احصائيات

الردود
0

المشاهدات
650
 
مسعدة مسفر
من آل منابر ثقافية

مسعدة مسفر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
24

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Dec 2020

الاقامة
نجران السعودية

رقم العضوية
16465
12-12-2020, 05:28 PM
المشاركة 1
12-12-2020, 05:28 PM
المشاركة 1
افتراضي طينة
طينةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كنت أقرأ عن المشاهير الذين تزورهم شخصيات أعمالهم في الأحلام، اليوم فقط أدركتُ أنني لا أختلف عنهُم بعدما زارتني شخصيات قصتي .
الإشارة الأولى هي سماع الموسيقى الكلاسيكية الهادئة التي تناسب شخصيتي، صحيح أنني لا أسكن قصرًا فخمًا و لا أمتلك عربية و لا حتى وظيفة ولا أعيش داخل إطار من الاحتياجات التي تستعبد الإنسان فأعيش أسيرًا لها طوال حياتهِ لتعيق عنهُ مجرى الأحلام السعيدة.
الطقس الثاني علي أن أعد القهوة و قد يكون أول و آخر فنجان لهذا اليوم و السبب بسيط أني لا أمتلك نقودًا لشراء قهوة و مع ذلك لا أريد أن أعكر يومي الجميل بتلك السخافات التي لن تنزل المطر .
تذكرت تلك العجوز التي كنت أقضي لها حاجتها عندما يغيب عنها أولادها فقد كانت تطلب مني أن أشتري لها خبزًا ولبنًا وبعض الأشياء التي تحتاج لها ثم تنقدني عشرة ريالات قائلة لي 🙁 جعل رزقك مطر) دعوة مر عليها سنوات و لم يستجب لها أما كان عليك أن تستبدليها أم أن ظروفك القاسية هي التي فرضتها عليك .
جلست على الكرسي الخشبي الذي صنعته بيدي فبعدما أنهى جارنا تصليح حظيرة الأغنام الخاصة به التي وضع بداخلها الكثير من المواشي التي يأتي ابنه و أصداقاؤه لسرقتها وبيعها بأقل من سعرها و كانت (حصاة) اللوم و العتب تقع في رأس ذلك العامل المسكين الذي لا حول لهُ و لا قوة.
جمعت تلك الأخشاب التي كان يشاطرني بجمعها أبناء جاري اليمني فهم يجمعون قطع الحديد التي تشكل لهم مصدر دخل مع ما يفعلون من أعمال كثيرة تساعدهم على التغلب على ظروفهم الصعبة .
أحضرت المطرقة و علبة الماء الفارغة التي جمعت بداخلها المسامير التي وجدتها متناثرة في كل مكان بعد العمال .
ما أشبه هذا الفعل الصغير بحال الشركات التي تخلف وراءها بعد كل عمل الكثير من المواد والأدوات على الطرق لتكون عرضة للسرقة و جارنا أول اللصوص فقد سرق مجموعة من أكياس الأسمنت و الطوب لإصلاح الحظيرة .
لذلك لم أكن أبالي بما كان يفعله ابنه و هو يناول ذلك العامل المسكين الأكل و العصير ويطلب منه أن يشرب العصير كونه منعشًا بينما الحقيقة أنه كان يضع بهِ حبوبًا منومة فما أن يدرك أن العامل نام حتى يستدعي رفاقه لسرقة بعض الخراف و حتى لا يكتشف أمرهم بسرعة كانوا يحفرون من الجانب الخلفي تحت السلك ثم يطلقون الكلاب على بعض الأغنام ويساعدون على جرها خارج الحظيرة ثم ينصرفون بغنيمتهم .
سمعت أحدهم يقول: سنذهب لنبيعها في الخميس أفضل من أن نبيعها على العم راشد فهو غشاش يشتريها منا بخمس مئة ريال و يبيع الواحد بألف ومئتي ريال.
اتفقوا على ذلك وظل العامل يغط في نوم عميق و الكلاب تأكل غنيمتها التي تشاركها في ذلك ( المصه) طائر الخفاش و أنا أرقب نجوم الليل على أمل أن تزورني شخصيات قصتي الجديدة.



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:48 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.