احصائيات

الردود
6

المشاهدات
12219
 
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي


ساره الودعاني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,905

+التقييم
0.33

تاريخ التسجيل
Sep 2008

الاقامة

رقم العضوية
5654
09-12-2010, 08:57 PM
المشاركة 1
09-12-2010, 08:57 PM
المشاركة 1
افتراضي << عنترة في الترتيب الثاني بعد المتنبي إستدعاء في الشعر العربي >>




هل غادر الشعراء من متردم------- أم هل عرفت الدار بعد توهم

يا دار عبلة بالجواء تكلمي--------- و عمي صباحاً دار عبلة و اسلمي

فوقفت فيها ناقتي و كأنها--------- فدنٌ لأقضي حاجة المتلوم

و تحل عبلة بالجواء و أهلنا-------- بالحزن فالصمان فالمتثلم

حييت من طللٍ تقادم عهده ---------أقوى و أقفر بعد أم الهيثم

حلت بأرض الزائرين فأصبحت ------عسراً علي طلابك ابنة محرمٍ
عل
قتها عرضاً و أقتل قومها-------- زعماً لعمر أبيك ليس بمزعم

و لقد نزلت فلا تظني غيره-------- مني بمنزلة المحب المكرم

كيف المزار و قد تربع أهلها-------- بعنيزتين و أهلنا بالغيلم

إن كنت أزمعت الفراق فإنما------- زمت ركابكم بليلٍ مظلم

ما راعني إلا حمولة أهلها --------وسط الديار تسف حب الخمخم

فيها اثنتان و أربعون حلوبةً -------سوداً كخافية الغراب الأسحم

إذ تستبيك بذي غروبٍ واضحٍ----- عذبٍ مقبله لذيذ المطعم

و كأن فارة تاجرٍ بقسيمةٍ سبقت ----عوارضها إليك من الفم

أو روضةً أنفاً تضمن نبتها غيثٌ---- قليل الدمن ليس بمعلم

جادت عليه كل بكرٍ حرةٍ --------فتركن كل قرارةٍ كالدرهم

سحاً و تسكاباً فكل عشيةٍ --------يجري عليها الماء لم يتصرم

**


من منا لا يعرف هذه القصيدة ولا يعرف صاحبها !!


***





كنت قد كتبت موضوع عن شخصية عنترة قبل الذي حدث لمنابر ولكن لم

أجده كاملا في مستنداتي

فبحثت من جديد عن شخصية عنترة العبسي وقد أقتبست ما رأيته يفي نوعا ما ..


**


بعد أكثر من 14 قرنا على غيابه، استعاد مثقفون سعوديون وعرب سيرة

الفارس والشاعر والعاشق العربي عنترة بن شداد، في ملتقى ثقافي حمل اسمه،

نظمه نادي القصيم الأدبي، وسط السعودية قبل فترة ..


محاور الدراسة

- قبيلة عبس بين التاريخ والجغرافيا
.


2- شخصية عنترة بن شداد بين الواقع والأسطورة.


3- شعر عنترة توثيق ودراسة.

4- شعر عنترة، قراءة في الجغرافيا الأدبية.



5- شعر عنترة في النقد القديم وفي ضوء المناهج التقليدية الحديثة.

6-سيرة عنترة، قراءة في الأدب الشعبي.

7- شعر عنترة وقراءات التناص في الشعر العربي الحديث.

9- توظيف شخصية عنترة بن شداد في النص المسرحي


8- عنترة (الرمز والأسطورة والقناع) كما يتجلى في الشعر العربي الحديث


10- شخصية عنترة بن شداد في الأعمال السردية.

.





وقد عاش عنترة بن شداد العبسي، في منطقة تسمى عيون الجواء وهي اليوم

إحدى محافظات منطقة القصيم، وتقع عيون الجواء إلى الشمال الغربي لمدينة بريدة بحوالي 40 كيلومترا، وقد سكنتها قبيلة عبس، وذكرها عنترة في شعر

له يتغنى بمعشوقته عبلة بنت مالك، من بينها قوله:

يا دار عبلة بالجواء تكلمي/وعمي صباحا دار عبلة واسلمي..

وقوله: وتحل عبلة بالجواء وأهلنا/بالحزن فالصمان فالمتثلم.

وتأتي خطوة المثقفين والباحثين الذين راحوا ينقبون عن سيرة فارس بني عبس

في عمق الصحراء السعودية، لتعيد من جديد فكرة محاولة (نمذجة)

الشخصيات التاريخية وإعادة إنتاجها بما يملأ الشاغر الروحي والحضاري والثقافي.
أحد المشاركين في فعاليات ملتقى عنترة بن شداد شكر منظمي المهرجان

لاختيار هذه الشخصية (لكسر حالة الملل التي أصابت المثقفين) من تكرار

الحديث عن الرواية والشعر والقصة في المهرجانات التي تنظمها الأندية

الأدبية.. لكن ما الذي دعا القائمين على المهرجان إلى تبني إحياء ذكرى عنترة

بن شداد في المخيلة السعودية بشكل خاص والعربية بشكل عام؟ ولماذا عنترة بن شداد؟
يقول الدكتور أحمد الطامي رئيس نادي القصيم الأدبي لـ«الشرق الأوسط»:

«لم يكن عنترة بن شداد العبسي شاعرا من شعراء معلقات العصر الجاهلي

فحسب، بل إن سيرته اكتنزت بأبعاد تسيح في أفق الخيال الخصب والمتجدد».

ويضيف: «شكلت سيرته ملحمة فاضت بأشكال من صراع الإنسان مع نفسه وأسرته، صراعه مع جاهلية مجتمعه بطبقيته وتقاليده، وصراعه مع عواطفه

وكرامته وطموحاته، وأولا وأخيرا صراعه من أجل حبه وحريته».

كما يرى الطامي أن قامة عنترة الشعرية والإنسانية، ظلت نبعا ثرا للشعراء

والقصاص والمؤرخين وكتاب السير، وهكذا تأسطرت، مع الزمن، سيرة عنترة.
ويواصل الطامي حديثه عن شخصية عنترة قائلا: «إنها تدحرجت بقوة وثبات

حتى وصلت إلى أدبنا الحديث، فأصبح عنترة بكل ما حمله شعره، وحملته

سيرته وأسطورته، مصدر إلهام للشعر والقصة والمسرح والسينما في وطننا

العربي، شخصية بهذا الثراء، وهذا التميز، وسيرة بهذه الفصول الملحمية

المثيرة، هي جديرة بمزيد من الدراسة والبحث».

* لماذا عنترة؟

* تشكل سيرة وشخصية عنترة ظاهرة شعرية وأسطورية في التاريخ الأدبي،

حيث تحول مع الزمن إلى رمز واسع الأفق، ورمز خصب في الأدب العربي

بكافة أشكاله الإبداعية، وقد أخضع الأدباء العرب عبر القرون عنترة للكثير

من أشكال التوظيف، لذلك جاء عنوان الملتقى «عنترة بن شداد: التاريخ

والتوظيف الأدبي» وفي الأدب الحديث خاصة كان عنترة ولا يزال

رمزا كبيرا حاضرا في إبداع الأدباء العرب.
طرحت في جلسات الملتقى 25 بحثا علميا تناولت أبعادا مختلفة من شخصية

عنترة، مؤكدة أن هذه الشخصية ستظل مصدرا خصبا للدرس الأدبي

والتاريخي والجغرافي.

يقول الدكتور صالح بن زياد الرفاعي أحد المشاركين في جلسات الملتقى:

«إن ما توافر لعنترة بن شداد يمكن أن يتوافر لغيره من الأبطال لكنه يتميز بما

يمكن تسميته (بلاغة المهمشين)، باعتبار أن سيرة عنترة نموذج للاحتجاج

ورفض الظلم والقمع، كما أنه ليس قناعا للشاعر الفرد بقدر ما هو قناع

للمجتمع والأمة والمعنى الإنساني».

من جانب آخر رأى المشاركون في الملتقى أن المؤرخين والمحققين لم يوظفوا

سيرة وتاريخ عنترة كما حدث في التراث الشعبي والذي يعد أكثر ثراء

واستفادة من هذه الشخصية، في حين يعتقد الدكتور عبد الناصر هلال أحد

المشاركين في الملتقى أن الشخصيات الأدبية تأتي في المرتبة الثانية من ناحية


الاستحضار من جانب الشعراء بعد الشخصيات الدينية، كما تأتي شخصية

عنترة في الترتيب الثاني بعد المتنبي استدعاء في الشعر العربي، مفسرا

الاهتمام الشعري باستدعاء شخصية عنترة برغبة الشعراء في تلمس بطولة

عنترة وفروسيته في الوقت الذي تسيطر على العالم العربي حالة من الانكسار

والتخاذل.

وأوضح هلال أن هناك آليات يستخدمها الشعراء في استدعاء عنترة وهي

استحضار عنترة عن طريق الاسم المباشر أو اللقب أو الكنية، أو عبر الحدث

وأهم العناصر التي ترتبط بعنترة، أو استدعاء عنترة عبر النص، لافتا إلى أن

معلقة عنترة هي أكثر النصوص استدعاء من جانب الشعراء.

* الحقيقة والأسطورة

* الدكتور سلطان القحطاني ومن خلال دراسة بعنوان «عنترة.. الأسطورة

والحقيقة»، اعتبر أن الرواية الشعبية كانت السبب في التصاق البطولة المبالغ

فيها بشخصية عنترة، كما أرجع ذلك إلى عدد من العوامل التي تميز بها

عنترة، منها اللون، والنسب، وظروف قبيلته.

وأوضح القحطاني أن الذين كتبوا الرواية التاريخية لم يخرجوا من عباءة

الرواية الشعبية، فنسبوا له خوارق العادة مع فارق الصياغة واللغة.


وفي ذات السياق استعرض الناقد سعيد بن سعد الرفاعي في بحثه «سيرة


عنترة بين الحكاية والخرافة والأسطورة» المراحل التي مرت بها شخصية عنترة، والتي بدأت بمرحلة التكوين التي بدأت بزواج أبيه بوالدته، في حين

تمثلت المرحلة الثانية في الفروسية التي تحول خلالها إلى مغامر. أما المرحلة

الأسطورية فهي مرحلته الثالثة التي يظهر خلالها تحوله إلى رمز لخوض

الحروب ضد أعداء العرب، وفي مرحلة رابعة هي مرحلة الامتداد تميزت

خلالها شخصية عنترة بالتطور فيما يربو على 500 عام، ومما يؤكد ذلك أن

الملحمة جعلت له أجدادا في السودان وبيزنطة وبلاد الإفرنج، تجاوزت

معقولية التاريخ عموما.

كما اعتبرت الدكتورة صلوح السريحي أن بروز شخصية عنترة لدى المثقف

العربي وتبلورها كان بسبب الانحدار الذي تشوقت من خلاله الأمة إلى ما يعيد

إليها القوة والبسالة.

* ا
لتجربة والواقع

* وتناول الملتقى أيضا «ثنائية التجربة عند عنترة» ثنائية الواقع، عنترة بين

الحرية والعبودية، تجربة الحب بين القبول والرفض، إضافة إلى قضية النسب.

يقول الدكتور صالح المطيري: «إن عنترة أخلص في النهاية للانتصار لذاته،

وتطلع إلى إثبات نفسه، وأن انتماء عنترة وانتصاره لذاته فاق انتماءه لقبيلته،

ومما أسهم في ذلك أفعاله في حومة القتال وإسهامه بحظ وافر في الذود عن

حياض قبيلته».

واعتبر المطيري في ورقة قدمها بعنوان «دراسة لقيم الانتماء لدى عنترة بن

شداد» أن القيم التي ترتبط بالانتماء لدى عنترة تتمثل في الانتماء الجمعي الذي

يتوحد مع القبيلة والانتماء الفردي المرتبط بالذات، مشيرا إلى أن عنترة لم

يشعر برد الاعتبار حتى بعد تحريره؛ حيث استمر محبطا ناعيا ازدواجية قومه

في التعامل معه، وهي الازدواجية التي تمثلت في عدم مراوحة نظرة المجتمع

لعنترة خانة العبودية، في نفس الوقت الذي شكرت له الذود عن حمى قبيلته.

ويشير الدكتور فرج مندور أحد المشاركين في الملتقى إلى أن عنترة تمكن من

تحقيق المعادلة الصعبة بين السخط من الأوضاع والانتماء للمجتمع، معتبرا أن

سخرية عنترة كانت نابعة من انتمائه لقبيلته، وفسر ذلك بأن السخرية مبعثها

مقابلة الواقع باعتبار ما فيه من نقص، وأن الهدف من سخريته هو معالجة

ظواهر شائعة في المجتمع، وهي التي تصدر عن فرد قادر على النفاذ إلى

مواطن القصور في مجتمعه وصولا إلى رفعة وسيادة قبيلته.

وفي ذات الإطار حاول الدكتور حسن الهويمل في استعراضه لبحثه «عنترة

وتنازع الواقع والأسطورة والرمز» تحليل شخصية عنترة بمقاييس البحث العلمي دون الميل إلى العاطفة، لافتا إلى أن عنترة يتنازعه الخيال والحقيقة،

بحيث وجد كلا الطرفين مجالا رحبا لتأييد ما يذهب إليه.

وخلص الهويمل إلى أن الأسطورة طرحت سيرة عنترة من خلال ظاهرة

القصاص، في حين زاد الميل إلى الارتكان إليها في العصر الحديث الذي

أحست الأمة فيه بالانهزام، ووجدت في شخصية عنترة الرمز الذي يمنحهم

الفروسية والأمل، فبدأوا يستعيدون بطولته كما استعادوا بطولات أخرى.

التأثير الثقافي ..



وذكر الدكتور إبراهيم راشد، في ورقة له، أن عنترة بشعره وشخصيته ليس

إلا نموذجا لتقصير الباحثين في توثيق ما يدرسونه من الشعر العربي القديم،

معتبرا أن الشخصية خرجت عن حدود المعقول كما أدخل في قصائد وأشعار

عنترة ما ليس منها.

وكما كانت السيرة الشخصية لعنترة سببا في ولادة واحدة من أشهر الملاحم

الشعبية العربية فقد امتدت هذه السيرة إلى التراث الغربي، بعد أن ترجمت إلى

عدد من اللغات؛ منها الألمانية والروسية والفرنسية وغيرها. وتطرق الدكتور

محمد مرشحة في دراسة طرحها في الملتقى بعنوان «شخصية عنترة في

الآداب الأجنبية» إلى اهتمام عدد من أعلام الأدباء والمستشرقين بسيرة عنترة،

إذ عرف الفرنسيون شيئا عن شخصية عنترة عن طريق مارسيل دوفيك الذي

ترجم قصة عنترة بالعامية الفرنسية، كما شارك لامارتين بكتاباته في تعريف

الفرنسيين بعنترة. ووصل عنترة إلى الأدب الروسي، ويعتبر سانكوفسكي من

أهم المستشرقين الروس الذين أسهموا في نقل الثقافة العربية إلى الأدب

الروسي، والذي تميز بإعجابه الشديد بالحياة العربية عن طريق عدد من

الروايات والقصص القصيرة ومنها قصة عنترة، كما أشار إلى أن المؤلف

الموسيقي تريمسكي كورساكوف وضع عملا أوركستراليا مأخوذا عن حكاية عنترة.
تقول الدكتورة دوش الدوسري في ورقة بحثية قدمتها في الملتقى بعنوان

«توظيف عنترة بن شداد في قصيدة أيا دار عبلة للشاعر السعودي محمد

الثبيتي» إن الشاعر لجأ إلى توظيف شخصية عنترة قناعا لما يريد قوله أثناء

الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.

وقالت إن الظرف وقتها دفع الشاعر الثبيتي إلى استدعاء عنترة ليس باعتباره

رمزا للشجاعة والقوة والبطولة وإثبات الذات وإجبار الجميع على احترامها،

ولكن للتركيز على حالة الضعف الذي اعتراه في أواخر حياته، وأن عنترة لم

يكن إلا بقايا عنترة تحيا الهزيمة في روحه لتشكل أقصى درجات الموت

المعنوي. وبذلك، امتزج صوت الشخصية التاريخية بصوت الشاعر الممتزج

بالجماعة العربية التي يعبر عنها الشاعر في مزيج واقعي تاريخي.

وعرض الدكتور حافظ المغربي «صور استلهام شخصية عنترة في

الشعر المعاصر، الشعر السعودي بخاصة» التي تمثلت في خطين أحدهما

إظهار صورة عنترة مستلبة الصفات من حيث كونه شاعرا فارسا محبا، في

حين ظهرت صورة عنترة في النمط الثاني بوصفه صرخة في وجه المجتمع

الذي لم يسمع صوت المهمشين.

*

أيا دار عبلة عمت صباحا

* الشاعر محمد الثبيتي يستلهم شخصية عنترة، قالها بعد الغزو الإسرائيلي

للبنان عام 1982.. يقول في هذه القصيدة:

«غريق بليل الهزائم سيفي

ورمحي جريح

ومهري على شاطئ الزمن العربي

يلوك العنان
أعانق في جسدي شبحا

مثخنا بالجراح

ومرثية للكمي الذي

ضاع من يده الصولجان

ترى يا ابنة العم ماذا جرى؟


وهل حمد القوم عند الصباح السرى ؟»


*

عنترة في الأسر

* من قصيدة للشاعر السعودي جاسم الصحيح بعنوان «عنترة في الأسر»

الفائزة بجائزة مؤسسة عبد العزيز البابطين لأفضل قصيدة عربية في دورتها

السادسة 1998.. جاء فيها:

«سيفٌ طريحُ.. شاحبُ اللمعانِ.. منْكسرُ الصليل

ومُطهّمٌ ذبُلتْ على شدْقيّه رائحة الصهيل

وقصيدة مطعونةٌ..

بقيت على الرمضاء؛ ينزفُ جراحَتها العويل
والفارس العبسي مغلولُ الملامح

في انهيار المستحيل

وأنا هنا أتوجّسُ التاريخ


وهو مفخخ الأحداث بالزيف الدخيل

يتمرّدُ الدمُ العربي في

وتصرخ البيداء غاضبة وينتفض النخيل

فليسقط التاريخ.. تسقط كلُ أقلام الرواة

ولتسقط الكلمات..

حين تلوكها بالزيف ألسنةُ الحياة

وا ضيعةَ العظماء في قلم المؤرخ

حينما الأقلام تصبح بعض ألعاب الحواة».




شعر : محمد الثبيتي


غريق بليل الهزائم سيفي
ورمحي جريح
ومهري على شاطئ الزمن العربي
يلوك العنان
أعانق في جسدي شبحاً
مثخناً بالجراح
ومرثية للكمي الذي ضاع من يده
الصولجان
وفي كل يوم
أموت على الطرقات
ويفترس الجدري ملامح عشقي
ويمسخ لوني
كأن حصاني لم يعزف الموت
لحناً فريداً
وحرباً عوان
كأني لم ألق في ماء دجلة
والنيل ..حزن الصحاري
ولم أسق من عرق الشمس
تيما ..
وزحلة ..
والقيروان.
***
كتبت على صفحات البيارق
ملحمة من دمي
وألبست أرصفة الوطن المتمرد
ثوباً قشيباً من الأرجوان
ولي في ضمير الأوابد
يومان :
يوم تسلقت فيه عيون
الصبايا
ويوم (( بجفر الهباءة )
تحمل أوزاره غطفان
***
ترى يا ابنة العم
ماذا جرى ؟ ..
وداحس ..! ؟
ماذا دهاه ..
أما زال يحجل من كبوات الرهان
ويمسح آثامه في جبين
الزمان
***
أيا دار عبلة
عمت صباحاً
ويا دمن الذكريات الحبيبة
من غال في صدرك الصبوات
وذر على شعرك الذهبي الرمال
أيا دار عبلة
فوق ضباب البنادق
ينزح وجهك
ترفل فيه المآتم
والفرح الجاهلي
أيا دار عبلة
يا ألماً مبهماً
ويا حلماً يستقر على قمة
الجرح
واللحظة العاثرة
يعاقر فيك التفاهات قومي
ويدعون في كل نازلة
عنترة
فإن كنت بين الطلائع
أزجر عنهم زحف المنايا
فمن للميامن ..
والقلب ..
والميسرة.
***
على ساعدي يورق الجدب ..
يخضر في ظله مولدي
قفي يا ابنة العم
لمي بقايا دمائي
من الوحل
واحتضني صبري السرمدي
فقي يا ابنة العم
ها أنا أنقع أوردتي في جراح الليالي
وأصرخ واعبلتاه !!
وها أنا ذا أتمدد فوق بقايا رفاتي

وأصرخ .. واعبلتاه ..









دراسة مقارنة..


تعد سيرة عنترة، في الأدب وتاريخ الميثولوجيا، من روائع الملاحم القصصية. والملحمة كما نعلم


هي حكاية حياة الأبطال التاريخيين أو القدّيسين، والقادة العظماء عند الشعوب والأمم، ممن سموا

إلى مراتب الإنسان – الأعلى

super man - أو «الإنسان الكامل».
ومع أن هؤلاء هم في العادة بشر عاديون «من أمثال جان دارك الفرنسية، وعنترة، والحلاّج، في

العصور القديمة، وغاندي، وجيفارا، ومانديللا في العصور الحديثة، إلا أنهم احتلوا في الوجدان

الشعبي مراتب القدّيسين الشهداء أصحاب البطولات والكرامات والمقامات الدينية
.
ويقارن البعض بين سيرة عنترة، وسيرة «السيد



» Lecide،
فارس قشتالة الإسبانية - وهو الشخصية التي أحياها كورناي - مع الملاحظة المفارقة ، أنه قتل

في محاربة العرب باعتبارهم فاتحين ومستعمرين لإسبانيا، سنة 1099، وهي




مقارنة تقوم على منطق التضاد والمفارقة
.
وبالمقابل، ثمة إجماع في المخيال العربي على عنترة البطل الملحمي الجاهلي، الذي بالرغم من أنه

لم يكن يدافع لا عن الأمة ولا عن الدين، بل عن قبيلته وحقه في التقدير، وطلب الاعتراف بالذات

والجدارة والكينونة







والفروسية والبطولة والشهامة والكرامة، والنبل الإنساني، فيما يتعدى اللون والجنس والأصل






والفصل، والحسب والنسب
.
ويقارن البعض الآخر من المؤرخين بين «سيرة عنترة» عند العرب و«الإلياذة» عند الإغريق،

لاسيما «سيرة أخيل» - التي يبدو أن لها أساسًا تاريخيًا - كسيرة عنترة - وإن تحوّلت في

الوعي والمخيال الإغريقي إلى أسطورة ميثولوجية
.
وأخيل


(Achilles)
في الأساطير اليونانية هو بطل ونصف إله - كهيرقل - وهو في رواية هوميروس البطل العظيم،


المهيب الجانب بسبب بأسه وقوته، وقد خرج لحرب طروادة، لقتال


الطرواديين، وصرع بطلهم الأكبر هكتور، الابن الأكبر لبريام ملك طروادة. وأظهر أخيل - وفق

الرواية - تفوقه في سلسلة من المعارك، واستولى فيها على اثنتي عشرة مدينة على ساحل

الأناضول، وإحدى عشرة مدينة داخل البلاد. وفي النهاية، يتمكن باريس



Paris ابن بريام من قتل أخيه بمساعدة الإله أبوللو، بسهم مميت (ذكره دانتي في الكوميديا الإلهية).

وقد كُتبت أكثر من خمسين أوبرا عن موضوع أخيل، كما رسم الفنان روبنز لوحتين: واحدة تسمى

ثيتسي (أم أخيل وهي وفق الأسطورة حورية ماء تزوجها والد أخيل بليوس) تغمس أخيل في نهر

ستيكس، والثانية: أخيل يقتل هكتور
.
وقد اشتهر أمر عنترة - كما يلاحظ المؤرخ فيليب حتي «تاريخ العرب» - في حرب البسوس،

وهي أقدم الحروب وأشهرها، وقد شبه المؤرخ عنترة - شاعرًا ومحاربًا - بأخيل، كرمز لعصر

البطولة العربية
.
أخلاق الفرسان

اشتهر عنترة بقصة حبه لابنة عمه عبلة، بنت مالك، وكانت من أجمل نساء قومها في نضارة

الصبا وشرف الأرومة، بينما كان عنترة بن عمرو بن شداد العبسي ابن جارية فلحاء، أسود

البشرة، وقد ولد في الربع الأول من القرن السادس الميلادي، وذاق في صباه ذل العبودية،

والحرمان وشظف العيش والمهانة، لأن أبيه لم يستلحقه بنسبه، فتاقت روحه إلى الحرية

والانعتاق.
غير أن ابن الفلحاء، عرف كيف يكون من صناديد الحرب والهيجاء، يذود عن الأرض، ويحمي العرض، ويعف عن المغنم

:
ينبئك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعف عند المغنم

وعنترة (كمثال لأخلاقية الحرب والنبل والشهامة والحميّة)، استحق تنويه النبي محمد - صلى الله

عليه وسلم - عندما تُلي أمامه قول عنترة
:
ولقد أبيت على الطوى وأظلّه حتى أنال به كريم المأكلِ

فقال الرسول: «ما وصف لي أعرابي قط فأحببت أن أراه إلا عنترة». ويقول صاحب الأغاني:

«قال عمر بن الخطاب للحطيئة: كيف كنتم في حربكم؟ قال: كنا ألف فارس حازم. قال: كيف

يكون ذلك؟ قال: كان قيس بن زهير فينا، وكان حازمًا فكنا لا نعصيه. وكان فارسنا عنترة فكنا

نحمل إذا حمل ونحجم إذا أحجم. وكان فينا الربيع بن زياد وكان ذا رأي فكنا نستشيره ولا نخالفه.

وكان فينا عروة بن الورد فكنا نأتم بشعره… إلخ

».
ولعل في هذا المثل السالف آية وعلامة على «فن الحرب» الذي كان يعتمد في العصور القديمة

على الرأي والاستراتيجية والقيادة الحكيمة، والشعر (التعبئة) والقوة القائمة على العنف والغلبة
.
وقد قيل لعنترة: أأنت أشجع العرب وأشدها؟ فقال: لا. فقيل. فبماذا شاع لك هذا في الناس؟ قال:

كنت أقدم إذا رأيت الإقدام عزمًا، وأحجم إذا رأيت الإحجام حزمًا، ولا أدخل إلا موضعًا أرى لي منه

مخرجًا، وكنت أعتمد الضعيف الجبان فأضربه الضربة الهائلة التي يطير لها قلب الشجاع فأثني عليه فأقتله.
وهذه الآراء تؤكد اقتران الحيلة والحنكة في فن الحرب عند عنترة وأقرانه في عصر السيف

والرمح والفروسية

.
لا مراء في أن عنترة كان أشهر فرسان العرب في الجاهلية، وأبعدهم صيتًا، وأسيرهم ذكرًا

وشيمة، وعزة نفس، ووفاء للعهد، وإنجازًا للوعد وهي الأخلاقية المثلى في قديم الزمان وحديثه
.
ابن الأَمَة

بالرغم من هذا، فقد خرج عنترة في كنف أب من أشراف القوم وأعلاهم نسبًا، ولكن محنته جاءته

من ناحية أمه «الأَمَة» ولم يكن ابن الأمة يلحقه بنسب أبيه إلا إذا برز وأظهر جدارته واستحقاقه

للحرية والعتق، والشرف الرفيع، وهذا ما حصل في حال عنترة الذي اشترى حريته بسيفه وترسه

ويراعه (لسانه) الشعري، وأثبت أن الإنسان صانع نفسه، وصاحب مصيره، بغض النظر عن

أصله وفصله، وجنسه، ولونه وشكله
.
يقول عنترة
:
لا تسقني ماءَ الحياة بذلةٍ بل فاسقني بالعز كأس الحنظَلِ ماءُ الحياة بذلةٍ كجهنم وجهنم بالعزِّ أطيب منزل

وكان شعر عنترة صورة مثلى عن شمائله، ومناقبه. بالرغم مما يقال عن رفض ذوي عنترة

تزويجه من عبلة لتشبيبه بها، وذكرها في قصيده، بحيث كانت هي البطلة الدرامية لمعلقته، وكانت

صورتها ترتسم على صفحة السيوف في وطيس المعارك
:
ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم

هل تزوج عنترة عبلة بعد أن كرّ فأصبح حرًّا، وبعد أن دارت الدوائر على بني عبس؟

رأى البعض (عمر الدسوقي، «الفتوة عند العرب»)، أن عنترة لم يتزوج عبلة، بل تبتل في

محراب حبها، وأن أباها وأخاها منعاه زواجها فأبيا عليه مصاهرتهما، لتشبيبه بها، وأنها زوّجت

أحد أشراف قومها، وزفّت إليه رغمًا عن عنترة

.
ويميل آخر من «ديوان القرشي» إلى الرأي القائل إن عنترة تزوج عبلة بعد أن زالت عنه هجنة

النسب، وأصبح ابن عم لعبلة بآصرة القرابة الوثقى، وحجة هؤلاء أن شيم عنترة وبداوته تأنف

التغزل بمن زُوجت لغيره، وألحقت بكنف سواه. ولو كانت متزوجة من غيره، لما تغزّل بها إلى

درجة لا تكاد تخلو قصيدة من قصائده من ذكرها، يقول عنترة

:
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي حتى يوارى جارتي مأواها إني امرؤ سمح الخليقةِ ماجدٌ لا أتبع النفس الجنوح

هواها

وهناك موشح أندلسي ينسب إلى عنترة وفيه قوله
:
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم ولا رضيت سواكمو في الهوى بدلا لكنه راغب في من تعذبه وليس يرضى لا

لومًا ولا عذلاً


وهذا البيت الأخير يؤكد هيمان عنترة في مَن يحب وتعذّبه، وقد كانت عبلة وظلت الأثيرة في حياته

وحتى مماته. وقد انتهت حياة البطل عنترة بعد أن بلغ من العمر عتيًا، ويشبه مماته ميتة أخيل،

كفارس يقاتل في التسعين من عمره، في كبره، ومات مقتولاً إثر رمية سهم، وكان الذي قتله يلقب

بالأسد الرهيص من قبيلة طيء. وكان لامارتين الشاعر الفرنسي معجبًا بميتة عنترة الذي ما إن

أصيب بالسهم المسموم وأحسّ أنه ميت لا محالة، حتى اتخذ خطة المناضل - حتى بعد مماته –

فظل ممتطيًا صهوة جواده، مرتكزًا على رمحه السمهري، وأمر الجيش بأن يتراجع القهقرى

وينجو من بأس الأعداء، وظل في وقفته تلك حاميًا ظهر الجيش والعدو يبصر الجيش الهارب،

ولكنه لا يستطيع اللحاق به لاستبسال قائده البطل في الذود عنه ووقوفه دونه، حتى نجا الجيش

وأسلم عنترة الروح، باقيًا في مكانه، متكئًا على الرمح فوق جواده الأبجر
.
فن الحكواتي

وعن مثل هذه الرواية، نُسجت حكاية عنترة وسيرته في فن الحكواتي، وملاحمه، وتوسعت سيرة

عنترة، وأصبحت كـ «ألف ليلة وليلة» سيرة سردية كبرى، أضاف عليها المخيال الشعبي حكاياته

عبر القرون. يرى د.عبدالحميد يونس أن السيرة استغرقت خمسة قرون وأكثر حتى تكاملت في

سيرة جامعة، ويعني هذا الرأي أن «سيرة عنترة» أصبحت ملك الحكواتي وكاتبي السير الشعبية

والأدبية من الرواة والإخباريين. ومع أن الرواية لعبد الملك الأصمعي وهو أشهر رواة «سيرة

عنترة»، غير أن السيرة تراكمت واتسعت حتى قيل إن راويها من المعمّرين، وإنه عاش ما يقارب

من سبعة قرون
.
ولاحظ مارون عبود (كتاب «أدب العرب»). أن الكبت ومركب النقص كانا عاملين من العوامل

التي أثرت في شخصية عنترة، وأججّت طموحه إلى المجد والشعر والفروسية، وقد عوّض عقدة

النقص، بعد أن مُست كبرياؤه بأفعاله وشمائله وشجاعته، ومناقبه التي حوّلت النقص إلى

«عظمة» ومجد وتعالٍ
Transcendence.
إني امرؤ من خير عبسٍ منصبًا شطري وأحمي سائري بالمنصلِ ولقد أبيتُ على الطوى وأظلّه حتى أنال به كريمَ المأكل
في رفضه لفرضية الأصل الجنسي للعصاب يربط أ. أدلر دينامية الشخصية بمفهوم إرادة القوة عند
نيتشه، باعتبار أن اللذة هي تعبير عن إرادة القوة والاقتدار، وهدفها الغائي لا يقوم على الإشباع

الجنسي المحض، بل على تمجيد الشخصية
.
ويعتقد أدلر بوجود غريزة في الذات الإنسانية اسمها «غريزة التفوق» أو «عقدة التفوق


Complexe de superiorite مقابل عقدة الدونية، أو الضعة complexe



d’inferiorite،
الأولى تقوم على الرغبة في التقدير، التفوّق، والتجاوز، تجاوز الذات لتأكيد الكينونة، وهي تقوم

على الرغبة بتحقيق الذات والتقدير الاجتماعي، في مقابل عقدة الدونية

.
يقول الشاعر أبو العلاء المعري
:
لو لم تكن في القوم أصغرهم ما بان منك عليهم كبرُ

ذلك أن الإنسان الصغير في جسمِهِ، أو الدميم في وجهه، أو «الحقير» في مقامه، أو الذي يحس

صغارًا لعيب ما يتخذ أسلوبًا تعويضيًا كي يستر هذا النقص أو المركّب




complexe الذي وُلد معه أو أحدثته ظروف اجتماعية معينة.
والنقص أنواع مختلفة، فقد يكون أنفًا ضخمًا، أو قصرًا مفرطًا، أو نحولا إلى درجة الهزال، أو

شوهة جسيمة ما… إلخ
.
وفي كل هذا تحاول النفس، على غير وجدان، وبلا دراية أن تعوّض هذا النقص كمالاً، أي تجعل من

عقدة الدونية إحساسًا تعويضيًا بالعظمة والرفعة والسمو والتعالي. ومن الأمثلة على مركب

النقص التي أدت إلى النبوغ والكفاءة ديموستينوس الخطيب الألكن الذي أصبح خطيبًا عظيمًا،

تيمورلنك الأعرج، وكافور الخصي، بيتهوفن الأصم

.
عقدة الدونية

وإذا كانت عقدة الدونية، في الحالة السلبية، تؤدي إلى التجاوز التعويضي بالنبوغ وتحقيق الذات

والكينونة، فإنها تؤدي في حالات أخرى إلى العصاب والانكفاء والضعة والجريمة (هتلر، الحجّاج،

صدام حسين، ستالين.. إلخ
).
وقد أثرت سيرة عنترة على كل الفنون، كالحكاية «الحكواتي خاصة»، والرسم الشعبي، والشعر،

والغناء والموسيقى

.
وتناول الرسام الشعبي «أبو صبحي التيناوي، يوسف حرب، وغيرهما»، سيرة عنترة باعتبارها



رمزًا للبطولة والفروسية والإخلاص في الحب، ورفض العبودية والعنصرية والسعي وراء العدالة

الاجتماعية والمساواة وتحقيق الذات

.
وقد حفظت سيرة عنترة، العامة والخاصة، على حد سواء، ورواها الأجداد، وحظيت باهتمام الكتّاب


والأمة العربية. والرسام الشعبي صوّر هذه السيرة، ورسم بطلها يصارع الأعداء من أجل الحق


اجتماعيًا يتمثل في الدفاع عن موقف «العبد» الذي يحقق سيادته بسيفه فيحوّل العبودية سيادة وحرية.
وعنترة، الشاعر، ثبت جودة قريحته، كما برهن على قوة نصله وسيفه، بحيث علّقت معلقته على

أستار الكعبة
.
والعربي يرى في عنترة قصة العبد الذي صارع من أجل تحقيق الذات والمساواة بينه وبين

الآخرين بحكم ميزاته الشخصية - لا أصله وفصله - وبحكم مشاركته في تحمّل المسئولية في

الهيجاء والحروب، وهو العبد الذي حكم عليه بالحلب والصر والرعي «كرمز للعصامية

».
وعنترة بطل، رمز للبطولة، والشجاعة، والإخلاص، والحب، والصدق، والشهامة، والفروسية،

وقد صوّر الرسام الشعبي العربي عنترة، بطل هذه السيرة إلى جانب أبطالها الآخرين «عبلة،

شيبوب»، فظهر عنترة في هذه الرسوم فارسًا أسود اللون يمتطي دائمًا ظهر جواده «الأبجر»،

ويظهر بالزي الميداني، والشارب الطويل، مجهزًا بالنبال والرماح والخناجر، حاملاً بيده رمحه،

ومنطلقًا نحو الهدف
.
حصاني كان دلاّل المنايا فخاض غمارها وشرى وباعا وسيفي كان في الهيجا طبيبًا يداوي رأس مَن يشكو الصداعا


ويظهر أحيانًا مقاتلاً يضرب بسيفه عدوه عبد زنجير، وأحيانًا وهو يصارع ملك الجان، أو يقطع

برمحه رأس الثعبان (رمز الشر).
إلى جانب هذه الرسوم يسجل الرسام ألقاب عنترة وأسماء مرافقيه «عنترة أبو الفوارس، عبلة،


شيبوب..إلخ»، وتُزين اللوحة بشيء من شعره - شعر الفنان الشعبي (من الرجال سلاسل وقيود

وكذا النساء خلاخل وعقود

).
وعبلة، في هذه الرسوم امرأة جميلة، مزدانة بالحلي والعقود، متألقة بالزي البدوي، تارة تظهر

على حصان، وتارة على جمل داخل هودجها
.
وتظهر في بعض الرسوم كأنها رمز الأنوثة حاملة بيدها تفاحة حواء، وفي البعض الآخر رمز

للمحبة والصداقة تقدم لزبيدة زوجة هارون الرشيد (…) باقة من الزهور. إلى جانبها يُكتب «عبلة
ابنة مالك» وأسماء الصحابة والمرافقين
.
أما عنترة وعبلة في رسم واحد، فيظهران وكأنهما في عرس، هو على الحصان وهي في الهودج،

ومعهما مرافقون وخلفهما رموز شعبية «أفعى، نخيل، كف، أسد، طيور، زهور…».. إلخ
.
أصداء فنية

وقد اتخذ الفنان اللبناني رفيق شرف «1982 - 2004» من سيرة عنترة موضوعًا لأعماله

التشكيلية المتنوعة، برؤية حداثوية جديدة. وفي أوائل السبعينيات اختار شرف السير والقصص

الشعبية - وعلى رأسها سيرة عنترة - موضوعات لأعماله التشكيلية، تعالج سيرة عنترة في

لوحات زيتية رائعة، وكانت مرحلة من أهم المحطات الفنية التي مر بها، وهذه المرحلة الفنية

عُرفت بمرحلة «عنترة وعبلة»، أو مرحلة الفن الشعبي عند شرف. وقد حافظ الفنان في هذه

التجربة على بعض الخصائص التي امتاز بها التصوير الشعبي، فأهمل المنظور والتشريح، وضخّم


من طول الشنب، وأبقى على حاجبي الوجه يتصل كل منهما بالآخر وكبّر العينين، وأبرز العناصر

الرئيسية في اللوحة، إلا أنه ألغى المصطلحات الطبيعية والزخرفية والكتابة على خلفية العمل

.
أعماله في هذا المجال، كانت رمزية تعبيرية، فيها تقنية عالية، ومعالجة لونية حديثة. لقد نقل

الفنان شرف الموضوع التراثي (سيرة عنترة) إلى مستوى العمل الفني التشكيلي الحديث العالمي،
- كما فعل بيكاسو باستلهام الفن الشعبي الزنجي - وضمنه معاني جديدة، وأدخل على اللوحة

تقنية جديدة، وألوانًا زيتية، وحبرًا صينيًا، استعملها في رقش الزخارف الشرقية
.
وقد ظهرت العناصر في لوحة رفيق شرف متكاملة، لونًا وخطا وتوزيع مساحات، فاللون زاه حي،

وهو اللون العربي - الإسلامي الصافي، والخط ليّن وجميل ورائع
.
وقد ظهرت تجربة شرف الفنية، في إطار النهضة النقدية ما بعد هزيمة يونيو عام 1967. يقول

شرف: «استلهمت من التراث ما يفيد تشكيليًا، هادفًا في الوقت نفسه إلى إحياء روح الكرامة

والبطولة في الإنسان العربي المهزوم بعد حرب يونيو عام 1967… أنا ملتزم في إطار استلهام

التراث حتى الآن. التزام بمعنى الشعور بأهمية تراثنا والبحث التشكيلي فيه، وهو من جانب آخر

التزام بأصالة الروح وتاريخها وحضارتها، إنه بالنسبة إلي التزام ذاتي
..
<جميل قاسم>








خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 09-12-2010, 11:56 PM
المشاركة 2
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جهودك المميزة
تنير المنتدى بكل رائق و شائق.
كل عام و أنتم في خير.

سيدتي الكريمة
عنترة بن شداد
هو مثال للعلاقة بين: الأسطورة ,و الشعر في الأدب العربي.
سعت الأمم لتخليد الأساطير كلٌّ بطريقته, فأهرامات الفراعنة ,و منحوتات الإغريق و تماثيل البوذيين ,هي شاهد على أهمية الأسطوة ,و ضرورة تبلغيها للقادم القريب , و البعيد .
لقد حفظ لنا الشعر العربي حياة الأساطير العربية في قالبٍ لغوي حي , و متفاعل مع الأجيال عبر القرون.

قديم 09-13-2010, 01:52 AM
المشاركة 3
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
*

أيا دار عبلة عمت صباحا

* الشاعر محمد الثبيتي يستلهم شخصية عنترة، قالها بعد الغزو الإسرائيلي

للبنان عام 1982.. يقول في هذه القصيدة:

«غريق بليل الهزائم سيفي

ورمحي جريح

ومهري على شاطئ الزمن العربي

يلوك العنان
أعانق في جسدي شبحا

مثخنا بالجراح

ومرثية للكمي الذي

ضاع من يده الصولجان

ترى يا ابنة العم ماذا جرى؟


وهل حمد القوم عند الصباح السرى ؟»

أعجبني ما قاله الشاعر أحمد الثبيتي ...
جميل هذا النقل وموفق أيا توأم الروح
سأعود لأستكمل الموضوع




عاطر تحياتي ... ناريمان

قديم 09-13-2010, 11:25 PM
المشاركة 4
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جهودك المميزة
تنير المنتدى بكل رائق و شائق.
كل عام و أنتم في خير.

سيدتي الكريمة
عنترة بن شداد
هو مثال للعلاقة بين: الأسطورة ,و الشعر في الأدب العربي.
سعت الأمم لتخليد الأساطير كلٌّ بطريقته, فأهرامات الفراعنة ,و منحوتات الإغريق و تماثيل البوذيين ,هي شاهد على أهمية الأسطوة ,و ضرورة تبلغيها للقادم القريب , و البعيد .
لقد حفظ لنا الشعر العربي حياة الأساطير العربية في قالبٍ لغوي حي , و متفاعل مع الأجيال عبر القرون.
عيدك مبارك أستاذ عبده فايز الزبيدي ومن العايدين الفايزين..

صدقت الشعر وثيقة مهمة في تخليد الأسطورة وتوثيق الحقائق أيضا..

كن بخير

تحيتي لك خالصة..







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 09-13-2010, 11:29 PM
المشاركة 5
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
*

أيا دار عبلة عمت صباحا

* الشاعر محمد الثبيتي يستلهم شخصية عنترة، قالها بعد الغزو الإسرائيلي

للبنان عام 1982.. يقول في هذه القصيدة:

«غريق بليل الهزائم سيفي

ورمحي جريح

ومهري على شاطئ الزمن العربي

يلوك العنان
أعانق في جسدي شبحا

مثخنا بالجراح

ومرثية للكمي الذي

ضاع من يده الصولجان

ترى يا ابنة العم ماذا جرى؟


وهل حمد القوم عند الصباح السرى ؟»

أعجبني ما قاله الشاعر أحمد الثبيتي ...
جميل هذا النقل وموفق أيا توأم الروح
سأعود لأستكمل الموضوع




عاطر تحياتي ... ناريمان

مرحبا يا غالية

من العايدين الفايزين

كل عيد وأنتِ بخير

سرني إعجابكِ ومرورك الجميل..







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 09-26-2010, 05:29 PM
المشاركة 6
احمد ماضي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
استاذتي

الودعاني سارة

امتعني المرور هنا

شكرا لكِ على هذا الجهد الادبي الثمين

وهذه العتاريف الرائعة المختزلة

دمتِ كما تحبين

وتقبلي الود

بعطر الورد




لا سواكِ يكبلني بالحُب

قديم 09-27-2010, 09:22 AM
المشاركة 7
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
استاذتي

الودعاني سارة

امتعني المرور هنا

شكرا لكِ على هذا الجهد الادبي الثمين

وهذه العتاريف الرائعة المختزلة

دمتِ كما تحبين

وتقبلي الود

بعطر الورد
أنت أستاذي وأنا هنا أتعلم منكم

ورأيك بلاشك محفز اكثر لي على البحث

عن كل ما هو مفيد..

أستاذ أحمد القلعاوي

كن كما تحب واكثر..







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: << عنترة في الترتيب الثاني بعد المتنبي إستدعاء في الشعر العربي >>
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفصل الثاني من الربيع العربي .. عبدالله الشمراني منبر الحوارات الثقافية العامة 8 11-17-2019 11:58 PM
المتنبي يسترد أباه .. دراسة في نسب المتنبي - عبد الغني الملاّح د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-04-2014 12:32 PM
دروس هامة فى التربية الاسلامية - الجزء الثانى هبة عبد المنعم منبر الحوارات الثقافية العامة 0 06-03-2013 06:49 PM
من أعلام الشعر العربي عبدالله باسودان منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 0 10-23-2011 12:28 AM
التجديد في الشعر العربي عبدالله باسودان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 8 07-12-2011 08:31 PM

الساعة الآن 02:37 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.