قديم 12-16-2014, 10:23 PM
المشاركة 31
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ماجد الرَّاوي
هو الشاعر السوري ماجد بن أحمد الرَّاوي براء مفتوحة مشددة ، ولد بدير الزور في عام 1962 ميلادي .
من توشيحاته:
1. موشح ( أنا و الموقد):

في هَدْأةِ الأسْحارْ .... وَسْطَ الشَّتا القارِسْ
أضاءَ وجْهُ النارْ .... ذاك الدُّجى العابِسْ

******
وكُنتُ في الظُّلْمهْ.... ذا حَيْرةٍ وحدي.... كَفِّي على خَدِّي
والنَّجْمُ في الغيمهْ.... كفارسٍ جَلْدِ... قد لاحَ من نَجْدِ

ثوبُ الدَّياجي قارْ.... طَرفي به ناعِسْ
أوْ جَحْفَلٌ جَرَّارْ.... قد آبَ من (داحِسْ)

******
في اللَّيلِ والوحْدَهْ.... يبدو سنا الجَمرِ.... في النَّفسِ كالخمرِ
كأنَّهُ بُرْدَهْ.... تَوْشيحُها زَهْري.... تُرَشُّ بالـتبرِ

يا حَومَةَ الأسْرارْ.... قلبي بهِ آنِسْ
يا صَمتَ تلك الدَّارْ.... وَحدي هُنا جالِسْ

******
يا موقدَ اللَّهَبِ.... كفِّي عليكَ تَرِفّْ.... كالنَّسْرِ حين يَزُفّْ
أغلى من الذَهَبِ.... ذكرى إليَّ تَخِفّْ.... والشَّوقُ ليس يَجُفّْ

شواردُ الأفكارْ.... عقلي لها سائِسْ
كماردٍ جَبَّارْ.... لكنَّهُ يائِسْ

******
رواقصُ النيرانْ.... يا موقدَ اللَّهبِ.... أُلقي بها حَطَبي
تهيجُ كالثيرانْ.... دوني فتنشرُ بي.... حُزْناً بلا سَبَبِ

يا شكلَها الدوّارْ.... لا تَسْحَرِ القابِسْ
قلبي جحيماً صارْ.... من قَدّها المائِسْ

******
يا نارُ يا ناري.... قلبي بدا مَبْهورْ.... في كهفهِ المَسحورْ
يا نارُ في داري.... أطفأتُ كُلَّ النورْ.... إذ عِشْتُ كالمخمورْ
يا نفحة التذكارْ.... هَيَّجْتِ ليْ الهاجِسْ
وقد رَسمتِ النارْ.... في حِسِّيَ السَّادسْ



2. موشح (ذكرى) من البسيط مركب المطلع مفرد البيت :

في ذلك السّفح كان الله يحرسنا =و كان يجمعُنا بيتٌ من الطِّينِ
يا حبَّذا طيب عيشٍ ضمَّنا زمنا = بين السهوب مع القوم المساكين ِ

يا حبذا نسمة تسري مع الفجْر
و النُّور نهرٌ على كتف الرُّبا يجري
إذا أنثرُ القمح للأطيار من حِجْري
لما دعتني و لمَّا أنفضِ الوسَنَا = و كلُّها ساربُ نحوي يحييني
سنا رؤى لست ألقى مثلها حسَنا = لأنني أعشق الماضي بتكويني
يا حبذا صحبُنا ترعى الخراف ضحى
و الناي من نومه بعد السّبات صحا
و السَّفح غِرٌّ بأبراد الضُّحى اتشحا
و للسنونو نشيد ودَّع الفَنَنَا = ينوي التَّرحل من حينٍ إلى حينِ
لم أدري هلْ قاصدٌ في دربه اليَمَنَا = أم الجنوحُ لأرض الهندِ و الصِّنِ
كُنَّا إذا بلغتْ أحلامُنا الشَّطَطَا
إلى الهِضاب تسابقنا كسِربِ قَطَا
حتى رسمنا على سطح الرِّمال خُطَا
فإنْ لهثْنا و طول العَدْوِ أتعبَنا = فطِبُّنا جَرْعةٌ من ماءِ تشرينِ
أو نسمةٌ من وِهَاد الغَرْبِ تسكرُنَا = كخمرةٍ خُزِنَتْ من عهدِ قايينِ *

3. موشح ( صورة من الخابور)
لَيالي الأُلْفِ والأُنْسِ
تَباريحَ الدُّنى تُنْسيْ
رُبُوعٌ أبْهَجَتْ نَفْسيْ
وبَدْرٌ في السَّما يُمْسيْ --- أمير الحسن والأُنسٍ


على شَطَّيْكَ يا خابُورْ
بِجَنْبِ الدَّارِ والتَّنُّورْ
إحِنُّ لِمَوْقِعِ النّاعُورْ
وأذْكُرُ عَهْدَهُ المَنْسيْ --- وقدْ وَلَّى مَعَ الأمْسِ


عَلَيكَ البَدرُ لَمّا هَلّْ
بِباهيْ حُسْنِهِ أقْبَلْ
تَبَدَّى مِنْ وراءِ الزَّلْ
سَما مِنْ مَطْلَعِ الشَّمسِ --- فأصْبى مُرْهَفَ الحِسِّ

حَكى في لَمْعِهِ الماسا
وَدُرّاً يَسْحَرُ النّاسا
عَلا في الكَوْنِ نِبْراسا
نأى عَنْ سَطْوَةِ الإِنْسِ ---- وبَثَّ النُّورَ للأُنْسِ


مَضى يَومٌ بهِ الصَّفْصافْ
يَهُزُّ القَدَّ والأعْطافْ
يُدَلِّيها على غَرَّافْ(1)
دَؤُوبٍ ناعِمِ الجِرْسِ --- يَلُمُّ الماءَ بالخَمْسِ(2)


بُيُوتُ الرِّيفِ في الواديْ
غَفَتْ في قَعْرِهِ الهاديْ
سَنا أنْوارِها الباديْ
يُحاكي أنْجُمَ الكُرْسيْ --- بِوَسْطِ الأُفْقِ إذْ تُمْسيْ(3)




____________
* قايين: اسم قابيل في بعض اللغات القديمة ، قلت هكذا فسرها الشاعر بنفسه في ديوانه

(1) الصفصاف : شجر يعيش على ضفاف الخابور – الغراف : آلة تشبه الناعور يديرها بغل تغرف الماء من النهر لري الزرع .
(2)
يلم الماء بالخمس : يغرف الماء عن طريق سطل يشبه كف اليد .
(3)
أنجم الكرسي : نجوم يسميها العامة بنات نعش




وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 12-20-2014, 02:41 PM
المشاركة 32
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ابن الطيب العلمي
هو محمد بن الطيب بن أحمد بن يوسف بن أحمد الشريف العلمي الوزاني أبو عبد الله ، أديب له شعر، من أهل فاس، توفي بالقاهرة، في عام 1134 هـ ،و هو من شعراء الدولة العثمانية.
من كتبه (الأنيس المطرب فيمن لقيه مؤلفه من أدباء المغرب - مطبوع ) و (رسالة في معرفة النغمات الثمان - مخطوط).

له من التواشيح:

1. موشح ( يا ليلة السُّكر و يوم الخمار):


يا ليلة السكر ويوم الخمار = بين الصغار = علمتما الأكواس رمي الجمار
بات يحيينا نسيم الرياض
حتى اكتسى الليل قميص البياض
كأنما يملا الطلا من حياض
مهفهف ينسيك ذات الخمار = غبّ المزار = يدير باليمنى لنا واليسار
فاشرب فما في شربها من جناح
هذا غراب الليل ضمّ الجناح
وقهقَه الإبريقُ والطير ناح
وفاح كالعنبر نشر العرار = بين الثمار = وانشد القمريّ حيّ الديار
واستنطق الأوتار تحت الروق
ظبيٌ صفا منه الجبين ورقّ
قام وأهدى للعيون الأرق
عارضه فوق الخدود استدار = ثم استنار = وألبس الحمرة ثوب اخضرار
بدرٌ على جيش الملاح ظهر
يعبق ريح المسك مهما ظهر
فهل رأيت الغصن لما زهر
مستأنسٌ أصبح يبغي النفار = فما يزار = ووجهه الجنة حفّت بنار
لما استحل الوصل لي واستباح
في ليلة الليالي الصباح
قلت وقد أسفرَ وجهُ الصباح
يا ليلة الوصل وليل العقار= دون استتار =علمتماني كيف خلع العذار

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 12-20-2014, 05:26 PM
المشاركة 33
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
15. نعمان ثابت عبداللطيف
شاعر عراقي من العصر الحديث ولد في عام 1323ميلادي و يوافق عام 1356 هـجري ، ولد في بغداد، وتوفي عام 1905 ميلادي و الموافق لعام 1937 هجري في منطقة الزريجية (قضاء السماوة)، ودفن في بغداد.، قضى حياته في العراق.
له من التوشيح:
موشح أقرع مطلعه ( استفيقي ما ظلام الليل مسدول الجناح):
استفيقي ما ظلام الليل مسدول الجناح
واغسلي عينيك بالأنوار سالت في البطاح
واسمعي الورقاء تبكي كبكائي وصياحي
وانشقي الأزهار فالعط ر من البستان فاح=وانهضي للحقل يا نف سي فتد لاح الصباح
سرّحي عينيك فالاشـجار في المرج الخصيب
قبلتها نسمت الريح تقبيل الحبيب
وعلى أغصانها يس مع نوح العندليب
رجعته ساقيات فتمادى بالصداح =فانهضي للحقل يا نف سي فقد لاح الصباح
سرحي عينيك فالحداد قيد الحسرات
شعل النار وفي عينيه آلام الحياة
وعلى سندانه يسمع أشجى النغمات
نغمات لا يداني يها حبور وانشراح =فانهضي للحقل يا نف سي فقد لاح الصباح
سرحي عينيك فالراعي بسفح الجبل
هادئاً جذلان لا يصغي إِلى المستقبل
ترتعي أغنامه الأعشاب قرب الجدول
وتناجيه كمعشوق تناجيه الملاح =فانهضي للحقل يا نف سي فقد لاح الصباح
سرحي عينيك فالفلا ح يعروه اكتئاب
حمل المسحاة محزوناً وفي النفس التهاب
وأغانيه اسمعيها يتولاها اضطراب
كهومي ليس يطفيها بكاء ونواح =فانهضي للحقل يا نف سي فقد لاح الصباح

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 02-18-2015, 06:42 AM
المشاركة 34
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
16. عبدالستار النعيمي
شاعر و وشاح عراقي معاصر و مغترب ، آخر عهدي به في عام 2018 م ، ترافقنا في كثير من المنتديات الأدبية ، وكانت بيننا مراسلات نثرية و شعرية ، وقد مدحته بقصيدة .
يا رُبى= فُورِي عطورا عند هبّ الصَبا= والظِبا = بين ثناياكِ بأثواب الصِبا
فانتشى مَن عاش في أريافها إذ مشى
كالرشا يلبس من زهر الرُبى زرْكشا
إن يشا مِن نبْعهِ يُروي غليلَ الحشا
قد جَبا من كل ورد يانعٍ مكسبا---فارقبا يا صاحبَي شعري* ... أليفا صَبا
أردِفا *نظرةَ شوقٍ بين رسمٍ عفا
واشرفا على ديار أبكت المُدنفا
مَن وفى لم ينس عهدا طالما أزلفا
بل حبا إلى مواعيد الهوى والصِبا--- مُتربا منكسرا كالسيف لما نَبا
فاقنعا بما قضاه اللهُ أو رجّعا
واسمعا صوت تسابيحٍ هنا واركعا
قد رعى ربي عهودا أحصن المربعا
فاجتبى فيها ديار الوصل بين الربى---والخِبا منصوبة تكنس فيها الظِبا
--------------------
* صاحبي شعري:قلبي ولساني

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 09-25-2015, 08:56 PM
المشاركة 35
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
17. ضياء الدين الجَمَّاس
هو ضياء الدين بن حامِد الجَمَّاس ، شاعر ووشاح ، أديب نحوي و عروضي ، من مواليد دير الزور السورية في عام 1950 م .
ترافقنا طويلا في منتديات أدبية مرموقة .
من توشيحاته:
1. موشح تام بعنوان ( من شذا عطري شذاك):
يا حبيبي من شذا عطري شذاكْ ...قُبْلتي حطت شفاها في شفاكْ
حنَّ قلبي دامعاً فيما يراه .... قُـبلتي باتت دماء في ثراكْ
قدسنا كانت وما زالت صدانا
قِـبْلة كانت وما زالت هدانا
عارنا أن صرت رهناً يا حمانا
قلبك الفياض في أيدي عدانا
يا حبيبي من ندى دمعي نداكْ ... أبتغي نوراً بهياً في رباكْ
بات وجدي ثائراً مما اعتراه .... علَّهُ يرقى رقِـيَّاً في علاكْ
كيف لي أجتث من رسْغي القيود؟
كيف لي أجتاز سداً من سدود ؟
كيف أحيا دائماً مثل الأسود ؟
كن أبياً صابراً حتى تسود
من هوانا نرتجي دوماً هواكْ ... في سمانا حمرة جلت سماكْ
حب قلبي ساحر ناجى ثراه ... ناره سحقاً لعادٍ في حماكْ
مسجد الأقصى ينادي للعروج
مستجيراً من يهود أو علوج
رمزنا يبقى بهياً في المروج
عاليا يبقى بقلبي كالبروج
كيدهم يمحى ولن يبقى سواك... عهدنا باقٍ صدوقاً في نداك
قولهم كذب جرى فيما فراه ... في فداء نبتغي دوماً رضاك
عارنا لن يمَّحي إلا جهادا
كاسرا يا سيفنا قيداً وصادا
ماحقاً منهم جموعاً أو فرادى
مستعيداً بسمة فيها السعاده
نصرنا قد لاح عزاً يا بهاكْ ... بِشْرُه دانٍ ببشرى من ملاكْ
آية مكتوبة فيما نراهْ ... للأعادي ساعة فيها الهلاكْ

2.موشح تام بعنوان ( بديع الجمال ):

بديع الجمال جميل الرداء ....لذيذ التناجي سريع الجواب
أُسِرْتُ بـــــِحبٍ لذيذ جميــــــلْ
وقد بان شوقي وحبي الأصيلْ
يداعبني في الليالـــي الخليــــــلْ
لقد بان إبداعه في جلاءْ ... وغشَّى الجمالُ فسيحَ الرِّحَابْ
فضوء الشموس سما في السماءِ
وبدر الليالي جلاها وضاء
ونور النجوم شعاع الفضاءِ
بديع الكمال وعالي البَهاءْ.... منير جلي ويجلو اللبابْ
بسبحي أجوب ونعم الحبيب
أناديه دوماً ونعم المجيب
حبيب صبوح ووجه مهيب
وفيه رجائي بطيب الدعاء.... يرد الجميل بخيرٍ عُجابْ
وتغريد طير بفجر السحرْ
يناجي الأعالي وضوء القمرْ
بجو رخيم ويحلو السمرْ
طيور الجنان تغني الغِناءْ .... وسرب يسير كسير السحابْ
وغيث حنون يجوب الأعالي
وعطر لطيف سرى في مجالي
وطيف الحواري سرى في خيالي
كنور جميل يشق السماء ... ونهر عسول لذيذ الشراب

3. موشح تام (يا حَنَّان يا منَّان ):
يا منعماً أدعوك بالحنَّان.... أكرم بحبي ملهم الإلهام
يا ماجداً أدعوك بالمنَّان....يا ذا الجلال الدائم الإكرام
ربنا يا وحيدْ...مذهلٌ مُبدعٌ يا جميلْ
ربنا يا مجيدْ ...قد بَهرت الرؤى يا خليلْ
ربنا يا فريدْ ...والهوا قد سرى بي عليلْ
وشى جمالٌ صفحة الأكوان ... طيف لطيف بان كالأحلام
نور سرى من سالف الأزمان ... ينير درباً من هدى الإسلام
ماجد قد ملكْ ... ترقص الشمس رقص البهاءْ
مالك للفلكْ...وَمَضت في عيوني السماءْ
ليلنا إن حلكْ ...وامض نجمها في العلاءْ
نور بدا في خلقة الإنسانْ.... رسم جرى بريشة الأقلام
وحبرهها نور من الإحسان ... كراية خفاقة الأعلام
منزلٌ للشفاءْ ...خالقي في السماء مجيبْ
في أعالي السماءْ ...مكرم شاكر وحبيبْ
حاكم في الفضاء ...كم بدا في جلال مهيبْ
بصيرة تدعو إلى الرحمن.... نِعْمَ البديعُ باسمه العلام
في قبضة من هيبة السلطان .... يقضي القضاء المُبْرمِ الأحكام
خالق الأطيارْ ...بلبل طائر في السحرْ
مبدع الأنوارْ... مُشْرِق في منار القمرْ
مفْرِح السمارْ... بسمة في جناح السمرْ
نهر الهدى يجري من القرآن..... يروي الورى من مهتدٍ هَمَّام
هذا كلام واضح الإعلان ... فيه الهدى من واسعٍ علام
يا مغيث الزروع ..غيثه قد بدى ماطراً
في الربى والربوع...مزهراً زهره عاطراً
يأت نورٌ سطوع ...مؤلقاً مبهراً ساحراً
إنا نرى هدياً من الديَّان ... يهدي لدين دائم الإكرام
حقاً يراه خالص الوجدان...من مؤمن يهدي الورى مقدام

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 09-25-2015, 09:15 PM
المشاركة 36
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
18.المَحَّار
ترجم له خير الدين الزركي في كتابه ( الأعلام ) بقوله: عمر بن مسعود بن عمر المحار الكناني الحلبي، نزيل حماة، سراج الدين ،(؟ - 711 هـ = ؟- 1312 م)شاعر، نعته ابن شاكر بالحكيم صاحب الموشحات، وأورد بعضها له " ديوان شعر - خ ".توفي في دمشق .

من موشحاته ما جاء في ( فوات الوفيات) للكتبي :
جسمي ذوى بالكمد والسهر ... والوصب من جاني
ذي شنب كالبرد كالدرر ... كالحبب جماني
بي غصن بان نضر ... يسبيك منه الهيف
يرتع فيه النظر ... فزهره يقتطف
الخد منه خفر ... والجسم منه ترف
قد جاءنا يعتذر ... عذاره المنعطف
ثم التوى كالزرد معبقري ... معقرب ريحاني
في مذهب مورد مدنر ... مكتب سوساني
ظبي له مرتشف ... كالسلسبيل البارد
بدر علاه سدف ... من ليل شعر وارد
غصن نقا منعطف ... من لين قد مائد
مقرطق مشنف ... يختال في القلائد
بين اللوى وثهمد كجؤذر ... في ربرب غزلاني
من كثب ذي جيد ذي حور ... ذي هدب وسنان
أما وحلي جيده ... ورنة الخلاخل
والضم من بروده ... قد قضيب مائل
والورد من خدوده ... إذ نم في الغلائل
لا كنت من صدوده ... مستمعاً لعاذل
نار الجوى واستعري ... وكذبي سلواني
وانسكبي واطردي وانهمري ... كالسحب أجفاني
مولاي جفني ساهر ... مؤرق كما ترى
فلا خيال زائر ... يطرقني ولا كرى
إني عليك صابر ... فما جزا من صبرا
إن سح دمعي الهامر ... فلا تلمه إن جرى
جال الهوى خلدي ومضمري ... أضر بي كتماني
مؤنبي اتئد لا تفتري ... وجنب عن عاني

2. موشح :
ترى دهر مضى بكم يؤوب منيبا ... يضحي روض آمالي الجديب خصيبا
عسى صب تملكه هواه ... يعاود جفن مقلته كراه
ويبلغ من وصالكم مناه ... ويرجع دهرنا عما جناه
ويجمع شملنا حسن وطيب قريبا ... ويصبح حيث أدعوه الحبيب مجيبا
أرى أمد الصدود بكم تمادى ... وكم لمت الفؤاد فما أفادا
وتأبى عبرتي إلا اطرادا ... ونار صبابتي إلا اتقادا
خدي رده الدمع السكوب خضيبا ... وقلبي كاد أشواقاً يذوب لهيبا
وبي رشأ بناظره يصول ... حسام من ضرائبه العقول
على وجناته لدمي دليل ... ولكن ما إلى قود سبيل
حبته من ضمائرها القلوب نصيبا ... فكان لها وإن كره الرقيب حبيبا
غزال وهو في المعنى هلال ... قريب وصله ما لا ينال
وغصن راح يعطفه الدلال ... كذا الأغصان تثنيها الشمال
إذا مالت بعطفيه الجنوب هبوبا ... تثنى في غلائله القضيب رطيبا
كلفت بحبه حلو المعاني ... أعاني في هواه ما أعاني
أراه وإن تباعد عن عياني ... كبدر التم قاص وهو داني
يرينا حين تطلعه الجيوب عجيبا ... جمالاً لا يكلفه الغروب مغيبا

3. موشح:
من دون رملة عالج ... لربة الخال دار
حلت عليها السحائب ... منا الدموع الغزار
همت عليها دموع ... لها السحاب شؤون
فاخضل منها النقيع ... ومسن فيها الغصون
حدث فتلك الربوع ... حديثهن شجون
في القلوب لواعج ... من ذكرها وأوار
ونار فقد الحبائب ... زنادها الإدكار
لم أنس يوم تولى ... حادي المطي وسارا
خلى المحبين قتلى ... كما ترى وأسارى
ودون رامة خلى ... منا العقول حيارى
لأن بين الهوادج ... أقمار تم تحار
منها بدور الغياهب ... لم يخفهن سرار
حكوا البروق ابتساماً ... والسمهريات لينا
أغصان بان إذا ما ... مالت تغير الغصونا
كم خلفت مستهاماً ... ملقى لديها طعينا
مذ أعينعت في الدمالج ... لها البدور ثمار
أوراقهن الذوائب ... حق الغصون تغار
سفرن بين الستور ... هيف دقاق الخصور
عن أوجه كالبدور ... في جنح ليل الشعور
تقلدوا في النحور ... بمثل ما في الثغور
يحكين غزلان ضارج ... شعارهن النفار
فليس يدنو لطالب ... من طيفهن مزار
هل للحياة سبيل ... وقد دهتنا العيون
وسل منها نصول ... لها الجفون جفون
قضب علينا تصول ... شفارهن المنون
فكيف للهم فارج ... أو للمحب اصطبار
وفي الجفون قواضب ... لها المنون شفار

4. موشح:
أيخفى غرامي والدموع السوافح ... تنم بما تطوى عليه الجوانح
وقلبي في واد من الشوق هائم ... حزين وغاد في الغرام ورائح
صب هيمان بعد الخلان ... نامي الأشجان بادي الأحزان
كتمت الهوى العذري بين أضالعي ... وأخفيته لولا وشاة مدامعي
وحاولت سلواناً فلم ألق سلوة ... فقلت لقلبي مت بداء المطامع
سلواني بان وسري بان ... فلا سلوان ولا كتمان
تملكني حلو الشمائل أهيف ... مليح التثني ناحل الخصر مخطف
أغض من الغصن الرطيب شمائلاً ... وأحسن مرأى في العيون وأظرف
يثني ريان قد فينان ... فاق الأغصان أغصان البان
أعار قضيب البان هزة عطفه ... ورق على نشر النسيم بلطفه
وزاد على البدر المنير بوجهه ... سناً وعلى الظبي الغرير بطرفه
ما للغزلان معنى أجفان ... طرف وسنان صاحي نشوان
تقوى على ضعفي برقة خصره ... وأضرم أشواقي إلى لثم ثغره
فقلت لقلبي عندما صد مغضباً ... وزاد إلى عدوانه طول هجره
كم ذا العدوان بذا الهجران ... ترى ما آن يرضى الغضبان؟
أجرني من الهجران يا غاية المنى ... وجد لي بوصل منك إن كان ممكنا
وعدني إذا لم يمكن الوصل زورة ... وزدني من الحسنى فلا زلت محسنا
وأحسن إن كان تلقى إمكان ... إن الإنسان عبد الإحسان
ظفرت بمحمود الوصال حميده ... حباني به المحبوب بعد صدوده
فقلت لقلبي بين آس عذاره ... ونرجس عينيه وورد خدوده
قم يا جنان وايش ذا النسيان ... واجني ريحان هذا البستان

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 11-23-2016, 08:12 AM
المشاركة 37
ريمه الخاني
المثقفون العـرب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بارك الله بكم وبما قدمتم والسلام وهناك اسماء أخرى

قديم 07-21-2019, 02:55 PM
المشاركة 38
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: التلويح بشعراء التوشيح !
خير الدين الزِّرِكلي
كان خيرالدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الزِّرِكلي «بكسر الزاي والراء» والمولود في 9 ذي الحجة عام 1310هـ والمتوفى عام 1396هـ، من الأعلام الذين أنجبتهم دمشق الفيحاء، والعروبة الزهراء، والحنيفية السمحاء في العصر الحديث، وهو كردي النسب والأكراد في البلاد العربية والإسلامية سنة متمسكون بعقيدتهم..
شاعراً، مؤرخاً، مترجماً، مؤلفاً، أديباً ومحققاً، فهو ابن الوطن العربي الكبير وابن الإسلام الخالد العظيم..
ولد في بيروت من ابوين دمشقيين ونشأ وعاش في وطنه دمشق، حتى فاجأه الاحتلال الفرنسي لبلاده في الرابع والعشرين من يوليو عام 1920م فوقف مع المجاهدين الاحرار صلب العود قوي الوطنية وحكم عليه الاحتلال بالإعدام غيابيا آنذاك..
وكان الزركلي قد قصد الحجاز.. وتنقل بينه وبين الأردن ومصر، ولما هب السوريون لتحرير وطنهم من الاستعمار الفرنسي عام 1925م وكان اسمه في القائمة السوداء وحكم عليه للمرة الثانية بالإعدام عام 1925م لأنه من القوى المحركة للثورة ضد المستعمر الغاشم المحتل.
وفي عام 1934م دعاه الملك عبدالعزيز ليكون مستشاراً للمفوضية العربية السعودية بمصر فانتقل إليها..
وعاش في ظلال النيل للقراءة والكتابة والتأليف، وكان أحد المندوبين السعوديين في المفاوضات التمهيدية التي جرت لإنشاء الجامعة العربية، وفي التوقيع على ميثاقها عام 1945م..
وعمل بوزارة الخارجية السعودية، ومثل الحكومة السعودية في العديد من المؤتمرات والاجتماعات والمفاوضات الدولية، واختير عام 1951م وزيراً مفوضاً ومندوباً دائماً للحكومة السعودية لدى جامعة الدول العربية..
وفي عام 1957م عين سفيراً للمملكة في الرباط لدى حكومة المملكة المغربية، وفي عام 1965م عاد إلى الرياض حيث تنقل بينها وبين بيروت ودمشق والقاهرة، واخرج كتبه:
1 الإعلام «أربعة عشر جزءاً».
2 شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبدالعزيز «أربعة أجزاء».
3 الوجيز في سيرة الملك عبدالعزيز.
4 عامان في عمان.
5 ما رأيت وما سمعت
وغيرها من خوالد مؤلفاته.) )(1)

قلتُ: فهو دمشقي الأصل ،لبناني المولد ، سعودي الجنسية ومهام الدولة ، ومصري الوفاة.

.

قال أحمد العلاونة :
(نظم الزِّرِّكلي ثلاثة موشحات ، الأول ( لَمْ تَفِ يا قَمَرْ)(2)
و قال: (.... و موشح العذراء ، وهو موشح طويل) (3)،
وقال: ( .... ، ونظم موشحا على الطراز القديم ....) (4)

(لم تف يا قمر!) (موشح تام):
لم تبق يد الحادثات ولم تذر=فعلى م تضحك في سمائك يا قمر؟
أرأيت تائهة على أترابها؟
فتانة بسفورها وحجابها
خلابة بدلالها وعتابها
غلابة بحديثها وخطابها
ذهب الزمان بمالها وشبابها
وتفردت بأنينها ومصابها
ناجتك شاكية تصاريف القدر = وظللت تضحك في سمائك يا قمر!
أرأيت بين مسارح الأقلام؟
مترسلا أو مستجاد نظام
ما كاد يعرف بهجة الأيام
حتى رماه من الفوادح رامى
نهدت إليه قوارع الآلام
فبكى اليراع مودعا بسلام
عهد النبوغ وصوغ آيات العبر =ونعمت تؤنسك الكواكب يا قمر!
أشهدت من غسق الظلام غريبا؟
ملأ الفضاء تفجعا ونحيبا
نادى أحبته، وعاش كئيبا
قلق الجنان على الزمان غضوبا
والدمع يجرح مقلتيه صبيبا
يرعاك مضطرب الجوانح والفكر=وتتيه في خيلاء كبوك يا قمر!
ومعاقرا خمر الصبا يترنح
كالظبى يسكن في الرياض ويسرح
يلهو بزورقه الصغير، ويسبح
في سلسل كالنور، أو هو أوضح
قذفت به هوج العواصف تطرح
فهوى... ووجه الموت أكدر أكلح
وله على صفحات جدوله أثر
وخلوت، تزهى في نجومك يا قمر!=أسمعت أنات الجريح معددا؟
يطوي الليالي، لا يقر مسهدا
(لا العيش طالب له ولا الشقاق الردى)
يمسي ويصبح شاكيا متنهدا
ضعفت قواه، فما يطيق تجلدا
وتعامت الزفرات أن تتصعدا
غض الجفون وقال: حسبك يا غير! = وسهرت تبسم للكوارث يا قمر!
أشهدت من كرة الشقاء كتائبا؟
وأسنة وهاجة وقواضبا
جيشان، كلٌّ هب يحمي جانبا
يتطاحنان، تباعدا وتقاريا
هذا يئن، وذاك يقضي صاخبا!
ويح المطامع، كم تجر معاطبا
تفنى النفوس، وأنت تهزأ بالبشر =ويغرك الألق المحب يا قمر؟
أرعاك مبتئس شكا ألم الطوى؟
ومروع ضل السبيل، وما غوى
ومتوج، عنت الجباه، له هوى...
عن عرشه، لا الملك دام، ولا القوى
ومودع مستسلم لهوى النوى
ومعذب لفراقه بادي الجوى
وقسوت، هل قدت ضلوعك من حجر؟=لم تحتجب، لم ترث، لم تف يا قمر!!


موشح العذراء (موشح تام):
(1)
سكنت ضوضاء من في الحي – لا حي تراه
وغفا الثائر لا يلهج إلا بمناه
رقد الساهر واعتادته أحلام هواه
وبكى الموجع ، حتى بلل الدمع ثراه
غفل الناس وللحدثان والدهر انتباه
هدأت ثائرة الليل ، ولاحت في الفضاء
شهب تلمع كالآمال ، زهراً ، كالرّجاء
(2)
طوت الظلمة في أردانها كوخ وقار
حاطه أهلوه من زهر الأقاحي بإطار
وتراءى البحر عن يمناه ، منشور الإزار
ضم عذراء وأطفالاً كلألاء الدراري
وفتىً كالصبح أو أنقى – وكهلاً كالنهار
أسرة راضية العيشة – باتت في هناء
نعمت ، آمنةً سوء تصاريف القضاء
(3)
قرع الباب فصاحت ربة المنزل «ليلى» :
من يزور الحي أو يطرق هذا الباب ليلا ؟
فتعالى الصوت : لا تخشى – فداك الروح – ويلا
وافد : مالت به نحوكم الظلماء ميلا
فتمشّت تفتح الباب – يجرّ التيه ذيلا
وإذا الطارق يختال بأبراد السناء
طُبعت في وجهه سيما وجوه الكبرياء
(4)
عجبت من شأنه فانقلبت تدعو الشقيقا
وإذا والدها يسأل : ما الأمر ؟ – مفيقا
حدّثته أن في الباب نزيلاً أو صديقا
فسعى يستقبل الضيف ، ويهديه الطريقا
مرحباً بالزائر الوافد كالطيف طروقا
نحن في منتصف الليل ، عسـى داعي اللقاء
موجباً حمدي لمولاي المفدّى وثنائي
(5)
وجم الوافد حيناً ، يتحرى ما يقول
وانبرى يخطب ود الشيخ ، والشيخ ملول
قال : يا مولاي هذا البيت ظل لي ظليل
ولك الفضل ومهما أُبد فالقول فضول
أنت من أهل ودادي ولك الذكر الجميل
قال : والآن ؟ – أجاب الزائر : الآن عزائي
هو أن تقبلني جار صباح ومساء
(6)
عجب الشيخ ، وقال : الصفح إن أخطأت ، عني
أنت نعم الجار – وأقبل واضح الأعذار مني
قال : إني لك عون ! قال : شكراً لا تعني
أنا حسبي منك عطف الوُدّ ، في ضعفي وسني
ودنت ليلى فناداها فتى الليل : اطمئني
جئتكم أخدمكم خدمة موفور العطاء
إنما الخير بخير وجزاء بجزاء
(7)
بسمت ليلى ، وقالت : أنت أحسنت فشكرا
نحن في يسـر ، وإن لم تدع الأيام وفرا
فتطلب غير هذا القصـر يا مولاي ، قصـرا
قال : مهلاً يا مهاة الحي ، إني بك أدرى
أنتِ قد أحببتني ، والأب راضٍ بي صهرا
بُهتت من قوله واضطربت : – يا للسماء
أيُّ فاري فرية يلصقها بي – بإزائي
(8)
وأفاق الأخ من هجعته – والليل داج
فتصدى يتبع الصوت وضوضاء الحجاج
شهد العذراء غضبى وأباه في انزعاج
ورأى الضيف ثقيلاً مستمراً في لجاج
قال : من أنت ؟ وما شأنك ؟ ما أنت بناج
أطرق الوافد ختلاً ومشـى في خيلاء
قال : صبراً أيها الناشئ ما دائي بداء
(9)
أنا لي أمنية ليس لكم منها مناص
لي عذراؤكم ما إن لها مني محاص
جرحتني بهواها والجراحات قصاص
بيننا السلم إذا شئت – وإلا فالرصاص
قال : لا يرضى الفتى العار – فموت أو خلاص
ودرى الشيخ مصير الأمر – يا للاعتداء
صاح واحتاط ابنه ، يجذب أطراف الرداء
(10)
أزمع الباغي نزالاً ، فتوارى فاستعدا
وتلقاه الفتى ، والأب والعذراء شدّا
بكت الأطفال ذُعراً ، حين عاد الأمر جِدّا
حسر العاتي نقاباً ، فإذا عبدٌ تردّى
برداء المجد ، ساء العبد للأشراف نِدّا
صرخت ليلى : أخي «يوسف» زين النبلاء
اطعن المجرم ، روِّ الأرض منه بالدماء
(11)
زأر الخصمان واشتد فتى القصـر فدارا
حول عبد السوء لا يألو كروراً وانحدارا
ضرباتٍ بنصالٍ ، لم تلد إلا شرارا
وفتاة الحي تدعو الله سرا وجهارا
رعدت في القصـر منها شهقةٌ تقذف نارا
قتل الجاني أخي ، شلّت يد الباغي المرائي
آهِ يا غادرُ أدميت قلوب الضعفاء
(12)
وحنا الكهل على «يوسف» مغمياً عليه
لا يعي أمراً ، يفور الدمع من باصرتيه
فصحا يوسف صحو الموت يدعو باكييه
قال : أختي وأبي ! واثناهما بين يديه
حضناه ، فتلوّى ، موجعاً من جانبيه
مشهد يغلب فيه الدمع وصف الشعراء
صرع الغدر عماد الحي فخر الشهداء
(13)
لم يكد يغمض عينيه الفتى ، حتى تعالى
صخب الباكين حوليه يميناً وشمالا
أدركته قوةٌ ، فانتهض الرأس فقالا :
أنا إن متُّ فقد أحييت للناس مثالا
إنما الحر إذا سيم الأذى يجهر : لا ، لا !
هكذا فليتلق الموت فتيان الوفاء
ما أرى في صفحة العالم حيا للبقاء
(14)
أبتي ، لا تنسني ، واحم فتاة الطهر أنتا
فإذا أدركك الموت كما مِتُّ عُذِرتا
كَفكِفي دمعكِ يا ليلايَ كوني لي أختا
تاجها العفة لا ترضى بغير الطهر بتّا
يا طفيلات أبي أصلحكن الله نبتا
كن عوناً لأبيكن وخلين بكائي
وتناقلن حديثي ، إنه رمز الإباء
(15)
وقضـى يوسف ، والعذراءُ تبكي وتنوح
فإذا القاتل يدنو من أبيها ، ويصيح
ما مضـى فات ، ولا ترجع بعد الفوت روح
خلِّ عنك الندب إني لك يا شيخ نصيح
لست بالبارح هذا البيت هيهات النزوح
فأجاب الأب والعذراء : سقياً للفناء
من لنا بالموت يمحو ما نقاسي من عناء
(16)
ضحك الفاتك من قوليهما وانسلّ يدعو
عصبةً كامنةً ، فانهال نحو القصـر جمع
بات من في الدار أسرى ولدمع العين همع
كمت الأفواه ، كفت أعين ، أوقر سمع
حارت الألباب ، ضاقت أنفسٌ ، أقفر ربع
أين من يُنقذ بنت النور ، مرآة الضياء
من مهاوي البؤس والآلام ، من أيدي الشقاء
(17)
أين من يصغي لأنّات العذارى والعويل
أين من يضمد جرح القلب في الجسم العليل
أين من يرحم ضعف الطفل في القيد الثقيل
أين من يحنو على الأوّاه في الأسر الطويل
أين من يجزي جُناة الشـر بالشـر الوبيل
ليس في الناس سميعٌ أو مجيبٌ للنداء
فقد العطف … فواهاً للضعاف البؤساء



..............
(1) د. عبدالله بن سعد الرويشد، مقالة بعنوان: ( ديوان الشاعر خيرالدين الزركلي)، جريدة الجزيرة ، العددرقم: ( 10875)، الصادر يوم الإثنين 27 ربيع الثاني 1423 هـ - 8 يوليو 2002 م.
(2) أحمد العلاونة ، خيرالدين الزركلي المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام ،دار القلم -دمشق ،الطبعة الأولى 1423 هـ -2202م، ص: (128)
(3) المرجع السابق. ص:(128).
(4) المرجع السابقز ص:(129).

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا

قديم 07-21-2019, 03:16 PM
المشاركة 39
زمزم
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: التلويح بشعراء التوشيح !


.
.
:

اطروحات لها فلك خاص
يضم الإبداع بين جنباته

والسحر بين أكفه
فهنا اجتمع فن الانتقاء
مع روعة العقليه


سلمت يـــميــنــكـ
فلقد استمتع ناظري هنا
وعجزت عن التعبير

فماذا اقول لك غير
انها حقاً لمسات في قمة
الابداع والتميز الراقي


تسحرعيون من يدخلها
بــــاركك المــولـــى

أستاذنا القدير / عبده فايز
اراح الله قلبك و اسعدك


لك احترامي
وتقديري .~

قديم 07-21-2019, 03:38 PM
المشاركة 40
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: التلويح بشعراء التوشيح !


.
.
:

اطروحات لها فلك خاص
يضم الإبداع بين جنباته

والسحر بين أكفه
فهنا اجتمع فن الانتقاء
مع روعة العقليه


سلمت يـــميــنــكـ
فلقد استمتع ناظري هنا
وعجزت عن التعبير

فماذا اقول لك غير
انها حقاً لمسات في قمة
الابداع والتميز الراقي


تسحرعيون من يدخلها
بــــاركك المــولـــى

أستاذنا القدير / عبده فايز
اراح الله قلبك و اسعدك


لك احترامي
وتقديري .~
بارك الله فيك
وهذا من طيب أصلك
و كريم ذوقك.
أشكرك

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: التلويح بشعراء التوشيح !
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جيش التوشيح - لسَان الدين ابن الخطيب الأندلسي د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-03-2014 11:16 PM

الساعة الآن 05:15 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.