احصائيات

الردود
2

المشاهدات
6517
 
خا لد عبد اللطيف
قاص وروائي مغربي

خا لد عبد اللطيف is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
80

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Sep 2006

الاقامة

رقم العضوية
2006
01-23-2013, 06:47 PM
المشاركة 1
01-23-2013, 06:47 PM
المشاركة 1
افتراضي " الخـــــطاب السياسي بالــــمغرب بعــد ثورة الــــربيع العربي"
" الخـــــطاب السياسي بالــــمغرب بعــد ثورة الــــربيع العربي"
[IMG]file:///C:\DOCUME~1\k\LOCALS~1\Temp\msohtml1\01\clip_image 002.jpg[/IMG]
لم يعد الخطاب السياسي بالمغرب بكل أطيافه وألوانه يغري أحدا،أو يشد انتباه الشعب،باستثناء وسائل الإعلام التي تتابع الحياة السياسية للأحزاب،باعتبارها تدخل في صميم عملها في امتلاك الخبر.
ومن بين مسببات تراجع الخطاب السياسي بالمغرب،يرجع بالأساس إلى تشابه البرامج الانتخابية لدرجة أصبح من الصعب التمييز بين أحزاب اليمين واليسار،بالإضافة إلى الإلتباس والغموض الذي اكتنف الأرضية الإديولوجية،والمشروع السياسي لدى أغلب الأحزاب.
لقد تراجع دور الأحزاب على مستوى التأطير والتنظيم للجماهير من جهة،وعجزها التام عن إيجاد حلول للمشاكل الإجتماعية، وعلى رأسها مشكلة التشغيل،وإخفاق الإصلاحات الإقتصادية وتدبير ملف صندوق المقاصة،والعجز الواضح في الميزان التجاري.وصعوبة تنزيل الدستور الجديد، وتطبيق مضامينه بسبب عدم وجود قانون تنظيمي.
لقد تحول الخطاب السياسي بالمغرب إلى خطاب أزمة،بعد رفض حكومة بن كيران توظيف الدكاترة الموقعين على محضر20 يوليوز،والمحاكمات المتتالية لنشطاء حركة20 فبراير،والزيادة في ثمن المحروقات،والإرتفاع المهول في اسعار المواد الغذائية والخضر،وانغلاق باب الحوار الإجتماعي مع النقابات الأكثر تمثيلية.
وبعد مجيء الربيع العربي،لم تجرؤ الأحزاب السياسية بالمغرب الى القيام بنقد ذاتي، أو تجديد خطها الإديولوجي،بسبب الهوس الشديد في تحقيق مكاسب سياسية جديدة.
لقد وجدت أحزاب اليسار بالمغرب نفسها بدون سند شعبي،خصوصا بعد النتائج الباهرة التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية،وتشتت أحزاب الكتلة وتشرذمها بقبول حزب التقدم والإشتراكية وحزب الإستقلال المشاركة في حكومة بن كيران،واختيار الإتحاد الإشتراكي للمعارضة،ولم يتردد حزب الحركة الشعبية من الإنخراط في حكومة العدالة والتنمية.
في حين ظلت أحزاب اليسار الديموقراطي في خندق المعارضة،ونقدها اللاذع للسياسة العامة بالمغرب،ممثلة في حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي،وحزب المؤتمر الوطني الإتحادي،والحزب الإشتراكي الموحد،والمعروفة بعدم تصويتها على دستور2011.
لقد شكلت شرارة الثورات العربية التي فجر لبداياتها،الشهيد البوعزيزي،إلى ثورات مماثلة في مصروسوريا وتونس واليمن وليبيا والبحرين،أسفرت عن صعود قوى أصولية الى سدة الحكم في مصر وتونس،وهو صعود كان صادما للقوى اليسارية والقومية في العالم العربي برمته.والتي اعتبرت الربيع العربي قدم خدمة مجانية للقوى الأصولية الإسلامية كي تصل للسلطة في وضعية مريحة.
واعتبرت قوى اليسار بالمغرب أن حركة20 فبراير، مكنت حزب بنكيران من الوصول الى السلطة،في الوقت الذي رفض فيه حزب العدالة والتنمية النزول الى الشارع لمساندة حركة20 فبراير،ومنع قواعده الشبابية من الإلتحاق بالحركة.
واعتبر الكثير من المحللين السياسيين أن امتناع حزب (البجيدي) من النزول الى الشارع ،إشارة قوية للجهات العليا في رغبتها للتخندق في صف المخزن.
في حين ساندت حركة العدل والإحسان حركة20 فبراير،وأبانت عن قوة في التنظيم الى جانب قوى يسارية وجمعيات حقوقية.
ولعل ماطبع المرحلة السياسية بالمغرب،مابعد الربيع العربي،ظهور دستور جديد،وظهور خطابات سياسوية جديدة تدعو لإصلاح القضاء،ومحاربة الفساد،وإصلاح التعليم وصناديق التقاعد،والإهتمام بالقطاع الصحي،وتنمية القطاع التعليمي وهلم جرا.
مع الحكومة الجديدة،تحولت الأغلبية إلى معارضة، حيث توالت التصريحات من هذا الحزب وذاك،مما يدل على غياب انسجام حكومي،بل إن بعض خرجات النائب البرلماني بوانو عن العدالة والتنمية أحرجت الحكومة،وكذا بعض خرجات وزير التعليم العالي والبحث العلمي الصادم حول إغلاق كليات الآداب لأن الدولة ليست في حاجة اليها،وخرجات محمد الوفا الوزير الاستقلالي في وزارة التربية الوطنية حين صرح أن" أوباما باباه ماعندو بحال مدارسنا" وقوله لإحدى التلميذات " أنت خاصك غير الراجل آش كاتدري هنا..) كما عجز محمد الوفا من توقيف رجال التعليم العمومي بالاشتغال بالمدارس الخصوصية. وهي تصريحات أزمت الوضع السياسي داخل البرلمان، ومجلس المستشارين.
وتحولت المواجهة بين البام ،والعدالة والتنمية الى معركة شرسة ،خرجت عن حدود اللباقة والكياسة،واستعملت فيها كل قواميس السب والقذف،لدرجة أن صراعا بين نساء البام،ونساء العدالة والتنمية بالبرلمان،وصل حد اتهام خديجة الرويسي عن حزب البام رئيس حكومة بنكيران وعبدالكريم الخطيب بالقتلة.
لقد تحول المشهد السياسي بالمغرب إلى حلبة للمصارعة ،وإلى حرب ضروس مستمرة، وغير متناهية.والمناورات السياسية لاتتوقف،والبلاغات والبيانات هي أهم ماطبع المرحلة.فاليسار يعد العدة للتوحد،وممارسة نقد ذاتي،ومواجهة ذاته.خصوصا أن ميزان القوى اختل لصالح قوى محافظة.
ولم تستطع حكومة بن كيران على التزحزح من مكانها قيد أنملة،بالرغم من مرور سنة على تنصيبها.فالمشاكل هي هي،
والخطاب السياسي البيجيدي وإن كان يطغى عليه الجرأة وحسن النية،والرغبة في الإصلاح،كنشر لوائح المستفيدين من المأذونيات ومقالع الرمال،وتقديم بعض ملفات الفساد الى المحاكم.إلا أن هذه الخطوات اعتبرها الكثيرون عمليات انتقائية ومعزولة.بل إن بعض الظرفاء سمى حكومة بن كيران "بحكومة اللوائح".مما يجعل حكومة بنكيران في موقف لا تحسد عليه،كما أن الخطاب السياسي للأحزاب السياسية وصراعاتها، تظل غامضة وملتبسة لأنها لاتمس في العمق مطالب الفئات الواسعة والعريضة من الشعب،بل تظل صراعات ثنائية تناقش قضايا تافهة.
ولعل المتتبع للمسار الحزبي بالمغرب بعد تشكل حكومة بنكيران،سيلاحظ أن هذه الأحزاب تخلت عن التزاماتها الحقيقية تجاه الشعب،وفضلت خطاب (البوليميك)، والحروب السجالية بين المعارضة والأغلبية،تارة عبر وسائل الإعلام وتارة تحت قبة المؤسسة الدستورية التي بدأت تفقد هيبتها،بسبب سلوكات مشئينة تحدثت عنها وسائل الإعلام( برلماني في حالة سكر ـ برلمانية نزعت حذاءها للاستراحة ـ استعمالات الهاتف دون انقطاع ...)
ولم تعد الأحزاب السياسية المغربية تنتج غير خطاب شعبوي،وهي تهمة ألصقها البعض بالبعض(اتهامات شباط لبنكيران بالشعبوية) في إشارة الى الكلمات الدخيلة على المعجم السياسي المغربي،من قبيل(العفاريت والتماسيح) التي لم يفهم المغاربة شيئا من رمزيتها وتشبيهاتها.
ومع الصراع بين المعارضة والأغلبية الحكومية،كبرت ثقافة الفرجة،وتناقلت المواقع الالكترونية(الفايسبوك) صورا لبرلمانيين خارج التاريخ.وتناقلت وسائل الإعلام المغربية تصريحات مخجلة لرئيس البرلمان بمجازاة المتغيبين عن البرلمان بالزيادة في الأجور من أجل تحفيزهم على الحضور( إيوا حاربنا الفساد بكري).
ومن أجل استمرار استنزاف حزب المصباح،بدأت بوادر غزل واضح بين حزب الإستقلال برئاسة شباط وحزب الاتحاد الاشتراكي،ولعل وصول شباط لأمانة حزب الإستقلال،فاجأ الكثيرين بما في ذلك الصحافة الوطنية حتى أن مدير جريدة أسبوعية كتب في افتتاحية جريدته مقالا عن شباط عنونه ب"التخربـيق" نكاية لما يقع في حزب الاستقلال.
وفي ظل السجالات التي لا تخدم غير أجندة الأحزاب المتصارعة لتحقيق مكاسب سياسية،وطمع البعض في حصول تعديل حكومي مرتقب،للظفر ببعض الحقائب الوزارية.يظل الشعب في منآى عن هذه الصراعات التي لم ولن تخرجه من موجة غلاء الأسعار،وانتشار البطالة والبؤس والفقر والتهميش.
أخيرا يمكن القول أن الخطاب السياسي بالمغرب،أصبح خطابا يفتقد للشرعية الشعبية،بعد ما غرقت حكومة بن كيران وأحزاب اليسار في مزايدات سياسية عقيمة،ولم يتبق من فصول الأمل للشعب غير فصل واحد سماه بنكيران بتقديم دعم مادي للطبقات الفقيرة مع بداية شهر يونيو المقبل من سنة2013 قدر ب300 درهم للشهر،موضحا أن الأسر التي تتضن حوالي 5 أشخاص ستستفيد من 1500 درهم .علما أن قروض المغرب فاقت550 مليار درهم،ومصاريف نفقات الحكومة وصلت الى 260 مليار درهم،مع العلم أن ميزانية المغرب تبلغ 210 مليار درهم.
فلينتظر الفقراء دعم الحكومة لهم في الحلم فقط.


خالد عبداللطيف / أستاذ باحث.

( نشر هذا المقال بأكبر جريدة أكثر انتشارا في المغرب"جريدة الأخبار")



قديم 04-27-2013, 09:28 PM
المشاركة 2
هايل القنطار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
لا أدري بماذا أعلق على هذا المقال الرائع .. ؟ سوى ترديد الموال المصري : آه يا زمن !!!
أتمنى من إخوتنا في المغرب العربي ، أن يتعلموا من تجارب غيرهم وإلا ....؟؟؟؟

قديم 06-13-2013, 02:21 PM
المشاركة 3
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مقال رائع ..اما الاسئلة التي يمكن طرحها في ظل ما هو مطروح هي:
- هل وصول الحزب الاسلامي في المغرب يمثل نهاية المطاف؟
- هل سيطرة الحكومات الاسلامية تشكل نهاية المطاف ام ان الثورة مستمرة في بلاد الربيع العربي؟
- اين الجزائر من الربيع العربي؟ هل ستظل مثل جزيرة في وسط اسلامي تربع على الحكم؟


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: " الخـــــطاب السياسي بالــــمغرب بعــد ثورة الــــربيع العربي"
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين كلّ من "البِشْر" و"الهشاشة" و"البشاشة" : ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 4 04-11-2022 08:23 PM
تراثنا العربي - حكمة ٌ وجمال (14) " ارحموا عزيز قوم ذل" عزت فائق ابوالرُب منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 1 03-20-2014 11:12 PM
من أعلام الشعر العربي " المرقش الأكبر " عبدالله باسودان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 1 05-29-2013 04:33 PM
[ "في المغرب العربي" _ للشاعر بدر شاكر السيّاب ] حميد درويش عطية منبر ديوان العرب 6 11-18-2011 10:07 PM

الساعة الآن 08:24 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.