ صبري موسى ويستمتع بتلك الأنشودة العذبة من أناشيد الإبداع العربي ، فقد فاته الكثير، وعليه أن يعوض هذا الذي غاب عنه بأن يطالع ما خطه قلم هذا الكاتب الرقيق والمثقف صاحب الرؤية العميقة دون صخب، والذي قدم للمكتبة العربية عدداً من الأعمال الأدبية ذات النفس المتفرد،

- تأتي فى ذروتها واحدة من أجمل الروايات العربية وهى" فساد الأمكنة "

- التي اقتحمت مبكراً مسارين جديدين على مستوى الشكل والمضمون، وكانت دون أدنى شك وبالإجماع بللورة فنية لا تزال تشع بهاءها على أفق يتجاوز الخريطة الإبداعية العربية،

- فعلى مستوى الشكل ارتادت " فساد الأمكنة " عالم الواقعية السحرية قبل أن تبلغنا إبداعات أدباء أمريكا اللاتينية،

- ووضعت تحت أعين القارئ عالما غريباً ومدهشا ، لم يتم البناء عليه واستثماره بأقلام أخرى إلا فى النادر.

- وعلى مستوى الموضوع أنقذت الرواية نفسها - إذا جاز التعبير - من الوقوع فى أسر المعتاد والسائد، سواء بالكتابة عن المدينة أو القرية، ورحلت إلى الصحراء، وبالذات المنطقة المجهولة جنوب الصحراء الشرقية لتقدم لنا عملا فاتنا بكل معنى الكلمة.

- تمتاز اعماله بتلك الطبقات السردية التي تمضى فى سلاسة مع تنوع أساليب الطرح .

- معتمدا لغة بسيطة وعميقة ودالة خالية من البلاغة الاستعراضية والتقليدية ،

- كتابات صبري مثله ، هادئة فى السطح، موارة في الأعماق ، وتحمل الكثير من الخصوبة والتجديد دون ضجة ، إذ ليس من بين سماته الشخصية محاولة لفت الأنظار على أى نحو ، ويمكن القول انه من الفريق الذي يقول كلمته ويمضي.

- ولا تعد كتابته للسيناريو والحوار للأفلام التي ظهرت على مدى عشرين عاما من قبيل "السبوبة" وأكل العيش، ولكنها أولا تنطلق من الاختيار الحر والإعجاب السابق بنصوصها وثانيا لأن ما قدمه فيها من تقطيع سينمائي وبناء درامي وأحداث وحوار ينبثق من رؤية مثقف كبير وإنسان مصري يحس بإحساس المجتمع والناس حسب الفترة التاريخية لكل عمل،

- كان صبري ولا يزال فى كل الأحوال ذلك الفنان المرهف الذي تربى فى فيض من مشاعر الحب والإحساس بالجمال إبان فترة الطفولة والصبا فى دمياط حيث ولد فى 19 مارس عام 1932، واكتملت التربية نحو الوجدان الراقي فى كلية الفنون التطبيقية ، وتأكد ذلك مع عمله مدرسا للرسم، إلى أن اكتشف فى نفسه حب الكتابة كنتيجة طبيعية لميله الدائم للقراءة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من مقال فؤاد قنديل
* روائي مصري

قديم 10-12-2014, 01:23 PM
المشاركة 1208
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية 61- فساد الامكنةصبري موسيمصر


- تتسم كتابات الروائى صبرى موسى بالعمق والتغلغل فى النسيج الاجتماعى والقيمى والأخلاقي، نتيجة لرحلاته المختلفة فى كافة أنحاء مصر،

- فأصبح متسلحاً بمعرفة ميدانية واشتباك حقيقى مع الأشياء فى الكون.

- وقد كتب بقوة الأدب وروح الأديب المغامر وحرفية الصحافي،

- مما أضفى على كتاباته عذوبة وجاذبية خاصة،

- ولم ينفصل فى أعماله الأدبية عن تطورات عصره، فقد عبرت رواية "السيد من حقل السبانخ" عن موضوع التغيير الأخلاقى المطرد على المستوى الإنساني، وهو ما دفعه إلى كتابتها فى إطار مسرحى مرة أخري،

- وتمنى أن يكون رساماً، فأصبحت الصورة تحتل جزءاً كبيراً من تركيبته، الذهينة والنفسية، واعتمدها كركن أساسى فى نسيج تعبيره الأدبي.

- يقول عن اهتمامه بالصورة في كتاباته " هذا أسلوب، وهذه طريقة، يختص بهما كل كاتب على حدة، فكل روائى صاحب طريقة، ومصدره الأساسي، هو الحياة، والحياة عمادها الأساسى هو الإنسان، بتصرفاته، وإبداعاته التى تشكل هذه الحياة ومن بينها إبداع الصورة، وربما تجد الصورة أكثر حضورا عندي، لأنها تشكل جزءا كبيرا من تركيبتى الذهنية، بل والنفسية، لأننى كنت أتمنى أن أكون رساما، ولذلك فإنك تجدنى اعتمد الصورة جزءا أساسيا فى نسيج التعبير، حتى أن الموقف عندى يتحول إلى صورة، لها اطارها وعناصرها الداخلية.

- مجموعة حكايات صبرى موسى تحمل عناوين ذات ضمير أحادي، وبتعدد الضمائر والشخصيات داخل العمل الأدبي.

- تجد فى حكايات صبرى موسى توغلا أكثر فى النسيج الاجتماعى والقيمى والأخلاقى من خلال رحلات عفوية وعشوائية كان يقوم بها فى أنحاء مصر المختلفة

- كما أنك تجد أن أساليب السرد متعددة داخل هذا العمل

- بل أنك تجد استثمارا لفنون أخرى مثل المسرح والسينما والغناء والموال

- يتخلى تماما عن التقاليد الشكلية لفن القصة القصيرة

- فهذه المجموعة مغايرة فى أسلوب الحكى وقد كان اختيارى لهذا الأسلوب الذى يدل عليه العنوان هروبا من التهالك النقدى بالهجوم عليها كحيلة فنية مراوغة.

- يلمس المتلقي في نصوصه حس ومناخ اسطورى وقد تفردت بهذا الحس والمناخ روايته "فساد الأمكنة"

- استفاد من جولاته الصحفية في خلق نوع من الحميمية مع المكان،

- تمتاز ايضا كتاباته بروح الأديب ومغامرة وحرفية الصحافي،مما يجعل نصوصه عذبة وجاذبة للقراءة، بل وقادرة على إثارة انتباه المسؤولين


من مقابلة : سمير الفيل
كاتب مصري
Samir_feel@yahoo.com

قديم 10-13-2014, 12:52 AM
المشاركة 1209
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ...والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية 61- فساد الامكنة صبري موسي مصر

- كان ومازال أديبا فريدا

- ينقلنا من زمن التردد إلي زمن الحسم،

- ويخرجنا من ضباب الحداثة إلي صدق الواقعية..

- يعري الحجارة بحكمة جراح متقن،

- ويمسح غبار البداوة عن صورتنا في فضاء العالم..

- يصنع من الكلمات صورا تتداخل لتعيد صياغة أحاسيسنا وأشواقنا..

- يترجمنا إلي محبة وحنان وكلام جميل يدل أننا دولة لها حضارة..

- أمتعنا وأمتع الملايين بسيناريوهات أفلام عظيمة مثل قنديل أم هاشم، الشيماء، والبوسطجي،

- وقادنا في رحلات خيالية جميلة برواياته فساد الأمكنة، والسيد من حقل السبانخ، وحادث نصف المتر.

- لقد رفض صبري موسي الجنسية الأمريكية عندما منحوه أعظم جائزة أدبية هناك وهي جائزة »بيجاسوس« لأن قلبه لم يتقبل أن يصبح لوطنه شريك حتي لو كان أمريكا.
من مقال بقلم ـ مصطفي عبيد

قديم 10-13-2014, 09:09 AM
المشاركة 1210
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ...والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية 61- فساد الامكنة صبري موسي مصر


- رائد الروايه المصريه لانه استحدث اللغه العصريه لكتابه القصه بعد ان كانت هذه الكلمات يسيطر عليها البلاغه الشكليه،

- ربطته لغته بالكاتب الكبير يحي حقى واستطاع ان يحول اعماله لسيناريوهات

- خرج عن الجو المألوف فى روايته فساد الامكنه ومثل المساحه الاكبر فى مصر،

- هو رائد اقتحم عالم الخيال واستطاع ان يعبر عن الرساله الحقيقيه للادب كمسعى للحق والخير والجمال .

- فى احتفاء بحثى اكد الدكتور رؤؤف وصفى ان الخيال العلمى فى روايه "السيد الحقل سبانخ "لابد ان يدرس فى الجامعات لانها مثال مميز للادب فى الخيال العلمى

- فالكاتب تمكن ان يجعل القارئ مقتنع بان مايقراؤه هو الواقع فى القرن ال24

- واضاف انها روايه تستحق الاشاده لان موسى تمكن من شرح الحياه كما لو كانت فى كوكب اخر فى قالب قصصى وتنبأ باشياء هامه فى روايته كان اهمها اطفال الانابيب والاستنساخ

- لذلك كانت نهايه الروايه صرخه قويه تنادى بالتوقف عن التقدم التكنولوجى لما سيحدثه من تدمير للانسانيه

- وهذا الامر ايضا تنبأ به صبرى موسى فى روايته فكتاباته تدعو دائما لتقدم الانسان بجانب التقدم التكنولوجى .

- تحدثت الكاتبه اقبال بركتا وقالت انه يتميز بعمق افكاره فهو لايحب الكتابه لكنه يدخل معركه شرسه مع الفكره وعندما تفرض نفسها عليه يضطر لكتابتها وحتى الان هناك العديد من الافكار التى بدأها ولم يكتبها منها على سبيل المثال فنجان قهوه قبل النوم "التى بدأ فيها منذ سبع سنوات ولم يكملها.

- وصفت اقبال موسى بالدبور الذى ينتقل فى بستان الكتابه بحثا عن الفكره المميزه فكتب القصه والروايه وحولها الى سيناريو نافس فى كتاباته احسان عبد القدوس وكانت روزاليوسف وقتها تنفرد بمدارس ادبيه وموسى واحدا من مؤسسيها .

- تحدثت صديق عمره عن نشاته فى مدينه دمياط التى اثرت على مغامراته الصحفيه فكانت اولى موضوعاته رحله الى الصحراء واثبت خلالها ان مصر لديها كنوز وكتب عن جبال الذهب بمرسى علم وكانت هذه الكتابات سببا فى اطلاق الوادى الجديد حتى انه سجل رحلته على شرائط فيديو بكاميرا 8 مللى وقدم افلام تسجيليه حتى كتب مؤلفه "فساد الامكنه "

- كما ذهب الى جميع بحيرات مصر ورصد اهميتها للبيئه وبدء قصصه القصيره وكتب روايته "حادث النصف متر "واعيد نشرها عام 74 وحصل عنها على جائزة الدوله التشجيعيه فكان اول كاتب مصرى يحصل على جائزتى السيناريو والحوار فى ادب الخيال عن فيلم البوسطجى وهو اول سيناريو يصدر فى كتاب وتوالت اعماله بقنديل ام هاشم لذلك فهو تجربه لابد ان تدرس فى الصحافه .

- وتحدث الكاتب حسين حموده عن قراه فى روايته فساد الامكنه معبرا ان هذه الروايه احتفظت بصفتين وهما الجمال المذهل والسعى لاقتناص ما لا يقتنص واكتشاف العالم الفنى .

- اما الكاتب الصحفى رامى عبد الرازق يقول ان الكاتب صبرى موسى حاله منفرده ووصفه ب"المؤلف الشاب"وهو لقب مازال يطلق عليه حتى الان لان اعماله باقيه بالاضافه الى انها تتسم بروح الشبابيه الصالحه لكل زمان ومكان ولذلك طالب رامى بمنهجت وتعليم اسلوبه فى مدارس السيناريو لانه افضل من حول الروايه الى سيناريو وقال نحن نحتاج فى عصرنا الى كتاب قادرين على هذا التحويل .


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 31 ( الأعضاء 0 والزوار 31)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أعظم 50 عبقري عبر التاريخ : ما سر هذه العبقرية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 62 05-16-2021 01:36 PM
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2483 09-23-2019 02:12 PM
ما سر "الروعة" في افضل مائة رواية عالمية؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 523 09-09-2018 03:59 PM
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 413 12-09-2015 01:15 PM
القديسون واليتم: ما نسبة الايتام من بين القديسين؟ دراسة بحثية ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 18 08-22-2012 12:25 PM

الساعة الآن 06:10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.